وكفوا مثل عمرا خفيفة «1»، وروى عمرو «2»
وعبيد «3» والقوّاس وحسين المروذي «4» وابن شاهي «5»
وهبيرة «6» والزهراني «7» عنه عن عاصم هزوا وكفوا بضمّ
الزاي والفاء وإبدال الهمزة بعدهما واوا مفتوحة.
وحدّثنا محمد بن علي [174/ م] قال: نا ابن مجاهد، قال:
حدّثني أبو بكر وهيب «8» المروذي عن الحسن «9» بن المبارك
«10» عن عروة بن الصبّاح عن حفص عن عاصم هزوا وكفوا لا
يهمز ويثقل، ويقرأ جزءا مقطوع بلا واو مهموز مخفّف «11»،
قال ابن مجاهد: وكذا قال هبيرة التمار عن حفص عن عاصم جزا
__________
(1) أي يخفف الهمزة ويبدلها واوا في الكلمتين.
(2) ابن الصباح، أبو حفص الكوفي المقرئ الضرير، قرأ على
حفص وكان أحذق من قرأ عليه، وروى الحروف عن أبي يوسف
الأعشى عن أبي بكر بن عياش، قرأ عليه علي بن سعيد البزار،
والحسن ابن المبارك، توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين. معرفة
القراء 1/ 167.
(3) عبيد بن الصباح بن صبح أبو محمد الكوفي، أخو عمرو بن
الصباح، أخذ القراءة عرضا عن حفص وهو من أجل أصحابه، وروى
عنه القراءة عرضا أحمد بن سهل الأشناني.
معرفة القراء 1/ 168.
(4) الحسين بن محمد بن أحمد أبو أحمد المروذي، روى القراءة
عن إسماعيل بن جعفر وحفص، روى القراءة عنه أحمد بن منيع.
غاية 1/ 249.
(5) الفضل بن يحيى بن شاهي بن سلمة بن الحارث، أبو محمد
الأنباري، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص عن عاصم، روى
القراءة عنه عرضا أحمد بن بشار. غاية 2/ 11.
(6) هبيرة بن محمد التمار، أبو عمر الأبرش البغدادي، عرض
على حفص عن عاصم، قرأ عليه حسنون بن الهيثم وهو أضبط أصحاب
هبيرة، والخضر بن الهيثم الطوسي. غاية النهاية 2/ 353.
(7) في (م) والزاهي وهو خطأ، وهو سليمان بن داود.
(8) وهو ابن عبد الله المروذي، أبو بكر، روى القراءة عن
الحسن بن المبارك، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 2/
361.
(9) هذا هو الصواب (الحسن)، وفي (ت) و (م) الحسين وهو خطأ،
وفي (ت) و (م) في الموضع الذي بعده الحسن، وكذا هو في كتاب
السبعة لابن مجاهد ص 159، وفي معرفة القراء الكبار في
ترجمة عمرو بن الصباح ذكر الذهبي- رحمه الله- أن الحسن بن
المبارك قد قرأ على عمرو بن الصباح، فضبطه بدون ياء 1/
167.
(10) الحسن بن المبارك، أبو القاسم الأنماطي، المعروف بابن
البغدادي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن عمرة بن الصباح، روى
القراءة عنه وهب بن عبد الله المروذي. غاية 1/ 229.
(11) السبعة في القراءات ص 159.
(2/872)
مهموز مخفّف «1»، وفي كتاب الخزاز عنه هزوا
مهموز مثقل وكفوا بضمّ الكاف والفاء، ولم يذكر الهمزة.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني [وهب]،
قال: أخبرنا الحسن بن المبارك، قال: قال أبو حفص: وحدّثني
سهل «2» عن أبي عمر «3» عن عاصم أنه كان يثقل هزوا وكفوا،
وربما همز، وربما لم يهمز. قال: وكان أكثر قراءته بترك
الهمز «4».
نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني العوفي- يعني:
محمد بن سعد «5» - عن أبيه «6» عن حفص عن عاصم أنه كان لا
ينقص نحو هزوا وكفوا، وقال:
أكره أن يذهب منّي عشر حسنات بحرف أدغمه إذا همزت [121/
ت].
وذكر عاصم أن أبا عبد الرحمن «7» كان يقول ذلك «8». وروى
المفضل عن عاصم هزوا مخفّفا مهموزا «9»، وجزءا وكفؤا
مثقلين مهموزين، وقرأ الباقون هزوا وكفوا بضمّ الزاي
والفاء وجزءا بإسكان الزاي وتحقيق الهمزة في الثلاث كلم
«10»، ولم يضمّ الزاي من قوله: جزءا وجزء حيث وقعا غير
عاصم
__________
(1) السبعة في القراءات ص 159.
(2) لم أعثر على ترجمته.
(3) كذا في (م) وهو الصواب، وفي (ت) عمرو وهو خطأ.
(4) انظر: السبعة ص 159، والمشهور عن حفص عن عاصم أنه قرأ
(هزوا) و (كفوا) بضم الزاي والفاء وإبدال الهمزة بعدهما
واوا مفتوحة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 74، وابن
الجزري في النشر 2/ 215، 216.
(5) محمد بن سعد بن محمد، أبو جعفر العوفي، شيخ معروف، روى
الحروف عن أبيه سعد، روى عنه الحروف ابن مجاهد. غاية 2/
142.
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة الضرير عبد الله
بن حبيب بن ربيعة ولأبيه صحبة، وولد هو في حياة النبي صلى
الله عليه وسلم، عرض على علي وعثمان وابن مسعود وزيد بن
ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، وعرض عليه عاصم بن أبي
النجود ويحيى بن وثاب وعطاء بن السائب والحسن والحسين رضي
الله عنهما. أقرأ في خلافة عثمان رضي الله عنه إلى أن توفي
في إمرة الحجاج سنة ثلاث وسبعين وقيل أربع وسبعين، وكان
ثقة كبير القدر، أخرج له الستة في كتبهم. معرفة القراء 1/
45، غاية النهاية 1/ 413.
(8) السبعة في القراءات ص 159.
(9) في (م) مهموز وهو خطأ.
(10) انظر: النشر 2/ 215، 216، التيسير ص 74.
(2/873)
في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد، على أن
خلادا والرفاعي قد رويا عن الحسين الجعفي عن أبي بكر جزءا
بإسكان الزاي مهموزا في كل القرآن لم يروه غيره «1».
حرف:
قرأ ابن كثير وما الله بغافل عمّا يعملون [74] بعده
أفيطمعون [75] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «2».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه وأحاطت به
خطيئاته [81] بالألف على الجمع. وقرأ الباقون بغير ألف على
التوحيد «3».
حرف:
قرأ ابن كثير والمفضل عن عاصم وحمزة والكسائي لا يعبدون
إلا الله [البقرة: 83] بالياء. وكذلك روى عبيد بن نعيم عن
أبي بكر عن عاصم أيضا «4». وقرأ الباقون بالتاء.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم للناس حسنا [83] بفتح
الحاء والسين. وقرأ الباقون بضم الحاء وإسكان السين «5»،
وكلهم قرأ في النمل [11] ثم بدل حسنا بضم الحاء وإسكان
السين، إلا ما رواه حسين الجعفي وعصمة بن عروة الفقيمي «6»
عن أبي عمرو أنه قرأ حسنا بفتح الحاء والسين، لم يروه أحد
عنه غيرهما «7».
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر: ضم الزاي في كلمة (جزء) حيث
وقعت، وهو المعتمد في التيسير ص 84، وفي النشر 2/ 216.
(2) انظر: النشر 2/ 217، التيسير ص 74.
(3) والمشهور عن ابن عامر أنه يقرأ (خطيئته) على الإفراد،
ولم يذكر ابن الجزري في النشر غير هذا الوجه لابن عامر،
انظر: النشر 2/ 218، واقتصر عليه المؤلف في التيسير ص 74.
(4) المشهور عن عاصم أنه قرأ (لا تعبدون) بالتاء، ولم يذكر
ابن الجزري غير هذا الوجه له، انظر:
النشر 2/ 218، وانظر: التيسير ص 74 فإن المؤلف اقتصر- ثم-
على هذا الوجه لعاصم.
(5) المشهور عن عاصم ضم الحاء وإسكان السين، وانظر: النشر
فإنه لم يذكر له غير هذا الوجه 2/ 218، وانظر: التيسير ص
74 فقد اقتصر المؤلف- ثم- على هذا الوجه لعاصم.
(6) عصمة بن عروة أبو نجيح الفقيمي البصري، روى القراءة عن
أبي عمرو بن العلاء وعاصم بن أبي النجود، روى عنه الحروف
يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال أبو حاتم عن عصمة: مجهول.
غاية 1/ 512.
(7) وروايتهما شاذة لمخالفتهما ما في التيسير والنشر.
(2/874)
حرف:
قرأ الكوفيون تظاهرون [85] هاهنا وإن تظاهرا عليه في
التحريم [4] بتخفيف الظاء. وقرأ الباقون بتشديدهما في
الموضعين. وحكى ابن مجاهد في كتاب [قراءة نافع] «1» عن
يونس عن ورش عن نافع تظهرون بغير ألف، وقد ذكر يونس في
كتابه (اختلاف نافع وحمزة) «2» في تثقيل الظاء وتخفيفها،
وأضرب عن ذكر الألف، فدلّ على إثباتها بعد الظاء اتفاق
منهما.
حرف:
قرأ حمزة: أسرى [البقرة: 85] على وزن فعلى، وكذلك روى أبو
عبيد عن إسماعيل عن نافع وهو وهم. وقرأ الباقون أسارى على
وزن فعالى، وكذلك روى الكسائي والدوري والهاشمي عن إسماعيل
عن نافع «3».
حرف:
قرأ نافع وعاصم والكسائي: تفادوهم [85] بضم التاء وفتح
الفاء وألف بعدها. وقرأ الباقون تفدوهم بفتح التاء وإسكان
الفاء من غير ألف «4».
حرف:
وكلهم قرأ: يوم القيامة يردّون [85] بالياء إلا ما حدّثناه
فارس ابن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد «5»، قال: نا محمد بن
الربيع «6»، قال: نا يونس بن عبد الأعلى عن ابن كيسة «7»
عن سليم «8» عن حمزة بالتاء، وعن ورش عن
__________
(1) لم أقف على الكتاب.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) وفي التيسير ص 74 ذكر أن نافعا يقرأ (أسارى) كالستة
ولم يذكر له خلافا، وكذلك في النشر 2/ 218، سار على هذا،
وكذلك ابن مجاهد فقد سار في كتاب السبعة على هذا ص 164.
(4) وانظر: التيسير ص 74، النشر 2/ 218.
(5) جعفر بن أحمد، أبو محمد البزاز، روى القراءة عن محمد
بن الربيع، روى القراءة عنه فارس بن أحمد، غاية النهاية في
طبقات القراء 1/ 191.
(6) محمد بن الربيع بن سليمان، أبو داود، أبو عبيد الله
الجيزي، الأزدي مولاهم. روى القراءة عن يونس بن عبد
الأعلى، روى القراءة عنه جعفر بن أحمد البزاز وأبو العباس
المطوعي، ومحمد بن إبراهيم ابن زاذان. غاية 2/ 140.
(7) علي بن يزيد بن كيسة، أبو الحسن الكوفي نزيل مصر، عرض
على سليم، وهو أضبط أصحابه، عرض عليه يونس بن عبد الأعلى،
وداود بن أبي طيبة، وعبد الصمد بن عبد الرحمن، مات بمصر
سنة اثنتين ومائتين. غاية النهاية 1/ 584.
(8) سليم بن عيسى بن سليم بن عامر، أبو عيسى، ويقال أبو
محمد الحنفي مولاهم، الكوفي المقرئ، ضابط محرر حاذق، ولد
سنة ثلاثين ومائة، وعرض القرآن على حمزة، وهو
(2/875)
نافع بالياء، وذلك وهم من ابن الربيع،
فحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة «1»، قال: نا أبي
«2»، قال: نا يونس عن ابن كيسة أنه أقرأه هو وورش وسقلاب
«3» بالياء اتفقوا، وهذا هو الصواب. وكذلك روى داود عن ابن
كيسة، وروى ابن مجاهد بإسناده عن المفضل «4» عن عاصم يردون
بالتاء «5»، وبالياء قرأت له مثل الجماعة.
حرف:
قرأ الحرميان وأبو بكر والمفضل وحماد عن عاصم وما الله
بغافل عمّا تعملون [85] بعده أولئك الذين اشتروا [86]
بالياء، وكذلك حكى ابن شنبوذ عن أبي موسى عن الكسائي «6».
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء.
حرف:
قرأ ابن كثير بروح القدس [87 و 253] في الموضعين في هذه
السورة. وفي المائدة [110] والنحل [102] بإسكان الدال،
وقرأ الباقون: بضمها «7».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ينزل «8» [90] وتنزل [النساء: 153]
إذا
__________
أضبط أصحابه وأقومهم بحرف حمزة، عرض عليه خلف بن هشام
وخلاد بن خالد، توفي سنة ثمان وثمانين ومائة. غاية النهاية
1/ 318.
(1) أحمد بن أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي السمح
التجيبي المصري، قرأ على إسماعيل ابن عبد الله النحاس، قرأ
عليه خلف بن إبراهيم الخاقاني، توفي سنة ست وخمسين وثلاث
مائة. غاية 1/ 38.
(2) أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن التجيبي المصري، روى
القراءة عن يونس بن عبد الأعلى، روى القراءة عنه ابنه
أحمد. غاية 1/ 155.
(3) سقلاب بن شيبة، أبو سعيد المصري، قرأ القرآن على نافع،
قال الداني: وروى عنه كتاب التمام. قرأ عليه يوسف بن عمرو
الأزرق ويونس بن عبد الأعلى، وكان يقرئ بمصر مع ورش، توفي
سنة إحدى وتسعين ومائة. معرفة القراء 1/ 132، غاية النهاية
1/ 308.
(4) في (م) " الفضل" والصواب الذي في (ت).
(5) هذه الرواية ليست في كتاب السبعة.
(6) إلا أن المشهور عن الكسائي أنه قرأها بالتاء، واقتصر
على هذا الوجه له الداني في التيسير ص 74، وكذلك ابن
الجزري في النشر 2/ 218.
(7) وانظر: التيسير ص 74 وعبر هنالك عن الإسكان بالتخفيف،
وعن الضم للدال بالتثقيل، وانظر: النشر 2/ 216.
(8) في (م) " وينزل".
(2/876)
كان مستقبلا «1» مضموم الأول بإسكان النون
وتخفيف الزاي من جميع القرآن.
واستثنى ابن كثير من ذلك موضعين، وهما قوله في سبحان [82]:
وننزل من القرآن وحتى تنزل علينا كتابا [93] بفتح النون
وتشديد «2» الزاي فيهما [122/ ت] واستثنى أبو عمرو أيضا من
ذلك موضعا واحدا وهو قوله في الأنعام [37]:
على أن ينزل آية يفتح نونه وشدّد زاؤه، واتفقا جميعا على
فتح النون وتشديد الزاي في الموضع الذي في الحجر [21] وهو
قوله: وما ننزّله إلا بقدر معلوم [175/ م] وذلك إجماع فيه
من حيث أريد به المرّة بعد المرّة.
وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الزاي في الباب كله،
واستثنى عاصم في رواية هبيرة عن حفص، وفي رواية إسحاق
الأزرق عن أبي بكر من ذلك موضعا واحدا، وهو قوله في الشورى
[28] وهو الذي ينزل الغيث فخفّفه واستثنى في رواية يحيى
الجعفي عن أبي بكر موضعا واحدا وهو قوله في لقمان [34]:
وينزل الغيث فخفّفه أيضا «3». واستثنى حمزة والكسائي من
الباب موضعين، وهما اللذان في لقمان وينزل الغيث وفي
الشورى وهو الذي ينزل الغيث فخفّفاهما.
حرف:
وكلهم قرأ والله بصير بما يعملون [96] بالياء إلا ما رواه
مضر ابن محمد «4» عن البزّي عن ابن كثير أنه قرأ بالتاء،
وهو وهم من مضر؛ لأن الخزاعي «5» وابن الحباب «6» رويا ذلك
عن البزّي نصّا، وكذلك رواه الحلواني «7» عن
__________
(1) هكذا في (ت)، وفي (م) " مستثقلا" وهو خطأ.
(2) وفي (م) وشد الزاي.
(3) المشهور عن عاصم التشديد في جميع المواضع، ففي التيسير
ص 75 أن عاصما ممن يقرأ بالتشديد ولم يستثن له الداني
هنالك أي موضع، والأمر كذلك في النشر 2/ 218.
(4) مضر بن محمد بن خالد بن الوليد، أبو محمد الضبي الأسدي
الكوفي، قال ابن الجزري:
معروف وثقوه، روى القراءة سماعا عن أحمد البزي، وابن
ذكوان، وروى الحروف عنه ابن مجاهد، وابن شنبوذ. غاية
النهاية 2/ 299.
(5) إسحاق بن أحمد الخزاعي.
(6) الحسن بن الحباب بن مخلد، أبو علي البغدادي الدقاق، من
حذاق أهل الأداء، قرأ على البزي ومحمد بن غالب الأنماطي،
أخذ عنه ابن مجاهد، والنقاش، وابن الأنباري وعبد الواحد بن
أبي هاشم، وكان الحسن ثقة وهو الذي انفرد بزيادة (لا إله
إلا الله) مع التكبير عن البزي، توفي سنة إحدى وثلاث مائة.
معرفة القراء 1/ 186، غاية 1/ 209.
(7) أحمد بن يزيد الحلواني. تقدم.
(2/877)
القوّاس «1»، وعلى ذلك العمل في رواية
الثلاثة عن ابن كثير «2».
حرف:
قرأ ابن كثير جبريل في الموضعين هاهنا [97، 98]، وفي
التحريم [4] بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز، وقرأ حمزة
والكسائي بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء، هذه
رواية الجماعة عن سليم ما خلا خلاد فإنه اختلف عنه، فروى
الحلواني وسليمان اللؤلؤي «3» ومحمد بن الهيثم «4» وعنبسة
بن النضر «5» ومحمد بن شاذان «6» مثل الجماعة «7»، وروى
عنه الخنيسي «8» «9» جبرئل مهموزا مقصورا. وقال ابن فرح عن
أبي عمر عن سليم هاهنا: جبرئل مهموز لم يزد على ذلك شيئا،
وقال في التحريم [4] جبرئل لا يمدّها، ولكنها بهمزة خفيفة،
فوافق ما حكاه الخنيسي عن خلاد. وقال البرمكي عن أبي عمر
عنه: مثقل، وهذا يدلّ على المدّ والهمز.
__________
(1) أبو الحسن أحمد بن محمد بن علقمة القواس. تقدم ص.
(2) وانظر النشر 2/ 219، فان ابن الجزري ذكر ابن كثير مع
من يقرءون بالياء.
(3) سليمان بن عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن
طلحة بن عبيد الله، أبو داود الطلحي، التمار اللؤلؤي
الكوفي، مقرئ ثقة، عرض على خلاد، وعمرو بن أحمد الكندي،
عرض عليه الإمام ابن جرير الطبري، مات سنة اثنتين وخمسين
ومائتين. غاية النهاية 1/ 314.
(4) محمد بن الهيثم، أبو عبد الله الكوفي قاضي عكبرا. ضابط
مشهور، حاذق في قراءة حمزة، عرض على خلاد، وهو أجل أصحابه
وعرض على عبد الرحمن بن أبي حماد، وحسين الجعفي عن حمزة،
روى عنه القراءة عرضا القاسم بن نصر المازني، مات سنة تسع
وأربعين ومائتين. غاية 2/ 274، معرفة 1/ 180.
(5) عنبسة بن النضر الأحمر، أبو عبد الرحمن اليشكري المقرئ
النحوي، عرض على سليم بن عيسى، وعرض على خلاد، روى القراءة
عنه عبد الله بن جعفر السواق. غاية النهاية 1/ 605.
(6) أبو بكر الجوهري، المقرئ، قرأ على خلاد، وقرأ عليه أبو
الحسن بن شنبوذ وأبو بكر النقاش، قال ابن الجزري: مقرئ
حاذق معروف، محدث مشهور ثقة. معرفة القراء 1/ 205، غاية
النهاية 2/ 152.
(7) والمشهور عن خلاد موافقته للجماعة عن سليم، انظر
التيسير ص 75 فان الداني هنالك ذكر لحمزة وجها واحدا فقط
وهو بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة بعدها ياء مثل
الكسائي، وانظر: النشر 2/ 219 فقد وافق ابن الجزري هنالك
الداني في التيسير.
(8) في (م) " الحبشي" وهو تحريف.
(9) هو محمد بن يحيى، أبو عبد الله الخنيسي، الرازي ثم
الكوفي، مقرئ مشهور، روى القراءة عن خلاد، وروى القراءة
عنه جعفر بن محمد بن حرب. غاية النهاية 2/ 278.
(2/878)
واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروت
الجماعة عنه كقراءة حمزة والكسائي بفتح الجيم والراء وهمزة
مكسورة بعدها ياء، وخالفهم يحيى بن آدم، فروي عنه بفتح
الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء «1»، هذه رواية خلف
والوكيعي «2» والصريفيني «3» وموسى ابن حزام «4» وحسين بن
الأسود «5» عن يحيى، وروى عنه محمد بن المنذر «6» مثل
حمزة، وكذلك روى الواسطيون «7» عن شعيب عن يحيى، وكذلك روى
عنه أبو هشام في «جامعه» «8». وقال عنه في «مجرّده» «9»:
مهموز مقصور، وهذا هو الصواب من قوله.
وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر «10» جبرئل وميكائل يهمزهما
جميعا بألفين، وهذا يدلّ على أنه قرأ جبرائل بألف بين
الراء والهمزة؛ لأنه جعله في
__________
(1) ذكر ابن الجزري الخلاف عن أبي بكر في إثبات الياء
وحذفها بعد الهمزة المكسورة ولما ذكر رواية يحيى بن آدم
عنه بحذف الياء قال: وهذا هو المشهور من هذه الطرق 2/ 219.
(2) أحمد بن عمر بن حفص، الشيخ أبو إبراهيم الوكيعي
البغدادي، الضرير، روى القراءة عن يحيى بن آدم، روى
القراءة عنه ابنه إبراهيم وعلي بن أحمد الوزان، توفي سنة
خمس وثلاثين ومائتين. غاية النهاية 1/ 92.
(3) شعيب بن أيوب بن رزيق أبو بكر وقيل أبو أيوب
الصريفيني، مقرئ ضابط موثق عالم، أخذ القراءة عرضا وسماعا
عن يحيى بن آدم، روى القراءة عنه محمد بن عمرو بن عون،
وأحمد بن يوسف القافلاني، توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
غاية النهاية 1/ 327.
(4) موسى بن حزام، أبو عمران الترمذي، الرجل الصالح، روى
القراءة عن يحيى بن آدم سماعا عن أبي بكر عن عاصم، وعن
يحيى بن آدم عن الكسائي، روى القراءة عنه عبد الله بن أبي
داود. توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين. غاية 2/ 318.
(5) الحسين بن علي بن الأسود، أبو عبد الله البجلي،
الكوفي، روى القراءة عن يحيى بن آدم، روى عنه القراءة أحمد
بن يزيد الحلواني. غاية 1/ 238.
(6) محمد بن المنذر الكوفي، مقرئ معروف، روى الحروف سماعا
عن يحيى بن آدم وله عنه نسخة، روى عنه الحروف ابنه المنذر.
غاية 2/ 266.
(7) لعل الواسطيين هم: محمد بن عمرو بن عون الواسطي ويوسف
بن يعقوب الواسطي وأحمد بن سعيد بن عثمان أبو العباس
الضرير المعروف بالمثلثي شيخ واسط.
(8) لم أقف على هذا الكتاب.
(9) لم أقف على هذا الكتاب.
(10) في (م) " بكرة" وهو خطأ.
(2/879)
الترجمة مثل ميكائل. وذلك خلاف لقول
الجماعة عن أبي بكر «1». وروى المفضل عن عاصم في هذه
السورة مثل حمزة، وفي التحريم بكسر الجيم والراء من غير
همز في السورتين «2».
حرف:
قرأ نافع وميكائل [98] بهمزة مكسورة بعد الألف من غير ياء،
وكذلك روى ابن شنبوذ وابن الصبّاح عن قنبل عن ابن كثير لم
يروه غيرهما. وقرأ أبو عمرو وعاصم في رواية حفص بغير همز
ولا ياء بين الألف واللام، وقرأ الباقون بهمزة بعدها ياء
«3».
حرف:
وكلهم قرأ ورسله [98] حيث وقع بضمّ السين مثقلا إلا ما
رواه الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأه
مخفّفا «4» لم يروه غيره، والعمل في قراءة أبي عمرو على
ضمّ السّين، وكذلك رواه منصوصا عن اليزيدي «5» أبو عبد
الرحمن وأبو حمدون وأبو خلاد وأبو عمر وأبو شعيب، وعلى ذلك
أهل الأداء.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ولكن الشياطين [102] وفي
الأنفال [17] ولكن الله قتلهم [123/ ت] ولكن الله رمى [17]
بإسكان النون وكسرها للساكنين ورفع الاسم الذي بعدها في
الثلاثة المواضع، هذه رواية الأخفش والشاميين والترمذي «6»
«7» عن ابن ذكوان ولكن الشياطين بتخفيف النون ورفع ما
__________
(1) اقتصر الداني في التيسير على وجه واحد لأبي بكر وهو
فتح الجيم والراء وهمزة مكسورة من غير ياء ص 75، وهذا هو
المشهور من الطرق عن أبي بكر كما ذكر ابن الجزري في النشر
2/ 219.
(2) قرأ حفص عن عاصم وأبو عمرو وابن عامر في السورتين بكسر
الجيم والراء وياء بعد الراء من غير همز، وأما رواية
المفضل عن عاصم في هذه السورة أنه قرأ مثل حمزة بغير همزة
فهي رواية غريبة لم يذكرها الداني في التيسير ص 75، ولا
ابن الجزري في النشر 2/ 219.
(3) انظر: التيسير ص 75، وفيه أن قنبلا يقرأ كالبزي بياء
بعد الهمزة، وأما في النشر فقد ذكر الخلاف عن قنبل، وأنه
قرأ مثل نافع روى ذلك عنه ابن شنبوذ، وروى ابن مجاهد عن
قنبل أنه قرأ كالبزي 2/ 219، وانظر السبعة ص 166.
(4) وهي قراءة غريبة.
(5) في (م) زيادة واو قبل أبو عبد الرحمن وهو خطأ.
(6) في (م) " الترميدي" والصواب ما في (ت).
(7) هو محمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد، أبو إسماعيل
السلمي الترمذي، ثم
(2/880)
بعدها ولكن الله قتلهم ولكن الله رمى
بتشديد النون ونصب ما بعدها والله أعلم.
قال أحمد بن أنس وأحمد بن المعلى «1» عن ابن ذكوان في سورة
الأنفال:
ولكن الله قتلهم ولكن الله رمى بالتخفيف في الحرفين، قال:
وقال أبو عمرو:
وكذلك هو في حفظي، وأصبت في كتابي بالتشديد ولكن الله
قتلهم ولكن الله رمى وروايتهما هذه تشهد بصحة ما رواه
التغلبي والأخفش عن ابن ذكوان، فرواية التغلبي هي المنصوصة
في كتابه، ورواية الأخفش هي التي في حفظه وكثيرا ما يأخذ
الأخفش بما في حفظه ويترك «2» ما في كتابه.
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر هاهنا بالتشديد
والنصب، وفي الأنفال بالتخفيف والرفع. وروى ابن أنس وابن
أبي حسان والباغندي عن هشام بإسناده عن [ابن] عامر «3»
ولكن الله قتلهم بالرفع، ولم يذكروا غيره «4». وقرأ حمزة
والكسائي ولكن الناس أنفسهم في يونس [44] بكسر النون ورفع
السين «5».
