جامع البيان في القراءات السبع باب ذكر مذاهبهم في الإظهار والإدغام «1»
للحروف السواكن في الحلقة
[فصل في] ذكر الدال من قد
1874 - اختلفوا في الدال من «قد» عند تسعة أحرف وهي: الجيم
والشين والسين والصّاد والزاي والذال والظاء والضاد والتاء.
فعند الجيم نحو قوله: ولقد جآءكم [البقرة: 92] وقد جعل [مريم:
24] وقد جئنك [طه: 47] وما أشبهه.
وعند الشين في قوله: قد شغفها [يوسف: 30] لا غير ذلك.
وعند السين نحو قوله: لّقد سمع الله [آل عمران: 181] وقد سألها
[المائدة: 102] وفقد سرق [يوسف: 77] وما أشبهه.
وعند الصّاد نحو قوله: لّقد صدق الله [الفتح: 27] وو لقد
صرّفنه الفرقان:
50] وو لقد صبّحهم [القمر: 38] وما أشبهه.
وعند الزاي في قوله: ولقد زيّنّا السّمآء [الملك: 5] لا غير.
وعند الذال في قوله: ولقد ذرأنا [الأعراف: 179] لا غير.
وعند الظاء نحو قوله: فقد ظلم [البقرة: 231] ولقد ظلمك [ص: 24]
وما أشبهه.
وعند الضاد نحو قوله: فقد ضلّ [البقرة: 108] وقد ضلّوا
[النساء: 167] وو لقد ضربنا [الروم: 58] وما أشبهه.
__________
(1) وهو المعروف عند القراء بالإدغام الصغير ويكون الحرف
المدغم ساكنا. انظر: النشر 2/ 2.
والمراد الحروف التي سكونها أصلي، أما ما كان سكونه عارضا،
فسيأتي الحديث عنه في الباب التالي.
(2/624)
وعند التاء نحو قوله: قد تّبيّن الرّشد
[البقرة: 256] ولّقد تّاب الله [التوبة:
117] وو قد تّعلمون [الصف: 5] وما أشبهه.
[مبحث الدال عند الجيم]
1875 - فأظهر الدال عند الجيم الحرميان «1»، وعاصم وابن ذكوان
عن ابن عامر من رواية التّغلبي «2»، وأحمد بن «3» المعلّى،
وأحمد بن «4» أنس، والصوريّ «5». ومن رواية ابن أبي «6» حمزة،
وابن الأخرم «7»، والنقّاش «8»، وابن شنبوذ «9»، وغيرهم، عن
الأخفش عنه. وكذلك روى ابن عتبة «10» عن أيوب.
1876 - وأدغمها الباقون «11» فيها، وكذلك روى هشام عن ابن
عامر، وابن عبد «12» الرزاق، وابن مرشد «13»، وأبو طاهر «14»
البعلبكي، عن الأخفش عن ابن ذكوان، وذكر الأخفش في كتابه
الأصغر عن ابن ذكوان: أنه يظهر الدال عند الجيم، ثم قال في
سورة طه [47]: قد جئنك مدغم، وتابعه على الإدغام فيه خاصّة عن
__________
(1) نافع وابن كثير.
(2) الطريق الخامس بعد المائتين.
(3) الطريق الثامن بعد المائتين.
(4) الطريق السابع بعد المائتين.
(5) الطريق السادس بعد المائتين.
(6) الطريق المائتان.
(7) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان وهو من طرق النشر.
انظر النشر 1/ 141.
(8) الطريق السادس والتسعون بعد المائة.
(9) الطريق الثالث بعد المائتين.
(10) الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين.
(11) وهم: أبو عمرو وحمزة والكسائي.
(12) الطريق الثاني بعد المائتين.
(13) الطريق السابع والتسعون بعد المائة.
(14) الطريق التاسع والتسعون بعد المائة.
(2/625)
ابن ذكوان عثمان بن «1» خرّزاد الأنطاكي
ومحمد بن «2» إسماعيل الترمذي، وقال «3» في كتابه الأكبر عنه:
إنه يظهرها عندها في جميع القرآن.
1877 - وروى ابن جبير «4»، عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: أنه
أدغم الدال في الجيم، نحو قوله: لقد جئنكم [الزخرف: 78] وهو
وهم من ابن جبير؛ لأن عبد العزيز «5» بن جعفر حدّثنا قال:
حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا ابن فرح، قال: حدّثنا
أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكره الإدغام
في القرآن كله.
[مبحث الدال عند الشين والسين
والصاد]
1878 - وأظهر الدال عند الشين والسّين والصاد الحرميان وعاصم
وابن ذكوان عن ابن عامر من غير رواية ابن مرشد «6»، وأبي طاهر،
وابن عبد الرزاق، عن الأخفش عنه. وروى إسحاق «7» الأنصاري، عن
المسيّبي عن نافع ولقد صرّفنا [الإسراء: 41] صادها ثقيلة، ولا
يتحصّل تثقيلها إلا بإدغام الدال فيها، ولم يرو هذا عن نافع
غيره.
1879 - وأدغمها في الثلاثة الباقون «8»، وهشام عن ابن عامر،
وكذلك روى ابن مرشد، وأبو طاهر، وابن عبد الرزاق عن الأخفش، عن
ابن ذكوان.
1880 - واضطرب قول الأخفش، عن ابن ذكوان في كتابيه «9» في ذلك،
فقال في العامّ: إنه أدغم الدال في الثلاثة الأحرف، وقال في
الخاصّ: إنه أظهرها عندهنّ،
__________
(1) وطريقه هو التاسع بعد المائتين. ويؤخذ من هذه العبارة أن
طريقه عن ابن ذكوان بالإظهار، فهو مع المظهرين إلا في هذا
الحرف.
(2) وطريقه عن ابن ذكوان ليس من طرق جامع البيان.
(3) الأخفش.
(4) من الطرق: التاسع والعشرين، والحادي والثلاثين، والثاني
والثلاثين، وكلها بعد المائتين.
(5) انظر الطريق/ 228. وإسناده صحيح.
(6) أي من سائر طرق ابن ذكوان ما عدا السابع والتسعين، والتاسع
والتسعين كلاهما بعد المائة، والثاني بعد المائتين.
(7) من الطريق الثلاثين.
(8) وهم: أبو عمرو وحمزة، والكسائي.
(9) في م: (كتابه) بالإفراد وهو خطأ واضح.
(2/626)
وقال ابن «1» المعلّى عن ابن ذكوان ولقد
صرّفنا بالإدغام في كل القرآن لم يذكر غيره. وقال ابن خرّزاد
«2» عنه: قد شغفها [يوسف: 30] بالإدغام، وقياسهما سائر
نظائرهما.
1881 - وروى الحسين بن «3» علي بن حمّاد عن الحلواني في مفرده
عن هشام:
إظهار الدال «4» عند الصاد في كل القرآن. وروى ابن الحسن «5»
النقّاش عن هشام:
إدغامها فيها، وعلى ذلك أهل الأداء.
[مبحث الدال ضد الزاي]
1882 - وأظهر الدال عند الزاي الحرميان وعاصم. وكذلك روى
النقّاش «6»، وأبو العبّاس «7» البلخي، عن الأخفش عن ابن
ذكوان، وبذلك أقرأني الفارسي «8» عنه.
وكذلك روى الصّوري «9»، عن ابن ذكوان وابن عتبة «10»، عن
أيّوب، ولا نصّ عن ابن ذكوان في ذلك، [78/ ظ] وأدغمها الباقون
«11». وكذلك روى التّغلبي «12» وسائر الرّواة عن الأخفش عن ابن
ذكوان.
