جامع البيان في القراءات السبع

باب «3» ذكر مذاهبهم في إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وفي تحقيقها
1824 - اعلم أن ورشا روى عن نافع أنه كان يلقي حركة الهمزة على الساكن الذي يقع قبلها، فيتحرّك بحركتها وتسقط هي من اللفظ لسكونها وتقدير سكونه.
ووقوع هذا الساكن قبلها على ضربين: أحدهما: أن يكون معه في كلمة واحدة.
والثاني: أن يكون في كلمة والساكن في كلمة أخرى قبلها.
1825 - فأما كونها معه في كلمة، ففي أصل مطّرد وموضع واحد لا غير، فالأصل المطّرد لام المعرفة كقوله: الأخرة [البقرة: 94] وللأخرة [الإسراء: 21] والأرض والأسمآء [البقرة: 31] والأزفة [غافر: 18] والأن [الجن: 9] والأفئدة [النحل: 78]] والأبرار [آل عمران: 193] وو الإبكر [آل عمران:
41] والإنسن [الدهر: 1] والإيمن [التوبة: 23] وللإيمن [آل عمران: 167] والأولى طه: 21] وو الأنثى [البقرة: 178] والأخرى [البقرة: 282] والأكل [الرعد: 4] وو الأذن بالأذن [المائدة: 45] وما أشبهه.
__________
(1) في ت، م: (لما) ولا يستقيم به السياق.
(2) محمد بن موسى بن محمد بن سليمان. وطريقه عن الخزاعي ليس من طرق هذا الكتاب.
وقد أشار ابن الجزري في غاية النهاية (2/ 267): إلى أنه من طرق الغاية لأبي العلاء.
(3) في النسخة ت: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

(2/609)


1826 - والموضع الواحد قوله في القصص [34]: ردءا يصدّقنى. ولا أعلم خلافا عن نافع من الطرق المذكورة في إلقاء حركة الهمزة على الدال في هذا الموضع وصلا ووقفا إلا ما رواه أبو سليمان «1» المدني، عن قالون عنه أداء أنه سكّن الدّال وحقّق الهمزة بعدها. وكذلك رواه عن نافع نفسه سعد بن «2» إبراهيم الزهري، وأخوه يعقوب «3».
1827 - وحدّثنا «4» ابن غلبون عن عتيق بن ما شاء الله المقرئ أنه قرأ على أبي جعفر [بن] «5» هلال في رواية ورش ردءا بغير همز في الوصل وبالهمز في الوقف. وكذلك روى ابن شنبوذ «6» عن النّحاس، عن أبي يعقوب، ويونس «7» جميعا، عن ورش، وليس العمل في مذهب نافع على ذلك.
1828 - وأمّا كونها معه من كلمتين، فإن السّاكن قبلها ينقسم قسمين:
أحدهما: أن يكون تنوينا نحو قوله: خبير ألّا تعبدوا [هود: 1، 2]، وو كلّ شىء أحصينه [يس: 12]، وحامية [القارعة: 11] ألهاكم [التكاثر: 1]، وكفوا أحد [الإخلاص: 4]، من شىء إلّا [يوسف: 68]، ومّن شىء إذ كانوا [الأحقاف:
26]، وإرم ذات العماد [الفجر: 7]، وبكم قوّة أو [هود: 80] «8»، ولأي يوم [76/ و] أجّلت [المرسلات: 12] وما أشبهه.
__________
(1) سالم بن هارون. وطريقه هو السابع والخمسون.
(2) سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إبراهيم، أو أبو إسحاق المدني، سكن بغداد، وولى قضاء واسط، وكان ثقة.
(3) مات سنة إحدى ومائتين. التقريب 1/ 286، غاية 1/ 303، وروايته عن نافع خارجة عن روايات جامع البيان.
يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم تقدم في الفقرة/ 1311 أن روايته عن نافع خارجة عن روايات جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق/ 66. وهو صحيح.
(5) سقطت (بن) من ت، م. والتصحيح من إسناد الطريق السادس والستين.
(6) تقدم في الفقرة/ 1288 أن ابن شنبوذ عن النحاس ليس من طرق جامع البيان، وأن ابن شنبوذ لم يقرأ على النحاس وإنما على أبي جعفر بن هلال على النحاس.
(7) هو ابن عبد الأعلى الصدفي.
(8) في م: (كفر رأيا) وفي ت (كقوة أو) وكلاهما خطأ؛ لعدم وجود الحرفين في الكتاب العزيز.

