جامع البيان في القراءات السبع

باب ذكر تسمية [17/ و] أئمة القراء «2» الذين نقلوا عنهم القراءة وأدّوها إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر رجال نافع
407 - رجال نافع الذين سمّاهم خمسة: أبو جعفر يزيد «3» بن القعقاع القارئ مولى عبد الله «4» بن عبّاس بن أبي ربيعة المخزومي، وأبو داود عبد الرحمن «5» بن هرمز
الأعرج مولى محمد «6» بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو روح يزيد «7» بن رومان مولى «8» آل الزبير بن العوّام، وأبو عبد الله مسلم «9» بن جندب
__________
(1) قوله وكان من جلة أصحابه الخ، هو من قول عقيل بن يحيى، في وصف قتيبة بن مهران، كما في لسان الميزان 4/ 470.
(2) في م: (القراءات) وفي ت: (القراءة)، والصواب ما أثبته؛ لأن القراء يعبرون عن الشيخ بالإمام. انظر فقرة م 462.
(3) المدني أحد القراء العشرة، تابعي كبير، مات سنة ثلاثين ومائة. معرفة 1/ 58، غاية 2/ 382.
(4) المكي ثم المدني، تابعي كبير، مات بعد سنة سبعين. معرفة 1/ 49، غاية 1/ 439.
(5) المدني، تابعي جليل، مات سنة سبع عشرة ومائة. معرفة 1/ 63، غاية 1/ 381.
(6) أبو حمزة، تابعي، روى عن عمر بن الخطاب، طبقات ابن سعد 5/ 20.
(7) المدني، فقيه، قارئ، محدث، مات سنة عشرين ومائة. معرفة 1/ 62، غاية 2/ 381.
(8) في ت، م: (مولى محمد الزبير). وليس في أولاد الزبير من يسمى محمدا. انظر طبقات ابن سعد 3/ 100. والتصحيح من طبقات خليفة/ 260، وسبعة ابن مجاهد/ 60.
(9) المدني، الهذلي مولاهم، تابعي مشهور، مات سنة ثلاثين ومائة معرفة 1/ 65، غاية 2/ 297.

(1/224)


الهذلي القاضي، وشيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب القاضي، مولى أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
408 - وقرأ هؤلاء الخمسة على أبي هريرة وعبد الله بن عباس بن أبي ربيعة، وقرآ «1» على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
409 - حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا بكر ابن سهل، قال: حدّثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن «2» ح.
410 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا بكر بن سهل وعبد الجبار بن محمد، قالا: حدّثنا «3» عبد الصمد «4» ح.
411 - وحدّثنا محمد بن سعيد الإمام في كتابه، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال «5»: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا عبد الصّمد «6» ح.
__________
(1) في ت، م: (قراءوا). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) أحمد بن محمد بن عمر، أبو عبد الله تقدم.
- أحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع، أبو العباس، المصري، مات بمصر سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 35، حسن المحاضرة 1/ 370.
- بكر بن سهل بن إسماعيل، أبو محمد، الدمياطي، إمام مشهور من كبار أصحاب عبد الصمد العتقي، مات سنة تسع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 178. وهذا الإسناد صحيح؛ لأنه من أسانيد التيسير في رواية ورش عن نافع.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) عبد الجبار بن محمد، المعلم، سكن أنطاكية، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عبد الصمد بن عبد الرحمن، غاية 1/ 358. وصدر الإسناد قبل بكر تقدم في الفقرة/ 128. وهذا الإسناد صحيح من طريق بكر بن سهل، وحسن لغيره من طريق عبد الجبار بن محمد.
(5) في ت، م: (قالا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) محمد بن سعيد لم أجده.
- محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد، يروي عن أبيه، روى عنه مسلمة بن محمد التبري شيخ من شيوخ أبي عمر بن عبد البر. جذوة المقتبس/ 39. أبوه أحمد بن خالد بن يزيد، أبو عمر، حافظ علامة، شيخ الأندلس، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. تذكرة الحفاظ 3/ 715.
- إبراهيم بن محمد بن بازي، أبو إسحاق، الأندلسي، ثقة، مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
غاية 1/ 23.

(1/225)


412 - وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا أبو بكر بن سيف، قال: [نا] «1» يوسف «2» ح.
413 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عمر بن محمد الإمام، قال: حدّثنا أحمد بن زكريا قال: حدّثنا عبيد بن محمد قال: حدّثنا داود بن أبي طيبة «3».
414 - قالوا: حدّثنا عثمان بن سعيد ورش عن نافع، ورجال نافع: عبد الرحمن الأعرج، وأبو جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وعبد الرحمن بن القاسم؛ وهو عبد الرحمن «4» بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
415 - وقد تابعه «5» على ذكره في رجال نافع أحمد بن جبير عن إسحاق المسيّبي، وزاد ابن جبير أيضا فيهم محمد بن شهاب الزهري.
416 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف عن إسحاق «6» عن نافع.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) إبراهيم بن محمد بن مروان، أبو إسحاق المصري، ضابط ماهر عارف بقراءة ورش، قرأ على ابن سيف سنة ثمان وتسعين ومائتين. غاية 1/ 26.
- ابن سيف هو عبد الله بن مالك بن عبد الله، المصري، مقرئ، مصدر، محدث إمام ثقة، مات سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 445، معرفة 1/ 188.
ويوسف هو ابن عمرو أبو يعقوب الأزرق تقدم. وهذا الإسناد صحيح.
(3) عمر بن محمد بن عراك، أبو حفص، المصري، الإمام، أستاذ في قراءة ورش، مات سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. غاية 1/ 597، حسن المحاضرة 1/ 490.
- أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا، أبو الحسين، المصري المعروف بابن بلغارية، روى القراءة عن عبيد بن محمد صاحب داود بن أبي طيبة. غاية 1/ 133.
- عبيد بن محمد بن موسى، أبو القاسم، المصري، مات سنة أربع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 497، وداود تقدم. وهذا الإسناد حسن لغيره.
(4) أبو محمد، المدني، ثقة جليل، مات سنة ست وعشرين. التقريب 1/ 495.
(5) أي تابع ورشا على ذكر عبد الرحمن بن القاسم في رجال نافع أحمد بن جبير.
(6) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 174. وهو إسناد صحيح.

(1/226)


417 - قال «1»: وسمعت نافعا يقول: أدركت أئمة بالمدينة يقتدى بهم منهم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نصاح، وأبو جعفر بن يزيد بن القعقاع، ومسلم بن جندب، وأناسا لم يكتبهم إسحاق، قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم أخذت به وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفت هذه القراءة في هذه الحروف التي اجتمعوا عليها.
418 - لم يذكر ابن ذكوان «2» في حديثه يزيد بن رومان.
419 - حدّثنا أحمد بن محفوظ القاضي، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن منير، قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى المدني، قال: حدّثنا هارون بن موسى الفروي، قال:
حدّثنا قالون أن محمد بن إسحاق بن محمد المسيّبي حدّثه أن نافع بن أبي نعيم «3» القارئ أخبره أنه قرأ هذه القراءة على عدة من التابعين: أبو جعفر القارئ ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وجماعة، فكل ما اجتمع له اثنان على حرف من هذه القراءة أثبته وقرأته «4».
420 - لم يذكر الفروي في حديثه مسلم بن جندب، وقال: إنّ محمد بن إسحاق سمعه «5» من نافع، وإنما سمعه «6» من أبيه إسحاق عن نافع وعن إسحاق نفسه رواه قالون فغلط عليه الفرويّ أو «7» عبد الله بن عيسى فذكر ابنه محمدا.
421 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الفرج، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع أنه قال: أدركت هؤلاء الخمسة وغيرهم ممّن سمّى ولم يحفظ أبي أسماءهم. قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذته وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفت هذه القراءة في هذه الحروف «8».
__________
(1) القائل هو إسحاق المسيبي.
(2) لم يقدم الداني ذكر ابن ذكوان في الإسناد، فلعل طريقه سقط من النساخ، وسيأتي ذكر إسناد ابن ذكوان في الفقرة/ 627.
(3) صدر الإسناد قبل قالون تقدم في الفقرة/ 164، وهذا الإسناد حسن.
(4) في م: وقرأه.
(5) في م: سمعته. وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) سقط من ت. وفي م: (وإنما سمعته من نافع) وهو تحريف.
(7) في ت، م: (أبو) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 157. وهو إسناد صحيح والرواية في السبعة/ 61 به مثلها.

(1/227)


422 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا إبراهيم ابن عبد الرزاق قال: حدّثنا عثمان بن خرّزاذ قال: حدّثنا قالون قال: قرأ نافع على شيبة بن نصاح وأبي جعفر القارئ ومسلم بن جندب الهذلي ويزيد بن رومان، قال نافع: فنظرت فيما اجتمعوا عليه فأخذت به وما شذّ منهم تركته «1».
423 - لم يذكر ابن خرّزاذ في حديثه عبد الرحمن بن هرمز والخبر مرسل «2»؛ لأن قالون لم يسمعه من نافع كما تقدّم في خبر الفروي عنه.
424 - وكما حدّثونا عن محمد بن جعفر الفريابي قال: حدّثنا إسماعيل بن إسحاق قال «3» قالون: أخبرني أصحابنا عن نافع «4» ولست أحفظ عنه أنه قال: أدركت بالمدينة أئمة يقتدى بهم في القراءة منهم عبد الرحمن بن هرمز وأبو جعفر القاري وشيبة بن نصاح ومسلم بن جندب ويزيد بن رومان وغيرهم، قال نافع: فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته وما شذّ عنه واحد «5» تركته حتى ألّفت هذه القراءة، قال قالون: وقد كان نافع يذكر هذا ولكني [لست] «6» أحفظه [عنه] «7».
425 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا عمر بن محمد المقري، قال: حدّثنا أبو محمد الحسن بن أبي الحسن العسكريّ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن بن عمير، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال: قرأت على أبي التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على ورش التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على نافع التحقيق، قال:
وأخبرني نافع أنه قرأ [على] «8» الخمسة التحقيق، وأخبرني الخمسة أنهم قرءوا على
__________
(2) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 128 وهو إسناد رجاله ثقات غير أنه مرسل كما سيأتي، وحيث تبين أن الإرسال عن ثقة، فهو إسناد صحيح.
(3) أي منقطع.
(4) أي منقطع.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) محمد بن جعفر بن محمد المستفاض، أبو الحسن، الفريابي، البغدادي، ثقة، روى عنه الحروف عبد المنعم بن غلبون غاية 2/ 111 تاريخ بغداد 2/ 141. والإسناد حسن لغيره.
(7) في ت، م: (عنه). وهو خطأ لا يستقيم به السياق. وانظر الفقرة/ 421.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(1) سقطت (على) من م. والخمسة هم: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو جعفر القارئ، وشيبة بن نصاح، ويزيد بن رومان، ومسلم بن جندب. انظر النشر 1/ 207.

(1/228)


عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة التحقيق، وأخبرهم عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة أنه قرأ على أبيّ بن كعب التحقيق، وأخبرني أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقرأ النبيّ عليّ التحقيق «1».
426 - قال أبو عمرو: هذا الحديث غريب لا أعلمه يحفظ إلا من هذا الوجه، وهو مستقيم الإسناد «2».
427 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن صدقة، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد المدني، قال: حدّثنا عبيد بن ميمون التبان، قال: قال لي هارون بن زيد «3»: قراءة من تقرأ؟ قلت: قراءة نافع بن أبي نعيم، قال «4»: فعلى من قرأ نافع؟ قلت: أخبرنا نافع أنه قرأ على الأعرج، وأن الأعرج قال:
قرأت على أبي هريرة، وقال أبو هريرة: قرأت على أبيّ بن كعب، قال أبيّ: عرض عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، وقال: «أمرني جبريل عليه السلام أن أعرض عليك القرآن» «5».
__________
(2) العسكري هو الحسن بن رشيق تقدم.
- محمد بن الحسن بن عمير، روى القراءة عن عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، روى القراءة عنه الحسن بن أبي الحسن العسكري، غاية 2/ 118.
- داود بن أبي طيبة، هارون بن يزيد تقدم.
(3) أخرجه ابن الجرزي من طريق الداني به مثله، ومسلسلا بقراءة التحقيق من طريق الداني عن فارس بن أحمد عن عمر بن عراك عن حمدان بن عون عن إسماعيل النحاس، عن الأزرق، عن ورش به كالأول. غاية النهاية 2/ 332. وقال في النشر (1/ 206): وقال (أي الداني) في كتاب التجريد بعد إسناده هذا الحديث، هذا الخبر الوارد بتوقيت قراءة التحقيق من الأخبار الغريبة، والسنن العزيزة لا توجد روايته إلا عند المكثرين الباحثين، ولا يكتب إلا عن الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في وجوب استعمال قراءة التحقيق، وتعلم الإتقان والتجويد؛ لاتصال سنده، وعدالة نقلته، ولا أعلمه يأتي متصلا إلا من هذا الوجه اهـ.
(4) في ت: (السب) بدل (زيد)، وفي م: (السيب). وفي السبعة/ 55: (المسيب)، وكل ذلك خطأ؛ لأنه لا يوجد من اسمه هارون بن المسيب، وإنما هو هارون بن زيد بن المهاجر مولى عبيد بن ميمون. انظر التاريخ الكبير 6/ 5.
(5) في م: (قلت). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(1) أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر، البغدادي، مشهور، ثقة، قرأ على إبراهيم بن محمد بن إسحاق صاحب قالون. غاية 1/ 119.
- إبراهيم بن محمد بن إسحاق، المدني، قرأ على قالون، روى القراءة عنه أحمد بن محمد بن صدقة. غاية 1/ 23.
- عبيد بن ميمون، أبو عباد، المدني، التبان، نزيل مصر، ذكره ابن حبان في الثقات، مات سنة أربع ومائتين. تهذيب الكمال 2/ 896، غاية 1/ 497. والرواية في السبعة/ 54 به مثلها.
- وحديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ أخرجه البخاري في المناقب، باب مناقب أبي بن كعب، ومسلم في المسافرين باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه.

(1/229)


428 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، قال: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بذلك العرض على أبيّ أن يتعلّم أبيّ منه القراءة وسنّته فيها وليكون عرض القرآن سنّة «1».
429 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم بن أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: أخبرني مصعب، قال: شيبة بن نصاح وأبو جعفر يزيد بن القعقاع عنهما أخذ نافع بن أبي نعيم القراءة وعدد الآي «2».
430 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا المفضل بن محمد، قال: حدّثنا أبو جمّة محمد بن يوسف، قال: حدّثنا أبو قرّة، قال: سمعت نافعا يقول: قرأت على سبعين من التابعين «3».
431 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، قال: سمعت الحسين بن علي الصّدفي المقرئ بمصر، قال: سمعت أبا القاسم موّاسا يقول: أخبرني يوسف بن عمرو أن نافعا قرأ على صالح بن خوّات «4».
__________
(2) الإسناد تقدم في الفقرة/ 37، وهو إسناد صحيح، وقول أبي عبيد هذا في فضائل القرآن ص/ 330.
(3) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 160 وهو إسناد صحيح.
(4) المفضل بن محمد بن إبراهيم، أبو سعيد، المكي، ثقة، مات سنة ثمان وثلاث مائة. لسان الميزان 6/ 81، العقد الثمين 7/ 266، غاية 2/ 307.
- محمد بن يوسف بن محمد، الزبيدي، أبو يوسف، يعرف بأبي جمة، روى الحروف سماعا عن أبي قرة، وعظم روايته عنه، غاية 2/ 287.
- أبو قرة هو موسى بن طارق، اليماني، ثقة يغرب، من التاسعة، وقرة بضم القاف، التقريب 2/ 284، غاية 2/ 319. قال الداني: لا أعلم أحدا روى هذا اللفظ عن نافع غيره. أي غير أبي قرة. انظر غاية النهاية 2/ 319، والرواية في السبعة/ 61 به مثلها.
(1) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، أبو جعفر، الأرزنائي، الأصبهاني ثم البغدادي، حافظ ثبت، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة. وقيل سبع عشرة. تاريخ أصبهان لأبي نعيم 2/ 269، الأنساب ل 26/ و، غاية 2/ 166.
- الحسين بن علي، الصدفي، المصري، مقرئ متصدر، غاية 1/ 247. والصدفي بفتح الصاد والدال نسبة إلى الصدف بكسر الدال، قبيلة من حمير نزلت مصر. الأنساب ل 350/ ظ.
- مواس بن سهل تقدم، وكذا يوسف بن عمرو بن يسار.
- صالح بن خوات بن جبير بن النعمان. الأنصاري، المدني، تابعي جليل، روى القراءة عن أبي هريرة، وهو من الطبقة الرابعة، التقريب 1/ 359، غاية 1/ 332. وخوات بفتح الخاء وتشديد الواو. كذا في التقريب. وهذا الإسناد صحيح. والرواية في السبعة/ 61 به مثلها.

