جامع البيان في القراءات السبع باب ذكر مذاهبهم في
التسمية والفصل بها بين السورتين
1023 - اعلم أن أهل الحرمين بخلاف عن ورش عن نافع وعاصما
والكسائي فيما قرأنا لهم، يفصلون بالتسمية بين كل سورتين في
جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة، فإنه لا خلاف في ترك الفصل
بينهما لفظا ورسما اقتداء بمرسوم الإمام «1»، المتفق عليه،
واتباعا لقول الجماعة وأداء الأئمة.
1024 - فأما الرواية عن هؤلاء الأئمة بالتسمية فوردت عن نافع
وعاصم والكسائي.
1025 - فأما نافع فحدّثنا الفارسي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن
عمر، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثني الحسن بن مخلد عن
أبي القاسم بن المسيبي، قال «2»:
كنا نقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم أول فاتحة الكتاب، وفي أول
سورة البقرة وبين السورتين في الصلاة والعرض. هذا «3» كان مذهب
القرّاء بالمدينة، قال: وفقهاء المدينة لا يفعلون ذلك.
1026 - وروى «4» ابن المسيبي عن أبيه عن نافع أنه كان يجهر ب
بسم الله الرّحمن الرّحيم عند افتتاح السّور ورءوس الأئمّة «5»
في جميع القرآن.
1027 - حدّثنا محمد بن سهل «6»، قال حدّثنا محمد بن الطيب، قال
حدّثنا أحمد بن موسى قال: حدّثني موسى بن إسحاق عن محمد بن
إسحاق المسيبي قال:
حدّثني أبي قال: سألت نافعا عن قراءة بسم الله الرّحمن الرّحيم
فأمرني بها وقال: أشهد أنها من السبع المثاني وأن الله أنزلها
«7».
__________
(1) أي المصحف الإمام، وهو المصحف العثماني.
(2) الإسناد تقدم في الفقرة/ 1009. وهو إسناد صحيح.
(3) في ت، م: (هذا كتاب). ولا يستقيم به السياق. والتصحيح من
النشر 1/ 271.
(4) تقدمت هذه الرواية في الفقرة/ 1010.
(5) في م: (وورش المدينة). وهو خطأ. وقد تقدمت الرواية في
الفقرة/ 1010 بلفظ (ورءوس الآي). والنص نقله في النشر 1/ 252:
(ورءوس الآيات).
والأتمة جمع تمام، كما تقدم.
(6) في ت، م: (قال قال). وهو خطأ.
(7) محمد بن سهل لم أجده.
(1/395)
1028 - حدّثنا أحمد بن عمر قال: حدّثنا
محمد بن منير قال: حدّثنا عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع
بالقراءة وذكر التسمية رسما في أول كل سورة إلى آخر القرآن
«1».
1029 - قال أبو عمرو: وبالفصل بالتسمية قرأت له «2» من رواية
إسماعيل، والمسيبي، وقالون، واختلف عن ورش عنه في ذلك، فقرأت
له من طريق أبي يعقوب «3» على ابن خاقان «4» وأبي الفتح «5»
وأبي الحسن «6» وغيرهم من قراءتهم بالأسانيد المذكورة بغير
تسمية بين السور في جميع القرآن، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من
شيوخ المصريين الآخذين برواية الأزرق.
1030 - حدّثنا طاهر بن غلبون عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد،
قال: لا يقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم بين السورتين إلا في
فاتحة الكتاب، وذكر أنه كذلك قرأ على ابن سيف، وذكر ابن سيف
أنه قرأ كذلك على أبي يعقوب الأزرق، وذكر أبو يعقوب أنه كذلك
قرأ على ورش، وذكر ورش أنه كذلك قرأ على نافع «7».
1031 - وقد كان أبو غانم المظفر «8» بن أحمد بن حمدان يخالف
جماعتهم فيختار الفصل بالتسمية استحسانا منه من غير رواية
رواها ولا أداء نقله، حدّثني
__________
- محمد بن الطيب بن محمد، أبو الفرج، البغدادي، نزل الأهواز،
قال الداني: وكان من حفاظ الحديث، قال الخطيب: وكان ثقة. تاريخ
بغداد 5/ 378، غاية 2/ 157.
- أحمد بن موسى هو ابن مجاهد. ونقل ابن الجزري هذه الرواية في
النشر (1/ 271) وقال:
روى ذلك الحافظ أبو عمرو الداني بإسناد صحيح.
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة/ 653. وانظر الطريق/ 51. وهو
إسناد صحيح.
(2) أي لنافع.
(3) الأزرق.
(4) طرقه من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(5) من الطريق الخامس والسبعين.
(6) من الطريق السادس والسبعين.
(7) تقدم هذا الإسناد في الفقرة/ 412. وانظر إسناد الطريق/ 67.
وهو إسناد صحيح.
(8) المظفر بن أحمد بن حمدان، المصري، مقرئ جليل، نحوي ضابط،
مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. غاية 2/ 301. وطريقه عن ابن
هلال عن الأزرق خارج عن طرق هذا الكتاب.
(1/396)
بذلك شيخنا أبو الفتح عن عمر بن محمد «1»،
عنه. وكذلك رواه «2» عنه محمد «3» ابن علي المقرئ وغيره.
1032 - وقرأت لورش من طريق غير أبي يعقوب بالإسناد المتقدم
بالفصل بالتسمية «4» كقراءتي في رواية إسماعيل «5» وصاحبيه،
وكذلك قرأت لابن كثير من جميع الطرق، وعامّة سلف المكيين من
القرّاء والفقهاء يرون قراءتها في الفرض وغيرها ويعدّونها آية
فاصلة في أم القرآن، ووافقهم على ذلك العادّون، وبعض القرّاء
من الكوفيين «6».
1033 - وقال أبو «7» ربيعة: لم يزل أصحابنا على الجهر والإعلان
ب بسم الله الرّحمن الرّحيم كلما ختم القارئ السورة وابتدأ
الأخرى قال: بسم الله الرّحمن الرّحيم من أول القرآن إلى آخره،
وهي عندهم آية في الحمد «8» خاصة.
1034 - وحدّثني عبد العزيز بن محمد، قال: حدّثنا عبد الواحد بن
عمر قال:
قرأت على أبي بكر «9» في قراءة ابن كثير ففصلت بين كل سورتين ب
بسم الله الرّحمن الرّحيم.
__________
(1) عمر بن محمد بن عراك، تقدم. والإسناد صحيح.
(2) أي رواه أبو الفتح فارس بن أحمد عن محمد بن علي عن المظفر
بن أحمد. والإسناد صحيح.