__________
(1) الطريق الثامن بعد المائتين.
(2) الطريق التاسع بعد المائتين.
(3) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) في م: (الداني) وهو تحريف ظاهر.
(5) في ت م: (الحسن بن النقاش) وهو تحريف. انظر غاية النهاية
2/ 344، 2/ 119، وطرقه هي العشرون، والحادي والعشرون، والثاني
والعشرون وكلها بعد المائتين.
(6) الطريق السادس والتسعون بعد المائة.
(7) اسمه عبد الله بن أحمد بن إبراهيم وطريقه عن الأخفش ليس من
طرق جامع البيان، وإنما هو من طرق الكامل للهذلي، انظر غاية
النهاية 1/ 404.
(8) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(9) الطريق السادس بعد المائتين.
(10) الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين.
(11) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(12) طريقه عن ابن ذكوان هو الخامس بعد المائتين.
(2/627)
[مبحث الدال عند
الذال]
1883 - وأظهر الدال عند الذال [نافع] «1» في رواية المسيّبي،
وابن كثير وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. واختلف عن
ورش وقالون في ذلك، فروى أحمد بن «2» صالح عنهما عن نافع
إدغامها، وكذلك روى الأصبهاني «3» عن أصحابه عن ورش. وقال «4»
لي أبو الفتح، عن عبد الباقي، عن قراءته على أصحابه عن يونس عن
ورش بالوجهين بالإظهار والإدغام. وقال: هما عند يونس سواء،
وأدغمها الباقون «5»، وكذلك روى إسماعيل عن نافع والأعشى عن
أبي بكر عن عاصم، وسائر أصحاب ورش وقالون- سوى ما ذكرناه- على
الإظهار.
[مبحث الدال عند الظاء]
1884 - وأظهر الدال عند الظاء نافع في غير رواية ورش وابن كثير
وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. وأدغمها الباقون «6»،
وكذلك روى أحمد بن صالح عن ورش وقالون، وأبو عبيد «7» عن
إسماعيل، وخلف «8» عن المسيبي عن نافع. وكذلك حكى الحلواني عن
قالون في كتابه. وبذلك أقرأني أبو الفتح «9» في روايته من طريق
عبد الله بن الحسين عن ابن شنبوذ عن الجمال عن أصحاب أبي عون
عنه، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر.
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق. وانظر السبعة/ 115.
(2) وطرقه هي الثامن والسبعون، والتاسع والسبعون عن ورش، ومن
السادس والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي عن قالون.
(3) وطرقه هي من السادس والثمانين إلى السادس والتسعين.
(4) من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(5) و (6) وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة والكسائي.
(7) الطريق العاشر.
(8) وطرقه هي الرابع والعشرون، والخامس والعشرون، والسادس
والعشرون.
(9) من الطريق السابع والثلاثين عن الجمال عن الحلواني. ومن
الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين، عن أصحاب أبي عون.
(2/628)
[مبحث الدال عند
الضاد]
1885 - وأظهر الدال عند الضاد نافع في غير رواية ورش وابن كثير
وعاصم في غير رواية الأعشى عن أبي بكر. وأدغمها الباقون «1»،
وكذلك روى أحمد بن صالح عن ورش وقالون وسائر أصحاب ورش عنه.
1886 - وحدّثنا «2» محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال:
حدّثنا إسماعيل القاضي عن قالون عن نافع أنه أدغمها. وكذلك
أقرأني «3» أبو الفتح في رواية الحلواني عنه من طريق عبد الله
بن الحسين عن أصحابه. وكذلك روى ابن سعدان «4»، وابن جبير «5»،
وأبو عمارة «6»، وحمّاد «7» بن بحر، عن المسيبي. قال الحلواني
في كتابه عن قالون: إنه أظهرها، وبذلك قرأت «8» من طريق ابن
عبد الرزاق، عن أبي العباس الرازي عنه.
[مبحث الدال عند التاء]
1887 - وأظهر الدال عند التاء نافع في رواية المسيّبي، وذلك
قوله: قد تّبيّن الرّشد [البقرة: 256] لا غير، فسألت أبا الفتح
«9» عند قراءتي بروايته عن إطلاق القياس في نظائره؟ فأبى ذلك،
ومنعني من إجراء القياس، وقال لي: إنما ذلك في هذا الموضع
خاصة.
1888 - ومما يدلّ على صحة ما قاله لي: ما حدّثنا «10» محمد بن
علي، عن ابن
__________
(1) وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
(2) انظر الطريق/ 33. وإسناده صحيح.
(3) من الطرق: السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي
والأربعين.
(4) وطرقه هي السابع عشر، والثامن عشر، والعشرون، والثاني
والعشرون، والثالث والعشرون.
(5) من الطريق التاسع والعشرين.
(6) من الطريق الثامن والعشرين.
(7) من الطريق الثاني والثلاثين.
(8) من الطريق التاسع والثلاثين.
(9) فارس بن أحمد.
(10) انظر الطرق/ 13، 23، 24، 25، 28.
(2/629)
مجاهد، عن أصحابه، عن المسيبي، عن نافع:
أنه أظهر قد تّبيّن الرّشد من الغىّ [البقرة: 256] ولم يذكر
نظائره ولا جعل القياس في ذلك مطّردا، فدلّ على أنه إنما يروي
ذلك في هذا الموضع خاصة. وقد أقرأني أبو الفتح «1» في ذلك في
رواية ابن سعدان عن المسيبي بالإدغام، ونصّ ابن سعدان عنه على
الإظهار، وهو الصحيح «2» عندي إن شاء الله تعالى.
[فصل في] ذكر الذال من «إذ»
1889 - واختلفوا في الذال من «إذ» عند ستة أحرف، وهي الجيم
والسّين والضّاد والزاي والدال والتاء.
فعند الجيم نحو قوله: وإذ جعلنا [البقرة: 125] وإذ جئتهم
[المائدة: 110] وإذ جآءكم [سبأ: 32] وما أشبهه.
وعند السين في قوله: إذ سمعتموه في الموضعين في النور [12 و
16] لا غير.
وعند الصاد في قوله: وإذ صرفنآ إليك [الأحقاف: 29] لا غير.
وعند الزاي في قوله: وإذ زيّن لهم الشّيطن [الأنفال: 48] وو إذ
زاغت الأبصر [الأحزاب: 10] لا غير.
وعند الدال نحو قوله: إذ دخلوا [ص: 22] وإذ دخلت [الكهف: 39]
وما أشبهه.
وعند التاء نحو قوله: إذ تبرّأ [البقرة: 166] وإذ تقول [آل
عمران: 124] وإذ تصعدون [آل عمران: 153] وما أشبهه.
[مبحث الذال عند الجيم]
1890 - فأدغم الذال في الجيم أبو عمرو وهشام عن ابن عامر،
وأظهرها
__________
(1) من الطريقين: العشرين، والثاني والعشرين.
(2) أي رواية عن المسيبي عن نافع، ولو أنه في ذاته ضعيف؛ لأنه
جميع القراء أخذوا في بالإدغام حتى قال ابن مجاهد: إنه لا يجوز
إظهاره، وإن إظهاره خروج من كلام العرب.
انظر السبعة/ 115.
(2/630)
الباقون «1»، وابن ذكوان وابن عتبة عن ابن
عامر. وكذلك حكى ابن جبير في مختصره «2»، وعن اليزيدي عن أبي
عمرو وقال: كلهم قرأ إذ جآءكم [سبأ: 32] وإذ جآءوكم [الأحزاب:
10] وإذ جآءتكم [الأحزاب: 9] وو إذ جعلنا [البقرة:
125] غير مدغم. قال: ولا نعلم أحدا أدغمه، وذلك غلط منه على
أبي عمرو، على أن الذي «3» نقلوا القراءة عنه أداء، من
الأنطاكيين «4»، وغيرهم، لا يعرفون غير الإدغام.
