جامع البيان في القراءات السبع الجزء الثالث
[تتمة باب ذكر الحروف المتفرقة
واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره]
ذكر اختلافهم في سورة آل عمران
حرف:
قرأ كلهم ألم الله [1 - 2] بفتح الميم في الوصل، ووصلها باللام
المدغمة، وإسقاط الألف من اسم الله تعالى من اللفظ إلا ما
اختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم «1»، فروى عنه الأعشى وابن أبي
حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد «2» والبرجمي أنه قرأ ألم الله
بإسكان الميم سكنة بطيئة على أصله.
حدّثنا محمد بن علي، قال: نا «3» ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى
بن إسحاق «4» قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى
قرأها على أبي بكر ألم ثم قطع، فقال:
الله بالهمزة «5» «6».
حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد بن
محمد بن صدقة، قال: نا «7» أبو الأسباط «8»، قال: نا عبد
الرحمن بن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ألم الله
بتسكين الميم وقطع الألف «9».
__________
(1) المشهور عن أبي بكر فتح الميم في الوصل من (الم) مثل سائر
القراء، ولم يذكر الداني في التيسير خلافا للقراء السبعة في
قراءة هذا الحرف، وكذا ابن الجزري في النشر 1/ 359.
ويجوز في حال الوصل في قراءة (الم الله) وجهان: المد المشبع
نظرا للأصل، والقصر اعتدادا بما عرض للميم. انظر النشر 1/ 359،
الوافي في شرح الشاطبية ص 80، 81.
(2) في (م) " وابن عطا"، فسقطت الراء والدال.
(3) في (م) " أنا".
(4) موسى بن إسحاق، أبو بكر الأنصاري، الخطمي، البغدادي،
القاضي، ثقة، روى القراءة عن قالون وأبي هشام الرفاعي، روى عنه
القراءة ابن مجاهد، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين. غاية 2/ 317.
(5) في (م) " بالهمز".
(6) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 200.
(7) في (م) " أنا".
(8) أبو الأسباط المعلم. لم أقف على ترجمته.
(9) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 200.
(3/953)
نا محمد قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني
محمد بن الجهم عن ابن أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم ألم الله
جزم «1».
حدّثنا محمد بن يزيد بن رفاعة، قال: حدّثني يحيى عن أبي بكر عن
عاصم [أنه قرأ ألم ثم قطع فابتدأ الله ثم شك فيها، قال يحيى:
وآخر ما حفظت عنه مثل حمزة. وروى حسين الجعفي عن يحيى عن أبي
بكر عن عاصم] ألم الله جزم الميم وابتدأ، قال: ثم رأيته بعد
شكّ فيها، قال يحيى: آخر ما حفظت عنه أنه وصلها، فقال: ألم
الله [1، 2] حرّك الميم بالنصب حين وصلها.
وروى ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر كان يقطع ثم شك فيها.
قال: وآخر ما حفظت عنه وصلها، وروى موسى بن حزام عن يحيى عنه
ألم الله حرّك الميم بالنصب، قال أبو عمرو: لأجل ما شكّ فيها
أبو بكر لم يذكرها الكسائي، ولا ذكر أيضا عنه الحرف الذي في
الأنعام [109]، وهو قوله: وما يشعركم أنها، ولا الحرف الذي في
الأعراف [165]، وهو قوله: بعذاب «2» بئيس، ولا الحرف الذي في
المجادلة [11] وهو قوله: واذا قيل انشزوا فانشزوا؛ لأن الأربعة
الأحرف شك فيها أبو بكر، ولم تكن من روايتها عن عاصم على يقين،
والكسائي مع حسن تعطيه ووفور معرفته لم يكن ليحيل إلى الناس
عنه أنه قال: أنا أشك في كذا وكذا، فاكتبوا عنّي شكّي، وانقلوا
ذلك عنّي مشكوكا، فترك لذلك هذه الحروف وأضرب عن ذكرها عنه.
حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا محمد بن الحسين «3» القطّان «4»، قال: نا حسين بن الأسود،
قال: حدّثني عروة بن محمد
__________
(1) انظر: السبعة ص 200، إلا أن الإسناد هناك محمد بن الجهم عن
الفراء عن عاصم، وليس من طريق ابن أبي أمية، قال الفراء، قرأ
عاصم: (الم) جزم و (الله) مقطوع. وقال ابن مجاهد بعد هذه
الروايات: والمعروف عن عاصم (الم الله) موصولة، وفي نسخة- كما
في الهامش- مفتوحة.
(2) في (م) " معدان" وهو خطأ مخالف للآية.
(3) في (ت) و (م) " الحسن"، والتصويب من ترجمته.
(4) محمد بن الحسين بن شهريار، أبو بكر القطان، البلخي، نزيل
بغداد، محدث ثقة روى الحروف سماعا عن الحسين بن علي بن
الأسواد، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر.
غاية 2/ 130.
(3/954)
الأسدي «1»، وكان قد قرأ على أبي بكر، قال:
كان أبو أناس «2» الأسدي «3» يقطع أول آل عمران ألف لا ميم
الله «4» قال: وكان أبو بكر بن عيّاش يصل مرة ويقطع مرة.
127 - حرف قرأ أبو عمرو والكسائي وابن عامر في رواية ابن ذكوان
التوراة «5» «6» بإمالة فتحة الراء في جميع القرآن. وكذلك روى
أبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم، قال عنه التوراة بكسر الراء
«7».
واختلف في ذلك عن سليم، فروى الحلواني عن خلف وخلّاد عنه عن
حمزة التوراة بكسر الراء وبالإمالة الخالصة قرأت لحمزة من جميع
الطرق عن سليم على فارس بن أحمد عن قراءته على أبي الحسن
المقرئ عن أصحابه، وروى ابن الجهم عن خلف عن سليم، قال: يجعل
الكسرة في التوراة بين الكسر والتفخيم.
وكذلك روى ابن سعدان «8» وأبو هشام وابن كيسة عن سليم، قال ابن
كيسة عنه:
لا قعر «9» ولا بطح «10». نا محمد بن علي عن ابن مجاهد «11» عن
أصحابه عن سليم، وبذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد
الله بن الحسين [عن أصحابه [149/ ت]، وعلى أبي الحسن عن قراءته
أيضا، وبه كان يأخذ ابن مجاهد «12».
__________
(1) عروة بن محمد الأسدي الكوفي، عرض القرآن على أبي بكر بن
عياش، روى عنه القراءة حسين ابن الأسود. غاية 1/ 512.
(2) في (ت) و (م) " إياس" والتصويب من ترجمته.
(3) جوية بن عاتك ويقال ابن عائذ أبو أناس بضم الهمزة، الأسدي
الكوفي وهو بضم الجيم وتشديد الياء، روى القراءة عن عاصم، روى
القراءة عنه نعيم بن يحيى، وهو الراوي عن عاصم (الم الله) بقطع
الهمزة. غاية 1/ 199.
(4) سقطت الألف من لفظ الجلالة في (م).
(5) في (ت) و (م) " التورية".
