تحبير التيسير في القراءات العشر (بَاب ذكر الْإِظْهَار والإدغام للحروف
السواكن)
[اخْتلفُوا] فِي الذَّال من إِذْ عِنْد سِتَّة أحرف، عِنْد
الْجِيم / وَالزَّاي وَالسِّين وَالصَّاد وَالتَّاء وَالدَّال
[يجمعها قَوْلك] [صدت سجز] نَحْو قَوْله تَعَالَى: (وَإِذ
جعلنَا، وَإِذ زين لَهُم، وَإِذ سمعتموه، وَإِذ تَبرأ وَإِذ
دخلُوا وَإِذ صرفنَا) فَكَانَ الحرميان وَعَاصِم وَأَبُو
جَعْفَر وَيَعْقُوب يظهرون الذَّال عِنْد ذَلِك كُله، وأدغم
ابْن ذكْوَان فِي الدَّال وَحدهَا، وأدغم خلف لنَفسِهِ [وَعَن]
حَمْزَة فِي التَّاء وَالدَّال، وَأظْهر خَلاد وَالْكسَائِيّ
عِنْد الْجِيم فَقَط، وأدغم أَبُو عَمْرو وَهِشَام الذَّال فِي
السِّتَّة، وَاخْتلفُوا فِي الدَّال من قد عِنْد ثَمَانِيَة
أحرف، عِنْد الْجِيم [والشين وَالسِّين] وَالصَّاد وَالزَّاي
والذال والظاء وَالضَّاد نَحْو قَوْله تَعَالَى: (وَلَقَد
جَاءَهُم، وَقد سمع اللَّهِ، وَقد شغفها، وَلَقَد صرفنَا،
وَلَقَد زينا، وَلَقَد ذرأنا، وفقد ضل، وَلَقَد ظلمك) فَكَانَ
ابْن كثير وقالون وَعَاصِم وَأَبُو جَعْفَر وَيَعْقُوب يظهرون
الدَّال عِنْد ذَلِك كُله وأدغم ورش فِي الضَّاد والظاء فَقَط،
وأدغم ابْن ذكْوَان فِي الزَّاي والذال وَالضَّاد والظاء فِي
الْأَرْبَعَة لَا غير، وروى النقاش عَن الْأَخْفَش الْإِظْهَار
عِنْد الزَّاي وَبِه قَرَأَ
(1/231)
على عبد الْعَزِيز الْفَارِسِي، وَأظْهر
هِشَام (لقد ظلمك) فِي سُورَة هِيَ فَقَط، وأدغم الْبَاقُونَ
الدَّال فِي الثَّمَانِية. وَاخْتلفُوا فِي تَاء التَّأْنِيث
الْمُتَّصِلَة بِالْفِعْلِ عِنْد سِتَّة أحرف، عِنْد الْجِيم
وَالسِّين وَالصَّاد وَالزَّاي والثاء والظاء نَحْو قَوْله
تَعَالَى: (نَضِجَتْ جُلُودهمْ وكذبت ثَمُود وأنزلت سُورَة
وحصرت صُدُورهمْ وخبت زدناهم وَكَانَت ظالمة) وَشبهه فأظهر
ابْن كثير وقالون وَعَاصِم وَأَبُو جَعْفَر وَيَعْقُوب التَّاء
عِنْد ذَلِك كُله، وأدغم ورش فِي الظَّاء فَقَط، وَأظْهر ابْن
عَامر عِنْد السِّين وَالْجِيم وَالزَّاي، وَاخْتلف ابْن
ذكْوَان وَهِشَام فِي قَوْله تَعَالَى: (لهدمت صوامع) فأدغم
ابْن ذكْوَان / وَأظْهر هِشَام. قلت: وَأظْهر خلف عِنْد
الثَّاء فَقَط وأدغم فِي الْخَمْسَة الْبَاقِيَة وَالله
الْمُوفق. (- وأدغم الْبَاقُونَ [وهم أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة
وَالْكسَائِيّ] التَّاء فِي السِّتَّة - 2) . وَاخْتلفُوا فِي