وكذلك حكى ابن عبد الرزاق «5»، وأحمد بن «6» يعقوب، عن
أصحابهما عنه.
1891 - وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: إن أبا عمرو وحده
أدغم الذال في الجيم، ولم يذكر [79/ و] رواية هشام عن أصحابه
عن ابن عامر «7». وذلك مما لا خلاف عن أهل الأداء عنه فيه.
وكذلك نصّ عليه الحلواني عنه.
1892 - أخبرنا ابن «8» جعفر، قال أنا أبو «9» طاهر، قال: أنا
الحسين بن المهلب، قال: أنا محمد بن بسام، قال أنا الحلواني،
قال: قرأت على هشام «10»، وأخبرني أنه قرأ على أيوب وأن أيوب
قرأ على يحيى وأن يحيى قرأ على ابن عامر، فكان يدغم إذ جئتهم
[المائدة: 110] وإذ جعل [المائدة: 20] وو إذ زاغت [الأحزاب:
10] وو إذ زيّن [الأنفال: 48] وإذ سمعتموه [النور: 12] وو إذ
صرفنآ [الأحقاف: 29] ووجبت جنوبها [الحج: 36] ويدغم بل طبع
[النساء: 155] وبل زيّن [الرعد:
__________
(1) وهم: نافع وابن كثير والكوفيون.
(2) في ت، م: (وعن)، وزيادة الواو خطأ يجعل السياق مضطربا.
(3) سبق في الفقرة/ 7 أن المؤلف يأخذ بمذهب الأخفش في أن
(الذي) يكون للمفرد والمثنى والجمع.
(4) لم يتقدم في جامع البيان غير رواية عبد الرزاق بن الحسن،
عن أحمد بن جبير، عن اليزيدي. وذلك هو الطريق الثاني والثمانون
بعد المائة.
(5) إبراهيم بن عبد الرزاق، وهذا الطريق ليس من طرق جامع
البيان.
(6) وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(7) قال ابن مجاهد: ولم يدغم أحد من القراء الذال في الجيم غير
أبي عمرو. السبعة/ 119.
(8) تقدم في الفقرة/ 1266 أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع
البيان.
(9) في م: (ابن طاهر) وهو خطأ.
(10) أيوب هو ابن تميم، ويحيى هو ابن الحارث الذماري.
(2/631)
33] وبل ظننتم [الفتح: 12] وهل ثوّب
[المطففين: 36] وبل ران [المطففين: 14] مدغمات كلها.
[مبحث الذال عند السين والصاد
والزاي]
1893 - وأظهر الذال عند السين والصّاد والزاي- وهنّ حروف
الصفير- الحرميان، وعاصم «1»، وابن عتبة «2» عن ابن عامر،
وخلف، ورجاء «3»، وابن سعدان «4»، وابن كيسة «5»، وابن جبير
«6» عن سليم، عن حمزة. وأدغمها فيها الباقون «7»، وهشام عن ابن
عامر، وخلّاد، وأبو عمر «8»، عن سليم، عن حمزة. وروى التّغلبي
«9» وابن أنس «10» وابن «11» المعلى، عن ابن ذكوان [أنه] «12»
أدغمها في الزاي خاصّة في الموضعين «13». وروى محمد ابن «14»
عيسى عن خلّاد عن سليم وإذ صرفنآ [الأحقاف: 29] بالإظهار.
__________
(1) لم يذكر الداني طرق الأخفش والصورى وعثمان بن خرزاد عن ابن
ذكوان، والسياق يقتضي أنها مع المظهرين، ويؤيده ذكر ابن الجزري
في النشر (2/ 3) لابن ذكوان الإظهار قولا واحدا، وتقدم ان ابن
الجزري اعتمد الطريق السادس والتسعين بعد المائة وهو من طرق
الأخفش والطريق السادس بعد المائتين وهو طريق الصوري عن ابن
ذكوان.
(2) وطريقه هو الثالث والعشرون بعد المائتين.
(3) من الطرق: الخامس والستين، والسادس والستين، والثامن
والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(4) من الطريقين: الرابع والسبعين، والخامس والسبعين، كلاهما
بعد الثلاث مائة.
(5) من الطرق: من السبعين إلى الثالث والسبعين على التوالي،
وكلها بعد الثلاث مائة.
(6) من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(7) وهما: أبو عمرو والكسائي، ولو قال الباقيان لكان أولى.
(8) الدوري.
(9) وطريقه هو الخامس بعد المائتين.
(10) وطريقه هو السابع بعد المائتين.
(11) وطريقه هو الثامن بعد المائتين.
(12) في ت، م: (وأدغمها) ولا يستقيم به السياق. فاستبدلت (أنه)
بالواو.
(13) انظرهما في الفقرة/ 1889.
(14) تقدم في الفقرة/ 1083 ان هذا الطريق خارج عن طرق جامع
البيان.
(2/632)
[مبحث الذال عند
الدال]
1894 - وأظهر الذال عند الدال الحرميان وعاصم وأدغمها الباقون
«1». وكذلك روى ابن عتبة عن أيوب وكلّ الرواة عن الأخفش عن ابن
ذكوان ما خلا عبد الله بن أحمد البلخي «2»، فإنه روى عنه عن
ابن ذكوان أنه أظهرها. وروى التّغلبي عنه «3»:
إذ دخلت [الكهف: 39] مدغما وإذ دخلوا [الحجر: 52] مظهرا، وروى
ابن المعلى عنه إذ دخلوا في والذاريات [25] بالإظهار.
[مبحث الذال عند التاء]
1895 - وأظهر الذال عند التاء الحرميان «4»، وعاصم. [و] «5»
اختلف عن ابن ذكوان، فروى عنه التغلبي أنه أدغم إذ تقول
للمؤمنين في آل عمران [124] لا غير وأظهر ما سواه. وروى ابن
المعلى عنه أنه أدغم وإذ تقول [آل عمران: 124] وإذ تأذّن في
الأعراف [167] لا غير. وروى ابن خرزاد «6»، والترمذي «7» عنه:
إذ تمشى في طه [40] مدغما لم يذكرا غيره. وكذلك روى ابن شنبوذ
«8»، عن ابن شاكر، عن الوليد بن عتبة. وروى ابن أبي «9» داود،
وابن أبي «10» حمزة، والبلخي، ومحمد بن الأخرم «11»، ومحمد بن
النقاش «12»، ومحمد بن شنبوذ «13»، عن الأخفش
__________
(1) وهم: أبو عمرو وحمزة والكسائي.
(2) تقدم في الفقرة/ 1882 أنه ليس من طرق جامع البيان.
(3) في ت، م: (عنه أنه). وزيادة (أنه) لا يستقيم بها السياق.
(4) ما عدا طريق أبي عمارة عن السيبي عن نافع في حرف (إذ
تأمروننا) كما سيأتي في الفقرة/ 1898. وهو الطريق الثامن
والعشرون.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) طريقه هو التاسع بعد المائتين.
(7) محمد بن إسماعيل الترمذي. وتقدم في الفقرة/ 1876 أن طريقه
خارج عن طرق الكتاب.
(8) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(9) طريقه هو الحادي بعد المائتين.
(10) طريقه هو تمام المائتين.
(11) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة/
1875.
(12) طريقه هو السادس والتسعون بعد المائة.
(13) طريقه هو الثالث بعد المائتين.