(6) و (7) المشهور عن حفص عدم إمالة (التوراة).
(8) روى ابن سعدان" مطموسة في (ت).
(9) في (م) " لا بقر" والصواب ما في (ت).
(10) ذكر ابن الجزري الخلاف عن حمزة، فروى عنه الإمالة المحضة،
والإمالة بين اللفظين، انظر: النشر 2/ 61.
وذكر الداني لحمزة في التيسير ص 86 وجها واحدا، هو الإمالة بين
اللفظين.
(11) علي عن ابن مجاهد" مطموسة في (ت).
(12) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 201.
(3/955)
واختلف عن نافع أيضا، فروى ورش «1» عنه من
غير رواية الأصبهاني عن قراءتي أيضا بين بين. وقال داود وعبد
الصمد عنه في الاختلاف بين حمزة ونافع لا فتح شديد ولا بطح
«2». وقال أحمد بن صالح عنه يبطح الراء. وقال أبو الأزهر وأبو
يعقوب وداود في مجرّدهم عنه كما يخرج من الفم فيما بين ذلك
وسطا من اللفظ «3».
وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ورش بكسر
الراء «4»، وروى الأصبهاني عنه فيما قرأت له بالفتح «5»، وقال
ابن المسيبي عن أبيه بفتح، وقال ابن سعدان عنه: الراء مفتوحة
[196/ م]، وكذلك روى ابن عبدوس وابن فرح عن أبي عمر عن
إسماعيل، وقال أحمد بن صالح عن قالون التوراة الراء مقعورة.
وقال الحلواني في حكاية الجمال عنه عن قالون بفتح الراء في كل
القرآن. وقال أبو عون عن الحلواني عنه يفتح ولا يسرف وقياس
رواية المدني عن قالون الفتح؛ لأنه قال عنه سكارى [الحج: 2]
وتترا [المؤمنون: 44] بالفتح وهو قياس رواية أبي سليمان عنه
«6»، وقرأت في رواية الأربعة عن نافع على أبي الفتح عن قراءته
على عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد وغيره بين الفتح والإمالة
«7»، وكذلك قال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن
نافع ما خلا المسيّبي، فإنه حكى عنه الفتح «8»، وبذلك قرأت
أيضا على أبي الحسن «9» في رواية قالون من طريق أبي نشيط
والحلواني، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الباقي بن
الحسن
__________
(1) ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 61 عن ورش ثلاث روايات:
الإمالة المحضة، والإمالة بين بين، وفتح الراء.
ولم يذكر الداني في التيسير ص 86 عن ورش الا وجها واحدا هو
الإمالة بين اللفظين.
(2) لم أعثر على هذا الكتاب.
(3) لم أعثر على كتبهم هذه.
(4) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 201.
(5) وهذا خلاف ما ذكره ابن الجوزي في النشر 2/ 61 عن الأصبهاني
أنه روى عن ورش الإمالة المحضة، وكذلك هو في إتحاف فضلاء البشر
ص 170.
(6) ذكر الداني في التيسير ص 86 الوجهين عن قالون: الإمالة بين
اللفظين والفتح، وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 2/ 61.
(7) انظر: السبعة ص 201.
(8) انظر: السبعة ص 201.
(9) في (م) " الحسين" وهو خطأ.
(3/956)
المقرئ عن أصحابه في رواية إسماعيل
والمسيّبي وقالون بإخلاص الفتح، وبذلك قرأ الباقون كدأب آل
فرعون [آل عمران: 11] ترك همزه حيث وقع أبو عمرو إذا أدرج
القراءة «1» والأصبهاني عن ورش «2» والأعشى عن أبي بكر وهبيرة
عن حفص «3» وحمزة إذا وقف «4» وقد ذكر قبل «5» «6».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ستغلبون وتحشرون «7» [12] بالياء فيهما.
وقرأهما الباقون بالتاء «8».
حرف:
قرأ نافع ترونهم [13] بالتاء. وقرأ الباقون يرونهم بالياء،
وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم بالتاء مثل نافع،
وخالفه سائر أصحاب حفص، فرووا عنه بالياء «9».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وأبي بكر ورضوان من الله [15]
ورضوانا [المائدة: 2] ورضوانه [المائدة: 16] بضم الراء في جميع
القرآن، واستثنى المفضل وحمّاد من ذلك حرفا واحدا، وهو قوله في
المائدة [16]: من اتّبع رضوانه فكسر الراء فيه، واختلف فيه عن
أبي بكر، فروى عنه الكسائي والأعشى ضمّ الراء كنظائره والله
أعلم. قال ابن جامع وابن الجنيد عن ابن أبي حمّاد مرتفع الراء
في كل القرآن فوافقهما.
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا ابن صدقة عن
[أبي الأسباط] عن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم بضمّ الراء في
كل القرآن «10». وقال أبو عبيد
__________
(1) انظر: التيسير ص 36، النشر 1/ 392.
(2) انظر: النشر 1/ 391.
(3) المشهور عن أبي بكر وحفص تحقيق الهمزة من (كدأب).
(4) انظر: التيسير ص 39.
(5) قبل سقطت من (ب).
(6) انظر: جامع البيان 2/ 550، 560، 566، 567، 592.
(7) وفي (م) " سيغلبون ويحشرون".
(8) انظر: التيسير ص 86.
(9) المشهور عن حفص أنه قرأ (يرونهم) بالياء. وانظر: التيسير ص
86، النشر 2/ 238.
(10) انظر: السبعة ص 202.
(3/957)
عن الكسائي عنه ورضوان بضمّ الراء ولم
يستثن شيئا. وكذا قال يحيى الجعفي عنه، وقال ابن عطارد عنه
ورضوان من الله برفع الراء، لم يذكر غيره. وروى البرجمي
والعليمي وابن أبي أميّة وعبيد بن نعيم عنه كرواية حمّاد
والمفضل.
ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال ابن الجهم عن ابن «1»
أبي أمية عن أبي بكر عن عاصم ورضوان وو رضوانه بضم الراء في كل
القرآن «2»، واختلف أصحاب يحيى بن آدم عنه، فقال خلف ومحمد بن
المنذر عنه برفع الراء في كل القرآن، فوافقا رواية الكسائي
والأعشى وابن أبي حمّاد والجعفي. وقال أبو هشام وضرار بن «3»
صرد عنه عن أبي بكر برفع الراء في كل القرآن إلا حرفا واحدا في
المائدة من اتّبع رضوانه بكسر الراء. وحده «4» [150/ ت]. وقال
موسى بن حزام «5» وحسين بن «6» العجلي عنه ورضوان من الله برفع
الراء، وقالا في المائدة [2] من ربّهم ورضوانا مثله لم يذكرا
«7» غير ذلك «8»، وبما «9» رواه هشام وضرار عنه قرأت في روايته
من طريق الصريفيني وغيره، وبذلك آخذ. وقرأ الباقون بكسر الراء
في جميع القرآن.
حرف:
قرأ الكسائي أن الدين عند الله [19] بفتح الهمزة. وقرأ الباقون
بكسرها «10».
__________
(1) " ابن" سقطت من (م).
