جامع البيان في القراءات السبع باب ذكر بيان مذهب
الأعشى عن عاصم في تسهيل الهمزة
1626 - اعلم أن الأعشى «4» من رواية الشموني ومحمد بن غالب عنه
من قراءتي «5»، روى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يسهل الهمزة
الساكنة «6»، ويجعل خلفا منها «7»، وسواء كانت فاء أو عينا أو
لاما أو سكّنت للأمر أو للجزم أو لتوالي الحركات إن كانت في
اسم أو فعل، نحو: يؤمنون [البقرة: 3] ويؤتون [النساء:
53] وو المؤتفكة [النجم: 53] وو المؤتفكت [التوبة: 70] وو يأبى
الله [التوبة: 32] والّذى اؤتمن [البقرة: 283] ولقآءنا ائت
[يونس: 15] وسؤلك [طه: 36]
__________
(1) طريقه هو الثاني والثلاثون.
(2) أبو العباس محمد بن أحمد بن واصل. وطريقه هو الثامن عشر.
وفي هامش ت ل (67/ ظ): مطلب رأى كوكبا وغيره في تليين همزه.
(3) في ت، م زيادة (فأما اختلافهم عن نافع غير ابن سعدان عن
المسيبي) وهو مكرر خطأ.
وذلك في بداية الفقرة.
(4) يعقوب بن محمد بن خليفة.
(5) من الطرق: الستين، والحادي والستين، والثالث والستين وكلها
بعد المائتين في رواية الشّموني، ومن الطريق الثاني والستين
بعد المائتين في رواية محمد بن غالب.
(6) في م (الثانية)، وهو تحريف واضح؛ لأن الباب معقود للهمزة
المفردة.
(7) أي يبدلها.
(2/561)
وشأن «1» [يونس: 61] والضّأن [الأنعام:
143] وكأس [الصافات: 45] «2» والبأس [البقرة: 177] والبأسآء
[البقرة: 177] ورأى [آل عمران: 13] وجئت [البقرة: 71] وجئتم
[يونس: 81] وشئتم [البقرة: 58] وشئنا [الأعراف: 176] واقرأ
[الإسراء: 14] وتسؤهم [آل عمران: 120] وو هيّئ لنا [الكهف: 10]
وو يهيّئ لكم [الكهف: 16] وو إن أسأتم [الإسراء: 7] وكما بدأنآ
[الأنبياء: 104] وما أشبهه حيث وقع إلا ثلاثة أحرف، فإنه همزها
في البقرة [133] يادم أنبئهم وفي الحجر [51] والقمر [28]
ونبّئهم.
1627 - وزاد ابن غالب عنه خمسة أحرف، فروى عنه همزها في البقرة
[27] فادّرءتم وفي يوسف [43] وغيرها الرءيا [يوسف: 43] «3»،
ورءياك [5] ورءيي [43] حيث وقع، وفيها نبّئنا بتأويله [يوسف:
36] وفي الكهف [94] والأنبياء [96] يأجوج ومأجوج وفي مريم [74]
أثثا ورءيا.
1628 - وقرأت في رواية الشموني نبّئنا [يوسف: 36] في يوسف
بالوجهين.
وحكى الشموني في كتابه لقآءنا ائت [15] في يونس بالهمز، وقرأت
ذلك في الروايتين «4» بغير همز كنظائره. وكذلك نصّ عليه
النقّار عن الخياط عنه «5».
1629 - وحكى التيمي «6» عن الأعشى الرّأى [هود: 27] ورأى العين
[آل عمران: 13] بالهمز. وروى ذلك الشموني وابن غالب عنه بغير
همز.
1630 - ورويا «7» جميعا عنه: وتوى إليك [الأحزاب: 51] والّتى
تويه [المعارج: 13] بتسهيل الهمزة وإبدالها واوا ساكنة
وإدغامها في الواو التي بعدها، كذا قرأت. ويجوز البدل والبيان.
__________
(1) يونس/ 61. وفي ت، م: (الشأن) بالتعريف، ولا يوجد كذلك في
التنزيل.
(2) الصافات/ 45، وفي ت، م: (الكأس) بالتعريف، ولا يوجد في
التنزيل.
(3) يوسف/ 43، وحرفها (للرءيا).
(4) رواية الشموني، وابن غالب عن الأعشى.
(5) أي عن الشموني، من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(6) في م: (القمي) وهو خطأ. والتيمي اسمه محمد بن خلف، وطريقه
هو الثاني والخمسون بعد المائتين.