(3) هو محمد بن علي بن أحمد بن محمد، أبو بكر، المصري،
الأذفوي، أستاذ، نحوي، مقرئ، مفسر، ثقة، أخذ القراءة عرضا عن
المظفر بن أحمد بن حمدان، قال الداني: انفرد بالإمامة في دهره
في قراءة نافع رواية ورش، مع سعة علمه، وبراعة فهمه، وتمكنه من
علم العربية. مات سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. غاية 2/ 198.
لكن طريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(4) في ت، م: (بالفصل بين التسمية). ولا يستقيم به السياق.
(5) إسماعيل بن جعفر، وإسحاق بن محمد المسيبي، وقالون.
(6) أي العادون الكوفيون، لأن البسملة آية من الفاتحة في العدد
المكي والكوفي فقط. انظر جمال القراء للسخاوي (ل 71/ و).
(7) اسمه محمد بن إسحاق بن وهب، المكي، تقدم.
(8) في ت، م: (الجملة). ولا معنى لها. ويؤيد أن المراد
(الحمد)، ما ذكره ابن الجزري في النشر (1/ 270) من أن مذهب أهل
مكة كون البسملة آية من الفاتحة فقط.
(9) هو ابن مجاهد. والإسناد صحيح. لكن عرض عبد الواحد بن عمر
على ابن مجاهد في قراءة ابن كثير خارج عن طرق جامع البيان.
(1/397)
1035 - وأما عاصم فحدّثنا عبد العزيز بن
جعفر أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم قال: حدّثني محمد بن الضحاك،
قال: حدّثني القاسم بن أحمد، قال «1»: كنّا نقرأ على محمد بن
حبيب الشموني، فإذا انتهينا إلى السجدات لم نسجد ونتخطاهن،
وكنا نقول عند خاتمة كل سورة بسم الله الرّحمن الرّحيم وكذا
روى عامّة أصحاب «2» الأشناني عنه عن أصحابه عن حفص عن عاصم.
1036 - وروى أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل الدقاق
المقرئ المعروف بالوليّ عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد «3»،
الفامي، عن عمرو بن الصباح، عن حفص، إذا وصل آخر السورة بأول
الأخرى في القرآن كله، من غير فصل ب بسم الله الرّحمن الرّحيم
وكذلك روى أبو بكر «4» يوسف بن يعقوب الواسطي عن العليمي «5»،
عن حماد عن عاصم.
1037 - والعمل في قراءة عاصم من جميع طرقه والأخذ له في كل
رواياته بالفصل بالتسمية لا غير.
1038 - وأما الكسائي فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدّثنا
أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثنا
محمد بن الجهم، قال: حدّثنا الفرّاء «6»، قال: كان الكسائي
وأهل القراءة من نظرائه يفصلون بين السورتين ب بسم الله
الرّحمن الرّحيم على ما جاء في المصحف، وقد خالف محمد بن
__________
(1) انظر إسناد الطريق/ 250. وهو إسناد صحيح.
(2) في م: (أصحابي). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (أحمد بن محمد بن جبير القاضي) وهو خطأ، لأن ابن
جبير لم يكن قاضيا، ولا روى الولي عنه، وليس اسم أبيه محمدا.
انظر غاية النهاية 1/ 42.
- وإنما هو أحمد بن محمد بن حميد، البغدادي، يلقب بالفيل،
ويعرف بالفامي نسبة إلى قرية فامية من عمل دمشق، مشهور، حاذق،
قرأ على عمرو بن الصباح، وقرأ عليه أحمد بن عبد الرحمن بن
الفضل، مات سنة تسع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 112.
وهذا الطريق عن عمرو بن الصباح خارج عن طرق جامع البيان.
(4) من الطرق: الرابع والعشرين، والخامس والعشرين، والسابع
والعشرين، والثلاثين وكلها بعد الثلاث مائة.
(5) في م (عن العليمي) مكررة خطأ.
(6) هذا الإسناد صحيح، ورواية القراء خارجة عن روايات جامع
البيان.
(1/398)
الجهم من القرّاء في ذلك محمد بن أحمد بن
واصل، فروى عن سلمة بن عاصم عن الفرّاء أن الكسائي رجع بعد ذلك
إلى مثل مذهب حمزة، فوصل السور بعضها ببعض من غير أن يفصل «1»
بينها «2» بالتسمية.
1039 - والعمل والأخذ برواية ابن الجهم، وبذلك قرأت. وكذلك
حدّثني الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على أبي بكر وأبي عثمان
«3» في مذهبه.
1040 - وأما ابن عامر فلم يأت عنه في ذلك شيء يعمل عليه من فصل
ولا غيره، والذي قرأت له على الفارسي عن قراءته على أبي بكر
النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان وعلى أبي الفتح عن قراءته على
أصحابه «4» في رواية ابن ذكوان وهشام جميعا بالفصل بالتسمية.
1041 - وقرأت له في الروايتين على أبي الحسن «5»، عن قراءته
بغير تسمية ولا فصل. وذلك عندي أليق بمذهبه لأمرين:
1042 - أحدهما: أن عامّة فقهاء أهل بلده من الأوزاعي وغيره لا
يرون قراءتها في صلاة الفرض كعامّة فقهاء أهل المدينة من مالك
[40/ ظ] وغيره؛ إذ ليست عندهم في أوائل السور منهنّ، وإنما
رسمت في المصاحف فصلا بينهنّ، على أن جميعهم لا يرى بأسا
بقراءتها في النوافل والدرس والعرض والتلقين والتعليم وعند
الابتداء بالآي.
1043 - والأمر الثاني: أن فارس بن أحمد المقرئ حدّثنا قال:
حدّثنا [محمد ابن أحمد، قال حدثنا] «6» أحمد بن محمد بن عثمان،
قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال:
حدّثنا ابن ذكوان، قال: حدّثنا أبو مسهر، عن صدقة،
__________
(1) في م، ت: (أن الفصل). ولا يستقيم به السياق.
(2) في ت: (بينهما).
(3) هو سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وفي قراءة أبي طاهر بن أبي
هاشم عليه.
انظر الطريق/ 383. وأما قراءته على أبي بكر بن مجاهد فهي خارجة
عن طرق جامع البيان.
(4) وهم: عبد الباقي بن الحسن، ومحمد بن الحسن الأنطاكي، وعبد
الله بن الحسين.
انظر طرق روايتي ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر.
(5) هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، ولم يتقدم للمؤلف قراءة
عليه في رواية ابن ذكوان ولا في رواية هشام ضمن طرق الكتاب،
فهذه القراءة خارجة عن طرق جامع البيان.
(6) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة/ 1065.
(1/399)
عن يحيى بن الحارث «1»، قال: هو- يعني
القرآن- ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون آية نقص آية «2»، قال
ابن ذكوان: فظننت يحيى لم يعدّ بسم الله الرّحمن الرّحيم.