(2) انظر: السبعة ص 202.
(3) " ضرار بن" مطموسة في (ت).
(4) " وحده" مطموسة في (ت)، فأثبتها من (م) وهي مناسبة للسياق.
(5) وفي (ت) " حزم" وهو خطأ.
(6) " بن" ليست في (ت)، ومكانها فيه بياض، فأثبتها من (م).
(7) في (م) " يذكر" ويظهر أن الألف سقطت من الكلمة.
(8) قال ابن الجزري: والروايتان صحيحتان عن يحيى وعن أبي بكر
أيضا. انظر: النشر 2/ 238.
وفي التيسير ص 86 ذكر الداني عن أبي بكر رواية واحدة: أنه يضم
الراء من كلمة (رضوان) حيث وقعت الا في الحرف الثاني من
المائدة وهو قوله تعالى: (من اتبع رضوانه)، فإنه يكسر الراء.
(9) في (م) " وجها" بدلا من" وبما" وهو تصحيف.
(10) وانظر: التيسير ص 87.
(3/958)
حرف:
قرأ حمزة ونصير «1» عن الكسائي بخلاف عنه ويقاتلون الذين
يأمرون [21] بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء. وروى
ذلك عن نصير محمد بن عيسى «2» وعلي بن أبي نصر «3»، وقرأت في
روايته «4» بالوجهين، وكذلك روى سورة عن الكسائي أنه قرأ ذلك
بالوجهين بألف وبغير ألف.
ونا الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن نصير عن الكسائي بالألف
مثل حمزة، وكذلك روى أحمد بن واصل عن الكسائي، وقرأ الباقون
والكسائي في غير رواية نصير ويقتلون بفتح الياء وإسكان القاف
وضمّ التاء من غير ألف «5».
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي الحيّ من الميت
[27] والميت من الحيّ [27] ولبلد «6» ميت [الأعراف: 57] وإلى
بلد ميت [فاطر: 9] بتشديد الياء في جميع القرآن «7». وكذلك روى
يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم لم يروه غيره. وقرأ الباقون
بإسكانها «8».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل منهم تقيّة [28] بفتح التاء وكسر
القاف وتخفيفها وياء مفتوحة بعدها مشددة. وقرأ الباقون بضم
التاء «9» وفتح القاف وألف في
__________
(1) في (م) " نصر" وهو خطأ.
(2) محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين، أبو عبد الله التيمي،
الأصبهاني، إمام في القراءات، كبير مشهور، له اختيار في
القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن نصير بن يوسف
النحوي، روى القراءة عنه محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، صنف
كتاب (الجامع في القراءات)، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل
سنة اثنتين وأربعين ومائتين. غاية 2/ 223.
(3) علي بن نصير، أبو جعفر الرازي، النحوي، كنية أبيه أبو نصر،
والله أعلم، روى القراءة عرضا عن نصير بن يوسف النحوي، عرض
عليه الحسين بن علي الجمال القزويني. غاية 1/ 583.
(4) في (م) " روايتيه" والصواب: الأفراد كما في (ت)، لأن
المقصود في رواية نصير.
(5) وهو المشهور عن الكسائي، انظر: التيسير ص 87، النشر 2/
238، 239.
(6) في (م) " البلد"، والألف زائدة.
(7) انظر: التيسير ص 87، وذكر هنالك قيدا في كلمة (الميت) و
(ميت) وهو إذا كان قد مات.
وانظر: النشر 2/ 224، 225.
(8) المشهور عن أبي بكر إسكان الياء من الحروف السابقة.
(9) في (م) " الفاء" وهو تصحيف.
(3/959)
اللفظ بعدها «1»، وأمال فتحة القاف هاهنا
إمالة خالصة حمزة والكسائي «2». وروى ذلك عن سليم عن حمزة نصّا
أبو عمرو وابن سعدان وأبو هشام وإدريس والحلواني عن خلف
والخنيسي والحلواني عن خلاد عنه، ولم يذكر واحد من هؤلاء حقّ
تقاته [102] بعد المائة، وذكره «3» [197/ م] ابن جعفر «4» عنه
عن حمزة، فقال مفخم وبذلك قرأت، ولم يمله غير الكسائي وحده
«5».
وروى ابن الجهم عن خلف، قال: كنت قرأت على سليم أول ما قرأت
عليه، فأخذ علي منهم تقاة [28] بين الكسر والتفخيم، ثم ردني
عنه بعد في القراءة الثانية، فقال اكسر فكسرت القاف، ولم يذكر
الحرف الثاني أيضا. وقال إدريس عن خلف عن سليم بكسر القاف
والألف من قوله: تقاة كسرا شديدا. وقال: أنا محمد بن علي عن
ابن مجاهد عن أصحابه عن حمزة أنه أمال منهم تقاة إشماما من غير
مبالغة «6».
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا سليم عن حمزة منهم تقاة
مكسورة، وترجم عن هذا الحرف أصحاب أبي بكر تراجم متقاربة كلها
تدلّ «7» على التفخيم. وقال عبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عاصم
تقاة شبّه الألف، وكذا قال عيّاش بن محمد عن أبي عمر عن
الكسائي عنه عن عاصم، وذلك يدل على الإمالة اليسيرة. وقال ابن
فرح عن أبي عمر عن الكسائي عنه مفتوحة القاف، وقال أبو عبيد عن
الكسائي عنه بالتفخيم، وقال ابن جبير عنه عن أبي بكر ويحيى بن
آدم عنه؛ لأنهم قالوا: تقاة بالألف، وقال بعضهم: لا يكسر
القاف.
__________
(1) المشهور عن عاصم أنه قرأ مثل سائر القراء، بضم التاء وفتح
القاف وألف بعدها انظر النشر 2/ 239.
(2) هذا هو المشهور عن حمزة والكسائي، أي الإمالة الخالصة.
والمشهور عن الباقين الفتح.
انظر: التيسير ص 49، النشر 2/ 36، 37.
(3) في (ت) " وذكر"، وما في (م) أقرب إلى الصواب.
(4) لم أعرفه.
(5) انظر: التيسير ص 48، النشر 2/ 37.
(6) انظر: السبعة ص 204.
(7) في (م) " تدل".
(3/960)
حدّثنا عبد العزيز بن أبي غسان «1» قال: نا
أبو طاهر عن أصحاب نافع، فقال ابن المسيّبي عن أبيه عنه القاف
مفتوحة، وهي بألف يعني في القراءة، قال خلف عن المسيّبي يفتح
ويشمّ الكسر قليلا، وقال ابن سعدان عنه بألف، وقال القاضي
والمدني والقطري والكسائي عن قالون: القاف مفتوحة وبعد القاف
ألف في القراءة، وقال الحلواني عنه: مفتوحة، وقال أبو عمر «2»
والهاشمي عن إسماعيل بألف، وقال أبو عبيد عنه بالتفخيم، وقال
الكسائي [151/ ت] عنه مشمّة «3» الألف، وقال: أنا أحمد بن محمد
عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بين الفتح والكسر «4».