(1/230)


ذكر رجال ابن كثير
432 - ورجال ابن كثير ثلاثة أبو عبد الرحمن عبد الله بن السّائب بن أبي السائب المخزومي، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الحجاج مجاهد بن جبر ويقال: ابن جبير، مولى قيس «1» بن السّائب بن عويمر بن عابد بن عمران بن مخزوم المخزومي، ودرباس «2» مولى عبد الله بن عبّاس «3»، وقرأ ابن عبّاس على أبيّ، وزيد بن ثابت وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
433 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين ح.
434 - وأخبرنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قالا:
حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثني علي «4» بن أخي إبراهيم بن راشد، قال: حدّثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدّثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وقرأ إسماعيل على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وقرأ ابن كثير على عبد الله بن السّائب وقرأ عبد الله على أبيّ وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم.
435 - قال أبو عمرو: كذا روى [عليّ] «5»
__________
(2) صحابي. انظر ترجمته في أسد الغابة 4/ 423.
(3) درباس، خفيفة الباء المكي عرض على مولاه عبد الله بن عباس، روى القراءة عنه ابن كثير، وابن محيصن، وزمعة بن صالح. غاية 1/ 280.
(4) علي ابن أخي إبراهيم بن راشد لم أجده.
(5) زيادة يقتضيها السياق.

(1/231)


هذا الخبر عن ابن [عبد] «1» الحكم، وخالفه عنه فيه غير واحد من أصحابه فلم يذكروا عبد الله بن السائب وذكروا مجاهدا.
436 - فحدّثنا إبراهيم بن خطّاب اللّحائي «2»، قال: حدّثنا أحمد بن خالد، قال:
حدّثنا مسلم بن الفضل، قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم «3» ح.
437 - وأخبرنا عبد العزيز بن أبي غسّان المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن سليمان بن محبوب ومحمد بن جرير، قالوا «4»: حدّثنا ابن عبد الحكم، قال: نا محمد بن إدريس، قال: قرأت على إسماعيل، قال: قرأت على شبل وأخبرني أنه قرأ على ابن كثير وأخبرني ابن كثير أنه قرأ على مجاهد وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عبّاس وأخبرني ابن عبّاس أنه قرأ على أبيّ وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «5».
438 - قال أبو عمرو: وليس الاختلاف على ابن عبد الحكم في هذا الخبر بموجب لبطوله ودفع صحّته، بل يردّنّ ذلك بثبوته من كلا الطريقين له [و] «6» يحتمل أن يكون ابن عبد الحكم سمع ذلك من الشافعي في وقتين: في وقت عن عبد الله بن كثير عن عبد الله بن السّائب، وفي وقت آخر عن ابن كثير عن مجاهد، على ما رواه عن إسماعيل عن شبل؛ إذ كان ابن كثير قد عرض عليهما معا وأخذ القراءة عنهما جميعا، فأخبر به ابن عبد الحكم على نحو ما سمع وهو صادق في خبره محقّ في حكايته.
__________
- محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، المصري، الإمام، ثقة. مات سنة ثمان وستين ومائتين. غاية 2/ 179، التقريب 2/ 178. وشبل هو ابن عباد.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في ت، م: (الكماني). وهو خطأ، انظر الفقرة/ 234.
(3) صدر الإسناد قبل محمد بن إبراهيم تقدم في الفقرة/ 234.
- محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم لم أجده.
(4) أي محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم، ومحمد بن سليمان بن محبوب، ومحمد بن جرير الطبري.
(5) محمد بن سليمان بن محبوب، أبو عبد الله، الحافظ، يعرف بالسخل. تاريخ بغداد 5/ 300. وهذا الإسناد صحيح من طريقيه.
(6) زيادة يقتضيها السياق.

(1/232)


439 - وممّا يدلّ على صحّة ما قلناه أنّ عليّا قد رواه أيضا عن ابن عبد «1» الحكم عن الشافعي، فذكر فيه مجاهدا ولم يذكر عبد الله بن السّائب.
440 - فحدّثنا أبو الفتح شيخنا قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني ابن أخي إبراهيم بن راشد الآدمي قال: حدّثنا ابن عبد الحكم قال: نا الشافعي قال: قرأت على ابن قسطنطين، وأخبرني أنه قرأ على شبل وأنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد، وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «2».
441 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا عبد الله قال: حدّثنا «3» ابن كثير على عبد الله بن السّائب نفسه.
442 - حدّثنا ابن عفّان، قال: حدّثنا قاسم، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال:
حدّثنا سفيان بن عيينة و «4» داود بن شابور عن مجاهد، قال: كنّا نفخر على «5» الناس بقراءتنا على عبد الله بن السّائب «6».
443 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا محمد بن الحسن [قال «7»: حدّثنا ابن عبد الرزاق] قال حدثنا إسحاق بن أحمد قال: قرأت على البزّي، وأخبرني أنه قرأ
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) صدر الإسناد إلى ابن كثير تقدم في الفقرة/ 433، 434.
(3) كذا في ت، م: ولا يستقيم السياق. فإما أن تكون (حدثنا) محرفة عن (قرأ)، أو أن يكون في الإسناد سقط.
- وعبد الله هو ابن الحسين، أبو أحمد السامري. تقدم.
(4) في ت، م: (وداود)، وهو خطأ. والتصحيح من مصنف ابن أبي شيبة، وطبقات ابن سعد.
(5) سقطت (على) من م.
(6) داود بن شابور، أبو سليمان، المكي، ثقة، من السادسة. التقريب 1/ 232، تهذيب الكمال 1/ 385، والإسناد صحيح. والرواية أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (10/ 519) باب ممن يؤخذ القرآن من طريق ابن عيينة به مثلها، وكذلك ابن سعد في الطبقات 5/ 445.
(7) زيادة لا بد منها؛ لأن محمد بن الحسن الأنطاكي روايته عن إبراهيم بن عبد الرزاق، وليس في شيء من أسانيد المؤلف رواية لمحمد بن الحسن عن إسحاق بن أحمد الخزاعي بدون واسطة. يضاف إلى ذلك أن بين وفاتيهما اثنتين وسبعين سنة، مما يجعل أخذ أحدهما عن الآخر مستبعدا.

(1/233)


على عكرمة بن سليمان وأخبره أنه قرآ على شبل وعلى إسماعيل وأخبراه أنهما قرآ على ابن كثير وأخبرهما أنه قرأ على مجاهد وأخبره أنه قرأ على ابن عباس وأخبراه ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب «1».
444 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني مضر بن محمد، قال: حدّثني أبو الحسن البزّي أنه قرأ على أبي الإخريط، قال: وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل عن عبد الله بن كثير عن مجاهد لم يرفعه أكثر من هذا «2».
445 - حدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إسحاق الخزاعيّ، قال: قرأت على عبد الوهّاب بن فليح قال:
قرأت على محمد بن سبعون وداود بن شبل وأخبراه أنهما قرآ على إسماعيل بن عبد الله وأنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله على مجاهد بن جبير «3»، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أبيّ وقال: «أبيّ أقرؤكم» «4».
__________
(1) صدر الإسناد قبل البزي تقدم في الفقرة/ 209، وعجزه بعد إسماعيل تقدم في الفقرة/ 437، وشبل هو ابن عباد، وإسماعيل هو ابن عبد الله القسط، والإسناد صحيح.
(2) أبو الإخريط هو وهب بن واضح، انتهت إليه رئاسة الإقراء بمكة، مات سنة تسعين ومائة.
غاية 2/ 361. وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة/ 93 به مثلها دون قوله (لم يرفعه الخ) فهو من قول الداني.
(3) سقط من: ت، م. والتصحيح من الغاية في القراءات العشر لابن مهران/ 36.
(4) صدر الإسناد قبل ابن سبعون تقدم في الفقرة/ 209، وعجزه بعد داود تقدم في الفقرة/ 440.
- محمد بن سبعون، المكي، أحد الذين قاموا بالقراءة بمكة بعد شبل، وإسماعيل القسط، مات القسط وهو يقرأ عليه. غاية 2/ 141.
- داود بن شبل بن عباد، المكي، عرض على أبيه شبل، وعلى إسماعيل بن عبد الله القسط، روى القراءة عنه عبد الوهاب بن فليح. غاية 1/ 279.
وطريق ابن سبعون صحيح الإسناد، وطريق داود بن شبل صحيح كذلك؛ لأن ابن فليح من أئمة القراء، ولا يقرأ على غير ضابط للقراءة. وهذا الإسناد هو إسناد الطريق/ 129. وهو من أسانيد غاية ابن مهران. انظر الغاية/ 36.
وقوله صلى الله عليه وسلم (أبيّ أقرؤكم) لم أجده بهذا اللفظ، والذي وجدته (وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب) في حديث أوله (ارحم أمتي بأمتي أبو بكر .. الحديث) أخرجه الترمذي في المناقب باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبيّ وأبي عبيدة بن الجراح، وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(1/234)


446 - حدّثنا أبو الفتح قال: حدّثنا محمد بن الحسن قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا أبو محمد الخزاعي، قال: أخبرني عبد الوهّاب أنه قرأ على محمد ابن بزيع «1» وأخبره أنه قرأ على القسط وأن القسط قرأ على ابن كثير وقرأ ابن كثير على مجاهد ودرباس مولى ابن عباس وقرآ على ابن عباس ووقف عند هذا «2».
447 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا [أبو] «3» طاهر قال: حدّثنا ابن عبد الرزاق، قال: حدّثنا محمد بن عمير وغيره، قالوا: حدّثنا حامد بن يحيى، قال: حدّثنا الحسن بن محمد عن شبل، وقرأ شبل على عبد الله بن كثير ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن، وذكرا أنهما عرضا [18/ ظ] على درباس مولى ابن عباس على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم «4».
448 - حدّثنا (فارس) «5» بن داود قال: حدّثنا أبو علي محمد بن أحمد الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدّثنا حسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: هذه قراءة أخذتها [من] «6» درباس [و] من شبل بن عبّاد، وقرأ شبل بن عبّاد على محمد بن عبد الله بن محيصن وعلى عبد الله بن كثير المكّي وذكر أنهما عرضا على درباس مولى
__________
(1) في م: (رافع). وهو خطأ.
(2) صدر الإسناد قبل ابن بزيع تقدم في الفقرة/ 209، وهذا الإسناد صحيح.
- محمد بن بزيع، الأزرق، المكي، أحد الذين خلفوا القسط في الإقراء بمكة، وأما في الحديث فقال الخطيب: مجهول. غاية النهاية 2/ 104، ميزان الاعتدال 3/ 489.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) صدر الإسناد قبل محمد بن عمير تقدم في الفقرة/ 128، وعجز الإسناد بعده إلى ابن محيصن تقدم في الفقرة/ 143.
ومحمد بن عمير بن الربيع أبو صالح، الكوفي، القاضي، مقرئ عارف بحرف حمزة. طال عمره وبقي إلى حدود عشر وثلاث مائة. غاية 2/ 222.
(5) فارس بن داود لم أجده. وتقدم الإسناد في الفقرة/ 200، وفيها سلمون بدل فارس، والله أعلم.
(6) زيادة يقتضيها السياق؛ لأن حسن بن محمد أخذ القراءة عن درباس وعن شبل بن عباد.
وانظر غاية 1/ 232. ودرباس هو مولى ابن عباس. فتكون إحدى طريقي حسن بن محمد بن عبيد الله عالية.

(1/235)


ابن عباس وعلى عبد الله بن عباس، وقرأ «1» عبد الله بن عبّاس على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم «2».
449 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني مضر، قال:
حدّثنا حامد، قال: حدّثنا حسن بن محمد عن شبل، وقرأ شبل على محمد بن عبد الله بن محيصن، وعلى عبد الله بن كثير، وذكر أنهما عرضا على درباس، كذا أوقفه مضر على حامد «3».

ذكر رجال أبي عمرو
450 - ورجال أبي عمرو جماعة من أهل الحجاز وأهل العراق، فممّن قرأ عليه من أهل مكة أبو الحجاج مجاهد بن جبر مولى قيس بن السّائب، وأبو محمد عطاء ابن أبي رباح مولى بني فهر، وأبو عبد الله سعيد بن جبير مولى بني أسد، وأبو خالد عكرمة «4» بن خالد المخزومي، وعبد الله بن كثير الداري، ومحمد بن محيصن السهمي، وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج مولى آل الزبير.
451 - وعرض مجاهد وعطاء وسعيد على عبد الله بن عبّاس وعرض ابن كثير وابن محيصن [وحميد] «5» على مجاهد، وعرض ابن عباس على أبيّ وزيد وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) سقطت (قرأ) من م، أي وقرأ درباس.
(2) صدر الإسناد قبل حامد بن يحيى تقدم في الفقرة/ 200، وعجز الإسناد تقدم في الفقرة/ 447.
(3) مضر هو ابن محمد بن خالد الضبي، وحامد هو ابن يحيى البلخي، وحسن بن محمد بن عبيد الله المكي تقدمت تراجمهم.
وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة/ 93 به مثلها دون قوله (كذا أوقفه مضر عن حامد)، فهو من قول الداني.
(4) عكرمة بن خالد بن العاص، تابعي، ثقة، جليل القدر، مكي، مات سنة خمس عشرة ومائة.
غاية 1/ 515، التقريب 2/ 29.
(5) زيادة يقتضيها السياق. وسيوثقها المؤلف في الفقرة/ 467.

(1/236)


452 - وممّن عرض عليه بالمدينة يزيد بن القعقاع ويزيد بن رومان وشيبة بن نصاح، وعرض هؤلاء على من تقدّم في إسناد نافع من الصحابة.
453 - وممّن عرض عليه بالبصرة وسمع قراءته أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، وأبو سليمان «1» يحيى بن يعمر العدواني ونصر «2» بن عاصم الليثي وعبد الله «3» بن أبي إسحاق الحضرمي.
454 - وعرض الحسن على حطّان «4» بن عبد الله الرّقاشي وعرض حطّان على أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري وعرض أبو موسى على النبي صلى الله عليه وسلم.
455 - وعرض نصر ويحيى على أبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي، وعرض أبو الأسود على عثمان بن عفّان وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
456 - وعرض ابن «5» أبي إسحاق على نصر وابن يعمر أيضا.
457 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد المكي، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو عبيد، قال: حدّثني عدة من أهل العلم عن أبي عمرو بن العلاء أنه قرأ على مجاهد، وقال بعضهم: وعلى سعيد بن جبير «6».
458 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الحسن بن
__________
(1) تابعي جليل، هو أول من نقط المصاحف، مات قبل سنة تسعين. غاية 2/ 38، التقريب 2/ 361. والعدواني بفتح العين وتسكين الدال نسبة إلى عدوان قبيلة كبيرة. اللباب 2/ 328.
(2) تابعي يقال إنه أول من نقط المصاحف، وخمسها وعشرها، ثقة، مات سنة تسعين، غاية 2/ 336، التقريب 2/ 299.
(3) نحوي، صدوق، من الخامسة، مات سنة تسع وعشرين ومائة. غاية 1/ 140، التقريب 1/ 402.
(4) بكسر الحاء وتشديد الطاء، ثقة كبير القدر، صاحب زهد وورع وعلم، مات سنة نيف وسبعين. غاية 1/ 253، التقريب 1/ 185. والرقاشي بفتح الراء نسبة إلى امرأة اسمها رقاش، كثر أولادها حتى صاروا قبيلة. الأنساب 256/ ظ.
(5) في ت، م: (علي) بدل (ابن) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 410.
(6) الإسناد تقدم في الفقرة/ 37، وهو إسناد صحيح. والرواية في فضائل القرآن ص/ 333، وليس فيها: (وقال بعضهم).