1044 - قال أبو عمرو: وإذا لم تعدّ آية فالقياس ألا يقرأها ولا
يفصل بها، وبالمذهبين أخذنا في قراءة ابن عامر، فمن فصل عليّ
لم أمنعه ومن لم يفصل لم آمره به.
1045 - وأما أبو عمرو وحمزة فكانا لا يفصلان بين السّور
بالتسمية في جميع القرآن.
1046 - أما أبو عمرو فجاء ذلك عن اليزيدي عنه من طريق الأداء.
وحكى لي أبو الفتح عن عبد الباقي أن أصحاب شجاع يخيّرون عنه في
الفصل وتركه. وبعض أهل الأداء من المصريين يأخذ لأبي عمرو
بالفصل، وكذلك روى [أبو] «3» العبّاس القصباني عن محمد بن غالب
عن شجاع، وأبي العباس «4» وعبد الله بن أحمد البلخي عن أبي
حمدون عن اليزيدي أداء عنه أنه كان يفصل بين السّور بالتسمية
في جميع القرآن.
1047 - والعمل عند عامّة أهل الأداء من البغداديين ابن مجاهد
وابن شنبوذ والنقاش وابن المنادي وغيرهم على الأول، وعلى ذلك
جميع الرقيين «5»، وبذلك قرأت على جميع شيوخي، وبه آخذ.
1048 - وأما حمزة فجاء عنه ذلك من طريق النص والأداء جميعا،
وقد ذكرنا الرواية عنه بذلك في باب الاستعاذة «6». وحدّثنا
الفارسي قال: حدّثنا أبو طاهر، قال:
قرأت على أبي بكر «7»، فلم أجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم
بين السورتين في قراءة أبي عمرو، وفي قراءة حمزة.
__________
(1) أبو مسهر هو عبد الأعلى بن مسهر، وصدقة هو ابن خالد. وهذا
الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وإسناده صحيح.
(2) في م: (بعض أنه). وهو تصحيف واضح.
(3) زيادة يقتضيها السياق. وانظر إسناد الطريق/ 189.
(4) في ت، م: (وأبو العباس وعبد الله). وهو خطأ، لأنه لا يوجد
في تلاميذ أبي حمدون من يسمى عبد الله بن أحمد البلخي سوى أبي
العباس. وطريقه خارج عن طرق جامع البيان، وهو من طرق المبهج
لسبط الخياط، والكامل للهذلي، كما أشار في غاية النهاية 1/
404.
(5) مثل أبي عمران موسى بن جرير، وأبي المعصوم محمد بن صالح بن
زياد.
(6) الفقرة/ 1011 وما بعدها.
(7) أحمد بن موسى بن مجاهد، من الطريقين: التاسع والثلاثين،
والسابع والستين كلاهما بعد المائة في قراءة أبي عمرو، ومن
الطريق الحادي والستين بعد الثلاث مائة في قراءة حمزة.
(1/400)
الفصل بين السور
الأربع
1049 - قال أبو عمرو: وقد كان بعض شيوخنا يفصل بالتسمية في
مذهب أبي عمرو وابن عامر وورش عن نافع من طريق الأزرق بين أربع
سور، بين المدّثر والقيامة، وبين الانفطار والمطفّفين، وبين
الفجر والبلد، وبين العصر والهمزة ويسكت بينهنّ سكتة من غير
فصل في مذهب حمزة، وليس ذلك عن أثر يروى عنهم، وإنما هو
استحباب واختيار من أهل الأداء، ولكراهة الإتيان بالجحد «1»
بعد المغفرة «2» وبعد قوله: وادخلى جنّتى «3» [الفجر: 30]
وبالويل «4» بعد اسم الله «5» تعالى وبعد قوله:
بالصّبر [البقرة: 45]، فاختاروا كذلك الفصل بين هذه السور.
وليس اعتلالهم لاستحبابهم «6» ذلك بالكراهة والبشاعة بشيء؛
لأنهما موجودتان بأنفسهما بعد أسماء الله عزّ وجلّ وصفاته في
قوله: بسم الله الرّحمن الرّحيم «7»، فلا فرق إذا بين التسمية
وغيرها.
1050 - وقد كان شيخنا أبو الفتح ينكر ذلك ولا يراه أعني الفصل
والسكت بين الأربع سور في مذهب أبي يعقوب [و] «8» من ترك
الفصل؛ إذ لا أصل له من رواية، ولا تحقيق له في دراية. وروى
الفصل بينهنّ في مذهب أبي يعقوب عن ورش خلف بن إبراهيم عن
قراءته. وبلغني عن ابن مجاهد «9» أنه كان يأخذ في مذهب أبي
عمرو بالسكت على آخر المدّثر والانفطار والفجر، ثم يبتدئ بما
يلي كل واحدة «10» من السّور، فيجعل الفصل بعد السّور الثلاث
سكتة، وذلك أيضا استحباب منه رحمه الله.
__________
(1) إشارة إلى قوله تعالى" لا أقسم" في فاتحة سورة القيامة
والبلد.
(2) في خاتمة سورة المدثر، وذلك قوله تعالى" وأهل المغفرة".
(3) في خاتمة سورة الفجر.
(4) قوله تعالى" ويل" في فاتحة سورة المطففين والهمزة.
(5) في خاتمة سورة الانفطار، وذلك قوله تعالى" والأمر يومئذ
لله".
(6) في م: (اعتلاهم لا بهم). وفي ت: (اعتلا لا تهم) وكلاهما
تحريف لا يستقيم به السياق.
(7) طمست في ت.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) و (10) طمست في ت.
(1/401)
1051 - وجاءنا عن حمزة أنه قال: القرآن
عندي كالسورة الواحدة، فإذا قرأت بسم الله الرّحمن الرّحيم في
أول فاتحة الكتاب أجزأني أي كفاني، وهذا المعنى بعينه يروى عن
إبراهيم النخعي. روى سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم «1»،
قال: إذا قرأت بسم الله الرّحمن الرّحيم أول ما يفتتح أجزأ
«2»، فأصحاب حمزة يصلون أواخر السورة بأوائل السور من غير سكت
ولا قطع في جميع القرآن.
1052 - واقتدى حمزة في ترك الفصل بالتسمية بيحيى بن وثاب
والأعمش، وهما إماما أهل الكوفة في القراءة.
1053 - فأما يحيى فحدّثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدّثنا
[41/ و] قاسم بن أصبغ، قال: حدّثنا أحمد بن زهير، قال: حدّثنا
يحيى بن معين، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة «3»، قال: قال
الأعمش: كان يحيى بن وثّاب لا يقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم
في عرض ولا غيره.
