جامع البيان في القراءات السبع باب ذكر مذاهبهم في زيادة التمكين لحروف
المدّ واللّين إذا التقين الهمزات في المتصل والمنفصل
1238 - اعلم أن حروف المدّ واللين ثلاثة: الواو المضموم ما
قبلها، والياء المكسور ما قبلها، والألف ولا يكون ما قبلها إلا
مفتوحا. وتقع الهمزات بعدهن على ضربين: متصلات بهنّ في كلمة
واحدة، ومنفصلات عنهنّ في كلمتين، فأما إذا اتصلن بهن في كلمة
واحدة فلا خلاف بينهم في زيادة التمكين لهن على ما فيهن من
المد الذي لا يوصل إليهن إلا به «1»؛ إذ هو صيغتهن؛ لأجل
اتصالهن بهن، وذلك نحو قوله: أولئك [البقرة: 5] وخائفين
[البقرة: 114] وو القائمين [الحج: 26] والملئكة [البقرة: 31]
وإسرءيل [البقرة: 40] وشاء الله [البقرة: 253] وو جاءو
[الأعراف: 116] وفاءو [البقرة: 226] وبرىء [الأنعام: 19]
وبريئون [يونس: 41] وهنيئا مّريا [النساء: 4] ويضىء [النور:
35] وبالسّوء [البقرة: 169] أن تبوأ [المائدة: 29] ولتنوأ
[القصص: 76] وأسؤا السّوأى [الروم: 10] وثلثة قروء [البقرة:
228] ومن سوء [آل عمران: 30] وما أشبهه. وسواء توسّطت الهمزة
في الكلمة أو وقعت طرفا، إلا أنهم في زيادة التمكين وتمطيطه
وإشباعه على مقدار طباعهم ومذاهبهم في التحقيق والحدر.
1239 - وأما إذا انفصلن عنهنّ في كلمتين، فإنهم اختلفوا في
زيادة التمكين لهذه وفي ترك الزيادة، وذلك نحو قوله: بما أنزل
إليك وما أنزل من قبلك [البقرة:
4] وربّنا أخّرنا إلى أجل [إبراهيم: 44] ويأيّها [البقرة: 21]
ولا إلى [النساء:
143] ويأخت [مريم: 28] وهؤلاء وفيما إن مّكّنّكم [الأحقاف: 26]
ورءا أيديهم [هود: 70] وترى أعينهم [المائدة: 83] والسّوأى أن
[الروم: 10] وفى ءايتنا [الأنعام: 68] ويبنى ءادم [الأعراف:
26] ولا يستحى أن [البقرة: 26] ولا تفتنّى ألا [التوبة: 49]
وعن سبيله إنّهم [التوبة: 9] وبتأويله إنّا [يوسف: 36] وقالوا
ءامنّا [سبأ: 52] ولتعلموا أنّ الله [المائدة: 97] وقوا أنفسكم
[التحريم: 6] وفأوا إلى الكهف [الكهف: 16] وو جاءو أباهم
[يوسف: 16] وقل استهزءوا إنّ الله [التوبة: 64] وو إن تلوا أو
تعرضوا [النساء: 135] وتأويله
__________
(1) وهو المد الطبيعي، مثل (قال)، (نودي)، (سيق).
(1/464)
إلّا الله [آل عمران: 7] وو أمره إلى الله
[البقرة: 275] وعليهم ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6] وو منهم
أمّيّون [البقرة: 78] في مذهب من ضمّ الميم. وكذا ما أشبهه.
وسواء كان حرف المدّ مرسوما في الخط أو محذوفا منه، أو كان صلة
هاء كناية، أو ميم جمع.
1240 - فكان ابن كثير ونافع من رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون
ومن رواية «1» يونس والأصبهاني عن ورش وأبو عمرو من قراءتي على
أبي الفتح في جميع طرقه يقصرون حرف المدّ في ذلك، فلا يزيدون
في تمكينه على ما فيه من المدّ الذي هو صيغته لا غير «2»؛ لأجل
الانفصال.
1241 - وقرأ الباقون «3» بزيادة التمكين لحرف المدّ في ذلك؛
لأجل الهمزة، سوّوا «4» بين المنفصل والمتصل، ولم يفرّقوا
بينهما وهذا كان مذهب أبي بكر بن مجاهد في قراءة أبي عمرو «5».
وكذلك قرأت على أبي القاسم «6» الفارسي، عن قراءته على أبي
طاهر عنه، وبه قرأت أيضا على أبي «7» الحسن الحلبي عن قراءته
من طريقه «8».
__________
(1) في م: (دونه) بدل (رواية). وهو خطأ واضح.
(2) أي لا يزيدونه عن مقدار المد الطبيعي.
(3) وهم: ورش عن نافع من غير رواية يونس والأصبهاني، وابن
عامر، والكوفيون وسائر طرق أبي عمرو من غير قراءة الداني على
أبي الفتح.
(4) في م (سواء) ولا يستقيم بها السياق.
(5) في السبعة المطبوع/ 134 لأبي عمرو قصر المنفصل مثل ابن
كثير وقالون عن نافع. وقال ابن الجزري في النشر (1/ 321) عن
قصر المنفصل لأبي عمرو: وهو أحد الوجهين عند ابن مجاهد.