وقرأ نافع وابن عامر ولكن البرّ [177 و 189] في الموضعين
في هذه السورة كذلك أيضا بكسر النون ورفع «البرّ». وقرأ
الباقون بفتح النون وتشديدها ونصب الأسماء [176/ م] بعدها
في الجميع «6».
حرف:
قرأ ابن عامر ما ننسخ من آية [106] بضم النون الأولى وكسر
السين.
__________
البغدادي، عالم مشهور، قال الداني: هو من جلة أصحاب الحديث
وعلمائهم، روى القراءة عن عبد الله بن ذكوان، وله عنه نسخة
فيها حروف الشاميين- حروف عبد الله بن عامر- روى هذه
النسخة عنه علي بن القاسم بن صالح المعروف بصاحب الموصل.
غاية 2/ 102.
(1) أحمد بن المعلى، أبو بكر القاضي، روى القراءة عن ابن
ذكوان وهشام، سمع الحروف منه عن هشام الحسن بن حبيب. غاية
النهاية 1/ 139.
(2) في (م) " وينزل" وهو خطأ.
(3) في (م) " عامر" فسقطت (ابن) والصواب إثباتها كما في
(ت).
(4) المشهور عن ابن عامر- كما في التيسير ص 75 - أنه قرأ
المواضع الثلاثة بتخفيف (لكن) ورفع ما بعدها. وهو ما ذكره
ابن الجزري في النشر 2/ 219.
(5) وانظر: التيسير ص 122، النشر 2/ 219.
(6) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 219.
(2/881)
وقرأ الباقون بفتح النون والسين. وكذا روى
الداجوني «1» عن أصحابه عن هشام «2»، وذلك خلاف لما روت
الجماعة عن ابن عامر.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو أو ننسأها «3» [106] بفتح النون
والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء. وقرأ الباقون بضمّ
النون وكسر السين من غير همز «4».
حرف:
وكلهم قرأ كما سئل موسى [108] بتحقيق الهمزة وصلا ووقفا ما
خلا حمزة، فإنه يسهّلها «5» في الوقف على ما بيّناه في باب
الهمزة «6».
أنا ابن غلبون قال أنا عبد الله بن محمد، قال: نا «7» أحمد
بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر كما سئل مهموز-
يعني إشباع- وكذلك روى ابن عبّاد «8» وابن بكر «9» عن
هشام. وقال الوليد عن يحيى: بضمّ السين بغير إشباع. قال
أبو عمرو: ونعني بغير إشباع أي: بغير تحقيق يريدان [الهمز]
«10» مسهلا، والله أعلم «11».
__________
(1) محمد بن أحمد بن عمر الرملي، الضرير، الداجوني الكبير،
وكنيته أبو بكر، إمام كامل، رحال ناقل، مشهور ثقة، أخذ
القراءة عن الأخفش بن هارون، ومحمد بن موسى الصوري، روى
القراءة عنه العباس بن محمد الرملي الداجوني الصغير، وأحمد
بن نصر الشذائي، وصنف كتابا في القراءات، مات سنة أربع
وعشرين وثلاث مائة. معرفة 1/ 215، غاية 2/ 77.
(2) المشهور عن هشام أنه قرأ مثل ابن ذكوان، ولم يذكر
الداني في التيسير إلا وجها واحدا لابن عامر وهو ما تقدم
في الحرف. والذي يفهم من كلام المصنف رحمه الله هاهنا هو
أن المشهور عن هشام موافقته لابن ذكوان في هذا الحرف، وأما
في النشر فقد ذكر ابن الجزري الخلاف لهشام في هذا الحرف،
إذ روى عنه الداجوني موافقته للقراء الستة 2/ 219.
(3) وفي (ت) و (م) " ننساها" وهو خطأ.
(4) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 221.
(5) في (م) " سهلها".
(6) انظر جامع البيان 2/ 608.
(7) في (م) " أنا".
(8) إبراهيم بن عباد التميمي البصري.
(9) تقدم ص.
(10) في (ت) و (م) " الهمزة"، وهو خطأ، فأثبت الصواب.
(11) المشهور عن ابن عامر تحقيق الهمزة كغيره في هذا الحرف
(كما سئل موسى) ولم يذكر
(2/882)
ومما يدلّ على أن ذلك أراد هشام والوليد ما
حدّثناه أحمد بن عمر الجيزي «1» في الإجازة، قال: نا «2»
أحمد بن سليمان «3»، قال: نا محمد بن محمد الواسطي، قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر وإذا الموءودة سئلت [التكوير:
8] بضم السين من غير همز. نا «4» طاهر قال: ثنا «5» أبو
محمد بن المفسّر، قال: نا ابن أنس، قال: نا «6» هشام عن
أصحابه عن ابن عامر سئلت خفيف لم يذكر غير ذلك، وأحسبه
يريد التسهيل «7».
حرف:
قرأ ابن عامر قالوا اتخذ الله [116] بغير واو قبل القاف،
وكذا في مصاحف أهل الشام خاصّة. وقرأ الباقون وقالوا
بالواو «8»، وكذلك في مصاحفهم «9» والموضع الذي في يونس
بغير واو إجماع من القرّاء، واتفاق من المصاحف.
__________
الداني في التيسير خلافا للقراء في هذا الحرف، ولا ابن
الجزري في النشر، وقال ابن مجاهد: (سئل) بضم السين مهموزة
مكسورة في قراءتهم جميعا. وقال هشام بن عمار بإسناده عن
ابن عامر (سئل) مهموزة بغير إشباع. ا. هـ. السبعة في
القراءات ص 169.
(1) أحمد بن محمد بن عمر بن محمد، أبو عبد الله المصري
الجيزي القاضي، روى القراءة عن أبي الفتح بن بدهن، وأحمد
بن إبراهيم بن محمد بن جامع، روى القراءة عنه أبو عمرو
الحافظ الداني، توفي بمصر سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية
1/ 126.
(2) في (م) " أنا".
(3) أحمد بن سليمان بن إسماعيل وقيل إسحاق بن زبان الكندي،
أبو الطيب الدمشقي، معروف، روى القراءة عن أحمد بن يزيد
الحلواني، ومحمد بن محمد الباغندي الواسطي، روى القراءة
عنه أحمد بن عمر بن محفوظ الجيزي، توفي سنة سبع وثلاثين
وثلاث مائة.
غاية النهاية 1/ 59.
(4) في (م) " أنا".
(5) في (م) " حدثنا".
(6) في (م) " أنا".
(7) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ (سئلت) بتحقيق الهمزة
كغيره من القراء، ولم يذكر الداني ولا ابن الجزري ولا ابن
مجاهد خلافا في هذا الحرف عن القراء.
(8) وانظر: التيسير ص 76، وانظر النشر 2/ 220، وقد علل ابن
الجزري عدم وجود الواو في الموضع الثاني وهو في سورة يونس
بأنه" ليس قبله ما ينسق عليه فهو ابتداء كلام واستئناف خرج
مخرج التعجب من عظم جراءتهم وقبيح افترائهم بخلاف هذا
الموضع فإن قبله (وقالوا لن يدخل الجنة)، (وقالت اليهود
ليست النصارى) فعطف على ما قبله ونسق عليه، والله أعلم".
ا. هـ.
(9) انظر: المقنع ص 102.
(2/883)
حرف:
قرأ ابن عامر كن فيكون [117] هاهنا وفي آل عمران [47، 48]
فيكون ويعلمه وهو الأول، وفي النحل [40، 41] فيكون والذين
هاجروا وفي مريم [35، 36] فيكون وإن الله ربي وفي يس [82،
83] فيكون فسبحان الذي وفي غافر [68، 69] فيكون ألم تر
بنصب النون في الستة، وتابعه الكسائي على النصب في النحل
ويس فقط «1»، وقد روى الحلواني عن هشام في موضع آخر من
كتابه مثل ذلك، وهو غلط.
وقرأ الباقون برفع النون في الستة، وأجمعوا على رفع النون
في الحرفين الأخيرين من آل عمران «2» وفي الحرف الذي في
المائدة «3» والذي في الأنعام «4»، ونا أبو الحسن شيخنا
[124/ ت]، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس،
قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر أنه نصب النون في الستة
المواضع، قال هشام: كان أيوب القارئ «5» يقول: فيكون طيرا
[آل عمران: 29]- يعني بالنصب- ثم صار يقول: فيكون بالرفع.
حرف:
قرأ نافع ولا تسأل عن أصحاب [119] بجزم اللام على النهي.
وقرأ الباقون برفع اللام على الخبر «6».
__________
(1) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 220.
(2) أي قوله تعالى: (كن فيكون) (59)، (الحق من ربك)، وقوله
تعالى: (فيكون طيرا) (49)، ولو أن المصنف رحمه الله لم
يذكر (فيكون طيرا) في هذا الحرف لكان أمثل، لأن الخلاف في
هذا الحرف إنما هو في (كن فيكون)، والله أعلم.
(3) أي قوله تعالى (فتكون طيرا بإذنى) (110) ولو أن المصنف
لم يذكر هذا الموضع في هذا الحرف لكان أمثل لأن الخلاف
إنما هو في (كن فيكون). والله أعلم. وسوف يتكلم المؤلف عن
هاتين الآيتين.
(4) أي قوله تعالى: (ويوم يقول كن فيكون، قوله الحق) آية
(73).
(5) أيوب بن تميم بن سليمان، أبو سليمان التميمي الدمشقي،
ضابط مشهور، قرأ على يحيى بن الحارث الذماري صاحب ابن
عامر، وهو الذي خلف يحيى في القيام بالقراءة بدمشق، أخذ
عنه القراءة عرضا ابن ذكوان وأخذ عنه الحروف هشام بن عمار،
توفي أيوب سنة ثمان وتسعين ومائة، وعمره تسع وتسعون سنة
وشهران. معرفة 1/ 122، غاية 1/ 172.
(6) قراءة نافع بجزم اللام مع فتح التاء، والباقون بضم
التاء ورفع اللام. انظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 221.
(2/884)
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن أنس وابن المعلى وابن موسى
الصّوري «1» عن ابن ذكوان، وفي رواية الحلواني عن هشام
إبراهام بفتح الهاء وألف بعدها في ثلاثة وثلاثين موضعا،
وما عداها وجملته ستة وثلاثون موضعا بكسر الهاء وياء
بعدها، والتي بالألف جميع ما في هذه السورة من ذكر
إبراهيم، وجملته خمسة عشرة موضعا، في النساء ثلاثة مواضع،
وهي الأخيرة ملّة إبراهيم حنيفا [125] واتخذ الله إبراهيم
خليلا [125] وأوحينا إلى إبراهام [163]، وفي الأنعام موضع
واحد [161] وهو الأخير ملّة إبراهيم حنيفا، وفي التوبة
موضعان، وهما الأخيران وما كان استغفار إبراهام [114] وإن
إبراهام لأوّاه [114]. وفي إبراهيم موضع [35] وإذ «2» قال
إبراهام وفي النحل موضعان إن إبراهام كان أمة [120] وملّة
إبراهام حنيفا [123]، وفي مريم ثلاثة مواضع في الكتاب
إبراهام [41] وعن آلهتي يا إبراهم [46] ومن ذرية إبراهام
[58]، وفي العنكبوت موضع وهو الأخير [31] ولما جاءت رسلنا
إبراهام، وفي الشورى موضع [13] وما وصّينا به إبراهام، وفي
الذاريات موضع [24] حديث ضيف إبراهام، وفي والنجم موضع
[37] وإبراهام الذي، وفي الحديد موضع [26] نوحا وإبراهام،
وفي الممتحنة موضع وهو الأول [4] أسوة حسنة في إبراهام
«3».
__________
(1) محمد بن موسى بن عبد الرحمن بن أبي عمار، أبو العباس
الصوري الدمشقي، مقرئ، مشهور، ضابط ثقة، أخذ القراءة عرضا
عن ابن ذكوان، روى عنه القراءة عرضا محمد بن أحمد
الداجوني، مات
سنة سبع وثلاث مائة. غاية 2/ 268.
(2) في (م) " وإذا"، وهو خطأ.
(3) وانظر: التيسير ص 76، وذكر في ص 77 أنه قرأ لابن ذكوان
في البقرة خاصة بالوجهين، والباقون بالياء في الجميع، فابن
ذكوان من طريق التيسير يقرأ ما سوى البقرة بالياء في جميع
المواضع حسب كلام الداني رحمه الله.
وأما ابن الجزري فقد ذكر في النشر ثلاث روايات عن ابن
ذكوان:
1 - رواية النقاش عن الأخفش عنه أنه قرأ بالياء في جميع
القرآن مثل الجماعة.
2 - رواية الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان أنه قرأ بالألف
مثل هشام في المواضع التي قرأ فيها هشام بالألف.
3 - رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن
الأخفش عن ابن ذكوان أنه قرأ بالألف في البقرة وبالياء في
غيرها. 2/ 221.
(2/885)
وقال ابن أنس وابن المعلى: نا ابن ذكوان،
قال: قرأت على أيوب بن تميم عن يحيى ابن الحارث مواضع
إبراهيم ومواضع إبراهام، قال ابن ذكوان: حدّثنا أبو مسهر
«1» عن صدقة بن خالد «2» عن يحيى بن الحارث في البقرة
إبراهام آل عمران إبراهيم كلها بالياء، النساء كلها
إبراهام بغير ياء إلا حرفا واحدا فقد آتينا آل إبراهيم
[النساء: 54] فإن هذا بياء، الأنعام كلها بياء إلا حرفا
واحدا ملّة إبراهيم [الأنعام: 161] بغير ياء، براءة كلها
إبراهام إلا حرفا واحدا وقوم إبراهيم [70] هذا بياء مفردة.
هود ويوسف جميعا: إبراهيم بياء. سورة إبراهيم [35] وإذ قال
إبراهام، الحجر كلها بياء، النحل كلها بغير ياء إبراهام،
مريم كلها «3» بغير ياء، الأنبياء كلها «إبراهام»، الحج
كلها بياء، الشعراء كلها بياء، العنكبوت في خاتمة الثلاثين
ولمّا جاءت رسلنا إبراهام [31] بغير ياء [177/ م] وسائرها
إبراهيم، الأحزاب كلها «إبراهيم» بياء، والصافات كلها
بياء، عسق «إبراهام» بغير ياء، الزخرف [26] إبراهيم
بالياء، المفصل كلها إبراهام- يعني: إلا قول إبراهيم
[الممتحنة: 4]- فإنه بياء، وفي سبّح صحف إبراهيم [19]
بياء.
قال ابن ذكوان: بهذا يقرأ، وقال ابن خرزاذ «4» والتغلبي
ومحمد بن إسماعيل الترمذي «5» عن ابن ذكوان جميع ما في
سورة البقرة دون غيرها إبراهام بغير ياء وطلب الألف. وقال
الأخفش عنه كذلك إلا أنه قال: بالألف بعد الهاء، وقال: هي
لغة أهل الشام خاصّة ويؤخذ به.
وأخبرنا الخاقاني عن أبي بكر محمد بن أشتة أنه قرأ على أبي
بكر النقّاش عن
__________
(1) عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر، أبو مسهر
الغساني الدمشقي أحد شيوخ دمشق بعد ابن ذكوان، أخذ القراءة
عرضا عن أيوب بن تميم ونافع بن أبي نعيم، روى عنه القراءة
القاسم بن سلام، مات سنة ثمان عشرة ومائتين. غاية 1/ 355.
(2) صدقة بن خالد، أبو عثمان الدمشقي، عرض على يحيى بن
الحارث الذماري، روى القراءة عنه الوليد بن مسلم وهشام بن
عمار وأبو مسهر، مات سنة ثمانين ومائة. غاية 1/ 336.
(3) في (ت) و (م) زيادة" مريم" بعد" كلها" فحذفتها لركاكة
الأسلوب ولعلها زيادة من أحد النساخ خطأ.
(4) عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ، أبو عمرو البصري،
نزيل أنطاكية، روى القراءات عن ابن ذكوان، روى القراءة عنه
إبراهيم بن عبد الرزاق. غاية 1/ 506.
(5) في (م): «اليزيدي» وهو خطأ.
(2/886)
الأخفش عن ابن ذكوان الثلاثة والثلاثين
موضعا التي نصّ عليها ابن ذكوان في كتابه بفتح الهاء وألف
بعدها. وقال عنه عن الأخفش: أنه كان يروي ذلك رواية، ويأخذ
مثل العامّة. وذكر النقّاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش
جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم
الفارسي عنه عن الأخفش، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته
في جميع الطرق عن الأخفش، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من
طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين:
بالألف وبالياء، وبما رواه ابن أنس وابن المعلى وابن موسى
عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام كان أبو بكر الداجوني يأخذ
[125/ ت] في الروايتين رواية ابن ذكوان وهشام.
وقال الحلواني في «مجرّده» «1» عن هشام في والنجم [37]:
وإبراهيم الذي وفّى بالياء وقال في «جامعه» «2» عنه:
بالألف، وهو الصحيح. والذي ذكره ابن ذكوان في كتابه من أن
ستة وثلاثين موضعا هي التي يقرؤها ابن عامر إبراهام بغير
ياء، وأن ثلاثة وثلاثين موضعا يقرؤها إبراهيم بالياء «3»
غلط من الرواة عنه إذ في تفصيله الجملتين هناك خلاف لما
ذكروه.
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر في البقرة: وإذ يرفع
إبراهيم [127] ووصّى بها إبراهيم «4» [132] قال إبراهام
فإن الله [258]، وفي النساء الثلاثة الأحرف الأخيرة، وفي
الأنعام [161] ملّة إبراهام، وفي إبراهيم [35] وإذ قال
إبراهام، وفي النحل إبراهام، وملّة إبراهام [123] وفي مريم
[41] في الكتاب إبراهيم «5»، وفي العنكبوت [31] رسلنا
إبراهام، وفي عسق [13] وما وصّينا به إبراهام، وفي
والذاريات [24] حديث ضيف إبراهام «6»
، قال: المفصل كلها إبراهام إلا حرفين إلا قول إبراهيم
[الممتحنة: 4] وفي صحف إبراهيم [الأعلى: 19] فذلك سبعة عشر
حرفا نصّ عليها. كذا قال في أول الباب ثم
__________
(1) لم أقف على كتابه هذا.
(2) لم أقف على كتابه هذا.
(3) في (م) زيادة" و" قبل" غلط" ولا مكان لها.
(4) في (م) " ابراهام".
(5) في (ت) و (م) " في إبراهيم" ولعل كلمة الكتاب سقطت
منهما.
(6) في (م) " ابراها" فسقطت منها الميم.
(2/887)
قال في آخره: كان يقرأ القرآن كله إبراهام
إلا في موضعين في الممتحنة [4] إلا قول إبراهيم وفي سبّح
[19] صحف إبراهيم فاضطرب قوله عنه «1» في ذلك، وقوله:
المفصل أولى بالصحة من قوله: المجمل.
وروى الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر إبراهام بنيه
[132] لم يذكر غيره، وروى الوليد بن عتبة عن أيوب عن يحيى
عنه: إبراهيم بالياء في جميع القرآن، وبذلك «2» قرأ
الباقون.
حدّثنا خلف بن أحمد «3»، قال: نا أحمد بن محمد «4»، قال:
نا علي بن عبد العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: نا
أبو مسهر الدمشقي عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي «5» عن
زيد ابن ملك «6»، قال: هو إبراهام وإبراهيم مثل يعقوب
وإسرائيل، قال القاسم: وتتبّعت اسمه في المصاحف فوجدته كتب
في البقرة خاصّة إبراهم «7» بغير ياء «8». قال أبو عمرو:
ولم يكتبوه فيها كذلك إلا على مراد الألف دون الياء؛ لأن
الياء لا تحذف من الكتابة في نحو ذلك، والألف قد تحذف منها
كثيرا في نحو: إسمعيل وإسحاق وشبههما من الأسماء الأعجمية
المستعملة تخفيفا «9» واختصارا.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر واتخذوا من مقام إبراهيم [125] بفتح
الخاء على الخبر. وقرأ الباقون بكسرها على الأمر «10».
__________
(1) سقطت" في" من (م).
(2) قال ابن الجزري: وروى العباس بن الوليد وغيره عن ابن
عامر الألف في جميع القرآن.
النشر 2/ 222.
(3) هو الخاقاني. تقدم.
(4) هو المكي. تقدم.
(5) سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى، أبو محمد ويقال: أبو
عبد العزيز التنوخي الشامي، مفتي الشام، إمام جليل، ثقة
كبير، عرض على يحيى الذماري، وأخذ عن ابن عامر، روى
القراءة عنه عبد الأعلى ابن مسهر، والوليد بن مسلم، توفي
سنة سبع وستين ومائة. غاية 1/ 307.
(6) لم أقف على ترجمته.
(7) في (ت) و (م) " إبراهيم" بالياء، وهو خطأ مخالف
للسياق، ولرسم المصحف.
(8) انظر المقنع ص 92.
(9) في (م) " تحقيقا" وهو خطأ.
(10) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 222.
(2/888)
حرف:
قرأ ابن عامر فأمتعه قليلا [126] بإسكان الميم وتخفيف
التاء. وقرأ الباقون بفتح الميم وتشديد التاء «1».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو في رواية شجاع؛ وفي رواية السّوسي
عن اليزيدي من قراءتي وأرنا مناسكنا [128] وأرني كيف تحيي
الموتى [260] وفي النساء [153] أرنا الله جهرة وفي الأعراف
[143] أرني أنظر إليك وفي فصّلت [29] أرنا اللذين بإسكان
الراء في الخمسة «2»، وتابعهما على الإسكان في فصّلت خاصّة
ابن عامر وعاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر فيما حكاه
عامّة أصحابه عنه ما خلا حسين بن علي وابن أبي أمية وهارون
بن حاتم، فإنهم رووا ذلك عنه إسكان الراء ما خلا ضرار بن
صرد «3» ومحمد بن المنذر، فإنهما رويا عنه كسر الراء
والعمل على الإسكان «4»، وبذلك قرأت لأبي بكر من جميع
الطرق، وقال لي أبو الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ
«5» وأبي طاهر في رواية هشام عن ابن عامر بكسر الراء وعن
«6» قراءته على عبد الله بإسكان الراء، وهو الصحيح؛ لأن
هشاما قد نصّ عليه في كتابه.
فحدّثنا ابن غلبون، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، قال: نا
أحمد بن أنس، قال:
نا هشام بإسناده عن ابن عامر في حم السجدة ربّنا أرنا
[178/ م] جزم، وكذلك رواه عنه الباغندي وغيره، وبذلك آخذ.
__________
(1) وانظر: التيسير ص 76، النشر 2/ 222.
(2) وانظر: التيسير ص 76، وقد ذكر الداني- رحمه الله- فيه
رواية السوسي إسكان الراء، واقتصر على ذكر الإسكان، وأما
ابن الجزري فقد ذكر في النشر 2/ 222 عن السوسي وجهين:
إسكان الراء مثل ابن كثير، واختلاس كسرتها مثل الدوري.
(3) ضرار بن صرد بن سليمان، أبو نعيم التميمي الكوفي، ثقة
صالح، روى القراءة عن الكسائي ويحيى بن آدم، روى عنه
الحروف حمدان بن يعقوب، توفي سنة تسع وعشرين ومائة. غاية
1/ 338.
(4) وانظر: التيسير ص 193 ولم يذكر لهشام خلافا في هذه
الآية، وإنما ذكر له الإسكان فقط، وذكر له ابن الجزري
الخلاف في هذه الآية وأن الداجوني روى عن أصحابه عن هشام
كسر الراء في فصلت، وسائر أصحابه رووا عنه الإسكان كابن
ذكوان. النشر 2/ 222.
(5) عبد الباقي بن الحسن. تقدم.
(6) في (م) " من" بدلا من" وعن"، وهو خطأ.
(2/889)
واختلف عن أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو
في جميع الباب، فروى عنه أبو عبد الرحمن وإسماعيل «1»
وإبراهيم «2» [126/ ت] من رواية العبّاس «3» عنه وأبو جعفر
اليزيدي «4» وأبو حمدون وأبو خلاد وأبو عمر وأبو شعيب وابن
شجاع أن أبا عمرو كان يشمّ الراء شيئا من الكسر، وروى عنه
ابن سعدان وابن جبير وابن واصل «5» بجزم الراء، وبذلك قرأت
في رواية السّوسي وحده عن اليزيدي من طريق أبي عمران
وغيره، وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله بن
أحمد عن أحمد بن عثمان عن أبي عيسى الزينبي «6» عن جعفر
غلام سجادة «7» عن اليزيدي عن أبي عمرو وأرنا بالجزم،
وكذلك روى أبو عبيد عن اليزيدي عنه في كتاب المعاني «8»،
وقرأت في رواية عبد الوارث «9» باختلاس كسرة الراء إلا في
الحرف الأول من البقرة
__________
(1) إسماعيل بن يحيى بن المبارك أبو علي بن اليزيدي
البغدادي، أخذ القراءة عن أبيه، روى القراءة عنه القاسم بن
عبد الوارث. غاية 1/ 170.
(2) إبراهيم بن يحيى بن المبارك، أبو إسحاق بن أبي محمد
اليزيدي البغدادي، ضابط شهير، نحوي لغوي، قرأ على أبيه،
وروى القراءة عنه ابنا أخيه العباس بن محمد وعبيد الله بن
محمد، ولإبراهيم مؤلفات كثيرة منها كتاب ما اتفق لفظه
واختلف معناه. غاية 1/ 92.
(3) العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي
العدوي، أبو الفضل البغدادي، روى القراءة عن عميه أبي عبد
الرحمن عبد الله وأبي إسحاق إبراهيم روى عنه وجادة ابنه
محمد. غاية 1/ 354.
(4) أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، أبو جعفر
البغدادي، متقن، قرأ على جده أبي محمد اليزيدي، روى
القراءة عنه أخوه عبيد الله بن محمد وابن أخيه يونس بن
علي.
غاية 1/ 133.
(5) في (م) " واصلي" وهو تصحيف.
(6) موسى بن إبراهيم أبو عيسى، ويقال أبو القاسم الهاشمي
الزينبي البغدادي، قرأ على إبراهيم بن حماد سجادة، قرأ
عليه أحمد بن عثمان بن بويان وقال كان شريفا فاضلا جليلا.
غاية 2/ 316.
(7) جعفر بن حمدان، أبو محمد غلام سجادة، ويقال جعفر بن
أحمد سجادة، وقيل صاحب سجادة، البغدادي، مشهور، من أصحاب
اليزيدي، قرأ على يحيى اليزيدي، قرأ عليه بكران بن أحمد
السراويلي. غاية 1/ 191.
(8) لم أقف عليه.
(9) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة العنبري،
مولاهم البصري، إمام حافظ، مقرئ ثقة، عرض على أبي عمرو،
ووافقه في العرض على حميد بن قيس المكي، روى القراءة عنه
ابنه عبد الصمد، اتهم بالقدر، مات سنة ثمانين ومائة
بالبصرة. غاية 1/ 478.
(2/890)
والحرف الذي في فصّلت، فإني قرأتهما بإسكان
الراء، وقرأت في رواية الدوري والموصلي وأبو أيوب الخياط
عنه بالاختلاس «1» حيث وقع. وقرأ الباقون بإشباع كسرة
الراء في جميع القرآن.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وأوصى بها إبراهيم [132] بألف مهموزة
بين الواوين «2» مع تخفيف الصاد «3»، وكذلك روى موسى بن
هارون الطوسي «4» «5» عن عمرو بن الصباح عن [حفص] «6» عن
عاصم لم يروه غيره،
وكذلك «7» في مصاحف أهل المدينة والشام. وقرأ الباقون بغير
ألف مع تشديد الصاد، وكذا في مصاحفهم «8».