واختلف أصحاب اليزيدي، فقال ابن واصل عنه: القاف بين الفتح
والكسر، وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون، عنه: القاف في
الحرفين مفتوحة، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء عنه، وهو قياس مذهب
أبي عمرو المجمع عليه، وقال ابن المعلى عن ابن ذكوان منهم تقاة
[28] وحقّ تقاته [102] بفتح القاف.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكّار وعاصم في رواية أبي بكر
والمفضل وحمّاد بما وضعت [36] بإسكان العين وضمّ التاء، وقرأ
الباقون وحفص عن عاصم بفتح العين وإسكان التاء، وكذلك روى أبو
زيد عن المفضل عن عاصم وابن بكار عن ابن عامر «5».
حرف:
قرأ الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، وقرأ
الباقون بتخفيفها «6».
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وكفّلها زكريا [37] بالمدّ
ونصب الهمزة بوقوع الفعل، وقرأ عاصم في رواية حفص وحمزة
والكسائي بالقصر من غير همز ولا بيان إعراب، وكذا قصروا زكريا
[37] ولم يعربوه ولا همزوه في جميع
__________
(1) هو أبو القاسم الفارسي، عبد العزيز بن جعفر بن خواستي.
تقدم.
(2) في (م) " عمرو" وهو خطأ.
(3) في (م) " شمه".
(4) انظر: السبعة ص 204.
(5) المشهور عن ابن عامر إسكان العين من (وضعت).
انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 239.
(6) انظر: التيسير ص 87.
(3/961)
القرآن، جعلوه كموسى [البقرة: 51] وعيسى
[البقرة: 87] ويحيى [آل عمران: 39].
وروى المفضل عن عاصم فيما قرأته بقصر الاسم الأول من هذه
السورة، والأول من سورة مريم، وهما قوله وكفلها زكريا [37]
وعبده زكريا [مريم: 2] وما عداهما بالمدّ والهمز وبيان
الإعراب، وبذلك قرأ الباقون في جميع القرآن، وقفوا الاسم الأول
من هذه السورة بفعله «1». وروى ابن مجاهد والنقّاش عن أصحابهما
عن المفضل عن عاصم بقصر زكريا في جميع القرآن مثل ما يرويه حفص
عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي فناداه الملائكة [39] بألف ممالة بعد الدال،
وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدها «2».
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة إن الله يبشّرك بيحيى [39] بكسر الهمزة.
وقرأ الباقون بفتحها «3».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي يبشرك في الموضعين هاهنا [39، 45]، ويبشر
المؤمنين في أول سبحان [9] والكهف [2] بفتح الياء وإسكان الباء
وضم الشين «4» وتخفيفها في الأربعة، وقرأ حمزة وحده يبشر «5»
[21] في التوبة، وإنا نبشرك [53] في الحجر وإنا نبشرك «6» [7]
ولنبشر به المتقين في مريم [97] بتلك الترجمة في الأربعة أيضا.
وقرأ الباقون في الثمانية بضمّ أول الفعل وفتح الباء وكسر
الشين وتشديدها «7»، ويأتي الاختلاف في الموضع الذي في الشورى
[23] هناك إن شاء الله تعالى.
ولا خلاف في التشديد في الثلاثة المواضع التي في الحجر، وهي
أبشر تموني [54] وفبم تبشّرون [54] قالوا بشّرناك [55].
__________
(1) انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 239.
(2) انظر: التيسير ص 87، النشر 2/ 239.
(3) انظر: التيسير ص 87.
(4) في (م) " السين" وهو خطأ.
(5) اختصار لكلمة (يبشرهم)، وفي (ت) " يبشرك" وهو خطأ.
(6) في (ت) و (م) " نبشر" مختصرة.
(7) انظر: التيسير ص 87، 88.
(3/962)
كن فيكون [البقرة: 117] مذكور قبل «1».
حرف:
وكلهم قرأ فيكون «2» طيرا [49] برفع النون إلا ما حدّثناه طاهر
بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: أنا «3» أحمد بن أنس
ح، وحدّثنا محمد ابن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني أحمد
بن بكر «4» ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال عبد الواحد بن عمر،
قال: حدثني «5» ابن أبي حسان. ح وأخبرنا أحمد بن عمر، قال: نا
«6» أحمد بن سليمان قال: نا «7» [198/ م] محمد بن محمد قالوا:
أنا هشام، قال: كان أيوب القارئ يقول: فيكون طيرا [49] ثم صار
يقول فيكون بالرفع لفظ الحديث لابن أنس والمعنى واحد.
حرف:
قرأ نافع وعاصم ويعلمه الكتاب [48] بالياء. وقرأ الباقون
بالنون «8».
حرف:
قرأ نافع «9» إني أخلق لكم [آل عمران: 49] بكسر الهمزة. وروى
الحلواني في «جامعه» «10» عن قالوا وابن جبير في «مختصره» «11»
عن أصحابه عن نافع بفتح الألف وهو خطأ منهما؛ لأن جميع الرّواة
وعامّة أهل الأداء فيهما على خلاف ما حكياه هناك «12» [152/
ت]، وقرأ الباقون بفتح الهمزة «13».
حرف:
قرأ نافع فيكون طيرا [49] هنا، وفي المائدة [110] بألف بعدها
همزة مكسورة على التوحيد. وروى ابن جبير عن رجاله عنه هنا
طائرا بألف هنا وهناك
__________
(1) في الحرف (43).
(2) في (ت) " فتكون" وهو خطأ.
(3) في (م) " أنا".
(4) انظر السبعة ص 207.
(5) في (م) " أنا".
(6) في (م) " أنا".
(7) في (م) " أنا".
(8) انظر: التيسير ص 88.
(9) نافع مطموسة في (ت) وأثبتها من (م).
(10) و (11) لم أجد هذا الكتاب.
(12) كلمة" هناك" مطموسة في (ت).
(13) انظر: التيسير ص 88، النشر 2/ 240.
(3/963)
طيرا بغير ألف لم يروه غيره. وقرأ الباقون
بإسكان الياء من غير ألف ولا همز على الجمع في الموضعين «1».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص فيوفّيهم أجورهم [57] بالياء وقرأ
الباقون بالنون «2».
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر ها أنتم [66] بالمدّ والهمز في جميع
القرآن واختلف «3» عن الباقين، وهما الحرميان وأبو عمرو في
المدّ والقصر والهمز وتركه، فأما ابن كثير فروى ابن مجاهد عن
قنبل هأنتم بهمزة بين الهاء والنون من غير ألف قبلها و «4» كذا
قرأت من طريقه، وكذا قال: أنا محمد بن علي عنه أنه قرأ على
قنبل «5»، وكذلك روى الحلواني عن القوّاس، وروى سائر الرواة عن
قنبل وأبي ربيعة وابن الصباح وابن بويان وابن شنبوذ وابن عبد
الرزاق والبزّي وابن فليح عن أصحابهما بالمدّ والهمز «6»، وقال
الخزاعي عن أصحابه ها أنتم ممدودة مهموزة في كل القرآن.
