تحفة الأقران في ما قرئ بالتثليث من حروف القرآن

حرف الحاء
فمن ذلك قوله تعالى في سورة " الأنعام ": (وَحَرْثٌ حِجْرٌ)
قرئ بكسر الحاء وسكون الجيم من (حِجْرٌ) ، وبضمّها وبفتحها مع
سكون الجيم:
فأما قراءة الكسر فقرأ بها السبعة، ووجهها أنّه " فِعْل " بمعنى " مفعول ".
مثل الذِّبح بمعنى المذبوح، والطِّحن بمعنى المطحون، ويستوي فيه
المذكر والمؤنّث والواحد والجمع.
وأما قراءة الضمّ فقرأ بها الحسن، ووجهها أنّه لغة في المكسور.
وأما قراءة الفتح فقرأ بها أيضاً الحسن، ووجهها وجه الضمّ. والله أعلم.
***
ومن ذلك قوله تعالى في سورة " والذّاريات ": (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)
قرئ بصْمّ الحاء وكسرها وفتحها.
وقد تقدّم الكلام في ذلك مستوفىً في حرف الباء.
***

(1/64)


ومن ذلك قوله تعالى في سورة " الرّحمن ": (شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ) .
قرأ ابن أبي إسحق (ونَحِسّ) مكان (نحاس) فجعله فعلاً مضارعاً من
حَسّه: إذا قتله، وأجرى على الحاء الحركات الثلاث على التَّخيير، فهي
قراءة مثلثة عنده.
فوجه الضمّ أنّ الماضي على " فعَلَ " بفتح العين، والمضارع على
" يفعُلُ " بضمّها، نحو شدَّ يشُدّ، وهو القياس؛ لأنّه حسّ متعذّ.
ووجه الكسر أنّ الماضي كذلك والمضارع على " يفعِل " بالكسر نحو
شدّ يشدّ، يروى بالضمّ على القياس، وبالكسر سماعا.
ومثله يحسّ هاهنا.
ووجه الفتح أن الماضي على " فَعِل " بكسر العين، والمضارع على
" يفعَل " بفتح العين.
***
حرف الخاء
ولم نجد في الخاء شيئا.
***

(1/65)