1054 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ أن أبا طاهر بن هشام
حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله قال: حدّثنا الحسن
الجمال، قال: حدّثنا الحلواني، قال:
حدّثنا ابن الأصبهاني عن الحسن بن عباس، عن الأعمش، عن يحيى
«4» بن وثاب، قال: ما كنّا نجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم في
عرض ولا غيره «5».
1055 - وأما الأعمش فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد
بن عمر حدّثهم، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدّثنا
الحسن الجمال، قال: حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا
الأصبهاني، عن ابن إدريس «6»، عن الأعمش، قال: ما كنّا
__________
(1) إبراهيم هو ابن يزيد النخعي، ومنصور هو ابن المعتمر.
(2) في م (أحدا). وهو تصحيف.
(3) ابن زائدة اسمه يحيى بن زكريا، الكوفي، ثقة متقن، مات سنة
ثلاث أو أربع وثمانين ومائة. التقريب 2/ 347. والإسناد صحيح.
(4) في ت (محمد بن وثاب). وهو خطأ.
(5) الحسن الجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران.
- الحسن بن العباس لم أجده، ولعله أن يكون محرفا عن (حفص بن
غياث)، فهو شيخ ابن الأصبهاني، وتلميذ الأعمش، كان قاضي
الكوفة، ثقة فقيه، مات سنة أربع أو خمس وتسعين ومائة.
التقريب 1/ 189.
(6) الأصبهاني هو محمد بن سعيد بن سليمان.
(1/402)
نجهر ب بسم الله الرّحمن الرّحيم في صلاة
ولا غيرها، كذا قال عبد الله ابن إدريس عنه. وخالفه جرير بن
عبد الحميد، فحدّثنا فارس بن أحمد بن موسى، قال حدّثنا [ ....
] «1» يحيى بن سلام، عن الحسن «2»، قال: لم ينزل بسم الله
الرّحمن الرّحيم في شيء من القرآن إلا في طس سليمان إنّه من
سليمن وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم (30) [النمل: 30].
1056 - حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الله الفرائضي، قال: حدّثنا
عبد الله بن إبراهيم ابن ما شاء الله، قال: حدّثنا أبو مسلم
الكجّي «3»، قال: حدّثنا الأنصاري، قال:
حدّثنا الجريري، قال: سئل الحسن عن بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال:
صدور الرسائل «4».
1057 - قال أبو عمرو: واختياري في مذهب من ترك الفصل سوى حمزة
إن
__________
- عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو محمد، الكوفي،
ثقة فقيه عابد، مات سنة اثنان وتسعين ومائة. التقريب 1/ 401،
غاية 1/ 409. والإسناد صحيح.
(1) في السياق سقط، لأن يحيى بن سلام مات سنة مائتين. وولد
فارس بن أحمد سنة ثلاث وثلاث مائة انظر غاية 2/ 5، 373. يضاف
إلى ذلك أن هذه الرواية عن حسن البصري، وليست عن جرير بن عبد
الحميد، فالظاهر أن سياق رواية جرير بن عبد الحميد التي خالف
فيها عبد الله بن إدريس قد سقط من النساخ. والله أعلم. هذا،
ورواية يحيى بن سلام عن الحسن البصري منقطعة؛ لأنه يروي عن
أصحاب الحسن كما في غاية النهاية 2/ 373.
(2) البصري.
(3) في ت، م (الكتبي). وهو خطأ. والتصحيح من تذكرة الحفاظ 1/
371. والكجي بفتح الكاف وبالجيم المشددة نسبة إلى الكج وهو
الجص. الأنساب ل 476/ و.
(4) عبد الله بن إبراهيم بن ماسى، أبو محمد، البغدادي، ثقة
ثبت، مات سنة تسعة وستين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 9/ 408،
تذكرة الحفاظ 3/ 947.
- أبو مسلم، إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، البصري، ثقة، مات
سنة خمسة عشر ومائتين.
تذكرة الحفاظ 2/ 620.
- الأنصاري محمد بن عبد الله بن المثنى، البصري، القاضي، ثقة،
مات سنة خمسة عشر ومائتين. التقريب 2/ 180، تذكرة الحفاظ 1/
371.
- الجريري بضم الجيم سعيد بن إياس، أبو مسعود البصري، ثقة،
اختلط قبل موته بثلاث سنين، مات سنة أربع وأربعين ومائة.
التقريب 1/ 291، الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة
الثقات/ 178. وسماع الأنصاري منه كان بعد اختلاطه، لأنه من
صغار رواته، إنما الصحيح عنه حماد والثوري وشعبة وطبقتهم. انظر
تهذيب التهذيب 4/ 7. وعليه فالإسناد ضعيف.
(1/403)
سكت القارئ على آخر السورة سكتة خفيفة من
غير قطع شديد ويسقط التنوين إن كان آخرها منوّنا غير منصوب،
ويشير «1» إلى الرفع والجرّ، ليؤذن بانفصالهما، ثم يبتدئ
بالسورة التي تليها، وقد حكى هذا بعينه بعض أئمتنا عن اليزيدي،
إن شاء القارئ لم يسكت ووصل آخر السورة أوّل الأخرى وبيّن
الإعراب وأثبت التنوين كمذهب حمزة سواء، وهذا الوجه [و] «2»
الذي اخترته يرويان عن ابن مجاهد رحمه الله، بلغني ذلك عنه وعن
غيره من الأكابر. وحدّثني الفارسي عن أبي طاهر أن مذهب حمزة
وأبي عمرو أن يصلا آخر السورة بأول السورة التي تليها.
1058 - واختياري أيضا في مذهب من فصل أن يقف القارئ على آخر
السورة ويقطع على ذلك، ثم يبتدئ بالتسمية موصولة بأول السورة
الأخرى.
1059 - وغير جائز عند أهل الأداء السكوت والقطع على التسمية
إذا وصلت بآخر السورة؛ لأنها إنما رسمت في أوائل السور إعلاما
بابتدائهنّ وانقضاء ما قبلهن، ولم ترسم في أواخرهنّ، فإن لم
توصل بأواخر السور جاز القطع والسكت عليها، وكان تماما «3».
1060 - ولا خلاف بين القرّاء- فيما قرأنا لهم- في التسمية في
أول فاتحة الكتاب، من فصل منهم، ومن لم يفصل «4»؛ لأنها ابتداء
القرآن، والاختلاف بين الفقهاء والعادّين من القرّاء في أنها
آية وغير آية إنما جاء في أولها فقط إلا ما شذّ فيه بعضهم «5».
وقد ذكرنا الرواية بذلك عن نافع وأبي عمرو وحمزة قبل.