قال أبو عمرو: والمدّ في رواية هؤلاء الثلاثة عن ابن كثير لا
يكون مشبعا، إنما هو على مقدار صيغة الألف من غير زيادة؛ لأن
من قولهم قصر المدّ في المنفصل، وأما «7» نافع فروى الأصبهاني
عن أصحابه عن ورش عنه هأنتم بهمزة مخففة «8» بعد الهاء من غير
ألف قبلها مثل ما يرويه ابن مجاهد عن قنبل «9» والحلواني عن
__________
(1) انظر: التيسير ص 88، النشر 2/ 240. وما رواه ابن جبير فهو
شاذ.
(2) انظر: التيسير ص 88.
(3) في (م) اختلف ليس قبلها واو.
(4) سقطت الواو من (ت).
(5) انظر: السبعة ص 207.
(6) ذكر ابن الجزري الروايتين عن قنبل: إثبات الألف كالبزي،
وحذف الألف.
انظر: النشر 1/ 401.
وأما في التيسير ص 88 فقد ذكر الداني وجها واحدا لقنبل وهو حذف
الألف.
(7) في (ت) " فأما".
(8) في (ت) " محققة" وهو خطأ.
(9) إلا أن قنبلا يقرأ بهمزة محققة كما نبه عليه في النشر 1/
401.
(3/964)
القوّاس، وبذلك قرأت من طريقه. وقال في
كتابه مهموزة غير ممدودة. وروى ابن جبير عن أصحابه عنه بمدّة
بعدها همزة مثل حمزة، ولم يأت بالهمز عن نافع غيرهما «1»،
واختلف الرواة عنه بعد في المدّ والقصر، فقال أحمد بن صالح عن
ورش «2»: ممدودة غير مهموزة، وقال أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود
عنه: ها ءنتم يسهّلها على مذاق الهمز لو كان فيها. وقال داود
عنه في الاختلاف بين نافع وحمزة:
غير مهموزة، ولم يزد على ذلك. وقال إسماعيل النحاس في كتاب
الأداء عن أبي يعقوب عن ورش «3»: هانتم ممدودة غير مهموزة ولا
مقطوعة الألف، وكذلك يجعلها في اللفظ مدّتين. وقال عن عبد
الصمد عنه يمدّها مدّا مختصرا «4»، ولم يذكرها يونس عن ورش.
وقال ابن خيرون «5» عن أصحابه عنه: ممدودة غير مهموزة.
وقال يحيى بن زكريا عن أصحابه عنه: غير ممدودة ولا مهموزة «6»،
وقال أصحاب المسيّبي عنه: لا يمدّ حيث وقعت. وقال أبو عبيد وعن
إسماعيل: غير مهموزة ولا ممدودة في جميع القرآن. وقال أحمد بن
صالح عن قالون كما قال عن ورش:
ممدودة غير مهموزة «7». وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي
والحلواني والعثماني وغيرهم عنه كقول المسيّبي: لا يمدّ ولا
يهمز.
__________
(1) ذكر ابن الجزري في النشر 1/ 400 أن الأصبهاني ورد عنه
وجهان: حذف الألف فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل: (هعنتم).
والوجه الثاني أثبت الألف، ثم قال: والوجهان صحيحان.
(2) ذكر ابن الجزري في النشر 1/ 400 أن الأزرق ورد عنه ثلاثة
أوجه: الأول: حذف الألف فيأتي بهمزة مسهلة بعد الهاء مثل
(هعنتم)، الثاني: إبدال الهمزة ألفا محضة فتجتمع مع النون وهي
ساكنة فيمد لالتقاء الساكنين، الثالث: إثبات الألف، ويمد مدا
مشبعا على أصله.
(3) وذكر الداني أن ورشا يقرأ بالمد من غير همز. انظر: التيسير
ص 88.
(4) في (م) " مختصر" من دون تنوين بالنصب، وهو لحن.
(5) محمد بن عمر بن خيرون، أبو عبد الله المعافري، الأندلسي،
ثم القروي، شيخ القراء بالقيروان، أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر
بن سيف، روى القراءة عنه ابناه محمد وعلي.
كان إماما في قراءة نافع من رواية ورش عنه، ألف كتاب الابتداء
والتمام، وكتاب الألفات واللامات. توفي سنة ست وثلاثمائة. غاية
النهاية 2/ 217.
(6) في (م) " مهموز" وهو لحن.
(7) وهو ما ذكره الداني في التيسير ص 88 عن قالون، ولم يذكر
ابن الجزري كذلك غير هذا الوجه.
انظر: النشر 2/ 400، 401. ولم يذكر ابن مجاهد أيضا غير هذا
الوجه. انظر كتاب السبعة ص 207، وانظر أيضا التذكرة في
القراءات الثمان، لأبي الحسن طاهر بن غلبون 2/ 289.
(3/965)
وأما أبو عمرو فقال أبو عبد الرحمن،
وإبراهيم في حكاية العبّاس عنه، وأبو حمدون عن اليزيدي عنه: لا
يمدّ ولا يهمز في كل القرآن، وكذا قال أبو عبيد عن شجاع عنه،
زاد إبراهيم على معنى أنتم فصيرت الهمزة هاء «1»، وزاد أبو
حمدون عن اليزيدي، قال «2»: قال أبو عمرو: وإنما هي أنتم
ممدودة، فجعلوا مكان الهمزة هاء والعرب تفعل هذا «3».
وقال إبراهيم في حكاية عبيد الله «4» عنه وإسحاق وإسماعيل وأبو
جعفر واليزيديون وابن سعدان وابن شجاع وأبو عمر «5» وأبو خلاد
وأبو شعيب: ممدودة غير مهموزة. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن
مجاهد عن أصحابه عن نافع وأبي عمرو:
ممدود غير مهموز استفهاما «6»، وبذلك قرأت في رواية شجاع وفي
كل الطرق عن [153/ ت] اليزيدي «7».
قال أبو عمرو: هذه الكلمة من أشكل حروف الاختلاف وأغمضها
وأدقّها، وتحقيق المدّ والقصر اللذين ذكرهما الرواة عن الأئمة
فيها حال تحقيق همزتها وتسهيلها لا يتحصل إلا بمعرفة الهاء
التي في أولها هي للتنبيه أم مبدلة من همزة، فبحسب «8» ما
يستقر عليه من ذلك في مذهب كل واحد من أئمة القراءة يقضي للمدّ
والقصر بعدها. ونحن نبيّن ذلك ونكشف على خاصّ سرّه على وجه
الاختصار ليقف الماهرون من طالبي الحروف على حقيقته إن شاء
الله تعالى.
اعلم أن الهاء التي في هذه الكلمة تحتمل وجهين: [199/ م]
__________
(1) ذكر ابن الجزري هذه الرواية عن أبي عمرو في النشر 1/ 401.
(2) لعل المراد بقائل" قال" الأولى: أبو داود سليمان بن نجاح.
(3) انظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 269، الكشف عن وجوه
القراءات السبع 1/ 346 - 347.