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي أم تقولون
إن إبراهيم [140] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء «9»، وكذلك
حكى الخزّاز أحمد بن علي «10» في كتابه عن هبيرة من طريق
الخزاز ومن طريق حسنون «11» عنه، وبذلك آخذ.
__________
(1) في (م) " باختلاس".
(2) في (م) بين الواو وهو خطأ.
(3) المشهور عن عاصم أنه قرأ (ووصى) بدون همزة بين
الواوين، وبتشديد الصاد. وانظر:
التيسير ص 77، النشر 2/ 222.
(4) في (ت) و (م) موسى بن هارون والطوسي، والصواب حذف
الواو.
(5) موسى بن هارون بن عمر، أبو عيسى الطوسي، نزيل واسط،
روى القراءة عن عمرو بن الصباح عن حفص، روى عنه الحروف عبد
الله بن أحمد بن بكير. غاية 2/ 324.
(6) هذا هو الصواب، وفي (ت) و (م) " جعفر".
(7) في (ت) " وكذلك" مكررة.
(8) انظر المقنع ص 102.
(9) وانظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223.
(10) أحمد بن علي بن الفضل أبو جعفر الخزاز، بغدادي مقرئ
ماهر ثقة، قرأ على هبيرة صاحب حفص، أخذ عنه القراءة ابن
مجاهد وابن شنبوذ، توفي سنة ست وثمانين ومائتين. غاية 1/
86.
(11) الحسن بن الهيثم، أبو علي الدويري المعروف بحسنون،
قرأ على هبيرة التمار، قال الداني وروايته أشهر الروايات
وأصحها، قرأ عليه أبو بكر النقاش، وسمع منه الحروف ابن
مجاهد. توفي سنة تسعين ومائتين. غاية 1/ 234.
(2/891)
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وحفص لرءوف رحيم [143] ورءوف
بالعباد [البقرة: 207] حيث وقع بواو بعد الهمزة. وقرأ
الباقون بغير واو. وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية
الكسائي عن أبي بكر عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عنه
كنافع، واختلف قول ابن مجاهد في ذلك «1»، فقال: أنا محمد
بن علي عنه عن أصحابه عن الكسائي عن أبي بكر أنه تابع
نافعا، وقال في مكان آخر إنه قصر، وهذا أصحّ قوليه «2».
وبذلك قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر من طريق الدوري
وابن جبير، وبه آخذ «3». وقد روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر
عن عاصم رؤوف «4» يهمزها ويمدّها على مثال رعوف، فخالف
سائر أصحابه.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وما الله بغافل عمّا يعملون
«5» [144] بعده ولئن أتيت [145] بالتاء، والباقون بالياء،
وكذلك روى ابن شنبوذ عن أصحابه عن أبي موسى عن الكسائي
«6».
حرف:
قرأ ابن عامر مولاها [158] بفتح اللام وألف بعدها على معنى
مصروف إليها. وقرأ الباقون بكسر اللام وياء بعدها «7» على
معنى هو مستقبلها «8».
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني ليلّا
[البقرة:
__________
(1) في (ت) و (م) في ذلك فقال أنا، فحذفت كلمة" فقال" لأن
السياق لا يستقيم إلا بحذفها.
(2) المشهور عن أبي بكر بن عياش أنه يقرأ مثل أبي عمرو
وحمزة والكسائي، ولم يذكر الداني له في التيسير غير هذا
الوجه وهو القصر. انظر: ص 77 وكذلك فعل ابن الجزري في
النشر 2/ 223.
(3) ذكر ابن مجاهد في كتاب السبعة ص 171 أن أبا بكر عن
عاصم قرأ بالقصر، وذكر أن الكسائي روى عن أبي بكر (لرءوف)
بالمد.
(4) كذا في (م)، وفي (ت) " رؤف".
(5) في (م) " تعملون".
(6) المشهور عن الكسائي أنه قرأ مثل ابن عامر وحمزة ولم
يذكر عنه في التيسير غير هذا الوجه ص 77، وكذا في النشر 2/
223.
(7) انظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223، وعلل ابن الجزري
القراءتين بنفس التعليل.
(8) وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 266.
(2/892)
150] هاهنا وفي النساء [165] والحديد [29]
بياء مفتوحة بعد اللام بدلا من الهمزة. وقرأ الباقون بهمزة
مفتوحة بعد اللام، وكذلك روى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش
«1».
حرف:
قرأ أبو عمرو وما الله بغافل عمّا تعملون «2» [149] بعده
ومن حيث [150] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «3»، وأمال
الكسائي في رواية نصير وقتيبة فتحة النون والألف
بعدها من قوله إنا لله [156] خاصة «4» وقد ذكرنا ذلك في
باب الإمالة «5».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ومن يطّوّع خيرا فإن الله [158] [فمن]
«6» يطّوّع خيرا فهو خير له [184] بالياء وتشديد الطاء
وجزم العين على الاستقبال في الموضعين. وقرأ الباقون
بالتاء وتخفيف الطاء وفتح العين فيهما على المضي «7».
وروى ابن واصل وابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو يلعنهم
الله ويلعنهم اللاعنون [159] بسكون النون وقد ذكر «8».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وتصريف الريح [164] هاهنا وفي الجاثية
[5] وتذروه الريح في الكهف [45] بالتوحيد من غير ألف في
الثلاثة.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي [127/ ت] في الأعراف [57]
وهو الذي يرسل الريح وفي النمل [63] ومن يرسل الريح وفي
الروم [48] الله الذي
__________
(1) ذكر المؤلف في التيسير وجها واحدا لورش وهو تسهيل
الهمزة في حرف (لئلا) وأراد بالتسهيل الإبدال ياء، انظر ص
35، وقال ابن الجزري: واختص الأزرق عن ورش بإبدال الهمزة
ياء في (لئلا) في البقرة والنساء والحديد. النشر 1/ 397.
(2) في (م) " يعملون".
(3) وانظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223.
(4) والمشهور عن الكسائي عدم إمالة هذا الحرف، وانظر
التيسير ص 48 وما بعدها حيث ذكر ما انفرد الكسائي بإمالته
ولم يذكر هذا الحرف.
(5) انظر: جامع البيان 3/ 832، 836، وقد ذكر المصنف هنالك
أن إمالة هذا الحرف مما لم يتابع نصيرا وقتيبة عليها أحد
من أصحاب الكسائي.
(6) في (ت) و (م) " ومن" وهو خطأ مخالف للآية.
(7) وانظر: التيسير ص 77، النشر 2/ 223.
(8) في الفقرة (18).
(2/893)
يرسل الريح وفي فاطر [9] والله الذي أرسل
الريح بالتوحيد أيضا من غير ألف في الأربعة.
وقرأ حمزة في الحجر [22] وأرسلنا الريح لواقح بالتوحيد،
وقرأ ابن كثير في الفرقان [48] وهو الذي أرسل الريح
بالتوحيد أيضا. وقرأ الباقون التسعة المواضع بالألف على
الجمع. وقرأ نافع في إبراهيم [18] اشتدت به الرياح وفي
الشورى [33] إن يشأ يسكن الرياح بالألف على الجمع في
الموضعين، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد فيهما، وكلهم
قرأ الموضع الأول من الروم [46] وهو قوله: الرياح مبشّرات
على الجمع لأجل مبشّرات «1».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر ولو ترى الذين ظلموا [179/ م] بالتاء،
وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون
بالياء «2».
حرف:
قرأ ابن عامر إذ يرون [165] بضم الياء، وقرأ الباقون
بفتحها، وكذلك حكى أبو طاهر عن أبي عبيد أنه روى عن هشام
بإسناده عن ابن عامر، ولم أجد ذلك في كتاب أبي عبيد،
والرواة مجمعون عن هشام على ضمّ الياء «3».
حرف:
وكلهم قرأ أن القوة لله [165] بفتح الهمزتين «4» إلا ما
رواه إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه كسرهما. لم يروه
عنه غيره «5».
حرف:
قرأ ابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم من غير رواية أبي
عمارة عنه خطوات الشيطان في الموضعين [البقرة: 168 و 208]
في هذه السورة، وفي الأنعام [142] والنور [21] بضمّ الطاء.
واختلف عن ابن كثير، فروى ابن مجاهد وأحمد بن بويان عن
قنبل والخزاعي عن البزّي وابن فليح ومحمد بن هارون «6»
__________
(1) وانظر: التيسير ص 78، النشر 2/ 223.
(2) المشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه يقرؤها بالياء، ولم
يذكر في التيسير ص 78 عنه غير هذا الوجه. وكذا في النشر 2/
223.
(3) وانظر: التيسير ص 78، النشر 2/ 224.
(4) والهمزة الثانية (وأن الله شديد العذاب) في نفس الآية.
(5) وهي قراءة غريبة.
(6) محمد بن محمد بن هارون أبو الحسن الربعي، عرض على
البزي، عرض عليه محمد بن إبراهيم البلخي. غاية 2/ 257.
(2/894)
واللهبي «1» عن البزّي ومحمد بن عمران «2»
عن ابن فليح بضم الطاء. وروى أبو ربيعة عن قنبل والبزّي
والخزاعي عن الهاشمي «3» عن القوّاس والحسن بن الحباب عن
البزي من قراءتي بإسكان الطاء.
وكذلك روى غير ابن مجاهد وابن بويان والزينبي وابن الصباح
وابن شنبوذ وغيرهم عن قنبل، وكذلك نا محمد بن أحمد عن ابن
مجاهد عن أصحابه عن ابن فليح، وبالضم قرأت في روايته، وهو
الصحيح. وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا ابن مخلد عن البزّي خطوات مبينة بغير همز مشدودة الواو،
وهذه الترجمة غلط إلا أن يريد تشديد الواو وتحريكها مجازا،
أو يريد مشدد الطاء أي مضمومة، فذكر الواو «4». واختلف
أيضا في ذلك عن اليزيدي عن أبي عمرو، فروت الجماعة عنه
إسكان الطاء ما خلا ابن سعدان، فإنه حكى عنه أنه قرأها
بالتثقيل والتخفيف، والعمل على قول مخالفيه «5».
واختلف أيضا عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه البرجمي بضم
الطاء، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى عن أبي
بكر، وروى سائر الرواة عن أبي بكر والشموني وابن غالب «6»
وغيرهما عن الأعشى إسكان الطاء «7»، وكذلك روى أبو
__________
(1) عبد الله بن علي بن عبد الله بن حمزة، أبو عبد الله
اللهبي، المكي، مقرئ حاذق ثقة، أخذ القراءة عرضا عن البزي،
وهو من جلة أصحابه، أخذ القراءة عنه عرضا أحمد بن عبد
الرحمن بن الفضل. غاية النهاية 1/ 436.
(2) محمد بن عمران أبو بكر الدينوري، أخذ القراءة عن عبد
الوهاب بن فليح وسمع منه كتاب حروف المكيين، روى القراءة
عنه محمد بن الحسن النقاش. غاية 2/ 222.
(3) عبد الله بن جبير الهاشمي المكي، روى الحروف عن أحمد
بن محمد القواس وعرض على قنبل، روى عنه الحروف إسحاق بن
أحمد الخزاعي. غاية 1/ 412.
(4) المشهور عن قنبل أنه قرأ (خطوات) بضم الطاء، ولم يذكر
له الداني في التيسير ص 78 غير هذا الوجه، وكذا في النشر
2/ 216.
وأما البزي فقد ذكر له ابن الجزري في النشر 2/ 216 وجهين:
الإسكان: رواه عنه أبو ربيعة، والضم رواه عنه ابن الحباب،
ولم يذكر الداني للبزي في التيسير ص 78 إلا إسكان الطاء.
(5) وانظر: التيسير ص 78 فلم يذكر فيه عن أبي عمرو الا
الإسكان وكذا في النشر 2/ 216.
(6) محمد بن غالب، أبو جعفر الصيرفي الكوفي، مقرئ متصدر،
أخذ القراءة عن أبي يوسف الأعشى، روى القراءة عنه علي بن
الحسن التميمي. غاية 2/ 227.
(7) المشهور عن أبي بكر إسكان الطاء، ولم يذكر له الداني
في التيسير ص 78 خلافا، وكذا في النشر 2/ 216.
(2/895)
عمر الدوري عن أبي عمارة عن حفص، وخالفه
عمرو وعبيد وهبيرة والقوّاس وابن شاهي، وعلى روايتهم العمل
«1». وقرأ الباقون بإسكان الطاء.
حرف:
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة بكسر النون من فمن اضطر [البقرة:
173] وأن احكم [المائدة: 49] وأن اعبدوا [النمل: 45] وأن
اقتلوا [النساء: 66] وأن اشكر «2» [لقمان: 14] ولكن انظر
[الأعراف: 143] وشبهه، والدال من ولقد استهزىء [الأنعام:
10] والتاء من وقالت اخرج [يوسف: 31] والتنوين في نحو
قوله: فتيلا انظر [النساء: 49، 50] ومتشابه انظروا
[الأنعام:
99] ومبين اقتلوا [يوسف: 9] وعيون ادخلوها [الحجر: 45، 46]
وما أشبهه حيث وقع، وذلك إذا ابتدئت «3» الألف بالضم وكانت
الضمة التي بعد الساكن الثاني لازمة لا غير، وانفرد عاصم
وحمزة دون أبي عمرو بكسر اللام من قوله: قل انظروا [يونس:
101] وقل ادعوا [الإسراء: 56] حيث وقعا، والواو من قوله:
أو اخرجوا [النساء: 66] أو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110] أو
انقص [المزمل: 3] واختلف [128/ ت] عن ابن كثير وابن عامر
في التنوين خاصة، فأما ابن كثير فروى الخزاعي عن البزّي
وابن فليح ومحمد بن هارون عن البزّي وابن شنبوذ عن قنبل عن
ابن كثير أنه كسر التنوين حيث وقع إلا في أربعة مواضع:
النساء فتيلا انظر وفي «4» سبحان محظورا انظر [الإسراء:
20، 21] ومسحورا انظر [الإسراء: 47، 48] وفي الفرقان [8،
9] مسحورا انظر «5» فإنه ضمّ التنوين فيها.
وتقريب ما رووه في هذا الباب أن التنوين إذا كانت الحركة
التي تتبعها كسرا فهو مكسور اتباعا لها، وإذا كان فتحا فهو
مضموم. وروى سائر الرّواة عن البزّي وقنبل ضمّ التنوين في
جميع القرآن. وكذلك روى الزينبي عن رجاله. وأما ابن عامر
فروى
__________
(1) ولم يذكر في التيسير ص 78 لحفص إلا ضم الطاء، وكذا في
النشر 2/ 216.
(2) كذا في (م) وهو الصواب، وفي (ت) " اشكروا".
(3) في (م) " ابتديت".
(4) في (م) " في سبحان" ليس قبلهما واو.
(5) وانظر: النشر 2/ 225، وذكر ابن الجزري- ثم- أن ابن
مجاهد روى عن قنبل ضم جميع التنوين ولم يستثن شيئا، وهو في
كتاب السبعة لابن مجاهد ص 174، وذكر ابن الجزري أيضا أن
ابن فارس
في الجامع، والسبط في كفايته ذكرا عن ابن شنبوذ ضم التنوين
في جميع المواضع.
(2/896)
المعلى وابن خرزاذ والتغلبي والترمذي وأحمد
بن أنس عن ابن ذكوان بإسناده عنه أنه «1» كسر التنوين في
جميع القرآن إلا في موضعين: وهما في الأعراف [49] برحمة
ادخلوا الجنة وفي إبراهيم [26] خبيثة اجتثت فإنه ضمّه
فيهما. وكذلك روى ابن شنبوذ عن الأخفش عنه، وبذلك قرأت في
رواية الأخفش من طريق ابن الأخرم، وزاد ابن المعلى وابن
أنس عنه حرفا ثالثا وهو قوله في الأنعام [99] وغير متشابه
انظروا فروياه عنه بضمّ التنوين أيضا. وقال الأخفش عنه في
الباب كله بالكسر، ونصّ على الموضعين المذكورين بالكسر
أيضا. وكذلك روى عنه الحسن بن حبيب «2» وعلي بن الحسين بن
السفر «3» وغيرهما.
وكذلك حكى أحمد بن نصر «4» أنه قرأ على ابن الأخرم عن
الأخفش، قال:
وعليه أهل دمشق من أصحاب الأخفش، وبذلك قرأت أنا من طريق
النقّاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق «5» وابن مرشد «6»
وأبي طاهر البعلبكي «7» وأبي عمران «8» وابن
__________
(1) سقطت" أنه" من (م).
(2) الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري، أبو علي
الدمشقي، فقيه، مقرئ، ثقة، روى القراءة عن هارون بن موسى
الأخفش، وسمع منه كتابه الذي ألفه في قراءة ابن عامر
بالعلل، روى القراءة عنه عبد المنعم بن غلبون، توفي سنة
ثمان وثلاثين وثلاث مائة، وله ست وتسعون سنة. غاية 1/ 209.
(3) علي بن الحسين بن السفر، أبو العباس الحرسي، الدمشقي،
البزاز، شيخ معروف قرأ على هارون بن موسى الأخفش، قرأ عليه
أبو بكر بن حبيب السلمي، ومات سنة ثمان وثلاثين وثلاث
مائة، وهو عند ابن الجزري ابن الصقر نفسه. غاية 1/ 533.
(4) أحمد بن نصر بن منصور، أبو بكر الشذائي البصري، إمام
مشهور، قرأ على ابن الأخرم، قرأ عليه أبو الفضل الخزاعي،
توفى سنة سبعين وثلاث مائة. غاية 1/ 144.
(5) إبراهيم بن عبد الرزاق العجلي الأنطاكي، أبو إسحاق،
أستاذ مشهور، ثقة كبير قرأ على هارون بن موسى الأخفش، قرأ
عليه عبد المنعم بن غلبون، توفي سنة تسع أو ثمان وثلاثين
وثلاث مائة. غاية 1/ 16.
(6) محمد بن أحمد بن مرشد، أبو بكر الدمشقي، مقرئ صالح،
عرض على هارون الأخفش، عرض عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية
2/ 88.
(7) محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان، أبو طاهر البعلبكي،
المؤذن، مقرئ معمر، عالي السند، صالح، نزيل صيدا، عرض على
هارون الأخفش، عرض عليه عبد الباقي بن الحسن، مات سنة أربع
وخمسين وثلاث مائة، وله تسعون سنة. غاية 2/ 148.
(8) موسى بن عبد الرحمن بن موسى، أبو عمران الدمشقي، مقرئ،
عرض على هارون الأخفش، عرض عليه عبد الباقي بن الحسن. غاية
2/ 320.
(2/897)
أبي حمزة «1» وابن أبي داود «2» عنه عن ابن
ذكوان، وروى سلامة بن هارون «3» عن ابن ذكوان أنه كسر
التنوين في أربعة مواضع لا غير [180/ م] في النساء [49،
50] فتيلا انظر وفي الفرقان [8] مسحورا انظر وضمّه فيما
عدا ذلك.
وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان، وزاد حرفين في
ص [41، 42] وعذاب اركض ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34] «4» وروى
ابن شنبوذ عن قراءته على أحمد بن نصر بن شاكر «5» عن
الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر أنه كسر التنوين في
ثلاثة مواضع: في الأنعام [99] وغير متشابه انظروا وفي ص
[41، 42] وعذاب اركض وفي ق [33، 34] منيب ادخلوها وضمه
فيما عداها. وروى هشام والوليد وابن بكار بإسنادهم عن ابن
عامر ضمّ التنوين في جميع القرآن. وقرأ الباقون بضمّ جميع
الباب من التنوين وغيره. وقال أبو عبد الرحمن وإبراهيم
ابنا اليزيدي عن أبيهما عن أبي عمرو خبيثة اجتثّت
[إبراهيم: 46] ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34] الهاء والتنوين
مكسوران، ويشمّ الألف رفعا.
وأخطآ؛ لأن الألف في حال الوصل الذي فيه يوجد التنوين
معدومة، فكيف يشمّ الرفع؟
__________
(1) محمد بن نصير بن جعفر، أبو بكر الدمشقي، يعرف بابن أبي
حمزة، عرض على هارون الأخفش، وهو أجل أصحابه، عرض عليه
محمد بن الحسين الديبلي. غاية 2/ 269.
(2) جعفر بن حمدان بن سليمان، أبو الفضل بن أبي داود
النيسابوري، ضابط، قرأ على هارون الأخفش، وهو من حذاق
أصحابه، قرأ عليه عبد الله بن عطية، توفي سنة تسع وثلاثين
وثلاث مائة. غاية 1/ 191.
(3) سلامة بن هارون، أبو نصر البصري، قرأ على هارون
الأخفش، روى القراءة عنه عبد الله بن الحسين أبو أحمد.
غاية 1/ 310.
(4) ذكر الداني في التيسير ص 78 أن محمد بن الأخرم روى عن
الأخفش عن ابن ذكوان أنه كسر التنوين حاشا حرفين (برحمة
ادخلوا) و (خبيثة اجتثت) وأن النقاش روى هو وغيره عن ابن
ذكوان بكسر التنوين حيث وقع.
وزاد ابن الجزري فذكر أن الصوري روى من طريقيه الضم مطلقا
ولم يستثن شيئا.
انظر النشر 2/ 225، فهذه هي الروايات المشهورة عن ابن
ذكوان.
(5) أحمد بن نصر بن شاكر بن أبي رجاء عمار، أبو الحسن
الدمشقي، مقرئ مشهور قرأ على ابن ذكوان، وعرض أيضا على
الوليد بن عتبة، وعرض عليه أبو الحسن بن شنبوذ وابن
الأخرم، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين. غاية 1/ 144.
(2/898)
قال أبو عمرو: وإذا كانت الضمة الواقعة بعد
الساكن الثاني الأول؛ لأن تلك الحركة التي تضمّ من أجلها
في نحو ما تقدم في مذهب من رأى ذلك غير لازمة هاهنا؛ لأن
التي تجتلب ليست بأصل للحرف المحوّل بها؛ إذ كان أصله
الكسر، والتي تتبع ما قبلها من الحركات قد تتغيّر، فيتغيّر
«1» ما يتبعه، والتي للإعراب قد تنتقل بانتقال العامل
الجالب لها؛ لذلك لم يعتد «2» بها في ضمّ الساكن «3» في
حال الوصل، ولا يبنى «4» الابتداء بهمزة الوصل في ذلك
عليها أيضا وكسرا في الحالين.
فأما المجتلبة فنحو قوله: أن اتقوا الله [النساء: 131] وأن
امشوا [ص: 6] لا غير، وأمّا التابعة ففي قوله: إن امرؤ هلك
[النساء: 176] لا غير، وأما التي للإعراب ففي قوله: عزير
ابن الله [التوبة: 30] على قراءة [129/ ت] من نوّن، وفي
قوله تعالى: بغلام اسمه [مريم: 7] لا غير.
وحدثنا «5» عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: نا عبد
الواحد بن أبي هاشم، قال: نا عيّاش بن محمد، قال: نا أبو
عمر عن الكسائي إن امرؤ برفع النون، وغلط عيّاش، فحدّثنا
عبد الرحمن بن محمد المعدّل «6»، قال: نا عبد الله بن أحمد
الدمشقي «7»، قال: نا جعفر بن محمد «8»، قال: نا أبو عمر
عن الكسائي إن امرؤ لا ترفع النون، وهذا هو الصواب، والذي
لا يجوز غيره، وأحسب عيّاشا سقط عليه «لا». وروى الأصبهاني
عن ورش والشموني عن الأعشى عن أبي بكر بأن الله
__________
(1) في (م) " فتغير".
(2) في (م) " يعيد" والصواب ما في (ت).
(3) " في ضم الساكن" مكررة في (م) ولا داعي للتكرار.
(4) في (م) " يتبنى"، وهو خطأ.
(5) في (م) " نا".
(6) عبد الرحمن بن عمر بن محمد، أبو محمد المعدل النحاس،
روى القراءة عن عبد الله بن أحمد ابن ذي زوية الدمشقي، روى
القراءة عنه أبو عمرو الداني. غاية 1/ 376.
(7) عبد الله بن أحمد بن ذي زوية، أبو عمر الدمشقي، ثقة
عارف معدل، روى حروف الكسائي عن جعفر بن محمد النصيبي عن
الدوري عنه، روى عنه القراءة عبد الرحمن بن عمر بن محمد
المعدل، توفي قبل الأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 406.
(8) جعفر بن محمد بن أسد، أبو الفضل الضرير، النصيبي، يعرف
بابن الحمامي، حاذق ضابط، شيخ نصيبين والجزيرة، قرأ على
الدوري، قرأ عليه عبد الله بن أحمد بن ذي زوية الدمشقي،
توفي سنة سبع وثلاث مائة. غاية 1/ 195.
(2/899)
[176] وبأنهم [الأعراف: 136] بإبدال الهمزة
ياء مفتوحة وقد ذكر قبل «1».
حرف:
قرأ حمزة وحفص عن عاصم ليس البر [177] بنصب الراء. وقرأ
الباقون برفعها «2»، وقال هبيرة عن حفص: إنه كان يقرأ ذلك
بالرفع والنصب «3»، وبالنصب قرأت في روايته، وبه آخذ. ولا
خلاف في الرفع في الحرف الثاني، وهو قوله: وليس البرّ بأن
تأتوا [189] لأجل الباء التي في بأن.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر ولكن البرّ في الموضعين [البقرة: 177 و
189] بتخفيف النون وكسرها، ورفع البرّ. وقرأ الباقون
بتشديد النون ونصب البرّ «4».
وقد ذكر قبل «5».
حرف «6»: وروى الشموني من غير رواية النقار «7» عن الأعشى
عن أبي بكر عن عاصم أنه أمال الكتاب [2] والحساب [202]
والعذاب [49] بأيّ إعراب كنّ. وروى قتيبة «8» عن الكسائي
أنه أمال الكتاب والحساب في موضع الجرّ خاصّة، وفتح العذاب
«9». وقال أحمد بن صالح عن ورش وقالون عن نافع: التاء
__________
(1) انظر: جامع البيان 2/ 554، وقد ذكر- هنالك- أن هذه
الرواية هي مما تفرد به الأصبهاني عن أصحاب ورش، وذكر
المؤلف في جامع البيان 2/ 564 رواية الأعشى عن أبي بكر،
إلا أنه قال- هنالك- يجعل موضع الهمزة فتحة، ثم قال وقرأت
بتحقيق الهمز في ذلك.
قتل: فالروايتان شاذتان غريبتان.
(2) وانظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226.
(3) المشهور عن حفص أنه قرأ بالنصب، ولم يذكر له المصنف في
التيسير غيره، وكذا في النشر لم يذكر له ابن الجزري غيره.
(4) في (م) و (ت) " وقرأ الباقون بتشديد النون ونصب البر".
مكررة ولا داعي لها.
(5) وانظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 219، 226، وقد تقدم
الكلام على هذا الحرف في الحرف الثامن والثلاثين.
(6) كل ما ورد في هذا الحرف من إمالات فهي إمالات غريبة
شاذة، ولم يذكر شيء منها في التيسير في باب الإمالة، ولا
في النشر في باب الامالة.
(7) الحسن بن داود بن الحسن بن عون، أبو علي النقار
الكوفي، القرشي مولاهم، المعدل النحوي، متصدر حاذق، عرض
على القاسم بن أحمد الخياط، وكان النقار قيّما بقراءة عاصم
ثقة مأمونا، قرأ عليه زيد بن أبي بلال، توفي قبل سنة خمسين
وثلاث مائة. غاية 1/ 212.
(8) تقدمت ترجمة قتيبة، وقال الذهبي عنه: وله امالات مزعجة
معروفة. معرفة القراء 1/ 174.
(9) ذكر ابن الجزري في غاية النهاية 2/ 26 عن قتيبة أنه
روى إمالة كل ألف قبلها كسرة أو بعدها كسرة، ولم يستثن
شيئا.