(1/237)


مخلد، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، قال: قرأت على أبي عمرو بن العلاء، وقرأ أبو عمرو على مجاهد، وقرأ مجاهد على عبد الله بن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «1».
459 - حدّثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد قال:
حدّثنا علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا حجّاج عن هارون عن «2» ابن أبي إسحاق قال: أخذت قراءتي على الأشياخ: نصر بن عاصم وأصحابه، قال هارون: فذكرت ذلك لأبي عمرو، فقال: لا، إني لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه، كأنه يقول أخذ عن أهل الحجاز «3».
460 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا موسى بن إسحاق قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا أبو العباس ختن «4» ليث قال: سألت أبا عمرو على من قرأت؟ قال: قرأت على مجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما «5».
461 - أخبرنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد ابن عمر، قال: حدّثنا محمد بن قريش قال: حدّثنا القاسم بن عبد الوارث، قال: حدّثنا أبو عمر الدوري، قال: حدّثنا اليزيدي، قال: قرأ أبو عمرو على «6» مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عبّاس وقرأ ابن عبّاس على زيد بن ثابت وقرأ زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم «7».
__________
(1) محمد بن إسماعيل، المباركي كذا نسبه الخطيب وذكره في عداد شيوخ الحسن بن الحباب بن مخلد في تاريخ بغداد 7/ 30، ولم أجد ترجمته. والرواية في السبعة/ 83 به مثلها.
(2) في ت (بن) بدل (عن)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) هارون هو ابن موسى الأعور، أبو عبد الله، البصري، ثقة، رمي بالقدر، علامة نبيل، له قراءة معروفة، مات قبل المائتين. غاية 2/ 348، التقريب 2/ 313.
وصدر الإسناد قبل هارون تقدم في الفقرة/ 97. والإسناد صحيح، والرواية في السبعة/ 83 من طريق أبي عبيد به وإسنادها صحيح أيضا. وفي سياقها خطأ واضح؛ حيث قال:
(عن ابن أبي إسحاق قال: قال أبو عمرو بن العلاء: أخذنا عن الأشياخ .. الخ). وهي في فضائل القرآن برقم/ 780 به مختصرة.
(4) في ت (حين كتب) وهو تصحيف.
(5) ختن ليث هو أحمد بن محمد بن عبد الله، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، روى القراءة عنه هارون بن حاتم التميمي. غاية 1/ 121. والرواية في السبعة/ 83 به مثلها.
(6) سقطت (على) من م.
(7) محمد بن قريش بن عبد الواحد، الأعرابي، البغدادي، شيخ معروف، روى القراءة عنه عبد الواحد ابن عمر، وأحمد بن نصر الشذائي. غاية 2/ 233.

(1/238)


462 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد ابن عمر، قال: حدّثنا محمد بن أحمد الوكيل، قال: حدّثنا أبو جعفر بكر بن أحمد، قال: حدّثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد، قال: حدّثنا اليزيدي، قال «1»: قرأ أبو عمرو على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عبّاس على زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال «2»: وقرأ أبو عمرو على أهل مكة وأهل المدينة فمن أهل مكة: مجاهد ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن السّهمي وعبد الله بن كثير الداري «3»، وممّن فات أبا عمرو ولم يقرأ عليه عبد الله بن السّائب، وممّن قرأ عليه بالمدينة: يزيد بن رومان وشيبة بن نصاح ويزيد بن القعقاع، وممّن فات أبا عمرو من أهل المدينة: عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة المخزومي وكان إمام أبي جعفر القاري، وأخذ أبو عمرو من كل قراءة أحسنها.
463 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد النحوي قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن يونس، قال: حدّثنا الفضل بن مخلد، قال: حدّثنا أبو حمدون، قال: حدّثنا اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وقرأ عبد الله بن كثير على مجاهد وقرأ مجاهد على ابن عبّاس وقرأ ابن عباس على أبيّ، وقرأ أبيّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم «4».
464 - أخبرنا أبو القاسم الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أخي هاشم، قال:
أخبرني عبد الله بن الحسن بن سليمان، قال: حدّثني محمد بن الحسين التميمي، قال:
__________
- القاسم بن عبد الوارث، أبو نصر، البغدادي، من قدماء أصحاب الدوري، مات سنة أربع وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 12/ 439، غاية 2/ 19. والدوري هو حفص بن عمر، واليزيدي هو يحيى بن المبارك، وهذا الإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة التالية.
(1) محمد بن أحمد بن قطن الوكيل تقدم.
- أبو جعفر بكر بن أحمد السراويلي، ويقال له بكران بن أحمد، مقرئ متصدر، نزل سر من رأى، وأقرأ بها. غاية 1/ 187. والإسناد صحيح.
(2) أي اليزيدي.
(3) في ت، م: (الكسائي). وهو خطأ.
(4) محمد بن يونس، أبو بكر، الحضرمي، البغدادي، مقرئ مشهور، حاذق، جليل، ثقة، مات سنة تسع وعشرين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 3/ 446، غاية 2/ 290. وعجز الإسناد بعده تقدم في الفقرة/ 224، والإسناد صحيح.

(1/239)


حدّثني أبو جعفر محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني الأصمعي، قال: قلت لأبي عمرو:
قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم ختمت على ابن كثير بعد ما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم باللغة من مجاهد «1».
465 - حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: قرأ أبو عمرو على مجاهد وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وعبيد الله بن كثير وحميد بن قيس «2».
466 - قال «3»: وقال أبو سفيان بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء: كان أبو عمرو إذا لم يحج أمرني، فسألت عكرمة بن خالد المخزومي عن الحروف.
467 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعيد، قال: حدّثنا أبو زيد عمر بن شبّة، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث عن أبيه، قال: جاءني أبو عمرو ابن العلاء، فقال: انطلق بنا نقرأ على حميد بن قيس، قال: وقراءة حميد قراءة مجاهد «4».
__________
(1) الفارسي هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد.
- أبو جعفر محمد بن إسماعيل، القرشي، روى عنه محمد بن الحسين التميمي سنة أربع وسبعين ومائتين. وكان عمره أربعا وتسعين سنة. تاريخ بغداد 2/ 41.
- محمد بن الحسين بن علي التميمي، البغدادي، ذكر أبو القاسم بن النخاس أنه سمع منه في سنة تسع وثلاث مائة. انظر تاريخ بغداد 2/ 233. والإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة السابقة.
(2) السبعة/ 83.
(3) أي قال ابن مجاهد في السبعة/ 84.
(4) عبد الله بن عمرو بن بشر بن أبي سعيد، أبو محمد، الوراق، البغدادي، مقرئ صادق، ثقة صاحب أخبار، وآداب، وملح، مات سنة أربع وسبعين ومائتين. تاريخ بغداد 10/ 25، غاية 1/ 438.
- عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، أبو سهل، البصري، صدوق، ثبت في شعبة، مات سنة سبع ومائتين. غية 1/ 390، التقريب 1/ 507. والإسناد حسن.
قال أبو عبيد في فضائل القرآن ص/ 333: وعن سفيان عن حميد الأعرج أنه قال: إنما أقرأ القرآن على قراءة مجاهد.

(1/240)


ذكر رجال ابن عامر
468 - ورجال ابن عامر: أبو الدرداء «1» عويمر بن عامر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة «2» بن أبي شهاب المخزوميّ صاحب عثمان بن عفّان رضي الله عنه،
وقيل:
عرض على عثمان نفسه وليس بالقوي، ولقي معاوية بن أبي سفيان، والنعمان بن بشير، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع وغيرهم من الصّحابة وسمع منهم وأخذ عنهم.
469 - وعرض أبو الدرداء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم «3»، وعرض المغيرة على عثمان وعرض عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
470 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثنا هارون بن موسى وعثمان بن خرّزاذ، قالا: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، قال: قرأت على أيّوب بن تميم القاري وقرأ أيوب بن تميم على يحيى بن الحارث الذماري وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر اليحصبي وقرأ عبد الله على رجل لم يسمّه لنا عبد الله بن ذكوان، قال: فسمّاه غيره، وغير أيّوب من القرّاء المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان رضي الله عنه «4».
471 - حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا أحمد بن سعيد القرشي الدمشقي، قال: حدّثنا أبو عمر عبد الله بن ذكوان قارئ أهل دمشق، قال: قرأت على أيّوب بن تميم القارئ، وأخبرنا أنه قرأ على يحيى بن الحارث الذماري، وأن يحيى قرأ على عبد الله بن عامر، وأن عبد الله بن عامر [19/ ظ] قرأ على رجل لم يسمّه لي أيّوب بن تميم، وأن ذلك الرجل الذي لم
__________
(1) في ت، م: (بن عويمر). وهو خطأ.
(2) المغيرة بن أبي شهاب عبد الله بن عمرو بن المغيرة، أبو هاشم، المخزومي، أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان، مات سنة إحدى وتسعين. غاية 2/ 305، معرفة 1/ 43.
(3) انظر صحيح البخاري: كتاب فضل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
(4) هذا الإسناد صحيح من طريقيه.

(1/241)


يسمّه أيّوب ولم يحفظ اسمه قرأ على عثمان بن عفّان، قال أبو عمرو «1»: وأخبرني بعض قرّائنا منهم هشام بن عمار وذاكرته هذا الإسناد، فقال لي هشام: ذلك الرجل الذي قرأ على عثمان هو المغيرة بن أبي شهاب «2».
472 - حدّثنا عبيد الله بن سلمة بن حزم المكتّب، قال: حدّثنا عبد الله بن عطية، قال: حدّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدّثنا هارون بن موسى، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: قرأت على أيوب بن تميم قال لي أيوب: قرأت على يحيى بن الحارث وقرأ يحيى بن الحارث على عبد الله بن عامر اليحصبي، وقرأ عبد الله بن عامر على رجل، قال هارون بن موسى: لم يسمّه لنا عبد الله بن ذكوان، وسمّاه لنا هشام بن عمّار بن نصير السّلمي، قال: إن الذي لم يسمّه لكم عبد الله بن ذكوان هو المغيرة بن أبي شهاب المخزومي. قال هشام بن عمّار: وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفّان رضي الله عنه «3».
473 - حدّثنا طاهر بن غلبون المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال:
حدّثنا أحمد بن أنس، ح.
474 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال «4»: حدّثنا [أحمد «5» بن] بكر، ح.
475 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن عباد «6». ح.
476 - وحدّثنا عبيد الله بن سلمة، قال: حدّثنا ابن عطيّة، قال: حدّثنا الحسن بن حبيب، قال: حدّثنا أحمد بن المعلى. ح.
__________
(1) هو عبد الله بن ذكوان.
(2) أحمد بن سعيد بن عبد الله، أبو الحسن، الدمشقي، نزل بغداد، وحدث بها عن هشام بن عمار وطبقته، وكان صدوقا، مات سنة ست وثلاث مائة. تاريخ بغداد 4/ 171. وهذا الإسناد صحيح لغيره. انظر الفقرة السابقة.
(3) صدر الإسناد قبل ابن ذكوان تقدم في الفقرة/ 267 وعجز الإسناد تقدم في الفقرة/ 470.
والإسناد صحيح.
(4) سقط من ت.
(5) سقط من: ت، م. والتصحيح من السبعة.
(6) في ت، م: (إبراهيم بن علي) وهو خطأ. وسيأتي اسمه على الصواب في الفقرة/ 482.

(1/242)


477 - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال:
حدّثنا محمد بن محمد الباغندي، قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار قال: حدّثنا عراك بن خالد، قال: سمعت يحيى بن الحارث الذماري، قال: قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي،
وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان بن عفّان رضي الله عنه «1».
478 - زاد ابن عبيد وابن المعلى: ليس بينه وبينه أحد.
479 - حدّثنا محمد «2» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن بكر.
480 - وحدّثنا ابن «3» غلبون قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قالا: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: وحديث عراك هذا أصحّ عندنا، وذلك أن الوليد ابن مسلم حدّثنا عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان.
481 - قال أبو عمرو: كذا قال الحلواني عن هشام عن أيّوب عن يحيى عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان بن عفّان، فوافق ما رواه «4» عن الوليد عن يحيى [عن] «5» ابن عامر.
__________
(1) عبد الله بن محمد هو ابن المفسر، وإسناد الفقرة/ 473 صحيح.
- أحمد بن بكر هو أحمد بن محمد بن بكر. وإسناد الفقرة/ 474 صحيح، والرواية في السبعة/ 85 به مثلها.
- ابن عبد الرزاق اسمه إبراهيم، وأبو طاهر هو محمد بن الحسن بن علي الأنطاكي. وإسناد الفقرة/ 475 صحيح. انظر الطريق/ 215.
- ابن عطية اسمه عبد الله. وإسناد الفقرة/ 476 صحيح.
- أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان، أبو الطيب، وأبو بكر، الدمشقي، مقرئ معروف مات سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة. ترجم له في غاية النهاية مرتين في 1/ 58، 1/ 59. وهو ضعيف في الحديث. لسان الميزان 1/ 181.
- الباغندي اسمه محمد بن سليمان، وإسناد الفقرة/ 477 صحيح. والرواية في فضائل القرآن برقم/ 777، قال أبو عبيد: حدثنا هشام بن عمار وساق الرواية بمثلها. زاد في آخرها (ليس بينه وبينه أحد).
(2) تقدم هذا الإسناد في الفقرة/ 474. وهو صحيح. والرواية في السبعة/ 86 به مثلها.
(3) تقدم هذا الإسناد في الفقرة/ 473، وهو صحيح.
(4) أي فوافق هشام في روايته عن أيوب، رواية نفسه عن الوليد.
(5) زيادة يقتضيها السياق.

(1/243)


482 - حدّثنا فارس بن أحمد قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا أبو عبد الرزّاق، قال: حدّثنا إبراهيم بن عباد، [قال حدثنا هشام] «1» قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان «2».
483 - هكذا قال هشام عن الوليد، وخالفه عنه إسحاق «3» بن أبي إسرائيل، فوافق عراكا على روايته.
484 - فأخبرنا عبد العزيز بن محمد الفارسي قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن سهل الوكيل، قال: حدّثنا علي بن موسى، قال: حدّثنا إسحاق ابن [أبي] «4» إسرائيل، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث الذماري أنه قرأ على عبد الله بن عامر اليحصبي، وأنه قرأ على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأنّ المغيرة قرأ على عثمان بن عفّان رضي الله عنه ورحمه «5».
485 - خالف عراكا في هذا الخبر سويد بن عبد العزيز وأيّوب بن تميم من رواية هشام عنهما، فلم يرفعا الإسناد بل أوقفاه على ابن عامر.
486 - فحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن المفسر، قال: حدّثنا أحمد بن أنس «6» ح.
487 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن بكر. «7» ح.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) صدر الإسناد قبل الوليد تقدم في الفقرة/ 475، وهو إسناد صحيح.
(3) هو إسحاق بن إبراهيم بن كامجر تقدم.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) محمد بن سهل بن عبد الرحمن، أبو بكر، الوكيل، البغدادي، روى الحروف عنه أبو طاهر ابن أبي هاشم. غاية 2/ 151.
- علي بن موسى، أبو الحسن، الثقفي، روى القراءة عن إسحاق بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم، غاية 1/ 582.
(6) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 473.
(7) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 474.