(6) في ت: (أبي الفتح): وهو خطأ؛ لأنه تقدم ذكره في وجه القصر
من جميع طرقه، ولا يقال فيه الفارسي، ولا تعرف له قراءة على
أبي طاهر بن أبي هاشم.
وفي هامش ت ل (51/ ظ): صوابه أبي القاسم. اهـ. قلت: وهو عبد
العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي أبو القاسم تلميذ عبد الواحد
بن عمر. وانظر الطريقين/ 139، 167.
(7) هو طاهر بن عبد المنعم بن غلبون. وهذا الطريق خارج عن طرق
جامع البيان. على حين أنه من طرق النشر. وهو كما في النشر (1/
125) من قراءة الداني على أبي الحسن على عبد المنعم بن غلبون،
على نصر بن يوسف المجاهدي على ابن مجاهد على ابن عبدوس على
الدوري على اليزيدي.
(8) طريق ابن مجاهد.
(1/465)
1242 - وحدّثنا فارس بن أحمد حدّثنا عبد
الباقي بن الحسن، قال: مذهب ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو: أن
يكون المدّ كله وسطا «1» في المتصل والمنفصل. قال:
وأهل بغداد يسمّونها القراءة المدوّرة «2».
1243 - وقال ابن مجاهد في كتابه" قراءة أبي عمرو": ولم «3» نر
الذين أخذوا عن اليزيدي يميزون هذا التمييز، ولا يخصّون بعضه
بزيادة في التمكين، بل كانوا
يمكّنون الألف والواو والياء سواء كنّ من كلمة أو كلمتين، وعلى
هذا عامّة أصحاب ابن مجاهد. والتمكين عند أهل الأداء منزلة بين
المدّ والقصر «4».
مراتب المد عند القراء
1244 - قال أبو عمرو «5»: وأشبع القرّاء مدّا وأزيدهم تمكينا
في الضربين جميعا من المتصل والمنفصل حمزة في غير رواية خلاد،
وأبو بكر «6» في رواية الشّموني عن الأعشى عنه، وحفص في رواية
الأشناني عن أصحابه [عنه] «7»، والكسائي في [51/ ظ] رواية
قتيبة؛ لأن هؤلاء يسكتون على الساكن قبل الهمزة؛ فهم لذلك «8»
أشدّ تحقيقا وأبلغ تمكينا.
1245 - ودونهم في الإشباع والتمكين حمزة في رواية خلاد ونافع
في رواية ورش من طريق المصريين، ودونهما عاصم في غير رواية
الشّموني عن الأعشى عن أبي بكر، وفي غير رواية الأشناني عن
حفص، ودونه الكسائي في غير رواية قتيبة،
__________
(1) سقطت (كلمة) من ت.
(2) التدوير في القراءة هو التوسط بين الحدر والتحقيق. انظر
النشر 1/ 207.
(3) في ت: (ومن نرى). وهو خطأ؛ لأنه لا يستقيم به السياق.
وفي هامش ت ل (51/ ظ): وفي نسخة: ولم ير الذين. اهـ.
قلت و (ير) ينبغي أن تكون بالنون (نر).
(4) في هامش ت (ل 51/ ظ): مطلب والتمكين عند أهل الأداء منزلة
بين المد والقصر.
(5) نقل ابن الجزري في النشر (1/ 328) هذه الفقرة، وتاليتها من
قول الداني في جامع البيان بتصرف يسير.
(6) في م: (وأبي بكر). وهو خطأ؛ لأنه لا يستقيم به السياق.
(7) زيادة من النشر 1/ 328.
(8) في م: (كذلك). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(1/466)
وابن عامر، ودونهما أبو عمرو من طريق ابن
مجاهد، وسائر البغداديين، ونافع من رواية أبي نشيط عن قالون
عنه من قراءتي على أبي الحسن «1»؛ لأني قرأت عليه «2» من غير
تمييز في روايته، ودونهما ابن كثير ومن تابعه على التمييز بين
ما كان من كلمة ومن كلمتين في حروف المدّ.
1246 - وهذا كله جار على طباعهم ومذاهبهم في تفكيك الحروف،
وتخليص السواكن، وتحقيق القراءة وحدرها، وليس لواحد منهم مذهب
يسرف فيه على غيره إسرافا يخرج عن المتعارف في اللغة والمتعالم
في القراءة، بل كل ذلك «3» قريب بعضه من بعض، والمشافهة توضح
حقيقته والحكاية تبيّن كيفيّته.
1247 - فأما النصوص الواردة عنهم في هذا الباب فنذكرها على حسب
ما رويناه ونبيّن ما يحتاج البيان منها إن شاء الله.
1248 - فأما نافع: فقال لنا محمد بن علي، عن ابن مجاهد، عن
الحسن الرازي عن الحلواني عن قالون «4»: أنه كان لا يمدّ «5»
حرفا لحرف «6»، ولا يهمز همزا شديدا، ولا يسكت على الألف
والياء والواو التي قبل الهمزة، إذا مدّهن يصل المدّ بالهمز
ويمدّ، يعني في المتصل، ويحقق القراءة ولا يشدد «7»، ويقرب بين
الممدود وغير الممدود «8». قال ابن مجاهد: وكذلك كان مذهب ابن
كثير وأبي عمرو «9».