(2/900)
من الكتاب مفتوحة وسطا من ذلك، وهو قياس
«1» قول داود وصاحبيه عن ورش.
وقال الأصبهاني عنه في الكتاب بالتفخيم. وقال المروزي عن
حفص عن عاصم الكتاب والحساب بغير إمالة. وبذلك قرأ
الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي من موص
[182] بفتح الواو وتشديد الصاد. وقرأ الباقون والمفضل وحفص
عن عاصم بإسكان الواو وتخفيف الصّاد «2». ونا عبد العزيز
بن جعفر المقري، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد
بن عبد الرحمن الهمداني «3»، قال: نا نجيح بن إبراهيم «4»،
قال:
نا حمّاد بن سفيان «5»، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حماد عن
أبي بكر عن عاصم أنه قرأ من موص مخففة، وقد خالف حمّاد عن
أبي حمّاد الحسن بن جامع «6»، فروى عنه عن أبي بكر مثل
الجماعة «7».
وقد ذكرت فمن تطوّع خيرا [184] قبل «8».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان فدية طعام [184]
مضافا بغير تنوين مساكين على الجمع، وقرأ ابن عامر في
رواية هشام من طريق الحلواني وابن عباد وغيره فدية
بالتنوين طعام بالرفع مساكين بالجمع. وقرأ الباقون
بالتنوين والرفع مسكين على التوحيد. وكذلك حكى لي فارس بن
أحمد عن قراءته على عبد الباقي عن أصحابه عن هشام، والعمل
في روايته على
__________
(1) تقدم الكلام على القياس، وأنه لا مدخل له في القراءة.
(2) وانظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226.
(3) قال في غاية النهاية 1/ 67 أحمد بن عبد الرحمن
الهمداني، كذا وقع في جامع البيان وصوابه أحمد بن محمد
الهمذاني، وترجم له في 1/ 135 فقال: أحمد بن محمد أبو
العباس الهمذاني بالسكون، البغدادي، شيخ، روى القراءة عن
محمد بن الجهم، روى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر.
(4) و (5) لم أقف على ترجمته.
(6) الحسن بن جامع الكوفي، روى القراءة عن عبد الرحمن بن
أبي حماد عن أبي بكر، وهو من جلة أصحابه، روى القراءة عنه
أحمد بن الصقر. غاية 1/ 209.
(7) وهذا هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم، ولم يذكر له في
التيسير غيره ولا في النشر.
(8) في الحرف السادس والخمسين.
(2/901)
الأول «1». وكذلك روته الجماعة عنه. على أن
ابن مجاهد وأبا طاهر قد أغفلا ذكر هشام في ذلك «2»، ولم
يذكرا عن ابن عامر خلافا في الإضافة.
حرف:
وكلهم قرأ شهر رمضان [185] بالرفع إلا ما حدّثناه الفارسي،
قال:
[181/ م] نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن أبي
عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ شهر رمضان بالنصب، وخالفه
سائر أصحاب حفص، فرووه عنه بالرفع «3».
حرف:
قرأ ابن كثير وقرآن الفجر [الإسراء: 78] وقرآنا فرقناه
[الإسراء:
106] وفاتّبع قرآنه [القيامة: 18] وما أشبهه إذا كان [130/
ت] اسما بألف ولام وبغيرهما أو كان مصدرا بفتح الراء من
غير همز في جميع القرآن. وكذا روى قاسم بن عبد الوارث «4»
عن أبي عمر عن اليزيدي في ذلك «5»، [فرووه بالهمز.
وبذلك قرأ الباقون] «6» وحمزة إذا وقف [مثل] «7» ابن كثير
«8».
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحماد ولتكمّلوا العدّة
[البقرة: 185] بفتح الكاف وتشديد الميم، هذا قول الجماعة
عن أبي بكر ما خلا عبيد بن نعيم، فإنه روى عنه بإسكان
الكاف «9». وروى اليزيديون «10» كلهم وأبو حمدون وأبو خلاد
__________
(1) انظر: التيسير ص 79، النشر 2/ 226 وفيهما أن نافعا
وابن ذكوان يقرءان بالإضافة والجمع، وأن هشاما يقرأ
بالتنوين والجمع، وأن الباقين يقرءون بالتنوين والإفراد.
(2) انظر: السبعة في القراءات ص 176.
(3) المشهور عن حفص أنه قرأ مثل سائر القراء. ومذهب السوسي
إدغام الراءين.
(4) القاسم بن عبد الوارث، أبو نصر البغدادي، أخذ القراءة
عن أبي عمر الدوري وهو من قدماء أصحابه، وعنه أبو بكر بن
مجاهد. غاية 2/ 19.
(5) المشهور عن اليزيدي إسكان الراء وإثبات الهمزة بعدها،
ولم يذكر الداني في التيسير عن غير ابن كثير نقل الهمزة في
كلمة القرآن، وكذا في النشر.
(6) ما بين المعكوفتين العبارة غير مستقيمة، ولعل الصواب
(وبالهمز قرأ الباقون) والله أعلم.
(7) زيادة من هامش (ت).
(8) انظر: التيسير ص 39، 40، النشر 1/ 413، 414.
(9) المشهور عن أبي بكر فتح الكاف وتشديد الميم، وعن غيره
إسكان الكاف وتخفيف الميم. انظر: التيسير ص 79، النشر 2/
226.
(10) في (م) " وروى اليزيد".
(2/902)
وأبو شعيب وابن شجاع عن اليزيدي عن أبي
عمرو أنه قرأها بالتخفيف، قالوا:
وكان يثقلها ثم رجع إلى التخفيف. وروى ابن سعدان عنه
ولتكملوا خفيفة، قال «1»: وكان أبو عمرو «2» ربما ثقّلها.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص بإسكان الكاف
وتخفيف الميم.
حرف «3»: قرأ أبو عمرو ونافع في رواية ورش وإسماعيل في
حكاية الدوري والهاشمي عنه، وعاصم في رواية حفص من طريق
عمرو وعبيد، وفي رواية البرجمي عن أبي بكر عنه وابن عامر
في رواية الوليد بن مسلم عن يحيى عنه بضمّ الباء من البيوت
[189] وبيوت [النور: 36] والعين في «4» العيون [يس: 34]
وعيون [الحجر: 45] والغين من الغيوب [المائدة: 109] والجيم
من قوله:
جيوبهنّ [النور: 31] والشين من قوله: شيوخا [غافر: 67]،
وقرأ نافع في رواية قالون والمسيّبي من طريق ابنه وابن
سعدان، وفي رواية أبي عبيد عن إسماعيل عنه، وابن عامر في
رواية هشام بكسر الباء من البيوت [189] وبيوت [النور:
__________
(1) في (م) " قالوا"، والصواب ما في (ت).
(2) في (م) " أبو عمرو وربما" بزيادة واو، وهو خطأ.
(3) مذاهب القراء المشهورة في الحروف الواردة في هذه
الفقرة:
1 - قرأ بضم الباء من (البيوت) و (بيوت) حيث وقع أبو عمرو
وورش وحفص وكسرها الباقون. التيسر ص 80، النشر 2/ 226.
2 - وقرأ بكسر الغين من (الغيوب) حيث وقع: حمزة وأبو بكر
بن عياش، وضمها الباقون.
التيسير ص 101، النشر 2/ 226.
3 - قرأ بكسر العين من (العيون) و (عيون) حيث وقع ابن كثير
وحمزة والكسائي وابن ذكوان وأبو بكر، وضمها الباقون.
التيسير ص 136، النشر 2/ 226.
4 - قرأ بكسر الشين من (شيوخا) ابن كثير وحمزة والكسائي
وابن ذكوان وأبو بكر، وضمها الباقون. التيسير ص 192، النشر
2/ 226.
5 - قرأ بكسر الجيم من (جيوبهن) ابن كثير وحمزة والكسائي
وابن ذكوان وأبو بكر، وضمها الباقون. التيسير ص 161.
وكذا في النشر إلا أن ابن الجزري ذكر لأبي بكر وجهين:
الأول: ضم الجيم، رواه شعيب عن يحيى عنه، وكذلك روى عنه
العليمي من طريقه، والثاني: كسر الجيم، رواه أبو حمدون عن
يحيى عنه. 2/ 226.
(4) سقطت" في" من (م).
(2/903)
36] وضمّ ما بقي، وروى ابن جبير عن
المسيّبي، عن الكسائي عن إسماعيل عنه «1» أنه يشير إلى كسر
الحرف الأول منها ويضمّ الثاني، وروى أصحاب ابن جبير عنه-
أداء- عن رجاله عن نافع بكسر أوّل ذلك كله كسرا محضا.
وروى ابن شنبوذ عن أحمد بن صالح عن المسيّبي عنه أنه كسر
أول ذلك كله.
وكذلك روى أبو بكر بن أبي أويس «2» عن نافع. وروى هبيرة عن
حفص عن عاصم أنه كسر الشين من شيوخا [غافر: 67] خاصة وضمّ
ما بقي. وروى المفضل وحماد وأبو بكر في غير رواية الأعشى
والبرجمي عنه أنه ضمّ الجيم من جيوبهن [النور: 31] خاصة
وكسر الباقي.
واختلف عن الأعشى عن أبي بكر، فروى الشموني عنه أنه ضمّ
الغين من الغيوب في جميع القرآن وكسر الباقي. وروى ابن
غالب عنه أنه «3» كسر أول الباب كله. وروى
التيمي عنه وعن ضرار عن يحيى عن أبي بكر أنه يكسر الباء من
البيوت وبيوتا [الأعراف: 74] وكذلك «4» العيون والشيوخ.
وقال عن الأعشى وحده جيوبهن بكسر الجيم ورفع الياء، وقال
عن ضرار عن يحيى برفع الجيم والياء. وروى الحيري عن
الشموني بيوتا بضم الباء، وروى عبد الحميد بن صالح ومحمد
بن إبراهيم «5» عن الأعشى بيوت وعيون وغيوب وجيوبهن بضم
أول ذلك كله.
واختلف تراجم أصحاب أبي بكر عنه في الباب، فروى أبو عبيد
عن الكسائي عنه عن عاصم أنه يشمّ الضم في أوائلهنّ إشماما
من غير مبالغة فيه، وروى أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر
الغيوب يكسر الغين ثم يضمّ. وكذلك شيوخا [غافر: 51] وبيوتا
[الأعراف: 74] ويرفع الجيم في جيوبهن [النور: 31] وحدها،
وروى
__________
(1) أي عن نافع، والله أعلم.
(2) عبد الحميد بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله، أبو بكر
الأصبحي، ابن أخت الإمام مالك بن أنس، يعرف بالأعشى، ثقة.
أخذ القراءات عرضا وسماعا عن نافع، روى القراءة عنه أخوه
إسماعيل، مات سنة ثلاثين ومائتين. غاية 1/ 360.
(3) سقطت" أنه" من (ت)، وأثبتها من (م).
(4) في (م) «وذلك» وهو خطأ.
(5) محمد بن إبراهيم بن أحمد، أبو بكر الزاهد، المعروف
بالخواص، روى القراءة عن الأعشى، قرأ عليه أحمد بن يوسف
الساري، قال: وكان محدثا زاهدا. غاية 2/ 43.
(2/904)
خلف عن يحيى عنه أنه يكسر أول البيوت
[البقرة: 189] والشيوخ والغيوب [المائدة: 109] والجيوب ولا
يخفّفه ولا يشمّه الضمة.
قال خلف: قال الكسائي: ما أجود ما وضعها. حدّثنا عبد
العزيز بن محمد، قال:
حدّثنا عبد الواحد بن عمر، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله،
قال: حدّثني أبو بكر بن صدقة «1»، قال: ثنا «2» محمد بن
جامع «3»، قال: نا يحيى عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ البيوت
والشيوخ والعيون يكسر أوائلها، ثم يحذف ثم يبدأ بالكسر ثم
يشمّها الضم. فقال يحيى: قال لي الكسائي: ما أجود [131/ ت]
ما وضعها.
وروى حسين بن الأسود عن يحيى البيوت يكسر الباء كسرة خفيفة
يشمّها الضمة، شيوخا يكسر الشين ويشمّ الضمّ فيهنّ كلهنّ،
ولا يحقق كسرها ويشمّ الجيم من الجيوب.
وروى حجّاج بن حمزة «4» عن يحيى البيوت يكسر الباء كسرة
خفيفة، ويشمّها الضمة ولا يحقّقها، العيون يكسر العين
يشمّها الضمة، ولا يخفض كسرتها.
وروى موسى بن حزام عن يحيى البيوت بكسر الباء والعيون بكسر
العين، شيوخا بكسر الشين، وقال في الغيوب يكسر الغين،
ويشمّها الضمّة. وروى شعيب عن يحيى أنه كسر الباب «5» كله
ما خلا على جيوبهن [النور: 31] فإنه ضم الجيم منه. وكذلك
قرأت من طريقه. وروى يحيى الجعفي «6» عن أبي بكر
__________
(1) أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، أبو بكر البغدادي،
مشهور ثقة، قرأ على إبراهيم بن محمد بن إسحاق، ومحمد بن
جامع، روى القراءة عنه أحمد بن عبيد الله، وابن مجاهد.
غاية 1/ 119.
(2) في (م) " حدثنا".
(3) محمد بن جامع بن حبيش بن أبي كامل، أبو عبد الله
الموصلي، العطار، مقرئ معروف، روى الحروف عن يحيى بن آدم،
روى عنه الحروف أحمد بن محمد بن صدقة. غاية 2/ 106.
(4) حجاج بن حمزة بن سويد، أبو يوسف الخشابي، القاضي، روى
القراءة عرضا عن يحيى بن آدم، عرض عليه محمد بن علي
الحجاجي. غاية 1/ 203.
(5) في (م) " الباء" وهو خطأ.
(6) يحيى بن سليمان بن يحيى بن سعيد، أبو سعيد الجعفي
الكوفي، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش، وله عنه نسخة،
روى القراءة عنه روح بن الفرج، توفي سنة سبع وثلاثين
ومائتين. غاية 2/ 373.
(2/905)
جيوبهن بكسر الجيم شيوخا مكسور الشين،
وعيون مكسور العين. وقال ابن عطارد «1»: سألت أبا بكر كيف
قرأ عاصم البيوت [189] [182/ م] والعيون والشيوخ؟ فلم يكسر
ولم يرفع رفعا بيّنا، ولكن أشمّ هذه الحروف الرفع، وروى
ابن [أبي] أمية عن أبي بكر أنه كسر الباب كله، فوافق ابن
غالب عن الأعشى عنه. وروى البرجمي عنه أنه ضمّ الباب كله،
وروى إسحاق الأزرق عنه علّام الغيوب [المائدة: 109] برفع
الغين لم يذكر غيره.
حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر
«2»، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المراوحي «3»،
قال: أهل الكوفة الذين يقرءون قراءة عاصم في رواية أبي بكر
لم يكونوا يقرءون البيوت وأخواتها إلا كما يقرؤها حمزة.
وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان والكسائي بضمّ الغين من
الغيوب خاصة وكسر ما بقي.
وقال هارون بن موسى الأخفش: سمعت الوليد بن عتبة يقول:
الغيوب [المائدة: 109] بكسر الغين بجوار الياء. وروى ابن
خرزاذ عن ابن ذكوان البيوت بضم الباء والعيون بضم العين في
كل القرآن «4» انفرد بذلك عنه. واختلف عن ابن كثير، فروى
ابن فليح عن أصحابه عنه أنه كسر الباب كله، وروى أبو ربيعة
عن قنبل والبزّي وابن الصبّاح ومحمد بن موسى الزينبي عن
قنبل عن ابن كثير أنه ضمّ الغين من الغيوب والجيم من
جيوبهن وكسر الباقي، وروى ابن مجاهد وابن شنبوذ وأبو
العباس «5» عن عبد الله بن أحمد بن الهيثم البلخي «6»
وغيرهم عن قنبل والخزاعي وابن هارون وابن الحباب وغيرهم عن
البزّي عنه أنه ضمّ الغين من
__________
(1) عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة
العطاردي، ويقال الدارمي الكوفي، روى الحروف عن أبي بكر بن
عياش، روى عنه الحروف نعيم بن حذيفة. غاية 1/ 358.
(2) ابن مجاهد. ولم أجد خبره هذا في كتاب السبعة.
(3) محمد بن إسحاق، أبو جعفر المراوحي البغدادي، روى
القراءة عن عبد الله بن منصور الأشقر صاحب سليم، روى عنه
القراءة أبو بكر بن مجاهد. غاية 2/ 99.
(4) في (م) " وكل القرآن" بدلا من" في كل القرآن". وهو
خطأ.
(5) لم أعرفه.
(6) عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن الهيثم بن مخلد، أبو
العباس البلخي، ويعرف بدلبة، مقرئ متصدر، حاذق، صدوق، أخذ
القراءة عرضا عن قنبل، روى عنه القراءة أبو بكر أحمد بن
نصر الشذائي، توفي سنة ثمان عشرة وثلاث مائة. غاية 1/ 403.
(2/906)
الغيوب وحدها، وكسر ما بقي «1».
وقرأ حمزة بكسر أول الباب كله. واختلف عن سليم عنه في
الجيم من جيوبهنّ فروى أبو عمر عن سليم أنه كسرها
كنظائرها، وقال في سورة النور [31]: على جيوبهن قال سليم
بين الضم والكسر. وقال خلف وأبو هشام «2» وابن سعدان عن
سليم أقوالا يقرب بعضها، فقال خلف: يشمّ الجيم الرفع ويشمّ
الكسر ويرفع الياء. وقال ابن واصل عن ابن سعدان عن سليم:
يشمّ الجيم الرفع ويشمّ الياء الكسر، ثم يرفع الياء. وقال
حيّون المزوق «3» «4» عن الحلواني عن الخشكني «5» «6»
وخلّاد عن سليم عن حمزة بكسر الجيم مع سائر الباب. وقال
«7» أبو هشام: يرفع الجيم ثم يكسر ثم يرفع الياء. وقال
داود عن علي بن كيسة عن سليم: جيوبهن يرفع الجيم فيها.
وقال يونس في الاختلاف بين نافع وحمزة عن علي عن سليم في
بيوتكم [آل عمران: 49] يضجع الباء في القرآن كله وفي عيون
وغيوب وشيوخ، ولم يذكر جيوبهن فدلّ على أنه يرويه عنه
بالضم كنافع؛ إذ لو رواه بالكسر لذكره مع نظرائه.
نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أحمد بن [عبيد
الله] «8» بن عمار الثقفي «9»، قال: سألت أبا هشام كيف
حفظه على سليم عن حمزة على جيوبهن؟
__________
(1) لم أجد رواية ابن مجاهد هذه في كتاب السبعة.
(2) في (م) " وابن هشام" وهو خطأ.
(3) في (م) " الزوق". وهو خطأ.
(4) هارون بن علي بن الحكم، أبو موسى البغدادي المزوق
النقاش، يعرف بحيون، مقرئ متصدر، ثقة مشهور، روى القراءة
عرضا عن أحمد بن يزيد الحلواني، وعنه أحمد بن صالح بن
عطية، توفي سنة خمس وثلاث مائة. غاية 2/ 346.
(5) في (م) " الخشكي".
(6) جعفر بن محمد بن سليمان الخشكني، ويقال الخشكي الكوفي
المقرئ، متصدر مشهور، قرأ علي حمزة، وقرأ عليه أحمد بن
يزيد الحلواني، مات سنة بضع عشرة ومائتين. غاية 1/ 195.
(7) سقطت الواو من (ت) وأثبتها من (م).
(8) مطموسة في (ت).
(9) لم أعثر على ترجمته.
(2/907)
فقال: بلغني أن خلفا إذا «1» حكاها عن سليم
يجلز بها «2» وما عليّ منها كلفة. ثم قال:
على جيوبهن- يعني بضمّ الجيم وكسر الياء- وقال ابن جبير عن
سليم البيوت والعيون والشيوخ والغيوب بكسر الأول والثاني.
وقال: جيوبهن [132/ ت] برفع الأول وبكسر الثاني وبرفع
الثالث.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال خلف وأبو
هشام عن سليم عن حمزة أنه كان يشمّ الجيم الضمّ، ثم يشير
إلى الكسر، ويرفع الياء من جيوبهنّ [النور: 31]. قال ابن
مجاهد: وهذا شيء لا يدرى ما هو «3». قال أبو عمرو: وذلك
على ما قال لا حقيقة لما ذكراه، ولا لما ذكره ابن سعدان
وابن جبير وعامّة أصحاب أبي بكر، وإنما يصحّ في ذلك من
أقوالهم الكسر الخالص أو الضمّ الصحيح، وما عدا ذلك فغير
معروف ولا مأخوذ به في الأداء، اللهمّ إلا أن ينحى بالضمة
في ذلك نحو الكسرة قليلا، وبالكسرة نحو الضمة يسيرا، كما
قرأ يحيى بن وثّاب «4» - وحكى عن العرب في ردت وردها «5» -
وقرأ غير واحد من أئمة القراءة في «قيل» وبابه.
وعلى هذا يصحّ ما حكاه أصحاب أبي بكر وحمزة، ولا يخرج عن
مذاهب القراءة ومقاييس العربية.
وبلغني عن ابن شنبوذ أنه قال: قال لي أبو جعفر محمد بن
إسحاق المراوحي «6» عن عبد الله بن الأشقر «7»، قال: إنما
اضطرب هؤلاء في الجيم من جيوبهن عن
__________
(1) في (م) " إذا" مطموسة.
(2) أي يسرع في نطقها، ولعل المراد اختلاس الحركة. قال في
القاموس 2/ 175 والتجليز الذهاب في الأرض مسرعا.
(3) انظر: السبعة في القراءات ص 179 إلا أن ابن مجاهد قال
هناك في آخر العبارة" وهو شيء لا يضبط" بدلا من" وهذا لا
شيء، لا يدرى ما هو".
(4) يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم الكوفي، تابعي ثقة كبير من
العباد الأعلام، عرض على عبيد بن نضلة وعلقمة والأسود،
وغيرهم، عرض عليه سليمان الأعمش وطلحة بن مصرف. توفي سنة
ثلاث ومائة. معرفة القراء 1/ 51، غاية 2/ 380.
(5) لم أقف على مصدر يذكر هذه اللغة.
(6) في (م) " الراوحي".
(7) عبد الله بن منصور الأشقر، يعرف بابن الطبال، روى
القراءة عن سليم بن عيسى، وعنه محمد ابن إسحاق المراوحي.
غاية 1/ 461.
(2/908)
سليم؛ لأنه كان قد فلج، فكان إذا أراد أن
يلفظ بها اضطربت شفتاه في الجيم والياء للفالج والكبر،
وقال ابن المنادي: اتصل بنا عن بعض الشيوخ أن خلّادا «1»
كان يعيب خلفا بهذا، قال: وكان الضبّي «2» يحكيها عن رجاء
«3» عن ابن «4» زربي «5» وترك «6» بنحو رواية خلف.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى
يقتلوكم فيه فإن قتلوكم فاقتلوهم [191] الثلاثة بغير ألف
على معنى القتل، وقرأ الباقون الثلاثة بالألف على معنى
القتال «7». وكلهم قرأ فاقتلوهم بغير ألف إلا ما أنا
الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن سعيد «8»، قال: نا
محمد بن أحمد بن نصر «9»، قال: نا ابن جنيد «10»، قال:
حدّثنا الأعشى وابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ
__________
(1) في (م) " خلاد" وهو لحن ولعله تصحيف.
(2) سليمان بن يحيى بن أيوب بن الوليد، أبو أيوب التميمي
البغدادي، المعروف بالضبي، مقرئ كبير، ثقة، عرض على
الدوري، ورجاء بن عيسى، وروى القراءة عنه أبو بكر النقاش.
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين، وله إحدى وتسعون سنة، وأقرأ
ستين سنة. غاية 1/ 317.
(3) رجاء بن عيسى بن رجاء، أبو المستنير الجوهري الكوفي،
متصدر مقرئ، قرأ على إبراهيم بن زربي، قرأ عليه القاسم بن
نصر، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين. غاية 1/ 283.
(4) في (م) " أبي زربي"، والصواب ما في (ت).
(5) إبراهيم بن زربي الكوفي، قرأ على سليم، وهو من جلة
أصحابه، قرأ عليه رجاء بن عيسى، وهو أثبت أصحابه. غاية 1/
14.
(6) ترك الحذاء النعالي الكوفي المعدل، صالح عابد، من أجل
أصحاب سليم بن عيسى، قرأ عليه رجاء بن عيسى. غاية 1/ 187.
(7) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(8) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي، ويقال: أبو الحسن
الأذني، روى القراءة عن محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة،
وعنه عبد الواحد بن أبي هاشم. غاية 1/ 116.
(9) محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة، أبو عبد الله التيمي
الكوفي، روى الحروف عن محمد ابن جنيد صاحب الأعشى، روى
الحروف عنه أحمد بن محمد بن سعيد الأذني.
غاية 2/ 90.
(10) محمد بن الجنيد أبو عبد الله الكوفي، روى الحروف
سماعا عن عبد الرحمن بن أبي حماد وأبي يوسف الأعشى، روى
الحروف عنه محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة.
غاية 2/ 113.
(2/909)
[183/ م] فقاتلوهم بالألف، وخالفه عن «1»
الأعشى الشموني وابن غالب، وعن ابن أبي حماد ابن جامع،
فرووا عنهما عن أبي بكر عنه «2» «3».
حرف:
وكلهم قرأ أو نسك [196] بضم السين، إلا ما رواه إبراهيم بن
زربي عن سليم عن حمزة أنه قرأ أو نسك بإسكان السين، وخالفه
سائر أصحابه «4» فرووه عنه بضم السين كقراءة الجماعة «5».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فلا رفث ولا فسوق [197] بالرفع
والتنوين فيهما، وقرأهما الباقون بالنصب من غير تنوين «6»،
وأجمعوا على النصب من غير تنوين في قوله: ولا جدال في الحج
[197] إلا شيئا يروى عن المفضل عن عاصم أنه رفع الأسماء
الثلاثة ونوّنها «7»، ولم أقرأ بذلك من طريقه.
حرف:
قرأ الحرميان والكسائي في هذه السورة ادخلوا «8» في السلم
[208] بفتح السين، وقرأ الباقون بكسرها «9» وقرأ عاصم في
رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد في رواية أبي عمر عن حفص في
الأنفال وإن جنحوا للسّلم [الأنفال: 61] بكسر السين. وروى
أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص بفتح السين. وكذلك روى
عمرو وعبيد وهبيرة والقوّاس وابن شاهي والمروزي والزهراني
عن حفص، وبذلك قرأ الباقون «10». وقرأ عاصم في رواية أبي
بكر وحمّاد والمفضل، وفي رواية أبي
__________
(1) في (م) (فقاتلوهم) بالألف" وخالفه عن" مطموسة.
(2) العبارة غير تامة هاهنا، ولعل تتمتها (فاقتلوهم) بغير
ألف.
(3) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ مثل الجماعة، ولم يذكر له
المصنف في التيسير خلافا وكذلك في النشر.
(4) سقطت الهاء من (م).
(5) المشهور عن حمزة ضم السين كغيره، ولم يذكر له المصنف
خلافا في التيسير، وكذا في النشر.
(6) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 211.
(7) وهي رواية شاذة غريبة.
(8) في (م) زيادة ها" ادخلوها" وهو خطأ.
(9) وانظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(10) المشهور عن حفص فتح السين في موضع الأنفال ولم يذكر
المؤلف في التيسير ص 117 عنه خلافا، وكذا في النشر 2/ 227.