(1/244)


488 - وحدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا محمد بن القاسم، قال: أخبرنا الحسن بن علي المعمري «1». ح.
489 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد، قال: حدّثنا إبراهيم قال:
حدّثنا ابن عبّاد. «2» ح.
490 - وأخبرنا أحمد بن محفوظ، قال: حدّثنا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا أبو بكر الباغندي. «3»
491 - قالوا: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: حدّثنا سويد بن عبد العزيز وأيّوب بن تميم القارئ عن يحيى بن الحارث الذماري أنه حدّثهما عن عبد الله بن عامر اليحصبي «4» أنه كان يقرأ هذا «5» الحروف ويقول: هي قراءة أهل الشام.
492 - تابع هشاما عن أيّوب عبد الحميد بن بكّار.
493 - حدّثنا عبد العزيز بن محمّد أنّ عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا محمد بن جرير، قال: حدّثنا العبّاس بن [20/ و] الوليد، قال: حدّثني عبد الحميد بن بكار قال: حدّثنا أيّوب بن تميم عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أن هذه حروف أهل الشام التي يقرءونها. «6»
494 - قال أبو عمرو: قرئ «7» على «8» الحسين بن محمد بن حبش الدّينوري
__________
(1) الحسن بن علي بن شبيب المعمري، أبو علي، الحافظ، رحل في الحديث إلى البصرة والكوفة والشام ومصر، مات سنة خمس وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 7/ 369. والمعمري بفتح الميمين بينهما عين ساكنة نسبة إلى معمر؛ لأنه عني بجمع حديثه. الأنساب 537/ و.
- وفي ت، م: (العمري). والتصحيح من تاريخ بغداد والأنساب.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة/ 475.
(3) تقدم الإسناد في الفقرة/ 477.
(4) وهذه الأسانيد كلها صحيحة من طريق أيوب وسويد، إلا إسناد الفقرة/ 490 فهو صحيح لغيره. والرواية بإسناد الفقرة/ 487 في السبعة/ 86 مختصرة.
(5) في ت: (هذا الحرف). ولا يلائم السياق.
(6) العباس بن الوليد بن مزيد، العذري، أبو الفضل، البيروتي، الشامي، قرأ عليه محمد بن جرير الطبري القرآن ببيروت، وهو صدوق ثقة. الجرح والتعديل 6/ 214، غاية 1/ 355.
وصدر الإسناد قبله تقدم في الفقرة/ 300. والإسناد صحيح.
(7) في ت، م: (قرأ). وهو خطأ، لا يستقيم به السياق.
(8) في ت، م: (علي بن الحسن بن محمد) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 353 في ترجمة (العباس بن الفضل بن شاذان).

(1/245)


المقرئ عن أبي القاسم العباس بن الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا الحسن بن جبير، قال: حدّثنا محمد بن سعيد المقرئ، قال [نا] محمّد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على أبي الدرداء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم «1».

[اعتراض ابن جرير على اتصال قراءة ابن عامر وردّه]
495 - قال أبو عمرو: وهذه الأخبار التي رويناها عن هشام بن عمّار والوليد بن مسلم، وغيرهما، ورواها العلماء ودوّنها الأئمة متظاهرة مؤذنة باتصال قراءة ابن عامر وتصحيح مادّتها «2». وأسلاف أهل الشام الذين تداولوا حملها من أعلم الناس بصحّتها وحال نقلتها، فلا تصغ إلى قول مفتات عليهم، ومخالف لهم فيما اتفقوا على صحته وتداول حمله، وأجمعوا على قبوله والعمل به.
496 - وقد كان محمد بن جرير الطبري، فيما أخبرنا الفارسي عن عبد الواحد ابن عمر عنه يضعّف اتصال قراءة ابن عامر، ويبطل مادّتها من جهتين:
إحداهما: أن الناقل لاتصالهما مجهول في نقله الأخبار غير معروف في حملة القرآن، وهو عراك بن خالد المقرئ، وأنه لم يرو عنه غير هشام بن عمّار وحده.
والثانية: أن أحدا من الناس لم يدّع أن عثمان أقرأه القرآن.
497 - قال: ولو كان سبيله في الانتصاب لأخذ القرآن على من قرأه عليه السبيل التي وصفها الرازي عن المغيرة، كان لا شك قد شارك المغيرة في القراءة عليه أو الحكاية عنه غيره من المسلمين، إما من أدانيه وأهل الخصوص به، وإمّا من الأباعد
__________
(1) الحسين بن محمد بن حبش، أبو علي، حاذق، ضابط، متقن، ثقة مأمون مات سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة. غاية 1/ 250، معرفة 1/ 260.
- الحسن بن جبير لم أجده.
- محمد بن سعيد بن الفضل، أبو الفضل القرشي، الدمشقي، مقرئ متصدر، الجرح والتعديل 7/ 266، غاية 2/ 145.
- محمد بن شعيب بن شابور، القرشي، الشامي، ثقة، فقيه مقرئ، مات سنة تسع وتسعين ومائة. غاية 2/ 154، وقال ابن حجر: صدوق صحيح الكتاب. التقريب 2/ 170. وهذا الإسناد منقطع لأن الداني لم يدرك ابن حبش الدينوري.
(2) في ت، م: (ما دونهما). وهو خطأ لا يستقيم به السياق، والتصحيح من الفقرة التالية.

(1/246)


منه والأقاصي، فقد كان له من أقاربه وأدانيه من هو أمسّ به رحما وأوجب حقّا من المغيرة، كأولاده، وبني أعمامه، ومواليه، وعشيرته، ومن الأباعد من لا يحصى عدده
كثرة وفي عدم مدّعي ذلك على عثمان رضي الله عنه الدليل الواضح على بطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن أبي شهاب، ثم إلى أن أخذها المغيرة عن عثمان قراءة عليه.
498 - قال أبو عمرو: وهذا القول من محمد بن جرير عندنا فاسد مردود، ولا يثبت ولا يصحّ. والأمر في كل ما أتى به، وأورده، وقطع بصحّته ظاهر، بخلاف ما قاله وذهب إليه. ونحن نوضّح ذلك، ونبين خطأه وغفلته فيما أورده، وظن أنه دليل على صحة قوله، بما لا يخفى عن ذي لبّ وفهم، ودين وإنصاف إن شاء الله.
499 - فأمّا ما حكاه من أن عراك بن خالد مجهول في رواة الأخبار، ونقلة الحروف وأنه لم يرو عنه غير هشام وحده، فباطل لا شك فيه؛ وذلك أن عراكا قد شارك هشاما في الرواية عنه والسّماع منه عبد الله بن ذكوان، وهما إمامان يغنيان.
ومن روى عنه رجلان لا سيما مثلهما في عدالتهما وشهرتهما فغير مجهول عند جميع أهل النقل من حيث كانت روايتهما عنه عند الجميع توجب قبول خبره، والمصير إليه، وإن سكتا عنه ولم يعدّلاه «1».
500 - فأما رواية هشام عنه، فقد ذكرناها بطرقها «2» فأغنى ذلك عن إعادتها.
501 - وأمّا رواية ابن ذكوان عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عمر بن محمد بن الإمام، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد الشافعي، قال: حدّثنا أحمد ابن أنس، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: حدّثنا عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس، قال: لمّا عزّي النبيّ صلى الله عليه وسلم بابنته رقيّة امرأة عثمان قال: «دفن البنات من المكرمات» «3».
__________
(1) قال الحافظ السخاوي، في فتح المغيث 1/ 297:
وبالجملة في رواية إمام ناقل للشريعة لرجل ممن لم يرو عنه سوى واحد في مقام الاحتجاج كافية في تعريفه وتعديله. أ. هـ. وانظر ما سبق بيانه في خطة الرسالة عن منهج النقد في القراءات. وكذلك انظر الفقرتين 145، 520.
(2) انظر الفقرات 473 - 478.
(3) عمر بن محمد بن عراك، وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن المفسر تقدما.

(1/247)


502 - وشاركهما أيضا في الرواية عنه محمد بن وهب بن عطيّة السّلمي، الدمشقي وهو من الثقات المشهورين، ذكر ذلك أبو حاتم الرازي وغيره «1».
503 - على أن عراكا قد تابعه- على حكايته عن يحيى عن ابن عامر: أنه قرأ على المغيرة، وأن المغيرة قرأ على عثمان [20/ ظ]- الوليد بن مسلم من رواية إسحاق بن أبي إسرائيل عنه وأيّوب بن تميم وسويد بن عبد العزيز وهشام «2» بن الغاز، وهؤلاء الأربعة أعلام أهل الشام، فهو غير منفرد بها بل متابع عليها من وجوه مجتمع على صحّتها وطرق متّفق على قبولها «3».
504 - أخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش، قال: حدّثني عبد الله بن محمد الفرهاذاني قال: حدّثنا هشام بن عمّار قال: قرأت على أيّوب بن تميم، وقرأ أيوب على يحيى، وقرأ يحيى على ابن عامر، وابن عامر قرأ على المغيرة بن أبي شهاب، وإن المغيرة قرأ على عثمان وليس بينه وبينه أحد «4».
__________
- عثمان بن عطاء بن أبي مسلم، الخراساني أبو مسعود، المقدسي، ضعيف، مات سنة خمس وخمسين ومائة. وقيل إحدى وخمسين.
التقريب 2/ 12، تهذيب الكمال 2/ 915.
- عطاء بن أبي مسلم، أبو عثمان، الخراساني، واسم أبيه ميسرة، وقيل عبد الله صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس، مات سنة خمس وثلاثين ومائة.
التقريب 2/ 23، تهذيب الكمال 2/ 926.
والحديث موضوع. انظر الموضوعات لابن الجزري 3/ 235، اللآلئ المصنوعة للسيوطي 2/ 233، فيض القدير للمناوي 3/ 533، كشف الخفا 1/ 407، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني 1/ 221. وكون الحديث موضوعا لا يؤثر على صحة استدلال المؤلف لأن الإسناد إلى عراك صحيح.
(1) الجرح والتعديل 8/ 114 وقال: سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث. وانظر تهذيب الكمال 3/ 1284 وقال: وقال الدارقطني: ثقة، روى له البخاري وابن ماجة.
وقال ابن حجر في التقريب (2/ 216): صدوق.
(2) هشام بن الغاز بن ربيعة بن عمر، أبو عبد الله، وقيل أبو العباس، الشامي، ثقة، مات سنة ست وخمسين ومائة، التقريب 2/ 320، غاية 2/ 356.
(3) يبدو أن هذه الأخبار كانت شائعة عند أئمة القراء قبل عصر الداني، متّفق على قبولها، ومجتمع على صحتها عندهم، وإن كانت لم تصل إلى الداني بالأسانيد المتصلة.
(4) عبد الله بن محمد بن سيار، روى عن حرملة بن يحيى وقتيبة بن سعيد وغيرهما والفرهاذاني بفتح الفاء وسكون الراء. اللباب 2/ 427. وهذا الإسناد ضعيف.

(1/248)


505 - قال محمد بن الحسن: وحدّثنا الحسن بن علي الأزرق، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: قلت لهشام بن عمّار: أروي «1» هذه القراءة عنك عن أيوب بن تميم، وسويد بن عبد العزيز، عن يحيى، عن ابن عامر أنه قرأ على المغيرة، وأن المغيرة قرأ على عثمان؟ قال: نعم «2».
506 - قال «3»: وحدّث عن العبّاس بن الوليد عن يحيى عبد الحميد بن بكار، عن أيّوب عن يحيى.
507 - قال: وحدّثت أيضا عن أبي مسهر، عبد الأعلى بن مسهر قال: حدّثني أيّوب وسويد، وصدقة «4» وهشام «5» بن الغاز عن يحيى بن الحارث، عن عبد الله بن عامر، عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، فوافق «6» ما رواه عن يحيى.
508 - وأما ما زعمه من أن عثمان لم يدّع القراءة عليه أحد من الناس فباطل أيضا؛ وذلك أن ثلاثة من أكابر التابعين، سوى المغيرة، قد ادّعوا ذلك، وصحّ الخبر، وثبت النقل، لعرضهم القرآن مرارا عليه، وانتشر ذلك واستفاض عند أولي العلم من حملة القرآن، ونقلة الأخبار، وتداول النقّاد من الرّواة في كل عصر حمله ونقله، وقبله جماعتهم، ورضيته، ولم تنكره، ولا قدحت فيه «7». وأولئك التابعون هم: أبو عبد الرحمن السّلمي، وزرّ بن حبيش، وأبو الأسود الدؤلي.
509 - فأمّا أبو عبد الرحمن: فحدّثنا عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم، قال: حدّثنا هارون بن حاتم، قال: حدّثنا حسين عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد
__________
(1) في م: (روى). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) الحسين بن علي بن حماد بن مهران، تقدم. وهذا الإسناد منقطع بين الداني، ومحمد بن الحسين النقاش الذي هو شيخ شيخه عبد العزيز الفارسي.
(3) القائل هو أحمد بن يزيد الحلواني، كما يتضح من السياق.
(4) صدقة بن خالد، أبو عثمان، الدمشقي، ثقة، مات سنة ثمانين ومائة، التقريب 1/ 365، غاية 1/ 336.
(5) في ت، م: (عن هشام)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق، لأنهم يروون عن يحيى مباشرة بدون واسطة.
(6) أي فوافقت رواية هؤلاء رواية عراك عن يحيى.
(7) يلاحظ هنا أن اعتماد الداني في تصحيح هذه الأخبار على أمرين:

(1/249)


الرحمن أنّه علّمه القرآن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه وعرض على عليّ رضي الله عنهما «1».
510 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، عن أبيه، قال: حدّثنا الحسن بن علي الجعفي عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد أن أبا عبد الرحمن تعلّم القرآن من عثمان «2» [وعرض على علي]، رضي الله عنهما «3».
511 - حدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أحمد «4» ابن عبيد الله المقرئ، قال: حدّثنا عبد الله بن عبد الرحمن الواقدي «5»، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حفص أبو عمر البزاز، عن عاصم بن بهدلة، وعطاء بن السائب، ومحمد الثقفي، وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، أنّهم قرءوا القرآن
__________
أ- شهرتها واستفاضتها عند أولي العلم من حملة القرآن، والنقاد من الرواة.
ب- عدم تعرضها لنقد أو قدح أو إنكار.
هذا، مع أن الأسانيد التي سيستشهد بها لم يعدل كل رجالها. وهذا المنهج في التصحيح سليم في القراءات لما سبق بيانه في خطة العمل في الرسالة.
(1) علي بن أحمد بن حاتم البغدادي، روى القراءة سماعا عن هارون بن حاتم روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 518.
- حسين هو ابن علي بن فتح الجعفي، تقدم.
- محمد بن أبان بن صالح بن عمير، أبو عمر، الكوفي، روى القراءة عن عاصم، مات سنة إحدى وسبعين ومائة، غاية 2/ 43، وفي الحديث ضعيف، الجرح والتعديل 7/ 199.
- علقمة بن مرثد بفتح الميم وسكون الراء، أبو الحارث الكوفي، ثقة من السادسة، التقريب 2/ 31، تهذيب الكمال 2/ 954، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة/ 511.
(2) زيادة من السبعة، وهي ثابتة في الفقرة السابقة، وسيعيد المؤلف الرواية مع الزيادة في الفقرة/ 526.
(3) إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، الضرير، البغدادي، مشهور، ثقة، مات سنة تسع وثمانين ومائتين، تاريخ بغداد 6/ 5، غاية 1/ 7، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة التالية. والرواية في السبعة/ 68 به مثلها.
(4) في ت، م: (محمد بن عبيد الله). وهو خطأ، لأنه لا يوجد في شيوخ عبد الواحد بن عمر. انظر غاية النهاية 1/ 475، وستأتي رواية عبد الواحد القراءة عن أحمد بن عبيد الله في الطرق/ 105/ 311/ 341.
(5) سقط من ت.