(4) عبيد الله بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك، أبو
القاسم بن اليزيدي العدوي البغدادي، شيخ مشهور، روى القراءة عن
عمه إبراهيم بن أبي محمد، روى القراءة عنه ابن مجاهد، توفي سنة
أربع وثمانين ومائتين. غاية 1/ 492.
(5) في (م) " عمرو"، وهو خطأ.
(6) انظر: السبعة ص 207.
(7) وهذه الرواية ذكرها الداني في التيسير ص 88، وابن الجزري
في النشر 1/ 401.
(8) في (م) " فيحسب" وهو خطأ.
(3/966)
أحدهما: أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام
والأصل أأنتم بهمزتين دون ألف فاصلة بينهما «1» تكون مانعة «2»
بينهما، وأبدلت الهمزة هاء في ذلك كما أبدلت في قوله: هياك،
وهرقت الماء، والأصل: إياك، وأرقت «3» لتقرب مخرجهما، وكما
أبدلهما الشاعر في قوله:
وأتى صواحبها فقلن هذا الذي ... منح المودة غيرنا وجفانا «4»
يريد أذا الذي، فهي في هذا الوجه وما اتصلت به كلمة واحدة لا
ينفصل حرف منها عن صاحبه.
والوجه الثاني: أن يكون للتنبيه والأصل ها أنتم ها دخلت على
أنتم كما دخلت على أولاء في قوله هؤلاء فهي «5» في هذا الوجه،
وما دخلت عليه كلمتان منفصلتان يسكت على إحداهما ويبتدأ
بالثانية «6»، فأما ما يحتمله من هذين الوجهين في مذهب أهل
التحقيق، وهم الكوفيون وابن عامر من طريق ابن ذكوان ومن تابعه
من أصحابه.
وابن كثير من طريق البزّي، وابن فليح، فوجه واحد: وهو أن تكون
للتنبيه لا غير؛ لأن من قولهم لا يفصلون بين الهمزتين في
الاستفهام بألف، وقد جاءت ألف هاهنا فاصلة بين الهاء والهمزة،
فعلم من ذلك أنها المتصلة بالهاء المسكوت عليها دون الفاصلة
بين الهمزتين في الاستفهام وطردا لمذهبهم في ذلك، وقد قدّمنا
أن ابن كثير يقصر مدّها لكونها مع الهمزتين كلمتين، وأمّا ما
يحتمله في مذهب ابن كثير من طريق القوّاس، وفي مذهب ورش من
طريق الأصبهاني من ذلك، فوجه واحد أيضا، وهو أن تكون مبدلة من
همزة لا غير لعدم وجود ألف في اللفظ بينهما وبين الهمزة.
ولو كانت للتنبيه لم يكن بدّ من وجود ألف بينهما، وهي الألف
المتصلة بالهاء، وكذا
__________
(1) " بينهما" سقطت من (ت).
(2) في (م) " يكونا لغة" وهو خطأ.
(3) انظر: مختار الصحاح، مادة (اى ا) ص 35.
(4) البيت لجميل بن معمر، وهو من بحر الكامل.
وانظر: معجم شواهد العربية 1/ 387.
(5) في (م) " نهى" وهو خطأ.
(6) وانظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 269.
(3/967)
احتمالها وحكمها في رواية ورش من غير رواية
الأصبهاني، وإن كان لا يحقّق الهمزة بعدها بل يسهّلها، بدليل
ما رواه الأصبهاني عن أصحابه عنه من تخفيفها «1» دون ألف
قبلها.
وأما ما حكاه النحّاس عن أبي يعقوب، وما رواه أحمد بن صالح عنه
من أنه يمدّ، فوجهه أن يكونا يرويان عنه إبدال الهمزة ألفا
خالصة كرواية عامّة أصحاب أبي يعقوب الأزرق عنه ذلك في
الاستفهام نحو آانذرتهم «2» [البقرة: 6] وبابه. وإذا أبدلت
إبدالا صحيحا ولم تجعل بين بين على القياس لم يكن بدّ من زيادة
التمكين لتلك الألف المبدلة منها لخلوص سكونها وسكون «3» النون
بعدها ليتميّز بتلك الزيادة الساكنان أحدهما من الآخر، ولا
يلتقيان، وقد يتوجه ما روياه من المدّ أيضا إلى أن تكون الهاء
عندهما للتنبيه دون أن تكون مبدلة من همزة؛ لأنها إذا كانت
كذلك حصلت ألف ساكنة بين الهاء وبين الهمزة المسهلة، فلا بد من
مدّها وإشباع تمكينها [154/ ت] لأجل تلك الهمزة المسهلة من حيث
كانت بزنة المحققة.
وأما ما يحتمله في مذهب ابن عامر من طريق إسماعيل والمسيّبي
وقالون، وفي مذهب أبي عمرو، وهما من أصحاب التسهيل، فالوجهان
جميعا أن تكون مبدلة من همزة الاستفهام؛ لأن من قول هؤلاء
الأئمة الثلاثة الفصل بين الهمزتين بألف في الاستفهام من جمع
منهم بين الهمزتين، ومن سهّل الثانية منهما، ومن هذا الوجه لا
بدّ من تمكين تلك الألف الفاصلة وإشباع مدّها؛ لأنها مع الهمزة
من كلمة واحدة في قول جميعهم وأن «4» تكون للتنبيه. وإذا كانت
كذلك لم يزد في تمكين مدّ الألف بعدها وقصر مدّها في مذهب من
روى عن نافع وأبي عمرو القصر كحرف «5» المدّ مع الهمزة في
المنفصل؛ لأنها مع الهمزة في ذلك من كلمتين. والهمزة هاهنا وإن
كانت مسهّلة قد أضعف الصوت بها، ولم تتمّ في مذهبهما بخلاف ما
هي في سائر المنفصل، فإنها في تقدير المحققة التامة الصوت وفي
وزنها، فلذلك «6» جرت مجراها
__________
(1) في (ت) و (م) " تحقيقها" والصواب ما أثبته.
(2) في (م) " أأنذرتم" وهو خطأ في الكلمة.
(3) كلمة" سكون" غير واضحة في (م).
(4) الواو سقطت من (ت).
(5) في (م) " بحرف"، وهو خطأ لا يناسب السياق.
(6) وفي (م) " فكذلك".
(3/968)
في الاعتداد بها وقصر المدّ كحرف اللّين من
أجلها وزيد في تمكينها وإشباع مدّها في مذهب من روى عنهما
إجراء «1» المنفصل مجرى المتصل في حروف المدّ مع الهمزة، ولم
يميّز بينهما.