لَام هَل وبل عِنْد ثَمَانِيَة أحرف، عِنْد التَّاء والثاء
وَالزَّاي وَالسِّين [والطاء وَالضَّاد والظاء] وَالنُّون
نَحْو قَوْله تَعَالَى (- هَل تعلم وَهل ثوب وبل سَوَّلت وبل
طبع اللَّهِ وبل ضلوا وبل ظننتم وبل زين وَهل نَحن) [وَهل
ندلكم وَهل ننبئكم] [وبل نتبع - 5) وَشبهه فأدغم الْكسَائي
اللَّام فِي الثَّمَانِية وأدغم حَمْزَة فِي التَّاء والثاء
وَالسِّين فَقَط وَاخْتلف عَن خَلاد عِنْد الطَّاء فِي قَوْله
[تَعَالَى] : (بل طبع اللَّهِ) فَقَرَأته بِالْوَجْهَيْنِ،
(1/232)
الْإِدْغَام على أبي الْفَتْح، والإظهار
على أبي الْحسن وبالإدغام آخذ لَهُ [وَهَذَا طَرِيق الْكتاب]
وَأظْهر هِشَام عِنْد النُّون وَالضَّاد وَعند التَّاء فِي
قَوْله تَعَالَى فِي الرَّعْد: (أم هَل تستوي الظُّلُمَات
والنور) لَا غير. وأدغم أَبُو عَمْرو (هَل ترى من فطور) ، وفهل
ترى لَهُم من بَاقِيَة) فِي الْملك والحاقة لَا غير، وَأظْهر
الْبَاقُونَ اللَّام عِنْد الثَّمَانِية.
(1/233)
(فصل:)
وأدغم أَبُو عَمْرو وخلاد وَالْكسَائِيّ [الْبَاء] فِي الْفَاء
حَيْثُ وَقع نَحْو قَوْله تَعَالَى: (أَو يغلب فَسَوف وَمن لم
يتب فَأُولَئِك) وَشبهه، وَخير خَلاد [فِي] (وَمن لم يتب
فَأُولَئِك) (- وبالوجهين [قَرَأَ] على أبي الْفَتْح وبالإدغام
على أبي الْحسن - 4) وَأظْهر ذَلِك الْبَاقُونَ وأدغم
الْكسَائي الْفَاء فِي الْبَاء فِي قَوْله تَعَالَى: (إِن نَشأ
نخسف بهم الأَرْض) فِي سبأ وَأظْهر ذَلِك الْبَاقُونَ، وأدغم
أَبُو الْحَارِث اللَّام من (وَمن يفعل ذَلِك) إِذا [سكنت]
للجزم فِي الذَّال [فِي] قَوْله تَعَالَى: (وَمن يفعل ذَلِك)
[وأظهرها] الْبَاقُونَ، وَأظْهر الحرميان وَعَاصِم لَبِثت
ولبثتم وَمن يرد ثَوَاب) حَيْثُ وَقع، قلت: وافقهم يَعْقُوب
وَخلف فِي (لَبِثت ولبثتم) وَوَافَقَهُمْ أَبُو جَعْفَر
وَيَعْقُوب فِي (وَمن يرد ثَوَاب) وَالله الْمُوفق / وأدغم
ذَلِك الْبَاقُونَ.
وأدغم هِشَام وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ
(أورثتموها) فِي [المكانين] [فِي الزخرف والأعراف] وأدغم أَبُو
عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَخلف
(1/234)
(فنبذتها) [فِي طه] (وَإِنِّي عذت بربي)
[فِي حم الْمُؤمن وَالدُّخَان] ، [وافقهم] أَبُو جَعْفَر فِي
عذت وَأظْهر ذَلِك الْبَاقُونَ. وَأظْهر ابْن كثير وَحَفْص
ورويس (اتخذتم وأخذتم) [واتخذت ولتخذت وَمَا] كَانَ مثله من
لَفظه وأدغم ذَلِك الْبَاقُونَ.
