جامع البيان في القراءات السبع

باب ذكر مذاهبهم في الفتح والإمالة «1»
2019 - اعلم أنهم أجمعوا على إخلاص الفتح فيما كان من الأسماء والأفعال من ذوات الواو على ثلاثة أحرف وعين الفعل مخففة «2»، فالأسماء نحو قوله: إنّ الصّفا [البقرة: 158] وعلى شفا حفرة [آل عمران: 103] وعصاك [الأعراف:
117] وعصاه [الأعراف: 107] وعصاى [طه: 18] وسنا برقه [النور: 43] وأبآ أحد [الأحزاب: 40] وما أشبهه. والأفعال نحو قوله: وإذا خلا [البقرة: 76] وو لقد عفا [آل عمران: 15] وبدا لهم [الأنعام: 28] وو لعلا بعضهم [المؤمنون: 91] وعلا فى الأرض [القصص: 4] وثمّ دنا [النجم: 8] ودعا ربّه [الزمر: 8] ودعاكم [الأنفال: 24] ودعانا [يونس: 12] وما أشبهه حاشا أصلين مطّردين من الأسماء، وهما الرّبوا «3» [البقرة: 275] والضّحى [الضحى: 1] وضحاها [النازعات: 29]، وخمس كلم من الأفعال وهي: ما زكى منكم في النور [21] دحاهآ «4» في النازعات [30] تلاها [2] طحاها [6] في والشمس وضحاها وإذا سجى في الضحى [2] فإن الاختلاف قد ورد في ذلك، وسيأتي بعد إن شاء الله
تعالى.
2020 - فإن لحق شيئا مما تقدم زيادة أو ضعّفت عينه انتقل بذلك من ذوات الواو إلى ذوات الياء وجازت إمالته على ما نبيّنه من اختلافهم في مواضعه، وذلك نحو قوله: وأدنى [الأحزاب: 51] وأربى [النحل: 92] وأزكى [البقرة: 232] والأعلى [النحل: 60] والأشقى [الأعلى: 11] وو إذ ابتلى [البقرة: 124] وفمن اعتدى [البقرة: 178] ومن استعلى [طه: 64] وفأنجاه [العنكبوت: 24] وأنجاكم [إبراهيم: 6] [وأنجنا «5» [الأنعام: 63] ونجّئنا الله «6» [الأعراف: 89]
__________
(1) الإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء. النشر 2/ 30.
(2) أي غير مضعفة، كما يفهم من تفريع المؤلف في الفقرة التالية.
(3) وفي م: (الزنا). وهو تصحيف. وانظر النشر 2/ 37.
(4) وفي ت. م: (وفي النازعات) وتقديم الواو خطأ.
(5) وفي م: (عزا) وهو تحريف.
(6) وفي م: (فأنجانا الله). ولا يوجد في التنزيل.

(2/683)


وزكّاها [الشمس: 9] وو من تزكّى [طه: 76] وترضى [البقرة: 120] وإذ ابتلى [البقرة: 124] وتدعى [الجاثية: 28] وما أشبهه.
2021 - وتعتبر ما كان من الألفات منقلبا من واو وياء في الأسماء والأفعال بأحد «1» أربعة أشياء: بالاسم الذي أخذت الكلمة منه، أو بالفعل، أو بالتثنية، أو بالجمع، فإذا ظهرت الواو في كل ذلك أو في شيء منه، فهي أصل الألف، وإن ظهرت الياء فهي أصلها أيضا، فتقول في (عفا) و (دنا) و (علا) و (خلا) الذي هو من الواو: (عفوت) و (دنوت) و (علوت) و (خلوت) و (عفوا) و (دنوا) و (علوا) و (خلوا)، و (العفو) و (الدنوّ) و (العلو) و (الخلوّ)، فيظهر لك الواو في الفعل والتثنية والاسم، وكذلك تقول في (الصّفا) و (شفا) و (سنا) «2» و (أبا) و (عصا): (صفوان) و (شفوان) و (سنوان) «3» و (أبوان) و (عصوان) وما أشبهه، فتظهر لك الواو في التثنية، فتعلم «4» بذلك أن الألف منقلبة عنها، وتقول في (رمى) و (سعى) و (أوصى) و (سمى) الذي هو من الياء [87/ و] (رميت) و (سعيت) و (أوصيت) و (سمّيت)، و (رميا) و (سعيا) و (أوصيا) و (سمّيا) و (الرمي) و (السّعي) و (الوصية) و (التسمية)، فتظهر لك الياء في الفعل والتثنية والاسم، وتقول في (المنتهى) و (مجراها) و (مرساها): (انتهيت) و (أجريت) و (أرسيت)، فتظهر لك الياء في الفعل من ذلك، وتقول في (المولى) و (المأوى) و (الهدى) و (الهوى) و (العمى) وما أشبهه: (موليان) و (مأويان) و (هديان) و (هويان) و (عميان)، فتظهر لك الياء في التثنية، وتقول في (مثنى): (مررت باثنين)، و (رأيت اثنين)؛ لأنه معدول «5» عن (اثنين اثنين) للمبالغة، فتظهر لك الياء فيما عدل عنه، وتقول أيضا في (أدنى) و (أزكى) و (الأعلى) وما أشبهه: (أدنيان) و (الأعليان) و (أزكيان) و (أدنيت) و (أزكيت) «6» و (أعليت)، فتظهر لك الياء في التثنية والفعل جميعا، وكذلك تقول في (لفتاه) و (فتى) وما أشبهه: (فتيان) و (فتيان) و (فتية)، فتظهر لك الياء في التثنية والجمع. وتقول في (عمى) و (عمي)، فتظهر لك الياء في الفعل المشتق منه؛ لأنه مصدر. وتقول في (أخرى)
__________
(1) في م: (أحد). ولا يلائم السياق.
(2) في م: (شيا). وهو تصحيف.
(3) سقطت (وسنوان) من م.
(4) في ت: (فعلم) ولا يناسب السياق.
(5) في م: (معلول) وهو خطأ لا يناسب السياق. ولعله من تصحيف السمع.
(6) في م: (وزكيت). وهو خطأ لا يناسب السياق.

(2/684)


و (بشرى) والرؤيا وما أشبهه: (أخريان) و (بشريان) و (رؤييان)، فيظهر لك الياء في التثنية والجمع. وكذلك تقول في (موسى) و (يحيى) و (عيسى): (موسيان) و (يحييان) و (عيسيان)، فيظهر لك الياء في التثنية، وكذلك ما أشبهه حيث وقع يقاس بمثل ما ذكرناه.
2022 - فأما ما كان من الأسماء، والأفعال من ذوات الياء، على ثلاثة أحرف كان، أو على أكثر، في الفواصل وقع أو في حشوها، فإنهم اختلفوا في إمالة ألفه، سواء وقعت طرفا أو اتصل بها ضمير، وسترى ذلك مبيّنا فيما بعد إن شاء الله تعالى.
2023 - فأما الأسماء فتقع الألف الممالة في أواخرها على ضربين: مبدلة من حرف أصليّ ومزيدة للتأنيث، فأما المبدلة فيردّ على أحد عشر مثالا:
2024 - الأول منها: فعل بفتح الفاء كقوله: فلا تتّبعوا الهوى «1» [النساء: 135] واتّبع هوئه [الأعراف: 176] ولفتئه [الكهف: 60] والثّرى [طه: 6] والعمى [فصلت: 17] ولظى [المعارج: 15] ولّلشّوى [المعارج: 16] وما أشبهه.
2025 - والثاني: فعل بكسر الفاء كقوله: الرّبوا [البقرة: 275] حيث وقع ولا تقربوا الزّنى في سبحان [32] وإنئه ولكن في الأحزاب [53] لا غير، إلا أنها في الرّبا منقلبة عن
واو [وفي الزنا منقلبة عن ياء]؛ «2» لأنك تقول: (ربوت) و (أربو) و (ربوان) فتظهر لك الواو، وتقول: (زنيت) «3» (أزني) و (الرجلان زنيا) فتظهر لك الياء.
2026 - والثالث: فعل بضم الفاء كقوله: بالهدى [البقرة: 16] وفبهدئهم [الأنعام: 90] والعلى [طه: 4] والنّهى [طه: 54] والقوى [النجم: 5] وو الضّحى [الضحى: 1] وضحاها [الشمس: 1] وما أشبهه.
2027 - والرابع: مفعل بفتح الميم كقوله: أنت مولئنا [البقرة: 286]، ومولئكم [آل عمران: 150]، ومولئه [النحل: 76]، وو مأوئه [آل عمران: 162] والمأوى «4» [السجدة: 19]، ومأوئكم [العنكبوت: 25]، ومثوئكم [الأنعام: 128]،
__________
(1) وفي ت، م: (فلا تتبع)، ولا يوجد في التنزيل. وقد مثل المؤلف في الموضح بقوله (فلا تتبعوا الهوى)، انظر الموضح ل 34/ و.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في م: (ربيت أربي) وهو تصحيف.
(4) وفي ت، م: (مأوى) بالتنكير، ولا يوجد في التنزيل.

(2/685)


ومثوئه [يوسف: 21]، ومثنى [النساء: 3]، وو مرعئها «1» [النازعات: 31]، والمرعى [الأعلى: 4] وما أشبهه.
2028 - والخامس: مفعل بضم الميم كقوله: مرسئها ومجرئها [هود: 41] ومرسئها في الأعراف [187] وهود [41] والنازعات [42].
2029 - والسادس: من مفتعل بضم الميم كقوله: المنتهى في الموضعين في والنجم [14 و 42] ومنتهئهآ في والنازعات [42] لا غير.
2030 - والسابع: أفعل بفتح الهمزة كقوله: الّذى هو أدنى [البقرة: 61] وذلكم أزكى [البقرة: 222] ومن أوفى [آل عمران: 76] وأهدى [النساء: 51] وأولى [آل عمران: 68] وأربى من أمّة [النحل: 92] و [الأعمى] [الأنعام: 50] والأعلى [الأعلى: 1] والأدنى [الأعراف: 169] وو أبقى [طه: 71] وأتقئكم [الحجرات: 13] والأوفى «2» [النجم: 41] وأدهى [القمر: 46] [وما أشبهه من العقاب] «3».
2031 - والثامن: فوعلة بفتح الفاء والعين وذلك قوله: التّورئة [آل عمران: 3] حيث وقعت، وأصلها تورية؛ لأنها مشتقّة من قولهم: وريت بك زنادي إذا خرج نارها، فأبدل من الواو تاء «4» كما أبدلت في تولج «5» وما أشبهه؛ لأنه من الولوج وقلبت الياء ألفا لحركتها وانفتاح ما قبلها «6».
2032 - والتاسع: مفعلة بفتح الميم كقوله: مرضات الله [البقرة: 207] حيث وقعت ومرضاتى في الممتحنة [1] لا غير، والأصل مرضوة، والألف منقلبة عن واو بدليل ظهورها في قوله: ورضون مّن الله [آل عمران: 15] وشبهه، وإنما
__________
(1) وفي م: (مزجاة). وهو خطأ لأن الميم فيه مضمومة.
(2) وفي م: (الأفى) وهو تحريف.
(3) كذا، ولا معنى لها هنا.
(4) انظر لسان العرب 20/ 268.
(5) في هامش ت (ل 87/ ظ): تولج على وزن فوعل أصله وولج معمول للداني أه. كذا.
وذكر في لسان العرب أن تاءه أصل، وأن معناه كناس الظبي. انظر لسان العرب 3/ 41.
(6) وقد توسع المؤلف في الاستدلال لرأيه، ومناقشة الآخرين في الموضح فانظر ل (41/ ظ).

(2/686)


أميلت لوقوعها رابعة في ذلك، والياء تغلب على الواو إذا جاوزت ثلاثة أحرف. «1»
2033 - والعاشر: مفعلة بضم الميم، وذلك في قوله في يوسف [88]:
ببضعة مّزجئة لا غير، والأصل مزجية؛ لأنه من التزجية، وهي الدفع والسّوق «2»، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها انقلبت «3» ألفا.
2034 - والحادي عشر: فعلة بضم الفاء وفتح العين، وذلك في موضعين في آل عمران [28] منهم تقئة [آل عمران: 28] وحقّ تقاته [102] [87/ ظ] لا غير، والأصل فيهما وقية؛ لأنها من وقيت فأبدلت الواو تاء وقلبت الياء ألفا.
2035 - وأمّا الألف المزيدة للتأنيث فترد في خمسة أمثلة، فالأولى منها: فعلى بفتح الفاء كقوله: والسّلوى [البقرة: 57] والموتى [البقرة: 73] والأسرى [الأنفال: 70] ومّرضى [النساء: 43] والتّقوى [البقرة: 197] والنّجوى [طه: 62] وشتّى [طه: 53] وسكرى «4» [الحج: 2] وصرعى [الحاقة: 7] ونّجوئهم [النساء: 114] ودعوئهم [الأعراف: 5] وو تقوئها [الشمس: 8] وبطغوئهآ [الشمس: 11] وما أشبهه.
2036 - والثاني: فعلى بكسر الفاء كقوله: الذّكرى [الأنعام: 68] وذكرى [الأنعام: 69] وذكرئهم [محمد: 18] وسيماهم [البقرة: 273] وإحدئهما [البقرة:
282] وإحدئهنّ [النساء: 20] والشعرى [النجم: 49] وما أشبهه.
2037 - والثالث: فعلى بضم الفاء كقوله: الدّنيا [البقرة: 85] والقربى [البقرة: 83] وو الأنثى [البقرة: 178] والوسطى [البقرة: 238] والوثقى [البقرة:
256] وأخرى [البقرة: 282] ولليسرى [الأعلى: 8] والبشرى [يونس: 64]، «5»، والحسنى [النساء: 95] وطوبى [الرعد: 29] والسّفلى [التوبة: 40] والعليا
__________
(1) زاد في الموضح (43/ و): ألا ترى أنك إذا قلت رضينا صارت ياء، فلذلك أمالها لغلبة الياء عليها ... الخ.
(2) انظر لسان العرب 19/ 73.
(3) في م: (قلبت).
(4) على قراءة حمزة والكسائي كما في النشر 2/ 325 والسبعة/ 434.
(5) في م: (العزى) وفي ت: (الأولى) وكلاهما خطأ؛ لأن كلا منها ستأتي بعد.

(2/687)


[التوبة: 40] والأولى [طه: 20] وزلفى [سبأ: 37] والرّءيا [الإسراء: 60] وو العزّى [النجم: 19] والرّجعى [العلق: 8] وو سقيئها «1» [الشمس: 13] وعقباها [الشمس: 15] وما أشبهه.
2038 - وقد اختلف علماؤنا في قوله: يحيى [آل عمران: 39] وموسى [البقرة: 51] وعيسى [البقرة: 87] فقال بعضهم: وزن يحيى فعلى وعيسى فعلى، وهذا مذهب عامّة أهل الأداء. وقال آخرون: يفعل؛ لأنه فعل مضارع سمّي به، ووزن موسى مفعل ووزن عيسى فعلل، الألف في آخره للإلحاق، وهذا مذهب جماعة النحويين، وقد أفصحت في ذلك في كتابي «2» المصنّف «3» في الإمالة فأغنى عن إعادته.
2038 - والرابع: فعالى بفتح الفاء كقوله: النّصرى [البقرة: 62] واليتمى [البقرة: 83] والحوايآ [الأنعام: 146] والأيمى [النور: 32] وخطياكم [البقرة:
58] وخطيانا [طه: 73] وما أشبهه.
2039 - والخامس: فعالى بضم الفاء كقوله: أسرى [البقرة: 85] وسكرى [النساء: 43] وكسالى [النساء: 142] وفردى [الأنعام: 94] وما أشبهه.
2040 - وأما الأفعال فتقع الألف الممالة في آخرها مبدلة من حرف أصلي لا غير، والأفعال على ضربين: ماضية ومستقبلة، فأمّا الماضية فتردّ على ثمانية أمثلة:
2041 - فالأول منها: فعل بفتح الفاء والعين من غير تشديد كقوله: أبى [البقرة: 34] وسعى [البقرة: 114] وقضى [البقرة: 117] وهدى [143] وكفى [النساء: 6] وأتى [النحل: 1] ورمى [الأنفال: 17] وطغى [طه: 24] وو عصى [طه: 121] وو مضى [الزخرف: 8] وفغوى [طه: 121] وفسقى لهما [القصص: 24] ووقئهم [الدخان: 56] وأتئهم [الأنعام: 34] وهدئكم [البقرة: 185] وفوقئه [غافر: 45] وو هدئه [النحل: 121] وما أشبهه.
__________
(1) وفي م: (سقيا). ولا يوجد في التنزيل.
(2) في ت، م: (كتاب) بدون إضافة ولا يستقيم به السياق.
(3) في هامش ت (ل 88/ و): قوله في كتاب المصنف في الإمالة يريد به كتاب الموضح من تأليفاته في الفتح والإمالة. إمام.
أقول: وهو كذلك. وانظر الموضح ل (29/ و).

(2/688)


2042 - والثاني: فعّل بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: فسوّاهنّ [البقرة: 29] ووصّى [البقرة: 132] ووصّاكم [الأنعام: 144] وفدلّاهما [الأعراف: 22] وإذ نجّانا الله [الأعراف: 89] وفلمّا نجّاكم [الإسراء: 67] وثمّ سوّاك [الكهف: 37] وفوفّاه حسابه [النور: 39] وولّى مدبرا [الإسراء: 67] ووفّى [النجم: 37] وو لا صلّى [القيامة: 31] وجلّاها [الشمس: 3] وزكّاها [الشمس: 9] ودسّاها [الشمس:
10] وسوّاها [الشمس: 7] وما أشبهه.
2043 - والثالث: أفعل بفتح الهمزة كقوله: وءاتاه الله [البقرة: 251] وءاتاكم [المائدة: 20] وفآتاهم الله [آل عمران: 148] وأراكم [آل عمران:
152] وو قد أفضى [النساء: 21] ولمن ألقى [النساء: 94] وو ءاتانى منه رحمة [هود: 63] وأدراكم [يونس: 16] وأدراك [الحاقة: 3] وفأحياكم [البقرة: 28] وثم أحياكم «1» وأحياها [المائدة: 32] وفأحيا [البقرة: 164] وآواكم [الأنعام: 26] وءاوى إليه [يوسف: 19] وأحصى [الكهف: 12] وأحصاهم [مريم: 64] وو أصفاكم [الزخرف: 16] وفمآ أغنى [الحجر: 84] وما أشبهه.
2044 - والرابع: تفعّل بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: فتلقّى [البقرة: 17] وو إذا تولّى [البقرة: 205] وفلمّا تجلّى [الأعراف: 143] وو من تزكّى [طه: 76] وإذا تجلّى [الليل:
2] وفلمّا تغشّاها [الأعراف: 189] وما أشبهه.
2045 - والخامس: افتعل بإسكان الفاء وهمزة الوصل في أوله كقوله: ثمّ استوى [البقرة: 49] ولمن اشتراه [البقرة: 102] وو إذ ابتلى [البقرة: 124] واصطفى [البقرة: 132] واصطفاه «2» [البقرة: 247] واصطفاك [آل عمران: 42] وفمن اعتدى [البقرة: 178] وو لو افتدى [آل عمران: 91] ومن افترى [طه: 61] وافتراه [يونس: 38] وفمن اتّقى [الأعراف: 35] واشترى [البقرة: 111] واهتدى [يونس: 108] وإلّا اعتراك [هود: 54] واجتباه [النحل: 121] واجتباكم [الحج: 78] والّذى ارتضى [النور: 55] وفمن ابتغى [المؤمنون: 7] وما أشبهه.
__________
(1) الحج/ 66. وفي ت، م: (ثم أحياكم) ولا يوجد في التنزيل.
(2) وفي م: (اصطفاهم) ولا يوجد في التنزيل.

(2/689)


2046 - والسادس: استفعل بإسكان الفاء وفتح العين كقوله: وإذ استسقى [البقرة: 60] وإذ استسقاه [الأعراف: 160] ومن استعلى [طه: 64] ووّ استغنى [التغابن: 6] وما أشبهه.
2047 - والسابع: فاعل بفتح العين كقوله: نادى [الأعراف: 44] وناداه «1» [النازعات: 16] وو ناداهما [الأعراف: 22] وإذ ساوى [الكهف: 96] وما أشبهه.
2048 - والثامن: تفاعل بفتح التاء والعين كقوله: تعلى [الأنعام: 100]، وفتعلى [الأعراف: 190] حيث وقع، وفتعاطى في القمر [29] لا غير.
2049 - وأما الأفعال المستقبلة فترد على عشرة أمثلة، فالأول منها: تفعل بالياء والتاء والنون مع فتحهنّ وإسكان الفاء وفتح العين كقوله تعالى: ولن ترضى [البقرة:
120] وبما لا تهوى [البقرة: 87] ولا يخفى [الأعراف: 5] ولّمن يخشى [طه: 3] وترى أعينهم [المائدة: 83] ويراكم [الأعراف: 27] وترضاها [البقرة: 144] وإنّا لنراك [الأعراف: 60] وترانى [الأعراف: 143] وو لتصغى [الأنعام: 113] وو تأبى قلوبهم [التوبة: 8] وو ينهى عن الفحشآء [النحل: 90] وو يبقى «2» ويلقاه «3» ولا يصلاهآ [الليل: 15] وأن يطغى [طه: 45] وو لا ينسى [طه:
52] ويحيى [طه: 74] من حي وو لا تعرى [طه: 118] وو لا تضحى [طه: 119] وفتشقى [طه: 117] وما أشبهه.
2050 - والثاني: تفعل بالتاء والياء والنون مع ضمّهن وإسكان الفاء وفتح العين كقوله: أن يؤتى [آل عمران: 73] وو أنتم تتلى [آل عمران: 101] وإلّا ما يوحى [الأنعام: 50] وليقضى [الأنعام: 60] ولا يقضى [فاطر: 360] وحتّى نؤتى [الأنعام:
124] وإلّا أن يهدى [يونس: 35] ويسقى بمآء وحد [الرعد: 4] [88/ و] وأو يلقى إليه [الفرقان: 8] واليوم تجزى [غافر: 17] وإذا تمنّى «4» وتدعى إلى كتابها [الجاثية: 28] ويدعى إلى الإسلم [الصف: 7] وسوف يرى [النجم: 40] وثمّ يجزاه [النجم: 41] وما أشبهه.
__________
(1) وفي م: (ناديناه).
(2) الرحمن/ 27. وسقطت (ويبقى) من م.
(3) الإسراء/ 13. زاد في م: (وتلقاه) ولا يوحد في التنزيل.
(4) الحج/ 52. وفي ت: (إذا تتلى) ولا يصلح مثالا هنا.