(2/633)
عنه أنه أظهر الذال عند التاء في جميع
القرآن، وروى ابن مرشد «1»، وابن عبد الرزاق «2»، عن الأخفش
عنه: أنه أدغمها فيها حيث وقعت. وروى أبو طاهر «3» البعلبكي،
عن الأخفش، عنه: أنه خيّر في ذلك بين الإظهار والإدغام.
1896 - وحدّثنا فارس «4» بن أحمد، قال حدّثنا عبد الباقي بن
الحسن، قال:
رأيت في كتاب أبي طاهر الذي حدّثنا به عن الأخفش في سورة النور
[15] وإذ تلقّونه مدغما، وكذلك وإذ تقول في الأحزاب [37]، وإذ
تسوّروا المحراب في ص [21]، إذ تدعون في المؤمن [10] نصّ على
هذه الأربعة بالإدغام، وذكر باقي ما في القرآن من ذلك
بالإظهار.
1897 - وروى الداجوني «5» أداء عن أصحابه عن هشام، وابن ذكوان
جميعا إظهار الذال عند التاء إلا في موضعين في آل عمران [124]
إذ تقول للمؤمنين وفي الأحزاب
[37] وإذ تقول للّذى فإنّهما أدغماها فيهما.
1898 - وروى أبو عمارة «6» عن المسيّبي عن نافع إذ تأمروننآ
[سبأ: 33] مدغمة لم يأت بذلك عن نافع غيره. وأدغم الباقون «7»
الذال في التاء حيث وقعت، وكذلك روى هشام عن ابن عامر.
[فصل في] ذكر تاء التأنيث
1899 - واختلفوا في تاء التأنيث المتصلة بالفعل، عند «8» سبعة
أحرف، وهن:
الجيم، والسّين، والزاي، والصّاد، والثاء، والظاء، والدال.
__________
(1) طريقه هو السابع والتسعون بعد المائة.
(2) طريقه هو الثاني بعد المائتين.
(3) طريقه هو التاسع والتسعون بعد المائة.
(4) انظر الطريق/ 99. وإسناده صحيح، لكنه يعرض القراءة وهنا
رواية حروف.
(5) طريقه عن هشام ليس من طرق جامع البيان، وأما طريقه عن ابن
ذكوان فهو السادس بعد المائتين.
(6) طريقه هو الثامن والعشرون.
(7) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(8) في ت، م: (على). ولا يستقيم بها السياق. وقد عبر المؤلف في
مثل هذا الموطن (بعند)، انظر الفقرة/ 1874، 1889، لذا فالعبارة
هنا محرفة.
(2/634)
فعند الجيم في قوله: نضجت جلودهم [النساء:
56] وو جبت جنوبها [الحج:
36] لا غير.
وعند السين، نحو قوله: أنبتت سبع سنابل [البقرة: 261] وأنزلت
سورة [التوبة: 86] وو جآءت سكرة الموت [ق: 19] وما أشبهه.
وعند الزاي في قوله: خبت زدنهم [الإسراء: 97] لا غير.
وعند الصاد في قوله: حصرت صدورهم [النساء: 90] ولّهدّمت صومع
[الحج:
40] لا غير.
وعند الثاء نحو قوله: كذّبت ثمود [الشعراء: 141] وبعدت ثمود
[هود: 95] ورحبت ثمّ ولّيتم مّدبرين [التوبة: 25] وما أشبهه.
وعند الظاء نحو حرّمت ظهورها [الأنعام: 138] وكانت ظالمة
[الأنبياء: 11] وما أشبهه.
وعند الدال في أجيبت دّعوتكما [يونس: 89].
[مبحث التاء عند الجيم]
1900 - فأظهر التاء عند الجيم الحرميان، وعاصم [79/ ظ] وهشام
عن ابن عامر. واختلفوا «1» عن ابن ذكوان، فروى ابن الأخرم وابن
أبي داود وابن أبي حمزة والنقّاش وابن شنبوذ، عن الأخفش، عنه:
الإظهار في الحرفين. وكذلك روى محمد بن «2» يونس عن ابن ذكوان.
وروى ابن مرشد وأبو طاهر وابن عبد الرزاق وغيرهم «3» عن
الأخفش، عنه نضجت جلودهم [النساء: 56] بالإظهار، ووجبت جنوبها
[الحج: 36] بالإدغام. وكذلك روى لي أبو الفتح «4» عن قراءته
__________
(1) من هنا إلى نهاية الفقرة نقله ابن الجزري في النشر (2/ 6)
من قول الداني في جامع البيان.
(2) محمد بن الحسن بن يونس، وطريقه عن ابن ذكوان ليس في جامع
البيان.
(3) مثل الحسين بن حبيب بن عبد الملك، وطريقه هو الخامس
والتسعون بعد المائة. وموسى بن عبد الرحمن بن موسى، وطريقه هو
الثامن والتسعون بعد المائة. وسلامة بن هارون، وطريقه هو
الرابع بعد المائتين.
(4) من الطريق الثاني عشر بعد المائتين.
(2/635)
على عبد الباقي بن الحسين، في رواية هشام.
1901 - وحدّثنا الفارسي «1»، قال حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثنا
الحسين بن المهلب «2»، قال حدّثنا محمد بن بسام، قال: حدّثنا
الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر وجبت جنوبها بالإدغام
كما روى عبد الباقي عن أصحابه عنه. وروى التّغلبي «3»، وابن
المعلى «4»، وابن خرزاد «5»، وابن «6»، أنس عن ابن ذكوان ضد
ذلك، فرووا
«7»
الإظهار في وجبت جنوبها [الحج: 36] والإدغام في نضجت جلودهم
[النساء: 56].
1902 - وأدغم الباقون «8» التاء في الجيم، وكذلك روى ابن شاكر
«9»، عن ابن عتبة عن أيّوب عن ابن عامر، وروى الحلواني «10»،
ومحمد بن سعيد البزاز جميعا عن خلاد عن سليم عن حمزة إظهارها
عندها، وقالا: ويجيز الإدغام. وقال محمد بن «11» عيسى: قال
خلّاد: ربما أدغم ذلك عند سليم، وربما [لم] «12» يدغم، قال:
ونحن ندغمه.
__________
(1) تقدم هذا الإسناد في الفقرة/ 1266.
(2) في ت، م: (محمد) بدل (المهلب) وهو تحريف؛ لأنه لا يوجد في
شيوخ عبد الواحد بن عمر، ولا في تلاميذ محمد بن العباس بن بسام
من اسمه الحسين بن محمد. انظر غاية النهاية 1/ 475، 2/ 157.
وقد تقدم اسمه على الصواب في الفقرات/ 558، 1266، 1804.
(3) طريقه هو الخامس بعد المائتين.
(4) طريقه هو الثامن بعد المائتين.
(5) طريقه هو التاسع بعد المائتين.
(6) طريقه هو السابع بعد المائتين.
(7) في م: (روى) ولا يناسب السياق.
(8) وهم: أبو عمرو، والكسائي، وحمزة فيها عدا طريقي الحلواني
عن خلاد.
(9) طريقه هو الثالث والعشرون بعد المائتين، وسيأتي نص روايته
في الفقرة/ 1911.
(10) طريقا الحلواني هما الأربعون، والحادي والأربعون، كلاهما
بعد الثلاث مائة. وأما البزاز فقد تقدم في الفقرة/ 1276 أن
طريقه هذا ليس من طرق جامع البيان.
(11) تقدم في الفقرة/ 1083 أن هذا الطريق ليس من طرق جامع
البيان.
(12) زيادة ليستقيم السياق.