(2/610)


والثاني: أن يكون سائر حروف المعجم، نحو قوله: من أجل [المائدة: 32] «1»، من ءامن [البقرة: 62]، ومن إله [آل عمران: 62]، ومن إستبرق [الرحمن: 54]، ومن أوتى [الحاقة: 19]، وو لقد ءاتينا [البقرة: 87] «2»، وقد أفلح [المؤمنون:
1]، وهل أتاك [الغاشية: 1]، وأو إطعم [المائدة: 89]، وو لا تتّبع أهوآءهم [المائدة: 48]، وألم لا أحسب النّاس [العنكبوت: 1، 2]، وعن إبراهيم [هود: 74]، وو اذكر إسمعيل [ص: 48]، وو قالت أولاهم [الأعراف: 39]، وقالت أخراهم [الأعراف: 38] وما أشبهه.
1829 - ونقض أصله في هذا الضرب في أصلين مطّردين وموضع واحد، فلم ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها فيها بل حقّقها.
1830 - فالأصل الأول: ميم الجمع، نحو قوله: قالت أخراهم [البقرة: 6] وو منهم أمّيّون [البقرة: 78] وو إن مّنكم إلّا واردها [مريم: 71] وءأنتم أعلم أم الله [البقرة: 142] وما أشبهه؛ لأن من قوله «3» ضمّ ميم الجمع، وإلحاقها واوا في حال الوصل؛ لمجيء الهمزة بعدها؛ بيانا لها لخفائها.
1831 - والأصل الثاني: حروف المدّ واللّين الثلاثة، وهي الألف، نحو قوله:
وإنّآ إن شآء الله [البقرة: 70]، والواو نحو قوله: قالوا أنؤمن [البقرة: 13]، والياء نحو وفى أنفسكم [الذاريات: 21] وما أشبهه، وذلك إذا انكسر ما قبل الياء، وانضم ما قبل الواو لا غير. لئلا يختلّ مدّهما بذلك، فإن انفتح ما قبلها ألقى عليها حركة الهمزة؛ لزوال معظم المدّ منهما بذلك، وانبساط اللسان بهما كانبساطه بسائر «4» الحروف السّواكن، التي لا مدّ فيها ولا لين، فالياء المفتوح ما قبلها نحو قوله ابنى ءادم [المائدة: 27] وذواتى أكل [سبأ: 16]، والواو المفتوح ما قبلها، نحو خلوا إلى [البقرة: 14] وتعالوا أتل [الأنعام: 151] وما أشبهه.
1832 - والموضع الواحد قوله في الحاقة كتبيه إنّى ظننت [الحاقة: 19، 20].
اختلف أصحاب ورش عنه، فروى أبو يعقوب «5» عنه أداء: أنه سكن الهاء، وحقّق
__________
(1) سقطت من ت.
(2) وفي م (لقد أتيناهم) وهو خطأ لعدم وجوده في الكتاب العزيز.
(3) أي ورش، وقد تقدم ذلك في الفقرة/ 1102.
(4) في م: (بسائر).
(5) الأزرق.