(1/250)


على [أبي «1»] عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي، وذكروا أن أبا عبد الرحمن أخبرهم أنه قرأ على عثمان بن عفّان رضي الله عنه عامّة القرآن. وكان يسأله عن القرآن، وكان وليّ الأمر فيشقّ عليه، ويقول: إنك تشغلني عن بعض أمر الناس، فعليك بزيد بن ثابت، فإنه يجلس للناس، ويتفرّغ لهم، ولست أخالفه في شيء من القرآن «2».
512 - وأما زرّ: فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي ابن [بنت «3»] ابن نمير، قال حدّثني الحسن بن محمد بن سعيد بن محمد بن عمارة بن عقبة، قال: قرأت على سليم، على حمزة، وقرأ حمزة على سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ سليمان بن مهران، على يحيى بن وثّاب، وقرأ
يحيى على زرّ بن حبيش، وزرّ قرأ على عثمان، وعلى عبد الله رحمهما الله تعالى «4».
__________
(1) في ت، م: (علي عبد الرحمن بن عبد الله). وهو خطأ. والصواب ما أثبته.
(2) عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، أبو شبل، البغدادي، شيخ مشهور، ثقة، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين، تاريخ بغداد 10/ 340، غاية 1/ 489.
- عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، البغدادي، أبو مسلم، المؤدب، مقرئ معروف، مات سنة سبع وأربعين ومائتين، غاية 1/ 381، وفي الحديث صدوق يغلط.
التقريب 1/ 502.
- عطاء بن السائب، أبو محمد، الثقفي، الكوفي، أحد الأعلام، مات سنة ست وثلاثين ومائة.
غاية 1/ 513، وفي الحديث صدوق، التقريب 2/ 22.
- محمد الثقفي هو محمد بن عبيد الله، أبو عون، الكوفي، الأعور، تابعي، ثقة، مات سنة عشر ومائة، غاية 2/ 194 تهذيب الكمال 3/ 1237.
- عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن، أبو محمد، الكوفي، ثقة، تشيع، مات سنة ثلاثين ومائة، التقريب 1/ 439، غاية 1/ 440، وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرتين السابقتين.
(3) في ت، م: (أخت). والتصحيح من تاريخ بغداد 9/ 233 وميزان الاعتدال 2/ 245.
(4) أحمد بن الحسن، لم أجده.
- سوادة بن علي بن جابر، أبو الحصين، الكوفي، ضعيف، مات سنة ثمانين ومائتين، تاريخ بغداد 9/ 233، ميزان الاعتدال 2/ 245.
- حسن بن محمد بن سعيد، قرأ على سليم بن عيسى، روى عنه سوادة بن علي غاية 1/ 231. سيعيد المؤلف هذه الرواية بسياق أتم في الفقرة/ 559.
والرواية في السبعة/ 73 به مثلها. وفي غاية ابن مهران/ 59 من طريق علي بن موسى عن سليم بإسناد الداني بسياق أتم.

(1/251)


513 - وأما أبو الأسود: فحدّثنا محمد بن علي الكاتب [قال حدثنا ابن مجاهد «1»]، قال حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي، قال: حدّثنا الحسن بن محمد، قال: قرأت على سليم بن عيسى، وقرأ سليم [21/ و] على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود على عليّ وعثمان رضي الله عنهما «2».
514 - وأمّا «3» ما ذكره، من أنه لو صحّ ما حكاه المغيرة من قراءته على عثمان، لكان قد شاركه في ذلك الأقارب والأباعد، إلى آخر قوله، فساقط بما أوردناه آنفا من الأخبار، بقراءة من ذكر فيها عليه من أباعد الناس. فأمّا أقاربه فلو لم تصحّ رواية، ولا ثبت عرض عن صحابي وغيره إلا بأن شارك الرواة الأباعد في الرواية عنه والعرض عليه الأقارب والأداني من الأولاد وبني الأعمام وغيرهم، لبطل عرض من عرض على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن قيس، وغيرهم من جلّة الصحابة. الذين ورد ذلك عنهم، وثبت من جهتهم، وصحّحه المسلمون، وقبلوه؛ إذ لم يشاركهم في العرض عليهم، والرواية عنهم، أقاربهم وأهل الخصوص بهم من أولادهم، وبني أعمامهم، ومواليهم، وعشائرهم. وفي كون الأمر بخلاف ذلك، وانعقاد الإجماع، على أنّ عرض [من عرض «4»] عليهم من الأباعد والأقاصي صحيح، ثابت، مقبول، وإن انفردوا به دون الأقارب والأداني، دليل قاطع على بطلان ما زعمه محمد بن جرير، واستدلّ به على صحّة ما ذهب إليه، من تضعيف اتصال قراءة ابن عامر، وبطول مادّتها.
515 - على أنه جائز ومتمكّن أن يكون قد شارك المغيرة في العرض على عثمان جماعة سوى من سمّينا من الأقارب والأباعد، إلا أنّ ذلك لم ينشر من
__________
(1) زيادة لا بد منها.
(2) الإسناد قبل حمران تقدم في الفقرة السابقة.
وحمران بن أعين أبو حمزة الكوفي، مقرئ كبير، ثبت في القراءة، مات في حدود الثلاثين ومائة. غاية 1/ 261، معرفة 1/ 57، وهو في الحديث ضعيف. التقريب 1/ 198.
وحمران بضم الحاء وسكون الراء. المغني في ضبط أسماء الرجال/ 80.
والرواية في السبعة/ 73 به مثلها.
(3) سقطت (ما) من ت.
(4) زيادة يقتضيها السياق.

(1/252)


جهتهم، إمّا لامتناعهم من التصدّر للناس والأخذ عليهم. وإمّا لنسيان لحقهم واختلال حفظ وضبط دخلهم، فعدمت لذلك الرواية عنهم، ودثرت الحروف من قبلهم، وإذا جاز ذلك وتمكن، لم يصحّ ما قاله وادّعاه، وصار جميع ما أتى به، وأورده بمعزل عن الصواب.
516 - أخبرنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن عبد الله، قال: أخبرنا الحسن بن أبي مهران، قال: نا أحمد بن يزيد «1»، قال: سمعت هشاما يقول: هذه قراءة عثمان بن عفّان رحمه الله تعالى «2».
517 - حدّثنا طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن أنس، قال: حدّثنا هشام، قال: نا صدقة، وأبو سعيد مدرك بن أبي سعد، أنّهما سمعا يحيى
بن الحارث يقول: حدّثني من سمع عثمان يقرأ إلّا من اغترف غرفة [البقرة: 249] «3» «4».
518 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن بكر، قال: حدّثنا هشام، قال: حدّثني صدقة بن خالد، عن يحيى بن الحارث، قال: حدّثني من سمع عثمان بن عفّان، يقرأ إلّا من اغترف غرفة بيده [البقرة: 249] بضم الغين «5».
519 - وقال محمد بن الحسن النقاش: حدّثني ابن أبي حاتم الرازي، قال:
حدّثنا عيّاش بن الوليد، قال: حدّثنا عبد الحميد بن بكّار، قال: حدّثنا أيوب، عن
__________
(1) في ت، م: (زيد)، وهو خطأ.
(2) صدر الإسناد قبل أحمد بن يزيد تقدم في الفقرة/ 392.
(3) انظرها في النشر 2/ 23، السبعة/ 186.
(4) صدر الإسناد قبل هشام تقدم في الفقرة/ 473، وصدقة هو ابن خالد تقدم.
- مدرك بن أبي سعد، الفزاري، الدمشقي، قال ابن معين، ثقة. غاية 2/ 292، وقال الحافظ في التقريب 2/ 236، لا بأس به من السابعة، والإسناد رجاله رجال الصحيح لولا جهالة من سمع عثمان.
(5) صدر الإسناد قبل صدقة تقدم في الفقرة/ 474، وهذا الإسناد رجاله رجال الصحيح لولا جهالة من سمع عثمان. والرواية في السبعة/ 86 به مثلها.
لكن محقق السبعة أخطأ فأضاف بعد يحيى بن الحارث: (قال حدثني عبد الله بن عامر)، ثم قال: ويشهد له السياق.

(1/253)


يحيى، عن عبد الله بن عامر، قال: صلّيت خلف عثمان، فسمعته يقرأ هذا الحرف إلّا من اغترف غرفة بضم الغين «1».
520 - قال أبو عمرو: فأمّا المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، فإن أهل العلم اكتفوا في فضله وعدالته، [و] «2» وسعوا في شهرته، وإمامته، بإضافة عبد الله بن عامر قراءته إليه، واعتماده في عرضه عليه. وإن لم يشركه في العرض والقراءة عليه غيره من أقاربه، ولم يتابعه في الأخذ والرواية عنه سواه «3»، من نظرائه من ذوي الإتقان والمعرفة بالقرآن؛ إذ غير ممكن، ولا جائز أن يضيف قراءته ويسند أداءه «4» ويعتمد في عرضه- مع محله وتقدّمه، وسعة علمه، ووفور معرفته، ومشاهدته من شاهد، وبقية من بقي من جلّة الصحابة، وفقهائها، وحفّاظ الأمة «5»، وقرّائها، وسماعه منهم، وأخذه عنهم، وإسناده إليهم وعرضه عليهم- إلا إلى من هو بالحال التي وصفناها، والمنزلة التي ذكرناها، من الشّهرة، والعدالة، والثقة، والإمامة. فوجب بذلك قبول ما ادّعاه، من العرض على أمير المؤمنين عثمان، ولزم العمل بما ادّعاه عنه [21/ ظ] من حروف القرآن، وبالله التوفيق.
__________
(1) عبد الرحمن بن أبي حاتم هو عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، شيخ الإسلام، صاحب كتاب الجرح والتعديل. وله التفسير. مات سنة سبع وعشرين وثلاث مائة.
تذكرة الحفاظ 3/ 829. وعجز الإسناد بعده تقدم في الفقرة/ 492، والإسناد منقطع بين الداني والنقاش.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في ت، م: (ومن). وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) في م: (وإسناده) بدل (ويسند أداؤه).
(5) في ت، م: (الأئمة). وهو تحريف لا يستقيم به السياق.

(1/254)


ذكر رجال عاصم
521 - ورجال عاصم: أبو عبد الرحمن بن حبيب السّلمي، وأبو مريم زرّ بن حبيش العامريّ، وأبو عمرو سعيد «1» بن إياس الشيباني.
522 - وأما أبو عبد الرحمن: فقد تصدّر لإقراء الناس وتعليمهم، في الجامع الأعظم بالكوفة، بعد موت عبد الله «2» بن مسعود، فلم يزل يقرئ القرآن أربعين سنة- فيما ذكره أبو إسحاق السّبيعي- إلى أن توفي في ولاية بشر «3» بن مروان، وكانت ولايته سنة ثلاث وسبعين. وأبو عبد الرحمن أوّل من أقرأ الناس بالكوفة بقراءة زيد، وهي التي جمع عثمان رحمه الله تعالى الناس عليها «4»، واتفق عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
523 - وتعلّم أبو عبد الرحمن من عثمان بن عفّان، وعرض على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما. وعرض أيضا على أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وعبد الله ابن مسعود، وعبد الله بن عبّاس «5». قال أبو عبد الرحمن: كانت قراءة أبي بكر، وعثمان، وزيد، والمهاجرين، والأنصار، واحدة وعرضها هؤلاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
524 - وأما زرّ بن حبيش: فعرض على عثمان بن عفّان، وعلى عبد الله بن مسعود، وعرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي «6» زرّ قبل الجماجم «7» في زمن
__________
(1) كان قد حج في الجاهلية حجتين، وكان في أيام النبي صلى الله عليه وسلم صبيا يعقل، وليست له صحبة، مات سنة إحدى ومائة. وله عشرون ومائة سنة. مشاهير علماء الأمصار لابن حبان/ 100،
طبقات ابن سعد 6/ 104.
(2) توفي ابن مسعود في المدينة سنة اثنتين وثلاثين. طبقات ابن سعد 6/ 13.
(3) بشر بن مروان بن الحكم، ولي الكوفة ثم ضمت إليه البصرة، فمات بها، وكانت ولايته سنة أربع وسبعين. انظر المعارف/ 355، 458.
(4) انظر السبعة/ 67.
(5) السبعة/ 68. ولم يذكر ابن عباس.
(6) قال خليفة بن خياط: مات في الجماجم سنة اثنتين وثمانين، وهو ابن عشرين ومائة سنة.
الطبقات/ 140.
(7) وقعة دير الجماجم كانت بين الحجاج وابن الأشعث، سنة اثنتين وثمانين، وقيل سنة ثلاث وثمانين، انظر تفاصيلها في تاريخ الطبري 6/ 346.

(1/255)


الحجّاج «1»، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
525 - وأمّا أبو عمرو الشيباني: فقرأ على ابن مسعود، وقرأ ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
526 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني إبراهيم بن أحمد ابن عمر الوكيعي، عن أبيه، قال: حدّثني الحسين بن علي الجعفي، عن محمد ابن أبان، عن علقمة بن مرثد. أن أبا عبد الرحمن تعلم القرآن من عثمان، وعرض على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما «2».
527 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني موسى بن إسحاق، عن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال حدّثنا عبد الرحمن ابن حميد، عن أبي إسحاق: أن أبا عبد الرحمن كان يقرئ الناس في المسجد الأعظم أربعين سنة «3».
528 - أخبرنا ابن داود، قال: حدّثنا أبو علي الصوّاف، قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال حدّثنا أبي قال: نا يحيى بن آدم، قال: نا عبد الرحمن بن حميد، قال: سمعت أبا إسحاق يقول: أقرأ «4» أبو عبد الرحمن القرآن في المسجد أربعين سنة «5».
__________
ودير الجماجم بظاهر الكوفة، على سبعة فراسخ منها. معجم البلدان 2/ 503.
(1) مات الحجاج سنة خمس وتسعين. المعارف/ 395.
(2) تقدمت هذه الرواية في الفقرة/ 510.
(3) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أبو بكر الكوفي، ثقة حافظ، صاحب تصانيف، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين. التقريب 1/ 445، تهذيب الكمال 2/ 732.
- عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، الكوفي، ثقة من السابعة. التقريب 1/ 478.
تهذيب الكمال 2/ 784. وذكر في السبعة خطأ باسم عبد الرحمن بن قيس.
وأبو إسحاق هو السبيعي، وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة/ 68 به مثلها.
- والرواية في مصنف ابن أبي شيبة (10/ 563) باب من كان يقرأ القرآن من أصحاب ابن مسعود، به مثلها، وفي حلية الأولياء لأبي نعيم (4/ 192) من طريق يحيى بن آدم به مثلها.
(4) في ت، م: (قرأ). وهو خطأ.
(5) صدر الإسناد قبل يحيى تقدم في الفقرة/ 200.

(1/256)


529 - حدّثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال:
حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثنا حجّاج، عن هارون، عن عاصم بن بهدلة: أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السّلمي وزرّ بن حبيش، وقرأ أبو عبد الرحمن على عليّ، وقرأ زرّ على عبد الله «1».
530 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني عبد الله بن محمد بن شاكر، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلّا أبو عبد الرحمن السّلمي قال: وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على عليّ، قال: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن، فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قد قرأ على عبد الله. قال أبو بكر بن عيّاش، فقلت لعاصم: لقد استوثقت «2».
531 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال حدّثنا صالح بن يعقوب بن صالح، قال: حدّثنا أبو عمر الدّوري، قال: قال عليّ بن حمزة الكسائي: قال أبو بكر بن عيّاش، قال عاصم بن بهدلة: قرأت على أبي عبد الرحمن السّلميّ، وقرأ أبو عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. قال عاصم: وكنت أجعل طريقي إذا رجعت من عند أبي عبد الرحمن السّلميّ على زرّ بن حبيش فأقرأ عليه، وقرأ زرّ على عبد الله بن مسعود «3».
532 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال حدّثنا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: أنا وكيع، قال: أنا ابن عطارد، قال: أنا أبو بكر: أن عاصما أخبره: أنه كان يأتي زرّ بن حبيش، فيقرئه خمس آيات، فلا يزيد عليها شيئا، ثم يأتي أبا عبد الرحمن
__________
(1) صدر الإسناد قبل عاصم تقدم في الفقرة/ 459، وهذا الإسناد صحيح.
والرواية في فضائل القرآن يرقم/ 778 به مثلها.
(2) عبد الله هو ابن مسعود، وعلي هو ابن أبي طالب.
والإسناد تقدم في الفقرة/ 291، وهو إسناد صحيح.
والرواية في السبعة/ 70 به مثلها.
(3) صالح بن يعقوب بن صالح بن هشام. أبو شعيب البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن الدوري، روى عنه القراءة إبراهيم بن عبد الرزاق، غاية/ 335.
وهذا الإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة السابقة.