__________
(1) هو طاهر بن غلبون وتقدم في الفقرة/ 1096 أن هذا الطريق
خارج عن طرق جامع البيان.
(2) في ت: (قرأت على غيره). وهو خطأ؛ لأنه لا يستقيم به
السياق. وفي هامش ت ل (52/ و): الظاهر لأني قرأت عليه من غير
تمييز؛ لأن الداني إنما يريد بذلك أنه قرأ على أبي الحسن لأبي
نشيط من غير تمييز بين المتصل والمنفصل؛ فلذلك جعل مده فوق من
ميز في (حبطي) كذا في ت.
(3) في م: (كله). وهو خطأ؛ لأنه لا يستقيم به السياق.
(4) انظر إسناد الطريق/ 36. وهو صحيح.
(5) في م: (لا بد حرفا بحرف). وهو تحريف واضح.
(6) مد حرف لحرف هو تعبير عن المد المنفصل. انظر النشر 1/ 319.
(7) في م: (ولا يتشدد). والذي في ت هو الموافق لما في السبعة
المطبوع.
(8) انظر السبعة/ 134، والنص في السبعة أتم منه هنا.
(9) انظر السبعة/ 134.
(1/467)
1249 - وروى مصعب بن إبراهيم الزّبيري عن
قالون أن نافعا كان لا يمدّ الواو عند الألف الشديدة «1»، إذا
استقبلتها، ولا الياء ولا الألف مثل قوله: قالوا إنّا معكم
[البقرة: 14] وقالوا إنّما نحن [البقرة: 11] وقالوا أنؤمن
[البقرة: 13] واعلموا أنّ الله [البقرة: 194] وما أشبه ذلك في
القرآن كله، ولا يمدّ بما أنزل إليك وما أنزل من
قبلك [البقرة: 4] وكما ءامن النّاس [البقرة: 13] وفلمّا أضاءت
[البقرة: 17] «2»، ويمدّ أضاءت، ولا يمدّ «3» كلّما أضاء لهم
[البقرة:
20] ويمدّ أضاء لهم «4»، وهنيئا مّريا [النساء: 4]. وهذه
الرواية مخلصة للتمييز بين المنفصل [والمتصل] «5».
1250 - وروى الأصبهاني عن ورش ألا إنّهم [البقرة: 12] «ألا»
بمدّة لا يطوّلها في آخرها نبرة، وقال عنهم «6»: «هؤلاء»
منبورة غير ممدودة، «أولاء» منبورة «7» ممدودة.
1251 - وحدّثنا الفارسي، حدّثنا أبو طاهر، حدّثني محمد بن عبد
الرحيم، قال «8» حدّثني فضل بن يعقوب، عن ورش أنه كان يقصر
«ها» ويمدّ أولاء [آل عمران: 119] استحسانا منه. وروى أبو
يعقوب «9» عن سقلاب عن نافع أداء:
__________
(1) المراد عند همزة القطع.
(2) المقصود عدم مد ألف (فلما).
(3) سقطت (لا يمد) من م.
(4) في م: (ولا يمد). وهو خطأ؛ لأن هنيئا مريئا من المد
المتصل.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) في م: (عنهم)، ولا يستقيم بها السياق.
(7) في ت، م: (منبورة غير ممدودة). وهو خطأ؛ لأن مد (أولاء)
متصل فهو واجب المد.
(8) في م: (علي) بدل (حدثني) وهو خطأ واضح.
- وفضل بن يعقوب بن زياد، أبو العباس، الحمراوي، المصري، روى
القراءة عن عبد الصمد عن ورش. غاية 2/ 12.
وعليه فالإسناد هنا منقطع. ومحمد بن عبد الرحيم هو الأصبهاني،
وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر، والفارسي هو عبد العزيز بن
جعفر. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) هو يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق، تقدم.
- وسقلاب بن شنينة، أبو سعيد، المصري، عرض القرآن على نافع بن
أبي نعيم، وكان يقرئ
(1/468)
أنّه «1» كان يمدّها جميعا مدّا سواء، وعلى
ذلك أهل الأداء من المصريين وغيرهم.
1252 - وقال الأصبهاني في كتابه عن أصحابه الملئكة منبور غير
ممدود، وأخطأ؛ لأن حرف المدّ مع الهمز في ذلك من كلمة، فمدّه
إجماع. وحكى لي فارس ابن أحمد، عن قراءته في روايته «2»، عن
ورش: أنه يمدّ «يا» التي للنداء مع الهمزة في جميع القرآن،
وأحسب الأصبهاني ظن أن ذلك [مع] «3» الهمزة من كلمة، فظن
الحلواني «4» ذلك فيه وهو غلط، ولعلّه روى ذلك كذلك عن أصحابه
الذين قرأ عليهم.