(7) الشموني وابن غالب عن الأعشى.
(2/562)
1631 - ورويا أيضا عنه عن أبي بكر تسهيل
الهمزة المتحركة إذا كانت فاء وانفتحت وانضمّ ما قبلها نحو
قوله: لا تؤاخذنآ [البقرة: 286] ولّا يؤاخذكم [البقرة: 225]
ويؤخّرهم [إبراهيم: 42] وو ما نؤخّره [هود: 104] ومؤذّن
[الأعراف: 44] وما أشبهه إلا أربعة أحرف، فإنه خيّر في الهمز
وتركه فيها في البقرة [283] فليؤدّ الّذى وفي آل عمران [75]
يؤدّه إليك وفي النساء [58] أن تؤدّوا الأمنت هذه رواية
الشموني عنه. وروى ابن غالب ترك همزها، واستثنى حرفا واحدا في
آل عمران [145] كتبا مّؤجّلا فروي عنه همزه، ورواه الشموني غير
مهموز.
1632 - وخيّرت أنا بعد ذلك في الروايتين جميعا في الهمز وتركه
في حرفين، وهما قوله في التوبة [60]: وو المؤلّفة وفي النور
[43]: يؤلّف بينه، فقرأتهما بالوجهين، وذكرهما النقّار في
كتابه بغير همز، وبذلك آخذ.
1633 - وروى الشموني وابن غالب عنه عن أبي بكر أنه كان يسهل
الهمزة المفتوحة إذا انكسر ما قبلها في خمسة أصول مطّردة وخمسة
أحرف متفرقة:
فالأول من الأصول قوله في البقرة [264] والنساء [38] والأنفال
[47] رئآء النّاس.
والثاني قوله: ولقد استهزئ [الأنعام: 10] حيث وقع.
والثالث قوله: وإذا قرىء [الأعراف: 204] حيث وقع.
والرابع قوله: لنبوّئنّهم في النحل [41] والعنكبوت [58].
والخامس قوله: بالخاطئة في الحاقة [9] وخاطئة في العلق [16].
والخمسة الأحرف في النساء [72] لمن لّيبطّئنّ وفي الملك [4]
البصر خاسئا وفي الجنّ [8] ملئت حرسا وفي المزّمّل [6] ناشئة
الّيل وفي الكوثر [3] إنّ شانئك.
1634 - وخيّر الشموني بعد ذلك في الهمز وتركه في ثلاثة «1»
أصول: فالأول منها ما جاء في لفظ «تأخّر» حيث وقع.
__________
(1) المذكور أصلان فقط، ولعل الثالث سقط من النساخ.
(2/563)
والثاني ما جاء من لفظ «فئة وفئتين
والفئتان وفئتكم» في جميع القرآن.
وبالوجهين آخذ في ذلك من طريقه، وكذلك ذكره النقّار في كتابه
واختار ترك الهمز.
وروى ذلك ابن غالب بالهمز.
1635 - وروى محمد «1» بن خلف التيمي عن الأعشى وعن ضرار بن صرد
عن يحيى عن أبي بكر «في فئتين» بالهمز.
1636 - وروى الشموني في الفؤاد [النجم: 11] وفؤاد أمّ موسى
[القصص:
10] بالهمز. روى ذلك ابن غالب بغير همز. وكذلك روى «2» لي أبو
الفتح عن عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الأعشى.
وروى الشموني تبوّءو الدّار [الحشر: 9] في الحشر بغير همز وضمّ
الواو ضمة مختلسة وروى ابن غالب بالهمز.
1638 - ورويا جميعا من إستبرق [الرحمن: 54] في الرحمن بإلقاء
حركة الهمزة على النون وتحريكها بها. وقال النقّار «3»، عن
الخياط، عن الشموني، عن الأعشى: كان مرة يصلها، ومرة يقطعها.
1639 - روى النقّاش «4» وغيره، عن الخياط، عن الشموني، عنه فإن
أحصرتم في البقرة [196] بإلقاء حركة الهمزة على النون. وكذلك
روى الحيري «5» محمد بن عبد الله عن الشموني. وزاد: قل أتّخذتم
[البقرة: 80] موصولة «6»، وأن أدّوا إلىّ في الدخان [18]
موصولة مخففة. روي عنه أيضا موطئا [التوبة: 12] في التوبة بغير
همز. وقرأت ذلك بتحقيق الهمزة وإسكان النون واللام.