1061 - وكذا لا خلاف بين أهل الأداء في التسمية في أوائل السور
إذا قطع على أواخر ما قبلهن ثم ابتدأ بهنّ من غير أن يوصلهن
بما قبلهن في مذهب من
__________
(1) الإشارة إلى الرفع تكون بالروم والإشمام. وإلى الجر بالروم
فقط.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) أي وكان الوقف تماما.
(4) طمست في ت.
(5) قال السخاوي في جمال القراء (ل 74/ ظ): وأما إثباتها آية
في أول كل سورة فلم يذهب إليه أحد من أهل العدد. اه وفي المغني
لابن قدامة (1/ 522) أن عبد الله بن المبارك والشافعي قالا
البسملة آية من كل سورة، وأن أحمد وأبا حنيفة ومالكا والأوزاعي
وعبد الله بن معبد الرماني ذهبوا إلى أنها ليست من الفاتحة ولا
آية من غيرها. اه بتصرف.
(1/404)
فصل ومن لم يفصل ما خلا براءة فإن التسمية
ممتنعة في أولها كما تقدم.
1062 - وأما الابتداء برءوس الأجزاء التي في بعض السور ك سيقول
السّفهاء [البقرة: 142] «1»، وتلك الرّسل [البقرة: 253] «2»،
ولن تنالوا البرّ [آل عمران: 92] «3» وشبه ذلك، فأصحابنا
يخيّرون القارئ بعد الاستعاذة بين التسمية وتركها في مذهب
الجميع من فصل منهم، ومن لم يفصل، وفي التسمية خبر مروي «4» عن
أهل المدينة.
1063 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر
حدّثهم، قال: حدّثنا أبو بكر شيخنا، قال: حدّثنا الحسن بن
مخلد، عن أبي القاسم بن المسيبي، قال «5»:
وكنّا إذا افتتحنا الآية على مشايخنا من بعض السور [نبدأ] ب
بسم الله الرّحمن الرّحيم.
1064 - وقال الرفاعي «6»، عن سليم: كنّا نجهر بالتسمية «7» عند
رأس كل تمام، وروى عاصم «8» بن يزيد الأصبهاني، عن حمزة: أنه
سئل عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقرأ بسم الله الرّحمن
الرّحيم تلك أمّة قد خلت [البقرة: 134] الآية، وهذا خلاف ما
روته الجماعة عن سليم عنه.
1065 - وقد روينا عن ابن عباس ما يؤيد مذهب من يرى التسمية في
ابتداء السور والأجزاء، فحدّثنا أبو الفتح الضرير قال: حدّثنا
محمد بن أحمد «9»، قال: حدّثنا
__________
(1) بداية الجزء الثاني.
(2) بداية الجزء الثالث. وقد طمست (تلك الرسل) في النسخة ت.
(3) بداية الجزء الرابع.
(4) سقطت (مروي) من م.
(5) الإسناد تقدم في الفقرة/ 1009، وهو إسناد صحيح.
(6) هو محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي.
(7) في م (بالسورة). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(8) عاصم بن يزيد، وفي م (عاصم بن يزيد). لم أجده.
وروايته عن حمزة خارجة عن روايات جامع البيان.
(9) في ت، م: (أحمد بن محمد). وهو خطأ، لأنه لا يوجد في شيوخ
فارس بن أحمد من اسمه أحمد بن محمد ويروي عن أحمد بن عثمان.
وإنما هو أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشنبوذي تقدمت ترجمته.
(1/405)
أحمد بن عثمان، قال: حدّثنا الفضل، قال:
حدّثنا أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا أبو الربيع، قال: حدّثنا
حمّاد، قال: حدّثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يفتتح
القراءة ب بسم الله الرّحمن الرّحيم «1». وهذا عامّ ويدخل فيه
أوائل السور والأجزاء والخموس والأعشار والآي.
1066 - حدّثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى المري، قال:
حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدّثنا أحمد بن خالد، قال
حدّثنا محمد بن وضّاح، عن [ابن] «2» أبي شيبة عن علي بن مسهر
عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: «أنزلت عليّ آنفا سورة فقرأ بسم الله الرّحمن الرحيم
إنّا أعطينك الكوثر (1) [الكوثر: 1]» وقرأ حتى ختمها «3»، وهذا
يحقّق ما ذهب إليه أهل الأداء من التسمية في أوائل السّور في
مذهب من فصل و [من] «4» لم يفصل.
1067 - قال أبو عمرو: وبغير تسمية ابتدأت رءوس الأجزاء على
شيوخي الذين قرأت عليهم في مذهب الكل، وهو الذي أختار ولا أمنع
من التسمية، وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________
(1) صدر الإسناد قبل أحمد بن يزيد الحلواني تقدم في الفقرة/
1043.
- أبو الربيع هو سليمان بن داود، الزهراني. وحماد هو ابن يزيد
بن درهم، وأيوب هو ابن كيسان السّختياني.
- عكرمة مولى ابن عباس، هو ابن عبد الله، أصله بربري، ثقة ثبت،
مات سنة سبع ومائة.
التقريب 2/ 30. والإسناد صحيح.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) إسحاق بن إبراهيم بن مسرة، وأحمد بن خالد بن يزيد تقدما،
وكذلك ابن أبي شيبة وهو عبد الله ابن محمد بن إبراهيم.
- علي بن مسهر- بضم الميم وسكون السين وكسر الهاء- الكوفي،
قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعد ما أضر، مات سنة تسع وثمانين
ومائتين. التقريب 2/ 44.
- مختار بن فلفل- بفاءين مضمومتين- مولى عمرو بن حريث، صدوق له
أوهام. التقريب 2/ 234.
- والحديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة باب حجة من
قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة، من طريقي علي بن
حجر وأبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن علي ابن مسهر به مثله،
وأبو داود في سننه في كتاب الصلاة باب من لم ير بالجهر ببسم
الله الرحمن الرحيم من طريق المختار بن فلفل بنحوه، والنسائي
في سننه في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم من كتاب الافتتاح من
طريق علي بن مسهر به بنحوه.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(1/406)
ذكر اختلافهم في
فاتحة الكتاب
1068 - حرف: عاصم والكسائي في غير رواية أبي الحارث ملك يوم
الدّين [الفاتحة: 4] بالألف، وروى أبو الحارث عنه ملك يوم
الدّين بالألف، وملك يوم الدّين بغير ألف خيّر في الوجهين،
وقرأت له بالألف لا غير. ويدلّ على صحّة ما رواه عن الكسائي من
التخيير بين الوجهين في ذلك ما حدّثناه الخاقاني، قال: حدّثنا
أحمد بن محمد، قال: حدّثنا عليّ قال: حدّثنا أبو عبيد «1»،
قال: كان الكسائي زمانا يقرؤها بالألف، وكذلك قرأناها عليه، ثم
بلغني عنه أنه قال بعد ذلك لا أبالي كيف قرأتها ملك أو ملك.