(2/636)
[مبحث التاء عند
السين]
1903 - وأظهر التاء عند السين الحرميان وعاصم وابن ذكوان من
طريق الأخفش وابن خرزاد، وروى عنه أحمد بن أنس أنه أدغمها في
جميع القرآن، وروى ابن المعلّى والتغلبي ومحمد بن موسى الصوري
وسلامة بن هارون عن الأخفش عنه:
أنه أدغمها في قوله: أنبتت سبع سنابل [البقرة: 261] لا غير.
وروى ابن شاكر عن ابن عتبة أنه أظهرها في قوله: أقلّت سحابا
[الأعراف: 57] لا غير. واختلف عن هشام، فروى الحلواني «1» عنه:
الإظهار في جميع القرآن. وروى ابن «2» عباد عنه:
الإدغام حيث وقع. وروى إسحاق «3» الأزرق عن أبي بكر، عن عاصم،
أنه أدغمها في قوله وجآءت سيّارة [يوسف: 19] لا غير، لم يرو
ذلك عنه غيره. وأدغم الباقون «4» التاء في السين حيث وقعت.
[مبحث التاء عند الزاي]
1904 - وأدغم التاء في الزاي أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذلك
الحلواني عن هشام وابن المعلى وابن خرّزاد عن ابن ذكوان
وأظهرها الباقون «5». وكذلك قرأت في رواية الأخفش وسائر الرواة
عن ابن ذكوان.
[مبحث التاء عند الصاد]
1905 - [ ..... ] «6» وابن شاكر «7» عن ابن عتبة، وروى هشام
(عنه) «8»: أنه أدغمها في حصرت صدورهم [النساء: 9]، وأظهرها في
لّهدّمت صومع [الحج:
__________
(1) طرقه من العاشر إلى الثالث عشر على التوالي، وكلها بعد
المائتين.
(2) طريقه هو الخامس عشر بعد المائتين.
(3) طريقه هو الثالث والثمانون بعد المائتين.
(4) وهم: أبو عمرو، وحمزة والكسائي.
(5) وهم: نافع، وابن كثير، وعاصم.
(6) واضح أن في السياق سقطا. فقد سقط صدر كلام المؤلف عن إدغام
التاء في الصاد. وفي النشر (2/ 5، 6) الإظهار عند الصاد لابن
عامر، وابن كثير، ونافع، وعاصم.
(7) أي روى ابن شاكر الإظهار، كما سيأتي في الفقرة/ 1911.
(8) الضمير يعود على ابن عامر. ولعله ذكر قريبا مما هنا، في
آخر السقط.
(2/637)
40]، وكذلك روى أحمد «1» بن [أبي] «2»
سريج، عن الكسائي عن إسماعيل عن نافع وأدغمها فيهما الباقون
«3».
1906 - وحدّثنا فارس «4» بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن
أحمد، قال: حدّثنا إسماعيل بن شعيب، قال: حدّثنا أحمد بن
سلمويه، قال: حدّثنا محمد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس بن
الوليد، قال: حدّثنا قتيبة بن مهران عن الكسائي عن أبي بكر عن
عاصم حصرت صدورهم [النساء: 90] مدغمة التاء. وكذلك روى ابن
[أبي] «5» سريج عن الكسائي عن أبي بكر، لم يرو هذا عن الكسائي
عن أبي بكر غيرهما.
[مبحث التاء عند الثاء]
1907 - وأظهر التاء عند الثاء الحرميان وعاصم في غير رواية
الأعشى عن أبي بكر عنه. وكذلك روى ابن مجاهد «6» عن التّغلبي
والداجونيّ «7» عن الصّوري، عن ابن ذكوان.
وروى أبو طاهر: عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم،
النحوي، البزاز، عن إبراهيم «8» بن محمد بن «9» أيوب، عن أحمد
بن يوسف التّغلبي، وابن المعلى،
__________
(1) أحمد بن الصباح بن أبي سريج، وطريقه عن الكسائي ليس من طرق
جامع البيان، وهو من طرق الكامل للهذلي، والمستنير لابن سوار
كما في غاية النهاية 1/ 63، 536.
(2) سقط من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 63، 536.
(3) وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، كما في النشر 2/ 5.
(4) انظر إسناد الطريق/ 401.
(5) سقط من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 1/ 63، 536.
(6) من الطريق الخامس بعد المائتين. وفي السبعة/ 124 لابن عامر
إظهار تاء التأنيث عند الثاء في كذبت ثمود.
(7) من الطريق السادس بعد المائتين.
(8) إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير، أبو القاسم، الصائغ،
البغدادي، ثقة مات سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة. تاريخ بغداد 6/
157، وغاية 1/ 23.
وطريقه هذا في المستنير لابن سوار، كما أشار في غاية النهاية
1/ 475. وكذلك طريق إبراهيم بن محمد عن ابن المعلى خارج عن
جامع البيان.
(9) سقطت (بن) من م.
(2/638)
عنه «1»: أنه أدغم التاء في الثاء في جميع
القرآن إلا قوله: كذّبت ثمود في القمر لا غير، فإنه أظهرها
فيه. وأحسب ابن مجاهد قاس على هذا الحرف سائر نظائره «2».
1908 - وأدغم الباقون «3» التاء في الثاء حيث وقعت. وكذلك روى
الأخفش عن ابن ذكوان وابن شاكر عن ابن عتبة وهشام عن ابن عامر
والأعشى عن أبي بكر، عن عاصم.
[مبحث التاء عند الظاء]
1909 - وأظهر التاء عند الظاء نافع من رواية إسماعيل والمسيّبي
وقالون «4»، وابن كثير وعاصم من غير رواية الأعشى، عن أبي بكر.
واختلف عن ورش عن نافع:
فروى عنه أحمد ابن «5» صالح والأصبهاني «6»؛ إظهارها عندها،
وأقرأني «7» أبو الفتح [80/ و] عن عبد الباقي، عن أصحابه، عن
يونس، عنه: بإظهارها، وبإدغامها، وقال:
الوجهان عند يونس سواء.
1910 - وأدغم الباقون «8» التاء في الظاء. وكذلك روى أبو يعقوب
«9»، وأبو الأزهر «10»، وداود «11»، عن ورش. كذلك قرأت «12»
على أبي الفتح، في رواية أحمد بن صالح عنه، وبذلك أيضا قرأت
«13» عليه، في رواية الحلواني، عن قالون من طريق
__________
(1) أي ابن ذكوان.
(2) أي قاس على حرف سورة القمر، سائر المواضع الأخر، وهي: في
الشعراء/ 141، والحاقة/ 4، والشمس/ 11.
(3) وهم: أبو عمرو، وحمزة، والكسائي.
(4) ما عدا الطرق السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي
والأربعين كما سيأتي.
(5) من الطريق الثامن والسبعين.
(6) طرقه من السادس والثمانين إلى السادس والتسعين على
التوالي.
(7) من الطريقين: الرابع والثمانين، والخامس والثمانين.
(8) وهم: أبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
(9) من الطرق: من الخامس والستين إلى السادس والسبعين على
التوالي.
(10) من الطرق: من الحادي والستين إلى الرابع والستين على
التوالي.
(11) من الطريق السابع والسبعين.
(12) من الطريق التاسع والسبعين.
(13) من الطرق: السابع والثلاثين، والأربعين، والحادي
والأربعين.
(2/639)
عبد الله ابن الحسين عنه. وكذلك روى
الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم.