(1/257)


فيعرضها عليه «1».
533 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال: حدّثنا خلف بن هشام، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عيّاش عن عاصم [22/ و] قال يحيى: قرأها عليّ أبو بكر، وحدّثني بها حرفا حرفا، وقال: لولا أني تعلّمت هذه الحروف- حروف القرآن كلّه- من عاصم حرفا حرفا ما حدّثتك بها. وقال: قال عاصم: ما أقرأني أحد من الناس إلا أبو عبد الرحمن السّلمي. وكان أبو عبد الرحمن السّلمي قرأ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، قال عاصم: وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن السّلمي، فأعرض على زرّ بن حبيش وكان قد قرأ على عبد الله بن مسعود، قال أبو بكر: فقلت لعاصم:
لقد استوثقت «2».
534 - حدّثني أبو الحسن طاهر بن غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد الهاشمي «3». ح.
535 - وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قالا حدّثنا أحمد بن سهل «4»، قال حدّثنا علي بن محصن «5» ح.
536 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله، قال حدّثنا الحسن بن المبارك ح.
537 - وحدّثنا أبو الفتح، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا إبراهيم، قال حدّثنا
__________
(1) صدر الإسناد قبل ابن عطارد تقدم في الفقرة/ 260، وابن عطارد هو عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد، تقدم. وأبو بكر هو ابن عياش. والإسناد صحيح.
(2) صدر الإسناد قبل يحيى بن آدم تقدم في الفقرة/ 174، وهذا الإسناد صحيح.
(3) علي بن محمد بن صالح، أبو الحسن، الهاشمي، البصري، يعرف بالجوخاني، ثقة، عارف مشهور، مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة. غاية 1/ 568، معرفة 1/ 259.
(4) في ت، م: (سنبل)، وهو خطأ. وسيأتي اسمه على الصواب في الأسانيد انظر الفقرة/ 911.
(5) أحمد بن سهل بن الفيروزان، أبو العباس الأشناني، ثقة ضابط خير مقرئ مجود.
مات سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 59، معرفة 1/ 200، تاريخ 4/ 185.
علي بن محصن البغدادي، مقرئ، حاذق ضابط، من جلة أصحاب عمرو بن الصباح الذين ضبطوا عنه. غاية 1/ 562. وفي ت، م: (محيصن) وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية.

(1/258)


عبد «1» الصّمد بن محمد، قالوا «2»: حدّثنا عمرو بن الصبّاح، عن حفص بن سليمان، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السّلمي، عن عليّ بن أبي طالب، وذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليّا في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن قال: كنت ألقى زيد بن ثابت في الموسم، فأجمع له أحرف عليّ بن أبي طالب، وأسأله عنهم، فما اختلفا إلّا في سورة البقرة أن يأتيكم التّابوت [248] فقال عليّ: بالتاء، وقال زيد: بالهاء. لفظ الحديث للعينوني عبد الصمد بن محمد «3».
538 - حدثنا أحمد بن عمر بن محمد الجيزي، قال نا أحمد بن بهزاذ بن مهران، قال: نا أبو جعفر بن رشدين، قال: نا يحيى بن سليمان الجعفي، قال: أنا أبو بكر بن عيّاش، قال: قرأت على عاصم بن أبي النّجود، قال أبو بكر: فقلت لعاصم:
على من قرأت؟ قال: قرأت على أبي عبد الرحمن السّلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي على عليّ بن أبي طالب، وقرأ عليّ بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عاصم: وكنت أجعل طريقي على زرّ بن حبيش فأقرأ عليه، وقرأ زرّ على عبد الله بن مسعود، وقرأ ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر: قال لي يحيى بن سليمان:
وزاد بعض أصحابنا: فقلت لقد استوثقت «4».
539 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد البزاز، قال حدّثنا الحسن بن داود، قال حدّثنا القاسم بن أحمد، قال حدّثنا محمد بن حبيب عن أبي يوسف الأعشى، عن أبي بكر، قال: قرأت بهذه القراءة عن عاصم بن أبي النّجود،
__________
(1) في ت، م: (ابن عبد الصمد). وهو خطأ.
(2) أي: علي بن محصن، والحسن بن المبارك، وعبد الصمد بن محمد.
(3) عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران، أبو محمد، المقدسي، مقرئ متصدر معروف، مات سنة أربع وتسعين ومائتين، غاية 1/ 391، معرفة 1/ 211.
والعينوني نسبة إلى قرية عينون من بيت المقدس مات بها. غاية 1/ 391.
وهذه الأسانيد كلها صحيحة. وإسناد الفقرة/ 536 إلى حفص تقدم في الفقرة/ 323.
(4) أحمد بن بهزاذ بن مهران أبو الحسن، الفارسي، سكن مصر، ثقة، مات سنة ست وأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 41، لسان الميزان 1/ 142.
- أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، أبو جعفر المصري، مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
حسن المحاضرة 1/ 487، غاية 1/ 109، وهذا الإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة/ 530.

(1/259)


وقال عاصم: قرأت هذه القراءة على أبي عبد الرحمن السّلميّ، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمي على عليّ بن أبي طالب. وقال عاصم: كنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن فأعرض على زرّ بن حبيش، وكان زرّ قرأ «1» على عبد الله بن مسعود، وقال أبو بكر:
فقلت لعاصم: لقد استوثقت «2».
540 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي ابن عبد العزيز، قال حدّثنا القاسم بن سلام، قال حدّثنا حجاج، عن «3» هارون، قال:
أخبرني أبان العطار، قال: وقال: لنا عاصم: ما حدّثتكم عن زرّ فهو عن عبد الله، وما حدّثتكم عن أبي عبد الرحمن فهو عن «4» عليّ.
541 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن الأشعث، قال: نا موسى بن حزام، قال: نا يحيى، عن أبي بكر، عن عاصم، قال:
كان أبو عمرو الشيباني يقرئ القرآن في المسجد الأعظم، فقرأت عليه «5».
__________
(1) سقطت (قرأ) من م.
(2) الحسن بن داود بن الحسن بن عون، ابو علي، النقار، الكوفي، مصدّر حاذق، ثقة، مات قبل سنة خمسين وثلاث مائة. معرفة 1/ 244، غاية 212.
- القاسم بن أحمد بن يوسف أبو محمد، الخياط، الكوفي، إمام في قراءة عاصم حاذق، ثقة، مات سنة إحدى وتسعين ومائتين. تاريخ بغداد 21/ 438، غاية 2/ 16.
وهذا الإسناد صحيح، والرواية في الغاية لأبي بكر بن مهران/ 47 من قراءته على الحسن بن داود، وحماد بن أحمد الضرير، ومحمد بن الحسن النقاش، ثلاثتهم عن القاسم بن أحمد بإسناد الداني نفسه. وزاد في آخر السياق، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل.
(3) في ت، م: (بن). وهو خطأ. وقد تقدم الإسناد صحيحا في الفقرة/ 459.
(4) أبان بن يزيد بن أحمد، أبو زيد البصري، العطار، النحوي، ثقة صالح.
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 202)، لم أظفر بتاريخ وفاة أبان، وقال ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 4): وكان عندي أنه توفي سنة بضع وستين ومائة تقريبا، ثم ظهر لي أنه توفي بعد ذلك بسنين، وقال ابن حجر في التقريب (1/ 31)، مات في حدود الستين ومائة. والإسناد قبل أبان تقدم في الفقرة/ 459، وهذا الإسناد صحيح.
(5) ابن الأشعث هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث، وأبو بكر هو ابن عياش.
ويحيى هو ابن آدم، وأبو عمرو هو سعيد بن إياس، وهذا الإسناد صحيح.

(1/260)


[سبب اختلاف روايات القراءة عن الأئمة]
542 - قال أبو عمرو: فإن قال قائل: إن أبا بكر بن عيّاش، وحفص بن سليمان، على ما رويته عن القدوة، وحكينا «1» عن الجلة، أضبط من عرض على عاصم اختياره، وروى عنه حروفه، فما بالهما اختلفا عليه اختلافا شديدا متفاوتا؟ حتى صار ما رواه كل واحد منهما عنه، كأنه قراءة على حدة؟ هل ذلك لسوء نقل؟ واختلال حفظ وقلّة ضبط من أحدهما؟ أو اختلاط ونسيان ووهم دخلهما؟
543 - قلت: لم يتفاوت الاختلاف بينهما عنه لشيء من ذلك؛ إذ كانا من الشّهرة والإتقان وحسن الاضطلاع «2» والمعرفة بنقل الحروف، بموضع لا يجهل ومكان لا ينكر، بل تفاوت ذلك بينهما من جهة [22/ ظ] صحيحة، لا مدخل «3» للطعن عليها، ولا سبيل للقدح فيها، وهي: أن عاصما أقرأ كل واحد منهما بمذهب، غير المذهب الذي أقرأ به الآخر، على ما نقله عن سلفه، وقرأه عن أئمته. والاختلاف بين الصحابة والتابعين في حروف القرآن، قد كان موجودا مستفيضا، وقد جاء هذا المعنى مفسّرا عن عاصم نفسه.
544 - فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا محمد بن أحمد بن محمد بن شنبوذ، قال: أخبرني جدّي الصّلت، قال: قال لي أبو شعيب القوّاس، قال [لي حفص] «4»، قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن عن عليّ بن أبي طالب، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر بن عيّاش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زرّ بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود «5».
__________
(1) كذا في ت، م.
(2) في ت: (الاطلاع). والذي في م أليق بالمقام، وفي هامش ت ل 22/ ظ: الاضطلاع نسخة.
(3) في ت، م: (لا يدخل). ولا يستقيم بها السياق.
(4) زيادة لا بد منها لأن القواس قرأ على حفص، ولم يدرك عاصما. انظر غاية 1/ 334.
(5) الصلت بن شنبوذ، روى عن ابي شعيب القواس روى عنه حفيده محمد بن أحمد، غاية 1/ 336.
- أبو شعيب هو صالح بن محمد، القواس، تقدم وهكذا سائر رجال الإسناد.

(1/261)


545 - قال أبو عمرو: ولهذا المعنى نفسه، وقع الخلاف أيضا بين أصحاب أبي بكر الأعلام وتفاوت؛ لأنه يجوز أن يكون قد روى ذلك كلّه- على اختلافه- عن عاصم سماعا في أوقات مختلفة، وأخذه عنه أداء في عرضات متفرقة، على حسب ما نقله عن سلفه، وسمعه من أئمته. ولهذا السبب أيضا نفسه، ورد الاختلاف بين الرواة عن الأئمة. وبين أصحابهم؛ لأن كل واحد من أئمة القراءة، قد عرض على جماعة من السّلف في مصره، وفي غير مصره وشاهدهم، وسمع منهم، وروى الحروف عنهم، وهم لا شك مختلفون فيها، على نحو ما علّموه وتلقوه وأدي إليهم، وأذن لهم فيه من الوجوه المفترقة، واللغات والقراءات المختلفة. فهو تارة يقرئ بحرف من تلك الحروف، وتارة يقرئ بهما معا «1»؛ لصحّتهما عنده في الأثر ونشرهما «2» لديه في الاستعمال، فهي- كلها على اختلافها واتفاقها، وتغاير ألفاظها واختلاف معانيها- عن السّلف منقولة، ومن الصحابة مأخوذة، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسموعة، ومن عند الله عزّ وجلّ منزّلة. وسبيل اختلاف الناقلين لها من الأئمة، سبيل من دونهم من الراوين، وشبه ما ذكرناه وبيّنّا صحّته، وبالله التوفيق.

ذكر رجال حمزة
546 - ورجال حمزة جماعة كثيرة، منهم: أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، مولى بني كاهل، وأبو عبد الرحمن محمد «3» بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، الأنصاري القاضي، وحمران بن أعين مولى بني شيبان، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني «4»، وأبو عبد الله جعفر «5» بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي الصادق رضي الله عنه وعن آبائه، وأبو عثّاب «6» منصور بن المعتمر السّلمي،
__________
(1) سقطت (معا) من ت.
(2) أي ذيوعهما. يقال نشرت الخبر أنشره وأنشره أي أذعته. لسان العرب 7/ 64.
(3) مات سنة ثمان وأربعين ومائة. قال في التقريب (2/ 84): صدوق سيّئ الحفظ جدا. أقول سوء حفظه للحديث لا ينافي ضبطه القراءة. انظر ترجمته وأقوال العلماء فيه في تهذيب الكمال 3/ 1231، قال ابن الجزري فيه: أحد الأعلام، غاية النهاية 2/ 1665.
(4) المغني في ضبط أسماء الرجال/ 272.
(5) صدوق فقيه إمام، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. التقريب 1/ 132، غاية 1/ 196.
(6) بمثلثة ثقيلة، ثقة ثبت، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب 2/ 276، غاية 2/ 314.

(1/262)


وأبو هاشم مغيرة بن مقسم الضبّي الضرير، وغير هؤلاء «1».
547 - فأمّا الأعمش: فمادّة قراءته عن يحيى بن وثّاب مولى بني كاهل، وعرض يحيى على أصحاب عبد الله: علقمة بن قيس، والأسود «2» بن يزيد، وعبيد «3» بن نضلة وعبيدة «4» السّلماني، ومسروق «5» بن الأجدع وزرّ بن حبيش وأبي عمرو الشيباني، وأبي عبد الرحمن السّلمي، وعرض هؤلاء على ابن مسعود، وعرض ابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
548 - وعرض الأعمش أيضا على زرّ بن حبيش وإبراهيم النخعي، وزيد «6» بن وهب، وأبي العالية «7» الرماحي، ومجاهد بن جبر، وقرأ أيضا في القديم على عاصم ابن أبي النّجود، وعلى أبي حصين «8» عثمان بن عاصم الأسدي.
__________
(1) زاد ابن الجزري، طلحة بن مصرف، وليث بن أبي سليم، غاية 1/ 261. وسيأتي توثيق المؤلف لرواية حمزة عن ليث في الفقرة/ 570.
(2) الأسود بن يزيد بن قيس أبو عمرو، النخعي، إمام جليل، ثقة فقيه، مات سنة خمس وسبعين. تذكرة الحفاظ 1/ 50، غاية 1/ 171، التقريب 1/ 77.
(3) عبيد بن نضلة بفتح النون وسكون الضاد، كذا ضبطه في التقريب (1/ 545) وقال:
ثقة. قال ابن حبان أبو معاوية، وقد قيل عبيد بن نضيلة، مات سنة أربع وسبعين، طبقات مشاهير علماء الأمصار/ 106، غاية 1/ 497.
(4) عبيدة بن عمرو السّلماني بسكون اللام ويقال بفتحها، أبو عمرو، الكوفي، ثقة ثبت، مات سنة أربع وستين. كذا في طبقات مشاهير علماء الأمصار/ 99. غاية 1/ 498.
وذكره ابن حجر في التقريب 1/ 547 مع من اسمه عبيدة بفتح أوله.
والسّلماني نسبة إلى سلمان، حي من مراد. الأنساب 303/ و.
(5) مسروق بن الأجدع بن مالك. أبو عائشة، ثقة فقيه عابد، مات سنة اثنتين ويقال ثلاث وستين. التقريب 2/ 242، غاية 2/ 294.
(6) زيد بن وهب، الجهني، أبو سليمان، ثقة جليلي، مات سنة ست وتسعين، طبقات مشاهير علماء الأمصار/ 102، التقريب 1/ 277، غاية 1/ 299.
(7) أبو العالية هو رفيع- بالتصغير- ابن مهران، ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثلاث وتسعين، طبقات مشاهير علماء الأمصار/ 95، التقريب/ 252، معرفة 1/ 49.
والرياحي بكسر الراء نسبة إلى رياح بن يربوع، بطن من تميم، نسب إليهم أبو العالية، أنه مولاهم، اللباب 2/ 46.
(8) عثمان بن عاصم بن حصين، أبو حصين، بفتح الحاء ثقة ثبت ربما دلس، مات سنة سبع وعشرين ومائة. التقريب 2/ 10، غاية 1/ 506.