(2/910)
عمر «1» عن أبي «2» عمارة عن حفص وحمزة في
القتال [35] وتدعوا «3» إلى السّلم بكسر السين، وفتحها
الباقون. وكذلك روت الجماعة عن حفص «4». وقال أبو الحارث
عن أبي عمارة عنه: لا أدري كيف قرأ التي في سورة محمد.
وقد ذكرت الإمالة والوقف في مرضات الله «5»
[207] فيما تقدم فأغنى عن إعادته «6».
حرف:
وكلهم قرأ في ظلل من الغمام [210] بضمّ الظاء من غير ألف
هنا، وفي الموضعين في الزّمر [16] ظلل من النار ومن تحتهم
ظلل إلا ما رواه هارون ابن حاتم عن أبي بكر «7» عن عاصم
أنه قرأ الثلاثة بكسر الظاء وألف بعد اللام كالتي في يس،
ولم يرو ذلك غيره «8».
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ترجع الأمور [210] بفتح التاء
وكسر الجيم حيث وقع. وكذلك [133/ ت] روى روح بن الفرج «9»
عن يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم «10». وقرأ الباقون
بضمّ التاء وفتح الجيم. وكذلك روى ابن رشدين «11» عن يحيى
الجعفي عن أبي بكر.
__________
(1) في (م) " عمرو" وهو خطأ.
(2) في (م) سقطت" أبي" والصواب إثباتها.
(3) في (م) " ويدعوا" وهو خطأ.
(4) المشهور عن حفص فتح السين في موضع سورة محمد، ولم يذكر
له المصنف في التيسير ص 201 خلافا، وكذا في النشر 2/ 227.
(5) سقطت الألف من لفظ الجلالة من (م).
(6) أمال (مرضات) و (مرضاتي) في جميع القرآن الكسائي فقط.
انظر جامع البيان 3/ 755.
(7) سقطت" بكر" من (م) والصواب إثباتها.
(8) المتواتر المشهور عن أبي بكر أنه قرأ مثل سائر القراء،
ولم يذكر له خلاف في التيسير ولا في النشر. وأما رواية
هارون بن حاتم فهي مردودة لضعف هارون.
(9) لم أقف على ترجمته.
(10) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 209. وليس فيهما ذكر
للخلاف عن أبي بكر، فالمشهور أنه قرأ مثل حفص عن عاصم.
(11) أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد، أبو جعفر
المصري، الرشديني، قرأ على أحمد ابن صالح، وسمع الحروف من
يحيى الجعفي، قرأ عليه محمد بن أحمد بن شنبوذ. غاية 1/
109.
(2/911)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد حتى يقول الرسول [214]
برفع اللام. وقرأ الباقون بنصبها «1». وروى [سعيد] «2» بن
عبد الرحيم «3» عن أبي بكر عن الكسائي أنه قال: لئن عشت
إلى قابل «4» (لأقرأنّ حتى يقول يعني بالرفع.
ونا محمد بن علي، قال) «5»: ثنا «6» أحمد بن موسى «7»،
قال: نا محمد بن الجهم «8» عن الفرّاء «9»، قال: كان
الكسائي يقرؤها دهرا رفعا ثم رجع فنصب «10».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي إثم كثير [219] بالثاء. وقرأ الباقون
بالباء.
وأجمعوا على الباء في قوله: وإثمهما أكبر من نفعهما [219].
حرف:
وكلهم قرأ لأعنتكم [220] بهمزة محققة بعد اللام إلا ما
رواه أبو ربيعة عن قنبل والبزّي واللهبي وابن مخلد عن
البزّي عن ابن كثير أنه يسهّل «11» الهمزة. قال أبو ربيعة:
غير مهموزة، وقال ابن مخلد: لا يهمز بعد اللام، وكذلك نصّ
عليه البزّي في كتابه الذي روته الجماعة عنه، وبذلك قرأت
في رواية البزّي من طريق أبي ربيعة وحده، وقرأت من طريق
غيره عنه بتحقيق الهمزة، وبذلك قرأت في رواية
__________
(1) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ (حتى يقول) بالنصب، ولم
يذكر المصنف في التيسير ص 80 عن ابن عامر غير هذا، وكذا في
النشر 2/ 227.
(2) في (ت) و (م) " سعد" والتصويب من غاية النهاية.
(3) سعيد بن عبد الرحيم بن سعيد، أبو عثمان الضرير. مقرئ
حاذق ضابط، عرض على الدوري، عرض عليه أبو الفتح أحمد بن
عبد العزيز بن بدهن، توفي بعد سنة عشر وثلاث مائة. غاية 1/
306.
(4) و (5) من" لأقرأن .. إلى .. قال" غير واضحة في (م).
(6) في (م) " حدثنا".
(7) ابن مجاهد.
(8) في (م) " الجهيم". وهو خطأ.
(9) يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور، أبو زكريا الأسلمي
النحوي الكوفي، المعروف بالفراء، شيخ النحاة، روى الحروف
عن علي بن حمزة الكسائي، روى القراءة عنه محمد بن الجهم.
توفي سنة سبع ومائتين. غاية 2/ 371.
(10) انظر السبعة في القراءات ص 181.
(11) في (م) " سهل".
(2/912)
قنبل وابن فليح «1».
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي
حتى يطهرن [222] بتشديد الطاء والهاء وفتحهما. وقرأ
الباقون وحفص عن عاصم بإسكان الطاء وضمّ الهاء «2»، وقرأت
في رواية البرجمي عن أبي بكر بالوجهين بالتشديد والتخفيف،
والأشهر فيه التخفيف «3». وروت الجماعة عن اليزيدي عن أبي
عمرو ذلك بالتخفيف إلا ابن سعدان، فإن قوله اختلف في ذلك،
فقال عنه في «جامعه» مثل حمزة، وقال في «مجرّده» مثل نافع،
وهو الصّواب من قوليه «4».
حرف:
روى ورش عن نافع والخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير، والأعشى
عن أبي بكر عن عاصم لا يؤاخذكم ولكن يؤاخذكم [225] بغير
همز «5» وقد ذكر قبل «6».
حرف:
قرأ حمزة إلا أن يخافا [البقرة: 229] بضم الياء، وقرأ
الباقون بفتحها «7».
حرف:
وكلهم قرأ يبيّنها لقوم يعلمون [230] بالياء، إلا ما رواه
المفضل عن عاصم أنه قرأ بالنون. واختلف في ذلك عن أبي بكر،
فحدّثنا محمد بن أحمد قال
__________
(1) ذكر المصنف في التيسير ص 80 أن البزي من رواية أبي
ربيعة عنه قرأ (لأعنتكم) بتليين الهمزة. وصحح ابن الجزري
في النشر 1/ 399 الوجهين عن البزي: التسهيل والتحقيق.
(2) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(3) اقتصر المصنف في التيسير على ذكر التشديد لأبي بكر،
وكذا ابن الجزري في النشر، فهذا الوجه أشهر من التخفيف.
والله أعلم. ولعل ما ذكره المصنف كان الأشهر في زمانه.
(4) ولم يذكر المصنف في التيسير عن أبي عمرو إلا وجها
واحدا، وهو التخفيف، وكذا في النشر.
(5) أما ورش عن نافع فقد روى هذا الحرف بإبدال الهمزة
واوا. انظر: التيسير ص 34، النشر 1/ 395.
وأما ابن كثير وأبو بكر عن عاصم فالمشهور عنهما تحقيق
الهمزة، فإن صاحب التيسير لم يذكر لهما إبدالها ولا صاحب
النشر.
(6) انظر جامع البيان 2/ 542، 562.
(7) انظر: التيسير ص 80، النشر 2/ 227.
(2/913)
نا «1» ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن
عيسى «2» عن أبي هشام عن يحيى عن عاصم أنه قرأ بالنون «3».
وحدثنا «4» عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن
عمر، قال: أنا أحمد بن سعيد، قال: نا محمد بن أحمد بن نصر،
قال: نا محمد بن جنيد، قال: نا الأعشى وابن أبي حمّاد عن
أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالنون، وروت الجماعة عن يحيى
والأعشى وابن أبي حمّاد عن أبي بكر بالياء، وقال ابن جبير:
روى إسماعيل بن جعفر عن نافع نبيّنها [184/ م] بالنون، قال
ابن جبير:
فأما غير إسماعيل فرواه بالياء، وهذا غلط من ابن جبير.
حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا أبو عمر
«5»، قال: نا إسماعيل عن نافع يبيّنها بالياء.
وكذلك رواه عنه جميع أصحابه «6».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى
وابن بكّار عن أيوب والكسائي في رواية قتيبة لا تضار والدة
[233] برفع الراء، وقرأ الباقون بفتحها «7»، والذي في آخر
السورة [282] بفتح الراء إجماع؛ لأن الذي قبله أمر وليس
بخبر. وقال المفضل عن عاصم: وربما رفعها وربما نصبها.
حرف:
قرأ ابن كثير ما أتيتم بالمعروف [233] وفي الروم [39] ما
آتيتم من ربا بالقصر من باب المجيء، وقرأهما الباقون
بالمدّ من باب الإعطاء «8».
__________
(1) سقطت" نا" من (م).
(2) محمد بن عيسى بن حيان، أبو جعفر البغدادي، شيخ، قال
الداني مقرئ متصدر مشهور، أخذ القراءة عن أبي هشام
الرفاعي، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 2/ 224.
(3) انظر: السبعة في القراءات ص 183، وهنالك زيادة في
السند فقال: حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم، وقال
ابن مجاهد بعد ما ذكر هذه الرواية: وهو غلط.
(4) في (م) " نا".
(5) في (م) " عمرو"، والصواب ما في (ت).
(6) المشهور عن أبي بكر ونافع أنهما قرآ هذا الحرف
(يبينها) بالياء مثل باقي السبعة، ولم يذكر المصنف في
التيسير خلافا في هذا الحرف، وكذا ابن الجزري في النشر.
(7) المشهور عن ابن عامر والكسائي فتح الراء، وهو المذكور
في التيسير ص 81، والنشر 2/ 227، وانظر: الحجة للقراء
السبعة 2/ 333.
(8) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228، وانظر الحجة للقراء
السبعة 2/ 335.
(2/914)
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ما لم تماسّوهنّ «1» [236] هنا، وفي
الأحزاب [49] بضمّ التاء وألف بعد الميم. وقرأ الباقون «2»
بفتح التاء من غير ألف في الثلاثة «3».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وابن عامر في رواية ابن
ذكوان وحمزة والكسائي على الموسع قدره وعلى المقتر قدره
[236] بتحريك الدّال في الحرفين، وقرأ الباقون بإسكان
الدال فيهما، وكذلك روى أبو بكر وحمّاد عن عاصم وهشام وابن
عتبة وابن بكار عن ابن عامر «4».
حرف:
وكلهم قرءوا الصلاة الوسطى [238] بالسين إلا ما رواه أحمد
ابن صالح عن قالون أن لفظها صاد، قال: والطاء وسطا من ذلك،
روى عنه [134/ ت] كل البصط في سبحان [29] والموازين القصط
في الأنبياء [47] ويكادون يصطون في الحج [72] بالصاد أيضا.
وروى عنه وعن ورش ما لم تصطع عليه [82] وفي فما اصطاعوا في
الكهف [97] وكتاب مصطور في والطور [2] كذلك بالصاد، وروى
عن ورش وحده وما يصطرون [القلم: 1] في نون بالصاد. ولم يرو
الصاد في هذه الثماني الكلم عن نافع غيره «5».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل والذين يتوفّون منكم في الموضعين
بفتح الياء بمعنى يتوفّون آجالهم أي يستوفونها، وقرأ
الباقون بضمّ الياء فيهما «6».
حرف:
قرأ الحرميان والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد
والمفضل وابن عامر في رواية الوليد وصية لأزواجهم [240]
بالرفع. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بالنصب «7».
__________
(1) " تماسوهن" مطموسة في (ت).
(2) " وقرأ الباقون" مطموسة في (ت).
(3) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(4) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(5) المشهور عن نافع أنه قرأ هذه المواضع كلها بالسين.
(6) المشهور عن عاصم أنه قرأ (يتوفون) بضم الياء.
(7) المشهور عن ابن عامر نصب (وصية) كما في التيسير ص 81،
والنشر 2/ 228.
(2/915)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل وابن عامر فيضاعفه له [245]
هنا، وفي الحديد [11] بنصب الفاء. وقال أبو عبيد عن هشام
عن ابن عامر بضمّ الفاء وهو وهم منه؛ لأن أصحاب هشام رووا
ذلك عنه بنصب الفاء.
نا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن
أنس عن هشام عن ابن عامر فيضعفه [245] بنصب الفاء من غير
ألف. وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل برفع الفاء في
الموضعين «1»، وقرأ ابن كثير وابن عامر بحذف الألف وتشديد
العين من فيضعفه ويضعف [هود: 20] ومضعفه [آل عمران:
130] في جميع القرآن وقرأ الباقون بإثبات الألف وتخفيف
العين «2»، ويأتي الاختلاف في الموضع الذي في الأحزاب [30]
وهو قوله: يضاعف لها العذاب في موضعه إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن مجاهد «3» وابن الصباح وابن
بويان وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وابن عامر في
رواية هشام، وفي رواية التغلبي عن ابن ذكوان، وعاصم في
رواية الأشناني «4» عن عبيد، وزرعان «5» بن أحمد [عن عمرو]
«6»، وفي رواية ابن شاهي عن حفص، وأبو عمرو من قراءتي في
رواية الدوريّ، والسّوسي، والموصلي، والخياط عن اليزيدي
عنه يقبض ويبسط [245] هنا وبسطة في الأعراف [69] بالسين
فيهما «7»، وكذلك روى
__________
(1) المشهور عن عاصم نصب الفاء. انظر: التيسير ص 81، النشر
2/ 228.
(2) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 228.
(3) انظر السبعة لابن مجاهد ص 185.
(4) أحمد بن سهل بن الفيروزان، الشيخ أبو العباس الأشناني،
ثقة ضابط خير، مقرئ مجود، قرأ على عبيد بن الصباح صاحب
حفص، روى عنه القراءة عرضا ابن مجاهد. توفي سنة سبع وثلاث
مائة. غاية 1/ 59.
(5) زرعان بن أحمد بن عيسى، أبو الحسن الطحان الدقاق
البغدادي المساهر، مقرئ، عرض على عمرو بن الصباح، عرض عليه
علي بن محمد بن جعفر القلانسي. غاية 1/ 294.
(6) في (ت) و (م) " بن عمر" وهو خطأ، والتصويب من ترجمته
ومن النشر 2/ 229.
(7) هذا هو المشهور عن هشام والدوري عن أبي عمرو، واقتصر
الداني في التيسير ص 81 على هذا الوجه لهما، وكذا في النشر
2/ 228.
وأما قنبل فقد ذكر الداني عنه أنه قرأ الحرفين بالسين.
التيسير ص 81.
(2/916)
الصوّاف «1» عن ابن غالب عن شجاع عنه. وقال
الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير واللهبي عن اليزيدي هنا
بالسين، وفي الأعراف بالصّاد. وقرأت في رواية الجماعة عن
البزّي، وفي رواية ابن فليح في السورتين بالصّاد «2»، وروى
أحمد بن هارون «3» واليزيدي جميعا عن قنبل بصطة في الأعراف
بالصّاد ويبسط هاهنا بالسين فوافقا رواية الخزاعي عن
أصحابه.
وروى ابن الصباح عن أبي ربيعة عن البزّي وسلامة بن هارون
عن أبي معمر «4» عن البزّي بالسّين في السورتين، وروى محمد
بن موسى وأحمد بن أنس والداجوني عن أصحابه وأبو بكر
النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان في هذه السورة بالسين و
«5» في الأعراف بالصاد، وبذلك أقرأني عبد العزيز بن محمد
المقرئ عن النقّاش عن الأخفش «6»، وكذلك روى أحمد بن نصر
عن البلخي وابن الأخرم عنه، وروى صالح بن إدريس «7» عن علي
بن السفر عن الأخفش عن ابن ذكوان بالسين في السورتين «8»،
__________
وأما ابن الجزري فقد ذكر أنه اختلف عن قنبل، فذكر أن ابن
مجاهد روى عن قنبل بالسين، وكذا رواه الكارزيني عن ابن
شنبوذ، قال ابن الجزري: وهو وهم. ثم قال بعد أن ذكر أن ابن
شنبوذ روى عن قنبل بالصاد: وهو الصحيح عنه. وممن ذكر أن
قنبلا يقرأ بالسين الإمام طاهر بن غلبون في التذكرة في
القراءات الثمان 2/ 271، وكذا الإمام مكي بن أبي طالب في
التبصرة في القراءات السبع ص 441.
(1) الحسن بن الحسين بن علي، أبو علي الصوّاف البغدادي،
شيخ متصدر ماهر عارف بالفن، قرأ على أبي حمدون الطيب بن
إسماعيل ومحمد بن غالب، قرأ عليه بكار بن أحمد، توفي سنة
ثمان أو عشر وثلاث مائة. غاية 1/ 210.
(2) هذا هو المشهور عن البزي، وهو الذي ذكره الداني في
التيسير ص 81، وكذا في النشر 2/ 230.
(3) أحمد بن محمد بن هارون، أبو الحسن المكي، المعروف بابن
بقرة، قرأ على قنبل وأبي ربيعة، قرأ عليه عبد الله بن
الحسين السامري. غاية النهاية 1/ 118.
(4) أبو معمر الجمحي البصري، روى القراءة عرضا عن البزي،
روى عنه القراءة عرضا سلامة بن هارون. غاية 2/ 326.
(5) سقطت الواو من (م).
(6) ذكر الداني هذه الرواية في كتابه التيسير ص 81، وذكرها
ابن الجزري في النشر 2/ 229.
(7) صالح بن إدريس بن صالح، أبو سهل البغدادي الوراق، نزيل
دمشق، أستاذ ماهر، ضابط متقن، قرأ على ابن مجاهد، روى
القراءة عنه عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون، مات سنة
خمس وأربعين وثلاث مائة. غاية 1/ 332.
(8) ذكر ابن الجزري هذا الوجه في النشر 2/ 229.
(2/917)
وأضرب الأخفش عن ذكرهما في كتابه الخاصّ،
وقال في كتابه العامّ «1» في الأعراف «2» بصطة بالصّاد،
ولم يذكر الذي في البقرة. وقرأت في رواية الشاميّين عنه عن
ابن ذكوان بالصّاد في السّورتين «3»، وكذلك روى ابن عتبة
بإسناده عن ابن [185/ م] عامر، [وروى هبيرة وأبو شعيب
القوّاس «4» عن حفص عن عاصم من قراءتي بالصّاد] «5» في
السورتين «6»، ولم يذكرهما الأشناني في كتابه.
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن حفص
بالسّين في السورتين «7»، وكذلك الفارسي عن أبي طاهر عن
قراءته عن الأشناني عن أصحابه عن حفص، وكذلك قرأت [135/ ت]
من طريقه على أبي «8» الفتح، وبه آخذ «9».
وروى أحمد بن عبد العزيز «10» عن أحمد بن جبير عن عمرو عن
الأشناني عن عبيد عن حفص بالسين في البقرة وبالصاد في
الأعراف «11». وروى العباس بن محمد بن أبي محمد عن إبراهيم
بن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو يقبض ويبسط [245] بالسين،
ولم يذكر بصطة، وروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وابن جبير
والحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي بالصّاد في السورتين
«12»، وكذلك روى ابن
__________
(1) لم أقف على كتابيه الخاص والعام.
(2) في (م) بالصاد (بصطة) بالصاد، وهو تكرار لا داعي له.
(3) انظر: النشر 2/ 229.
(4) صالح بن محمد، أبو شعيب القواس الكوفي، وقيل البغدادي،
مشهور، عرض على حفص بن سليمان، روى القراءة عنه عرضا أحمد
بن يزيد الحلواني. غاية 1/ 334.
(5) ما في المعكوفتين غير واضحة في (م).
(6) ذكر هذه الرواية ابن الجزري أيضا في النشر 2/ 229.
(7) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 186.
(8) سقطت" أبي" من (م).
(9) وهو الذي ذكره في التيسير ص 81.
(10) أحمد بن عبد العزيز، المعروف بابن بدهن، الخوارزمي
الأصل، ثم البغدادي، مشهور، عارف متقن، قرأ على أبي بكر
محمد بن موسى الزينبي، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون سماعا
وابنه طاهر، توفي سنة تسع وخمسين وثلاث مائة. غاية 1/ 68.
(11) انظر: النشر 2/ 229.
(12) ذكر ابن الجزري هذه الرواية في النشر 2/ 229.
(2/918)
القصباني «1» عن «2» شجاع عن أبي عمرو،
وبالسين في السورتين كان ابن مجاهد يأخذ في قراءة أبي
عمرو. وحكى أنه كذلك رأى في كتاب آل اليزيدي «3»، وقال لي
الفارسي عن أبي طاهر أنه كذلك قرأ عليه.
وكذلك نا محمد بن علي عنه في كتاب السبعة «4»، وعلى ذلك
عامّة أهل الأداء، وبذلك قرأت على جميع من قرأت عليه
برواية اليزيدي، وبه آخذ «5». وروى المفضل وحمّاد عن عاصم
من قراءتي، والأعشى عن أبي بكر عنه بالصّاد في السورتين
«6».
وقال أبو هشام وموسى بن حزام وشعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي
بكر في البقرة [247] بسطة بالسين رسما من غير ترجمة، لم
يذكروا غيرها. وقال خلف عن يحيى: ما أحفظ عنه في بسطة
شيئا، وقال ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: يقرؤه
على ما في الكتاب، قال أبو عمرو: فدلّ هذا على أنه يقرؤهما
بالصاد؛ لأنهما في المصاحف كذلك «7»، ومما يدلّ على صحّة
قول ابن جبير ما حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد
الواحد بن عمر، قال: نا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي
«8»، قال: نا شعيب بن أيوب، قال: نا يحيى عن أبي بكر عن
عاصم أنه قرأ الصّراط بالصاد على الكتاب، فقوله: على
الكتاب يدلّ على أنه لا يعمل في اختياره على أصل الحرف بل
على رسمه، وهذان الحرفان مرسومان بالصاد،
__________
(1) أحمد بن إبراهيم بن مروان بن مردويه، أبو العباس
القصباني، قرأ على محمد بن غالب صاحب شجاع، قرأ عليه زيد
بن علي بن أبي بلال. غاية 1/ 35.
(2) في (ت) و (م) عن ابن شجاع، والصواب عن شجاع كما في
ترجمة القصباني.
(3) انظر: السبعة ص 186، ولم أجد فيه هذه الحكاية.
(4) ص 186.
(5) وهو الذي ذكره في التيسير ص 81.
(6) وهو المشهور عن أبي بكر، ولم يذكر غيره في التيسير ص
81، وأما في النشر 2/ 230، فقد ذكر ابن الجزري أن أبا بكر
يقرأ بالصاد في السورتين، ثم ذكر أن ابن سوار انفرد عن
شعيب عن يحيى عن أبي بكر بالسين في البقرة والصاد في
الأعراف. ا. هـ.
قلت: وهذا الانفراد لا يعتد به في القراءة، والله أعلم.
(7) انظر: المقنع ص 85.
(8) إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي، أبو عبد الله
البغدادي، نفطويه النحوي، ويقال له الماوردي، صاحب
التصانيف، سمع الحروف من شعيب بن أيوب الصريفيني، وقيل عرض
عليه، قرأ عليه محمد بن أحمد الشنبوذي، توفي سنة ثلاث
وعشرين وثلاث مائة. غاية 1/ 25.
(2/919)
فوجب أن يقرأهما كذلك، ونا «1» الفارسي،
قال: أنا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح «2» قال: نا أبو عمر،
قال: نا الكسائي عن أبي بكر عن عاصم ويبصط في البقرة
[245]، وبصطة في الأعراف [69] بالصّاد.
وقرأ نافع والكسائي في السّورتين بالصّاد «3»، وروى أبو
سليمان عن قالون بالسّين في السورتين. ونا محمد بن علي،
قال: نا ابن مجاهد، قال: قال الحلواني عن قالون عن نافع لا
يبالي كيف قرأ بصطة ويبصط بالصّاد أو بالسين «4».
ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم
عن الفرّاء عن الكسائي أنه قرأ يبسط وبسطة في الأعراف،
والمسيطرون «5» [الطور: 37] وبمسيطر «6» [الغاشية: 22].
قال ابن مجاهد: وقال أصحاب أبي الحارث وأبي عمر عن الكسائي
بالصّاد في ذلك كله «7». قال: وكذلك قال نصير «8» عن
الكسائي فيما زعم محمد بن إدريس الدنداني عنه «9» «10»،
وأمّا حمزة فاختلف عن سليم عنه أنه قال: للعرب فيه لغتان:
السين والصّاد «11». قال حمزة: وأنا أقرؤها كلها بالسين
يعني يبسط وبسطة هاهنا وبسطة في الأعراف «12». نا عبد
العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد
__________
(1) في (م) " وبالفارسي" وهو تحريف.
(2) سقطت" فرح" من (م)، وهي كذلك في (ت) إلا أنها استدركت
في الهامش.
(3) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230 وهو المشهور عنهما.
(4) انظر: السبعة ص 185.
(5) في (ت) و (م) " المسيطر". وأثبت ما في الآية.
(6) انظر: السبعة ص 186.
(7) السبعة ص 186 إلا أنه استثنى (بسطة) في البقرة فإنها
بالسين، وسوف يأتي الكلام عليها إن شاء الله.
(8) في (م) " نصر". وهو خطأ.
(9) محمد بن إدريس، أبو عبد الله الأشعري، الرازي المعروف
بالدنداني، مقرئ مشهور، روى القراءة عن نصير بن يوسف، روى
القراءة عنه الحسن بن العباس الجمال. غاية 2/ 97.
(10) السبعة ص 186.
(11) انظر: القاموس المحيط 2/ 350 - 351 باب الطاء، فصل
الباء.
(12) ذكر في التيسير ص 81 عن حمزة أنه قرأ هذه المواضع
بالسين، بخلاف عن خلاد. وأما في النشر 2/ 230 فقد ذكر أولا
أن خلفا عن حمزة قرأ موضعي البقرة والأعراف بالسين، ثم ذكر
أن فارس بن أحمد- فيما قرأه عليه الداني- انفرد بالوجهين
جميعا السين والصاد في الموضعين من رواية خلف. ا. هـ.
(2/920)
بن أبي هاشم، قال: نا أحمد بن محمد اللؤلؤي
«1»، قال: نا محمد بن الجهم عن خلف عن سليم عن حمزة أنه
قرأ يقبض ويبسط هاهنا، وفي الأعراف «2» بصطة بالصّاد،
وكذلك روى أبو جعفر البزاز «3» عن خلّاد عن سليم عن حمزة،
وكذلك رواه ابن جبير وداود وعبد الصمد عن ابن كيسة، كلاهما
عن سليم عن حمزة. حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الباقي
بن الحسن، قال: نا أبو علي بن الصوّاف وأبو بكر بن مالك
«4»، قالا: نا إدريس «5» عن خلف عن سليم عن حمزة أنه
قرأهما بالصّاد، قال إدريس عن خلف عن سليم: وأنا أقرؤها
كلها بالسّين.
ونا أبو الفتح، قال: نا أبو الحسن المقرئ، قال: نا أبو بكر
بن شاذان [136/ ت] عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن الجهم عن
خلف عن سليم عن حمزة بالصّاد في السورتين، وروى الحلواني
عن خلّاد عن سليم عنه أنه قال: لا تبالي قرأتها بالصّاد أم
بالسين. وروى أبو هشام عن سليم قرأ حمزة كل شيء في القرآن
من هذا بالسين.
ونا «6» الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن صالح
الأكفاني «7»، قال «8»: قال:
__________
قلت: بل نص الداني- كما سيأتي- على أنه قرأ على أبي الفتح
عن قراءته في رواية خلف وخلاد بالسين فقط.