(2/611)


الهمزة بعدها على مراد القطع والاستئناف، وبذلك قرأت من طريقه على الخاقاني «1»، وأبي الفتح «2»، وابن غلبون «3» عن قراءتهم، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين. وروى عبد الصمد «4» عنه «5»: أنه ألقى حركة الهمزة على الهاء، وحرّكها بها على مراد الوصل طردا لمذهبه في سائر السّواكن، ذكر ذلك عبد الصمد في كتابه المصنّف في الاختلاف بين نافع وحمزة، وبذلك قرأت في روايته من طريق محمد بن سعيد الأنماطي، وعبد الجبّار «6» ابن محمد، [و] «7» في رواية الباقين من أصحاب ورش: يونس «8»، وداود «9»، وأحمد «10» بن صالح، وأبو بكر «11» الأصبهاني.
1833 - فمن روى التحقيق لزمه بأن يقف على الهاء «12» في قوله ماليه هلك [الحاقة: 28، 29] وقفة لطيفة في حال الوصل من غير قطع، لأنه واصل بنيّة واقف، فيمتنع بذلك من أن تدغم في الهاء التي بعدها، ومن روى الإلقاء لزمه أن يصلها ويدغمها في الهاء التي بعدها؛ لأنها عنده كالحرف اللازم الأصلي.
1834 - وقرأ «13» الباقون، ونافع في غير رواية ورش، بتحقيق الهمزة، وتخليص الساكن قبلها، في جميع ما تقدم، من الكلمة والكلمتين. وقد اختلفوا في قوله:
__________
(1) طرقه من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(2) من الطريق الخامس والسبعين.
(3) من الطريق السادس والسبعين.
(4) ابن عبد الرحمن بن القاسم.
(5) من الطريق الثاني والستين.
(6) من الطريقين: الثالث والستين، والرابع والستين.
(7) زيادة ليستقيم السياق.
(8) من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(9) داود بن هارون، ولم يتقدم له عن ورش إلا الطريق السابع والسبعون، وفيه يروي الداني الحروف عن فارس بن أحمد، وليس فيه عرض القراءة.
(10) من الطريق التاسع والسبعين.
(11) من الطريق السادس والتسعين.
(12) في ت، م زيادة (و) بعد الهاء). وهو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(13) السبعة إلا نافعا.

(2/612)


ءآلئن في الموضعين في يونس [51 و 91] وفي قوله: عادا الأولى في النجم [50]، ويأتي الاختلاف في ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.
18354 - روى أبو ربيعة «1» عن قنبل والبزّي، والزينبيّ «2» عن قنبل وغيره، عن رجاله المكيين مّلء الأرض [آل عمران: 91] بفتح لام (الأرض) كورش. وقرأت في الروايتين من طريقهما «3» بإسكان اللام وتحقيق الهمزة كسائر القرآن.
1836 - وروى ابن جبير «4» عن أصحابه عن نافع وابن فرح «5» عن أبي عمر [عن الكسائي] «6» عن إسماعيل عنه من قراءتي الئن حيث وقع «7»، وفالئن بشروهن [البقرة: 187] وتبت الئن [النساء: 18] وما كان مثله من لفظه حيث وقع بإلقاء حركة الهمزة على اللام كورش أيضا.
1837 - وروى أبو سليمان «8» عن قالون أداء من إستبرق [الرحمن: 54] بإلقاء حركة الهمزة على النون وإسقاطها، لم يأت بذلك أحد عنه [76/ ظ] غيره.
وروى الأعشى «9» عن أبي بكر من إستبرق في الرحمن بإلقاء حركة الهمزة على النون.
__________
(1) محمد بن إسحاق الربعي. ولم يتقدم له عن قنبل طريق برواية الحروف. فهذه الرواية عن قنبل ليست من طرق جامع البيان، وأما عن البزي فمن الطريق التاسع بعد المائة.
(2) لم يتقدم لمحمد بن موسى بن سليمان الزينبي، عن قنبل ولا عن غيره من المكيين طريق برواية الحروف، سوى الطريق التاسع بعد المائة، وهو من رواية الزينبي، عن أبي ربيعة عن البزي. وهو المشار إليه في الحاشية السابقة.
(3) روايتي قنبل والبزي. من طريقي أبي ربيعة والزينبي وطريق أبي ربيعة عن قنبل بعرض القراءة هو الثالث بعد المائة. وطريق الزينبي عن قنبل بعرض القراءة هو الرابع بعد المائة.
وطريقا أبي ربيعة عن البزي بعرض القراءة هما العاشر، والحادي عشر كلاهما بعد المائة.
ولم يتقدم للزينبي عن البزي طريق بعرض القراءة.
(4) لم يتقدم لابن جبير سوى الطريق السابع في قراءة نافع.
(5) من الطريق الثامن.
(6) زيادة ليستقيم السياق. انظر الطريق/ 8.
(7) سقطت (وقع) من ت.
(8) سالم بن هارون من الطريق السابع والخمسين.
(9) طرقه من التاسع والأربعين إلى التاسع والخمسين على التوالي، وكلها بعد المائتين.