1069 - وكلهم كسر اللام «2»، إلا ما رواه محمد بن شعيب «3»
الجرمي، عن أبي معمر عن عبد الوارث، عن أبي عمرو، وما رواه
الفضل «4» بن محمد الأنطاكي، عن وليد بن عتبة [عن الوليد] «5»
بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: أنهما «6» سكّنا
اللام. وقرأ الباقون ملك بغير ألف مع كسر اللام.
1070 - واختلف عبارة الرواة عن ورش وقالون ونافع عن كسرة الكاف
من ملك وضمّة الدال من نعبد، فقال أحمد بن صالح عن قالون: ملك
باختلاس
__________
(1) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 37. وهو إسناد صحيح
(2) لام ملك.
(3) محمد بن شعيب، ذكره ابن الجزري في تلاميذ أبي معمر، لكن لم
يفرده بترجمة، ولم أعثر على ترجمة له.
والجرمي بفتح الجيم نسبة إلى جرم، وهي قبيلة من اليمن، وبكسر
الجيم نسبة إلى بلدة يقال لها جرم، ولم يذكره السمعاني فيمن
ينسبون إلى أي منهما.
- وأبو معمر هو عبد الله بن عمرو بن الحجاج، تقدم.
- عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، تقدم.
وهذه الرواية في السبعة/ 104. وهي خارجة عن طرق جامع البيان.
(4) في ت، م: (المفضل)، والتصحيح من تهذيب الكمال 3/ 1470، فقد
ذكره في تلاميذ الوليد بن عتبة. وهو الفضل بن محمد بن عبد
الله، أبو العباس، الباهلي، الأنطاكي، العطار، قال الدارقطني،
كان يضع الحديث، وقال ابن عدي، يسرق الحديث. لسان الميزان 4/
56.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) أي أن أبا عمرو وابن عامر.
(1/407)
كسرة الكاف، وقال عن ورش: الكاف مثبتة.
وقال الأصبهاني «1» عن ورش: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] بجرّ
الكاف، وقال أحمد بن صالح عن قالون: إيّاك نعبد [الفاتحة: 5]
باختلاس ضمّة الدال.
1071 - وقرأت الجماعة بإشباع «2» كسرة الكاف وضمّة الدال من
غير تمطيط، والذي حكاه أحمد «3» عن قالون من الاختلاس لم يرد
به تضعيف الصوت بالحركة ولا إسراع اللفظ بها، فإنما أراد [أن]
«4» لا يمطط الصوت بها، فيتولّد بذلك التمطيط بعد الكسرة ياء
وبعد الضمة واوا، ولذلك أراد بقوله: عن ورش مبنية أي مشبعة «5»
غير مختلسة ولا ممططة.
1072 - وقال يونس «6» عن ورش: السّفهاء ولكن [البقرة: 13]
بتثقيل الواوين إذا التقتا حتى كأنهما واو في السّواد «7»،
وهذه ترجمة فيها تجوّز ومراده إشباع ضمة الهمزة وإيفاؤها حقّها
وتفكيكها وتخليصها من فتحة الواو التي بعدها من غير اختلاس ولا
تمطيط وهو الذي لا يجوز غيره، ولا تحقيق في مذهب ورش عن نافع
سواه، وهو قول أئمة هذه الرواية؛ أبي جعفر بن هلال «8»، وأبي
غانم بن حمدان «9»، وأبي بكر محمد بن علي «10»، وجميع من لقينا
«11»، وأخذنا عنه، وقرأنا عليه بمصر وغيرها.
1073 - وقد أوضح ذلك وكشف عن حقيقته ورفع الإشكال عن صحته
الإمام
__________
(1) الأصبهاني هو محمد بن عبد الرحيم تقدم.
(2) في ت، م (باتباع). ولا يستقيم بها السياق. والمراد بإشباع
الكسرة والضمة الإتيان بهما كاملتين دون اختلاس أو روم.
(3) أحمد بن صالح.
(4) زيادة يقتضيها السياق.
(5) في م: (متبعة). ولا يستقيم بها السياق.
(6) ابن عبد الأعلى، تقدم.
(7) أي في الخط.
(8) هو أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال.
(9) اسمه المظفر بن أحمد بن حمدان.
(10) محمد بن علي بن أحمد، الأذفوي.
(11) في ت (ما لقيناه). وهو غير مرضي.
(1/408)
أبو عبد الله محمد بن خيرون «1»، فقال في
كتابه عن أصحابه عن ورش: ملك يوم الدين [الفاتحة: 4] لا يمدّ
الكاف عند الياء، غير أن الكسرة فيها تظهر الياء المنصوبة التي
بعدها، قال: وكذلك كل حرف مكسور يلتقي «2» بالمنصوبة يظهر [42/
و] الكسرة، لإخراج الياء من الكسرة، وقال: نعبد وإيّاك
[الفاتحة: 5] بإشباع الضمة وسطا من الفم، وهذا كالذي فسّرناه
وحدّدناه «3».
1074 - قال أبو عمرو: والمتقدّمون قد يتسهلون في العبارات
ويتّسعون في التراجم اعتمادا على ما يفهم من حقابها «4»، ويعلم
من جري عادتهم فيها.
1075 - وقد كان بعض متقدّمي المغاربة من أصحاب ورش يتأوّل
الإشباع فيما تقدم وشبهه أنه المولّد للحروف الصّحاح، فكان
يبالغ في تمطيط الكسرات مع الياءات والضمّات مع الواوات، وهم
الذين يقولون ياء شكل «5» لقيت ياء سواد، وواو شكل لقيت واو
سواد، وذلك خطأ من متأوّله، وغلط من متأمّله، وجهل من قائله
ومسجله، والآخذ به، إذ التمطيط المولّد للحروف زيادة محضة،
وكتاب الله تعالى محظور منها، وسواء كانت لفظا أو رسما.
1076 - حرف: وروى داود «6» بن أبي طيبة، عن ورش، عن نافع، وعن
«7» ابن أبي كيسة، عن سليم عن حمزة إمالة اللام من اسم الله
تعالى، إذا وليه «8» كسرة نحو
__________
(1) محمد بن عمر بن خيرون، أبو عبد الله، الأندلسي، شيخ القراء
بالقيروان، ثقة مأمون، ألف كتاب الابتداء والتمام، وكتاب الألف
واللامات، مات سنة ست وثلاث مائة. غاية 2/ 217، معرفة 1/ 227.