1911 - وقال الداجوني «1»، عن ابن موسى، عن ابن ذكوان: إن شئت
أدغمتها عند (الثاء) «2» وإن شئت أظهرتها. وروى ابن شنبوذ، عن
أحمد «3» بن شاكر أداء، عن الوليد بن عتبة بإسناده، عن ابن
عامر: أنه أظهر التاء عند الصّاد حيث وقعت، وعند السين في
قوله: أقلّت سحابا [الأعراف: 57] «4» لا غير، وعند الزاي في
قوله:
خبت زدنهم [الإسراء: 97] لا غير، وأدغمها بعد في سائر «5»
الحروف. وروى الداجوني «6»، عن أصحابه عن هشام إدغام التاء في
الستة الأحرف «7» المتقدمة.
[مبحث التاء عند الدال]
1912 - وأظهر التاء عند الدال في قوله: أجيبت دّعوتكما [يونس:
89] نافع في رواية المسيّبي عنه، فسألت أبا الفتح عن نظير ذلك
وهو قوله: أثقلت دّعوا الله ربّهما [الأعراف: 189]، فقال لي:
هو مدغم في رواية المسيّبي، قال: وإنما خصّ بالإظهار الموضع
الذي في يونس لا غير. وحدّثنا محمد بن «8» أحمد، عن ابن مجاهد
عن أصحابه عن المسيّبي عن نافع أنه أظهر التاء عند الدال، ولم
يميّز موضعا بعينه.
1913 - وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان «9»، وأبي «10» نشيط
عن قالون إظهار
__________
(1) من الطريق السادس بعد المائتين.
(2) كذا في ت، م. ولعله محرف عن (الظاء)، وإلا لكان أورد هذا
النص في المبحث السابق.
ثم إن المؤلف هنا جعل طريق الداجوني عن ابن موسى الصوري، عن
ابن ذكوان إظهار تاء التأنيث عند الثاء قولا واحدا. انظر
الفقرة/ 1907. والله أعلم.
(3) في ت، م: (محمد بن شاكر) وهو خطأ؛ وقد تقدم اسمه صحيحا
مرات. وانظر الطريق/ 223.
(4) وتقدم هذا الفقرة/ 1903.
(5) التي اختلف القراء في إدغام تاء التأنيث فيها. وهي الجيم،
والثاء، والظاء.
(6) تقدم في الفقرة/ 1422 أن طريقه عن هشام ليس من طرق جامع
البيان.
(7) وهي: الجيم، والسين، والزاي، والصاد، والثاء، والظاء.
(8) انظر الطرق/ 13، 23، 24، 25، 28.
(9) من الطريق السابع والخمسين.
(10) طرق ابن شنبوذ عن أحمد بن محمد بن يزيد العنزي، عن أبي
نشيط ليس من طرق جامع البيان، كما تقدم في الفقرة/ 1093.
(2/640)
التاء عند الدال في الموضعين، وهو قياس
رواية الحلواني «1» عن قالون؛ لأنه روى عنه عن «2» نافع: أنه
كان لا يدغم في القرآن شيئا إلا أتّخذتم [البقرة: 80]، [و] «3»
ما كان من الاتخاذ، فإنه يدغمه ويبيّن سائر القرآن.
1914 - وروى أبو بكر «4» اللؤلؤي عن الأشناني عن أصحابه عن حفص
فلمّآ أثقلت دّعوا الله ربّهما [الأعراف: 189] بالإظهار.
1915 - وحدّثنا الفارسي «5»: أن عبد الواحد بن عمر حدّثهم،
قال: حدّثنا الحسن بن السري، قال حدّثنا [ابن] «6» واصل، قال:
حدّثنا ابن سعدان عن المسيّبي عن نافع: أنه ما كان يدغم حرفا
حيث وقع من القرآن إلا الذال في أتّخذتم إذا كانت ساكنة.
1916 - فهذا يدلّ على أنه يظهر التاء عند الدال، والذال عند
التاء، والتاء عند الطاء في نحو قوله: قالت طّآئفة [آل عمران:
72] وهمّت طّآئفتان [آل عمران:
122] وما أشبهه، إذ «7» لم يستثن من الحروف السّواكن عند
مقاربتها في المخرج غير الدّال وحدها، على أن أحمد بن جبير قد
روى عن المسيبي «8»، وعن الكسائي «9»، عن إسماعيل، عن نافع:
ودّت طّآئفة [آل عمران: 69] وقالت طّآئفة [آل عمران: 72] لا
يقطع قطعا شديدا، وكذلك قال عاصم يريد بذلك البيان والله أعلم.
وروى ابن شنبوذ أداء عن أبي سليمان وأبي نشيط عن قالون: ودّت
طّآئفة ونحوه بالإظهار في جميع القرآن.
__________
(1) من طريق العباس بن الفضل بن شاذان عنه كما سيأتي في الفقرة
1935، 1957.
(2) سقطت (عن) من م.
(3) زيادة ليستقيم السياق.
(4) أبو بكر اللؤلؤي لم أجده، وربما كانت اللؤلئي محرفة عن
الولي، فإن كان ذلك، فهو أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، تقدم.
وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) انظر إسناد الطريق/ 18. وهو صحيح.
(6) سقطت (بن) من ت، م.
(7) في ت، م: (إذا). ولا يستقيم بها السياق.
(8) من الطريق التاسع والعشرين.
(9) من الطريق السابع.
(2/641)
1917 - وروى الحيري «1»، عن الشموني، عن
الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم ودّت طّآئفة يبيّن التاء، وقياس
ذلك سائر نظائره، ويؤيد «2» ما رواه الحيري ما حدّثناه طاهر بن
«3» غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد ح. وقال «4» أبو الفتح،
حدّثنا «5» عبد الله، قال نا الأشناني، قال: حدّثنا علي بن
محصن عن عمرو، قال:
وذكر أبو يوسف الأعشى، عن أبي بكر، عن عاصم: أنه لم يكن يدغم
شيئا.
1918 - وروى الحسن «6» بن جامع، عن ابن أبي حماد، عن أبي بكر،
عن عاصم، أنه كان يكره الإدغام في القرآن كله. وهذا قول فجيل
«7» يدخل فيه كل حرف مدغم يجوز إظهاره. وروى أبو عمارة «8»، عن
حفص، عن عاصم وإذا غربت تّقرضهم ذات الشّمال [الكهف: 17]
بالبيان، وذلك غير جائز؛ لأنهما مثلان، اللهمّ إلا أن «9» يريد
أن يصل ذلك بنيّة الوقف، كما روت الجماعة عن حفص عن عاصم في
قوله:
وقيل من راق [القيامة: 27] «10»، وبل ران [المطففين: 14] فذلك
جائز؛ لأن ما يوصل بنيّة الوقف بمنزلة الموقوف عليه المنقطع
مما بعده.
__________
(1) من الطريق السادس والخمسين بعد المائتين. وفي ت، م:
(الحسن). وهو تحريف. والتصحيح من تتمة السياق. وهو قوله (ما
رواه الحيري).
(2) في م: (يريد) وهو تحريف.
(3) انظر الطريق/ 304. وإسناده صحيح.
(4) انظر الطريق/ 305. وإسناده صحيح.
(5) في ت، م: (قال حدثنا). وزيادة (قال) خطأ.
(6) من الطريقين: السبعين، والحادي والسبعين كلاهما بعد
المائتين.
(7) أي عريض. قال في لسان العرب 14/ 29: فجّل الشيء: عرّضه،
وفجل الشيء يفجل فجلا وفجلا: استرخى وغلظ.
(8) من الطريقين: الثالث عشر، والرابع عشر، كلاهما بعد الثلاث
مائة.
(9) سقطت (أن) من ت.
(10) ومراده سكت حفص على النون من (من) واللام من (بل).