(1/263)


549 - وأما ابن أبي ليلى: فقرأ على جماعة، منهم: أخوه عيسى «1» بن عبد الرحمن، وعامر بن شراحيل الشعبي، والمنهال «2» بن عمرو الأسدي، وطلحة بن مصرّف اليامي. وقرأ أخوه «3» على أبيه عبد الرحمن، وقرأ عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقرأ عليّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ الشعبي على علقمة ابن قيس، وعلى أبي عبد الرحمن السّلمي، وقرأ على ابن مسعود. وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد على ابن عبّاس، وقرأ ابن عبّاس على أبيّ بن كعب، وزيد بن [23/ و] ثابت، وقرآ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرأ طلحة على يحيى بن وثّاب، وإبراهيم بن يزيد النخعي، وقرأ يحيى على أصحاب عبد الله المذكورين، وقرأ إبراهيم على علقمة، والأسود، وقرآ على ابن مسعود.
550 - وأمّا حمران بن أعين، فقرأ على عبيد بن نضيلة وأبي الأسود الدؤلي، وابنه «4» أبي حرب بن أبي الأسود، ويحيى بن وثّاب، وقرءوا على ما تقدّم.
551 - وأما السّبيعي: فقرأ على أصحاب عليّ رضي الله عنه، وعلى أصحاب عبد الله رحمه الله: عاصم «5» بن ضمرة والحارث «6» الهمداني، وعلقمة، والأسود، وزرّ وأبي عبد الرحمن، وقرأ عاصم، والحارث، على عليّ، وقرأ الآخرون «7» على عبد الله.
__________
(1) عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الكوفي، ثقة، من السادسة، عرض القرآن على أبيه عن علي، غاية 1/ 609، التقريب 2/ 99.
(2) المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم، الكوفي، صدوق، ربما وهم من الخامسة، وأما في القراءة فقال ابن الجزري، ثقة مشهور كبير، غاية 2/ 315، التقريب 2/ 278.
(3) أي عيسى.
(4) في ت، م: (وابنه وأبي حرب). وهو خطأ، لا يستقيم به السياق. وأبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري، ثقة، مات سنة ثمان ومائة. التقريب 2/ 410، تهذيب الكمال 3/ 1597.
(5) عاصم بن ضمرة السّلولي، الكوفي صدوق، مات سنة أربع وسبعين، التقريب 1/ 384.
طبقات ابن سعد (6/ 222) وقال: ثقة، وضمرة بفتح الضاد وسكون الميم المغني/ 196.
(6) الحارث بن عبد الله، الأعور، الهمداني، بسكون الميم، الكوفي، أبو زهير صاحب علي، رمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، مات سنة خمس وستين. الكاشف 1/ 195، غاية 1/ 201، التقريب 1/ 141.
(7) وهم: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد وزر بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي.

(1/264)


552 - وأما جعفر الصادق: فقرأ على آبائه رضوان الله عليهم، وأمّا منصور فعرض على الأعمش.
553 - وأما مغيرة فقرأ على عاصم بن أبي النجود، وقد ذكرنا على من قرأ الأعمش، وعاصم.
554 - حدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال:
حدّثنا إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: حدّثني محمد بن مخلد، عن خلف بن هشام، عن سليم بن عيسى، قال «1»: قرأ حمزة على الأعمش، وابن أبي ليلى، [فما كان من قراءة الأعمش فهي عن ابن مسعود، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى «2»] فهي عن عليّ رضي الله عنه.
555 - قال خلف: ولم يخالف حمزة «3» عن الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت، إلا في حروف يسيرة. قال خلف: وسمعت غير واحد من أصحابنا يذكرون: أن الأعمش قرأ على يحيى بن وثّاب، وأن يحيى قرأ على عبيد بن نضيلة، وأنه كان من خيار أصحاب عبد الله، فذكر بعضهم: أن يحيى قرأ على علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع.
556 - حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني أحمد بن زهير، وإدريس بن عبد الكريم، عن خلف، عن سليم، قال: قرأ حمزة على سليمان ابن «4» مهران، وابن أبي ليلى. فما كان من قراءة الأعمش فهو عن ابن مسعود، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى فهو عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. ولم يخالف حمزة الأعمش فيما وافق قراءة زيد بن ثابت- التي جمع عثمان الناس عليها- إلا في أحرف يسيرة «5».
__________
(1) صدر الإسناد قبل سليم تقدم في الفقرة/ 174، وهذا الإسناد صحيح.
(2) سقط من ت، م وهذه الزيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في الرواية من طريق إدريس بن عبد الكريم وأحمد بن زهير عن خلف، في الفقرة/ 556.
(3) في م: (حمزة عن الأعمش) وفي ت: (حمزة علي الأعمش). وكلاهما خطأ، وانظر سياق أحمد بن زهير وإدريس بن عبد الكريم عن خلف في الفقرة التالية.
(4) في ت، م: (بن أبي مهران) وهو خطأ.
(5) هذا الإسناد صحيح والرواية في السبعة/ 74 به مثلها.

(1/265)


557 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثنا أبو طالب عبد الله ابن أحمد بن سوادة، وموسى بن موسى، قالا: حدثنا هارون بن حاتم، قال:
حدّثنا علي بن حمزة الكسائي، قال قلت لحمزة: على من قرأت؟ قال: على ابن أبي ليلى، وحمران بن أعين، قلت: فحمران على من قرأ؟ [قال] «1»: على عبيد بن نضيلة الخزاعي، وقرأ عبيد بن نضيلة الخزاعي على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، على النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وقرأ سعيد بن جبير على عبد الله ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبيّ بن كعب، وقرأ أبيّ على النبي صلى الله عليه وسلم «2».
558 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا الحسين بن المهلب، قال: نا محمد ابن العباس «3»، قال: نا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا الخشكني، عن سليم، عن حمزة، قال: قرأت القرآن على ابن أبي ليلى أربع مرات «4».
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في السبعة/ 72.
(2) عبد الله بن أحمد بن سوادة، البغدادي، صدوق، مات سنة خمس وثمانين ومائتين، تاريخ بغداد 9/ 373، غاية 1/ 406.
- موسى بن موسى الختلي، أبو عيسى، البغدادي، أحد الثقات، مات سنة خمس وسبعين ومائتين، تاريخ بغداد، 13/ 47، غاية 2/ 323، وسائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم، وهذا الإسناد صحيح لغيره من طريق ابن سوادة، وصحيح من طريق موسى بن موسى، والرواية في السبعة/ 72 مجزأة إلى روايتين بالإسناد نفسه.
(3) في ت، م زيادة (قال أخبرنا أحمد بن العباس) وهذه الزيادة خطأ، لأن محمد بن العباس أخذ القراءة عن أحمد بن يزيد مباشرة كما في غاية النهاية 2/ 157، وقد ذكر المؤلف هذا الإسناد صحيحا بدون هذه الزيادة في الفقرة/ 1266.
(4) محمد بن العباس بن بسام أبو عبد الرحمن، الرازي، قال ابن أبي حاتم: صدوق، وقال ابن الجزري: ثقة مشهور متصدر. الجرح والتعديل 8/ 48، غاية 2/ 157.
- الحسين بن محمد بن الحسين بن المهلب أبو علي، المؤدب، الرازي، البغدادي، حدث عن أبي حاتم الرازي، روى عنه أبو حفص بن شاهين، تاريخ بغداد 8/ 98.
- الخشكني هو جعفر بن محمد بن سليمان، ويقال الخشكي، الكوفي، المقرئ مصدّر مشهور. مات سنة بضع عشرة ومائتين. غاية 1/ 195. والخشكني لم أجدها في الأنساب وأما الخشكي بضم الخاء وسكون الشين فنسبة إلى خشك الأنساب 200/ ظ، وهو باب من أبواب هراة. معجم البلدان 2/ 373، والإسناد حسن لغيره، انظر الفقرة/ 556.

(1/266)


559 - حدّثنا محمد بن علي بن الحسين، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا سوادة بن علي ابن [بنت «1»] ابن نمير، قال: حدّثني الحسن بن محمد «2» بن سعيد بن محمد بن عمارة بن عقبة، قال: قرأت على سليم عن عيسى، وقرأ سليم على حمزة، وقرأ حمزة على حمران بن أعين، وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي، وقرأ أبو الأسود الدؤلي على عليّ وعثمان. وقرأ حمزة أيضا على ابن أبي ليلى، وقرأ ابن أبي ليلى على أخيه، وقرأ أخوه على أبيه عبد الرحمن، وقرأ عبد الرحمن على عليّ بن أبي طالب. وقرأ حمزة أيضا على سليمان بن مهران الأعمش، وقرأ سليمان بن مهران على يحيى ابن وثّاب، وقرأ يحيى على أصحاب عبد الله، جماعة «3»، وقرأ يحيى أيضا على زرّ بن حبيش، وقرأ زرّ على عثمان «4»، وعبد الله. وقرأ حمزة أيضا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وقرأ جعفر على آبائه رضوان الله عليهم، وقرءوا على أهل المدينة «5».
560 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا ابن عبد الرزّاق، قال: حدّثني أبي، قال: نا أحمد بن جبير، قال: حدّثنا الكسائي، قال:
حدّثنا محمد «6» الأنصاري، قال قلت [23/ ظ] للأعمش: على من قرأت يا أبا محمد؟
قال: وما يهمك يا بني؟ قلت: لولا أنه يهمّني لم أسألك. قال: قرأت على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله، وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن جبير: قال الكسائي، قال أبو بكر: قرأ يحيى على عبيد بن نضيلة، وكان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. قال ابن جبير: وحدّثنا الكسائي، قال قال
__________
(1) في ت، م: (أخت). وتقدم في الفقرة/ 512 أنه خطأ.
(2) في ت: مخلد. وهو خطأ. انظر الفقرة/ 512.
(3) (جماعة) ليست في السبعة/ 73.
(4) في السبعة على (علي وعثمان وعبد الله).
(5) قدم المؤلف في الفقرة/ 512 هذا الإسناد مع جزء من المتن، والرواية كاملة في السبعة/ 73 به مثلها.
- وأخرج ابن الجزري في غاية النهاية (1/ 196) بسنده إلى حمزة، قال: قرأت على أبي عبد الله جعفر الصادق القرآن بالمدينة، فقال ما قرأ عليّ أقرأ منك .. الرواية.
(6) في ت، م: (أبو محمد الأنصاري) وهو خطأ، لأنه لا يوجد في شيوخ الكسائي ولا في تلاميذ الأعمش.

(1/267)


زائدة «1»: قلت للأعمش: على من قرأ يحيى؟ قال: على علقمة والأسود ومسروق «2».
561 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر بن محمد المقرئ، أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا علي بن محمد النخعي، قال: حدّثنا محمد بن علي بن عفّان، قال: قرأت على
عبيد الله بن موسى العنسي، وقرأ عبيد الله على حمزة بن حبيب «3» التيمي.
562 - قال النخعي: وحدّثنا سهل بن محمد الجلاب «4»، قال: قرأت على خالد بن يزيد الطبيب، وقرأ خالد على حمزة «5». ح.
563 - قال النخعي: وحدّثنا محمد بن الحسين بن عطية البزار، قال: قرأت على أبي الحسن بن عطيّة البزار، وقرأ الحسن على حمزة «6».
__________
(1) في ت، م: (قال زائدة قال قلت) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) ابن عبد الرزاق، اسمه إبراهيم.
- أبوه هو عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق، أبو القاسم الأنطاكي، شيخ مقرئ، كان إمام جامع دمشق، بقي إلى حدود التسعين ومائتين. غاية 1/ 384.
- محمد الأنصاري هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
- وعلقمة هو ابن قيس، وعبد الله هو ابن مسعود.
- وأبو بكر هو ابن عياش.
- زائدة بن قدامة أبو الصلت، الثقفي، ثقة، حجة، كبير، صاحب مسند، توفي بالروم غازيا سنة إحدى وستين ومائة. غاية 1/ 288، التقريب 1/ 256.
(3) الإسناد قبل حمزة تقدم في الفقرة/ 344، وهو إسناد صحيح.
(4) الجلاب بفتح الجيم وتشديد اللام، ألف هذا الاسم لمن يجلب الرقيق والدواب. الأنساب ل 146/ و.
(5) سهل بن محمد الجلاب الكوفي عرض على خالد بن يزيد الطبيب صاحب حمزة، روى عنه علي ابن محمد النخعي القاضي. غاية 1/ 321.
- خالد بن يزيد، أبو الهيثم، الأسدي، الكوفي، الطبيب، ثقة، من جلة أصحاب حمزة، مات سنة خمس ومائتين، غاية 1/ 269. وقال في التقريب (1/ 220): صدوق له أوهام. وإسناد الفقرة/ 562 حسن لغيره.
(6) محمد بن الحسن بن عطية بن نجيح، القرشي، أخذ القراءة عرضا عن أبيه عن حمزة روى القراءة عنه علي بن محمد النخعي القاضي. غاية 2/ 117.
- الحسن بن عطية بن نجيح، أبو محمد، القرشي، الكوفي، من جلة أصحاب حمزة الزيات، صدوق، مات سنة إحدى عشرة ومائتين، غاية 1/ 220. التقريب 1/ 168.

(1/268)


564 - قالوا جميعا: وقرأ حمزة على حمران بن أعين وعلى سليمان الأعمش، وعلى أبي إسحاق السّبيعي، وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
565 - وأما حمران فقرأ على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على عبيد بن نضيلة، وقرأ عبيد على عبد الله بن مسعود، وقرأ عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«من أراد أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأ كما يقرأ ابن أم عبد «1»».
566 - وأما الأعمش: فقرأ على يحيى بن وثّاب، وقرأ يحيى على زرّ بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وقرأ زرّ، وزيد على عبد الله، وقال الأعمش: إن يحيى قرأ على علقمة، والأسود وزرّ بن حبيش، وعبيد بن نضيلة وعبيدة السّلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وعلي بن عمرو الشيباني. وكان الأعمش يقول: يحيى أقرأ من بال «2» على التراب.
567 - قالوا: وقرأ الأعمش أيضا على إبراهيم بن زيد النخعي، وقرأ إبراهيم على الأسود، وعلقمة بن قيس «3» النخعي، قال: وكان ابن مسعود إذا سمع علقمة يقرأ
__________
وإسناد الفقرة/ 563 حسن لغيره.
(1) الحديث أخرجه بهذا اللفظ الطبراني في الكبير عن ابن عمرو، انظر كنز العمال 11/ 710.
- وأخرجه ابن عساكر عن عمار بن ياسر بنحوه. انظر كنز العمال 11/ 710. وكذا أخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/ 520، وأبو نعيم في الحلية 1/ 124، وابن السني في عمل اليوم والليلة كما في كنز العمال 11/ 710 جميعهم عن عمر.
- وأخرجه بنحوه الإمام أحمد في المسند 1/ 7، والبزار، والطبراني كما في مجمع الزوائد 9/ 287 جميعهم عن ابن مسعود.
- وأخرجه بنحوه الإمام أحمد في المسند 2/ 446، وأبو يعلى والبزار، كما في مجمع الزوائد 9/ 288 جميعهم عن أبي هريرة. قال الهيثمي: وفيه جرير بن عبد الله البجلي وهو متروك.
- وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في المصنف 10/ 520 عن عمرو بن الحارث والحديث صحيح.
(2) في م: (قال) والذي في ت يوافقه ما في معرفة القراء 1/ 52، وغاية النهاية 2/ 380. وفي هامش ت ل 24/ و: أقرأ من قال نسخة.
(3) في ت، م: (يزيد) وهو خطأ والتصحيح من الفقرة/ 547.

(1/269)


قال: فداك «1» أبي وأمي، لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لسرّ «2» بك.
568 - قالوا: وأما أبو إسحاق السّبيعي: فإنه قرأ على أصحاب عليّ، وأصحاب ابن مسعود، وقال: إنه قرأ على علقمة، والأسود، وزرّ، وعاصم بن ضمرة، والحارث الهمداني، وعلى أبي عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن على عليّ رضي الله عنه.
569 - وكان الأعمش يجوّد حرف ابن مسعود، وكان ابن أبي ليلى يجوّد حرف عليّ، وكان أبو إسحاق السّبيعي يقرأ من هذا الحرف، ومن هذا الحرف، وكان يقرأ قراءة
ابن مسعود، ولا يخالف مصحف عثمان رضوان الله عليه، ويعتبر حروف معاني عبد الله، فيوافق معاني حروف عبد الله، ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان. وهذا كان اختيار حمزة. واستفتح حمزة القرآن من حمران بن أعين، وعرض على الأعمش وأبي إسحاق، وابن أبي ليلى.
570 - حدّثنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد الشعراني، قال: حدّثنا أبو الحسين الرعيني، قال: أخبرني عبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة، قال: قال أبو داود بن أبي طيبة أخبرني علي بن يزيد «3»، عن سليم «4»، عن حمزة. وذكر لي عليّ بن يزيد: أن رجال حمزة: الأعمش، ومغيرة، ومنصور، وأبو إسحاق السّبيعي، والليث بن أبي سليم «5».
571 - قرأت على محمد بن أحمد بن علي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على علي بن أحمد بن بزيع خمسا، فقال لي: حسبك؛ فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على بزيع بن عبيد خمسا،
__________
(1) في م: (وقال) بدل (فداك)، وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(2) في م: (بشر) وهو تصحيف.
(3) في ت، م: (زيد). وهو خطأ وسيأتي اسمه صحيحا في هذا الإسناد في الفقرة/ 972.
(4) ت، م: (سليمان) وهو خطأ وسيأتي اسمه صحيحا في هذا الإسناد في الفقرة/ 972.
(5) أحمد بن محمد بن الهيثم، أبو الحسن الشعراني، الدينوري، الصوفي قرأ على أبي الحسين الرعيني، غاية 1/ 132، والشعراني بفتح الشين وسكون العين نسبة إلى الشعر على الرأس وإرساله، الأنساب ل 335/ و.
أبو الحسين الرعيني، لم أجده. والرعيني بضم الراء وفتح العين نسبة إلى ذي رعين من اليمن.
الأنساب ل 256/ و. وعلي بن يزيد بن كيسة، تقدم.