(2/690)


2051 - والثالث: تفعّل بالتاء والياء وضمّهما وتشديد العين كقوله: وتوفّى [الزمر: 10] وو لا يلقّاهآ [القصص: 80] وتسمّى سلسبيلا [الإنسان: 18] وما أشبهه.
2052 - والرابع: يتفعّل بياء وتاء وضمّ الياء وتشديد العين وذلك قوله: مّن يتوفّى في الحج [5] والمؤمن [67] لا غير.
2053 - والخامس: يتفعّل بياء وتاء وبتاءين وفتح الياء والتاء وتشديد العين كقوله: ثمّ يتولّى [آل عمران: 23] وحتّى يتوفّاهنّ [النساء: 15] والّذى يتوفّاكم [الأنعام: 60] وو تتلقّاهم الملئكة [الأنبياء: 103] وفإنّما يتزكّى [فاطر: 18] ويتمطّى [القيامة: 33] وما أشبهه.
2054 - والسادس: تتفعّل بتاءين في الأصل دون الخط واللفظ وفتحهما وتشديد العين كقوله: توفّاهم الملئكة في النساء [97]. وعنه تلهّى في عبس [10] ونارا تلظّى [الليل: 14] في والليل لا غير «1». وكذلك أن تزكّى «2» في والنازعات [18] وله تصدّى «3» في عبس [6] على قراءة من خفّف الزاي والصاد.
2055 - والسابع: يتفعل بياء وتاء في الأصل خاصة «4» وفتحهما وتشديد العين، وذلك قوله في عبس [3]: لعلّه يزّكّى ألّا يزّكّى [عبس: 7] لا غير.
2056 - والثامن: يفتعل بالياء وضمها وفتح العين وذلك يفترى في يونس [37] ويوسف [111] لا غير.
2057 - والتاسع: يتفاعل بياء وفتح العين وياء وبتاءين، وذلك قوله في النحل [59]: يتورى، وفي السجدة [16]: تتجافى وفي النجم [55]: تتمارى لا غير.
2058 - والعاشر: أفعل بفتح الهمزة وهي للمتكلم وإسكان الفاء في إنّى أراك [الأنعام: 74] وفكيف ءاسى [الأعراف: 93] وإنّى أرى [الأنفال: 48] وو لكنّى أراكم [هود: 29] وإلى مآ أنهاكم [هود: 88] وإلّا مآ أرى [غافر:
29] وما أشبهه.
__________
(1) سقطت (والليل) من م.
(2) على قراءة أبي عمرو، وابن عامر والكوفيين كما في النشر 2/ 398. وانظر السبعة/ 671.
(3) على قراءة أبي عمرو وابن عامر، والكوفيين كما في النشر 2/ 398. وانظر السبعة/ 672.
(4) أي دون الرسم واللفظ.

(2/691)


2059 - وكذلك اختلفوا في إمالة الألف من قوله: يويلتى في المائدة [31] وهود [72] والفرقان [28] ويأسفى في يوسف [84] ويحسرتى في الزّمر [56] ومن قوله: أنّى التي تكون للاستفهام بمعنى متى وكيف وأين كقوله: أنّى شئتم [البقرة: 223] وأنّى يكون له [البقرة: 247] وأنّى يحى هذه [البقرة: 259] وأنى لك هذا وأنّى يؤفكون [المائدة: 75] وو أنّى لهم التّناوش [سبأ: 52] وما أشبهه. ومن قوله: (متى) وهو اسم لأنه ظرف زمان كقوله: متى نصر الله [البقرة:
214] ومتى هذا الوعد [يونس: 48] ومتى هذا الفتح [السجدة: 28] وما أشبهه. ومن قوله: عسى وهو فعل غير «1» متصرف كقوله: وعسى أن تكرهوا [البقرة: 216] وو عسى أن تحبّوا [البقرة: 216] وعسى ربّكم [الأعراف: 129] وما أشبهه. ومن قوله: بلى وهو حرف قائم بنفسه ومعناه الإيجاب بعد النفي كقوله: بلى من كسب [البقرة: 81] وبلى من أسلم [البقرة: 112] وبلى وربّنا [الأنعام: 30] وما أشبهه.
2060 - فأما قوله: على [البقرة: 14] وإلى [يوسف: 25] ولدا فلا خلاف في إخلاص فتح ألفاتها؛ لأنها حروف معاني، والحروف لا تمال لضعفها وجمودها وكون ألفاتها غير منقلبة من شيء، وإنما رسمن ياءات في الثلاث كلم لرجوعهنّ إلى الياء إذا اتصلن بمضمر، نحو عليك وإليك ولديك وعليه وإليه ولديه. وقد اختلف عن الكسائي في إمالة حتّى [البقرة: 214] ويأتي ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى.
2061 - فأمال جميع ما تقدم من الأسماء والأفعال إمالة خالصة «2» حمزة والكسائي في حاشى «3» أربعة أصول مطّردة واثني عشر حرفا متفرقة من ذلك، فإن الكسائي أمالها دون حمزة. فأما أصول الأربعة.
2062 - فالأول منها: ما جاء من لفظ الإحياء مسبوقا بالفاء [أو بثم أو لم يسبق بهما] «4» كقوله: فأحياكم [البقرة: 28] وفأحيا به الأرض [البقرة: 164] وثمّ أحياهم [البقرة:
__________
(1) في م: (لا غير) ولا يستقيم بها السياق.
(2) في ت، م: (خاصة) ولا يستقيم بها السياق.
(3) في م: (في حاشى) ولا يستقيم بها السياق.
(4) سقطت من ت، م. والتصحيح من الموضح ل (57/ ط).

(2/692)


243] وو من أحياها [المائدة: 32] وما أشبهه، فإن سبق بالواو كقوله: ويحيى من حىّ [الأنفال: 42] ونموت ونحيا [المؤمنون: 3] وأمات وأحيا [النجم: 44] وما أشبهه اتفقا على إمالته، واختلف شيوخنا في قوله: ولا يحيى في طه [74] وسبّح اسم [الأعلى: 1] في مذهب حمزة، فقرأت ذلك على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه في رواية الجماعة عن سليم عنه بإخلاص الفتح، وقرأت ذلك على غيره بإخلاص الإمالة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء، وبه كان يأخذ ابن مجاهد والنقّاش وأبو بكر «1» الآدمي وأبو طاهر وغيرهم.
2063 - والثاني: ما جاء من لفظ الخطيئة كقوله: خطياكم [البقرة: 58] وخطياهم [العنكبوت: 12] وخطينا [طه: 73] وما أشبهه، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا أحمد بن فرح عن أبي «2» عمر عن الكسائي أنه أمال فتحة الطاء والياء جميعا في هذا الضرب حيث وقع.
2064 - وحدّثنا «3» ابن جعفر أيضا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: حدّثني موسى بن يحيى المقرئ، [88/ ظ] قال: حدّثنا ابن واصل عن محمد بن أبي عمر عن أبيه عن الكسائي بمثل ذلك.
2065 - وحدّثنا «4» فارس بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحابه عن أبي الحارث عنه أنه أخلص فتحهما معا، والعمل في مذهب الكسائي من جميع طرقه على إخلاص فتحة الطاء، وإمالة فتحة الياء. وبذلك قرأت وبه آخذ.
2066 - والثالث: ما جاء من لفظ الرؤيا كقوله فى رءيى [يوسف: 43]، للرّءيا تعبرون [يوسف: 43] وقد صدّقت الرّءيآ [الصافات: 105] وما أشبهه. وقد اختلف عن الكسائي في ثلاث كلم من ذلك، وهي قوله في سورة يوسف [5]: لا
__________
(1) أحمد بن محمد بن إسماعيل. وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم.
(2) هو الدوري. وهذا الإسناد تقدم في الفقرة/ 610 وهو خارج عن طرق جامع البيان.
(3) أبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر. وموسى بن يحيى هو ابن عبيد الله بن يحيى، وابن واصل اسمه محمد بن أحمد بن واصل ومحمد بن أبي عمر هو محمد بن حفص بن عمر، ولد أبي عمر الدوري. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) انظر إسناد الطريق/ 389. وإسناده صحيح.

(2/693)


تقصص رءياك على إخوتك وفى رءيى إن كنتم [43] وتأويل رءيى [100] فروى أبو الحارث عنه الحرف الأول بإخلاص الفتح. وروى قتيبة عنه الحرفين الأخيرين بإخلاص الفتح. وروى الدوري ونصير وأبو موسى عنه الثلاثة الأحرف بالإمالة، وأجمعوا عنه على إمالة ما عداها.
2067 - والرابع: ما جاء من قوله: مرضات الله [البقرة: 207] ومرضاتى [الممتحنة: 1] في جميع القرآن.
2068 - وأما الاثني عشر حرفا: فأولها في البقرة [38]: فمن تبع هداى ومثله في طه [123] وفي آل عمران [102] حقّ تقاته وفي الأنعام [80] وقد هدان وفيها [162] ومحياى وفي يوسف [23] مثواى، وفي إبراهيم [36] ومن عصانى وفي الكهف [63] ومآ أنسانيه وفي مريم [30] ءاتانى الكتب وفيها [31] وأوصانى بالصّلوة وفي النمل [36] فمآ ءاتان الله وفي الجاثية [21] سوآء مّحياهم ومماتهم.
2069 - واختلف عن الكسائي في أربعة أحرف منها وهي هداى في الموضعين وو محياى ومثواى فروى عنه أبو الحارث إخلاص فتحها. وروى الباقون عنه إمالتها على أن فارس بن أحمد قد خيّر في رواية نصير عنه في الفتح والإمالة في هداى ومثواى ورءيى «1» وبالإمالة آخذ له.
2070 - واختلف عن حمزة بعد هذا في أربعة أحرف وهي قوله: أو الحوايآ في الأنعام [146] وو ءاتانى رحمة [28] وو ءاتانى منه رحمة في الموضعين في هود [63] لو أنّ الله هدانى في الزّمر [57] فروى لي رجاء عن أصحابه عنه أو الحوايآ بإخلاص الفتح «2»، وبه كان يأخذ أبو بكر الآدمي وسائر أصحاب أبي أيوب الضبّي. وأقرأني أبو الفتح، عن قراءته في رواية الجماعة، عن سليم بالإسناد المتقدم ءاتانى في الحرفين وهدانى بإخلاص الفتح في الثلاثة. وقال لي: لم يمل حمزة ما اتصل بضمير من هذا الباب، إلا حرفا واحدا، وهو قوله في آخر الأنعام [161]:
قل إنّنى هدانى لا غير، وأقرأني ذلك غير أبي الفتح في رواية خلف وخلّاد عن سليم عنه بالإمالة وزعم أنه لم يخلص الفتح في شيء من هذا الباب إلا في الحرف الأول من
__________
(1) سقطت (و) من م.
(2) وروى سائر الرواة عن سليم عن حمزة الإمالة. الموضح ل 32/ و.

(2/694)


سورة الأنعام، وهو قوله: وقد هدان [الأنعام: 80] لا غير. وعلى هذا أكثر أهل الأداء «1»، وما رواه «2» لي أبو الفتح وهو قياس مذهب حمزة.
2071 - ولا أعلم خلافا عنه في الإمالة في قوله: لن ترانى [143] وفسوف ترانى في الأعراف [143] وإنّى أرانى أعصر [36] وإنّى أرانى أحمل في يوسف [36] لكون ما قبل الألف في الأربعة راء «3» والراء بتكريرها قد تخصّ «4» بالإمالة كثيرا، فإمالتها كذلك إجماع عنه. وروى ابن شنبوذ عن قراءته على سعيد «5» بن عمران عن سليم عن حمزة ءاتانى الكتب في مريم [30] وفمآ ءاتان الله في النمل [36] بالإمالة مثل الكسائي لم يروه عن سليم أحد غيره.
2072 - واتفق حمزة والكسائي بعد هذا على إمالة ما كان من ذوات الياء في الأسماء والأفعال في جميع القرآن، وكذا اتفقا على الإمالة في قوله: الدّنيا [البقرة:
85] والعليا [التوبة: 40] والرّبوا [البقرة: 275] وو الضّحى [الضحى: 1] وضحاها [النازعات: 29] حيث وقع [و] «6» على الإمالة في قوله: منهم تقاة وهو الحرف الأول من آل عمران [28] وفي قوله: مّزجاة في يوسف [88] وغير نظرين إناه في الأحزاب [53].
2073 - وانفرد الكسائي دون حمزة بإمالة أربعة أفعال من ذوات الواو وهي
__________
(1) ذكر المؤلف لحمزة في الموضح الفتح لا غير في قوله (وقد هدان) انظر الموضح 51/ و.
(2) في ت: (وما يراه). وفي م: (ما قرأه). وكلاهما لا يناسب المقام. ولعل الذي في ت من تصحيف السمع عن (ما رواه). والله أعلم.
(3) سقطت (راء) من م.
(4) قد هنا للتكثير. وقال المؤلف في الموضح في تعليله إمالة الألفات قبل الراء في الأسماء: لما كانت الراء حرف تكرير- وذلك يتبين فيها إذا وقف عليها، وقد وليت الألف الراء المكسورة- كان الكسر فيها مكررا؛ من أجل تكريرها، فقويت بذلك على اجتذاب الألف إلى كسرتها، فأمال لتجانس صوت كسرة الراء فيحسن في السمع، ويخف في النطق. انظر الموضح 16/ ظ.
(5) سعيد بن عمران بن موسى، أبو عثمان الكوفي، المقرئ قرأ على محمد بن سعدان، قرأ عليه أبو الحسن بن شنبوذ. غاية 1/ 307. وطريقه هذا ليس من طرق جامع البيان، وهو من طرق الكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 307.
(6) زيادة يقتضيها السياق.

(2/695)


قوله: دحئهآ [النازعات: 30] وتلئها [الشمس: 2] وطحئها [الشمس: 6] وسجى [الضحى: 2] أتبعها ما قبلها وما بعدها من الممال لتكون «1» الفواصل بلفظ واحد واختلف عنه في حرف خامس وهو قوله في النور [21]: ما زكى منكم فروى قتيبة أنه أماله لكونه في الرسم بالياء بلا اختلاف في شيء من المصاحف، وهي قراءته القديمة، وكذلك رواه عنه [89/ و] الفرّاء «2»، وأحمد بن جبير، وصالح «3» بن عصام الناقط، وأحمد بن أبي الذهل «4»، وروى عنه سائر الرّواة المسلمين «5»، قيل:
إنه أخلص فتحته وهي قراءته الأخيرة.
2074 - وقد رويت إمالته عن أبي بكر «6» عن عاصم، فحدّثنا عبد العزيز بن جعفر المقرئ، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثنا «7» عمر بن الحسين الشيباني، قال: حدّثنا المنذر بن محمد، قال: حدّثنا هارون، قال: حدّثنا أبو بكر عن عاصم ما زكى منكم مكسورة. وكذلك روى هارون «8» عن أبي بكر نفسه، وعن
__________
(1) طمست (لتكون) في م.
(2) يحيى بن زياد، وروايته عن الكسائي خارجة عن روايات جامع البيان. وكذا رواية كل من أحمد بن جبير، وصالح بن عاصم الناقط، ومحمد بن أبي الذهل.
(3) صالح بن عاصم الناقط، والكوفي روى الحروف عن الكسائي، روى القراءة عنه محمد بن الجهم، غاية 1/ 332. وفي ت، م: (صالح بن عصام) والتصحيح من غاية النهاية. وقد أشار في غاية النهاية إلى أن رواية عاصم عن الكسائي هي في الكامل.
(4) أحمد بن أبي ذهل، أبو ذهل، الكوفي، روى القراءة عن الكسائي، قال الداني؛ وهو أحد المكثرين عنه في النقل، روى عنه محمد بن الجهم، وأحمد بن زكريا السوسي، غاية 1/ 52. وأشار في غاية النهاية إلى أن روايته عن الكسائي في الكامل. وفي ت، م: (محمد بن أبي ذهل). والتصحيح من غاية النهاية.
(5) في م: (المسلمين) وهو تحريف.
(6) سقطت (بكر) من م.
(7) عمر بن الحسن بن علي بن مالك، الشيباني المعروف بابن الأشناني البغدادي، شيخ، صدوق توفى سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 236، لسان الميزان 4/ 290، غاية 1/ 590. وتقدم في الفقرة/ 1420 أن طريق المنذرين محمد بن المنذر عن هارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم ليس من طرق جامع البيان.
(8) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائتين.

(2/696)


حسن «1» بن علي عنه أنه كسر الأربعة الأفعال المذكورة التي من ذوات الواو دحئهآ [النازعات: 30] وتلئها [الشمس: 2] وطحئها [الشمس: 6] وسجى [الضحى: 2] كالكسائي سواء. وكذلك رويا «2» عن أبي بكر والضّحى [الضحى: 1] بالكسر، لم يرو ذلك عنه غيرهما.
2075 - واختلف عن الكسائي في إمالة عين الفعل من فعالى وفعالى في خمس كلم، وهنّ النّصرى [البقرة: 62] واليتمى [البقرة: 83] وأسرى [البقرة: 85] وكسالى [النساء: 142] وسكرى [النساء: 43] فروى ابن عبدوس «3» وابن فرح «4» جميعا عن أبي عمر عنه أنه أمال العين واللام منهنّ، وكذلك أقرأني ذلك أبو الفتح فيهن، في رواية نصير عنه، وقال ابن فرح عن أبي عمر: أنّ الكسائي ترك ذلك من بعد، وقال أبو «5» الزعراء عن أبي عمر أنه أمال ذلك لنفسه، فإذا أخذ على الناس فتح. وروى محمد «6» بن يحيى عن أبي الحارث عنه اليتمى ويتمى [النساء:
127] بإمالة التاء. وحدّثني الفارسي «7» عن أبي طاهر أنه قرأ الباب كله على أبي عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي بإمالة العين واللام، ولم يذكر أسرى وذكر الأربعة الأحرف، والباقون عن الكسائي بإمالة مخلصين «8» فتح العين ويميلون اللام «9».
__________
(1) من الطريق الرابع والسبعين بعد المائتين.
(2) هارون بن حاتم، وحسين بن علي الجعفي.
(3) في ت، م: (ابن عبدان) وهو خطأ، والتصحيح من الموضح ل 32/ و؛ حيث قال فيه المؤلف:
وكذا (أي بإمالة العين واللام) رواه ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر الدوري عنه. أه وذلك من الطريقين الثمانين، والحادي والثمانين، كلاهما بعد الثلاث مائة. وأما محمد بن أحمد بن عبدان، فلا تعرف له رواية عن الدوري. انظر غاية النهاية 2/ 64.
(4) طريقه هو الثاني والثمانون بعد الثلاث مائة.
(5) هو عبد الرحمن بن عبدوس، المتقدم قريبا.
(6) الكسائي، وطرقه هي الثامن والثمانون، والتاسع والثمانون، والتسعون وكلها بعد الثلاث مائة.
(7) انظر الطريق/ 383. وإسناده صحيح.
(8) في م: (محصلين) وهو تحريف.
(9) عبارة المؤلف في الموضح 32/ و: وأهل الأداء عن أبي عمر، وأبي الحارث عن الكسائي مجمعون على إخلاص فتح عين الفعل من ذلك، إلا ما كان من أبي عثمان الضرير الخ.

(2/697)


[الاختلاف عن نافع في الإمالة]
2076 - واختلف عن نافع في كل ما تقدّم من الأسماء، والأفعال: فقرأت له في رواية ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل «1». وفي رواية ابن سعدان «2»، عن المسيّبي.
وفي رواية القاضي «3»، عن قالون. وفي رواية أبي عون «4» عن الحلواني عنه، وفي رواية الجماعة عن ورش ما خلا الأصبهاني وحده عنه جميع ذلك بين الفتح والإمالة سواء وقع حشوا، أو في فاصلة.
2077 - وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: كان نافع لا يفتح ذوات الياء ولا يميلها «5»، نحو الهدى [البقرة: 120] والهوى [النساء: 135] والعمى [فصلت: 17] واستوى [البقرة: 19] وأعطى [طه: 50] وما أشبهه ذلك كانت قراءته وسطا من ذلك، وكذلك يحيى وموسى وعيسى وو الأنثى [البقرة: 178] ولليسرى وللعسرى ورآء [البقرة: 101] وونئا [الإسراء: 83] قال «6»: وقال المسيّبي: كان نافع لا يفتح ذلك كله، والأولى قول قالون وورش عن نافع.
2078 - وأقرأني ابن غلبون «7» عن قراءته في رواية أبي يعقوب عن ورش ما كان [من] «8» ذلك فيه راء اسما كان أو فعلا، نحو الذّكرى [الأنعام: 68] والبشرى [يونس: 64] وللعسرى ولليسرى وذكرى [الأنعام: 69] ويتورى [النحل: 59] [ومثواى] [يوسف: 23] وقد نرى [البقرة: 144] وأرئكم [الأعراف: 27] وما أشبهه، أو وقع في فاصلة في «9» سورة فواصلها «10»
__________
(1) من الطريق الثاني.
(2) من الطرق: من التاسع عشر إلى الثاني والعشرين على التوالي.
(3) من الطريق الخامس والثلاثين.
(4) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.
(5) أي يقرءوها بين بين.
(6) ابن مجاهد. وهو تتمة النص السابق في السبعة. انظر السبعة/ 145.
(7) من الطريق السادس والسبعين.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) سقطت (في) من م.
(10) في م: (فواصله) ولا تناسب السياق.