(2/642)
[فصل في] ذكر اللام
من هل وبل
1919 - واختلفوا في لام «هل وبل» عند تسعة أحرف، وهي: التاء
والطاء والثاء والظاء والسين والزاي والنون والضاد والراء،
[80/ ظ] انفردت «هل» منهن بالثاء، وشاركت بل في الثاء والنون،
وانفردت «بل» بباقي الحروف:
فعند التاء نحو قوله: هل تنقمون [المائدة: 59] وهل تعلم له
[مريم: 65] وبل تأتيهم [الأنبياء: 40] وبل تؤثرون [الأعلى: 16]
وما أشبهه.
وعند الطاء في قوله: بل طبع الله [النساء: 155] لا غير.
وعند الثاء في قوله: هل ثوّب الكفّار [المطففين: 36] لا غير.
وعند الظاء في قوله: بل ظننتم [الفتح: 12] لا غير.
وعند السين في قوله: بل سوّلت لكم [يوسف: 18] في الموضعين لا
غير.
وعند الزاي في قوله: بل زيّن للّذين كفروا [الرعد: 33] بل
زعمتم [الكهف:
48] لا غير.
وعند النون «1» نحو قوله بل نتّبع [البقرة: 170] «2»، وبل نقذف
[الأنبياء:
18] وهل نحن [الشعراء: 203] وهل ننبّئكم [الكهف: 103] وما
أشبهه.
وعند الضاد في قوله: بل ضلّوا [الأحقاف: 28] لا غير.
وعند الراء في قوله: بل رّفعه الله [النساء: 158] وبل رّبّكم
[الأنبياء: 56] وبل ران [المطففين: 14] لا غير.
1920 - فأدغم اللام في التسعة الأحرف الكسائي. وروى قتيبة «3»
وسورة «4» عنه: أنه أظهرها عند التاء في قوله في الانفطار [9]
بل تكذّبون فقط.
__________
(1) سقطت (في) عن ت. وفي م: (نحو في). وهو غير مستقيم.
(2) وفي م: (بل نطبع). ولا يوجد في التنزيل.
(3) ابن مهران.
(4) سورة بن المبارك، الخراساني، الدّينوري روى القراءة عن
الكسائي وهو من المكثرين عنه.
وروايته عن الكسائي في المستنير لابن سوار، والكامل للهذلي.
انظر غاية النهاية 1/ 321.
وليست من روايات جامع البيان.
(2/643)
1921 - وأدغمها حمزة في أربعة أحرف: في
التاء والثاء والسّين والراء.
واختلف عنه عند الطاء، فروى خلّاد عن سليم عنه: إدغامها فيها،
كذلك قرأت «1» على أبي الفتح في روايته.
1922 - وحدّثنا محمد «2» بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن
أصحابه عن خلف عن سليم أنه كان يقرأ عليه- يعني حمزة- بل طبع
مدغما، فيجيزه. وقال خلف في كتابه عن سليم عن حمزة: إنه كان
يقرأ عليه بالإظهار، فيجيزه، وبالإدغام «3» فلا يردّه.
1923 - وكذلك روى الدوري عن سليم، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن
سعيد، عن «4» [خلاد] «5» عنه، عن حمزة. وروى الدوري عن سليم
أنه ربما قرأ عليه بل زعمتم [الكهف: 48] مدغما، فيجيزه.
1924 - وأظهرها هشام عن ابن عامر عند حرفين، وهما: هجاء (نضّ)
النون، والضاد. وعند التاء «6» في قوله في الرعد [16]: أم هل
تستوى لا غير، وأدغمها في الباقي «7». وحكى لي «8» أبو الفتح
«9»، عن عبد الله بن الحسين، عن أصحابه، عن الحلواني، عن هشام:
هل تستوى بالإدغام، كنظائره في سائر القرآن. وكذلك نصّ عليه
الحلواني، عنه، في كتابه.
__________
(1) وطرقه من الرابع والأربعين إلى التاسع والأربعين على
التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة، وكذلك السادس والخمسون،
والسابع والخمسون كلاهما بعد الثلاث مائة.
(2) انظر الطريقين/ 332، 333، وإسناد كل منهما صحيح.
وانظر السبعة/ 123.
(3) في ت: (وبلا إدغام). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(4) سقطت (عن) من ت.
(5) سقط في ت، م. والساقط يمكن أن يكون خلفا أو خلادا؛ لأن
محمد بن عيسى، ومحمد بن سعيد اشتركا في الرواية عن كل من خلف
وخلاد، عن سليم، عن حمزة، كما في غاية النهاية 2/ 144، 223.
لكن تقدم ذكر المؤلف لهما عن خلاد فقط. انظر الفقرات/ 1083،
1276، 1903. فالأرجح أن الساقط خلاد. والله أعلم.
(6) سقطت (التاء) من ت.
(7) وهي: الطاء، والثاء، والظاء، والسين، والزاي، والراء.
(8) سقطت (لي) من م.
(9) انظر الطريقين/ 211، 212. وهما من طرق عرض القراءة. وهنا
رواية حروف.
(2/644)
1925 - وحدّثنا أبو الحسن «1»، قال حدّثنا
ابن المفسّر، قال حدّثنا «2» أحمد بن أنس، قال حدّثنا هشام
بإسناده بل تؤثرون [الأعلى: 16] [مدغم لم يذكر غيره] «3».
1926 - وأخبرنا «4» الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا أحمد بن عبيد الله عن الحسن عن الحلواني عن هشام بإسناده عن
ابن عامر أنه أدغم اللام من هل وبل «5» وعند التاء والسين
والثاء.
1927 - وأخبرت عن محمد «6» بن الحسن عن الحسين بن علي، والحسن
بن أبي مهران عن الحلواني عن هشام بإسناده عن ابن عامر أنه
أدغم بل طبع [النساء:
155] وبل زيّن [الرعد: 33] وبل ظننتم [الفتح: 12] وهل ثوّب
[المطففين: 36] وبل ران [المطففين: 14].
1928 - وقال ابن «7» المعلى، وابن أنس «8»، عن ابن ذكوان، في
سبأ هل ندلّكم [سبأ: 7]، بالإدغام لم يرو عنه غيرهما. وروى ابن
«9» شنبوذ، عن ابن شاكر، عن الوليد:
إدغام اللام عند الشين وعند التاء في قوله: هل تنقمون
[المائدة: 59] وبل تؤثرون [الأعلى: 16] لا غير.
1929 - وأدغمها أبو عمرو في الراء حيث وقعت، وفي التاء في
موضعين لا غير، وهما قوله في الملك [3]: هل ترى من فطور، وفي
الحاقّة [8]: فهل ترى
__________
(1) انظر الطريق/ 214. وإسناده صحيح.
(2) في ت م: (ابن أحمد). وهو خطأ؛ وقد تقدم الإسناد صحيحا.
(3) في م: (مدغمة لم يدغم غيره).
(4) هذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 516.
وهذا الطريق ليس من طرق جامع البيان.
(5) في ت، م: (بل وعند التاء) وزيادة الواو خطأ، يجعل السياق
مضطربا.
(6) محمد بن الحسن النقاش. وطريق الحسين بن علي بن حماد خارج
عن طرق جامع البيان كما تقدم في الفقرة/ 1881.
وطريق الحسن بن العباس بن أبي مهران كذلك خارج عن طرق جامع
البيان، وهو في غاية أبي العلاء، وكفاية أبي العز وكامل
الهذلي، كما أشار في غاية النهاية 2/ 119.
(7) من الطريق الثامن بعد المائتين.
(8) من الطريق السابع بعد المائتين.
(9) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(2/645)
لهم مّن باقية، وأظهرها بعد ذلك عند
الباقي.
1930 - وأظهر الباقون «1» عند جميع الحروف، إلا عند الراء
وحدها، فإنهم أدغموها فيها بخلاف عن نافع عن عاصم.