1253 - وأما ابن كثير فروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي، وابن
الحباب «5» عن البزي بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة:
4] لا ممدود ولا مقصور لّا إله إلّا هو [البقرة: 163] ممدود
قليلا. وروى ابن مخلد «6» عن البزي، عن عكرمة «7» وأبي
الإخريط، عن أصحابهما أن الألف إذا لقيتها في أول كلمة همزة
بعدها مدّة، مدّوا الألف التي قبل الهمزة، مثل: تركنها ءاية
[القمر: 15] ويادم [البقرة: 33].
1254 - قال البزي: قرأت على عكرمة فطمسنا أعينهم [القمر: 37]
فمددتها، فقال: لا. قال: ووافقه أبو الإخريط على ذلك ولقد
أهلكنا أشياعكم [القمر: 51] بغير مدّ يعني لأن الهمزة التي
استقبلت الألف غير ممدودة. وروى الخزاعي «8» عن
__________
بمصر مع رش، مات سنة إحدى وتسعين ومائة. غاية 1/ 308، حسن
المحاضرة 1/ 485، معرفة القراء طبعة بشار عواد معروف 1/ 160.
ورواية سقلاب خارجة عن روايات جامع البيان.
(1) سقطت (أنه) من م.
(2) رواية الأصبهاني.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) ستأتي رواية الحلواني في اعتبار (يا آدم) و (يا أخت) من
المد المتصل، وتخطئة المؤلف له في الفقرتين/ 1257، 1258.
(5) و (6) هو الحسن بن الحباب بن مخلد.
(7) ابن سليمان بن كثير.
(8) اسمه إسحاق بن أحمد، وأصحابه هم البزي، وابن فليح، وعبد
الله بن جبير عن القواس.
انظر أسانيد قراءة ابن كثير.
(1/469)
أصحابه أن المدّ كله مدّ يسير وسطا مبيّنا.
قال: وكذلك كل «1» ممدود في القرآن لا يسرفون في مدّه، ولكن
[52/ و] يمدّه مدّا حسنا.
1255 - وروى ابن مجاهد عن قنبل «2»، عن القواس: أنه كان لا
يطوّل حرف المدّ إذا استقبلته همزة، إذا كانت الهمزة في أول
كلمة وحرف المدّ قبلها في آخر كلمة، و [روى] «3» الخزاعي «4»
عن الهاشمي عن القواس، والحلواني عنه «5»، وابن شنبوذ عن قنبل
عنه «6»: أنه كان يحذف حرف المدّ ويسقطه من اللفظ في المنفصل،
قال الحلواني: إلا أن يكون واوا فإنه يثبته «7».
1256 - قال أبو عمرو «8»: وهذا مكروه قبيح لا يعمل عليه ولا
يؤخذ به إذ هو لحن لا يجوز بوجه، ولا تحل القراءة به «9».
ولعلّهم أرادوا حذف الزيادة لحرف المدّ وإسقاطها، فعبّروا عن
ذلك بحذف حرف المدّ وإسقاطه مجازا.
1257 - فأما النصّ بذلك، فقال الحلواني عن القواس، بإسناده عن
ابن كثير: إنه كان لا يمدّ حرفا لحرف، ويذهب بالحرف الأول، ولا
يثبته «10»، مثل: بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك [البقرة: 4]
وكما ءامن النّاس [البقرة: 13] وألا إنّهم [البقرة: 12] وفى
أنفسكم [البقرة: 235] يسقط الحرف الأول أصلا ولا يثبته «11»،
ويثبت «12» قالوا إنّما نحن [البقرة: 11] يمدّها قالوا أءنّك
لأنت يوسف [يوسف: 90] «13» يمدّ الواو
__________
(1) في ت، م: (كان) وهو تحريف لا يستقيم به السياق.
(2) من الطريق السابع والتسعين.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) من الطريقين: السابع بعد المائة، والثامن بعد المائة.
(5) من الطريقين: الخامس بعد المائة، والسادس بعد المائة.
(6) أي عن القواس، وانظر الطريق/ 101.
(7) في م: (يبينه).
(8) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (1/
320) من قول الداني.
(9) في م: (ولا تجوز).
(10) في م: (ولا يبينه).
(11) في م: (ولا يبينه).
(12) في م: (ويبين).
(13) ابن كثير يقرأ (إنك) بهمزة واحدة على الخبر. انظر النشر
1/ 372، السبعة/ 351.
(1/470)
في كل القرآن. قال: فإذا كانت الهمزة من
نفس الحرف مدّها مثل: من السّماء ماء [البقرة: 22] ومثل نداء:
يأيّها [البقرة: 21] ويأخت [مريم: 28] ويادم [البقرة:
33] ونحوها يعني من النداء.