(2/698)


على ياء نحو والنّجم وعبس وما أشبههما بين اللفظين ما عدا ذلك بإخلاص الفتح، وكذا «1» إن لحق «2» الفواصل كناية مؤنث كفواصل والشّمس وبعض فواصل والنّزعت إلا قوله: من ذكرئهآ [النازعات: 43] فإنه لم يخلص فتحه من أجل الراء التي قبل ألف التأنيث فيه.
2079 - وأقرأني ابن خاقان «3» وأبو الفتح «4» عن قراءتهما في روايته عن ورش الباب كله بين اللفظين، وهو الصحيح عن ورش نصّا وأداء، وبه آخذ. ولا أعلم عنه خلافا من طريق النصّ والأداء في قوله: والّيل إذا سجى [الضحى: 2] أنه بين بين حملا على ما قبله وما بعده من الضربين.
2080 - واختلف أهل الأداء من المصريين عن أبي يعقوب عنه في قوله في الأنفال [43] ولو أرئكهم فروى بعضهم أنه أخلص الفتح للراء وما بعدها فيه، وعلى ذلك عامّة أصحاب ابن هلال «5» وأصحاب أبي الحسن «6» النحاس. وبذلك أقرأني أبو الفتح عن قراءته، وكذلك روى ذلك أداء محمد بن «7» علي عن أصحابه عنه. وروى آخرون عنه أنه قرأ الراء وما بعدها بين اللفظين، وبذلك أقرأني ابن خاقان وابن غلبون عن قراءتهما، وهو القياس، وعلى ذلك أصحاب داود «8» وعبد الصمد. «9»
2081 - وروى أحمد بن «10» صالح لليسرى «11»، وأخرى [آل عمران: 13]
__________
(1) أي أقرأني بالفتح من ذوات الياء ما كان فاصلة، ولحقه كناية مؤنث الخ.
(2) في م: (الحق) ولا يناسب المقام.
(3) من الطرق: من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(4) من الطريق الخامس والسبعين.
(5) من الطريق السادس والستين.
(6) من الطرق: الخامس والستين، ومن التاسع والستين إلى الخامس والسبعين.
(7) الأذفوي. وتقدم أن طريقه ليس في جامع البيان.
(8) ابن هارون.
(9) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
(10) من الطريق الثامن والسبعين.
(11) الأعلى/ 8. وفي ت، م: (يسرى) ولا يوجد في التنزيل.

(2/699)


[89/ ظ]، مبطح «1»، الراء، ويرى [البقرة: 165] وافترى [آل عمران: 94] الراء مقعورة، قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أنه يميل بين بين «2» ما كان اسما، وقبل آخره فيه «3» حرف راء، ويفتح ما كان فعلا على هذا النحو. وقرأت من طريقه «4» ما كان اسما أو فعلا من ذوات الراء وغيرها بين الفتح والإمالة، وكذلك روى داود وعبد الصمد وأبو يعقوب عن ورش في جميع الباب، فقالوا عنه عن نافع ترى أعينهم [المائدة: 83] ورءا كوكبا [الأنعام: 76] وافترى [آل عمران: 94] وتترا [المؤمنون: 44] وتتمارى [النجم: 55] ولليسرى وللعسرى، والنّصرى [البقرة:
62] والحوايآ [الأنعام: 146] واليتمى [البقرة: 83] وكسالى [النساء: 142] وفردى [الأنعام: 94] والقرى [الأنعام: 92] والهدى [البقرة: 120] وأعمى [الرعد: 19]، ويأسفى [يوسف: 84]، وو أبقى [طه: 71]، وسيمى [البقرة: 282] وضيزى [النجم: 22]، والتّورئة [آل عمران: 3] وما أشبهه ذلك، كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ في القرآن كله، وهذا القول منهم، مؤذن «5» بإطلاق القياس في ذوات الياء أسماء كنّ أو أفعالا حشوا وقعن أو فواصل، راء كان الحرف الواقع قبل الألف المنقلبة عن الياء المرسومة ياء أو غير راء.

مراتب الفتح والإمالة عند القراء الأئمة
2082 - قال أبو عمرو: ومعنى قول أصحاب ورش عنه عن نافع في هذا الضرب، وفي غيره من الممال فيما بين ذلك وسطا من اللفظ أي فيما بين الفتح الذي يستعمله ابن كثير وعاصم، وبين الإمالة التي يستعملها حمزة والكسائي إلا أنه إلى الإمالة أقرب، ومعنى قول من وافق ورشا من أصحاب نافع على تلك العبارة فيما بين ذلك الفتح، وبين تلك [الإمالة] إلا أنه إلى الفتح أقرب، وإمالة حمزة أشبع من إمالة الكسائي، وإمالة الكسائي أشبع من إمالة أبي عمرو، وفتح عاصم أشبع من فتح
__________
(1) في م: (سطح) وهو تحريف وبطح الراء إمالتها، وقعرها تفخيمها، كما يتضح من السياق.
وانظر الفقرات/ 2349، 2351، 2353.
(2) في ت، م: (وما كان). وزيادة الواو خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) في ت، م: (حرف فيه) ولا يستقيم به السياق.
(4) من الطريق التاسع والسبعين.
(5) في م: (فمودون). وهو تحريف.

(2/700)


ابن كثير [وفتح ابن كثير] «1» أشبع من فتح نافع، وابن عامر.
2083 - وقال الأصبهاني عن ورش: «بلى» بإشمام «2» الإضجاع، وقياس ذلك عسى [البقرة: 216] ومتى [البقرة: 214] وأنّى [البقرة: 223] وسائر حروف المعاني. وقال أحمد بن «3» صالح عن ورش وقالون هداى [البقرة: 38] الدال بين الفتح والكسر وقال عنهما: يويلتى [المائدة: 31] ويأسفى [يوسف: 84] التاء والفاء وسط.
وقال أصحاب قالون والمسيّبي عنهما يويلتى منتصبة التاء، وقال الأصبهاني عن ورش: يويلتى ويأسفى بالتفخيم، وقال خلف عن المسيّبي: يويلتى إلى التفخيم أقرب.
2084 - وروى أبو عبيد «4» ومحمد بن «5» خالد البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع فتلقّى ءادم [البقرة: 37] بإشمام الكسر قليلا. وكذلك قوله:
فسوّئهنّ [البقرة: 29] وكذلك كل ما كان بالياء، مثل: إذا هوى [النجم: 1] وأعطى [طه: 50] وو أكدى [النجم: 34] وو أبقى [طه: 71].
2085 - حدّثنا الفارسي «6» عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن قراءته في رواية
__________
(1) سقطت: (وفتح ابن كثير) من م.
(2) في م: (بإشباع). والذي في النشر 2/ 42: وانفرد بإمالته أيضا أبو الفرج النهرواني عن الأصبهاني عن ورش فخالف سائر الرواة عنه. أه. فالمراد من إشمام الاضجاع، أو إشباع الاضجاع. الإمالة الكبرى، والله أعلم.
(3) سقطت (صالح عن) من م.
(4) في ت، م: (أبو عبيد). ولا تعرف لأبي عبيد رواية عن الدوري، إضافة إلى أن أبا عبيد القاسم بن سلام توفى قبل الدوري بعشرين سنة تقريبا. انظر غاية النهاية 1/ 255، 2/ 17. هذا، وقد ذكر ابن الجزري في تلامذة الدوري محمد بن عبيد الرازي. انظر غالية 1/ 256.
وهو محمد بن عبيد الله بن الحسن بن سعيد، أبو عبد الله الرازي، مقرئ متصدر، قرأ على أبي عمر الدوري وغيره. غاية 2/ 194. فلعله هو والله أعلم. وطريقه خارج عن طرق جامع البيان.
(5) محمد بن خالد هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد تقدم في الفقرة/ 1499 أن طريقه عن الدوري عن إسماعيل ليس في جامع البيان.
(6) هذا الطريق خارج عن جامع البيان.

(2/701)


إسماعيل يويلتى بالفتح، ويأسفى بين الفتح والكسر. وروى خلف عن المسيّبي عنه أعطى وو أبقى بشمّ الكسر قليلا، وقال عنه فأحيكم [البقرة:
28] وو أحيا [البقرة: 164] مفتوح كله.
2086 - وقال ابن جبير عن أصحابه: يحيى [آل عمران: 29] وموسى [البقرة:
51] وعيسى [البقرة: 87] وهدى [البقرة: 2] ونجوى [الإسراء: 47] والكبرى [طه: 23] والثرى [طه: 6] والحسنى [النساء: 15] والأولى [طه: 21] والأخرى [البقرة: 282] وو لو يرى «1» [البقرة: 165] وإيّاكم [النساء: 131] وخطياكم [البقرة: 58] وو من عصانى [إبراهيم: 36] مفخّم كله في جميع القرآن.
قال وأهل المدينة ألين تفخيما من عاصم.
2087 - وروى الجمال «2» عن الحلواني وأحمد بن قالون عن قالون أنه فتح ذلك كله، وبذلك قرأت في رواية أبي نشيط «3» والشحام «4» والجمال «5» عن الحلواني عن قالون. وفي رواية ابن فرح «6» عن أبي عمر عن إسماعيل. وفي رواية محمد بن «7» المسيّبي عن أبيه، وفي رواية الأصبهاني «8» عن أصحابه عن ورش.
2088 - وقال القاضي «9» والقطري «10» والمدني «11» والكسائي «12» عن قالون
__________
(1) وفي ت، م: (لم يرى) وهو خطأ بين.
(2) طريقه عن الحلواني عن قالون برواية الحروف هو السادس والثلاثون. وطريقه عن أحمد بن قالون عن أبيه هو الثالث والخمسون.
(3) من الطريق الخامس والأربعين.
(4) من الطريق الثالث والأربعين.
(5) من الطريقين: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين.
(6) من الطريق الثالث.
(7) من الطرق: الخامس عشر والسادس عشر، والتاسع عشر، والحادي والعشرين.
(8) من الطريق السادس والتسعين.
(9) تقدم له عن قالون طريقان برواية الحروف هما: الثالث والثلاثون، والرابع والثلاثون.
(10) طريقه هو الثاني والخمسون. وفي م: (القطربي) وهو تحريف.
(11) طريقه هو الحادي والخمسون.
(12) إبراهيم بن الحسين وطريقه هو الخمسون.

(2/702)


مجراها ومرساهآ [هود: 41] الراء والسين مفتوحتان، وزاد المدني عنه سكرى وما هم بسكرى [الحج: 1] وتترا [المؤمنون: 44] الراء مفتوحة كذلك «1» سائر الباب.
[وكذلك قال العثماني «2» عنه]، وكذلك روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط «3» وأبي سليمان «4» عنه إلا أنه استثنى عن أبي نشيط أبى [البقرة: 34] فتلقّى [البقرة: 37] وعن أبي سليمان الدّنيا [البقرة: 85] واستوى [البقرة: 29] فروى ذلك عنهما بالإمالة.

[إمالات أبي عمرو البصري]
2089 - وقرأ أبو عمرو بإمالة «5» ما فيه [قبل] «6» الألف المنقلبة من الياء راء اسما كان أو فعلا، نحو أخرى [البقرة: 282] وبشرى [البقرة: 97] والنّصرى [البقرة: 64] ومجراها [هود: 41] ويتورى [النحل: 59] وتتمارى [النجم: 55] ويرى [البقرة: 165] ويرئكم [الأعراف: 27] وافترى [آل عمران:
94] واعترئك [هود: 54] وما أشبهه حيث وقع.
2090 - وقرأ الأسماء المؤنثة التي على وزن [90/ و] فعلى وفعلى وفعلى إذا لم يكن اللام [راء] «7» والفواصل «8» التي على ألف منقلبة من ياء أو واو، وسواء اتصل بهما «9» ضمير مؤنث أو لم يتصل، نحو فواصل طه [طه: 1] والنّجم [النجم: 1] والنّزعت [النازعات: 1] وعبس [عبس: 1] وسبّح [الأعلى: 1]
__________
(1) في ت: (وذلك). ولا يستقيم بها السياق.
(2) طريقه هو الخامس والخمسون.
(3) تقدم أن طريق شنبوذ عن العنزي عن أبي نشيط ليس في جامع البيان.
(4) طريقه هو السابع والخمسون.
(5) في م: (بالإمالة).
(6) زيادة يقتضيها السياق.
(7) سقطت (راء) من ت، م. والتصحيح من الموضح ل 25/ و، ل 27/ و. وانظر النشر 2/ 52، والتيسير/ 47.
(8) في ت م: (أبو الفواصل). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
وانظر النشر 2/ 52، والتيسير/ 47.
(9) بالياء أو الواو.

(2/703)


والشّمس [الشمس: 1] والّيل [الليل: 1] والضّحى [الضحى: 1] وقرأ «1» بين الفتح والإمالة، وقرأ في سبحان [72] ومن كان فى هذه أعمى [الإسراء: 72] وهو الحرف الأول بالإمالة الخالصة، وقرأ ما عداها بإخلاص الفتح في جميع القرآن، وحكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عنه الحسنى [النساء: 95] والدّنيا [البقرة: 32] والأولى [طه: 21] وما أشبهه بالتفخيم.
2091 - واختلف بعد عن اليزيدي عنه في سبع كلم، وهنّ موسى [البقرة: 51] وعيسى [البقرة: 87] ويحيى [الأنعام: 85] وأنّى [البقرة: 233] التي للاستفهام ويا ويلتى [المائدة: 31] ويحسرتى [الزمر: 56] ويأسفى [يوسف: 84] فقرأت له من جميع الطرق موسى وعيسى ويحيى بين بين. وكذا حدّثني الحسن «2» بن علي البصري عن أحمد «3» بن نصر عن ابن مجاهد أنه قرأ على أصحابه عنه «4»، وذكره منصوصا عن ابن «5» اليزيدي عن أبيه.
2092 - وكذا حدّثني الحسن «6» أيضا عن أحمد عن ابن شنبوذ عن موسى بن
__________
(1) يضاف إليها القيامة، والمعارج، فيبلغ مجموعها إحدى عشرة سورة. وقد نظمها ابن الجزري في طيبة النشر (ص 29) فقال:
مع روس آي النجم طه اقرأ مع القيامة/ م/ الليل الضحى الشمس سأل عبس والنزع والسبح ..
(2) تقدم في الفقرة/ 1524 أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(3) في ت: (محمد) وهو خطأ. والتصحيح من الفقرة/ 1524، والموضح ل 29/ و.
(4) في م: (وعنه) وهو خطأ لا يستقيم به السياق. وانظر الموضح ل 29/ وفي هامش ت ل (90/ ظ): قال في الموضح: وقرأ بها أبو عمرو بين اللفظين، كذا قرأت له من جميع الطرق، وكذا ذكر الحسن بن شاكر البصري عن أبي بكر أحمد بن نصر عن ابن مجاهد أنه قرأ على أصحابه عنه، وحكاه منصوصا. أه قال عبد المهيمن: انظر النص في الموضح ل 29/ و.
(5) في هامش ت ل (90/ ظ): عن ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو، وكذا حكى لي الحسن عن ابن شنبوذ أنه قرأ أيضا على موسى بن جمهور عن أبي الفتح الموصلي وأبي شعيب السوسي عن اليزيدي عنه انتهى موضح لأبي عمرو الداني. قال عبد المهيمن: انظر النص في الموضح ل 29/ و.
(6) في ت، م: (حدثني ابن عباس أيضا) وهو خطأ. والتصحيح من الموضح ل 29/ و.
والحسن هو ابن علي بن شاكر، وأحمد هو ابن نصر الشذائي. وطريق موسى بن جمهور عن أبي الفتح الموصلي في المبهج والكامل والكفاية، وعن السوسي في المبهج والكامل كما أشار في غاية النهاية 2/ 318.

(2/704)


جمهور عن أبي الفتح الموصلي وأبي شعيب السّوسي جميعا عن اليزيدي، وكذلك روى إبراهيم «1» عن أبيه في موسى وعيسى بالفتح، ولم يذكر في كتابه «2» يحيى فاضطرب قوله. وروى الحلواني «3» عن الدوري عنه عن أبي عمرو أنه فتح الثلاثة الأسماء والعمل على الأول، وبه الأخذ.
2093 - وهذا الاختلاف إنما هو إذا لم يقع شيء من ذلك في فاصلة ووقع حشوا، فإن وقع في فاصلة نحو بربّ هرون وموسى [طه: 70] وحديث موسى [طه:
9] وبما فى صحف موسى [النجم: 36] وصحف إبراهيم وموسى [الأعلى: 19] فلا خلاف عنه في إمالة بين بين، ولم يقع عيسى ولا يحيى في فاصلة.
2094 - وقرأت له من طريق ابن «4» مجاهد عن أصحابه عن أبي عمر عن اليزيدي أنّى التي للاستفهام نحو قوله: أنّى شئتم [البقرة: 223] وأنّى يؤفكون [المائدة: 75] وما أشبهه بين الفتح والإمالة. وكان ابن مجاهد يقول: يحتمل أن يكون على مثال أفعل، وعلى مثال فعلى، وكان يختار أن يكون على فعلى، وهو الصحيح، فكان يأخذ في قراءة أبي عمرو بإمالتها قليلا كسائر باب فعلى نحو صرعى [الحاقة: 7] وشتّى [طه: 53] ومّرضى [النساء: 43] وما أشبهه.
2095 - وروى اليزيديون «5» وأبو شعيب عن اليزيدي، عنه: أنه فتح أنّى في جميع القرآن، واختلف قول إبراهيم بن اليزيدي عن أبيه عنه فيها، فقال في موضع:
بالفتح، وقال في آخر: بين الفتح والكسر.
__________
(1) ابن اليزيدي.
(2) في ت: (كتابيه) وهو خطأ. انظر النشر 2/ 53.
(3) تقدم في الفقرة/ 1505 أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) من الطرق: التاسع والثلاثين، والثاني والأربعين، والثالث والأربعين وكلها بعد المائة.
(5) في ت، م: (اليزيدون) وهو خطأ لأنه جمع (اليزيدي)، وفي الموضح ل 31/ و (اليزيديون). وهم: عبد الله، وطريقه هو السبعون بعد المائة. وإبراهيم وطرقه هي الحادي والسبعون، والرابع
والسبعون، والسادس والسبعون وكلها بعد المائة. وإسماعيل، وطريقه هو الثاني والسبعون بعد المائة. وأحمد بن محمد بن أبي محمد وطريقاه هما: الثالث والسبعون، والخامس والسبعون كلاهما بعد المائة.

(2/705)


2096 - بإخلاص الفتح، قرأت ذلك من طريق السوسي والموصلي عن اليزيدي، وقرأت له من طريق ابن مجاهد على أبي «1» الحسن عن قراءته يويلتى [المائدة: 31] ويحسرتى [الزمر: 56] بين اللفظين ويأسفى [يوسف: 84] بإخلاص الفتح.
2097 - وحكى ابن مجاهد في جامعه قرأت على أبي عمرو من تصنيفه عن ابن اليزيدي عن أبيه يحسرتى ويأسفى بين الفتح والكسر، ولم يذكر هنا يويلتى. وروى أبو عبد «2» الرحمن وأبو حمدون «3» عن اليزيدي الثلاث الكلم بالإمالة.
2098 - وروى الدوري وابن شجاع «4» وابن جبير «5» وأبو خلاد «6» وأبو شعيب وابن واصل «7» عن اليزيدي يويلتى بالفتح، ولم يذكروا غيره، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته في الثلاث من جميع الطرق عن أبي عمرو، وقرأت جميع ما ذكرته من المختلف فيه عن اليزيدي في رواية شجاع بإخلاص الفتح.
2099 - وحكى أحمد «8» بن يعقوب التائب عن قراءته على أحمد بن حفص الخشّاب عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه ما كان على مثال فعالى وفعالى نحو كسالى [النساء: 142] وفردى [الأنعام: 94] ويتمى [النساء: 127] والحوايآ [الأنعام: 146] وما أشبهه بفتح متوسط، وذلك قياس ما روت الجماعة عن اليزيدي عنه من إمالة ألف التأنيث يسيرا في الأمثلة الثلاث. وقرأت أنا فعالى وفعالى بإخلاص
__________
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وانه من طرق النشر. انظر النشر 1/ 125.
(2) هو عبد الله بن اليزيدي.
(3) وطريقه هو الثامن والسبعون بعد المائة.
(4) وطريقه هو الثالث والثمانون بعد المائة.
(5) وطريقه هو الثاني والثمانون بعد المائة.
(6) وطريقه هو التاسع والسبعون بعد المائة.
(7) وطريقه هو السابع والسبعون بعد المائة.
(8) تقدم في الفقرة/ 1246 أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.