(1/270)


فقال لي: حسبك؛ قرأت على أبي أيوب سليمان الحمزي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على سليم خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت:
زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على حمزة بن حبيب الزيّات خمسا، فقال لي:
حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على الأعمش خمسا، فقال لي:
حسبك؛ فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت [24/ و] على يحيى ابن وثّاب خمسا، فقال لي: حسبك؛ فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على أبي عبد الرحمن السّلمي خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك؛ قرأت على عليّ بن أبي طالب خمسا، فقال لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال لي: حسبك هكذا أنزله جبريل عليه الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا «1».
572 - قال أبو عمرو: وهذه الأخبار كلها تؤذن بقراءة حمزة على الأعمش وعرضه عليه القرآن، وتثبت ذلك وتحقّقه، وقد جاءت أخبار أخر بخلاف ذلك.
__________
(1) علي بن أحمد بن بزيع المقرئ، روى القراءة عرضا عن بزيع بن عبيد، روى القراءة عنه عرضا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب. غاية 1/ 517.
- بزيع بن عبيد بن بزيع، أبو الفضل، المقرئ، قرأ علي أبي أيوب سليمان بن موسى صاحب محمد ابن بحر صاحب سليم، غاية 1/ 176، قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 308):
لا يعرف، وانظر لسان الميزان 2/ 13.
- سليمان بن موسى أبو أيوب، الحمزي عرض على محمد بن بحر الخراز صاحب سليم، وقيل له الحمزي لروايته قراءة حمزة، غاية 1/ 316.
- محمد بن بحر، الخزاز، الكوفي، مشهور، أخذ القراءة عن سليم عن حمزة، غاية 2/ 104، وسائر رجال الإسناد تقدمت تراجمهم.
- والحديث ذكره الحافظ الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 271) في ترجمة الحسن بن أحمد الصيدلاني. قال: أخبرنا عبد الله بن لولو، أخبرنا محمد بن إسماعيل الوراق، ثنا أبو علي الحسن بن أحمد الصيدلاني، ثنا بزيع بن عبيد، وساق الرواية مطولة، إلا أنه أسقط محمد بن بحر بين الحمزي وسليم.
ونقل الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 308) الرواية عن الخطيب. ثم قال: هذا موضوع على سليم بن عيسى. وانظر لسان الميزان 2/ 13.
وذكر السيوطي جزء من متن الحديث في الدر المنثور 3/ 1، وقال: أخرجه البيهقي في الشعب وضعفه، والخطيب في تاريخه.

(1/271)


[الأخبار في أن حمزة لم يعرض على الأعمش] ذكرها
573 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن عبّاس الكابلي، قال: حدّثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، قال: قلت لابن داود:
قرأ حمزة على الأعمش؟ فقال: من أين قرأ على الأعمش، إنما سأله عن حروف «1».
574 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
حدّثنا عبيد بن محمد، قال: أخبرنا ابن سعدان، قال: حدّثنا سليم بن عيسى، قال:
وسمع حمزة قراءة الأعمش، ولم يقرأ عليه «2».
575 - حدّثنا محمد بن علي، قال حدّثنا ابن مجاهد قال حدّثنا ابن صدقة «3»، قال: حدّثنا أحمد بن جبير، قال: حدّثنا حجّاج، قال: قلت لحمزة: قرأت على الأعمش؟ قال: لا، ولكني سألته عن هذه الحروف حرفا حرفا «4».
576 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: حدّثنا علي ابن عبد العزيز، قال: حدّثنا القاسم بن سلام، قال: حدّثني عدّة من أهل العلم- دخل
__________
(1) محمد بن العباس بن الحسن بن ماهان المروزي، أبو عبد الله، يعرف بالكابلي، قال الدارقطني، ثقة، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين. تاريخ بغداد 3/ 111.
والكابلي بفتح الكاف وضم الباء نسبة إلى كابل مدينة، الأنساب ل 469/ ظ.
- محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع، الأزدي، البصري، نزيل بغداد، ثقة، مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين. التقريب 2/ 217، تهذيب الكمال 3/ 1288.
- ابن داود، وهو عبد الله بن داود بن عامر، الهمداني، أبو عبد الرحمن، الخريبي، ثقة عابد، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين، التقريب 1/ 4112، تهذيب الكمال 2/ 677، غاية 1/ 418، وهذا الإسناد صحيح والرواية في السبعة/ 72 به مثلها.
(2) عبيد بن محمد، أبو محمد، المروزي، ثم البغدادي، المكتّب، حدث، وروى القراءة عن محمد بن سعدان، روى القراءة عنه أبو طاهر بن أبي هاشم، تاريخ بغداد 11/ 101، غاية 1/ 497.
- ابن سعدان اسمه محمد، تقدم.
وهذا الإسناد صحيح، وهو إسناد الطريق الرابع والسبعين بعد الثلاث مائة.
(3) في ت، م: (عرفد). وهو خطأ. وتقدم اسمه صحيحا في الفقرة/ 427.
(4) حجاج هو ابن محمد المصيصي الأعور، تقدم. والإسناد صحيح.

(1/272)


حديث بعضهم في بعض- عن حمزة الزيّات أنه قرأ على حمران بن أعين، وكانت هذه الحروف التي يرويها حمزة عن الأعمش [إنما أخذها عن الأعمش] «1» أخذا، ولم يبلغنا أنه قرأ عليه القرآن من أوّله إلى آخره «2».
577 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا محمد بن الحسين القطان، قال: حدّثنا حسين يعني ابن الأسود، قال: حدّثنا عبيد الله، قال: كان حمزة يسأل الأعمش عن حروف القرآن «3».
578 - قال أبو عمرو: وليس مما حكاه هؤلاء براد لما روته الجماعة الكثيرة العدد، ولا بمزيل لصحته، من أن حمزة قرأ على الأعمش القرآن، بل يجب الوقوف عنده، ويلزم المصير إليه.
579 - فإن أبي ذلك آب، واستدلّ بقول حجّاج، وابن داود وردّ قول الجماعة، فقل له «4»: ليست الفائدة في نقل الحروف ذوات الاتفاق، وإنما الفائدة في نقل الحروف ذوات الاختلاف، فإذا كان حمزة قد سأل الأعمش عن قراءته المختلف فيها حرفا حرفا، وأجابه الأعمش بمذهبه الذي نقله عن أئمته، فذلك وقراءة «5» القرآن كلّه سواء في معرفة مذهبه، فيما الخلاف فيه بين الناس موجود، ولا يدفع صحة ذلك- ومعرفته بوجوه القراءات وطرق النقل- دافع «6».
580 - نا أبو الفتح شيخنا، قال: حدّثنا أحمد بن محمد وعبيد بن محمد، قالا:
نا علي بن الحسين، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: قيل لجرير بن عبد الحميد:
كيف أخذتم هذه الحروف عن الأعمش؟ فقال: إذا كان شهر رمضان جاء أبو حيّان التميمي وحمزة الزيّات، مع كل واحد منهما مصحف، فيمسكان على الأعمش المصاحف، ثم يقرأ فيسمعون قراءته، فأخذنا الحروف من قراءته «7».
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في فضائل القرآن ص/ 333.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة/ 37 وهو إسناد صحيح. والرواية في فضائل القرآن ص/ 333.
(3) محمد بن الحسين بن شهريار، القطان، وعبيد الله بن موسى، وحسين بن علي بن الأسود، تقدمت تراجمهم. والإسناد حسن.
(4) في م: (فسئل). ولا يستقيم السياق بها.
(5) في م: (فقراءة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) أقول: وهذا مسلم في حق حمزة لإمامته، ولا يسلّم كقاعدة عامة.
(7) عبيد بن محمد لم أجده.

(1/273)


581 - أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال:
أخبرنا محمد بن الهيثم، قال حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا يحيى بن سليمان، قال: نا ابن نمير، قال: حضرت حمزة، وهو يسأل الأعمش عن حروف القرآن، يقرأ فيقرأ له الأعمش الحرف الذي بعد ما قرأ «1».
582 - قال أبو عمرو: وهذا الذي حكاه جرير وابن نمير والتلاوة «2» والسّرد سواء لا فرق بينهما، وذلك عند من جعل السّماع الذي هو قراءة العالم للمتعلّم، والعرض
الذي هو قراءة المتعلّم على العالم واحد. فأما من فرّق بينهما فالسّماع عنده أقوى من العرض وأعلى «3» عند أكثر العلماء، وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

ذكر رجال الكسائي
583 - ورجال الكسائي حمزة بن حبيب الزيّات، وعليه عمدته، وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبو عمرو عيسى بن عمر الهمداني، وأبو بكر بن عيّاش، وأبو إبراهيم إسماعيل بن جعفر، وأبو الصّلت زائدة بن قدامة.
584 - فأمّا حمزة وابن أبي ليلى، وأبو بكر، وإسماعيل، فقد ذكرنا أئمتهم.
585 - وأمّا عيسى فقرأ على عاصم، وطلحة بن مصرّف، والأعمش، وقرءوا على من تقدّم.
__________
- والإسناد إلى يوسف بن موسى من طريق أحمد بن محمد تقدم في الفقرة/ 39.
- أبو حيان التيمي هو يحيى بن سعيد بن حيان، الكوفي، ثقة، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
غاية 2/ 372، التقريب 2/ 348.
ومتن الرواية ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 373، في ترجمة أبي حيان.
(1) ابن نمير مصغرا هو عبد الله، الهمداني، أبو هشام، الكوفي، ثقة، صاحب حديث، مات سنة تسع وتسعين ومائة. التقريب 1/ 457، تهذيب الكمال 2/ 749.
(2) في م: (الثلاثة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) هذه الدعوى غير مسلمة، لأن قراءة العرض هي التي عول عليها القراء دون رواية الحروف. انظر لطائف الإشارات 1/ 181.
ولو كان السماع أقوى من العرض ما أتعب المؤلف نفسه في إثبات عرض حمزة القراءة على الأعمش. وثالثا أعرض ابن الجزري في النشر عن طرق رواية الحروف فلم يعتمد في نشره شيئا منها. انظر النشر 1/ 98.

(1/274)


586 - وأما زائدة فروى الحروف عن الأعمش [24/ ظ].
587 - وقرأ الكسائي حرفا واحدا معتبرا بقراءة عبد الله بن مسعود، وهو قوله عزّ وجلّ في آل عمران: وأنّ الله لا يضيع أجر المؤمنين [آل عمران: 171] هو في قراءة عبد الله «1» والله لا يضيع على الابتداء؛ فكسر «2» الهمزة لذلك.
588 - حدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال حدّثنا علي بن عبد العزيز، قال حدّثنا أبو عبيد، قال: كان الكسائي يكسر وإن الله، وكان يعتبرها بقراءة عبد الله والله لا يضيع على الابتداء؛ فكسر الهمزة لذلك «3».
589 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال حدّثنا عبد الله بن أحمد، قال حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا أحمد بن سلمويه «4»، قال حدّثنا محمد بن يعقوب، قال حدّثنا العباس بن الوليد، قال حدّثنا قتيبة، عن محمد بن طلحة، عن أبيه: والله لا يضيع قال الكسائي: وهو في الاعتبار" وإنّ الله" «5» على الابتداء «6».
590 - حدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: أخبرني هارون بن يوسف عن أبي هشام قال: ضبط الكسائيّ القراءة على حمزة «7».
__________
(1) انظر تفسير الطبري 4/ 116.
(2) انظر النشر 2/ 244، السبعة/ 219.
(3) الإسناد تقدم في الفقرة/ 37، وهو إسناد صحيح.
(4) في م: (سلمة به) وهو خطأ.
(5) في م: (والله). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) صدر الإسناد قبل محمد بن يعقوب تقدم في الفقرة/ 405.
- محمد بن يعقوب بن يزيد بن إسحاق، أبو عبد الله القرشي، الأصبهاني الغزّال، روى الحروف سماعا عن العباس بن الوليد. غاية 2/ 283، تاريخ أصبهان 2/ 354.
- العباس بن الوليد بن مرداس أبو الفضل الأصبهاني، شيخ أصبهان في رواية قتيبة، غاية 1/ 355، تاريخ أصبهان 2/ 140.
- محمد بن طلحة بن مصرف اليامي، كوفي، صدوق له أوهام، وأنكروا سماعه من أبيه لصغره، مات سنة سبع وستين ومائة. التقريب 2/ 173، تهذيب الكمال 3/ 214.
والإسناد حسن لغيره. انظر الفقرة السابقة.
(7) هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، أبو أحمد، المعروف بابن مقراض الشطوي، ثبت مات سنة ثلاث وثلاث مائة، تاريخ بغداد 14/ 29. وأبو هشام هو محمد بن يزيد الرفاعي، وهذا الإسناد صحيح، والرواية في السبعة/ 75 به مثلها.

(1/275)


591 - أخبرنا خلف بن إبراهيم إجازة، قال حدّثنا محمد بن عبد الله الأصبهاني، قال حدّثنا ابن مجاهد، قال: حدّثني الجمال، قال حدّثني أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قال خلف: قرأ الكسائي على حمزة القرآن أربع مرّات «1».
592 - حدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا أحمد بن مسلم الحنبلي، قال: قرئ على أحمد بن رستم- وأنا أسمع- حدّثكم نصير بن يوسف، قال قرأت على الكسائي، فأخبرني أنه قرأ القرآن كلّه على حمزة بن حبيب الزيّات، وعلى جماعة في عصر حمزة، منهم: ابن أبي ليلى، وعيسى بن عمر الهمداني، وأبو بكر بن عياش «2».
593 - حدّثنا محمد بن علي، [قال حدثنا ابن مجاهد] «3»، قال حدّثنا محمد بن عبد الرحيم، قال حدّثنا محمد بن عيسى، قال حدّثنا محمد بن سفيان «4»، قال: قال الكسائي: أدركت أشياخ أهل الكوفة القرّاء والفقهاء: ابن أبي ليلى، وأبان بن تغلب، والحجّاج بن أرطاة وعيسى بن عمر الهمداني وحمزة الزيّات «5».
594 - قال أبو عمرو: فهذه تسمية رجال أئمة القراءة، الذين نقلوا عنهم القراءة، وأدّوها إليهم عن سلفهم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، على وجه الاختصار، وما يحتمل الكتاب، وبالله التوفيق.
__________
(1) صدر الإسناد قبل الجمال تقدم في الفقرة/ 142، والجمال هو حسين بن علي بن حماد، وخلف هو ابن هشام، والإسناد صحيح.
(2) في م: (غياث) وهو تحريف.
- أحمد بن محمد بن مسلم البغدادي، قال الخطيب: أحسبه نزل مصر، وحدث بها عن غسان بن الربيع، روى عنه علي بن أحمد بن سليمان المعروف بعلان المصري، تاريخ بغداد 5/ 98، وأحمد بن محمد ابن رستم تقدم.
(3) زيادة يقتضيها السياق، وهي في الرواية في السبعة لابن مجاهد/ 78.
(4) في ت، م: (أحمد بن سفيان)، وهو خطأ. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 147، والسبعة/ 78.
(5) صدر الإسناد قبل محمد بن عيسى تقدم في الفقرة/ 158، ومحمد بن عيسى بن إبراهيم تقدم.
- محمد بن سفيان بن وردان، الحذاء، الكوفي، النحوي، صدوق، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي غاية 2/ 147، الجرح والتعديل 7/ 275.
وهذا الإسناد حسن والرواية في السبعة/ 78 به مثلها.

(1/276)