وأما ما رواه أبو حمدون وأبو عبد الرحمن وإبراهيم عن اليزيدي
عن أبي عمرو من أنه لا يمدّ، وأن الهاء عنده مبدلة من همزة
وكان القياس إذا جعلها مبدلة أن يمدّ؛ لأن من قوله الفصل بين
المحققة وبين المسهّلة بألف في الاستفهام نحو آانذرتهم
[البقرة: 10] وبابه، فوجهه أنه لمّا قلبت الهمزة هاء هاهنا لم
يحتج إلى الفصل بالألف بينها وبين الهمزة المسهّلة؛ لأن ثقل
الهمزة قد زال رأسا بإبدالها «2» حرفا خفيّا، فلذلك «3» استغنى
عن الألف، ولم يفصل بين الهاء وبين الهمزة المسهّلة بها،
واكتفى بخفّة الهاء من خفّة الألف. وإذا لم يفصل بها وجب القصر
وعدم المد إذ لا يكون موجودا في ذلك من الوجه المذكور إلا بأن
يفصل فيها، وقد يمكن أن تكون هذه علّة من روى [200/ م] عن نافع
القصر في هذه الكلمة أيضا من الوجه الذي يقدر فيه مبدلة، ومن
خالف أبا حمدون وصاحبيه عن اليزيدي، فروى عنه عن أبي عمرو
المدّ مع كون الهاء مبدلة من همزة دون أن تكون للتنبيه، كأنه
«4» نفى الألف الفاصلة بين الهمزتين في الاستفهام هاهنا ليدلّ
بذلك على أن الهمزة هي الأصل، وأن الهاء فرع، فلذلك مدّ بعد
الهاء بناء على الأصل الذي هو الهمزة «5»، وإن عدم في اللفظ
وإشعارا بذلك وإعلاما به، وأيضا فإن الهاء في ذلك لمّا كانت
بدلا من الهمزة وجب أن يحكم لها بحكمها في الفصل بينها وبين
الهمزة الثانية بألف، وذلك من حيث حكمت العرب للبدل حكم المبدل
منه في أشياء «6»، ألا ترى أنهم قالوا زكرياء، وحمراء، حكموا
للهمزة من منع الصرف بما حكموا به لألف التأنيث «7» التي هذه
__________
(1) في (م) " أجراه"، وهو خطأ.
(2) في (م) " بإبدالهما" وهو خطأ، لأن الكلام عن الهمزة.
(3) في (م) " فأبدلك"، وهو تصحيف.
(4) في (م) " فإنه".
(5) وفي (ت) " الهمز".
(6) انظر: باب البدل في شرح قطر الندى وبل الصدى ص 438، وفي
شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 2/ 247.
(7) انظر: شرح ابن عقيل 2/ 322.
(3/969)
الهمزة بدل منها في نظائر ذلك، فكذا حكم
الهاء التي هي بدل من الهمزة وحكم «1» الهمزة سواء، فهذا تبيين
واضح وبالله التوفيق.
حرف:
قرأ ابن كثير أن يؤتى أحد [73] على الاستفهام بهمزة محقّقة
بعدها مسهلة بين بين من غير ألف فاصلة بينهما على مذهبه في
جميع الاستفهام، وقرأ الباقون على الخبر بهمزة واحدة محقّقة من
غير مدّ «2».
حرف:
اختلفوا في هاء الكناية إذا اتصلت بفعل مجزوم، وجملة ذلك ستة
عشر موضعا [155/ ت]، أربعة مواضع منها الهاء فيها مضمومة، وهي
«3» في الباقي مكسورة. فأول ذلك في هذه السورة أربعة مواضع
يؤده إليك [آل عمران: 75] ولا يؤده [آل عمران: 75] ونؤته منها
[آل عمران: 145] ونؤته منها. وفي النساء موضعان نوله ما تولى،
ونصله [115]. وفي الأعراف [111] والشعراء [37] أرجئه «4»، وفي
طه [75] ومن يأته، وفي النور [52] ويتقه، وفي النمل [28]
فألقه، وفي الزمر [7] يرضه لكم، وفي الشورى [20] نؤته منها،
وفي البلد [7] أن لم يره أحد، وفي الزلزلة [7] خيرا يره وشرّا
يره [8]، فقرأ ابن كثير والكسائي بصلة المكسورة بياء،
والمضمومة بواو وفي جميع ما تقدّم «5».
واختلف في ذلك عن نافع، فروى عنه إسماعيل وورش المتابعة «6»
لابن كثير والكسائي في صلة المكسورة والمضمومة في جميع القرآن،
واستثنى من ذلك ورش موضعا واحدا، وهو قوله: يرضه لكم فلم يصل
الهاء بواو بل ضمّها من غير صلة. كذا روى ذلك عنه جميع أصحابه
«7».
__________
(1) في (م) " حكم" ليس قبلها واو، والصواب إثباتها.
(2) انظر: النشر 1/ 365، 366، التيسير ص 89.
(3) سقطت" في" من (م).
(4) في (م) " أرجه".
(5) انظر: التيسير ص 89، 152، 163، 168، 189، 224، النشر 1/
305، 311.
(6) في (م) " للمتابعة" ولا تناسب السياق.
(7) انظر: التيسير ص 89، 152، 163، 168، 189، 224، النشر 1/
305، 311.
(3/970)
ونا أحمد بن عمر قال نا أحمد بن إبراهيم بن
جامع «1»، قال: نا بكر بن سهل، قال: نا عبد الصمد عن ورش عن
نافع يرضه لكم ممدودة وذلك خطأ وكنت أظنه من شيخنا أحمد بن
عمر، حتى رأيت غير واحد من أصحاب ابن جامع قد روى ذلك كذلك،
فعلمت أن الوهم منه. وقال محمد بن وضّاح «2» وإبراهيم بن بازي
«3» وغيرهما عن عبد الصمد وداود وأبي يعقوب وغيرهما عن ورش غير
ممدودة، فسقطت «غير» على ابن جامع.
أخبرني محمد بن سعيد «4» قال: نا «5» محمد بن أحمد بن خالد
«6»، قال: نا أبي «7»، قال: نا «8» إبراهيم بن محمد عن عبد
الصمد عن ورش عن نافع يرضه لكم غير ممدودة، ولم يستثن إسماعيل
من الباب شيئا، هذه رواية الكسائي وأبي عبيد عنه، وكذا قال:
أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الهاشمي، وأبي عمر
جميعا عن إسماعيل عن نافع في المكسورة والمضمومة «9». وروى
محمد بن خالد البرمكي عن أبي عمر عنه أنه وصل المكسورة، ولم
يذكر المضمومة.
__________
(1) أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، أبو العباس المصري، روى
القراءة عن بكر بن سهل، روى القراءة عنه أحمد بن عمر الجيزي،
توفي بعد سنة أربعين وثلاثمائة. غاية 1/ 35.
(2) محمد بن وضاح بن بزيع، أبو عبد الله الأندلسي القرطبي،
إمام زاهد ثقة، روى القراءة عن عبد الصمد بن عبد الرحمن، وله
عنه نسخة، روى عنه الحروف أحمد بن خالد، مات سنة ست وقيل سبع
وثمانين ومائتين. غاية 2/ 275.
(3) إبراهيم بن محمد بن بازي، أبو اسحاق بن القزاز، الأندلسي،
ثقة، قرأ على عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش، وسمع منه
كتابه الذي جمعه في قراءة نافع وحمزة، قرأ عليه أصبغ بن مالك،
توفي سنة أربع وتسعين ومائتين. غاية 1/ 23.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) في (م) " أنا".