(2/706)


الفتح ما لم تكن اللام راء. وروى ابن شنبوذ عن محمد بن «1» [أبي] «2» شعيب السوسي عن أبيه وعن إسحاق «3» بن مخلد عن أصحابه عن اليزيدي بلى «4» بين الفتح والكسر في جميع القرآن «5».
2100 - وحدّثني الحسن «6» بن شاكر عن أبي بكر الشذائي عن قراءته على أبي الحسن بن المنادي [ ...... ] «7» غلط لا شك فيه.
2101 - قال أبو عمرو: ولا نعلم خلافا عن أبي عمرو في إخلاص الفتح في قوله: أولى لك [القيامة: 34] وشبهه من لفظه؛ لأنه على مثال أفعل الذي من أصل قوله إخلاص فتحه ما لم يكن لامه راء إلا في قوله في القيامة، فأولى [34، 35] [90/ ظ] في الموضعين، فإنه قرأهما بين الفتح والإمالة لكونه فاصلة طردا لمذهبه في الفواصل. وكذلك قرأ أعمى [124] والأولى من طه [21]، والذي في عبس [الآية: 2] بين بين كذلك. وقال أبو حمدون «8» عن اليزيدي عنه لن ترئنى [الأعراف:
143] بين الكسر والفتح حيث وقع.
__________
(1) محمد بن صالح بن زياد، أو المعصوم، ابن أبي شعيب السوسي، مقرئ حاذق، أخذ القراء عرضا وسماعا عن أبيه، وهو ممن خلفه في القيام بالقراءة، ولزم ما قرأ عليه، قرأ عليه أبو الحسن بن شنبوذ. غاية 2/ 155. وطريقه هذا ليس في جامع البيان.
(2) سقطت (أبي) من ت، م. والتصحيح من غاية النهاية 2/ 155.
(3) تقدم لابن شنبوذ عن إسحاق بن مخلد عن أبي أيوب الخياط عن اليزيدي الطريق الثامن والستون بعد المائة، وهو بعرض القراءة. وأما أصحاب ابن مخلد الآخرين فليس له عنهم طرق في جامع البيان. وانظر أصحابه في غاية النهاية 1/ 158.
(4) البقرة/ 81.
(5) لم يذكر المؤلف في الموضح ل 63/ ولأبي عمرو غير الفتح في (بلى).
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) واضح أن في السياق سقطا.
(8) طريقه هو الثامن والسبعون بعد المائة.

(2/707)


2102 - وقرأ الباقون «1» بإخلاص الفتح في جميع ما تقدّم من الأسماء والأفعال. واختلف عن عاصم وابن عامر في مواضع متفرّقة من ذلك لا يضبطها قياس، وإنما تعرف بالحفظ، وأنا أذكرها بالاختلاف فيها.

الاختلاف عن عاصم في إمالة بعض الحروف
2103 - فأما عاصم فروى ضرار «2» بن صرد عن يحيى ومحمد «3» بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر عنه فتلقّى ءادم [البقرة: 37] مكسورة القاف ولمن اشترئه [البقرة: 102] بكسر الراء ما ولّئهم [البقرة: 142] بكسر اللام. وروى أبو هشام «4» عن يحيى عن أبي بكر ما ولّئهم بالكسر وأن هدئكم للإيمن في الحجرات [17] بكسر الألف من هدئكم.
2104 - وروى خلف «5» بن هشام عن يحيى عن أبي بكر مثنى «6» [النساء: 3] في النساء بالإمالة. وكذلك روى لي أبو الفتح عن أصحابه عنه في مولئهم [الأنعام:
62].
2105 - وروى النقّار «7» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى لمن اشترئه كان يفخّمها مرة ويميلها مرة، ثم ثبت «8» على التفخيم واليتمى [البقرة: 83] لا يبالغ في تفخيمها.
2106 - وروت الجماعة عن أبي بكر ما خلا الأعشى ولكنّ الله رمى في الأنفال [17] ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الأخرة أعمى في سبحان [72]
__________
(1) وهم: ابن كثير وابن عامر، وعاصم.
(2) طريقه هو الثاني والأربعون بعد المائتين.
(3) طريقه هو الثاني والخمسون بعد المائتين.
(4) طرقه برواية الحروف هي: الخامس والثلاثون، والسادس والثلاثون، والسابع والثلاثون، وكلها بعد المائتين.
(5) طريقاه هما: التاسع والثلاثون، والأربعون، وكلاهما بعد المائتين.
(6) الآية/ 3. زاد في الموضح ل 37/ و: ولم يروه غيره.
(7) طريقه برواية الحروف هو التاسع والأربعون بعد المائتين.
(8) في ت: (يثبت) وهو غير ملائم للسياق.

(2/708)


بالإمالة في الثلاث كلم. وكذلك روى حمّاد «1» والمفضل «2» عن عاصم في الثلاثة.
وروى الشموني «3» عن الأعشى أعمى في الموضعين بين التفخيم والتضجيع، وروى بالتفخيم وبإخلاص الفتح، قرأت ذلك كله من طريق الشموني «4» وابن غالب «5»، وكذلك قال النقار عن الخياط عن الشموني، وروى التيمي عن الأعشى رمى بكسر الميم. وروى ابن جبير «6» عن الكسائي عن أبي بكر أعمى في المكانين بالتفخيم، وروى أبو عبيد «7» عنه أنه أمالها، وبذلك قرأت «8» في رواية الكسائي عن أبي بكر.
2107 - وأخبرنا الفارسي «9»، قال: أنا أبو طاهر، قال: أنا محمد بن «10» محمد، قال: أنا [ابن] «11» سعدان، قال: أنا أبو هارون الكوفي عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يكسر شيئا.
2108 - قال أبو عمرو: وأبو هارون هذا هو الكسائي كان ابن سعدان يدلسه فيكنّيه باسم ابنه وكنية ابنه أبو إياس واسمه هارون. «12»
2109 - وروى العليمي عن أبي بكر وحمّاد جميعا عن عاصم يبشرى في يوسف [19] بالإمالة. وروى خلف بن هشام وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر
__________
(1) ابن أبي زياد.
(2) في م: (الفضل) وهو خطأ. وهو المفضل بن محمد بن يعلى الضبي.
(3) طرقه برواية الحروف هي: التاسع والأربعون، والخمسون، والحادي والخمسون، والسادس والخمسون، وكلها بعد المائتين.
(4) من الطريقين: الستين، والحادي والستين كلاهما بعد المائتين.
(5) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(6) طريقاه برواية الحروف هما: التاسع والعشرون، والثاني والثلاثون، كلاهما بعد المائتين.
(7) طريقه هو السابع والعشرون بعد المائتين.
(8) قراءة الداني من الطريقين: الثلاثين، والحادي والثلاثين كلاهما بعد المائتين.
(9) هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(10) في ت، م: (محمد بن محمد) وهو خطأ؛ لأنه لا يوجد في تلاميذ ابن سعدان. وإنما هو محمد ابن أحمد بن واصل أجل أصحاب ابن سعدان وأثبتهم. انظر غاية النهاية 2/ 143.
(11) سقطت (ابن) من ت، م.
(12) هارون بن علي بن حمزة أبو إياس، الكوفي، ابن الكسائي، أخذ القراءة عن أبيه، وهو من المكثرين عنه، غاية 2/ 346.

(2/709)


السّوأى في الروم [10] بالإمالة. وروى خلف عن يحيى عن أبي بكر مجرئها ومرساهآ [هود: 41] [الراء والسين] بين الكسر والفتح. وروى الوكيعي «1» والرفاعي «2» وموسى «3» بن حزام وحسين «4» بن الأسود عن يحيى عن أبي بكر بفتح الراء والسّين، وبذلك قرأت له من جميع الطرق.
2110 - وروى يحيى «5» وأبو عبيد «6» عن الكسائي عن أبي بكر أعمى [124] وأعمى [125] في الحرفين من طه [124] بالإمالة. وقال الأعشى عن أبي بكر بين التفخيم والتضجيع، وروى ابن جبير «7» عن الكسائي عنه بالتفخيم، وبذلك قرأت فيهما على عاصم من جميع الطرق، وبه آخذ. وروى «8» عبيد بن نعيم عن «9» أبي بكر وو أملى لهم في القتال [25] بكسر اللام، لم يرو ذلك غيره.
2111 - وروى هبيرة عن حفص عن عاصم من قراءتي له على أبي «10» الفتح يرى [البقرة: 165] وترئهم [الأعراف: 198] إذا كان في أول ذلك بالإمالة.
وحدّثني أبو الفتح في الإمالة والفتح إذا كان في أوله ياء أو تاء «11» أو نون أو همزة، نحو هل يرئكم [التوبة: 127] وهل ترى [الملك: 3] وو لكنّى أرئكم [هود:
29] ولآ أرى [النمل: 20] وإنّى أرى [الأنفال: 48] وما أشبهه. وبالإمالة آخذ له في الباب كله «12».
__________
(1) طريقه هو الرابع والثلاثون بعد المائتين.
(2) طرقه هي الخامس والثلاثون، والسادس والثلاثون، والسابع والثلاثون، وكلها بعد المائتين.
(3) طريقه هو الحادي والأربعون بعد المائتين.
(4) طريقه هو الثامن والثلاثون بعد المائتين.
(5) طريق يحيى بن آدم عن الكسائي ليس في جامع البيان. وهو في المستنير لابن سوار كما أشار في غاية النهاية 1/ 536.
(6) من الطريق السابع والعشرين بعد المائتين.
(7) طريقاه برواية الحروف هما التاسع والعشرون والثاني والثلاثون كلاهما بعد المائتين.
(8) طريقه هو الرابع والثمانون بعد المائتين.
(9) في م: (بن) بدل (عن). وهو تحريف واضح.
(10) من الطريقين: التاسع والعاشر وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(11) سقطت (أو تاء) من م.
(12) هذه الفقرة مشكلة العبارة، ربما لحدوث سقط فيها من قبل النساخ. وقد قال المؤلف

(2/710)


2112 - وروى عنه «1» أيضا وبشرى في رأس المائة من البقرة [97]، وفي أول النمل [2] بالإمالة، [وجرت في أجزاء] القياس في نظائرهما، فقرأت ذلك بالوجهين، وروى عنه أيضا لمن اشترئه في البقرة [102] بالإمالة وكذلك روى عنه رسلنا تترا في المؤمنين [44]، وروت الجماعة عن حفص مجرئها في هود [41] بالإمالة، وروى أبو الحارث «2» عن أبي عمارة عنه أعني في المكانين في سبحان بالإمالة. [91/ و]
2113 - فأما الاختلاف عن عاصم وغيره في قوله: رءا كوكبا [الأنعام: 76] ورءا الشّمس [الأنعام: 78]، وبابهما، وترءا الجمعان [الشعراء: 61]، وأدرئكم [يونس: 16]، وأدراك [الحاقة: 3]، وو نئا بجانبه وكذلك التّورئة [آل عمران: 3] فنذكره في مواضعه من السّور إن شاء الله تعالى.

الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف
2114 - وأما ابن عامر فروى أحمد بن «3» المعلى وعثمان «4» بن خرزاد عن ابن ذكوان بإسناده عنه أنه أمال ستة أحرف من جميع ما تقدم، وهي ولو أرئكهم في الأنفال [43] وأتى أمر الله في أول النحل [1] ومن افترى في طه [61] وماذا ترى في والصافات [102] ولكنّى أراكم في الأحقاف [23] وفأراه الأية في والنازعات [20]. وروى التغلبي «5» عن ابن ذكوان أنه أمال أربعة أحرف أتى أمر الله ويلقئه في سبحان [13] وماذا ترى وفأرئه الأية. وروى محمد بن «6» موسى الصّوري عنه أنه أمال أتى أمر الله ويلقئه. وروى أحمد «7»
__________
في الموضح ل 65/ و: وروى هبيرة عن حفص عن عاصم ما كان من ترى ويرى ونرى بالتاء والياء والنون بالإمالة، وبذلك قرأت في روايته، وروى سائر الرواة عن حفص ذلك بإخلاص الفتح. أه
(1) أي روى هبيرة عن حفص عن عاصم كما في الموضح ل 26/ ظ.
(2) من الطريق الثالث عشر بعد الثلاث مائة.
(3) طريقه هو الثامن بعد المائتين.
(4) طريقه هو التاسع بعد المائتين.
(5) طريقه هو الخامس بعد المائتين.
(6) طريقه هو السادس بعد المائتين.
(7) طريقه هو السابع بعد المائتين.

(2/711)


ابن أنس عنه أنه أمال يلقئه.
2115 - وحدّثنا فارس «1» بن أحمد قال: أنا عبد الله بن الحسين، قال: أنا محمد بن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه أمال ثلاثة أحرف ببضعة مّزجئة في يوسف [88] وأتى أمر الله ويلقئه ونصّ الأخفش في كتابه الأكبر عن ابن ذكوان على الإمالة في مّزجئة فقال: يشمّ الجيم شيئا من الكسر.
2116 - وقال التائب «2» عن ابن المعلى وابن خرزاد عن ابن ذكوان أنه كان يميل كل راء بعدها ألف منقلبة من ياء أو للتأنيث، نحو ترى [المائدة: 62] وترى [البقرة: 55] ويرى [البقرة: 165] واعترئك [هود: 54] وبشرى [البقرة: 97] وذكرى [الأنعام: 69] والنّصرى [البقرة: 62] وأسرى [البقرة: 85] وشبهه مثل أبي عمرو إلا حرفا واحدا فإنه فتحه وهو قوله: مجرئها [هود: 41].
2117 - وقال التائب: وأخبرني بعض قرّاء دمشق أن ابن عامر كان يكسر ما فيه الراء «3» ويفتح ما سواه. وكذلك روى الداجوني «4» عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان، وقرأت من طريق الأخفش عن ابن ذكوان عن الفارسي «5» وأبي الفتح «6» وابن غلبون «7» بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم. وكذلك روى هشام بإسناده عن ابن عامر، وروى الحلواني عن هشام عنه غير نظرين إناه في الأحزاب [53] بالإمالة في فتحة النون.
2118 - وكذلك روي «8» عن قالون عن نافع، وقد تابعه على ذلك عن قالون أبو سليمان سالم «9» بن هارون المدني، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك لقالون من جميع الطرق وبه آخذ.
__________
(1) انظر الطريق/ 203. وإسناده صحيح لكنه بعرض القراءة، وهنا رواية حروف.
(2) طريقه من ابن المعلى هو الثامن بعد المائتين.
(3) في م: (الواو) وهو خطأ، لأن الواو لا صلة لها بالإمالة.
(4) طريقه هو السادس بعد المائتين.
(5) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(6) من الطرق: من السابع والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين على التوالي.
(7) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان، وهو من طرق النشر، انظر النشر 1/ 141.
(8) أي الحلواني.
(9) الطريق السابع والخمسون.

(2/712)


فصل في الأفعال العشرة
2119 - وأمال حمزة عين الفعل من عشرة أفعال ثلاثية ماضية، وهي شآء [البقرة: 20] وجآء [النساء: 43] وزاد «1» [البقرة: 247] وو حاق [هود: 8] وطاب [النساء: 3] وخاف [البقرة: 182] وو ضاق [هود: 77] وخاب [إبراهيم: 15] وزاغ في والنجم [17]، وزاغوا في الصف [5]، وران في المطففين [14] وسواء اتصل بها ضمير أو لم يتصل كقوله: جآءو [آل عمران: 184] وجآءه [البقرة: 275] وجآء به [الأنعام: 91] وجآءتهم [البقرة: 213] وجآءكم [البقرة: 87] وجآءنا [المائدة: 19] وزادتهم [الأنفال: 2] وفزادهم [البقرة: 10] وخافت [النساء: 128] وخافوا [النساء: 9] وضاقت [النوبة: 25] وما أشبهه.
2120 - وأمال الكسائي في رواية نصير عنه من ذلك «زاد» كيف تصرف وحيث وقع «وزاغ» و «زاغوا» وزاد «2» على حمزة الحرف الذي في الأحزاب، وهو قوله:
وإذ زاغت الأبصر [10] فأماله أيضا، ولم يأت بإمالته غير وبل ران [المطففين:
14] لا غير «3»، وأمال في رواية الباقين عنه بل ران فقط.
2121 - وأمال ابن ذكوان عن ابن عامر شآء وجآء حيث وقعا، وكيف تصرّفا، واختلف عنه في زاد كيف تصرف، فروى الشاميون وابن شنبوذ عن الأخفش عنه وابن
المعلى وابن أنس وابن خرزاد والتغلبي عنه أنه أمال الحرف الأول من سورة البقرة [10] وهو قوله: فزادهم الله مرضا لا غير. وأخلص الفتح فيما عداه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه الخاص «4»، وروى أبو عمران موسى بن «5» عبد الرحمن وسلامة «6» بن هارون وأبو بكر النقّاش «7» عن الأخفش والداجوني عن محمد
__________
(1) لم يرد زاد مجردا من الضمير في التنزيل.
(2) في م: (أو زاد) وزيادة الهمزة خطأ لا يستقيم به السياق.
(3) أي نصير عن الكسائي.
(4) في ت، م: (الخالص) وهو خطأ، وقد تقدم ذكره مرات.
(5) طريقه عن الأخفش هو الثامن والتسعون بعد المائة.
(6) طريقه عن الأخفش هو الرابع بعد المائتين.
(7) طريقه هو السادس والتسعون بعد المائة.

(2/713)


بن موسى الصّوري عنه أنه أمال ذلك في جميع القرآن، وبذلك أقرأني الفارسي عن النقاش وأبو الفتح عن أبي الحسن عن أبي عمران عنه، وكذلك حكى الأخفش في كتابه العام.
2122 - وروى ابن «1» شاكر عن ابن عتبة «2» بإسناده عن ابن عامر إمالة شآء وجآء وزاد في جميع القرآن [91/ ظ]، وكذلك روى الداجوني «3» عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان أداء وابن خرزاد «4» عنه نصّا جآءت [الأنعام: 109] بالكسر لم يروه غيرهما، ذكر ذلك ابن خرزاد في سورة طه، وأمال أبو بكر عن عاصم في غير رواية الأعشى والبرجمي «5» وابن جبير عن الكسائي عنه بل ران [المطففين: 14] فقط، وكذلك روى حمّاد «6» والمفضل «7» عن عاصم.
2123 - وأخبرنا «8» الفارسي، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: أنا أبو بكر، قال: أنا القورسي «9»، قال: أنا خلاد، أنا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يميل شآء وجآء في جميع القرآن، لم يرو هذا عن أبي بكر غير حسين الجعفي من الطريق المذكورة، وقد جاء ذلك أيضا عن الكسائي عن أبي بكر. ولم أقرأ به في روايته.
2124 - وقرأ نافع في رواية قالون وورش بإخلاص الفتح في العشرة الأفعال.
واختلف عن إسماعيل عنه، فروى أبو عمر «10» وأبو «11» عبيد عنه عن نافع شآء
__________
(1) من الطريق الثالث والعشرون بعد المائتين.
(2) في ت، م: (عتبة عن بإسناده) وزيادة (عن) خطأ.
(3) لم يتقدم للداجوني طرق عن هشام: فهذه الرواية خارجة عن طرق جامع البيان. أما عن ابن ذكوان فقد تقدم له الطريق السادس بعد المائتين.
(4) تقدم قريبا أن طريقه عن ابن ذكوان هو التاسع بعد المائتين.
(5) طريقاه عن أبي بكر هما: السادس والستون، والسابع والستون، وكلاهما بعد المائتين.
(6) ابن أبي زياد عن عاصم.
(7) في م: (الفضل). وهو خطأ.
(8) تقديم الطريق الخامس والسبعون بعد المائتين، وهو من رواية الداني عن محمد بن أحمد، عن ابن مجاهد عن أبي بكر القورسي بمثل هذا الإسناد، فأبو بكر في هذا الإسناد هو ابن مجاهد والإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(9) في ت، م: (الترسي) وهو خطأ. انظر إسناد الطريق/ 275.
(10) الدوري. وطرقه من الأول إلى الخامس على التوالي.
(11) وطريقه هو العاشر.

(2/714)


وجآء وزاد بين الكسر والفتح، وزاد أبو عبيد الباب كله كذلك. وكذلك أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، قال: لا مفتوح ولا مكسور، وبذلك قرأت في رواية إسماعيل من طرقه.
2125 - وأخبرنا ابن «1» جعفر، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال: أنا البرمكي عن أبي «2» عمر عن إسماعيل الباب كله مفتوح، وبذلك قرأت في رواية ابن فرح عنه «3»، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع.
2126 - واختلف أيضا عن المسيّبي عنه، فروى خلف «4» عنه عن نافع الباب كله يشمّه الكسر قليلا. وروى ابن ذكوان «5» وابن «6» سعدان كل ذلك بالفتح. قال ابن سعدان: كان إسحق «7» إذا لفظ ب زادهم [الفرقان: 60] كأنه يشير إلى الكسر قليلا، فإذا قلت له إنك تشير إلى الكسر، قال: لا ويأبى «8» إلا الفتح.
2127 - وحدّثنا محمد «9» بن أحمد، قال: أنا ابن مجاهد قال: حدّثني أحمد بن زهير عن خلف عن إسحاق عن نافع بل ران بين الفتح والكسر، وروى محمد بن إسحاق عن أبيه بالفتح، وبذلك قرأت للمسيّبي من طريق ابنه وابن سعدان في الباب كله، وبذلك قرأ الباقون «10».
2128 - وروى أحمد «11» بن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو بل ران مكسورة الراء. وروى سائر الرواة عنه فتح الراء.
__________
(1) تقدم في الفقرة/ 1499 أن طريق البرمكي عن الدوري عن إسماعيل خارج عن طرق جامع البيان. وهذا الإسناد الصحيح.
(2) في ت، م: (ابن عمر) وهو خطأ.
(3) عن الدوري. من الطريق الثالث.
(4) طرقه هي الرابع والعشرون، والخامس والعشرون، والسادس والعشرون.
(5) طريقه هو السابع والعشرون.
(6) طرقه هي السابع عشر، والعشرون والثاني والعشرون، والثالث والعشرون.
(7) ابن محمد المسيبي.
(8) في م: (ومابا) وهو تحريف.
(9) من الطريق الرابع والعشرين.
(10) وهم سائر طرق إسماعيل غير من ذكر، وسائر طرق المسيبي غير من ذكر.
(11) طريقه هو السابع والسبعون بعد المائة.

(2/715)


2129 - وأجمعوا «1» على إخلاص الفتح في قوله في ص [63] أم زاغت عنهم الأبصر إلا ما روي عن إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة: أنه أماله وليس بصحيح.
2130 - وكذا أجمعوا «2» على إخلاص الفتح إذا لحق هذه الأفعال زيادة أو كانت مستقبلة كقوله: فأجآءها المخاض [مريم: 23] وأزاغ الله قلوبهم [الصف: 5] وو ما تشآءون إلّآ أن يشآء الله [الإنسان: 30] ومن يشآء [البقرة: 90] ومن أشآء [الجاثية: 15] وفلا تخافوهم وخافون [آل عمران: 175] ولّا تخف [طه: 77] وو لا تخافى [القصص: 7] وما أشبهه.