(2/613)


1838 - وروى محمد بن عبد الله «1» الحيري، عن الشموني عنه قل أتّخذتم في البقرة [80] وفإن أحصرتم [البقرة: 196] وأن أدّوا إلىّ في الدخان [18] موصولة، يعني أن يلقي حركة الهمزة فيهن على اللام والنون، وذكر هذا «2» قبل.

فصل في الهمزة والساكن غير لام التعريف يكونان في كلمة واحدة
1839 - وكلهم يحقق الهمزة ويخلص الساكن قبلها إذا كانا معا في كلمة واحدة، وسواء كان الساكن حرف مدّ ولين أو حرف لين فقط أو كانا حرفا جامدا أو توسّطت الهمزة أو وقعت طرفا.
1840 - فحرف المدّ واللّين، نحو يضىء [النور: 35] والمسىء [غافر: 58] وبرىء [الأنعام: 19] [وبريئون [يونس: 41]] وهنيئا مّريئا [النساء: 4] ومن سوء [آل عمران: 30] وقروء [البقرة: 228] وشبهه.
1841 - وحرف اللّين نحو من شىء [آل عمران: 92] وشيئا [البقرة: 48] وكهيئة [آل عمران: 49] ومطر السّوء [الفرقان: 40] وسوءتكم [الأعراف: 26] وسوءة [المائدة: 31] ويايئس [يوسف: 87] وشبهه.
1842 - والحرف الجامد نحو: وينئون [الأنعام: 26] ويجئرون [المؤمنون:
64] ويسئل [المعارج: 10] «3»، ويسئلون [البقرة: 273] ولّا يسئم [فصلت: 49] ولا يسئمون [فصلت: 38] والأفئدة [النحل: 78] والخبء [النمل: 25] والمرء [البقرة: 102] وما أشبهه. إلا ما كان من مذهب هشام وحمزة في الوقف، وقد شرحناه قبل، وما كان من مناقضة نافع في قوله: ردءا يصدّقنى [القصص: 34] وقد ذكرناه أيضا، واختلف عن ورش، وقد شرحناه قبل في موضع آخر من هذا الفصل وهو قوله في آل عمران [91]: مّلء الأرض ذهبا [آل عمران: 91] فروى
__________
(1) من الطريق السادس والخمسين بعد المائتين.
(2) انظر الفقرة/ 1639.
(3) وفي ت، م: (سئل). وهو لا يصلح مثالا هنا؛ لأن السين محركة.

(2/614)


الأصبهاني «1» عن أصحابه، عنه: أنه ألقى حركة الهمزة على اللام فيه «2» وحرّكها بها، وبذلك قرأت في روايته «3». وروى عنه من المتصل «4»، وبالله التوفيق.