وَأظْهر ابْن كثير وورش وَهِشَام وَأَبُو جَعْفَر (يَلْهَث
ذَلِك) وَاخْتلف عَن قالون فبالإدغام قَرَأَ على أبي الْحسن من
جَمِيع طرقه وبالإظهار [على أبي الْفَتْح] من قِرَاءَته على
عبد الْبَاقِي وأدغم ذَلِك الْبَاقُونَ، وأدغم أَبُو عَمْرو
الرَّاء الساكنة فِي اللَّام نَحْو قَوْله [تَعَالَى] : (نغفر
لكم واصبر لحكم رَبك) وَشبهه بِخِلَاف [عَن] أهل الْعرَاق فِي
ذَلِك. وَحدثنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ قَالَ [حَدثنَا]
ابْن مُجَاهِد عَن أَصْحَابه عَن اليزيدي عَن أبي عَمْرو
بِالْإِدْغَامِ وَلم يذكر خلافًا وَلَا اخْتِيَارا وَبِه
قَرَأَ على أبي
(1/235)
الْقَاسِم عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر،
وأظهرها الْبَاقُونَ وَأظْهر ورش وَابْن عَامر [وَحَمْزَة]
وَأَبُو جَعْفَر وَخلف (يَا بني اركب مَعنا) وَاخْتلف عَن
قالون وَعَن البزي وَعَن خَلاد، فبالإدغام قَرَأَ على أبي
الْحسن عَن قالون وعَلى أبي الْفَتْح عَن خَلاد وَطَرِيق
النقاش عَن البزي، وَأظْهر ورش (ويعذب من يَشَاء) فِي
الْبَقَرَة [وَاخْتلف] عَن قنبل وَعَن البزي أَيْضا والإدغام
طَرِيق أبي ربيعَة عَن البزي وَابْن مُجَاهِد عَن قنبل، وأدغم
ذَلِك الْبَاقُونَ، وَمَا بَقِي من هَذَا الْبَاب فِي فواتح
السُّور [فسنذكره] هُنَاكَ إِن شَاءَ اللَّهِ [تَعَالَى] .
(1/236)
(فصل:)
وَأَجْمعُوا على إدغام النُّون الساكنة والتنوين فِي [اللَّام
وَالرَّاء] بِغَيْر غنة. وَأَجْمعُوا على إدغامهما فِي الْمِيم
وَالنُّون بغنة، وَاخْتلفُوا عِنْد [الْيَاء وَالْوَاو]
فَقَرَأَ خلف عَن حَمْزَة بإدغامهما فيهمَا بِغَيْر غنة نَحْو
قَوْله [عز وَجل] [من يعْمل] ويومئذ / يصدعون، وَمن وَال
ويومئذ واهية) وَشبهه وَالْبَاقُونَ يدغمونهما فيهمَا ويبقون
الغنة فَيمْتَنع الْقلب الصَّحِيح [مَعَ] ذَلِك، وَأَجْمعُوا
أَيْضا على إظهارهما عِنْد حُرُوف الْحلق السِّتَّة وَهِي
الْهمزَة وَالْهَاء [والحاء وَالْعين] وَالْخَاء والغين إِلَّا
مَا كَانَ من مَذْهَب ورش عِنْد الْهمزَة من إلقائه حَرَكَة
الْهمزَة [عَلَيْهِمَا] وَقد ذكر. قلت: وَإِلَّا مَا كَانَ من
مَذْهَب أبي جَعْفَر من إخفائهما عِنْد الْغَيْن وَالْخَاء
وَاسْتثنى لَهُ من ذَلِك (المنخنقة، وَإِن يكن غَنِيا
وفسينغضون) فأظهر النُّون فِيهَا وَالله الْمُوفق.
وَكَذَا أَجمعُوا على قلبهما ميما عِنْد الْبَاء خَاصَّة وعَلى
إخفائهما عِنْد بَاقِي حُرُوف المعجم والإخفاء حَال بَين
الْإِظْهَار والإدغام وَهُوَ عَار [عَن] التَّشْدِيد [فاعلمه]
وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق.
(1/237)
|