فصل في ذوات الراء
2131 - واختلفوا في إمالة الألف الواقعة في الأسماء قبل راء مجرورة هي لام الفعل وكسرتها كسرة إعراب وفي إخلاص فتحها، وسواء كانت الألف مزيدة للبناء [أو] «3» مبدلة من حرف أصلي أو اتصل بالراء «4» ضمير «5» أو لم يتصل بها، وذلك يرد على عشرة أمثلة:
2132 - فالأول منها: أفعال «6» بفتح الهمزة، كقوله: وعلى أبصرهم [البقرة: 7] ومن أنصار «7» ومّن أقطارها [الأحزاب: 14] وعلى ءاثرهم [المائدة: 46] وعلى أدبرهم [الإسراء: 26] وبين أسفارنا [سبأ: 19] وو من أصوافها «8» وأوبارها وأشعارهآ [النحل: 80] ومع الأبرار [آل عمران: 193] ومّن الأشرار [ص: 62] وو بالأسحار [آل عمران: 17] وما أشبهه.
__________
(1) أي القراء السبعة.
(2) أي القراء السبعة.
(3) في ت، م: (للياء مبدلة) وفيه تحريف وإسقاط.
(4) في ت، م: (بالواو). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(5) في م: (ضميرا) بالنصب وهو خطأ.
(6) في م: (أفعل) وهو خطأ لا ينسجم مع السياق.
(7) البقرة/ 270، وفي ت: (من أبصارها) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(8) وسقطت (أصوافها) من ت، م.

(2/716)


2133 - والثاني: إفعال بكسر الهمزة وذلك في قوله: بالعشىّ والإبكر في آل عمران [41] والمؤمن [55] لا غير.
2134 - والثالث: فعال بفتح الفاء وتخفيف العين كقوله: بالّيل والنّهار [البقرة: 274] [ووجه النّهار [آل عمران: 72]] وذات قرار [المؤمنون: 50] وفى قرار [المؤمنون: 13] ودار البوار [إبراهيم: 28] وما أشبهه.
2135 - والرابع: فعال بكسر الفاء وتخفيف العين كقوله: مّن ديركم [البقرة:
84] ومن ديرنا [البقرة: 246] وإلى حمارك [البقرة: 259] وكمثل الحمار [الجمعة: 5] وخلل الدّيار [الإسراء: 5] وما أشبهه.
2136 - والخامس: فعّال بفتح الفاء وتشديد العين كقوله: كلّ كفّار [البقرة:
276] وبكلّ سحّار [الشعراء: 37] وأمر كلّ جبّار [هود: 59] [وكلّ جبّار [إبراهيم: 15]] ولّكلّ صبّار [إبراهيم: 5] والقهّار [يوسف: 39] وإلى العزيز الغفّر [غافر: 42] وكالفخّار [ص: 28] وما أشبهه.
2137 - والسادس: فعّال بكسر الفاء وتشديد العين في الأصل لا في اللفظ، وذلك في قوله في آل عمران [75] بدينار لا غير، والأصل فيه دنّار بنون مشددة، فأبدل من أولها تخفيفا «1» كما فعل ذلك في ديباج وقيراط وديوان، والأصل دبّاج وقرّاط ودوّان.
2138 - والسابع: فعّال بضم الفاء وتشديد [92/ و] العين كقوله: مّن الكفّار [التوبة: 123] وإلى الكفّار [الممتحنة: 10] وكتب الفجّار [المطففين: 7] وما أشبهه.
2139 - والثامن: فعلال بكسر الفاء، وذلك قوله في آل عمران: بقنطار [آل عمران: 75] لا غير.
2140 - والتاسع: مفعال بكسر الميم، وذلك «2» قوله في الرعد بمقدار [8] لا غير، والألف في هذه التسعة الأمثلة زائدة للبناء.
__________
(1) العبارة غير دقيقة. وتعبير المؤلف في الموضع ل (16/ و): الأصل في ذلك دباج وقرّاط ودوّان بتشديد الباء والراء والواو، فعوضت العرب من هذه الأحرف ياء. أه ثم قال: فإذا جمعوا قالوا: دنانير ودبابيج ودواوين وقراريط فظهرت النون والباء والراء والواو المدغمة قبل القلب والتعويض أ. هـ.
(2) في م: (ودال) وهو خطأ.

(2/717)


2141 - والعاشر: فعل بفتح الفاء والعين مع تخفيفها وانقلبت العين ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وذلك نحو قوله: أصحب النّار [البقرة: 39] ووقود النّار [آل عمران: 10] وعقبة الدّار [الأنعام: 135] وفى دارهم [الأعراف: 78] والجار ذى القربى والجار الجنب [النساء: 36] وإذ هما فى الغار [التوبة:
40] وما أشبهه.
2142 - وأمال الألف وما قبلها في جميع ما تقدم أبو عمرو والكسائي في غير رواية أبي الحارث وحمزة في رواية أبي عمر «1» وابن كيسة عن سليم عنه. واستثنى أبو عمر عن سليم من ذلك ءاثرهم [المائدة: 46] وآثارهما [الكهف: 64] وو من أوزار الّذين [النحل: 25] وكلّ كفّار [البقرة: 276] فرواه مفتوحا. هذه قراءتي على أبي الفتح «2» عن أصحابه.
2143 - وحدّثنا محمد «3» بن علي، قال: أنا ابن «4» قطن، قال: حدّثنا أبو خلاد ح.
2144 - وأنا خلف «5» بن إبراهيم، قال: حدّثنا أبو محمد المعدل، قال: أنا أحمد بن شعيب، قال: أنا صالح بن زياد، قالا: أنا اليزيدي عن أبي عمرو كالفخّار [الرحمن: 28] ومّن الأشرار [ص: 62] والأبصر [آل عمران: 13] وكمثل الحمار [الجمعة: 5] وإلى نار جهنّم [الطور: 13] وما أشبهه ذلك، قال أبو خلّاد:
يشمها الكسر. وقال أبو شعيب: يشمّها من الكسر، قالا ذلك في سورة الرحمن، وقالا في أول البقرة: إنه يكسر ذلك كله. وكذلك سائر أصحاب اليزيدي في الباب كله، ونصّ على الإمالة في قوله: فى الغار [التوبة: 40] عنه عن أبي عمرو، أبو «6»
__________
(1) في م: (أبي عمرو) وهو خطأ؛ لأن المقصود أبو عمر الدوري.
(2) من الطريقين: الثاني والستين، والثالث والستين كلاهما بعد الثلاث مائة.
(3) انظر الطريق/ 179. وإسناده صحيح.
(4) في هامش ت (ل 92/ ظ): ابن قطن هو محمد بن احمد بن قطن السمسار البغدادي غاية 10 هـ أقول: تقدمت ترجمته.
(5) انظر الطريق/ 149. وإسناده صحيح.
(6) في م: (وأبو عبد الرحمن). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.

(2/718)


عبد الرحمن وأبو «1» حمدون وابن «2» سعدان من رواية الأصبهاني عنه، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عنه، وبذلك قرأت في جميع الطرق.
2145 - وروى ابن شنبوذ عن أبي عيسى أحمد بن «3» محمد الفرائضي عن أبي عمرو وأبي خلاد جميعا أنهما أخذا عليه الغار [التوبة: 40] وو من أوزار [النحل:
25] بالفتح فيهما. قال ابن شنبوذ: وكذلك لفظ لي محمد «4» بن [أبي] «5» شعيب السّوسي عن أبيه الغار مفتوحا. قال ابن شنبوذ: وكذلك أقرأنيه يونس «6» بن علي بن محمد بن يحيى اليزيدي عن عمّه أبي جعفر عن جدّه يحيى عن أبي عمرو مفتوحا. وقال ابن شنبوذ: فأما شيوخنا الذين قرأنا عليهم كابن جمهور «7» وابن مخلد «8» عن شيوخهم عن اليزيدي عن أبي عمرو، فإنهم يميلونه.
2146 - وقال الحلواني «9» عن أبي عمر عن الكسائي والإبكر في آل عمران [41] بفتح الكاف، وذلك خلاف لما قاله عنه في سورة البقرة من أن الباب كله يمال.
2147 - وذكر أبو طاهر «10» في كتاب الفصل أنه قرأ على أبي بكر وأبي عثمان
__________
وهو عبد الله بن اليزيدي. وانظر الطريق/ 170.
(1) في ت، م: (ابن حمدون) وهو خطأ. وانظر الطريق/ 178.
(2) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.
(3) أحمد بن محمد لم أجده. وسيأتي اسمه في الفقرة/ 2316 أحمد بن محمد بن عمرو.
وهذان الطريقان ليسا في جامع البيان.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(5) سقطت (أبي) من ت، م.
(6) يونس بن علي بن محمد بن يحيى بن المبارك، أبو عيسى، ابن اليزيدي، روى القراءة عرضا عن عمه أحمد بن محمد بن اليزيدي، روى عنه القراءة عرضا أبو الحسن ابن شنبوذ. غاية 2/ 407. وأبو جعفر هو أحمد بن محمد بن اليزيدي تقدم.
وهذا الطريق خارج عن طريق جامع البيان، وهو في الكامل للهذلي كما أشار في غاية النهاية 2/ 407.
(7) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(8) هو الحسن بن الحباب بن مخلد تقدم. وهذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان وهو في المستنير لابن سوار، والكفاية لأبي العز، كما أشار في غاية النهاية 1/ 209.
(9) طريق الحلواني عن الدوري عن الكسائي خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم.
(10) هو عبد الواحد بن عمر. وقراءته على أبي بكر بن مجاهد عن الدوري عن الكسائي ليست من طرق جامع البيان، كما تقدم.

(2/719)


[عن] «1» الكسائي فى الغار [التوبة: 40] بالفتح، وقد «2» أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أبي عمر عنه أنه كان يميل كل ألف بعدها راء مكسورة. وقال ابن «3» فرح وابن الحمامي «4» وغيرهما عن أبي عمر عنه كل مخفوض فيه الراء فهو يميله، ولم يستثن شيئا من ذلك، فدلّ على أنه يميل فى الغار، وعلى ذلك جميع أهل الأداء برواية أبي عمرو.
2148 - وأمال الكسائي في رواية أبي الحارث من ذلك ما تكررت فيه الراء، نحو الأبرار [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] والقرار [إبراهيم: 29] وفى قرار [المؤمنون: 13] وما أشبهه لا غير. وكذلك أقرأني أبو الفتح «5» في رواية خلف وخلاد عن سليم عن حمزة، وقال لي: أصحاب سليم متفقون على الإمالة فيما تكررت فيه الراء إلا رجاء بن عيسى وحده، فإنه روى عنه إخلاص الفتح في ذلك.
2149 - وحدّثنا محمد «6» بن أحمد، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف وأبي «7» هشام عن سليم عن حمزة أنه قرأ الأشرار [ص: 62] والقرار
__________
وأما قراءته على أبي عثمان الضرير فهي من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في ت، م: (وقال أنا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق. وابن مجاهد ولد قبل وفاة الدوري بسنة، فالإسناد منقطع. وقد تقدم الطريق الثمانون بعد الثلاث مائة، وهو من رواية ابن مجاهد عن ابن عبدوس عن الدوري عن الكسائي.
(3) أحمد بن فرح.
(4) جعفر بن محمد بن أسد بن الحمامي.
(5) له في رواية خلف الطريق: من الخامس والثلاثين إلى التاسع والثلاثين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة. وفي رواية خلاد الطرق: من الرابع والأربعين إلى التاسع والأربعين على التوالي، مع السادس والخمسين، والسابع والخمسين، وكل ذلك بعد الثلاث مائة.
(6) انظر في رواية خلف الطريقين/ 332، 333 وإسناد كل منهما صحيح، وفي رواية أبي هشام الطريق/ 377 وإسناده صحيح.
والرواية في السبعة/ 149.
(7) في م: (ابن هشام). وفي ت: (أبو هشام) وكلاهما خطأ. والتصحيح من السبعة/ 149 والموضح ل 12/ و.

(2/720)


[إبراهيم: 29] وقرار «1» [إبراهيم: 26] والقهّار «2» [إبراهيم: 28] بين الكسر والتفخيم، وكذلك قرأت في رواية خلف وخلاد على غير أبي «3» الفتح، وقرأت في روايتيهما وفي رواية رجاء دار البوار في إبراهيم [28] والقهّار حيث وقع بين بين.
2150 - وقال خلف: سألت سليما «4» عن البوار والقرار والأشرار ونحو هذا فقال: يشمّه الكسر، ثم قرأت عليه غير مرة ففخّمت ذلك، ولم أشمّ الكسر فسكت عني إلا في قرار ومعين [المؤمنون: 50] ونحوها إذا كان الحرف بالخفض.
وقال: أشمّ الراء الكسر، وكذلك من الأبرار [آل عمران: 193] إذا كان في موضع خفض لكون آخر [92/ ظ] الحرف بالخفض. قال خلف: وظننت أنهما عنده متقاربان.
هذه رواية ابن الجهم «5» عن خلف.
2151 - وروى «6» ابن فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة النّار [البقرة:
24] والحمار [الجمعة: 5] والدّار [البقرة: 94] وبقنطار [آل عمران: 75] وبدينار [آل عمران: 75] والبوار بالإمالة وقال: على ءاثارهما [الكهف: 64] وعلى ءاثرهم [المائدة: 46] لا يكسر الثاء، وقال: وو من أوزار [النحل: 25] لا يكسر الزاي.
2152 - وروى «7» أبو داود عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يبطح «8» الألف إذا كان بعدها راء مكسورة، مثل: عقبى الدّار [الرعد: 22] وأصحب النّار [البقرة: 39] وبدينار [آل عمران: 75] قال: فإذا سقط الكسر عن الراء- يريد في الوقف- كانت مفتوحة، فإن كان في الحرف راءان كذلك مثل: الأشرار [ص: 62] وفي قرار [المؤمنون: 13] يعني أنه يميل أيضا.
__________
(1) وفي السبعة (ذات قرار) وهو في المؤمنون/ 50.
(2) وفي ت، م: (الفرار) وهو خطأ لأن الراء فيه غير مجرورة والتصحيح من السبعة/ 149.
(3) من الطريق الرابع والثلاثين بعد الثلاث مائة.
(4) في م: (سليمان) وهو تحريف.
(5) وهي من الطريق الثاني والثلاثين بعد الثلاث مائة.
(6) من الطريق التاسع والخمسين بعد الثلاث مائة. وانظر الموضح ل 12/ و.
(7) من الطريق الثالث والسبعين بعد الثلاث مائة.
(8) في م: (سطح) وهو تحريف.

(2/721)


2153 - وروى ابن جبير «1» عن سليم عن حمزة أنه يفخّم الباب كله ما تكرر فيه الراء وما لم يتكرر، وقال عنه: إلى حمارك [البقرة: 259] بكسر الميم شيئا، وقال: ومن أوزار [النحل: 25] لا يكسر الزاي. وروى أبو هشام «2» عن سليم كرواية خلف سواء، وروى ابن «3» واصل عن ابن سعدان عن سليم مع الأبرار [آل عمران:
193] إذا كان آخره بالكسر، ومثله مّن الأشرار [ص: 62] يقرأ هذه الحروف بين الكسر والتفخيم.
2154 - وقال محمد بن «4» عيسى عن خلاد عن سليم في الباب كله أنه إلى الخفض أقرب منه إلى التفخيم، وقال: يشم ذلك الخفض في الحالين- يعني في الوقف والوصل- وهذا خلاف لما قاله داود عن ابن كيسة عن سليم من أن ذلك مفتوح في الوقف لزوال جرّه الراء فيه، وروى الحلواني «5» عن خلف وخلّاد عن سليم: كل الباب بالفتح إلا ثلاثة أحرف الأبرار والأشرار وفى قرار، فإنه يشمّ فيهنّ الكسر إذا كان مخفوضا، وإذا لم يكن مخفوضا فتحه.
2155 - قال أبو عمرو: وقد اختلف عن أبي عمرو والكسائي وسليم عن حمزة في ثلاث كلم، وهنّ قوله: والجار ذى القربى وو الجار الجنب في الموضعين في النساء [36] وقوله: من أنصارى في آل عمران [52] والصّفّ [14]، وقوله:
جبّارين في المائدة [22] والشعراء [130].
2156 - فروى أبو عبد الرحمن «6» وأبو حمدون «7» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتح والجار في الموضعين ومن أنصارى في المكانين. وحكى اليزيدي وشجاع عنه أنه فتح جبّارين، وبهذا قرأت لأبي عمرو من جميع الطرق.
__________
(1) من الطريق السادس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(2) طرقه هي السابع والسبعون، والثامن والسبعون، والتاسع والسبعون، وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريق الخامس والسبعين بعد الثلاث مائة.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) طريقه عن خلف عن سليم ليس في جامع البيان كما تقدم. وأما عن خلاد فله طريقان:
هما الأربعون، والحادي والأربعون، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(6) من الطريق السبعين بعد المائة.
(7) من الطريق الثامن والسبعين بعد المائة.

(2/722)


2157 - وحدّثني فارس «1» بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الباقي بن الحسن، قال:
حدّثنا زيد بن علي، قال: حدّثنا أحمد بن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أمال والجار ذى القربى وو الجار الجنب [النساء: 36] وقد جاء بذلك نصّا عن أبي عمرو «2» عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه.
2158 - وروى الحلواني «3» عن أبي عمر عن اليزيدي من أنصارى إلى الله [آل عمران: 52] بالإمالة. وكذلك روى ابن مجاهد عن قاسم «4» الغزال عن أبي عمر عن «5» اليزيدي، أخبرنا بذلك ابن خواستي «6» عن أبي طاهر عنه، وكذلك روى أحمد بن نصر الشذائي عن قراءته على عمر بن «7» نصر عن الدوري عن اليزيدي، وكذلك حكى ابن عمر «8» الحافظ عن قراءته على أبي الحسن علي بن سعيد المعروف بابن أبي «9» ذؤابة عن ابن فرح عن أبي «10» عمر عنه عن أبي عمرو.
2159 - والإمالة في ذلك خارجة من قول أبي عمرو ومذهبه المتعارف؛ لأن
__________
(1) انظر الطريق/ 148. وإسناده صحيح لكنه بعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(2) في ت، م: (وعبيد الله) وهو خطأ لا يستقيم به السياق وعبيد الله بن معاذ بن معاذ، وأبوه معاذ بن معاذ بن نصر تقدما. وهذا الطريق خارج عن جامع البيان كما تقدم.
(3) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(4) قاسم الغزال لم أجده.
(5) سقطت (عن) من م.
(6) هو عبد العزيز بن جعفر الفارسي، وأبو طاهر هو عبد الواحد بن عمر. والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) عمر بن محمد بن نصر بن الحكم، أبو حفص، القاضي ببغداد، كبير القدر ثقة، توفى سنة خمس وثلاث مائة. تاريخ بغداد 11/ 220/ غاية 1/ 598.
وهذا الطريق خارج عن جامع البيان وهو في المبهج والكفاية والكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 598.
(8) هو علي بن عمر بن أحمد الدارقطني. وهذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(9) في غاية النهاية 1/ 543: ابن ذؤابة.
(10) في ت، م: (ابن عمر). وهو خطأ واضح، لأنه أبو عمر الدوري.

(2/723)


كسرة الراء فيه كسرة بناء، وهو لا يميل من هذا الضرب إلا ما كانت الكسرة فيه كسرة إعراب لا غير.
2160 - وقرأ الكسائي في غير رواية أبي الحارث بإمالة ذلك كله، وروى عنه أبو الحارث أنه أخلص فتحه.
2161 - وروى ابن «1» فرح عن أبي عمر عن سليم عن حمزة أنه أمال والجار في الموضعين، وأمال أيضا فى الغار [التوبة: 40]. كذا قرأت «2» من طريقه، وروى ابن مجاهد «3» عن قراءته عن أبي الزعراء عن أبي عمر، عن سليم بفتح ذلك، ولا أعلم خلافا عن سليم في فتح من أنصارى [آل عمران: 52] وجبّارين [المائدة: 22].
2162 - وقد حكى ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو: أنه فتح إلى حمارك [البقرة: 259] وذلك وهم. وحكى الحلواني عن أبي عمرو: أنه كان يميل ما كانت الراء فيه مجرورة أو منصوبة أو مرفوعة، وما حكاه من إمالة المنصوب والمرفوع غير جائز، وهو منه خطأ لا شك فيه؛ لأن النصب والرفع لا يجلبان «4» الإمالة كما يجلبها الخفض، وذلك إجماع.
2163 - وقال نصير في كتابه عن الكسائي في جميع ما تقدم ليس يكسره «5» كسرا كثيرا شديدا، وقال في المائدة «6»: والكفّار [93/ و] أوليآء [المائدة: 57] بكسر الراء «7» وبفتح الفاء. وقرأت في روايته بإخلاص الإمالة في جميع القرآن.
2164 - وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني جميع ما تقدم بين اللفظين، واستثنى لي فارس بن «8» أحمد عن قراءته في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه
__________
(1) من الطريق التاسع والخمسين بعد الثلاث مائة.
(2) من الطريق الثاني والستين بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريقين: الثامن والخمسين، والحادي والستين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(4) في م: (لا يحيكان).
(5) في م: (يكره كثيرا) وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(6) قرأ الكسائي بجر (الكفار)، انظر النشر 2/ 255، السبعة/ 245.
(7) سقطت (و) من م.
(8) من الطريق الخامس والسبعين.