فصل [إذا ألقى ورش حركة الهمزة على لام المعرفة لم يجمع بينهما وبين الساكن قبلها]
1843 - واعلم أن ورشا إذا ألقى حركة الهمزة على لام المعرفة، وكان قبلها حرف من حروف المدّ: ألف أو ياء أو واو [أو] «5» ساكن غيرهن لم يثبت حرف المدّ ولا ردّ السكون للساكن «6» مع تحريك اللام؛ إذ «7» كان تحريكه إياها عارضا، فلم يعتدّ به وعامل سكونها؛ إذ هو الأصل؛ فلذلك حذف حرف المدّ، وحرّك الساكن في حال الوصل؛ من أجل الساكن.
1844 - فحرف «8» المدّ، نحو قوله وألقى الألواح [الأعراف: 150] وسيرتها الأولى [طه: 21] وو إذا الأرض [الانشقاق: 3] وأولى الأمر [النساء: 59] وفى الأنعم [النحل: 66]، ويحى الأرض [الحديد: 17] وقالوا الئن [البقرة: 71] وو أنكحوا الأيمى [النور: 32] وأن تؤدّوا الأمنت [النساء: 58] وما أشبهه.
1844 - والحرف الساكن نحو قوله: فمن يستمع الأن [الجن: 9] وبل
__________
(1) طرق الأصبهاني عن أصحابه برواية الحروف هي من السادس والثمانين إلى الخامس والتسعين على التوالي.
(2) المقصود إلقاء حركة همزة (ملء) على لامها، كما في النشر 1/ 413.
(3) من الطريق السادس والتسعين.
قال ابن الجزري في النشر (1/ 414): والوجهان عنه (أي عن الأصبهاني) صحيحان، قرأت بهما جميعا عنه.
(4) كذا. والعبارة فيها سقط، والله أعلم.
(5) زيادة ليستقيم السياق.
(6) في ت، م: (الساكن) ولا يستقيم بها السياق.
(7) في ت، م: (إذا) وهو خطأ؛ لأن تحريك اللازم لا يكون إلا عارضا.
(8) في م (بحرف). وفي ت: (لحرف)، وكلاهما خطأ لا يستقيم به السياق.

(2/615)


الإنسن [القيامة: 14] وألم نهلك الأوّلين [المرسلات: 16] وعن الأخرة [الروم: 7] ومّن الأرض [البقرة: 267] ومن الأولى [الضحى: 4] وأشرقت الأرض [الزمر:
69] وفلينظر الإنسن [الطارق: 5] وما أشبهه.
1845 - وكذلك إن كان حرف المدّ صلة لهاء ضمير أو تأنيث أو لميم جمع فهاء الضمير، نحو قوله: وبداره الأرض [القصص: 81] ووجه ربّه الأعلى [الليل: 20] ولّا تدركه الأبصر [الأنعام: 103] وو له الأنثى [النجم: 21] وما أشبهه. وهاء التأنيث، نحو وهذه الأنهر [الزخرف: 51] وهذه الأنعم [الأنعام: 139] وما أشبهه. وميم الجمع نحو: ويلههم الأمل [الحجر: 3] وو أنتم الأعلون [آل عمران:
139] وبكم الأرض [الملك: 16] وما أشبهه.

فصل [في الابتداء بلام المعرفة إذا ألقي عليها حركة الهمزة]
1846 - واعلم أن في الابتداء بلام المعرفة، إذا ألقي «1» عليها حركة الهمزة وجهين:
أحدهما: أن يبتدئ «الآخرة «2»، الأولى، الأرض، الإنسان»، وما أشبهه فيثبت همزة الوصل مع تحريك اللام؛ لأن تلك الحركة عارضة كما حذف المدّ وحرّك الساكن فيما تقدم لأجل ذلك.
والثاني: أن يبتدئ «لآخرة، لارض، لولا، لانسن»، وما أشبهه، فيحذف همزة الوصل قبلها استغناء عنها محرّكة [بحركة] اللام.
1847 - والوجه الأول أوجه، وأقيس، وعليه العمل، ويأتي ذكر الابتداء بقوله:
عادا الأولى [النجم: 50] في مذهب نافع وأبي عمرو في موضعه إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.
__________
(1) في ت، م: (التقى) ولا يناسب السياق.
(2) وفي م: (اخرة) وهو خطأ؛ لأنه لا يصبح مثالا هنا.

(2/616)