وأما خلاد فقد ذكر له ابن الجزري أيضا الخلاف، فقد روى عنه
أنه قرأ بالصاد في الموضعين، وروى عنه أنه قرأ بالسين
فيهما. انظر النشر 2/ 230.
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) في (ت) و (م) زيادة واو قبل (بصطة) ولا معنى لها.
(3) محمد بن سعيد بن عمران بن موسى، أبو جعفر البزاز
الكوفي الضرير، مقرئ بارع، أخذ القراءة عرضا عن خلف وخلاد،
روى القراءة عنه عرضا أحمد بن سهلان، وله اختيار معروف.
غاية 2/ 144.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) هو ابن عبد الكريم الحداد. تقدم.
(6) في (م) " أنا".
(7) لم أقف على ترجمته.
(8) جاءت" قال" مكررة هنا، وفي (م) ولا داعي للتكرار، وقد
وضع تحتها خط في (ت) ولعله إشارة إلى أنها زائدة. وقد يكون
معناها: قال أبو داود- وهو راوي كتاب جامع البيان عن
المؤلف- قال أبو عمرو.
(2/921)
أنا ابن النور «1»، قال خلف: نا سليم عن
حمزة بمثل رواية الحلواني عن خلف، ولم يذكر للعرب.
قال أبو عمرو: والذي «2» قرأت أنا به على أبي «3» الفتح عن
قراءته في رواية خلف وخلّاد بالسين فقط، وبذلك كان يأخذ
ابن مجاهد في قراءة حمزة «4»، وكذلك نا محمد بن علي عنه عن
أصحابه عن حمزة، وكذلك نا أيضا ابن جعفر عن أبي طاهر أنه
قرأ عليه، وكلهم قرأ بسطة في هذه السورة [247] بالسين على
ما هي [186/ م] مرسومة في المصاحف إلا ما رواه ابن جبير عن
أصحابه عن نافع والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، والخزاعي عن
أصحابه الثلاثة عن ابن كثير، وابن شنبوذ وأحمد بن محمد بن
هارون المعروف بابن «5» بقرة عن قنبل، وعن أبي ربيعة عن
البزّي عنه «6»، وأبو موسى عن الكسائي، والحلواني عن أبي
عمر عنه أنهم قرءوا ذلك بالصّاد.
وكذلك حكى ابن مجاهد عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع في
جامعه «7». وفي
__________
(1) لم أظفر بترجمة له.
(2) سقطت" الواو" من (ت).
(3) سقطت" أبي" من (م).
(4) انظر: السبعة في القراءات ص 186.
(5) " ابن" مكررة في (ت).
(6) ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 230 رواية الأعشى عن أبي
بكر بخلاف، ورواية الخزاعي عن أصحابه الثلاثة عن ابن كثير،
وابن شنبوذ وابن بقرة عن قنبل وعن أبي ربيعة عن البزي عنه.
وأما نافع فالمشهور عنه أنه قرأ (بسطة) في البقرة بالسين،
كما سيذكره المصنف من رواية إسماعيل عن نافع.
وأما الكسائي فالمشهور عنه هو ما رواه عنه أبو الحارث
والدوري وهو أنه قرأ (بسطة) بالسين في موضع البقرة. انظر
السبعة في القراءات لابن مجاهد ص 186. وهي كذلك رواية نصير
عن الكسائي كما ذكر ابن مجاهد.
وأما أصحاب الخزاعي الثلاثة، فلعلهم قنبل والبزي وعبد الله
بن جبير عن قنبل.
وعبد الله بن جبير هو الهاشمي المكي، تقدم ص.
قلت: ورواية الأعشى عن أبي بكر بخلاف قد ذكر ابن الجزري
أنها مما انفرد به صاحب العنوان- وهو إسماعيل بن خلف
الأنصاري- والانفراد معناه الشذوذ، والله أعلم.
(7) لم أقف على هذا الكتاب.
(2/922)
كتاب قراءة نافع «1»، ولم أجد ذلك في رواية
الهاشمي، والعمل في قراءة هؤلاء من جميع الطرق عنهم على
السين إلا في رواية الأعشى عن أبي بكر وأبي موسى عن
الكسائي، فإني قرأت من طريقهما ذلك على أبي الفتح بالصاد.
وحكى لي ذلك عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه،
ولم يذكر النقّاش عن الخيّاط عن الشموني عن الأعشى هذا
الحرف، وذكره عنه غيره بالصاد، وبالسين قرأته من طريقه،
ومن طريق ابن غالب. ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد،
قال: نا الباهلي «2»، قال:
نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع وزاده بسطة [247] بالسين.
فأما الاختلاف في قوله: المصيطرون [الطور: 37] وبمصيطر
[الغاشية: 22] فنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ نافع هل عسيتم [246] هنا وفي القتال [22] بكسر السين،
وقرأ الباقون بفتحها في السورتين «3».
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو غرفة بيده [249] بفتح الغين، وقرأ
الباقون بضمها «4».
حرف:
قرأ نافع ولولا دفاع الله [251] هنا، وفي الحج [40] بكسر
الدال وفتح الفاء وألف بعدها، وقرأ الباقون بفتح الدال
وإسكان الفاء من غير ألف في الموضعين «5».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة
[254] هاهنا، وفي إبراهيم [31] لا بيع فيه ولا خلال وفي
والطّور [23] لا لغو فيها ولا تأثيم بالنصب من غير تنوين
في الكل، وقرأ الباقون ذلك كله بالرفع والتنوين «6».
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) محمد بن محمد بن النفاح الباهلي. تقدم.
(3) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230.
(4) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230.
(5) انظر: التيسير ص 81، النشر 2/ 230.
(6) انظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 211.
(2/923)
حرف:
قرأ نافع أنا أحيي وأميت [258] وأنا أول [الأنعام: 163]
وما أشبهه إذا أتى بعد أنا همزة مضمومة أو مفتوحة بإثبات
الألف في الوصل والوقف.
وجملة ما في كتاب الله تعالى من ذلك اثني عشر موضعا، عند
الهمزة المضمومة موضعان، وعند المفتوحة عشرة مواضع، فأول
ذلك هاهنا أنا أحيي وأميت وفي الأنعام [163] أنا أول
المسلمين وفي الأعراف «1» [143] أنا أول المؤمنين وفي يوسف
[45] أنا أنبّئكم بتأويله وفيها [69] أنا أخوك وفي الكهف
[34] أنا أكثر منك وأنا أقل منك [39] وفي النمل [39] أنا
آتيك به وفي غافر [42] وأنا أدعوكم وفي «2» الزخرف [81]
فأنا أول العابدين وفي الممتحنة [1] وأنا أعلم «3».
وحكى ابن مجاهد في كتاب المدنيّين أنه قرأ الباب كله على
أبي الزعراء في رواية إسماعيل [137/ ت] عن نافع بحذف الألف
في الوصل، وكذلك حكى أبو بكر الشذائي، وأبو بكر بن أشتة عن
قراءتهما أيضا في روايته، ولم أجد لذلك أثرا في رواية
إسماعيل، ولا في كتابه الذي وضعه في قراءة المدنيين، وذلك-
عندي- وهم ممّن رواه؛ لأني لم أر أحدا من أهل الأداء
المحقّقين يأخذ به.
وروى أبو سليمان أداء عن قالون حذف الألف في الوصل مع
الهمزة المضمومة وإثباتها فيه مع المفتوحة، لم يروه عنه
غيره.
وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه حذف الألف في الوصل
مع الهمزة المفتوحة والمضمومة في جميع القرآن إلا في قوله
في الكهف: أنا أكثر وأنا أقلّ وفي المؤمن وأنا أدعوكم وفي
الزخرف فأنا أول العابدين، فإنه أثبت الألف في الوصل في
هذه الأربعة خاصة «4»، فإن أتى بعد أنا همزة مكسورة، وجملة
ذلك ثلاثة: في الأعراف [188] إن أنا إلا نذير، وفي الشعراء
[115] إن أنا إلا نذير وفي الأحقاف [9] وما أنا إلا نذير
فأجمع الرواة عن ورش
__________
(1) سقطت كلمة" الأعراف" من (م) و (ت)، إلا أنها مستدركة
في هامش (ت).
(2) كلمة" في" مكررة في (م).
(3) هذا هو المشهور عن نافع في إثبات الألف قبل الهمزة
المفتوحة أو المضمومة. انظر:
التيسير ص 82، النشر 2/ 231.
(4) روايتا أبي سليمان وابن جبير غريبتان شاذتان.
(2/924)
وإسماعيل والمسيبي عنه على حذف الألف في
ذلك في الوصل «1».
واختلف عن قالون: فروى أبو نشيط الحربي وأبو مروان
العثماني وأبو عون الواسطي عن الحلواني عنه عن نافع أنه
أثبت الألف في ذلك في الحالين، وروى ابن شنبوذ عن الأشعث
أداء عن أبي نشيط الإثبات «2». وروى عنه ابن بويان الحذف،
وحدّثت عن صالح بن إدريس، قال: نا علي بن سعيد، قال: نا
أحمد بن محمد بن الأشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع أنه
أثبت الألف في الحالين. وكذلك روى أحمد بن نصر أداء عن
أصحابه عن الحلواني عن قالون.
قال أبو عمرو: ويصحّ الأخذ بالوجهين وبأحدهما في هذا ونحوه
من حيث ورد أحدهما نصّا والآخر أداء، فمن أخذ بالنصّ ومن
أخذ بالأداء ومن أخذ بهما معا.
وقرأت أنا ذلك في رواية أبي نشيط على أبي الفتح بالوجهين
بالإثبات والحذف، وحكى لي ذلك عن قراءته، وقرأت في رواية
الحلواني وغيره من الرواة عن قالون بحذف الألف في الوصل.
وكذلك روى أبو سليمان عنه، وبذلك قرأ الباقون في الباب
كله، وكلهم أثبت الألف في ذلك في الوقف، وأجمعوا على حذفها
في الوصل [187/ م] إذا لم يكن «3» همزة، نحو أنا خير منه
[ص: 76] وأنا ومن اتبعني [يوسف: 108] ولا أنا عابد
[الكافرون: 4] إني أنا ربك [طه: 120] وأنا ورسلي
[المجادلة: 21] وإنما أنا
نذير [الملك: 26] وما أشبهه.
حرف:
وكلهم قرأ فإن الله يأتي بالشمس [258] بإثبات الياء وصلا
ووقفا على ما رسم في كل المصاحف، إلا ما رواه ابن بكار
بإسناده عن ابن عامر أنه حذف
__________
(1) انظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 231.
(2) ذكر الداني في التيسير ص 82 رواية أبي نشيط عن قالون
إثبات الألف مع الهمزة المكسورة.
تنبيه: قال الداني في التيسير: وروى أبو نشيط عن قالون
اتباعا مع الهمزة المكسورة. ا. هـ.
والظاهر أن" اتباعا" مصحفة عن" إثباتها" والله أعلم.
وأما في النشر 2/ 231، فقد ذكر ابن الجزري الروايتين عن
أبي نشيط بالحذف والإثبات، ورواية غيره بالحذف أو الإثبات،
ثم قال: والوجهان صحيحان عن قالون نصا وأداء نأخذ بهما من
طريق أبي نشيط، ونأخذ بالحذف من طريق الحلواني إذا لم نأخذ
لأبي عون، فإن أخذنا لأبي عون أخذنا بالحذف والإثبات. ا.
هـ.
(3) في (م) " تكن".
(2/925)
الياء في الحالين «1».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي لم يتسنّه [259] هاهنا وفبهداهم اقتده
في الأنعام [90]، بحذف الهاء في الوصل. وتفرّد حمزة دون
الكسائي بحذف الهاء في الوصل في ثلاثة أحرف: حرفان في
الحاقة وهما عنّي ماليه [28] عنّي سلطانيه [29]، وحرف في
القارعة [10] وما أدريك ما هي «2». وروى أبو هشام عن سليم
عن حمزة أنه كان يثبت الهاء فيهنّ في الوصل في الصلاة.
حدّثنا الخاقاني، قال: ناس أحمد بن أسامة، قال: نا «3»
[أبي] «4». ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد
«5»، قال: نا محمد بن «6» الربيع، قالا: نا يونس، قال: نا
أبو الحسن بن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يسقط الهاء في
القراءة، ويثبتها «7» في الوقف في قوله لم يتسنّ واقتد ما
هي نار حامية [القارعة: 10، 11] وما أغنى عنّي مالي «8»
[الحاقة: 28، 29] هذه الأربع، ولم يذكر سلطانيه.
وقد ذكرها داود عن ابن كيسة وسائر الرواة عن سليم.
ونا الفارسي قال: نا «9» أبو طاهر، قال: نا القطيعي «10»،
قال: نا أبو هشام، قال:
__________
(1) المشهور عن ابن عامر إثبات الياء على ما رسم في
المصحف.
(2) هذا هو المشهور في حذف الهاء عن حمزة والكسائي،
والمشهور عن الحرميين وأبي عمرو وابن عامر وعاصم إثبات
الهاء في (يتسنه)، و (اقتده) وصلا ووقفا كما في النشر 2/
142، والتيسير ص 82، 105.
والمشهور أيضا عن الحرميين وأبي عمرو وابن عامر وعاصم
والكسائي إثبات الهاء في الحالين في (عنى ماليه)، (عنى
سلطانيه) و (ماهيه) كما في التيسير ص 214، 225، والنشر 2/
142.
(3) في (م) " أنا".
(4) في (ت) و (م) " أخي"، والتصحيح من ترجمته أنه روى عن
أبيه وأبوه عن يونس.
(5) جعفر بن محمد بن الفضل أبو القاسم المارستاني
البغدادي، قرأ على أبي طاهر بن أبي هاشم، روى عنه فارس بن
أحمد، توفي سنة بضع وثمانين وثلاث مائة. غاية 1/ 197.
(6) " بن" ساقطة من (م).
(7) في (م) " يبينها".
(8) في (م) " ماليه".
(9) سقطت" نا" من (م).
(10) علي بن الحسن، أبو الحسن القطيعي. تقدم.
(2/926)
[138/ ت] نا «1» سليم عن حمزة أنه كان يثبت
هذه الهاءات في الوصل في الصلاة، واختلف عن أبي بكر عن
عاصم في ذلك، فروى الكسائي عنه من قراءتي من طريق الدوري
وابن جبير أنه حذف الهاء في الوصل في البقرة والأنعام لا
غير، وأثبتها فيه في الحاقة والقارعة.
نا «2» عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
قال: ثنا «3» عيّاش وابن فرح، قالا: نا أبو عمر عن الكسائي
عن أبي بكر عن عاصم أنه يطرح الهاء في يتسنه إذا وصل ويثبت
إذا سكت، وكذلك اقتده قل [الأنعام: 90] وما أدراك ما هيه،
قال: وكان عاصم يثبت الهاء في كتابيه [الحاقة: 25] وحسابيه
[الحاقة: 26]، زاد ابن فرح .. وفي
ماليه في الوصل والسكوت، وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي
بكر عن عاصم أنه لم يثبت الهاء في جميعهنّ في الوصل يعني
يتسنّه وماهيه، فوافق أبا عمر عنه، وخالف أبو عبيد، فحكى
عن الكسائي، عن «4» أبي بكر عن عاصم إثبات الهاء في
الجميع، وفيما أشبهه في كل القرآن إن وصل وإن قطع، كذا قال
عنه عن أبي بكر عن عاصم في أول الباب، وقال عنه في آخره:
كان عاصم يثبت الهاءات في هذه كلها في الوقف ويحذفها في
الوصل، فاضطرب قوله عنه في ذلك، وكلا «5» قوليه عندي خطأ.
أمّا الأول فلأن أبا عمر «6» وابن جبير خالفاه فيه، وهما
من الإتقان والضبط والاضطلاع بهذا العلم بمكان لا يجهل
وموضع لا ينكر، فقولهما «7» لا شك أولى وأصحّ من قوله
لاتفاقهما عليه وانفراده هو بقوله.
وأما الثاني فلأنه قول عامّ يدخل فيه جميع هاءات الاستراحة
المختلف فيهنّ والمتفق عليهنّ، وحذف الهاء من الضربين في
الوصل عدول عن قول سائر أصحاب
__________
(1) في (م) " أبو سليم" وهي زيادة خطأ.
(2) في (م) " أنا".
(3) في (م) " أنا".
(4) في (ت) و (م) " وعن"، ولعل الواو زائدة.
(5) في (م) " في قوليه"، و" في" زائدة.
(6) في (م) " عمرو" والواو زيادة غير صحيحة.
(7) في (م) " بقولهما" وهو خطأ.
(2/927)
أبي بكر، ورواة عاصم، وخروج عن إجماع أئمة
القراءة السبعة.
وروى يحيى الجعفي عن أبي بكر لم يتسنّه واقتده وما أدراك
ماهيه يطرح الهاء إذا وصل ويثبت إذا وقف، ولم يذكر اللذين
في الحاقّة، فوافق رواية «1» أبي عمر وابن جبير عن
الكسائي. وروى يحيى عن أبي بكر أنه يصلهنّ كلهنّ بالهاء،
ذكر ذلك عن يحيى حسين البجلي «2» وخلف وأبو هشام وضرار
ومحمد بن المنذر، غير أن محمدا لم يذكر اقتده [الأنعام:
90]. وروى ابن عطارد وابن جامع عن ابن أبي حمّاد عنه لم
يتسنّه [البقرة: 259] واقتده وجميع ما في الحاقّة، فيثبت
فيهنّ الهاء وصل أو قطع، ولم يذكر التي في القارعة. وروى
إسحاق الأزرق عنه لم يتسنّه يثبت الهاء لم يزد على ذلك.
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد «3»،
قال: نا أحمد بن عبد الحميد «4»، قال: نا ابن أبي حمّاد عن
أبي بكر عن عاصم أنه أثبت فيهنّ الهاء وصل أو قطع، وروى
الأعشى عن أبي بكر إثبات الهاء في كلهنّ في الحالين، وكذلك
روى ابن أبي أمية عنه، وروى عبيد بن نعيم عنه في البقرة
والحاقّة بإثبات الهاء فيهنّ في الحالين، وأثبتها في الوقف
في الأنعام في قوله: اقتده «5» لا غير، وأثبتها في الحالين
فيما عداه، وقرأت في رواية شجاع من طريق ابن غالب وغيره
بإثبات الهاء في جميع الباب في الحالين، وقال سورة «6» عن
الكسائي إنه كان يثبت الهاء في الحاقة في الأربع كلم، وفي
القارعة يقول: هنّ رءوس آي، قال: وكان لا يثبتهنّ فيهنّ
دهرا طويلا.
وقرأ الباقون بإثبات الهاء في الكل في الحالين، وأجمعوا
على إثباتها فيهما في الأربعة الأحرف الأول من سورة
الحاقة، وهي: اقرؤوا كتابيه [19] ملاق
__________
(1) في (م) " روايتا" وهو لحن.
(2) حسين بن الأسود البجلي، تقدم.
(3) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي الأذني. تقدم.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) في (م) " اقتد".
(6) سورة بن المبارك الخراساني الدينوري، روى القراءة عن
الكسائي، وهو من المكثرين عنه، روى عنه محمد بن الجهم.
غاية 1/ 321.
(2/928)
حسابيه [20] لم أوت كتابيه ولم أدر ما
حسابيه [25، 26] وقد اختلف عن ابن عامر في الموضع الذي في
الأنعام، ونذكر «1» [188/ م] الاختلاف عنه في ذلك في موضعه
إن شاء الله تعالى «2» «3».
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو كيف ننشرها [259] بضمّ النون
الأولى وكسر الشين وراء غير معجمة بعدها، وروى المفضل
وأبان «4» عن عاصم ننشرها بفتح النون وضمّ الشين وراء
بعدها [139/ ت] أيضا. وقرأ الباقون بضمّ النون وكسر الشين
وزاي معجمة بعدها «5»، وروى عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن
عاصم ننشزها بفتح النون وضمّ
الشين وزاي معجمة بعدها، لم يروه غيره، ولا تابعه عليه أحد
من أصحاب أبي بكر.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي قال اعلم أن الله على كل شيء قدير [259]
بوصل الألف وجزم الميم على الأمر، وإذا ابتدءا كسرا همزة
الوصل. وقرأ الباقون بقطع الألف في الحالين ورفع الميم على
الخبر «6».
حرف:
قرأ حمزة والمفضل عن عاصم فصرهنّ إليك [260] بكسر الصّاد.
وروى أبو هشام في جامعه عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بكسر
الصّاد مثل حمزة. وروى في «مجرّده» عنه عن أبي بكر بضمّ
الصّاد وهو الصواب؛ لأنه وافق جماعة من أصحاب يحيى وأصحاب
أبي بكر. وقرأ الباقون بضمّ الصّاد «7» وجزءا «8» قد ذكر
قبل «9».
__________
(1) في (م) " يذكر".
(2) في (ت) " تع"، وفي (م) " تعالى" وهذا هو الذي ينبغي
فعله، ولا ينبغي الاختصار في مثل هذه الكلمة.
(3) في الحرف الثلاث مائة.
(4) أبان بن يزيد بن أحمد، أبو يزيد البصري العطار،
النحوي، ثقة صالح، قرأ على عاصم.
روى القراءة عنه حرمي بن عمارة. غاية 1/ 4.
(5) وهو المشهور عن عاصم. وانظر: التيسير ص 82، النشر 2/
231.
(6) وانظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 231، 232.
(7) انظر: التيسير ص 82، النشر 2/ 232.
(8) في (م) " جزءا" ليس قبلها واو.
(9) حرف (22).
(2/929)
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحماد وابن عامر في غير
رواية الوليد بربوة [265] هاهنا وإلى ربوة في المؤمنين
[50] بفتح الراء في الموضعين، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن
عاصم «1»، فروت الجماعة بفتح الراء.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا ابن حاتم «2»، قال: نا هارون «3»، قال: نا أبو بكر عن
عاصم بربوة [265] بالنصب، ونا عبد العزيز بن محمد أيضا،
قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو شاكر «4»، قال: نا
أبو يوسف بن يزيد «5»، قال: نا نعيم بن حمّاد «6» عن أبي
بكر عن عاصم بربوة بفتح الراء، وخالف الجماعة عن أبي بكر
إسحاق الأزرق، فروى عنه عن عاصم أنه قرأ بربوة بكسر الراء،
ولم يرو ذلك أحد غيره، وخالفهم أيضا فيه حسين الجعفي، فروى
عنه بضم الراء، واضطرب قول أبي هشام عن يحيى في ذلك، فقال
في «جامعه» عنه عن أبي بكر برفع الراء فيهما، وقال في
«مجرّده» بنصب الراء فيهما، وهو الصواب، وقوله «7» الأول
غلط. وقرأهما [الباقون] «8» بضم الراء، وكذلك روى الوليد
عن يحيى عن ابن عامر.
حرف:
قرأ الحرميان أكلها [265] وأكله [آل عمران: 141] وفي الأكل
[الرعد: 4] وذواتي أكل [سبأ: 16] وما أشبهه مضافا إلى مذكر
وإلى مؤنث وغير مضاف بإسكان الكاف حيث وقع. وقرأ أبو عمرو
ما كان مضافا إلى مؤنث خاصة بإسكان الكاف، وما كان مضافا
إلى مذكر أو غير مضاف بضمّ الكاف، هذه رواية الجماعة عن
اليزيدي إلا ابن واصل، فإنه روى عنه عن أبي عمرو «9» أنه
__________
(1) المشهور عن عاصم وابن عامر فتح الراء. انظر: التيسير ص
83، النشر 2/ 232.
(2) علي بن أحمد بن حاتم البغدادي. تقدم في حرف (22).
(3) هارون بن حاتم أبو بشر البزاز الكوفي. تقدم.
(4) لم أعرفه.
(5) لم أقف على ترجمته.
(6) نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، أبو عبد
الله المروزي، صدوق يخطئ كثيرا، فقيه عارف بالفرائض، مات
سنة ثمان وعشرين ومائتين. تقريب التهذيب ص 564.
(7) في (م) " وقول" ولا تناسب السياق.
(8) سقطت من (ت) و (م) واستدركت في هامش (ت).
(9) في (م) " عمر" والصحيح ما في (ت).
(2/930)
خفّف «الأكل» في كل القرآن «1». وقرأ
الباقون بضم الكاف في جميع القرآن.
حرف:
وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى وأحمد بن بويان عن شعيب
عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم رياء الناس «2» هنا [264]، وفي
الأنفال [47] والنساء [38] بإبدال الهمزة الأولى ياء
مفتوحة لانكسار ما قبلها. وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن
كثير رياء الناس تركوا همزها من أجل ألف «الناس» المهموزة،
وكذلك في النساء [142]، قال: وهم يهمزون الفعل منه مثل
يراءون ثم قال في النساء رئاء الناس «3» بالهمز مثل رعاء،
ولم يذكر الذي في الأنفال.
قال أبو عمرو: ولم يبيّن الخزاعي أيّ الهمزتين من ذلك
تركوا، وأيهم «4» كانت المتروكة، واعتلاله لتركهم إيّاها
خطأ؛ لأنها لم تلق همزة، فيجب تركها من أجلها. إلا أن
قوله: تركوا همزها من أجل ألف الناس المهموزة، وقوله في
النساء وتمثيله يدلّ على أنه أراد الثانية، وذلك يبطل من
جهتين: إحداهما: أن ألف الناس ليست بهمزة محقّقة «5»، فترك
من أجلها كما زعم، بل هي ألف وصل تسقط من اللفظ في حال
الاتصال. والجهة الأخرى أن الألف الزائدة التي قبل تلك
الهمزة المتروكة يلزم إسقاطها [140/ ت] إظهارا «6» لسكونها
وسكون ما بعدها، وذلك «7» مما لا يعرف في الأداء بإجماع.
__________
(1) رواية ابن واصل رواية غريبة، والمشهور هو ما روته
الجماعة عن اليزيدي. انظر: التيسير ص 83، النشر 2/ 216.
(2) المتواتر عن القراء السبعة تحقيق الهمزتين جميعا من
كلمة (رئاء)، وانظر النشر 1/ 396، فإنه ذكر (رئاء) ولم
يذكر أن أحدا من السبعة يبدل الهمزة فيها. إلا أن حمزة عند
الوقف يبدل الهمزة الأولى ياء على أصله أو يسهلها بين بين،
وانظر التيسير ص 40.
وأما الهمزة الثانية، فحمزة وهشام عند الوقف عليها
يبدلانها ألفا، ثم يحذفان إحدى الألفين.
وانظر التيسير ص 38.
(3) في (م) " ريا" وهو خطأ.
(4) في (م) " وأنهم" وهو تحريف.
(5) في (م) " مخففة" وهو خطأ.
(6) كلمة" إظهارا" سقط بعضها من (م).
(7) في (م) و" كذلك" والكاف لا معنى لها.
(2/931)
وقرأ الباقون بتحقيق «1» الهمزتين معا لأجل
الألف الفاصلة بينهما «2»، وكذلك روى أبو ربيعة عن صاحبيه
وابن مخلد وسائر الرواة عن اليزيدي والقوّاس، وكذلك حكى
الزينبي «3» أنه قرأ على الخزاعي، قال: وغلط في قوله بغير
همز، وبذلك قرأت أنا في رواية الثلاثة عن ابن كثير.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية الخزاعي عن البزّي «4» وابن فليح
رواية أبي ربيعة وابن مخلد وابن هارون واللهبي ومضر «5»
وغيرهم عن البزي بتشديد التاء التي تكون في أوائل الأفعال
المستقبلة «6» وذلك إذا حسن «7» معها تاء أخرى، ولم ترسم
خطّا، نحو قوله «8»: ولا تيمّموا [267] ولا تفرقوا [آل
عمران: 103] ولا تعاونوا «9» [المائدة: 2] وما أشبهه.
وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل أنه قرأ ذلك على البزّي «10».