(2/724)


بالأبصار «1» خاصة، نحو لّأولى الأبصر [آل عمران: 13] ويذهب بالأبصر [النور: 43] وشبهه من لفظه حيث وقع، فأخذ ذلك عليّ بإخلاص الفتح. واستثنى ابن «2» غلبون عن قراءته وو الجار في الموضعين وجبّارين في المكانين، فأخذ ذلك عليّ بالفتح.
وقرأت له ذلك كله على ابن خاقان «3» بين بين كنظائره.
2165 - ولا أعلم خلافا عن نافع في إخلاص فتح من أنصارى في السورتين لكونه في محل رفع وكون كسرة الراء فيه بناء لا إعرابا.
2166 - وقد كان محمد بن «4» علي يستثني عن قراءته على أصحابه من جملة الباب ما قبل الألف فيه حرف من حروف الاستعلاء «5»، نحو من أبصرهم [النور:
30] والأبصر [آل عمران: 13] ومن أنصارى [آل عمران: 52] ومّن أقطارها [الأحزاب: 14] وبقنطار [آل عمران: 75] والفجّار [الانفطار: 14] والغار [التوبة: 40]، وما أشبهه. فكان يخلص الفتح فيه، وقول أصحاب ورش في كتبهم عنه يدلّ على خلاف ذلك، ويوجب اطّراد الإمالة التي هي بين بين في جميع الباب.
2167 - وقرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن «6» مجاهد وفي رواية ابن «7» سعدان عن المسيّبي، [و] «8» في رواية أبي عون «9» الواسطي وأبي العباس «10» الرازي
__________
(1) في م: (الأنصار) وهو تصحيف.
(2) من الطريق السادس والسبعين.
(3) من الطرق: من التاسع والستين إلى الرابع والسبعين على التوالي.
(4) محمد بن أحمد بن علي لم يتقدم له في طرق الكتاب غير رواية الحروف. فعرضه القراءة خارج عن طرق جامع البيان.
(5) حروف الاستعلاء سبعة هي: الخاء، والصاد، والضاد، الغين، والطاء، والقاف، والظاء.
مجموعة في قولك (خص ضغط قظ).
(6) من الطريق الثاني.
(7) من الطريقين العشرين، والثاني والعشرين.
(8) زيادة يقتضيها السياق.
(9) الواسطي عن الحلواني عن قالون. من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين.
(10) الرازي عن الحلواني عن قالون. من الطريق التاسع والثلاثين.

(2/725)


عن الحلواني، وفي رواية «1» القاضي عن قالون الباب كله بين بين كمذهب ورش سواء، إلا أن ورشا كما قلناه «2» إلى الإمالة أقرب، وهما «3» إلى الفتح أقرب.
2168 - وقرأت في رواية إسماعيل من طريق ابن فرح «4» [و] «5» في رواية المسيّبي من طريق ابنه «6» محمد، وفي رواية قالون من طريق أبي نشيط «7» وأبي علي «8» الشحام والحسن «9» بن أبي مهران عن الحلواني. وفي رواية ورش من طريق الأصبهاني «10» بإخلاص الفتح في الباب كله. وكذلك نصّ عليه الحلواني وأبو مروان «11» عن قالون.
2169 - وكذلك روى أبو سليمان «12» عن قالون إلا عشر كلم، فإنه رواهنّ بالإمالة وهنّ: النّار وجبّار [هود: 59] وكفّار «13» والنّهار وكالفجّار [ص: 28] والحمار [الجمعة: 5] وبدينار [آل عمران: 75] والكفّار [التوبة:
123] والبوار [إبراهيم: 28] وأوّل كافر به [البقرة: 41]. قال: ويفتح وعلى أبصرهم [البقرة: 7] ويميل على ءاثرهم [المائدة: 46] ولا يستمر «14» على قياس واحد يريد في الإمالة والتوسّط.
__________
(1) من الطريق الخامس والثلاثين.
(2) راجع الفقرة/ 3082.
(3) كذا في ت، م وحق السياق أن يقول هم، لأن الضمير يعود إلى اسماعيل والمسيبي وقالون.
(4) من الطريق الثالث.
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) من الطريقين: الخامس عشر، والسادس عشر.
(7) من الطريق الخامس والأربعين.
(8) من الطريق الثالث والأربعين.
(9) من الطريقين: السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين.
(10) من الطريق السادس والتسعين.
(11) طريقه هو الخامس والخمسون.
(12) طريقه هو السابع والخمسون.
(13) البقرة/ 276. وفي م: (الكفار) وهو خطأ بسبب التكرار.
(14) في م: (ولا يشم) ولا يستقيم به السياق.

(2/726)


2170 - وروى ابن «1» جبير عن أصحابه عن نافع الباب كله بإخلاص الفتح.
قال ابن المسيّبي وابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي خير لّلأبرار [آل عمران:
198] بالفتح. وكذا كل ما في القرآن مثل الدّار [الأنعام: 135] والحمار.
2171 - وقال محمد «2» بن خالد عن أبي عمر عن إسماعيل إنه لا يكسر كل راء قبلها ألف، ولا كل راء بعدها ألف. وحكى ابن «3» مجاهد عن قراءته عن ابن عبدوس عن أبي عمر عنه وو على أبصرهم مفتوح.
2172 - وحدّثنا محمد بن «4» أحمد قال: أنا ابن مجاهد، قال: كان نافع لا يميل الألف التي تأتي بعدها راء مكسورة مثل النّار [البقرة: 39] ومن قرار [إبراهيم:
26] والأبرار [آل عمران: 193] والأشرار [ص: 62] ودار البوار [إبراهيم: 28] والأبصر [آل عمران: 13] وبقنطار [آل عمران: 75] وو على أبصرهم «5» وديرهم [البقرة: 85] على ءاثرهم [الكهف: 6] بل كان ذلك كله بين الكسر والفتح، وهو إلى الفتح أقرب.
2173 - قال أبو عمرو: فأما اختلافهم عنه في قوله: جرف هار [التوبة: 109] فنذكره مع اختلاف غيرهم في موضعه «6» من السورة إن شاء الله تعالى.
2174 - وحدّثنا الفارسي «7»، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: «8» أنا ابن مخلد عن البزي كمثل الحمار [الجمعة: 5] يشمّ الكسر. وروى ابن «9» جبير عن الكسائي عن أبي بكر إلى حمارك [البقرة: 259] مفخّمة.
2175 - وروى ضرار عن يحيى عنه كالفخّار [ص: 28] والنّهار [يوسف:
__________
(1) من الطريقين: السابع، والتاسع والعشرين.
(2) محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد، تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) من الطريق الأول.
(4) الرواية في السبعة/ 149.
(5) البقرة/ 7. وفي السبعة (بدينار) بدل (على أبصارهم).
(6) في ت، م: (مواضعه) بالجمع. وهو خطأ؛ لأنه موضع واحد.
(7) انظر الطريق/ 119، وإسناده صحيح.
(8) في ت، م: (قال قال) وهو خطأ.
(9) طرقه هي: التاسع والعشرون، والحادي والثلاثون، والثاني والثلاثون، وكلها بعد المائتين.

(2/727)


39] ودينار «1» [آل عمران: 75] وقنطار «2» [آل عمران: 75] ودار [المائدة:
22] والدّار [الأنعام: 135] وما أشبهه في كل القرآن، وكذلك وو الإبكر [آل عمران: 41] والأبرار [آل عمران: 193] والقرار [إبراهيم: 29] وجبّارين [المائدة: 22] والأشرار [ص: 62] ممال كله. وقال عنه عن أبي بكر: وعلى أبصرهم [البقرة: 7] مفتوحة وجرف هار مفخمة.
2176 - وروى محمد بن «3» خلف التيمي عن الأعشى عن أبي بكر كالفجّار [ص: 28] ودينار «4» والنّهار والقنطار «5» بين التفخيم والكسر. وروى الحسن «6» بن أبي مهران عن الخياط عن الشموني عن الأعشى أنه كان يميل الألف إذا كانت بعدها كسرة راء كانت بعدها أو غيرها، فهذا يدلّ [93/ ظ] على أنه كان يميل ألف فاعل حيث
وقعت، وقد حكى الشموني عنه ويقطع دابر [الأنفال: 7] بالإمالة، فدلّ ذلك على صحة ما حكاه ابن أبي مهران عن الخياط.
2177 - وأنا فارس «7» بن أحمد، قال: أنا ابن طالب، قال: أنا النقّار عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وعلى أبصرهم [البقرة: 7] مفخما تفخيما شديدا. وكذلك ما أشبهه مثل الأخيار [ص: 47] والأبرار [آل عمران:
193] والقرار [إبراهيم: 29] وكذلك ما كان على فاعل مثل عالم [الأنعام: 73] وشاهد [هود: 17] وكاتب [البقرة: 282] وما كان على مفاعل مثل: مسجد [البقرة: 114] ومسكن [التوبة: 24] وكذلك [ما كان على] فعائل مثل: خزآئن [الأنعام: 50] وشعآئر [البقرة: 58]، وكذلك ما كان على مفاعيل مثل: مسكين [المائدة: 89] ومّحريب [سبأ: 13] والموزين «8» [الأنبياء: 47]، وما كان على فعال
__________
(1) وفي ت، م: (الدينار) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل، وكرر النساخ كلمة (الدينار) بعد (القنطار). وهو خطأ أيضا.
(2) وفي ت، م: (القنطار) ولا يوجد في التنزيل كذلك.
(3) من الطريق الثاني والخمسين بعد المائتين.
(4) و (5) في ت، م: (الدينار) و (القنطار) بالتعريف، ولا يوجد كذلك في التنزيل.
(6) الحسن بن العباس بن أبي مهران عن القاسم بن أحمد بن يوسف الخياط الخ ليس من طرق جامع البيان كما تقدم.
(7) انظر الطريق/ 249، وإسناده صحيح.
(8) في ت، م: (موازين) بدون تعريف ولا يوجد في التنزيل كذلك.

(2/728)


مثل: كتب [البقرة: 89] وحساب [البقرة: 212] وو جفان [سبأ: 13] وحسان [الرحمن: 70] كله مفخّم إلا [أ] «1» حرفا بين الفتح والكسر، بل هي إلى الفتح أقرب مثل: ما لها من قرار [إبراهيم: 26] ومّن الأشرار [ص: 62] وكالفجّار [ص:
28] وو سارب بالنّهار [الرعد: 10] والنّاس [البقرة: 8] إذا كان في موضع الخفض.
قال النقار: وكنت كثيرا أقرأها عليه- يعني الخياط- بالتفخيم الشديد مثل أخواتها ولا يردّها.
2178 - قال أبو عمرو: وبإخلاص الفتح في جميع ما تقدم قرأت في رواية الأعشى من طريق الشموني «2» وابن غالب «3» جميعا، وبه آخذ.
2179 - وقد حدّثنا «4» أبو الحسن بن غلبون، قال: حدّثنا علي بن محمد الهاشمي.
2180 - وحدّثنا أبو الفتح «5» الضرير، قال: حدّثنا عبد الله بن الحسين، قالا:
حدّثنا أحمد بن سهل، قال: أنا علي بن محصن عن عمرو بن الصبّاح، قال: ذكر أبو يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان لا يكسر شيئا، فدلّ على صحّة ما قرأت به من الطريقين.
2181 - وروى التغلبي «6» عن ابن ذكوان مع الأبرار في آخر آل عمران [193] يشمّ الراء الكسر. وروى أحمد بن «7» أنس وأحمد ابن «8» المعلى عنه مع الأبرار [آل عمران: 193] وكتب الأبرار [المطففين: 18] بالإمالة حيث وقع، وقياس ذلك سائر ما تتكرّر فيه الراء والكلمة في موضع جرّ، وقالا «9»: إلى حمارك [البقرة:
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) من الطرق: الستين، والحادي والستين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(3) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(4) الإسناد صحيح. والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) الإسناد صحيح، والطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(6) طريقه هو الخامس بعد المائتين.
(7) طريقه هو السابع بعد المائتين.
(8) طريقه هو الثامن بعد المائتين.
(9) في ت، م: (وقالا لي حمارك) ولا يستقيم السياق بذلك. والحرف في البقرة: 259.

(2/729)


259] وكمثل الحمار [الجمعة: 5] بكسر الميم. وقال ابن المعلى عنه كلّ جبّار [هود: 59] يشمّها الكسر.
2182 - وروى الداجوني «1» عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان أداء إمالة كل ألف بعدها راء مجرورة تكررت فيه الراء، أو لم تتكرر في جميع القرآن كأبي عمرو.
وزاد إمالة والجار [النساء: 36] والجوار [الشورى: 32].
2183 - وقال الداجوني أيضا أداء عن أحمد بن «2» مامويه عن هشام الأبرار وبابه مما تكرر فيه الراء بالإمالة: لم يروه أحد غيره. وروى الأخفش عنه «3» إلى حمارك في البقرة [259] وكمثل الحمار في الجمعة [5] بالإمالة، وما عدا ذلك إخلاص الفتح، وبذلك قرأت [على الفارسي «4» عن قراءته] على النقاش عن الأخفش وعلى أبي الفتح «5»
عن قراءته في جميع الطرق عنه، وقرأت من طريق ابن «6» الأخرم على أبي الحسن وغيره بإخلاص الفتح في حمارك والحمار في سائر الباب. وكذلك روى الحلواني عن هشام.
2184 - وقال الأخفش في كتاب العامّ: كان ابن ذكوان يعجبه فتح الراء في الأبرار [آل عمران: 193] والمحراب [آل عمران: 37] وعمران [آل عمران: 33] وإكرههنّ [النور: 33] فدلّ ذلك على أن روايته في ذلك الإمالة والله أعلم.
__________
(1) طريقه هو السادس بعد المائتين.
(2) أحمد بن محمد بن مامويه، أبو الحسن الدمشقي قرأ على هشام وابن ذكوان، قرأ عليه الداجوني، ونسبه وكناه ولا نعلم أحدا قرا عليه غيره. غاية 1/ 128. وهذا الطريق خارج عن جامع البيان، وهو في المستنير لابن سوار، وغاية أبي العلاء، وكامل الهذلي كما أشار في غاية النهاية 1/ 128.
(3) أي عن ابن ذكوان.
(4) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(5) من الطرق: من السابع والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين. على التوالي.
(6) تقدم في الفقرة/ 1875 أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان. وأنه من طرق النشر. انظر النشر 1/ 141.

(2/730)


فصل [في إمالة الألف قبل الراء المكسورة]
2185 - واختلفوا في إمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة هي عين الفعل وكسرتها كسرة بناء و «1» في إخلاص فتحها، وذلك يرد في خمسة أصول وحرف واحد لا غير.
2186 - فالأصل الأول: قوله في البقرة [54]: إلى بارئكم وعند بارئكم وفي الحشر البارئ المصوّر [24] في «2» الثلاثة أمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير فيما قرأت، ولم يأت عنه بالإمالة نصّا في بارئكم غير أبي عمر «3» من رواية الحلواني «4» عنه وغير قتيبة، ولم يذكر أحد عنه البارئ نصّا، وإنما ألحقه بالحرفين اللذين في البقرة ابن مجاهد قياسا عليهما، سمعت أبا الفتح يقول ذلك.
2187 - وأخبرنا ابن جعفر، قال: أنا أبو طاهر قال: قرأت على أبي «5» عثمان بارئكم [البقرة: 54] بالإمالة وعلى أبي بكر «6» بالفتح. قال: وكان أبو بكر يقرئ الناس بعدي بارئكم بالإمالة. قال: ورأيته «7» قد ألحق في كتابه البارئ المصوّر بالإمالة. وروى الشموني [94/ و] من غير طريق «8» النقار عن الأعشى عن أبي بكر بارئكم بالإمالة، وقرأت ذلك من طريق النقّار «9» [و] «10» من طريق ابن غالب «11»
__________
(1) سقطت (و) من م.
(2) أي اختلفوا في الثلاثة وهي: موضعا البقرة وموضع الحشر.
(3) الدوري.
(4) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(5) من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(6) ابن مجاهد، وتقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(7) في ت، م: (وروايته قد ألحق) ولا يستقيم بها السياق.
(8) سقطت (غير) من م.
(9) من الطريقين: الستين، والحادي والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(10) زيادة يقتضيها السياق.
(11) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.

(2/731)


عن الأعشى بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون «1» والكسائي في رواية أبي الحارث ونصير.
2188 - والأصل الثاني قوله: وسارعوا [آل عمران: 133] ويسرعون [آل عمران: 114] ونسارع [المؤمنون: 56] وما أشبهه من لفظ المسارعة وأمال ذلك الكسائي في غير رواية أبي الحارث ونصير فيما قرأت، ولم يأت بالإمالة نصّا عن أبي عمر عنه إلا الحلواني «2» وحده. وأخلص الباقون فتحه.
2189 - والأصل الثالث: قوله في الشورى [32] والرحمن [24] وكوّرت [16]:
الجوار أمال الثلاثة المواضع الكسائي في غير رواية أبي الحارث وحده، وقد «3» نصّ على الإمالة عن أبي عمر عنه الحلواني. واختلف في ذلك عن أبي عمر عن سليم عن حمزة، فقرأت له من طريق ابن فرح «4» بالإمالة، وقرأت له من طريق ابن مجاهد «5» بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون والكسائي في رواية أبي الحارث.
2190 - والأصل الرابع: قوله في المائدة [31]: يورى سوءة أخيه وفأورى سوءة أخى [المائدة: 31] في الحرفين لا غير، أمالهما الكسائي في رواية قتيبة، وفيما حدّثنا به «6» عبد العزيز بن محمد بن إسحاق عن أبي طاهر عن قراءته على أبي عثمان سعيد ابن عبد الرحيم الضرير عن أبي عمر عنه. وكذلك رواه عن أبي عثمان سائر أصحابه أبو الفتح أحمد بن «7» عبد العزيز بن بدهن وغيره، وقياس ذلك قوله في الأعراف [26]: يورى سوءتكم ولم يذكره أبو طاهر ولعله أغفل ذكره.
__________
(1) وهم السبعة إلا الكسائي.
(2) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) في ت، م: (وحده) بدل (وقد) وهو تحريف.
(4) من الطريق الثاني والستين بعد الثلاث مائة.
(5) من الطريق الحادي والستين بعد الثلاث مائة.
(6) انظر الطريق/ 383، وإسناده صحيح.
(7) أحمد بن عبد العزيز بن موسى بن عيسى، أبو الفتح، البغدادي، نزيل مصر، يعرف بابن بدهن، مشهور عارف، متقن، وهو أحذق أصحاب ابن مجاهد، مات ببيت المقدس سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. معرفة 1/ 254، غاية 1/ 68. وروايته عن أبي عثمان الضرير في الكامل. كما أشار في غاية النهاية 1/ 68.

(2/732)


2191 - وقال سورة «1» عن الكسائي فأورى بكسرها قليلا، وهذا يدلّ على أن الإمالة أصل «2» عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك كله للكسائي من جميع الطريق، وبه كان يأخذ ابن مجاهد. وبذلك قرأ الباقون.
2192 - وروى أهل أصبهان عن الداجوني عن ابن ذكوان عن ابن عامر يورى في المائدة وفلا تمار في الكهف [22] وو مشارب في يس [73] ومن مّارج في الرحمن [15] والبارئ في الحشر [24] بالإمالة، وكذلك لّلشّربين [النحل: 66] ومن الغبرين [الأعراف: 83] وهذا لا يعرف من طريق ابن ذكوان نصّا ولا أداء.
2193 - والأصل الخامس: قوله في البقرة [102]: وما هم بضآرّين وفي النساء [12]: غير مضآرّ وفي المجادلة [10]: بضآرّهم شيئا أمال هذه الثلاثة أبو عمرو فيما أنا أبو الفتح «3» عن عبد الله بن الحسين عن موسى بن جرير عن أبي شعيب عن اليزيدي عنه.
2194 - وهذا نقض لما حكاه «4» اليزيدي عنه من أنه إنما يميل من الألفات اللاتي بعدهنّ الراءات ما كانت الراء فيه لاما والإعراب مسوق «5» إليها لا غير، والراء التي تلي الألف في هذه المواضع هي عين، وحركتها لو ظهرت حركة بناء لا حركة إعراب إلا أنها أسكنت للإدغام، وما كانت الراء فيه كذلك، فهو مخلص فتحه اتباعا لما قرأ عليه من أئمته نحو بطارد [هود: 29] ومّارد [الصافات: 7] وو مشارب «6» [يس: 73] ومّارج [الرحمن: 15] وما أشبهه.
2195 - قال أبو عمرو: وقد يصحّ الإمالة فيما تقدّم،- ولا تخرج عن مذهب أبي عمرو- من وجه لطيف وهو الراء التي هي عين لما ذهبت بالإدغام رأسا، وارتفع اللسان بها وباللام- التي هي لام «7» - ارتفاعة واحدة كارتفاعه بالحرف الواحد صار
__________
(1) سورة بن المبارك، تقدم أن روايته عن الكسائي خارجة من جامع البيان.
(2) في ت، م: (أصلا) وهو خطأ.
(3) انظر الطريق/ 152. وإسناده صحيح، وهو بعرض القراءة.
(4) انظر الفقرات من 2131 إلى 2142.
(5) في ت، م: (مسبوق) ولا يناسب السياق.
(6) وفي ت، م: (شارد) وهو خطأ لعدم وجوده في التنزيل.
(7) لام الكلمة.

(2/733)


المتصل بالألف الممالة الراء المجرورة التي هي لام، فأمليت لأجلها كما تمال بذلك في جميع القرآن.
2196 - وقد جاء بالإمالة نصّا عن أبي عمرو في قوله: غير مضآرّ [النساء:
12] عبيد الله «1» بن معاذ عن أبيه عنه، وبإخلاص الفتح قرأت ذلك من طريق السّوسي وغيره، وبه آخذ.
2197 - والحرف الواحد قوله في يس: ومشارب [يس: 73] أمال ألفه الكسائي في رواية الحلواني «2» عن أبي عمر عنه، وابن عامر في رواية هشام من طريق الحلواني «3» عنه، وأخلص الباقون «4»، وبذلك قرأت «5» في رواية أبي عمر عن الكسائي، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء «6» ابن مجاهد وأبو عثمان وغيرهما.