1258 - قال أبو عمرو: وقد غلط الحلواني في إلحاقه يأيّها ويأخت
ويادم مع [ما] «1» الهمزة فيه من نفس الكلمة التي قبلها، بل هي
منفصلة منها؛ لأن «يا» التي للنداء ليست فيها همزة، فيكون من
نفسها، وإنما هي في «2» الكلمة التي بعدها، وأظنه راعى في ذلك
خط المصاحف؛ إذ هو فيها مرسوم كلمة واحدة؛ لأن كتّابها كرهوا
اجتماع الألفين، فحذفوا إحداهما اختصارا، والمحذوف منهما هي
ألف يا لسكونها وتطرّفها، والمثبتة هي الهمزة لكونها همزة
مبتدأة، ثم وصلوا الياء بالهمزة فصار ذلك كلمة واحدة، فإن كان
راعى الخط في ذلك، فيلزمه أن يجعل ذلك سائغا في كل ما يجري
مجراه في الخط نحو: هؤلاء [البقرة: 11] وهأنتم [آل عمران:
66] وشبههما إذ ذلك فيه كلمة واحدة أيضا، وهو في الأصل والمعنى
كلمتان.
1259 - ولعله قرأ ذلك على القواس وغيره بالمدّ، فإن كان ذلك
فليس لأجل أن الهمزة فيه من نفس الكلمة كما زعمه، بل من أجل
اتصال المنادى بحرف النداء حتى كأنه معه كلمة واحدة، فأشبه
لذلك «3» ما هو مع الهمزة من كلمة، ولهذه العلّة أيضا رسم في
الخط مع ما بعده من المنادى كلمة واحدة على أنّا لم نر أحدا من
أهل الأداء يأخذ بمدّه ولا يخرجه عن حكم نظائره في مذهب من مدّ
الممدود فقصر المنفصل ومدّ المتصل.
1260 - وأمّا أبو عمرو فروى أحمد بن جبير عن اليزيدي والحلواني
عن أبي عمر «4»، عنه، عن أبي عمرو أنه لم يمدّ حرفا لحرف، ولم
يأت بذلك عن اليزيدي نصّا غيرهما. وروى أبو عبد الرحمن «5»،
وأبو حمدون عن اليزيدي «6»، وعن أبي
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في م: (هي لك كلمة). وهو خطأ، لأنه غير مستقيم.
(3) في م: (كذلك)، ولا يناسب السياق.
(4) هو حفص بن عمر الدوري.
(5) هو عبد الله بن اليزيدي، وأبو حمدان اسمه الطيب بن
إسماعيل.
(6) في ت، م: (وعن أبي عمرو). وزيادة الواو خطأ؛ لأن رواية أبي
حمدون عن اليزيدي لا عن أبي عمرو.
(1/471)
عمرو لا أقسم [القيامة: 1] ممدود. قال أبو
طاهر بن أبي هاشم وغيره من علمائنا:
فهذا يدلّ على أنه كان يمدّ حرف المدّ للهمزة يعني في المنفصل.
1261 - قال أبو عمرو: وليس في ذلك دليل على مدّ المنفصل؛ لأن
قوله: لا أقسم بيوم القيمة (1) [القيامة: 1] مختلف في إثبات
الألف فيه بعد اللام وفي حذفها «1»، فذكر المدّ إنما هو دلالة
على إثبات تلك الألف- التي الخلاف فيها، والفائدة في ذكرها- لا
على زيادة التمكين لها لأجل الهمزة، وإذا كان ذلك- ولا يكون
غيره- لم يكن في ذكرهما المدّ دلالة على مدّ المنفصل.
1262 - على أن إبراهيم بن اليزيدي قد حكى عن أبيه لا أقسم
[القيامة: 1] يبين لا ويقطع الألف، ولم يذكر المدّ. وقال أبو
خلاد «2»، وأبو شعيب وأبو عمرو عن اليزيدي: لا أقسم بألف فدلّ
على صحة ما قلنا.
1263 - ومما يبين أن أبا عبد الرحمن وأبا حمدون أرادا بقولهما
ممدود إثبات الألف دون زيادة مدّها، قولهما عن اليزيدي عن أبي
عمرو بإثر ذلك، ولو كانت لا أقسم [القيامة: 1] بغير ألف كانت
لأقسمن بالنون، فذكر [ا] «3» الألف دون المدّ، وقال لنا محمد
بن أحمد عن ابن مجاهد: إن مذهب أبي عمرو في التمييز بين
المنفصل والمتصل كمذهب ابن كثير سواء «4».
1264 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر «5»، عن أبي طاهر عن قراءته
على ابن مجاهد، في مذهب أبي عمرو: ويمدّ حرف المدّ للهمزة،
فإذا كانتا من كلمتين، ولا يطول تطويلا شديدا، قال: وكذلك كنت
أسمعه يقرأ.
1265 - وأما ابن عامر فروى الحلواني: عن هشام بإسناده عنه: أنه
يمدّ حرف المدّ إذا استقبلته همزة من كلمة بعده مدّا بين المدّ
والقصر، لا يسرف في المد، ولا
__________
(1) انظر اختلاف القراء فيها في النشر 2/ 282، السبعة/ 661.
(2) اسمه سليمان بن خلاد، وأبو شعيب هو صالح بن زياد السوسي،
وأبو عمر هو حفص بن عمر الدوري.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) انظر السبعة/ 134.
(5) انظر الطريقين/ 139، 167 وإسناد كل منهما صحيح، وهما بعرض
القراءة. وهنا رواية حروف.
(1/472)
يسكت بعد المدّ، يصل الهمزة به. كذا روى
الداجوني «1» عن محمد بن موسى الصّوري عن ابن ذكوان، فقال: بين
المدّ والقصر.