__________
(1) طريقه عن الأعشى عن أبي بكر هو الثاني والخمسون بعد
المائتين. وطريقه عن ضرار عن يحيى بن آدم عن أبي بكر هو الحادي
والأربعون بعد المائتين.
(2) من الطريقين: الثالث والستين بعد المائتين، والرابع
والستين بعد المائتين.
(3) من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(4) محمد بن الحسن، وطريقه عن القاسم بن أحمد الخياط عن
الشموني، عن الأعشى ليس من طرق هذا الكتاب. وأشار ابن الجزري
في غاية النهاية (2/ 16) إلى أنه من طرق المستنير لابن سوار
والكفاية الكبرى للقلانسي، والكامل للهذلي.
(5) في ت، م (الحسين بن محمد بن عبد الله) ولم أجده. وستأتي
هذه الرواية في الفقرة/ 1837 عن محمد بن عبد الله الحيري عن
الشّموني، فغلب على ظني أن الحسين محرفة عن الحيري. والله
أعلم. وتقدمت ترجمة الحيري. وانظر الطريق/ 256.
(6) أي يلقى حركة الهمزة على اللام، كما سيفسره المؤلف في
الفقرة/ 1837.
(2/564)
1640 - وروى لي «1» الفارسي عن أبي طاهر عن
أصحابه عن الخيّاط عن الشموني عنه فمن شآء اتّخذ [المزمل: 19]
حيث وقع بترك همزة شاء وقال بأنّ الله [البقرة: 176] وبأنّهم
[البقرة: 61] يجعل موضع الهمزة فتحة. وقال:
سنقرئك [الأعلى: 6].
1641 - وحدّثنا «2» محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال:
حدّثنا محمد بن عيسى بن حيّان، قال حدثنا «3» أبو هشام: قال:
سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر، فهمز يؤمنون [البقرة:
3].
1642 - وروى سائر الرواة عن أبي بكر عن عاصم تحقيق الهمز في
جميع ما تقدّم من ساكن ومتحرّك إلا عبيد «4» بن نعيم، فإنه حكى
عنه عن عاصم أنه كان لا يهمز يؤمنون [البقرة: 3]. قال: وربما
سمعته يقرأ عليه بإشمام الهمز قليلا.
1643 - ونصّ يحيى بن آدم عن أبي بكر على الهمز في قوله: الّذى
اؤتمن [البقرة:
283] ويألمون [النساء: 104] وسنين دأبا [يوسف: 47] «5»، وبادى
الرّأى [هود:
27] ومّن الضّأن [الأنعام: 143] وو إذا قرأت [الإسراء: 45]
ورءيا [مريم: 74] والذّئب [يوسف: 13] وو بئر [الحج: 45] وو
لملئت [الكهف: 18].
1644 - ونصّ ابن أبي «6» أمية عنه على الهمز في قوله: وإذا
قرأت وفي قوله: ولا تأثيم [الطور: 23] في والطور.
1645 - وحدّثني الفارسي «7»، قال حدّثنا عبد الواحد بن عمر،
قال حدّثنا محمد بن الحسين بن شهريار، قال حدّثنا حسين بن
الأسود قال [حدثنا] «8» يحيى قال: قلت
__________
(1) من الطريقين: الخمسين بعد المائتين، والحادي والخمسين بعد
المائتين.
(2) صدر الإسناد قبل الأعشى تقدم في الفقرة/ 353.
والرواية في السبعة/ 133. وإسنادها صحيح. وهذا الطريق خارج عن
طرق جامع البيان.
(3) سقطت (حدثنا) من ت، م. والتصحيح من السبعة/ 133.
(4) طريقه هو الرابع والثمانون بعد المائتين.
(5) يوسف/ 47. قرأها أبو بكر بإسكان الهمزة. انظر النشر 2/
295، السبعة/ 349.
(6) اسمه عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، وطريقه هو الثالث
والسبعون بعد المائتين.
(7) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 297.
(8) سقطت (حدثنا) من ت، م.
(2/565)
لأبي بكر: كان عاصم يهمز؟ قال: نعم. وكذلك روى حفص «1»،
والمفضل «2»، وحمّاد عنه.
1646 - على أن الخزاز «3» قد روى عن هبيرة عن حفص كدأب ءال
فرعون [آل عمران: 11] بغير همز في جميع القرآن. وقرأت «4» في
روايته بالهمز.
ويأتي اختلافهم في قوله: اللّؤلؤ [الرحمن: 22] وو لؤلؤا في
سورة [الحج: 23] إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق. |