فصل [في إمالة الألف قبل حرف مكسور أو بعده]
2198 - واختلفوا أيضا في إمالة الألف وفي إخلاص فتحها إذا وقع بعدها أو قبلها حرف مكسور هو غير راء، وذلك يرد في ستة أصول وثمانية [94/ ظ] أحرف لا غير.
2199 - فالأصل الأول: ما جاء من لفظ الكفرين وكفرين بألف ولام وبغيرهما وكان ذلك في موضع نصب أو خفض لا غير نحو قوله: إنّ الكفرين [النساء: 101] وبها كفرين [المائدة: 102] وأعدّت للكفرين [البقرة: 24] وما أشبهه. أمال ذلك أبو عمرو والكسائي في رواية نصير وقتيبة، واختلف عن أبي عمر عنه في ذلك.
__________
(1) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(2) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) طرقه هي من العاشر إلى الثالث عشر على التوالي، وكلها بعد المائتين.
(4) أي أخلصوا الفتح. وهم نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وسائر روايات ابن عامر والكسائي وطرقهما غير ما ذكر.
(5) من الطرق: الحادي والثمانين، والثاني والثمانين، والخامس والثمانين، والسادس والثمانين، والسابع والثمانين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(6) عن الدوري.

(2/734)


2200 - فروى عنه أداء أبو الزعراء «1» وأبو عثمان «2» الضرير وابن الحمامي «3» أنه يميل في موضع النصب والخفض جميعا، وكذلك قال لنا «4» محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن أبي «5» عمرو وعن نصير «6» جميعا. وروى الحلواني «7» ومحمد بن «8» خالد البرمكي عنه أنه يفتح الكاف في جميع الأحوال من النصب والخفض والرفع «9»، وبالأول قرأت «10» له عن الكسائي وعليه العمل وبه الآخذ.
2201 - وروى التيمي «11» عن الأعشى الكفرين ممالة. وقرأ نافع في رواية ورش من طريق أبي الأزهر «12» وأبي يعقوب «13» وداود «14» فيما قرأت ما كان في موضع نصب أو خفض بإمالة بين بين، وهو قياس قول داود عنه. وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: الكفرين لا مفتوحة ولا مكسورة. وكذلك روى أبو سليمان «15» عن قالون.
2202 - وأخلص الباقون والكسائي في رواية أبي الحارث وأبي موسى «16» عنه فتح ذلك، وإخلاص الفتح فيما كان مرفوعا إجماع.
__________
(1) من الطريق الحادي والثمانين بعد الثلاث مائة.
(2) من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(3) من الطريق الخامس الثمانين بعد الثلاث مائة.
(4) في م: (قال أنا) وهو تحريف.
(5) انظر الطريق/ 380، وإسناده صحيح.
(6) انظر الطريق/ 393. وإسناده صحيح.
(7) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(8) طريق محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، عن الدوري عن الكسائي ليس من طرق جامع البيان.
(9) سقطت (و) من م.
(10) في م: (قرأ) بدل (قرأت) ولا يستقيم به السياق.
(11) من الطريق الثاني والخمسين بعد المائتين.
(12) من الطرق: الثاني والستين، والثالث والستين، والرابع والستين.
(13) من الطرق: من التاسع والستين إلى السادس والسبعين على التوالي.
(14) قراءة الداني من طريق داود بن هارون خارجة عن طرق جامع البيان.
(15) في م: (أبو سليم) وهو خطأ. وانظر الطريق/ 57.
(16) الشيزري.

(2/735)


2203 - فأما الواحد من «1» ذلك فروى ابن «2» فرح عن أبي عمر عن الكسائي والتيمي «3» عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أوّل كافر به في البقرة [1] بالإمالة، زاد
التيمي عن الأعشى وأخرى كافرة في آل عمران [13] بالإمالة، وأخلص الباقون فتح ذلك وبه قرأت وبه آخذ.
2204 - والأصل الثاني: ما جاء في لفظ الناس مجرورا نحو قوله: ومن النّاس [البقرة: 8] وللنّاس [البقرة: 83] وبربّ النّاس [الناس: 1] وملك النّاس [الناس: 3] وأحرص النّاس [البقرة: 96] وما أشبهه، أمال ذلك حيث وقع أبو عمرو في رواية أبي عبد الرحمن «4» وأبي حمدون «5» وابن سعدان «6» من طريق الأصبهاني عن اليزيدي عنه، وعاصم في رواية الشموني «7» عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقار، عن الخياط عنه والكسائي في رواية الحلواني عن أبي «8» عمر وفي رواية نصير وقتيبة عنه.
2205 - وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون: النون من [برب] «9» الناس [مفتوحة] «10» وسطا من ذلك، وقال الحلواني عن قالون: النون لا مفتوحة ولا مكسورة [----]، [ولم يسند ذلك إلى أحد من رواة نافع، فدلّ على أنه يرويه عن قراءته على ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل عنه] «11» إلا أنه ذكر الكلمة التي
__________
(1) المفرد من لفظ الكافرين.
(2) انظر الطريق/ 382. لكنه بعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(3) سيأتي في الفقرة/ 2232 إعادة ذكر لهذا النص، لكن مع نسبة الإمالة إلى الشموني عن الأعشى دون التيمي، وسيؤكد المؤلف المذكور هنا بإعادته في الفقرة/ 2235 مما يفيد أن الإمالة في (أول كافر) مروية عن التيمي وعن الشموني جميعا.
(4) من الطريق السبعين بعد المائة.
(5) من الطريق الثامن والسبعين بعد المائة.
(6) من الطريق الحادي والثمانين بعد المائة.
(7) من الطرق: الخمسين، والحادي والخمسين، والسادس والخمسين، والثالث والستين، وكلها بعد المائتين.
(8) تقدم أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(9) و (10) زيادة يقتضيها السياق، وهي ثابتة في هذا النص في الموضح ل 22/ ظ.
(11) هذه العبارة مشكلة لأن الحلواني لا رواية له عن ابن عبدوس، بل هو أعلى طبقة منه، وأقدم وفاة. انظر غاية النهاية 1/ 150، 374. وأغلب الظن أن هذه العبارة تتحدث عن

(2/736)


هي موضع رفع وإخلاص فتحها إجماع. قال ابن جبير في مختصره عن الخمسة: إنهم فتحوا ذلك، ولم يبين في أي حال فتحوا.
2206 - وروى الحسن الرازي عن محمد بن «1» عيسى عن خلاد عن سليم عن حمزة في «الناس» لا يكسره الكسر الفاحش ولا يفتحه الفتح الفاحش، وقال النقار «2» عن الخياط عن الشموني عن الأعشى «الناس» إذا كان في موضع خفض بين الفتح والكسر. وقال الحلواني عن هشام عن ابن عامر: النون مفتوحة في كل القرآن، وبذلك قرأ الباقون «3».
2207 - وقال أبو عمرو: واختياري في قراءة أبي عمرو من طريق أهل العراق الإمالة المحضة في ذلك لشهرة «4» من رواها عن اليزيدي وحسن اطّلاعهم ووفور معرفتهم، مع أنه لم يرو أحد نصّا خلافها إلا ما حكاه ابن جبير عنه أنه يفتح ولم يميّز المفتوح ولا بينه، ولعله أراد المنصوب والمرفوع دون المخفوض [وأما] «5» من ميّز ذلك وبيّنه «6»، فقد وافقه على الفتح إلا أنه أدرك بلطف حسّه وبراعة فهمه «7» خفيّا لم يدركه وغامضا لم يعرفه، فوجب المصير إلى قوله والاعتماد على روايته دون رواية غيره، وبذلك قرأت على الفارسي «8» عن قراءته على أبي طاهر بن أبي هاشم، وبه آخذ.
2208 - وقد كان ابن مجاهد رحمه الله يقرئ بإخلاص الفتح في جميع الأحوال، وأظن ذلك اختيارا منه واستحسانا في مذهب أبي عمرو، وترك لأجله ما
__________
ابن مجاهد، وقد سقط ذكره من النساخ. ويؤيد ما ذهبت إليه كثرة قراءة ابن مجاهد على ابن عبدوس. راجع الفقرة/ 596. والله أعلم.
(1) تقدم أن هذا الطريق ليس في جامع البيان.
(2) من الطريق التاسع والأربعين بعد المائتين.
(3) وهم: نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحمزة، وسائر طرق ابي عمرو، وعاصم والكسائي غير ما ذكر.
(4) في م: (بشهرة).
(5) زيادة يقتضيها السياق.
(6) أي من روى الإمالة في المجرور دون المرفوع والمنصوب.
(7) في ت، م: (فيه). ولعلها محرفة عن (فهمه).
(8) من الطريقين: التاسع والثلاثين، والسابع والستين، وكلاهما بعد المائة.

(2/737)


قرأه على الموثوق به من أئمته إذ قد فعل ذلك في غير ما حرف وترك المجمع فيه عن اليزيدي، ومال إلى رواية غيره، إمّا لقوّتها في العربية أو لسهولتها على اللفظ أو
لقربها على المتعلّم «1»، من ذلك إظهار الراء الساكنة عند اللام «2» وكسرها [95/ و] الضمير المتصلة بالفعل المجزوم من غير صلة «3» وإشباع «4»، الحركة في بارئكم [البقرة: 54] ويأمركم [البقرة: 67] ونظائرهما وفتح الهاء والخاء في يهدى [البقرة:
26] و [يخصّمون] [الزمر: 31] وإخلاص فتح ما كان من الأسماء المؤنثة على فعلى وفعلى وفعلى في أشباه لذلك «5». ترك فيه رواية اليزيدي واعتمد على غيرها من الروايات عن أبي عمرو لما ذكرناه. فإن كان فعل في «الناس» كذلك، وسلك تلك الطريقة في إخلاص فتحه لم يكن إقراؤه بإخلاص الفتح حجة يقطع بها على صحته، ولا يدفع بها رواية «6» من خالفه.
2209 - على أنه قد ذكر في كتاب قراءة أبي عمرو من رواية أبي عبد «7» الرحمن في إمالة «الناس» في موضع الخفض ولم يتبعها خلافا من أحد من الناقلين عن اليزيدي، ولا ذكر أنه قرأ بغيرها كما يفعل ذلك فيما [تخالف] قراءته رواية غيره، فدلّ ذلك على أن الفتح اختيار منه والله أعلم.
وقد حكى عبد الله «8» بن داود الخريبي «9» عن أبي عمرو: أن الإمالة في «الناس» في موضع الخفض لغة أهل الحجاز وأنه كان يميله «10».
__________
(1) في م: (التعلم).
(2) انظر الفقرة/ 1930.
(3) مثل قوله تعالى (نوله ما تولى ونصله) وقد أخر المؤلف ذكر اختلاف القراءة فيه إلى فرش الحروف.
(4) سيأتي ذكر اختلاف القراء فيه وفيما بعده في فرش الحروف.
(5) في ت، م: (كذلك) ولا يناسب السياق.
(6) في م. (روايته) ولا يستقيم به السياق.
(7) هو عبد الله بن ابي محمد اليزيدي.
(8) ليس من رجال جامع البيان، وروايته عن أبي عمرو في الكامل، كما أشار في غاية النهاية 1/ 418.
(9) في ت، م: (الحربي) وهو تصحيف، والخريبي بضم الخاء وفتح الراء وسكون الياء نسبة إلى خريبة محلة بالبصرة. انظر: المغني في ضبط أسماء الرجال/ 98.
(10) في م: (مثله). ولا يستقيم به السياق.

(2/738)


2210 - والأصل الثالث: ما جاء من قوله: ءاذانهم وءاذاننا كقوله: فى ءاذانهم مّن الصّوعق [البقرة: 19] وعلى ءاذانهم فى الكهف [الكهف: 11]، وو فى ءاذاننا وقر [فصلت: 5] وما أشبهه.
2211 - والأصل الرابع: ما جاء من قوله: طغينهم كقوله في البقرة [15] والأنعام [110] والأعراف [186] ويونس [11] والمؤمنون [75] فى طغينهم يعمهون أمال هذين الأصلين الكسائي في غير رواية أبي الحارث وأبي موسى وأخلص فتحها الباقون. وكذلك روى أبو الحارث وأبو موسى عن الكسائي.
2212 - والأصل الخامس: ما جاء من لفظة المحراب مجرورا ومنصوبا، وجملته أربعة مواضع: في آل عمران [37] زكريّا المحراب فى المحراب [39] وفي مريم [11] على قومه من المحراب، وفي ص [21] إذ تسوّروا المحراب لا غير، وما جاء من قوله: عمرن وذلك موضعان في آل عمران [33] وءال عمرن على العلمين وفي التحريم [12] ومريم ابنت عمرن لا غير، وكذا من بعد إكرههنّ في النور [32]، وو الإكرام في الموضعين في الرحمن [27 و 78].
2213 - أمال جميع هذه المواضع ابن عامر في رواية الأخفش عن ابن ذكوان كذا قرأت على أبي الفتح «1» عن قراءته من هذا الطريق، وكذا ذكر ذلك الأخفش في كتابه عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر.
2214 - وأقرأني عبد العزيز «2» بن جعفر عن قراءته على أبي بكر النقاش عن الأخفش عنه بإمالة «المحراب» وحده حيث وقع وبأيّ إعراب كان، وبإخلاص الفتح فيما عداه من ذلك. وكذلك روى التغلبي «3» وابن المعلى «4» وابن أنس «5» عن ابن ذكوان، وقرأت من طريق ابن الأخرم «6» عن الأخفش عن ابن ذكوان بإمالة المحراب في موضع الجرّ خاصة وهما موضعان في آل عمران.
__________
(1) طرقه من السابع والتسعين بعد المائة إلى الرابع بعد المائتين على التوالي.
(2) من الطريق السادس والتسعين بعد المائة.
(3) من الطريق الخامس بعد المائتين.
(4) من الطريق الثامن بعد المائتين.
(5) من الطريق السابع بعد المائتين.
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان كما تقدم.

(2/739)


الحرف الثاني: في مريم وفتحت ما عدا ذلك، وكذلك روى محمد بن موسى «1» عن ابن ذكوان وابن عتبة «2» بإسناده عن ابن عامر، وكذلك روى قتيبة نصّا عن الكسائي، وقال «3» ابن غلبون «4» قال: حدّثنا ابن المفسّر قال: حدّثنا أحمد بن أنس قال: حدّثنا هشام بإسناده عن ابن عامر المحراب بالتفخيم، وقرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني بإخلاص «5» الفتح في آل عمران خاصة وما عداه بالإمالة اليسيرة بين بين وأخلص الباقون «6» الفتح في الجميع.
2215 - والأصل السادس: قوله في سورة الكافرين خاصة: عبدون [3] وعابد [4] وعبدون [5] في الثلاثة لا غير. وأمال فتحة العين والألف بعدها فيما رواه ابن عامر من رواية الحلواني عن هشام، كذا قرأت «7» من هذا الطريق على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن عن أصحابه عن الحلواني. وكذلك حدّثني «8» محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الجمال عن الحلواني عن هشام، وبذلك قرأت أيضا على ابن «9» غلبون عن قراءته، وبذلك آخذ. وأخلص الباقون فتحها ولا خلاف فيما سواها.
2216 - وأما الثمانية الأحرف فالأول منها: قوله في النساء [9]: ذرّيّة ضعفا اختلف في إمالة فتحة العين عن حمزة، فروى خلف عن سليم عنه إمالتها، وروى ذلك عن خلف محمد «10» بن الجهم والحلواني «11» وإدريس «12»، وكذلك
__________
(1) من الطريق السادس بعد المائتين.
(2) من الطريق الثالث والعشرين بعد المائتين.
(3) انظر الطريق/ 214. وإسناده صحيح.
(4) في ت، م: (قال حدثنا) وزيادة (قال) خطأ.
(5) في ت: (اخلاص) بدون باء.
(6) وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، والكوفيون، وسائر طرق نافع وابن عامر غير ما ذكر.
(7) انظر الطريقين/ 211، 212، وإسناد ثانيهما صحيح.
(8) انظر الطريق/ 210، وإسناده صحيح.
(9) تقدم أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(10) طريقه هو الثاني والثلاثون بعد الثلاث مائة.
(11) تقدم. ان هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(12) طرقه من الثالث والثلاثين إلى السابع والثلاثين على التوالي، وكلها بعد الثلاث مائة.

(2/740)


روى ابن واصل «1» عن ابن سعدان وأبو هشام «2» عن سليم، ونصّ ابن الجهم «3» عنه بكسر العين والألف، وقال ابن [95/ ظ] الجهم «4» لم يروها بالكسر عن غير خلف «5».
2217 - حدّثنا محمد «6» بن علي قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن سليم عن حمزة ضعفا بالكسر.
2218 - اختلف أصحاب أبي عمر في ذلك. فحدّثنا ابن «7» خواستي قال: أنا عبد الواحد بن عمر قال: أنا ابن فرح قال: أنا أبو عمر عن سليم عن حمزة ضعفا مكسورة العين.
2219 - وحدّثنا «8» عبد العزيز بن جعفر قال: حدّثنا أبو طاهر قال أخبرني أبو بكر قال: حدّثني أبو الزعراء [عن الدوري] «9» عن سليم عن حمزة ضعفا لا يميل العين وبذلك قرأت في روايته «10» وفي رواية خلّاد ورجاء.
2220 - وقال الحلواني «11» عن خلّاد عن سليم بفتح العين، وكذلك قال عن «12» الدوري عن سليم، وكذلك روى محمد بن «13» الهيثم وسائر أصحاب خلّاد
__________
(1) طريقه هو الخامس والسبعون بعد الثلاث مائة. وهو يعرض القراءة.
(2) طرقه هي: السابع والسبعون، والثامن والسبعون، والتاسع والسبعون وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) في ت، م: (ابن جهيم) وهو خطأ.
(4) في م: (الجهيم) وهو خطأ.
(5) في ت، م: (عن خلف غيره) وهو خطأ لا يستقيم به السياق والتصحيح من الموضح ل 23/ و.
(6) انظر الطريقين/ 332، 333، وإسناد كل منهما صحيح.
(7) انظر الطريق/ 359، وإسناده صحيح.
(8) انظر الطريق/ 361، وإسناده صحيح، لكنه يعرض القراءة وهنا رواية حروف.
(9) سقط من ت، م وقد تقدم الإسناد صحيحا فانظره في طرق الكتاب.
(10) الدوري، وذلك من الطرق: الحادي والستين، والثاني والستين، والثالث والستين وكلها بعد الثلاث مائة.
(11) من الطريقين: الأربعين، والحادي والأربعين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(12) طريق الحلواني عن الدوري عن سليم خارج عن جامع البيان.
(13) من الطريق السادس والخمسين بعد الثلاث مائة.

(2/741)


عنه عن سليم عن حمزة أداء ما خلا محمد بن يحيى «1» الخنيسي وبذلك كان أيوب «2» الضبّي صاحب رجاء بن عيسى يقرئ، وروى الخنيسي عن خلاد بكسر العين.
2221 - وأنا عبد «3» العزيز بن جعفر قال: أنا أبو طاهر قال: نا ابن «4» حاتم قال:
أنا هارون بن حاتم قال: أنا سليم عن حمزة ضعفا خافوا [النساء: 9] مكسورة. وقد روى الفتح منصوصا عن حمزة عبيد الله «5» بن موسى وبذلك قرأ الباقون.
2222 - والثاني: قوله في الأنعام [140]: [افتراء عليه] «6» افترآء على الله أمالهما الكسائي فيما نابه الفارسي «7» قال: أنا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني محمد بن أحمد المقرئ عن أبي نصر القاسم بن عبد الوارث عن قراءته عن أبي عمر عن الكسائي، وكذلك روى ذلك أبو العباس «8» البلخي أداء عن الدوري عنه.
2223 - وأنا الفارسي «9» أيضا قال: أنا أبو طاهر قال: حدّثني أحمد بن سعيد [الأذني] «10» قال: أنا محمد بن يحيى الكسائي، [قال] «11»: وقرأت على هاشم «12»
__________
(1) طريقه هو الثاني والأربعون بعد الثلاث مائة.
(2) من الطرق: الرابع والستين، والخامس والستين، والسادس والستين، والثامن والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(3) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(4) في هامش ت (ل 96/ و): ابن حاتم هو علي بن أحمد بن حاتم البغدادي غاية.
(5) تقدمت ترجمته، وروايته عن حمزة ليست عن طريق جامع البيان، وهي في المستنير لابن سوار، والكفاية لأبي العز، والكامل للهذلي، كما أشار في غاية النهاية 1/ 493.
(6) زيادة يقتضيها السياق. وهذا الحرف في الآية/ 138.
(7) هذا الإسناد خارج عن طرق الكتاب. ومحمد بن أحمد هو ابن شنبوذ.
(8) طريق عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الهيثم أبي العباس البلخي عن الدوري ليس من طرق جامع البيان، وهو في المبهج والكامل كما أشار في غاية النهاية 1/ 404.
(9) الإسناد قبل هاشم صحيح. ورواية هاشم البربري عن الكسائي ليست من روايات جامع البيان.
(10) في م: (الأدمي) وهو خطأ. انظر غاية النهاية 1/ 116.
(11) زيادة يقتضيها السياق.
(12) في م: (هشام اليزيدي) وهو خطأ انظر شيوخ محمد بن يحيى الكسائي الصغير في غاية

(2/742)


البربري فلما بلغت إلى قوله: افترآء بالنصب قال: افترآء بالكسر فأتيت أبا الحارث فسألته، فقال: افترآء بالنصب في الراء، وقال لي أبو الحارث قال لي الكسائي: لا أكسر الراء هنا لأنه مصدر. قال أبو عبد الله «1»: فأتيت سلمة «2» فأخبرته بقولهما، فقال: القول ما قال أبو الحارث.
2224 - قال أبو عمرو: وبإخلاص الفتح قرأت ذلك للكسائي من طريق الدوري وغيره «3»، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وأمال نافع في رواية ورش من غير [96/ و] طريق الأصبهاني فتحة الراء قليلا فيهما، وأخلص الباقون «4» فتحها.
2225 - والثالث: قوله في الرعد [13]: شديد المحال اختلف عن أبي بكر عن عاصم في إمالة فتحة الحاء والألف بعدها. فحدّثنا الفارسي «5» قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: أنا ابن حاتم قال نا «6» هارون قال: أنا أبو بكر عن عاصم شديد المحال مكسورة الحاء وقرأت الجماعة بإخلاص فتحها.
2226 - الرابع: قوله في سبحان [23]: أو كلاهما أمال فتحة اللام والألف بعدها حمزة والكسائي، وأخلص الباقون فتحها.
2227 - والخامس: قوله: كمشكوة في النور [35] أمال فتحة الكاف والألف المنقلبة من الواو بعدها الكسائي في رواية الدوري، وأخلص الباقون فتحها.
2228 - والسادس: قوله: أنا ءاتيك به [في الموضعين] في النمل [39] أمال فتحة الهمزة والألف بعدها فيهما حمزة في رواية خلف وأبي عمر ورجاء وأبي هشام
__________
النهاية 2/ 279. وهو هاشم بن عبد العزيز، أبو محمد، البغدادي، روى عن الكسائي قراءته.
روى القراءة عنه الحسين بن علي بن حماد الأزرق، ومحمد بن يحيى الكسائي وغيرهما.
ورواية هاشم عن الكسائي في سوق العروس للطبري وغير ذلك. غاية 2/ 348.
(1) محمد بن يحيى الكسائي.
(2) سلمة بن عاصم المذكور في الطريق الحادي والتسعين بعد الثلاث مائة.
(3) سقطت (و) من م.
(4) وهم: السبعة إلا الكسائي وورشا عن نافع في غير طريق الأصبهاني.
(5) انظر الطريق/ 281، وإسناده صحيح.
(6) في ت، م: (ابن هارون) وهو خطأ. والتصحيح من إسناد الطريق الحادي والثمانين بعد المائتين.