1931 - فأما «2» نافع: فروى عنه إسماعيل، وورش: أنه أدغم «3»
اللام في الراء في الثلاثة المواضع المذكورة «4». واختلف عن
المسيّبي.
1932 - فحدّثنا محمد «5» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال
[حدثنا] «6» محمد ابن «7» الفرح، عن محمد بن إسحاق، عن أبيه،
عن نافع بل ران غير مدغمة.
وكذلك روى ابن سعدان «8» عن إسحاق عنه.
1933 - حدّثنا محمد «9» بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال:
أخبرني أحمد- يعني [بن] «10» زهير- عن خلف عن إسحاق [81/ و] عن
نافع أنه أدغم اللام. وكذلك [روى] «11» ابن جبير «12» عن
إسحاق، [و] «13» عن الكسائي «14» عنه في بل ران وبل رّفعه الله
[النساء: 158]، وزاد قل رّبّ [الإسراء: 24]، وفقل رّبّكم
[الأنعام: 147] بالإدغام.
__________
(1) وهم: نافع، وابن كثير، وعاصم.
(2) في ت، م: (وأما) ولا يناسب السياق.
(3) في م: (أدغمها) ولا يستقيم به السياق.
(4) انظرها في الفقرة/ 1919.
(5) انظر إسناد الطريق/ 13. وهو صحيح.
(6) سقطت (حدثنا) من ت م.
(7) سقطت (بن) من م.
(8) من الطرق: السابع عشر، والثامن عشر، والثالث والعشرين.
(9) انظر الطريق/ 24، وهو صحيح.
(10) سقطت (بن) من ت، م.
(11) زيادة ليستقيم السياق.
(12) من الطريق التاسع والعشرين.
(13) زيادة ليستقيم السياق.
(14) من الطريق السابع.
(2/646)
1934 - واختلف عن قالون أيضا، فروى «1» أبو
عون، عن الحلواني عنه أنه لم يدغم لام قل في «الراء» نحو قل
رّبّ [الإسراء: 24] وكذلك لام بل، وكذلك روى محمد «2» ابن
مروان العثماني «3»، عن قالون في لام قل، وبل سواء.
1935 - وكذلك روى لي فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن
قراءته على أصحابه في رواية ابن المسيّبي «4»، عن أبيه، وفي
رواية الحلواني عن قالون.
وروى «5» العباس بن «6» الفضل عن الحلواني، قال: سمعت قالون،
يقول: كان نافع لا يدغم في القرآن شيئا إلا أتّخذتم [البقرة:
80] [وما كان] «7» من الاتخاذ [فإنه] «8» يدغمه، ويبيّن سائر
القرآن، فقلت له: كيف تصنع في بل ران [المطففين: 14]؟
[فقال] «9»: وبين اللام، وسائر الرواة عن نافع بعد على
الإدغام.
1936 - وأما عاصم: فروى ابن أبي «10» حماد، وابن «11» عطارد،
عن أبي بكر عنه أنه بيّن اللام وكسر الراء في قوله: بل ران،
وروى «12» عنه سائر الرواة، أنه أدغم اللام في الراء، ونصّ
منهم على ذلك يحيى بن آدم والكسائي والأعشى، وكذلك قال المفضل
وحمّاد عن عاصم، وروى حفص عنه: أنه كان يسكت على اللام من
قوله: بل ران سكتة خفيفة من غير قطع بالراء «13» بعدها، وكذلك
كان
__________
(1) من الطريق الثاني والأربعين.
(2) من الطريق الخامس والخمسين.
(3) في ت، م: (والعثماني) وهو خطأ؛ لأن محمد بن مروان هو
العثماني.
(4) من الطريقين: الخامس عشر، والسادس عشر.
(5) من الطريق الثامن والثلاثين.
(6) في م (روى) بدون واو.
(7) العباس بن الفضل بن شاذان. وهذا الطريق ليس من طرق جامع
البيان. وقد تقدمت هذه الرواية في الفقرة/ 1913.
(8) زيادة ليستقيم السياق. وهي ثابتة في هذا النص في الفقرة/
1913.
(9) زيادة ليستقيم السياق.
(10) من الطرق: الثامن والستين، والسبعين، والحادي والسبعين،
وكلها بعد المائتين.
(11) من الطريق الثمانين بعد المائتين.
(12) عن أبي بكر.
(13) كذا، والأولى حذف الباء.
(2/647)
يسكت على النون من غير قطع في قوله في
القيامة [27]: وقيل من ثم يقول راق في هذين الموضعين خاصة، كذا
قرأت له فيهما من طريق عمرو «1»، وعبيد، وكذلك ذكرهما الأشناني
في كتابه، عن أصحابه، عن حفص.
1937 - قال أبو عمرو: وليس هذا الذي قرأ به فيهما بالإظهار
المحض الذي يقطعه، ويأتي بالحرف الذي بعده منفصلا منه، ولا هو
أيضا بالإدغام الخالص الذي هو إدخال الحرف في الحرف وتغييبه
فيه، فيذهب أثر الأول منهما، ويشدّد الثاني، وإنما يصل ذلك
بنية الوقف.
1938 - وقد جاء بهذا المعنى أيضا جعفر «2» بن علي بن خالد
البلخي «3»، عن حفص، فقال: كان عاصم لا يدغم شيئا يقدر «4» على
إكماله، وربما قطع حتى يتمّ الحرف، قال: وسمعته يقرأ كلّا بل
ثم قال: رإن وقال لنا محمد بن علي «5» أنا ابن مجاهد: كان عاصم
في رواية حفص يقف على اللام في بل ران [المطففين: 14] وعلى
النون في من راق [القيامة: 27] وقفة خفيفة، وهو في ذلك يصل
«6».
1939 - قال أبو عمرو: وقد خالف أصحاب حفص الذي «7» ذكرهم
الأشناني، في هذا حسين «8» المروزي، وهبيرة «9» بن محمد
والقواس «10»، فروى عنه حسين أنه أدغم اللام في الراء ولم
يقطعها. وروى هبيرة عنه: أنه أدغم النون واللام في الراء من
__________
(1) عمرو بن الصباح وعبيد بن الصباح.
(2) جعفر بن علي بن خالد، روى القراءة عن حفص عن عاصم، وهو مقل
عنه، روى عنه يحيى بن إسماعيل البجلي. غاية 1/ 193.
وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(3) وفي غاية النهاية (البجلي).
(4) في ت، م: (يقد على) وهو تحريف.
(5) في ت، م: (قال أنا)، وزيادة (قال) لا داعي لها هنا.
(6) انظر السبعة/ 116.
(7) كذا في م، وفي ت: (الذين). والذي في م هو الموافق لمذهب
المؤلف في هذه الكلمة.
انظر الفقرة/ 7.
(8) طريقه هو السادس عشر بعد الثلاث مائة.
(9) وطرقه هي: الثامن، والتاسع، والعاشر، وكلها بعد الثلاث
مائة.
(10) طريقاه هما: الحادي عشر، والثاني عشر، كلاهما بعد الثلاث
مائة.
(2/648)
غير سكت، كذا قرأت له من طريق الخزاز «1»، والحسن «2»، وقال في
كتابه عنه بل ران لا يدغم، وروى أبو شعيب القواس عنه بل ران
يدغم. وقال الزهراني «3» عنه:
يكمل اللام. وهذا يدل على البيان.
1940 - وروى ابن «4» واصل، عن ابن سعدان عن المسيبي عن نافع
وقيل من راق [القيامة: 27] بالإظهار، ولم يأت به غيره، وأظنه
أراد الغنّة وحدها، والله أعلم. |