(2) في م: (يكفي). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) أي الإتيان بالضمة كاملة دون نقص مع الحذر من زيادة
التمطيط لئلا يتولد حرف المد بعدها.
(4) الحقاب شيء تتخذه المرأة تعلق به معاليق الحلي، تشده على
وسطها.
لسان العرب 1/ 314، والمقصود هنا هو المعنى العام الذي ينتظم
العبارات، وهو سياقها.
(5) ياء الشكل هي الياء الناشئة من المبالغة في تمطيط الكسرة.
وياء السواد هي الياء المكتوبة بالسواد، وهي التي أول أحرف
الكلمة التالية.
(6) من الطريق السابع والسبعين.
(7) من الطريق الثالث والسبعين بعد الثلاث مائة.
(8) أي من قبله.
(1/409)
قوله: بسم الله الرّحمن الرّحيم (1) والحمد
لله وعن ءايت الله [القصص: 87] وما أشبهه، ولم يرد الإمالة
المحضة. وإنما أراد ترقيق اللام لا غير.
1077 - وروى قتيبة عن الكسائي، إمالة اسم الله تعالى إمالة
محضة، إذا كان في أوّله لام الخبر لا غير، نحو الحمد لله وو
لله يسجد [الرعد: 15] وهذا لله [الأنعام: 136] وما أشبهه، وما
عدا ذلك غير ممال. وقرأ الباقون بترقيق اللام من غير إمالة في
ذلك.
1078 - «1» وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون: الرّحمن حيث وقع
الميم مفتوحة وسطا من ذلك، وقرأت للجماعة ففتحتها فتحا بيّنا.
1079 - حرف: قرأ ابن كثير في رواية القواس من رواية الحلواني
وقنبل من طريق ابن مجاهد وأحمد بن بويان «2» السّراط وسراط [7]
بالألف ولام وبغيرها بالسين حيث وقع، وكذلك روى أبو حمدون «3»
عن الكسائي، وعبيد بن عقيل «4» عن أبي عمرو، وروى التغلبي «5»،
عن ابن ذكوان عن ابن عامر وأن هذا سراطي في الأنعام بالسين «6»
وسائر القرآن بالصاد، وقرأ حمزة في رواية خلف وابن سعدان وأبي
هشام وابن جبير وابن كيسة من رواية داود عنه «7»، عن
__________
(1) زاد في ت: (حيث)، وفي م: (حيث وقع الميم مفتوحة وسطا). وهي
زيادة نقلها نظر الناسخ من السطر التالي خطأ.
(2) أي طريق ابن مجاهد وابن بويان عن قنبل عن القواس، ورواية
الحلواني عن القواس كما في النشر 1/ 271. لكن طريق ابن بويان
عن قنبل خارج عن طريق جامع البيان.
(3) روايته عن الكسائي خارجة عن روايات جامع البيان، وهي في
المستنير لابن سوار والكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية
1/ 343.
(4) رواياته عن أبي عمرو خارجة عن روايات جامع البيان، وهي في
الكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 496.
(5) من الطريق الخامس بعد المائتين.
(6) انظر السبعة/ 273.
قلت: مع أن الداني اعتمد طريق التغلبي عن ابن ذكوان في
التيسير، إلا أنه لم يذكر فيه هذا الحرف بالسين لابن عامر ولا
لغيره. انظر التيسير/ 108.
ولعل هذا من شذوذ التغلبي، فقد قال فيه الداني: له عنه (ابن
ذكوان) نسخة فيها خلاف كثير لرواية أهل دمشق عن ابن ذكوان.
غاية النهاية 1/ 153.
(7) خلف هو ابن هشام، وأبو هشام اسمه محمد بن يزيد، وابن جبير
اسمه أحمد، وابن كيسة اسمه علي، وهؤلاء من رواة سليم عن حمزة.
وداود هو ابن أبي طيبة.
(1/410)
سليم بإشمام الصاد الزاي فيما فيه ألف ولام
وفيما ليسا فيه حيث وقع «1».
1080 - واختلف عن أبي عمر «2» في ذلك: فروى ابن الحمامي عنه،
كرواية «3» خلف وأصحابه، وروى ابن فرح وابن عبدوس عنه بإشمام
الزاي فيما فيه ألف ولام لا غير. وكذلك حكاه أبو عمر «4» في
كتابه منصوصا، وكذلك روى رجاء «5»، عن أصحابه عن حمزة.
1081 - وحدّثنا الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته على ابن مجاهد
عن «6» ابن عبدوس، عن أبي عمر، كرواية خلف سواء، ولذلك قال لنا
محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن سليم أن حمزة كان يشمّ
الصاد الساكنة والمتحرّكة في الصّراط وصراط فيلفظ بها بين
الصاد والزاي، ولا يضبطها الكتاب «7». وهذه حكاية خلف عن سليم،
وما نصّ عنه أبو عمر في كتابه، [وبه] «8» قرأت في روايته، وبه
نأخذ. وروى الحسن «9» بن علي المعروف بابن العلاف عن أبي عمر
أداء في الساكنة والمتحرّكة بالصّاد خالصة في جميع القرآن.
1082 - واختلف في ذلك عن خلاد، فروى أبو علي الصوّاف عن القاسم
بن يزيد عنه كرواية خلف. وروى الحلواني، وسليمان اللؤلئي «10»،
عنه بالصّاد خالصة في
__________
(1) السبعة/ 106.
(2) هو حفص بن عمر الدوري. وفي ت، م: (أبي عمرو). وهو خطأ، لأن
ابن الحمامي محمد بن جعفر بن أسد، وأحمد بن فرح، وعبد الرحمن
بن عبدوس هم من رواة الدوري عن سليم عن حمزة كما تقدم في
الأسانيد.
(3) أي بالإشمام في ما فيه ألف ولام وفيما ليس فيه.
(4) هو حفص بن عمر الدوري.
(5) هو رجاء بن عيسى الجوهري، وأصحابه هم إبراهيم بن زربي،
وعبد الرحمن بن أقلوقا، ويحيى بن علي الخزاز. انظر الطرق/ 364،
365، 366، 368.
(6) في ت، م: (ابن مجاهد وابن عبدوس). وهو خطأ، انظر إسناد
الطريق/ 361.
(7) السبعة/ 106.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) الحسن بن علي بن أحمد بن بشار. وطريقه خارج عن طرق جامع
البيان، وهو في المستنير والمبهج والكامل وغاية أبي العلاء كما
أشار في غاية النهاية 1/ 222.
(10) سليمان اللؤلئي هو سليمان بن عبد الرحمن بن حماد.
(1/411)
جميع القرآن، (سواء) «1» مع الألف واللام
ومع غيرها. وقرأت له على أبي الفتح كذلك إلا قوله الصّراط
المستقيم [الفاتحة: 6] هنا خاصة «2»، فإني أشممت الصاد الزاي
فيه.