(2/743)


وابن سعدان عن سليم عنه، وكذلك روى أبو عثمان الضرير عن أبي عمر عن الكسائي فيما حدّثني «1» الفارسي عن أبي طاهر عنه، وأخلص الباقون فتح الهمزة والألف فيهما، وكذلك روى خلاد عن سليم عن حمزة والحلواني «2» عن أبي عمر عن الكسائي، وكذلك روى سليمان «3» الضبّي أداء عن رجاله عن حمزة. وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد قال: أمال حمزة أنا ءاتيك به [النمل: 39] أشمّ الهمزة شيئا من الكسر ولم يملها غيره «4» ولم يميّز «5» ابن مجاهد رحمه الله الروايات عن سليم عن حمزة.
2229 - وقد قرأت في رواية خلاد على ابن غلبون «6» بإشمام الإمالة والفتح هو الصحيح عنه، وهو الذي نصّ عليه الحلواني وغيره عنه، وكذلك روى سليمان «7» الضبّي عن رجاله عن حمزة، وقرأت من طريق أبي بكر «8» الآدمي عنه بالإمالة.
2230 - والسابع: قوله في سورة ق [44] والمعارج [43]: سراعا أمال فتحة الراء وما بعدها إمالة محضة الكسائي في رواية الحلواني «9» عن أبي عمر عنه، وأمالها إمالة بين بين نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني، وأخلص الباقون فتحها، وكذلك قرأت على الكسائي من جميع الطرق، وكذلك ذكر أبو طاهر «10» أنه قرأ على ابن مجاهد، ولم يأت بالإمالة نصّا عن الكسائي غير الحلواني عن أبي عمر عنه.
2231 - والثامن: قوله في الغاشية [5]: من عين ءانية أمال فتحة الهمزة
__________
(1) من الطريق الثالث والثمانين بعد الثلاث مائة.
(2) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) من الطرق: الرابع والستين، والخامس والستين، والسادس والستين، والسابع والستين، وكلها بعد الثلاث مائة.
(4) النص في السبعة/ 482 بزيادة (من غير إشباع) بعد قوله (من الكسر).
(5) في م طمست (يميز).
(6) هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان وهو من طرق النشر، انظر النشر 1/ 161.
(7) في م: (سليم) وهو خطأ.
(8) من الطريقين: الرابع والستين، والثامن والستين، وكلاهما بعد الثلاث مائة.
(9) وهي خارجة عن طرق جامع البيان كما تقدم.
(10) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.

(2/744)


والألف بعدها ابن عامر في رواية الحلواني عن هشام فيما قرأت «1» له، وأخلص الباقون فتحها، وكذلك ابن عبّاد عن هشام من قراءتي على أبي الفتح «2» عن أصحابه عنه.

فصل [في إمالات الأعشى عن أبي بكر]
2232 - وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر من غير رواية النقّار عن الخياط عنه حروفا من الإمالة انفرد بها، فمن ذلك أنه أمال أوّل كافر به في البقرة [41] وو أخرى كافرة في آل عمران [13]، وقد تابعه على الإمالة في الأول الكسائي من رواية ابن فرح عن أبي عمر عنه.
2233 - وأمال الكتب [البقرة: 85] والحساب [البقرة: 202] والعذاب [البقرة: 49] هذه الكلم الثلاث حيث وقعن وبأيّ إعراب تحركن، وتابعه على إمالة الكتب والحساب في موضع الجرّ خاصة الكسائي من رواية قتيبة عنه.
2234 - وأمال بالعباد [البقرة: 207] إذا كان مجرورا حيث وقع، وأمال الربانيين في موضع الجرّ حيث وقع «3» والأحبار والرّهبان في التوبة [34] أمال الحرفين جميعا، وأمال دآئرة السّوء حيث وقع، وبادى الرّأى في هود [27] وسمرا تهجرون في المؤمنين [67] وأساور من ذهب في الزخرف «4» [53] وقياسه نظائره.
2235 - وأمال هنالك [آل عمران: 38] واليتمى [البقرة: 83] وأنّى [البقرة:
223] التي للاستفهام هذه الثلاث كلم حيث وقعن إمالة لطيفة بين بين. وروى محمد بن «5» التيمي عن الأعشى عن أبي بكر أنه أمال أوّل كافر به والعباد
__________
(1) من الطرق: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، وكلها بعد المائتين.
(2) عن الطريق الخامس عشر بعد المائتين.
(3) لم يرد في التنزيل مجرورا إلا في موضع واحد، في آل عمران/ 79.
(4) قرأها السبعة إلا حفصا (أساور) بالألف. انظر النشر 2/ 369، السبعة/ 587.
(5) من الطريق الثاني والخمسين بعد المائتين.

(2/745)


والحساب والكتاب وبارئكم والأحبار وو الرّهبان وقرأت في هذه المواضع كلها في رواية الأعشى من طريق النقّار «1» عن الخياط عن الشموني عنه [و] «2» من طريق ابن غالب «3» بإخلاص الفتح. وكذلك نصّ عليها النقّار في كتابه.
وقال حسين «4» المروزي عن حفص عن عاصم أنه لم يكن يميل الكتب والحساب.
2236 - وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع: التاء من الكتب مفتوحة وسطا من ذلك. وقال الأصبهاني «5» عن أصحابه عن ورش:
الكتب بالتفخيم وترك الإضجاع. وقال داود بن أبي طيبة عن ورش: ليس في قراءة نافع فتح شديد ولا بطح ولكنه كما يخرج وسطا من اللفظ، وذلك قياس قول أبي يعقوب «6» وأبي الأزهر «7» عنه، وقال أحمد بن صالح عن قالون «ذلك» الذال لا مكسورة ولا مفتوحة وسطا من ذلك، وقال عن ورش وقالون: ماذآ أراد الله بهذا [البقرة: 26] لا مفتوحة ولا مكسورة وسطا من ذلك، وقال الأصبهاني: عن ورش ماذآ بغير إمالة، وقال أحمد «8» عن ورش عن نافع: ونردّ على أعقابنا [الأنعام:
71] بالإمالة وقياس ذلك بآيتنآ «9» [البقرة: 39] وو الله ربّنا [الأنعام: 23] وو فى ءاذاننا [فصلت: 5] وو لإخوننا [الحشر: 10] وبآياتنا [البقرة: 71] وما أشبهه إذا كان كناية عن جميع المتكلمين وقبل النون كسرة، وقرأت جميع ذلك للجماعة من جميع الطرق بإخلاص الفتح.
__________
(1) من الطريقين: الستين، والحادي والستين، وكلاهما بعد المائتين.
(2) زيادة ليستقيم السياق. وهي ثابتة في الموضح ل 75/ ظ.
(3) من الطريق الثاني والستين بعد المائتين.
(4) ابن محمد وطريقه هو السادس عشر بعد الثلاث مائة.
(5) محمد بن عبد الرحيم.
(6) يوسف بن عمرو بن يسار الأزرق.
(7) عبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم.
(8) ابن صالح.
(9) وفي م: (بآياتنا ولا) ولا يوجد في التنزيل، وفي ت: (بآياتنا ولام والله) وهو خطأ؛ لأنه لا يستقيم به السياق.

(2/746)


فصل [في إمالات نصير عن الكسائي]
2237 - وروى أيضا نصير عن الكسائي في كتابه الذي جمع فيه حروفه، وروته الجماعة عنه أنه أمال حروفا لم يتابعه على روايتها عنه أحد من أصحابه وهو قوله: فرشا [22] وبنآء [22] في أول البقرة، والدّمآء [البقرة: 30] ودمآءكم [البقرة: 84] وو لا دمآؤها «1» [الحج: 37] وما كان من لفظه حيث وقع ومن بقلها وقثّآئها وفومها وعدسها وبصلها [البقرة: 61] وما أشبه ذلك من هاء المؤنث إذا وقع قبلها كسرة نحو: مّن فوقها [الزمر: 20] ومن بقلها [البقرة: 61] ومن تحتها [البقرة: 25] ومن أنبآئها [الأعراف: 101] وفى أمّها «2» [القصص: 59] وفى جيدها [المسد: 5] حيث وقع، وأمال حتّى في جميع القرآن، وإنّ الله أمال فتحة النون والألف فيه وأخلصها في الحرف «3» الثاني وهو قوله: وإنّآ إليه رجعون [البقرة: 156]، وكذا روى قتيبة عن الكسائي فيهما كرواية نصير سواء.
2238 - وأمال ترآءت الفئتان في الأنفال [48] وفلمّا رأته في النمل [44] أمال فتحة الراء فيهما. وأمال في إبراهيم [50] مّن قطران، وفي قريش [2]: رحلة الشّتآء وفي الكوثر [3] إنّ شانئك، وفي المسد [5] جيدها وفي الناس [96/ ظ] [4] الخنّاس أمال «4» في هذه المواضع كلها الألف وفتحة الحرف الذي قبلها إمالة بين بين من غير إشباع، كذا ترجم عن ذلك وعن سائر حروف الإمالة، وكذلك حكى أبو عبيد وابن جبير وقتيبة عن الكسائي أن إمالته متوسطة وأنها دون إمالة حمزة.
2239 - وقرأت أنا لنصير بإخلاص الفتح في جميع ما تقدم من هذه الحروف التي انفرد بروايتها إلا قوله: حتّى حيث وقع فإني قرأته على أبي الفتح «5» عن
__________
(1) وفي ت، م: (ولا دماءكم) ولا يوجد في التنزيل.
(2) قرأها الكسائي بكسر الهمزة في الوصل. انظر النشر 2/ 248، السبعة/ 228.
(3) في ت: (الحرفين والثاني)، وفي م: (الحرفين الثاني) ولا يستقيم السياق بأي منهما.
(4) في م: (إمالة) ولا يستقيم بها السياق.
(5) من الطريق السابع والتسعين بعد الثلاث مائة.

(2/747)


قراءته على عبد الله بن الحسين بإسناده عن نصير بالإمالة الخالصة، وقرأته عليه «1» عن قراءته على عبد الباقي بن الحسين عن أصحابه عنه بإخلاص الفتح والأول أختار لورود النص، وأخذ عامّة أهل الأداء بذلك في مذهبه.
2240 - وقد تابع نصيرا على الإمالة في قوله: رحلة الشّتآء قتيبة. وروى ورش عن نافع من غير طريق الأصبهاني ترقيق الراء في قوله: فرشا وأخلص الباقون الفتح في جميع ما تقدم.

فصل [في إمالات قتيبة عن الكسائي]
2241 - وروى قتيبة أيضا عن الكسائي في كتابه الذي دوّن فيه حروفه [أنه] «2» أمال أشياء «3» انفرد بها عنه: منها ما يطّرد ويكثر دوره، ومنها ما لا يطّرد ويفترق في السور.
2242 - فأما المطّرد من ذلك فاسم الله تعالى إذا كان فيه لام الجرّ خاصة دون سائر حروف الجرّ كقوله: الحمد لله [الفاتحة: 1]، وو لله يسجد [الرعد: 15]، وو لله ملك السّموت والأرض [آل عمران: 189]، ويومئذ لّلّه [آل عمران: 167]، ولّلّه الأمر [الرعد: 31] وما أشبهه. وكل جمع كان بالياء والنون في موضع جرّ كقوله: مع الرّكعين [البقرة: 43]، ومّن السّجدين [الأعراف: 11]، وبالشّكرين [الأنعام: 53]، ومّن الشّهدين [آل عمران: 81]، وخير المكرين [آل عمران: 54]، وبخرجين [البقرة: 167]، وبأحكم الحكمين [التين: 8]، وو المسكين [البقرة: 83]، وفى الغبرين [الشعراء: 171]، ومن الغاوين [الأعراف: 175]، وو الغرمين [التوبة: 60]، وبحملين [العنكبوت: 12]، وعن الجهلين [الأعراف: 199] وما أشبهه. وسواء ولي الألف الممالة حرف استعلاء أو غيره من سائر الحروف والكتب [البقرة: 2]، وبكتب [الأعراف: 52]، والحساب [البقرة: 202]، وبغير حساب [البقرة: 212] إذا كان ذلك في موضع جرّ لا غير. والولدين
__________
(1) من الطريق السادس والتسعين بعد الثلاث مائة.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) في م: (شيئا) ولا يستقيم بها السياق.

(2/748)


[النساء: 135]، وو بالولدين [البقرة: 83]، وبولديه [مريم: 14] حيث وقع، وفعلين [يوسف: 10]، وخمدين «1»، ولعبين [الأنبياء: 16] في موضع النصب حيث وقعت هذه الثلاث كلم، والرّجال [النساء: 75] والنّسآء [البقرة: 235] في موضع الجرّ حيث وقعا كقوله: لّلرّجال نصيب [النساء: 7]، وو للرّجال عليهنّ [البقرة: 228]، وو للنّسآء نصيب [النساء: 7]، وفى النّسآء [127] وما أشبهه.
والجاهل [البقرة: 273] والجهلون [الفرقان: 63] في موضع الرفع «2» حيث وقعا، وفى الأرحام [الحج: 5]، وأولوا الأرحام [الأنفال: 75]، إذا كان في موضع جرّ حيث وقع، وبالواد [طه: 12]، وبواد [إبراهيم: 37]، وعلى واد النّمل [النمل: 18]، وواديا [التوبة: 121] وما أشبهه من لفظه حيث وقع.
2243 - وأما ما لا يطّرد ويقلّ دوره من ذلك ويقع مفترقا في السور، فقوله في البقرة [156]: إنّ الله دون وإنّآ إليه رجعون، وفى المسجد [البقرة: 187]، أو تسريح بإحسن [229]، وفي آل عمران [39] فى المحراب «3»، وكذا في مريم [11] على قومه من المحراب، وفي الأنعام «4» [7]: فى قرطاس، وبخارج مّنها [122]، وفي الأعراف وقالوا مهما [الأعراف: 132]، وفي الرعد [41] من أطرافها، وفي إبراهيم [35] هذا البلد ءامنا، ولم يذكر الذي في البقرة «5» وفي الأصفاد [ص: 38]. وكذلك في «6» ص، وفي طه [18] ولي فيها مآرب، وفي الحج [23] من أساور، وو الباد [25]، وبإلحاد «7» [25]، ولهاد الّذين ءامنوا [البقرة: 9]، وفي النور [2، 3] الزّانية والزّانى في حرفين، وفي لقمان [33]
__________
(1) الأنبياء/ 15، وفي ت، م: (حاملين) وهو خطأ لأنه تقدم. والتصحيح من الموضح ل 78/ و.
(2) في هامش ت (ل 97/ و): الجر وصح. وفي الموضح ل 79/ و: وأمال الجاهل في وضع الجر، وكذلك الجاهلون وأنتم سامدون هذه الثلاثة إمالة لطيفة من أجل الكسرة اللازمة بعد الألف. اهـ. أقول: وهذا التعليل ينسجم مع إمالته ذلك في حالتي الرفع، والجر والنصب.
(3) وفي ت، م: (من المحراب) وهو خطأ لأنه في مريم.
(4) وفي م: (في قراءتي قرطاس) وهو خطأ.
(5) وهو قوله (هذا بلدا آمنا) في الآية/ 126.
(6) كرر ناسخ ت (في ص) خطأ.
(7) في ت، م: (الجياد) وهو خطأ، لأنه لا يوجد في سورة الحج. والتصحيح من الموضح ل 79/ ظ.

(2/749)


جاز عن والده، وفي سبأ [13] من مّحريب لا وتمثيل لا وجفان في الثلاثة، وفي فاطر [33] من أساور، وفي ص [11] من الأحزاب وفى الأصفاد [38]، وفي عسق [51] أو من ورآئ حجاب، وفي والذاريات [3] فالجريت وفنعم المهدون [48]، وفي الطور [18] فكهين وبفكهة [22]، وفي النجم سامدون [61]، وفي الرحمن [5] بحسبان والأكمام [11] وبين حميم ءان [44] وو جنى الجنّتين دان [54]، وفي الواقعة [20] وفكهة، وفي الصّفّ [14] الحواريّون، وفي الحاقة [3] بالقارعة وعاتية [6]، وفي الإنسان [2] أمشاج وإمّا شاكرا، وفي الغاشية [10] فى جنّة عالية، وفي الفجر وليال عشر [2]، وفي البلد [3] ووالد، وفي قريش [2] رحلة الشّتآء، وفي الفلق [2] ومن شرّ حاسد. وقد تقدم ذكر «الناس» في موضع [97/ و] الجرّ أمال هذه الألفات كلها وما قبلها إمالة غير مشبعة، وقد ترجم قتيبة عن بعضها بالكسر وعن بعضها بإشمام «1» الكسر.
2244 - وترك المبالغة في الإمالة هي قراءة الكسائي القديمة، ثم رجع بعد ذلك إلى مذهب حمزة، وبذلك قرأت له من جميع الطرق، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء الآخذين بمذهبه.
2245 - وقال قتيبة عنه: العذاب [البقرة: 49]، والمحال [الرعد: 13]، وكالجواب [سبأ: 13]، وو مشارب [يس: 73]، وخاوية [الحاقة: 7] بالفتح في الخمس.
2246 - وحكى أبو بكر «2» محمد بن عبد الله بن أشتة عن قراءته أن قتيبة روى عن الكسائي أنه يميل كل حرف وقعت بعده «3» ألف ساكنة قبل حرف مكسور من كلمة مجرورة متصرّفة وغير متصرّفة في جميع القرآن ما كانت العربية حاكمة بجواز الإمالة فيها إلا ما كان من ذكر الرّحمن والعذاب والمحال وقوله:
كالجواب في سبأ، قال: وكان يميل ءامنّا في إبراهيم [35]، وءامنة في النحل [112]، وءانفا في القتال [16]، وإنّ الله حيث وقعت دون وإنّآ
__________
(1) في م: (باشمال) وهو تحريف.
(2) هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(3) في م: (بعد ألف) ولا يستقيم بذلك السياق.

(2/750)


إليه رجعون [البقرة: 156]، ولّا يأتيه الذي بعده البطل في السجدة «1» خاصة، وأشمّ الشين من قوله: شاكرا [البقرة: 158] الكسر وبكسر الياء من القيمة [البقرة: 85] كسرا خفيفا، أخبرني بذلك خلف بن إبراهيم المقرئ عن ابن أشتة بإسناده عن قتيبة.
2247 - حدّثنا ابن غلبون «2»، قال: علي بن محمد، قال: أنا أحمد بن سهل، قال [أنا] «3» علي بن محصن: قال أنا عمرو بن الصباح عن حفص أنه كان يفتح هذن [طه: 63] وهذا [ص: 23] وأشباه ذلك، ولا يكسر ويفخّم.
2248 - وروى «4» هبيرة عن حفص وابن «5» جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم وعن أصحابه «6» عن نافع وأبي عمرو وحمزة والكسائي هذه [الرحمن: 43] بفتح الهاء. وروى سورة «7» عن الكسائي هذه وذلك [التوبة: 120] بالتفخيم.
2249 - وروى ابن سعدان «8» عن اليزيدي عن أبي عمرو هذه الشّجرة [البقرة:
35] الهاء بين التفخيم والكسر، وبإخلاص فتحها في المذكر والمؤنث قرأت للجماعة، وعلى ذلك أهل الأداء.
2250 - قال أبو عمرو: وهذه أصول الإمالة مشروحة، ومذاهب القرّاء «9» فيها ملخصة على حسب ما قرأته تلاوة، وأخذته رواية، وقد بقيت من ذلك «10» من مذاهبهم في فواتح السور أذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، وبالله التوفيق
__________
(1) فصلت، آية 42.
(2) انظر الطريق/ 304. وإسناده صحيح.
(3) زيادة يقتضيها السياق.
(4) من الطريق الثامن بعد الثلاث مائة.
(5) من الطريقين التاسع والعشرين، والثاني والثلاثين، وكلاهما بعد المائتين.
(6) أي وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع.
(7) تقدم أن هذه الرواية خارجة عن جامع البيان.
(8) من الطريقين: الثمانين، والحادي والثمانين، وكلاهما بعد المائة.
(9) في ت، م: (ومذهب) ولا تتوافق مع السياق.
(10) في ت، م: (ذلك من) وهو غير مستقيم.

(2/751)