1266 - وحدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد بن عمر
حدّثهم، قال:
حدّثنا الحسين بن المهلب «2»، عن ابن بسام عن الحلواني، عن
هشام بإسناده عنه: أنه كان يقرأ بالمدّ والهمز والإدغام في كل
القرآن بما أنزل إليك [البقرة: 4] ونظائره ممدودات كلها.
1267 - وأما عاصم: فحدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد،
قال حدّثني الجمال، حدّثنا ابن يزيد، حدّثنا عبد الله بن صالح
عن أبي بكر عن عاصم: أنه كان يمدّ حرفا لحرف «3». وكذلك أخبرنا
الفارسي عن أبي طاهر، عن أحمد بن عبد الله، عن الرازي، عن
الحلواني، عن أبي شعيب القوّاس، عن حفص عنه «4».
1268 - قال أبو طاهر «5»: وكذلك قرأت على الأشناني، فمددت حرف
المدّ عند لقاء «6» الهمزة في كل القرآن.
1269 - حدّثنا محمد بن أحمد، حدّثنا ابن مجاهد، حدّثني الحسن
الرازي عن قراءته على القاسم بن أحمد الخياط عن الشّموني عن
الأعشى، عن أبي بكر: أنه كان يمدّ مدّا واحدا في كل الحروف،
ولا يفضّل حرفا على حرف في مدّ، وكان مدّه مشبعا، ويسكت بعد
المدّ سكتة ثم يهمز «7».
__________
(1) من الطريق السادس بعد المائتين.
(2) صدر الإسناد قبل هشام تقدم في الفقرة/ 558. وطريق ابن بسام
عن الحلواني خارج عن طرق جامع البيان.
(3) الجمال هو الحسن بن العباس بن أبي مهران، وابن يزيد هو
أحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله ابن صالح هو العجلي.
وانظر السبعة/ 135. وهذا الإسناد صحيح.
وطريق عبد الله بن صالح عن أبي بكر خارج عن طرق جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق/ 311. وإسناده صحيح.
(5) هو عبد الواحد بن عمر، وقراءته على الأشناني خارجة عن طرق
جامع البيان.
(6) في م: (القاء) بدل (لقاء).
(7) الشموني اسمه محمد بن حبيب، والأعشى اسمه يعقوب بن محمد بن
خليفة. وانظر السبعة/ 134. والإسناد صحيح، وطريق الحسن بن
العباس الرازي عن القاسم الخياط خارج عن طرق جامع البيان.
(1/473)
سكت أبي بكر على
الساكن قبل الهمز
1270 - حدّثنا فارس بن أحمد «1»، حدّثنا عبد الله بن أحمد،
حدّثنا الحسن بن داود، عن القاسم بن أحمد، عن محمد بن حبيب، عن
الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم بما أنزل إليك [البقرة: 4] يمد-
يعني الألف لاستقبال الهمزة- مدّا طويلا، ويقطع قطعا شديدا.
وكذلك كل واو ساكنة قبلها ضمة، أو ياء ساكنة قبلها كسرة، إذا
استقبلتها همزة، همز أيضا وقطع قالوا إنّما نحن [البقرة: 11]
فى أنفسكم [البقرة:
235] أولئك على هدى [البقرة: 5] يمدّ أولئك قبل الهمزة ويسكت،
ثم يهمز وكذلك أولاء على أثرى [طه: 84] وهؤلاء [البقرة: 11]
وهأنتم [آل عمران:
66]. ولم يأت بالسّكت على حرف المدّ قبل الهمزة في المتصل
والمنفصل إلا الأعشى عن أبي بكر من رواية الشّموني عنه لا غير.
1271 - حدّثنا عبد العزيز بن جعفر أن عبد الواحد حدّثهم قال:
حدّثنا وكيع «2»، حدّثنا أحمد بن حميد أبو جعفر المقرئ [حدثنا
أبو حفص] «3»، حدّثنا محمد بن حفص، قال: كان أبو عمر لا يمدّ
الشديد، ولا يمدّ إلا ما كان ياء بعد ألف مثل:
قائلون [الأعراف: 4] وخائفين [البقرة: 114] والملئكة [البقرة:
31] وإسرءيل [البقرة: 40] وأولئك [البقرة: 5] وكان يفضّل
إسرءيل على بنى.
وذكر «4» لنا في الباب كمذهب ابن كثير، وكذلك حكى وهب المروزي
«5» عن الحسن ابن المبارك عن عمرو بن الصباح عن محمد بن حفص عن
حفص سواء.
1272 - وقال ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم: قال لي أحمد بن سهل
الأشناني: أنه تعلم القرآن من عبيد بن الصباح، وقرأ عبيد على
أبي عمر «6»، وإنّه قرأ
__________
(1) انظر الطريق/ 249. وإسناده صحيح.
(2) وكيع هو محمد بن خلف بن حيان، وأبو حفص هو عمرو بن الصباح،
وابن حميد اسمه أحمد بن محمد بن حميد. والإسناد صحيح. وطريق
عمرو بن الصباح عن محمد بن حفص، عن حفص بن سليمان خارج عن طرق
جامع البيان.