قال البزّي: وهي قراءة أبيّ بن كعب وقراءة أصحابنا، وأطلق
أبو ربيعة وابن مخلد القياس في سائر الباب وخالفهما
الخزاعي، فحكى أن المحفوظ من ذلك إحدى وثلاثون تاءً في
جميع القرآن «11» [189/ م] وهنّ في سورة البقرة [267] ولا
تيمّموا وفي آل عمران [103] ولا تفرقوا، وفي النساء [97]
الذين توفّاهم الملائكة، وفي المائدة [2] ولا تعاونوا، وفي
الأنعام [153] فتفرق بكم، وفي الأعراف [117] فإذا هي تلقف،
وفي الأنفال [20] ولا تولّوا عنه وفيها ولا تنازعوا [46]،
وفي براءة
__________
(1) في (م) " بتخفيف" وهو خطأ.
(2) في (م) " بينهما" وهو الصواب المناسب للسياق فأثبته،
وفي (ت) " منها".
(3) " الزينبي" مطموسة في (م).
(4) " البزي" مطموسة في (م) وكأنها" اليزيدي" وهو خطأ.
(5) " مضر" مطموسة في (م).
(6) " المستقبلة" مطموسة في (م).
(7) في (ت) " إذا جئن".
(8) " نحو قوله" مطموسة في (م).
(9) " ولا تعاونوا" مطموسة في (م).
(10) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة له.
(11) نص الداني على هذا العدد في التيسير ص 83، وكذلك نص
عليه ابن الجزري في النشر 2/ 232.
(2/932)
[52] هل تربصون بنا، وفي هود [3] وإن
تولّوا فإني أخاف عليكم وفيها فإن تولّوا فقد أبلغتكم [57]
وفيها لا تكلم نفس [105]، وفي الحجر [8] ما تنزّل
الملائكة، وفي طه [69] ما في يمينك تلقف ما، وفي النور
[15] إذ تلقونه وفيها فإن تولّوا فإنما [54]، وفي الشعراء
[45] فإذا هي تلقف وفيها على من تنزل [221] وفيها تنزّل
على كل أفّاك [222]، وفي الأحزاب [33] ولا تبرّجن وفيها
ولا أن تبدّل بهنّ [52]، وفي الصّافّات [25] لا تناصرون،
وفي الحجرات [11] ولا تنابزوا وفيها ولا تجسّسوا [12]
وفيها لتعارفوا [13]، وفي الممتحنة [9] أن تولّوهم، وفي
الملك [8] تكاد تميّز، وفي نون [83] لما تخيرون، وفي عبس
[10] عنه تلهّى، وفي والليل [14] نارا تلظّى، وفي القدر
[3، 4] من ألف «1» شهر تنزّل.
فعلى رواية الخزاعي يلزم تخفيف ما عدا هذه الجملة
المحصورة، وبذلك قرأت للبزّي من جميع الطرق ولابن فليح عن
طريق الخزاعي.
وحدّثني أبو الفرج محمد بن عبد الله النجاد المقرئ «2» عن
قراءته على أبي الفتح أحمد بن عبد العزيز المعروف بابن
بدهن «3»، عن أبي بكر الزينبي عن أبي ربيعة عن البزّي عن
أصحابه عن ابن كثير أنه شدّد التاء في قوله في آل عمران
[143] ولقد كنتم تمنّون الموت، وفي الواقعة [65] فظلتم
تفكّهون وذلك قياس رواية أبي ربيعة؛ لأنه جعل التشديد في
الباب مطّردا، ولم يحصره بعد ذلك، وكذلك فعل البزّي في
كتابه، وقد روى أبو ربيعة فيما حكى لي أبو الفتح عن أصحابه
عن البزّي وابن مجاهد وغيره عن الخزاعي عن البزّي أيضا في
سورة المجادلة [9] فلا تتناجوا كذلك، وذلك خطأ في هذين
الحرفين من جهتين:
إحداهما: أن ذلك مخالفة لرسم المصحف المتّفق على إثباته،
إذ هما فيه بتاءين ظاهرين، وقد أتت لهما نظائر، نحو ولا
تتبدّلوا «4» الخبيث [النساء: 2] ولا
__________
(1) سقطت" من ألف" من (ت).
(2) محمد بن عبد الله، أبو الفرج النجاد، مقرئ ضابط، متصدر
ثقة، أخذ القراءة عرضا عن أحمد ابن عبد العزيز بن بدهن،
روى الحروف عنه أبو عمرو الداني، قال ابن الجزري:
مات فيما أحسب بعيد الأربع مائة. غاية 2/ 188.
(3) تقدم.
(4) في (م) " تبدلوا" بتاء واحدة، والصواب الذي في (ت) لما
يأتي.
(2/933)
تيمّموا «1» [267] ولا تتولّوا [هود: 52]
وثمّ تتفكّروا [سبأ: 46] وتتمارى [النجم: 55] وتتلقاهم
[الأنبياء: 103] وتتوفّاهم [النحل: 28] وتتقلب [النور: 37]
وأن تتكبر [الأعراف: 13] وشبهه. وانعقد إجماعهم على إظهار
التاءين فيهن، فلو كان ما رواه المذكورون عن البزّي من
التشديد فيهما صحيحا لما خصّا به دونهنّ، ولجرى في
جميعهنّ، إذ لا فرق بينها وبينهنّ.
والثانية: أنه عدول عن مذهب ابن كثير في التاءات المشدّدات
إذ كان ما يشدّد منهن في الرسم بتاء واحد، وهو في الأصل
بتاءين ليدل بالتشديد على ذلك، فأما ما كان في الرسم
بتاءين فمستغن [141/ ت] عن التشديد بظهور «2» التاءين، قال
أبو عمرو: وإذا وقع قبل التاء المشددة في مذهب البزّي وابن
فليح حرف مدّ ولين ألف أو واو نحو ولا تيمّموا [267] وعنهو
تلهّى «3» [عبس: 10] وشبههما أثبت في اللفظ لكون التشديد
عارضا، فلم يعتدّ به في حذفه، وزيد في تمكينه «4» ليتميّز
بذلك الساكنان أحدهما من الآخر ولا يلتقيا، على أنه قد
يجمع بينهما في كثير من هذه التاءات، وذلك إذا ساكن جامد
بتنوين وغيره، والجمع بينهما في ذلك غير ممتنع لصحة
الرواية، فاستعماله عن القرّاء والعرب في غير موضع «5»،
وما قرأ به ابن كثير من تشديد هذه التاءات إنما يجوز في
حال الوصل لا غير، فأما إذا وقف على ما قبلهنّ وابتدئ
بهنّ، فلا يجوز تشديدهنّ بوجه؛ لأن كل واحدة منهنّ إذا
شدّدت بمنزلة حرفين الأول منهما ساكن، والابتداء بالساكن
ممتنع.
حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا
أحمد بن موسى، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: نا
عبد الوهّاب بن فليح، وسعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله
المخزومي «6»،
__________
(1) وفي (م) " تتيمموا" وهو خطأ، وذكرها هاهنا خطأ لأن
المصنف أراد التمثيل للأفعال التي في أولها تاءان ظاهرتان،
وهذه الكلمة في أولها تاء واحدة رسما.
(2) في (م) " بظهر" وهو تصحيف.
(3) كذا في (ت) و (م) " عنهو" حسب النطق بها في حالة
الوصل.
(4) انظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 233، 1/ 314، 317.
(5) قال العكبري:" ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف. وهو جمع
بين ساكنين، وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف". ا. هـ.
التبيان في إعراب القرآن 1/ 219.
(6) لم أقف على ترجمته.
(2/934)
قالا: نا سفيان بن عيينة «1» عن عمرو بن
دينار «2»، قال: فاتت عبيد بن عمير «3» ركعة من المغرب،
فسمعته يقرأ فأنذرتكم نارا تلظّى [الليل: 14] وثقل التاء.
قال الخزاعي: ورأيت أبا عبد الله يعلّمها حتى يحرك رأسه
ولحيته «4».
وقرأ الباقون وابن كثير في رواية القوّاس بتخفيف التاء في
جميع ما تقدم، وبذلك كان النقّاش يأخذ في رواية البزّي،
ويحكى عن أبي ربيعة أنه كان يعدّ هذه التاءات على القارئ
ولا يأخذ بتشديدهنّ، والعمل عند أهل «5» الأداء في رواية
البزّي وابن فليح على التشديد، وبه قرأت.
حرف:
قرأ ابن كثير ونافع في رواية ورش وفي رواية أبي سليمان عن
قالون، وفي رواية ابن جبير عن أصحابه، وعاصم في رواية حفص
من غير رواية هبيرة، وفي رواية الأعشى وابن جبير عن أبي
بكر عنه فنعمّا هي [271] هاهنا ونعمّا يعظكم به «6» في
النساء [58] بكسر النون والعين وتشديد الميم، وقرأ نافع في
رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون وعاصم في رواية المفضل
وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى ويحيى الجعفي وأبي
عمرو بكسر النون وإسكان العين وتشديد [190/ م] الميم في
السورتين «7»، هكذا الرواية عنهم في الكتب بإسكان العين
وهو
__________
(1) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون، أبو محمد الهلالي
الكوفي، ثم المكي، الأعور، الإمام المشهور، عرض القرآن على
عبد الله بن كثير، روى القراءة عنه سلام بن سليمان، توفي
سنة ثمان وتسعين ومائة. غاية 1/ 308.
(2) عمرو بن دينار، أبو محمد المكي مولى باذام، الإمام
الكبير، عالم مكة، روى القراءة عن ابن عباس، روى القراءة
عنه يحيى بن صبيح، توفي سنة ست وعشرين ومائة. غاية 1/ 600.
(3) عبيد بن عمير بن قتادة، أبو عاصم الليثي، المكي،
القاص، روى عن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب، روى عنه مجاهد
وعمرو بن دينار، مات سنة أربع وسبعين. غاية 1/ 496.
(4) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة.
(5) في (م) " كل" وهو تحريف.
(6) في (م) تكرار لكلمة" فنعما" ولا داعي لها ثم" وفنعما
يعظكم به" والفاء زائدة.
(7) المشهور عن ابن كثير وورش وحفص كسر النون والعين
وتشديد الميم، والمشهور عن قالون وأبي بكر وأبي عمرو
وجهان: الأول: كسر النون وإسكان العين، وتشديد الميم، وهذا
صحيح رواية. والثاني: كسر النون وإخفاء العين وتشديد
الميم، وهذا قياس للتخلص من التقاء الساكنين. انظر:
التيسير ص 84، النشر 2/ 235.
(2/935)
جائز مسموع «1»، حكى الكوفيون والنحويون
سماعا شهر رمضان [185] مدغما، وحكى سيبويه مثله في الشعر،
وأنشد للراجز:
كأنه بعد كلال الزاجر ... ومسحي مرّ عقاب كاسر «2»
يريد ومسحه، فأبدل من الهاء حاء وأدغم، غير أن قوما من أهل
الأداء يأبون ذلك لتحقيقه الجمع بين الساكنين، فيأخذون
بإخفاء حركة العين؛ لأن المخفي حركته بمنزلة المتحرّك،
فيمتنع الجمع «3» بين الساكنين بذلك والإسكان آثر والإخفاء
أقيس.
وقال لي الحسن بن شاكر «4» «5» عن أحمد بن نصر: أبو عمرو
يجمع بين ساكنين في فنعمّا، وقد روى الحلواني عن الدوري
وفضلان المقرئ «6» عن أبي حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو
أنه كسر النون والعين، وذلك غلط من الحلواني وفضلان؛ لأن
الدوري وأبا حمدون نصّا عن اليزيدي على إسكان العين،
فوافقا الجماعة عنه.
وقرأ الباقون وهبيرة عن حفص ويحيى الجعفي عن أبي بكر عن
عاصم بفتح النون وكسر العين وتشديد الميم في الموضعين، وقد
اختلف عن أبي بكر عن عاصم بفتح النون وكسر العين وتشديد
الميم في الموضعين [142/ ت]، وقد اختلف أصحاب أبي بكر
ويحيى في العبارة عن «7» ذلك، فقال محمد بن المنذر عن يحيى
عنه فنعمّا هي [271] مكسورة النون ساكنة العين مشدّدة
الميم، وهذه ترجمة مفيدة لا إشكال فيها.
وقال ابن الجهم عن خلف عن يحيى عنه: إنه كسر النون، وخفّف
الميم ولم
__________
(1) قال سيبويه: وأما قول بعضهم في القراءة (إن الله نعما
يعظكم به)، فحرك العين، فليس على لغة من قال: نعم، فأسكن
العين، ولكنه على لغة من قال: نعم، فحرك العين، وحدثنا أبو
الخطاب أنها لغة هذيل. ا. هـ. الكتاب 4/ 440.
(2) الكتاب لسيبويه 4/ 450، ولم يذكر اسم الراجز.
(3) في (م) " الجميع" وهو خطأ.
(4) في (م) " ساكن" وهو خطأ.
(5) لم أقف على ترجمته.
(6) الفضل بن مخلد بن عبد الله بن زريق، أبو العباس
البغدادي، يعرف بفضلان الدقاق، الأعرج، قرأ على أبي حمدون
الطيب، وهو من أجل أصحابه، قرأ عليه ابن المنادي. غاية 2/
11.
(7) في (م) " من" وهو خطأ لا يناسب السياق.
(2/936)
يذكر العين، وتخفيف الميم غير جائز؛ لأن
الميم التي قبلها ساكنة، فلا بدّ من إدغامها فيها اللهمّ
إلا أن يحذف الساكنة بينهما للساكنين لدلالة ما بقي على
حذف فيتمكن حينئذ التخفيف للمتحرّكة، وقد أخذ بذلك في
رواية يحيى عن أبي بكر قوم من أهل الأداء. وقال إدريس عن
خلف عن يحيى بكسر التنوين وتخفيف النون فيهما، وهذا ما لا
معنى له، وأحسبه أراد تخفيف الميم كما روى ابن الجهم، وقد
قال خلف في «مجرده» عن يحيى عن أبي بكر بكسر النون
وتخفيفها، فحقّق ذلك قول إدريس عنه.
وقال أبو هشام في «مجرّده» عن يحيى في السورتين بكسر
النون، وقال في «جامعه» عنه فنعمّا هي [271] لا يحرّك
النون، وغلط، وأحسبه أراد العين. وقال ضرار عن يحيى بكسر
النون لم يزد على ذلك، وقال الوكيعي عنه مكسورة النون وجزم
الميم ويخفّفها، ولعله يريد بالجزم وتخفيف العين، فوهم
وذكر الميم. وقال ابن شاكر عنه بكسر النون وتخفيف ما، وفي
النساء مثله.
وقد بيّنّا أن التخفيف خطأ إلا أن يحذف ميم «نعم» لسكونها
وسكون العين قبلها، فيمكن تخفيف ميم مع ذلك. وقال العجلي
عن يحيى بكسر النون وتخفيفها، وكذلك قال ابن أبي أميّة عن
أبي بكر، وقال أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر بكسر النون
وجزم العين، والتي في النساء مثلها، وهذه ترجمة صحيحة.
وقال ابن جبير عن الكسائي عنه في «جامعه» «1» بكسر النون
والعين في السورتين، وقال في «مختصره» «2» بكسر النون ولم
يذكر العين، وكذلك قال أبو عمر «3» عنه عن أبي بكر وخلّاد
عن حسين وابن نافع عن أبي حمّاد والتيمي عن الأعشى عن أبي
بكر، وقال الشموني عن الأعشى عنه بكسر النون والعين مشدّدة
الميم، وفي النساء مثلها. وقال عبيد بن نعيم عنه فنعم ما
هي «4» [271] بالكسر. لم يزد على ذلك.
وقال إسحاق الأزرق فنعما هي مخففة ونعما يعظكم به [النساء:
58] بكسر النون، ولعله أراد بقوله مخفّفة ساكنة العين.
وقال المعلى بن منصور «5» عنه
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) في (م) " عمرو" وهو خطأ.
(4) كذا رسمت في النسختين والأولى وصل الكلمتين.
(5) معلى بن منصور، أبو يعلى الرازي الحافظ، ثقة مشهور،
روى القراءة عن أبي بكر بن عياش، روى القراءة عنه محمد بن
سعدان، توفي سنة إحدى عشرة ومائتين. غاية 2/ 304.
(2/937)
مكسورة النون ساكنة العين مشددة الميم،
وهذه ترجمة مفيدة. وقال ابن عطارد عنه بكسر النون وجزم
العين وجزم الميم- يعني الميم الأولى المدغمة في الثانية-
وهذه ترجمة محصّلة. وقال يحيى الجعفي عنه بكسر العين وفتح
النون، وكذلك في النساء.
وخالفه الجماعة من أصحابه، والصحيح من هذه التراجم ترجمة
ابن المنذر عن يحيى وأبي «1» عبيد عن الكسائي والمعلى وابن
عطارد عن أبي بكر، وكذلك ترجمة الشموني عن الأعشى.
109 -
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل وحماد وأبي
بكر بخلاف عنه نكفّر عنكم [271] بالنون ورفع الراء. وقرأ
عاصم في رواية حفص وابن عامر بالياء والرفع، وقرأ الباقون
بالنون والجزم. وكذلك روى الكسائي ويحيى الجعفي عن أبي
بكر، وقرأت أنا في رواية الكسائي عنه بالرفع «2»، قال «3»:
أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي عنه
بالجزم «4».
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية الأعشى وابن جبير عن أبي بكر ورواية
هبيرة وابن شاهي عن حفص وابن عامر وحمزة يحسبهم [273]
وتحسبونه «5» [النور: 15] فلا تحسبنّهم «6» [آل عمران:
188] ولا يحسبنّ [آل عمران: 180] [191/ م] ويحسبه «7»
[النور: 39] ولا تحسبنّ [آل عمران: 169] ويحسب [الهمزة: 3]
وما كان مثله إذا كان مستقبلا بفتح السين حيث وقع، وكذلك
روى التيمي عن الأعشى عن أبي بكر «8»، واختلف عن الخياط
«9» عن الشموني عنه في
__________
(1) في (ت) " أبو عبيد".
(2) المشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالنون ورفع
الراء. وانظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 236.
(3) أي أبو عمرو الداني.
(4) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 191.
(5) في (م) " يحسبون".
(6) في (م) " ولا" والواو خطأ.
(7) في (م) " تحسبه" وهو تصحيف.
(8) المشهور عن عاصم من رواية حفص وأبي بكر فتح السين.
وانظر: التيسير ص 84، النشر 2/ 236.
(9) القاسم بن أحمد بن يوسف، أبو محمد التميمي، الخياط،
الكوفي، المعروف بالقملي، إمام
(2/938)
ذلك، فروى ابن شنبوذ والنقّاش وحمّاد بن
أحمد «1» ومحمد بن أبي أميّة «2» ومحمد بن الضحّاك «3»
وأحمد ابن سعيد عنه عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر أنه
كسر السين في جميع القرآن، وبذلك [143/ ت] قرأت على أبي
الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن
الأعشى، وروى الحسن النقار عنه عن الشموني أنه فتح السين
في كل القرآن، وبذلك قرأت من طريقه، ومن طريق ابن غالب عن
الأعشى. حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر عن الحسن بن
داود «4» عن الخياط عن الشموني أنه فتح السين في كل
القرآن.
وحدّثنا أبو الفتح شيخنا، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال:
نا الحسن بن داود، قال: قال لي القاسم بن أحمد، قال لي
محمد بن حبيب، قال لي أبو يوسف الأعشى، قال لي أبو بكر ابن
عيّاش: أنا أدخلت هذه الحروف من قراءة علي بن أبي طالب رضي
الله عنه- يعني في قراءة عاصم-.
حرف:
في البقرة [279] فأذنوا بألف مقصورة، وفي المائدة [6]
وأرجلكم بنصب اللام، وفيها من الذين استحق [107] بفتح
التاء والحاء الأوليان اثنان، وفيها هل تستطيع «5» بالتاء،
وربك [112] بالنصب، وفي الأنعام [33] فإنهم لا يكذبونك
خفيف الذال ساكن الكاف، وفيها [159] فارقوا دينهم بألف،
وفي بني إسرائيل [102] لقد علمت بضمّ التاء، وفي الكهف
[102] أفحسب الذين ساكن السين مضموم الباء، وفي الأنبياء
[95] وحرام على قرية- يعني بألف-، وفي التحريم [3] عرف
بعضه خفيف الراء
__________
في قراءة عاصم، حاذق ثقة، عرض على محمد بن حبيب الشموني،
عرض عليه محمد بن محمد بن الضحاك، توفي سنة إحدى وتسعين
ومائتين. غاية 2/ 16.
(1) حماد بن أحمد بن حماد، أبو الحسن الكوفي الضرير، مقرئ
متصدر، قرأ على القاسم بن أحمد الخياط، قرأ عليه أبو بكر
الشذائي. غاية 1/ 257.
(2) محمد بن أحمد بن الخليل بن أبي أمية، أبو الحسن، ويقال
أبو عبد الله، مقرئ متصدر معروف، أخذ القراءة عرضا عن
القاسم بن أحمد الخياط، روى القراءة عنه الحسن بن محمد بن
الفحام. غاية 2/ 62.
(3) محمد بن محمد بن الضحاك، أبو الحسن المقرئ البغدادي،
روى قراءة عاصم عن القاسم بن أحمد الخياط، روى عنه الحروف
عبد الواحد بن عمر. غاية 2/ 240.
(4) في (ت) " داو".
(5) في (م) " يستطيع".
(2/939)
ويحسب [الهمزة: 3] ويحسبون [الأعراف: 30]
كل شيء في القرآن بكسر السين في الاستقبال، فذلك ثلاثة عشر
حرفا، وتابع الشموني على روايته في هذا الحرف على الأعشى
عن أبي بكر محمد بن يونس «1» عن علي بن الحسن «2» عن ابن
غالب عنه، إلا أنه قال فارقوا بألف التي في الروم [32]،
وزاد حرفا انفرد به، وهو قوله في سبحان [90] حتى تفجر
بالتشديد، قال لي أبو «3» الفتح: كان ابن غالب يعد هذه
الحروف على القارئ، ولا يأخذ بها في التلاوة «4». وقال
هبيرة عن حفص: كان فتح ثم رجع، فكان يكسر السين.
وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد، قال هبيرة عن حفص
نفسه أنه كان يفتح ثم رجع، فكان يكسر السين «5»، وبذلك
قرأت في روايته من الطريقين: طريق
__________
(1) محمد بن الحسن بن يونس بن كثير، أبو العباس الهذلي،
الكوفي، النحوي، مقرئ ثقة مشهور ضابط، قرأ على علي بن
الحسن بن عبد الرحمن التميمي، قرأ عليه زيد بن علي بن أبي
بلال، توفي سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. غاية 2/ 125.
(2) علي بن الحسن بن عبد الرحمن بن يزيد، أبو الحسن
التميمي ويقال التيمي، ويعرف بالكسائي، مقرئ معروف، أخذ
القراءة عرضا عن محمد بن غالب صاحب أبي يوسف الأعشى، قرأ
عليه محمد بن الحسن بن يونس النحوي. غاية 1/ 530.
(3) في (م) " أبي" وهو لحن.
(4) ما ذكر شعبة أنه أدخله في قراءة عاصم، فكل تلك الحروف
شاذة غريبة والمشهور عنه أنه قرأ:
1 - فأذنوا بالمد وكسر الذال، وانظر: التيسير ص 84.
2 - وأرجلكم بالجر. التيسير ص 98.
3 - من الذين استحق بضم التاء وكسر الحاء، الأولين بالجمع.
التيسير ص 100.
4 - هل يستطيع بالياء، ربك برفع الباء. التيسير ص 101.
5 - فإنهم لا يكذبونك بتشديد الذال وفتح الكاف. التيسير ص
102.
6 - فرقوا في الأنعام والروم بتشديد الراء وليس قبلها ألف.
التيسير ص 108.
7 - لقد علمت بفتح التاء. التيسير ص 141.
8 - أفحسب الذين في الكهف بكسر السين وفتح الباء مثل سائر
القراء.
9 - وحرم على قرية بكسر الحاء وإسكان الراء بدون ألف.
التيسير ص 155.
10 - عرف بعضه بتشديد الراء. التيسير ص 212.
11 - يحسب، ويحسبون في الاستقبال بفتح السين. التيسير ص
84.
12 - حتى تفجر بفتح التاء وضم الجيم مخففا. التيسير ص 141.
(5) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 191. والعمل في قراءة حفص
على فتح السين كما تقدم.
(2/940)
الخزاز «1» وحسنون، وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة فأذنوا بحرب [279]
بالمدّ وكسر الذال «2». وروى ابن غالب عن الأعشى عن أبي
بكر بالقصر «3» وفتح الذال. ونا محمد بن أحمد قال: أنا ابن
مجاهد، قال: حدّثني وهب بن عبد الله المروذي، قال: نا
الحسن بن المبارك الأنماطي عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن
أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرؤها فآذنوا
وفأذنوا ممدودا ومقصورا «4»، وقرأ الباقون وعاصم في رواية
المفضل وحفص بالقصر وفتح الذال.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل لا تظلمون [279] بضمّ التاء وفتح
اللام ولا تظلمون بفتح التاء وكسر اللام، وقرأ الباقون
بفتح التاء وكسر اللام في الأول وضمّ التاء وفتح اللام في
الثاني «5».
حرف:
وكلهم قرأ فنظرة [280] بفتح النون وكسر الظاء إلا ما رواه
ابن جبير عن أبي حمّاد عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه
قرأ فنظرة بضمّ النون وبنصب التاء «6»، ولم يذكر الظاء،
وعليها في كتابي علامة السكون، ولا يكون غير ذلك. وقال ابن
جامع عن أبي حمّاد عن أبي بكر بكسر الظاء لم يذكر النون،
وأحسب ما رواه ابن جبير وهما.
حرف:
قرأ نافع إلى ميسرة [280] بضمّ السين، وقرأ الباقون بفتحها
«7».
__________
(1) في (م) " الفراء" ويظهر أنه خطأ، ففي هامش (ت) ضبطت
الكلمة" الخزاز" بالخاء المعجمة وزاءين.
(2) هذا هو المشهور عن أبي بكر. انظر: التيسير ص 84، النشر
2/ 236.
(3) في (م) " بالفقر" وهو تصحيف.
(4) انظر: السبعة في القراءات ص 192.
(5) المشهور عن عاصم أنه قرأ هذا الحرف مثل سائر القراء.
(6) في (م) " بنصب الفاء"، والصحيح ما في (ت) لأنه ذكر
النون أولا ولو قصد المصنف الفاء لذكرها أولا حسب ترتيبها
في الكلمة.
(7) انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 236.
(2/941)
حرف:
قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية عبد الوارث وأن تصدّقوا [280]
بتخفيف الصاد، وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة،
[وخالف سائر أصحاب سليم، فرواها مشدّدة] «1». وقرأ الباقون
بتشديدها «2».
حرف:
قرأ أبو عمرو ترجعون فيه إلى الله [281] بفتح التاء وكسر
الجيم، وقرأ الباقون بضمّ التاء وفتح الجيم، وكذلك روى أبو
معمر عن «3» عبد الوارث عن أبي عمرو «4».
حرف:
وروى ابن فرح عن أبي عمر عن إسماعيل من قراءتي، والعثماني
عن قالون، وأبو عون عن الحلواني عنه، وقتيبة عن الكسائي
[144/ ت] أن يملّ هو [282] بإسكان الهاء، نا الباقون
بضمّها، وقد ذكر «5».
حرف:
قرأ حمزة إن تضلّ [282] بكسر الهمزة من «أن» على الجزاء
فتذكر برفع الراء. وقرأ الباقون بفتح الهمزة ونصب الراء.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين «6» عن
أبي بكر عن عاصم أنه قرأ أن تضلّ بنصب الألف، فتذكر رفع.