1083 - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال
حدّثني الجمال «3»، قال: حدّثنا محمد بن عيسى الأصبهاني قال:
حدّثنا خلاد، قال: لم يقرأ على سليم الصراط إلا بالصّاد إلا أن
سليما كان يقرأ في الصلاة بشبه الزاي في هذه وحدها، ولم يكن
يشمّ [الصاد] «4» الزاي في القرآن كله غيرها «5».
1084 - وروى أبو سلمة عبد الرحمن «6» بن إسحاق، عن الضبّي عن
محمد بن الهيثم، قال: كان حمزة ربما قرأ الصّراط بصاد، وربما
قرأ بإشمام زاي، قال:
وكان إذا قرئ عليه بالوجهين أجاز ذلك، وهذا يدلّ على صحة
الاختلاف عن سليم عنه في ذلك.
1085 - واختلف أيضا في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عبيد بن
نعيم عنه كرواية خلف بإشمام الصّاد الزاي قليلا. وحدّثنا فارس
بن أحمد، قال حدّثنا بشرى «7» بن عبد الله، قال حدّثنا بعض
أصحابنا من كتابه، قال: حدّثنا يحيى بن «8» أحمد بن السّكن،
قال: حدّثنا جعفر بن محمد الأدمي، قال: حدّثنا الرفاعي عن
__________
(1) في ت، م: (وبعده)، ولا يستقيم بها السياق.
(2) في ت، م: (خالصة). ولا يستقيم بها السياق.
(3) الجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران، تقدم، والإسناد
صحيح. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وطريق الأصبهاني
عن خلاد في الكامل كما أشار في غاية النهاية 2/ 223.
(4) زيادة من السبعة/ 107.
(5) زاد في السبعة بعد (غيرها): ويصفي الصاد في القرآن كله.
(6) عبد الرحمن بن إسحاق، الكوفي، المعروف بابن أبي الروس،
مقرئ معروف، روى عنه صالح بن إدريس وقال: كان لا يقصد في غير
قراءة حمزة. غاية 1/ 365.
والضبي هو سليمان بن يحيى بن الوليد، أبو أيوب، تقدم، وهذا
الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) بشرى بن عبد الله لم أجده.
(8) يحيى بن أحمد بن السكن، أبو هاشم، البغدادي، روى الحروف عن
جعفر بن محمد الأدمي.
غاية 2/ 366. والرفاعي اسمه محمد بن يزيد. وهذا الطريق خارج عن
طرق جامع البيان.
(1/412)
الكسائي الصّراط يميلها إلى الزاي قليلا
«1»، وهي لغة عذرة.
1086 - وقرأ الباقون «2» بالصّاد خالصة في جميع القرآن، وكذلك
الخزاعي عن أصحابه «3»، عن ابن كثير، وأبو ربيعة عن صاحبيه «4»
عنه، وسائر الرّواة «5» عن قنبل.
وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد، وعن أصحابه «6»، عن
البزي «7»، وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير. وقال أبو بكر
الزينبي: لا يعرف أهل مكة السين يعني في الصّراط وصراط. وكذلك
روى أيضا يحيى «8»، والأعشى، وأبو عبيد عن الكسائي، عن أبي بكر
نصّا. وكذلك قرأت له من جميع الطرق.
[عليهم وإليهم ولديهم]
1087 - حرف قراءة حمزة عليهم وإليهم ولديهم بضمّ الهاء حيث
وقعت هذه الثلاث كلم، واستثنى أبو عمر «9» من ذلك موضعا واحدا
وهو قوله في النحل فعليهم غضب من الله [106] فرواه سليم عنه
بكسر الهاء، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا أبو الحسن عبد
الباقي بن الحسن، قال: حدّثنا زيد بن علي. ح وأخبرنا الفارسي،
قال: حدّثنا أبو طاهر «10»، قالا حدّثنا ابن فرح، قال: قلت
لأبي عمر: ما الفرق بين هذا ونظائره؟ فقال لي: هكذا قرأت على
سليم. لفظ الحديث لابن أبي بلال.
__________
(1) هذا مما انفرد به الرفاعي عن الكسائي. انظر غاية النهاية
2/ 280.
(2) وهم: نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، والكسائي.
(3) أصحاب الخزاعي هم: عبد الله بن جبير عن القواس، والبزي،
وابن فليح، كما تقدم في أسانيد الطرق.
(4) صاحبا أبي ربيعة محمد بن إسحاق هما: البزي وقنبل.
(5) وهم: محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وأحمد بن محمد بن
هارون بن بقرة، وأبو الحسن بن شنبوذ، وإبراهيم بن عبد الرزاق،
ومحمد بن موسى بن سليمان الزينبي أبو بكر.
(6) أصحاب ابن مجاهد عن البزي: الخزاعي، والحسن بن الحباب،
ومضر بن محمد بن خالد الضبي، وعن ابن فليح: الخزاعي فقط.
(7) في ت، م: (اليزيدي) بدل (البزي). وهو خطأ، لأن اليزيدي لا
يروي عن ابن كثير.
(8) يحيى والأعشى والكسائي من رواة أبي بكر بن عياش، أما أبو
عبيد فمن طريق الكسائي.
ويحيى هو ابن آدم، والأعشى اسمه يعقوب بن خليفة، وأبو عبيد هو
القاسم بن سلام.
(9) هو حفص بن عمر الدوري.
(10) في ت، م: (قال). وهو خطأ، لأن الداني جمع إسنادين عن أحمد
بن فرح لتلميذيه: عبد الواحد بن عمر، وزيد بن علي بن أبي بلال.
(1/413)
1088 - قال أبو عمرو: وقد يكون الفرق بين هذه الكلمة وبين سائر
نظرائها لمّا اختصّ أوّلها بالزيادة التي توجب تثقيلها وهي
الفاء خصّ هاءها بالحركة التي توجب تخفيفها وهي الكسرة لتعدل
بذلك وتوافق به سائر ما في القرآن من نظائرها مما لا زيادة حرف
في أوله وهاؤه مضمومة، والله أعلم.
1089 - وروى المروزي «1»، عن ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع
أنه ربما خفض الهاء وجزم الميم من الكلم الثلاث، وربما ألحق
فيها واوا ورفع الهاء والميم، وروى محمد بن عمران «2»
الدّينوري، عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير أنه رفع الهاء
والميم من عليهم وما أشبهه، وهذا لم يرو عن نافع وابن كثير إلا
من الوجهين المذكورين لا غير. وقرأ الباقون «3» بكسر الهاء في
الثلاث كلم حيث وقعن. |