(3) سقط من ت، م. والتصحيح من الفقرة/ 1790، وانظر غاية
النهاية 2/ 135.
(4) في ت، م: (وذكرنا)، ولا يناسب المقام.
(5) وهب بن عبد الله، تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع
البيان.
(6) هو حفص راوية عاصم.
(1/474)
على جماعة من أصحاب أبي حفص «1»، قال: فلم
أعرف إلا التمكين في سائر القرآن، ولا أعرف مد ما كانت الهمزة
منه، وترك المدّ فيما كانت الهمزة من غيره.
1273 - وروى ابن شنبوذ أداء عن محمد بن موسى الصّفار «2»، عن
القواس ومحمد بن الفضل «3»، زرقان «4»، عن حفص: ترك مدّ حرف
لحرف في جميع القرآن.
1274 - وأما حمزة: فحدّثنا ابن علي «5»، حدّثنا ابن مجاهد،
قال: كان حمزة يميز في المدّ بين الهمزتين المتفقتين
المفتوحتين والمرفوعتين والمخفوضتين، فقال خلف عن سليم: أطول
المدّ عند حمزة ما كان مثل تلقاء أصحب النّار [الأعراف: 47]
وجاء أحدهم [المؤمنون: 99] وكذلك ما أتى من الهمز مفتوحا، وإن
كان همزة واحدة مثل يأيّها قال: وأمدّ الذي دون ذلك مثل خائفين
[البقرة: 114] والملئكة [البقرة: 31] وبنى إسرءيل [البقرة: 83]
وأقصر المدّ عنده أولئك [البقرة: 5] «6». قال سليم قال حمزة:
إذا مددت الحرف ثم همزت فالمدّ يجزئ عن السكت «7» قبل الهمزة.
__________
(1) أي وإن أحمد بن سهل الأشناني.
(2) هو عمرو بن الصباح.
(3) ترجمة ابن الجزري في غاية النهاية مرتين، مرة في (2/ 268)،
وأخرى في (2/ 269) ولم يذكر في الترجمة الأولى أيّ صلة له
بالقواس ولا بمحمد بن الفضل، وقال في الترجمة الثانية:
كذا سماه الأهوازي، وزعم أنه قرأ على أبي شعيب السوسي القواس،
فوهم في ذلك، والصواب أنه أحمد بن موسى الصفار. ثم قال: روى
القراءة عنه عرضا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ في سنة إحدى
وثمانين ومائتين.
- وترجم أحمد بن موسى الصفار، أبا جعفر في غاية النهاية (1/
143)، فذكر قراءته على أبي شعيب صالح بن محمد القواس، ومحمد بن
الفضل وغيرهما، وعليه فمحمد بن موسى المذكور عند الداني هنا
وهو أحمد بن موسى الصفار، والله أعلم.
وطريقه على القواس ليس من طرق جامع البيان، وهو من طرق
المستنير، وكفاية أبي العز، والكامل كما أشار في غاية النهاية
1/ 143.
(4) محمد بن الفضل البغدادي يعرف بزرقان، أخذ القراءة عرضا عن
حفص عن عاصم، روى القراءة عنه عرضا أحمد بن موسى الصفار، ذكر
ذلك ابن شنبوذ وأبو إسحاق الطبري غاية 2/ 229. وطريق الصفار
عنه ليس من طرق جامع البيان وهو من طرق المستنير كما أشار في
غاية النهاية 1/ 143.
(5) في ت، م: (ابن زرقان). وهو خطأ؛ لأن زرقان لقبه كما في
غاية النهاية 2/ 229.
(6) هو محمد بن أحمد بن علي الكاتب. وهذا النص في السبعة/ 135.
(7) ونقل ابن الجزري في النشر (1/ 317) هذه الرواية عن خلف عن
سليم ثم قال: وليس العمل على ذلك عند أحد من الأئمة؛ بل
المأخوذ به عند أئمة الأمصار في سائر الأعصار خلافه؛ إذ
(1/475)
1275 - قال أبو عمرو: يجعل حمزة [53/ و]
المدّ على ثلاثة ألفاظ، ولم يأت هذا التمييز فيه عن أحد سواه.
وقال خلاد «1» عن سليم عن حمزة: المدّ كله واحد، وبذلك قرأت
أنا في جميع الطرق عن سليم، وعلى ذلك أهل الأداء.
1276 - وروى محمد بن سعيد البزاز «2» عن خلاد عن سليم، قال: كل
المدّ عند حمزة سواء، مدّ بين المدّ والقصر، وذلك كان اختيار
ابن مجاهد.
1277 - وتابع أبو هشام خلفا على أطول المدّ في الهمزتين
المفتوحتين، قال:
والمدّ الذي دون ذلك أولئك وقوله: فاءو [البقرة: 226] وقوله
إلّا خائفين [البقرة: 114] ويمدّ الملئكة ويمدّ بنى إسرءيل
وبنى ءادم [الأعراف: 26]، ولا يمدّ أولئك ولا فباءو [البقرة:
90] كما يمدّ الملئكة، وإسرءيل «3». وقالا جميعا عن سليم قال
حمزة: إذا التقت الهمزتان فقارب «4» ما بينهما مثل تلقاء أصحب
النّار [الأعراف: 47] وجاء أحدهم الموت [المؤمنون: 99] ونحوها.