قال أبو هشام: وأظنه وهما من حسين، وكذلك روى خلّاد عن
حسين [192/ م] وهو وهم لا شك فيه. وأسكن ابن كثير وأبو
عمرو والكسائي في رواية قتيبة الذال، وخفّفوا الكاف من
فتذكر [282] وفتح الباقون الذال وشدّدوا الكاف، وكذلك روى
غير قتيبة عن الكسائي «7».
__________
(1) العبارة هكذا في (ت) و (م)، وأظن أن فيها خطأ، ولعل
الصواب: وخالفه سائر أصحاب سليم فرووها مشددة. والله أعلم.
(2) المشهور عن أبي عمرو وحمزة وتشديد الصاد.
انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 236.
(3) في (م) " بن عبد الوارث" وهو تصحيف.
(4) المشهور عن أبي عمرو فتح التاء وكسر الجيم.
انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 208.
(5) في الحرف السابع، وتقدم أن المشهور عن الكسائي ضم
الهاء من (يمل هو) وانظر النشر 2/ 209.
(6) في (م) " حسن" وهو تصحيف.
(7) المشهور عن الكسائي فتح الذال وتشديد الكاف كما روى
عنه غير قتيبة. وانظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 236، 237.
(2/942)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية إسحاق الأزرق عن أبي بكر عنه تجارة
حاضرة [282] بالنصب فيهما، وكذلك روى يونس عن ابن كيسة عن
سليم عن حمزة. حدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة،
قال: نا أبي: ح. ونا أبو الفتح، قال:
نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس
عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة تجارة حاضرة [282] وقرأهما
الباقون بالرفع، وكذلك روى سائر أصحاب سليم عنه عن حمزة
وداود عن ابن كيسة عنه. وقال الأزرق عن أبي بكر عن عاصم
تجارة حاضرة برفع التنوين خالف الجماعة عنه «1».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فرهن مقبوضة [283] بضم الراء
والهاء من غير ألف. وروى عبد الوارث من قراءتي وعبيد بن
عقيل «2» عن أبي عمرو، ومطرف النهدي «3» عن ابن كثير
بإسكان الهاء. وقرأ الباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف
بعدها.
حرف:
وكلهم قرأ الذي اؤتمن [283] بهمزة ساكنة بعد كسرة ذال
الذي، إلا ما رواه ورش عن نافع، والأعشى عن أبي بكر عن
عاصم، وما قرأ به أبو عمرو «4» إذا أدرج القراءة، أو قرأ
في الصلاة من إبدال تلك الهمزة ياء ساكنة، وقد جاءت عن
أصحابهم في ذلك تراجم لا تتحقّق وروايات لا تصحّ، وأنا
أوردها كما جاءت في الأصول وأبين موضع الخطأ فيها إن شاء
الله تعالى «5».
فأما نافع فقال إسماعيل النحّاس في كتاب اللفظ «6» عن
أصحابه عن ورش عنه
__________
(1) المشهور عن عاصم من رواية أبي بكر وحفص النصب في
الكلمتين، والمشهور عن حمزة الرفع في الكلمتين. انظر:
التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(2) عبيد بن عقيل بن صبيح، أبو عمرو الهلالي البصري، راو
ضابط صدوق، روى القراءة عن أبي عمرو بن العلاء، روى
القراءة عنه خلف بن هشام، مات سنة سبع ومائتين. غاية 1/
496.
(3) في (م) " الشعري" وهو خطأ، وهو مطرف بن معقل، أبو بكر
النهدي، ويقال الباهلي البصري، ثقة معروف، روى الحروف عن
عبد الله بن كثير، روى عنه الحروف علي بن نصر الجهضمي.
غاية 2/ 300.
(4) المشهور عن ورش وأبي عمرو: إبدال الهمزة ياء ساكنة
وصلا، والمشهور عن الباقين تحقيق الهمزة ساكنة وصلا. انظر:
التيسير ص 34، 36، النشر 1/ 391، 392، 2/ 237.
والمشهور عن أبي بكر عدم إبدال الهمزة، بل يقرأ مثل حفص عن
عاصم.
(5) سقطت" تعالى" من (ت).
(6) لم أقف على هذا الكتاب.
(2/943)
الذي اؤتمن مخفوضة «1» الألف في الإدراج
والألف في هذه الكلمة [ألف] «2» الوصل التي في أولها، وهي
لا تثبت همزة محقّقة «3» في حال الإدراج من حيث كانت
مجتلبة للابتداء لساكن؛ [إذ] «4» لم يمكن النطق به أولا،
والساكن في حال الإدراج بما يتصل به من الحركات مستغن
عنها، وإذا أثبت في حال الابتداء، فهذه الكلمة ضمّت لا غير
كما تضم في نحو ابتلى [الأحزاب: 11]، واستهزىء [الأنعام:
10] وشبهه من الأفعال التي لم يسمّ فاعلها، فالذي حكاه
إسماعيل من إثباتها في حال الوصل وكسرها فيه لا يجوز بوجه.
وأما ابن كثير فقال الخزاعي عن أصحابه عنه الذي اؤتمن
بالخفض في الوصل. يريد أن الهمزة مكسورة وكسرها غير جائز؛
لأنها فاء من الفعل، وقد اجتلب لها همزة الوصل، ولا يجتلب
لمتحرّك البتّة، فدلّ ذلك على سكونها لا غير.
وقال أبو ربيعة عن صاحبيه وابن مخلد عن البزّي اؤتمن مثبتة
«5» الواو مهموزة، وهذا لا يصحّ من جهتين: إحداهما: أنهما
إن كانا أرادا بقولهما مثبتة الواو مهموزة في حال الوصل،
فلا واو فيها في الوصل، وإنما «6» فيه همزة ساكنة لمن حقّق
وياء ساكنة لمن خفّف، وإن كانا أرادا بها مثبتة الواو
مهموزة في حال الابتداء، فالهمزة والواو لا يجتمعان في هذه
الكلمة بحال؛ لأن الهمزة في الوصل هي الواو التي في
الابتداء والواو التي في الابتداء هي الهمزة التي في
الوصل، فأنى يجتمعان؟
اللهمّ إلا أن يريدا بقولهما مهموزة: أن ألف الوصل يبتدأ
بها همزة مضمومة والواو «7» بعدها ساكنة؛ لأنها «8» تنقلب
عن الهمزة الساكنة حينئذ، فإن ذلك ما لا يكون في حال
الابتداء غيره.
__________
(1) في (م) " محفوظة". والمناسب للسياق هو ما في (ت).
(2) في (ت) و (م) " الألف"، وهو خطأ، فأثبت الصواب.
(3) في (م) " مخففة" وهو تصحيف، فليس الكلام هنا عن تخفيف
الهمزة بل عن تحقيقها أو إسقاطها.
(4) في (ت) و (م) " إذا" وهو خطأ، لأن الساكن لا يمكن
النطق به أولا.
(5) في (م) " مبينة".
(6) في (ت) " وأما" وهو خطأ.
(7) في هامش (ت) " والواو التي في الابتداء".
(8) في (ت) كلمة" لأنها" مطموسة.
(2/944)
وأمّا أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن عن
أبيه عنه الذي اؤتمن موضع الألف مشمّ رفعا. قال: وكذلك
للملائكة اسجدوا [34] ويا قوم اذكروا [المائدة: 20] ولقد
استهزىء [145/ ت] [الأنعام: 10] ولكن انظر [الأعراف: 143]
وما أشبهه، وهذا ما لا وجه له؛ لأن الألف تسقط في اللفظ،
فتتصل كسرة «1» الحرف الذي قبلها بالساكن الذي بعدها من
غير فرجة بينهما، فكيف تشمّ الرفع، وهي معدومة في اللفظ في
تلك الحال «2».
وأما ابن عامر فإن الحلواني روى عن هشام بإسناده عنه الذي
اؤتمن [283] بكسر الهمز، وقد بيّنّا أن ذلك لا يجوز، وقال
التّائب «3» عن الأخفش عن ابن ذكوان:
الذي اؤتمن بتمكين الياء وكسر الهمزة في الوصل. وكسر
الهمزة باطل لما قلناه، وتمكين الياء قبلها محال؛ إذ قد
ذهبت من اللفظ في حال الاتصال لأجل سكونها، وسكون الهمزة
بعدها كذهاب الألف والواو في نحو لقاءنا ائت [يونس: 15]
وإلا أن قالوا ائتوا [الجاثية: 25] فيه كذلك، وكيف تمكن
وهي غير ملفوظ بها، هذا من المحال الذي لا خفاء به. وقد
روى الداجوني أداء عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام بإشمام
الهمزة رفعا خفيفا، وقد أفصحنا عن خطأ ذلك.
وأمّا عاصم فروى خلف عن يحيى عن أبي بكر عنه الذي اؤتمن
بكسر الهمزة، ويختلسها ويوقفها، فأجرى على الهمزة ثلاثة
أحكام كلها باطل؛ لأن كسر فاء الفعل من افتعل لا يجوز بوجه
إذ لو تحرّكت لم يحتج قبلها إلى ألف يقي «4» سكونها، وكذا
اختلاسها أيضا غير جائز؛ لأن المختلس بمنزلة المتحرّك
[193/ م] ثم نقض ذلك بقوله ويوقفها؛ لأنها إذا كانت موقفة
بطل كسرها وبطل اختلاسها. وروى الوكيعي وعبد الله بن شاكر
وحسين العجلي وموسى بن حزام عن يحيى بهمزة وبرفع الألف،
وهذا خطأ؛ لأن الهمزة إذا ثبتت «5» عدمت الألف قبلها
وبعدها، وإنما قبلها
__________
(1) في (م) " كثرة" وهو تصحيف.
(2) في (م) " الخلل" وهو تصحيف.
(3) أحمد بن يعقوب التائب، أبو الطيب الأنطاكي، مقرئ حاذق،
روى القراءة عن بكر بن سهل الدمياطي، قرأ عليه علي بن محمد
بن بشر الأنطاكي، توفي سنة أربعين وثلاث مائة.
غاية 1/ 151.
(4) في (م) " يقي"، وفي (ت) " لقي". ولعل الصواب ما في (م)
فأثبته.
(5) في (ت) " ثبت" وهو خطأ.
(2/945)
الذال مكسورة قد سقطت الياء قبلها
للساكنين، واتصلت الذال بالهمزة واتصلت الهمزة بالتاء
المضمومة، فأيّ ألف هناك؟ وروى ابن أبي أميّة عن أبي بكر
يهمزها ويرفع الألف، وهمزها ورفع الألف لا يجتمعان معا لا
في وصل ولا في ابتداء لما ذكرناه.
وروى أبو هشام عن يحيى الذي اؤتمن بمنزلة آعتمره. وهذا
القول صحيح إن كان مثل الهمزة بالعين في حال السكون. وروى
ابن جبير عن أبي بكر بكسر الهمزة في الوصل. وروى أحمد بن
سهل الأشناني عن أصحابه عن حفص عن عاصم الذي اؤتمن برفع
الألف مهموز موصول، وهذا القول ينفي بعضه بعضا؛ لأن قوله
مرفوع الألف خطأ؛ إذ الألف في هذه الكلمة في حال الوصل.
وقوله: مهموز يدلّ على أنه إذا وصل همزه همزة ساكنة.
وقوله: موصول يدلّ على أن الألف قبل الهمزة.
وروى ابن اليتيم عن عمرو عن حفص الذي اؤتمن برفع الواو
بهمز، وهذا باطل؛ لأن الواو هي الهمزة، والهمزة هي الواو؛
لأنها تقلب في حال الابتداء واوا ساكنة لانضمام همزة الوصل
قبلها حينئذ، وهي في الوصل همزة ساكنة راجعة إلى أصلها.
وقال أبو بكر الوليّ «1» عن أحمد بن حميد «2» عن عمرو «3»
عن حفص بكسر الهمزة، وعن الأشناني عن أصحابه عنه بضمها،
والكسر والضم خطأ لما بيّنّاه.
وقال «4»: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن يحيى
عن أبي بكر، وعن حفص «5» عن عاصم الذي اؤتمن يهمز ويرفع
الألف، ويشير إلى الهمزة بالضم «6»،
__________
(1) أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، البختري، أبو بكر العجلي
المروزي ثم البغدادي، الدقاق، المعروف بالولي، مقرئ ثقة،
ضابط مسند، قرأ على أحمد بن محمد بن حميد الفيل، قرأ عليه
أبو الحسن بن الحمامي، توفي سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.
غاية 1/ 66.
(2) أحمد بن محمد بن حميد، أبو جعفر البغدادي، يلقب بالفيل
لعظم خلقه، ويعرف بالفامي، مشهور حاذق، قرأ على عمرو بن
الصباح، قرأ عليه أبو بكر الولي، توفي سنة تسع وثمانين
ومائتين، وقيل سنة ست وقيل سبع. غاية 1/ 112.
(3) في (م) " عمر" وهو خطأ.
(4) في (م) " قال" بدون واو قبلها. والمراد أبو عمرو
الداني.
(5) حفص مستدركة من هامش (ت).
(6) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 194، وقال بعد هذه الرواية:
وهذه الترجمة لا تجوز لغة أصلا.
(2/946)
وهذا كله خطأ؛ وذلك أن الجمع بين همزة فاء
الفعل المرسومة واوا «1»، وبين همزة الوصل المرسومة ألفا
في أي حال كان من الوصل، والابتداء ممتنع بإجماع، فمتى
ثبتت «2» إحداهما حذفت الأخرى، وكذا الإشارة إلى همزة فاء
الفعل بالضم ممتنع «3» نصّا لخلوص سكونها.
وأما حمزة فقال أبو هشام وابن الجهم عن خلف وابن واصل عن
ابن سعدان عن سليم عنه: يشمّ الهمزة الرفع «4». وقال أبو
عمر «5» عن سليم عنه: الألف مرفوعة وبعدها الهمزة. وقال
الحلواني عن خلف، وخلاد عن سليم عنه برفع الهمزة «6».
وأما الكسائي، فقال قتيبة عنه الذي اؤتمن [283] يشير [146/
ت] إلى الكسر. وقال أبو عمر «7» في (كتاب الاختلاف بين
حمزة والكسائي) «8»: حمزة يرفع الهمزة والكسائي يكسرها
«9».
ونا عبد الرحمن بن عمر الشاهد، قال: نا عبد الله بن أحمد،
قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا «10» أبو عمر عن الكسائي
أنه قال: الذي اؤتمن بكسر الألف وبهمزة، وإشمام فاء الفعل
في ذلك ورفعها وكسرها. وكسر ألف الوصل ورفعها غير جائز لما
شرحناه قبل، وأحسب الذين ترجموا عنهما بالكسر ظنوهما
مكسورتين لمّا انكسرت الذال قبلهما. وكذلك الذين ترجموا
عنهما بالضم توهموهما مضمومتين لما انضمّت التاء بعدهما،
وذلك ما لا يجوز بوجه.
__________
(1) في (م) " واو"، وهو لحن.
(2) في (م) " ثبت".
(3) في (م) " ممتنعا" وهو لحن.
(4) قال ابن مجاهد بعد ذكر رواية خلف وغيره عن حمزة: وهذا
خطأ لا يجوز إلا تسكين الهمزة. السبعة ص 194.
(5) في (م) " عمرو"، وهو خطأ.
(6) وأما في الوقف على (الذي اؤتمن) فيبدل حمزة الهمزة
ياء. انظر التيسير ص 39.
(7) في (م) " عمرو" وهو خطأ.
(8) لم أقف على هذا الكتاب.
(9) في (ت) " يكسره"، وفي (م) " يكسرها"، فأثبت ما في (م)،
لأنه الأليق بالسياق.
(10) في (م) " أنا".
(2/947)
قال أبو عمرو: وكلهم «1» إذا فصل هذه
الكلمة وشبهها عن الكلمة التي قبلها بالوقوف على تلك،
والابتداء بهذه حقّق همزة الوصل وسهّل همزة الأصل الساكنة
التي يحقّقها في حال الإدراج والاتصال، وأبدلها «2» بالحرف
الذي منه حركة همزة الوصل، فإن كانت حركتها ضمّا أبدلها
واوا ساكنة، نحو اوتمن، وإن كانت كسرا «3» أبدلها ياء
ساكنة، نحو ايذن لي [التوبة: 49] ايت بقرآن [يونس: 15]
وشبهه، كراهة للجمع بين همزتين في كلمة الثانية منهما «4»
ساكنة؛ إذ الجمع بينهما على تلك الحال خروج عن المتعارف من
كلام العرب، على أن الكسائي رحمه الله على جلالته وإمامته
واتّساع معرفته بتصاريف وجوه العربية، واختلاف اللغات قد
أجاز ذلك وسوّغه للمبتدئ بذلك، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال:
نا محمد بن القاسم الأنباري «5»، قال: نا إدريس بن عبد
الكريم، قال: نا خلف بن هشام عن الكسائي أنه جائز للمبتدئ
أن يقول: ائت بقرآن بهمزتين. وقال سورة عنه: إن شئت بهمزة
واحدة وإن شئت بهمزتين.
قال محمد بن القاسم: هذا قبيح؛ لأن العرب لا تجمع بين
همزتين الثانية منهما ساكنة «6»، والقول في ذلك ما قاله
محمد بن القاسم، وعليه عامّة أهل الأداء، والذي أجازه
الكسائي صحيح مقبول إذ لا يكون إلا عند أخذ وسماع وبالله
التوفيق.
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء [284]
برفع الفعلين، وقرأ الباقون بجزمهما «7» «8»، والإظهار
والإدغام مذكور قبل «9».
__________
(1) " كلهم" مطموسة في (م).
(2) في (م) " إبدالها" وهو خطأ.
(3) في (م) " كسرها" وهو تصحيف.
(4) في (م) " منها" وهو خطأ.
(5) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري
البغدادي، الإمام الكبير والأستاذ الشهير، روى القراءة عن
إدريس بن عبد الكريم، روى القراءة عنه أبو مسلم محمد بن
أحمد الكاتب ت 328 هـ. غاية 2/ 230.
(6) انظر: إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل ص
166.
(7) في (م) " بجزمها" وهو خطأ.
(8) انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(9) انظر: جامع البيان 2/ 418، 425.
(2/948)
[194/ م]
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وكتابه ورسله [285] بالألف على التوحيد،
وقرأ الباقون بغير ألف على الجمع «1»، والذي في النساء
[136] بغير ألف على الجمع لذكر جماعة الكتب قبله.
حرف:
في هذه السورة من ياءات الإضافة المختلف في فتحهنّ
وإسكانهنّ إحدى عشرة ياء: إحداهن إني أعلم ما لا تعلمون
[30] وإني أعلم غيب السموات والأرض [33] فتحهما الحرميان
وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنهما الباقون
«2» نعمتي التي أنعمت [40 و 47 و 122] في الثلاثة المواضع
أسكنهنّ «3» حمزة و «4» عاصم في رواية المفضل، وفتحهنّ
الباقون «5»، عهدي الظالمين [124] أسكنها حمزة وعاصم في
رواية حفص من غير رواية هبيرة عنه وفتحها الباقون، وكذلك
قرأت في رواية هبيرة عن حفص، وقال هبيرة في كتابه: قرأت
على أبي عمر ببغداد ساكنة «6» الياء، وقرأت عليه بمكة آخر
قراءتي بنصب الياء «7».
وروى الحسن بن المبارك عن عمرو «8» بن الصباح، قال: نا سهل
أبو عمرو البصري «9» عن أبي عمر عن عاصم أنه كان يجزم
الياء وينصبها، فكان أكثر قراءته الجزم، وروى حسين المروذي
والمفضل وابن شاهي عن حفص عن عاصم بفتح الياء «10» بيتي
للطائفين [125] فتحها نافع وعاصم في رواية حفص، وابن عامر
في رواية هشام، وأسكنها الباقون. وكذلك روى ابن جبير عن
أصحابه عن نافع وأبو
__________
(1) انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(2) المشهور عن ابن عامر إسكان الياء في الياءين (إني أعلم
ما لا تعلمون)، (إني أعلم غيب السموات والأرض). انظر:
التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(3) في (م) " سكنهن".
(4) سقطت" حمزة و" من (ت).
(5) المشهور عن عاصم فتح ياء (نعمتي التي). انظر التيسير ص
66.
(6) في (م) " ساكن".
(7) لم أقف على كتاب هبيرة.
(8) في (م) " عمر" وهو خطأ.
(9) لم أقف على ترجمته.
(10) المشهور عن حفص إسكان الياء. انظر: التيسير ص 67،
النشر 2/ 170.
(2/949)
عبيد عن إسماعيل عنه، ونصّ عليها إسماعيل
في كتابه «1» بالفتح، وكذلك روى الجماعة أيضا عن أبي بكر،
وخالفهم محمد بن الجنيد، فروى عن الأعشى وعن أبي حمّاد عن
أبي بكر عن عاصم أنه فتحها. وروى الشموني والتيمي وابن
غالب عن الأعشى وابن جامع عن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم
[147/ ت] أنه أسكنها «2» فاذكروني أذكركم [152] فتحها ابن
كثير وأسكنها الباقون «3».
وليؤمنوا بي «4» [186] فتحها نافع في رواية ورش، وكذلك روى
محمد بن خالد العثماني عن قالون. وأسكنها الباقون ونافع من
غير الطريقين المذكورين «5».
مني إلا من اغترف [249] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها
الباقون «6». ربي الذي يحيي ويميت [258] أسكنها حمزة
وفتحها الباقون «7»، وقد تقدم الاختلاف عن ورش عن نافع في
فتح ياء هداي [38] وإسكانها «8»، فأغنى ذلك عن الإعادة.
حرف:
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ثلاث ياءات: الدّاع
إذا دعان [186] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في
رواية إسماعيل وورش وأبو عمرو، واختلف عن المسيّبي وقالون
«9»، فروى ابن المسيّبي وابن سعدان والأنصاري وحمّاد عن
المسيّبي عن نافع دعوة الداع لا يبين الياء في قراءتها،
وليست مكتوبة، ولم يذكروا إذا دعان وذكرها ابن سعدان عنه،
فقال بغير ياء في وصل ولا وقف.
وروى ابن جبير عنه وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع يثبت
الياء في الداع
__________
(1) لم أقف على هذا الكتاب.
(2) والإسكان هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم.
انظر: التيسير ص 85، النشر 2/ 237.
(3) انظر: التيسير ص 85، 86.
(4) " وليؤمنوا" فيها طمس في (م).
(5) المشهور عن قالون إسكان الياء من (وليؤمنوا بي لعلهم
يرشدون).
انظر: التيسير ص 68، 86، النشر 2/ 172، 237.
(6) انظر: التيسير ص 86.
(7) انظر: التيسير ص 86.
(8) في الحرف الثاني عشر.
(9) ذكر ابن الجزري أربع روايات عن قالون في حذف وإثبات
الياء من (الداع إذا دعان):
(2/950)
وفي دعان في الوصل ويطرحها إذا وقف. وكذلك
روى ابن ذكوان عن المسيّبي، وروى أحمد بن صالح عن قالون
أنه يسقط الياء منها. وكذلك روى عنه القاضي وأبو نشيط
والشحام فيما قرأته.
وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد الله «1» بن أحمد
عن قراءته على أبي الحسن أحمد بن بويان عن أبي حسّان عن
أبي نشيط عن قالون الدّاع يصل بالياء إذا دعان بغير ياء،
وقال عنه القاضي في كتابه والقطري «2» والمدني والكسائي
الدّاع لا يبيّن الياء في قراءتها، وزاد الكسائي من
ثلاثتهم «3» إذا دعان لا يبين الياء في قراءتها، وليست
مكتوبة. وفي كتابي عن محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن القاضي
عن قالون يصل الدّاع بياء «4»، وذلك غلط؛ لأن القاضي نصّ
عليها في كتابه بغير ياء.
ونا محمد بن علي، قال: نا «5» ابن مجاهد عن أصحابه عن
الحلواني عن قالون بحذف الياء فيهما في الحالين «6».
وحدّثني عبد الله بن محمد، قال: نا عبيد «7» الله بن أحمد
قال: نا أحمد بن عثمان، قال: نا «8» الحسن بن علي بن
الهذيل، قال: نا «9» أبو عون، قال: نا «10»
__________
1 - حذف الياء من الكلمتين. (قلت: وهو الذي في التيسير ص
86).
2 - إثبات الياء في الكلمتين.
3 - إثبات الياء في (الداع) وحذفها من دعان (دعان).
4 - حذف الياء من (الداع) وإثباتها في (دعان).
ثم قال: والوجهان صحيحان عن قالون- أي الحذف والإثبات- إلا
أن الحذف أكثر وأشهر، والله أعلم. النشر 2/ 183.
(1) في (م) " عبد الله" وهو خطأ.
(2) في (م) " القطربي" وهو خطأ.
(3) في (م) " يليهم" وهو خطأ.
(4) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 197.
(5) في (م) " أنا".
(6) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 197.
(7) في (م) " عبد الله" وهو خطأ.
(8) و (9) و (10) في (م) " أنا".
(2/951)
الحلواني عن قالون عن نافع الدّاع بغير ياء
إذا دعان [186] بياء، وكذا أقرأني ذلك فارس بن أحمد في
رواية أبي عون عن الحلواني عن قراءته على عبد الله بن
الحسين عن أبي الحسن بن حمدون «1»، وأبي محمد بن صالح «2»،
كلاهما عن أبي عون عنه.
وروى العثماني عن قالون الدّاع ودعان جميعا بياء في الوصل.
وروى أبو سليمان عنه بغير ياء في الحالين، وبذلك قرأت
لقالون من جميع الطرق. وروى ابن شنبوذ أداء عن النحاس عن
الأزرق عن ورش إذا دعان بغير ياء، وهو غلط منه.
وحذفها الباقون في الحالين.
واتّقون يا أولي الألباب [197] أثبتها في الوصل، وحذفها في
الوقف نافع في رواية إسماعيل وفي رواية العثماني عن قالون
«3»، وحكى أبو عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو أنه قال: لا
أبالي كيف قرأتها في الوصل بالحذف أو بالإدغام؛ لأن من
الناس من يجعلها رأس آية، ومنهم من لا يجعلها [195/ م] رأس
آية، وهذا القول لا يصحّ عندي عن أبي عمرو لانعقاد الإجماع
من أئمة الأمصار من العادين وغيرهم على أن واتقون «4»
هاهنا ليس برأس آية، وإنما اختلف العادون في قوله: يا أولي
الألباب خاصة، وإذا كان كذلك، فسبيله أن يجري على أصله
فيما كان من الباب حشوا، فيصله بياء ويقف عليه بغير ياء.
وقال قتيبة عن الكسائي واتقون يشمّها الياء «5» في
الإدراج. وروى ابن شنبوذ عن قنبل الداعي إذا دعاني واتقون
«6» بياء في الوصل والوقف [148/ ت]، ولم يرو ذلك عن قنبل
أحد غيره وهو وهم، وحذفها الباقون في الحالين.
__________
(1) محمد بن حمدون، أبو الحسن الواسطي الحذاء، ثقة ضابط،
عرض على قنبل وأبي عون، قرأ عليه عبد الله بن الحسين أبو
أحمد السامري، توفي سنة عشر وثلاث مائة أو بعدها. غاية 2/
135.
(2) الحسن بن صالح، أبو محمد الواسطي، عرض على أبي عون،
روى القراءة عنه عبد الله بن الحسين. غاية 1/ 216.
(3) المشهور عن نافع من رواية قالون وورش حذف الياء في
الحالين من (واتقون)، والمشهور عن أبي عمرو إثبات الياء
وصلا.
(4) في (م) و (ت) " فاتقون" وهو خطأ.
(5) " الياء" مطموسة في (ت).
(6) في (م) و (ت) " فاتقون" وهو خطأ.
وانظر: التيسير ص 86، النشر 2/ 237.
(2/952)