وزاد أبو هشام: وما كان بهمزة واحدة مدّها وجعل الهمزة؛ مثل:
يأيّها ومثل شاء اتّخذ [المزمل: 19] وقال: الألف هاهنا موضع
ألفين.
تقدير المد بالحروف
1278 - قال أبو عمرو: يعني أن الألف بما دخلها من زيادة
التمكين وإشباع «5» المدّ- على ما فيها من المدّ الذي هو
صيغتها- لأجل الهمزة التي استقبلتها مقدارها مقدار ألفين، وهو
كلام صحيح مفهوم.
1279 - وقد استعمل مثله جماعة من العلماء بالقراءة والعربية،
دلالة على
__________
النظر يرده والقياس يأباه، والنقل المتواتر يخالفه، ولا فرق
بين أولئك وخائفين، فإن الهمزة فيهما بعد الألف مكسورة. أهـ.
قلت: وستأتي متابعة أبي هشام الرفاعي خلفا على هذه التفرقة بعد
فقرتين.
(1) سقطت (عن) من ت.
(2) محمد بن سعيد بن عمران، أبو جعفر، البزاز، الكوفي، الضرير،
مقرئ بارع، قال الذهبي:
برع في القراءة، وله اختيار معروف، وهو قديم الوفاة، ذكره
الداني. غاية 2/ 144، معرفة 1/ 210. والبزاز هذا ليس من رجال
جامع البيان، ولا طريقه من طرقه، وهو في الكامل للهذلي كما
أشار في غاية النهاية 2/ 274.
(3) خلف وأبو هشام الرفاعي.
(4) في م: (فقال رب). وهو خطأ واضح.
(5) في ت: (واتساع) بدل (إشباع). وهو تصحيف.
(1/476)
تفاضل المدّ بالزيادة والنقصان، فقال أحمد
بن يعقوب التائب «1» في كتاب السبعة من تصنيفه عند ذكره اختلاف
القراء في الهمزتين، وذكره مذهب من أسقط الأولى من المتفقتين
بالفتح في نحو: شاء أنشره [عبس: 22] قال: فيمدّ ألف «شاء» حتى
يكون بمقدار ألفين ثم يلفظ بعده همزة «أنشره». ثم قال في موضع
آخر: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكوفيون وابن عامر ءادم في كل
القرآن بهمزة بعدها مدّة مقدارها ألف، فقدّر ما يمدّ لاستقبال
الهمزة مقدار حرفين؛ للزيادة التي دخلته في سببها، وقدّر ما لم
يستقبله همزة مقدار حرف واحد؛ لامتناع الزيادة فيه بعدم
موجبها؛ تحقيقا للمدّ وتعريفا بتفاضله.
1280 - ووافق التائب «2» على تقدير زيادة المدّ ونقصانه
بالحروف غير واحد من الأئمة المجتمع على إمامتهم كابن مجاهد
وأبي طاهر بن أبي هاشم ونظرائهما.
وقد أثبتنا بنص «3» كلامهم في الكتاب الذي أفردناه لهذه
المسألة، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا.
1281 - حدّثنا فارس بن أحمد «4»، حدّثنا عبد الله بن الحسين،
حدّثنا أبو بكر الأدمي عن أيّوب الضبّي عن رجاء بن عيسى أنه
قرأ على إبراهيم بن زربي وأنه قرأ على سليم عن حمزة بمدّ بين
مدّين وكسر بين كسرين.
1282 - وروى ابن شنبوذ عن محمد بن حيّان «5»، عن أبي حمدون عن
سليم عن حمزة أنه قال: إنما أزيد على الغلام في المدّ ليأتي
بالمعنى.
1283 - وأما الكسائي: فقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد بأن
مدّه كله وسط من ذلك، ولا يسكت على المدّة قبل الهمزة، قال:
ومذهب ابن عامر كمذهب الكسائي في ذلك كله «6». وقال ابن مجاهد
في جامعه عن نصير بن يوسف عن الكسائي: إنه كان لا يمدّ حرفا
لحرف «7».
__________
(1) في ت، م: (الثابت). وهو تصحيف.
(2) في ت: (الثابت). وهو تصحيف.
(3) في ت، م: (بنص). وزيادة الباء خطأ.
(4) انظر إسناد الطريق/ 364.
(5) محمد بن عيسى بن حيان، تقدم. وأبو حمدان اسمه الطيب بن
إسماعيل، وطريقه عن سليم خارج عن طرق جامع البيان.
(6) النص في السبعة/ 136.
(7) أي لا يمد المنفصل.
(1/477)
1284 - قال أبو عمرو: وبالمدّ قرأت في
روايته من غير تمييز بين المنفصل والمتصل، وعلى ذلك أهل الأداء
عنه.
1285 - وروى نصير عنه أيضا أنه لم يمدّ ألف الملئكة كرواية
الأصبهاني عن ورش، وقرأت من طريقه بالمدّ، وعليه العمل، وبالله
التوفيق.
(1/478)
|