(6) محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد، يروي عن أبيه أحمد بن خالد،
روى عنه أبو محمد مسلمة ابن محمد البتري، شيخ من شيوخ أبي عمر
يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري. الصلة 1/ 75.
(7) أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي، المعروف بابن
الجباب، حافظ، علامة شيخ الأندلس، سمع الحديث من بقي بن مخلد،
وحدث عنه ولده محمد، كان إماما في مذهب مالك، وفي الحديث كان
لا
ينازع، توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. تذكرة الحفاظ 3/
815.
(8) في (م) " أنا".
(9) انظر: السبعة ص 208.
(3/971)
وروى محمد بن عمرو الباهلي «1» عن أبي عمر
عنه يؤده إليك [75] ونوله [النساء: 115] ونصله [النساء: 115]
بخفضهن وبمد، ولم «2» يذكر من الباب غير الثلاثة. وروى عياش بن
محمد عن أبي عمر وسليمان الهاشمي عنه يؤده ونصله ونوله بخفضهن،
وليس في الترجمة ما يدل على الصلة، بل ظاهرها يدلّ على أنه لا
يصل؛ لأنهما لم يقيدا «3» الخفض بذلك كما قيده الباهلي عن أبي
عمر، فقال بخفضهن وبمدّ، أي: يصل الهاء بياء، وبالصلة قرأت في
رواية إسماعيل في المكسورة والمضمومة في جميع القرآن.
ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو
بكر عن قراءته على عبد الرحمن عن أبي عمر عن إسماعيل ومن يأتهي
مؤمنا [طه: 75] مثل الكسائي «4». وروى المسيبي وقالون عن نافع
أنه لا يصل المكسورة في جميع القرآن، ووصل المضمومة، واستثنى
قالون من المضمومة يرضه لكم [الزمر: 7] فلم يصلها.
واختلف عنه في يره [البلد: 7] في الثلاثة المواضع، وفي ومن
يأته في طه [75]، ويتقه في النور [52] في الخمسة، فروى
الحلواني والعثماني أنه كان يكسر الهاء في يؤده ويأته ولا يشبع
الكسر، قالا: وكذلك يفعل بالمفتوح ما قبلها يضم «5» الهاء، ولا
يصلها بواو، فدلّ ذلك على أنهما يرويان عنه أن لم يره [البلد:
7] وخيرا يره [الزلزلة: 7] وشرّا يره [الزلزلة: 8] بضم الهاء
من غير صلة، ويأته ويتقه بكسر الهاء من غير صلة. وكذلك روى أبو
سليمان عن قالون أداء.
فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الحسن بن أبي
مهران عن أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع نوله ونصله وأرجه
[الأعراف: 111]
__________
(1) محمد بن عمرو بن العباس، أبو بكر الباهلي البصري ثم
البغدادي، أخذ القراءة عرضا عن إسحاق بن محمد المسيبي، روى
القراءة عنه عرضا إبراهيم بن الحسن النقاش. غاية 2/ 221.
(2) في (م) " لم يذكر" ليس قبلها واو.
(3) في (ت) " يقيد".
(4) انظر: السبعة ص 208.
(5) في (م) " بضم الهاء".
(3/972)
ويؤده ونوله وفألقه [النمل: 28] ويرضه كل
ذلك [201/ م] غير مشبع، وما كان مثله وخيرا يره وشرّا يره
[156/ ت] وهو يشبع الضمّ، وفي طه [75] ومن يأتهي يشبع الكسر
«1»، وكذلك روى أحمد بن قالون عن أبيه.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن
حمدون الحذاء، قال: نا أبو عون، قال: نا الحلواني عن قالون عن
نافع ومن يأته مؤمنا مكسورة الهاء لا يبلغ بها الياء «2». قال
أبو عمرو: الذي سطره الحلواني في كتابه «3» عن قالون هو الذي
قدّمت ذكره، وقال الحلواني عنه في النور: ويتقهي بكسر الهاء
ويشبع الكسرة. وقال القاضي والمدني والكسائي والقطري عنه
بزيادة الهاء مبطوحة حيث وقعت وقالون نوله ونصله يشمّ الهاء
فيهما الإضجاع، زاد المدني نوله ونصله خفيفة في اللفظ غير
مجرورة «4»، وقالوا: فألقه إليهم [النمل:
28] الهاء مبطوحة لا «5» يتبيّن الياء في قراءتها. وقال القطري
وحده «6» من بينهم ويتقه مجرورة الهاء، والصواب مجرورة كما في
كتابي، يريد أنه يصلها بياء. فإن كان أراد ذلك فقد وافق
الحلواني فيها.
وقال أحمد بن صالح عن قالون يؤده إليك [75] الهاء مكسورة
ممدودة، قال: وكذلك إذا كانت هذه الهاء في موضع كسر، فهي
ممدودة «7» مثل: فألقه [النمل: 28] وأرجهي [الأعراف: 111] وقال
عنه يرضه لكم [الزمر: 7] الهاء مضمومة «8» مقصورة غير ممدودة،
خالف في المكسور سائر أصحابه، وقد تابعه على مدّ المكسورة في
الباب كله أبو نشيط في رواية ابن شنبوذ عن «9» أبي
__________
(1) انظر: السبعة ص 209.
(2) انظر: السبعة ص 209، 210.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) في (م) " مجرور"، وهو خطأ.
(5) في (م) " ألا" والهمزة زيادتها خطأ.
(6) سقطت الهاء من كلمة وحده من (م).
(7) في (م) " ممدود" وهو خطأ.
(8) في (ت) و (م) الكلمة غير واضحة، وأظنها مضمومة كما أثبتها.
(9) في (م) " على" وهو خطأ.
(3/973)
حسان عنه، وروى أبو سليمان عن قالون يؤده
«1» في الحرفين بالمدّ وباقي الباب بغير مدّ.
قال أبو عمرو: وبكسر الهاء قرأت في الباب كله من غير صلة
لقالون من جميع الطرق ما خلا قوله: ومن يأتهي مؤمنا في طه
[75]، فإني قرأت على أبي الفتح بالصّلة، وعلى أبي الحسن
بالاختلاس من غير صلة «2»، قال أبو عمرو: وقد أدرج الحلواني عن
قالون في جملة الهاءات اللاتي لا يصلهن بياء قوله في يوسف
ترزقانه إلا [37]، وذلك خطأ منه لا شك فيه؛ لأن هذه الهاء لم
تتصل بفعل مجزوم، فتحمل على نظائرها في تلك الصلة دلالة على
أنها كانت كذلك قبل سقوط الحرف الأخير من الفعل الذي اتصلت به
للجزم، وأن سقوطه للجزم غير لازم، فهو لذلك «3» كالثابت الذي
يمنع من صلة الهاء كراهة الاجتماع للساكنين «4»، وإنما اتصلت
بفعل مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون في آخره، فوجب أن تخرج
بذلك من سائر الباب وأن توصل الهاء فيه بياء لتحرّك ما قبلها
بالكسر لا غير «5»، وغلط الحلواني على قالون في هذا الضرب
كغلطه في الضرب الذي تلي الهاء «6» فيه التاء فلا يصلها «7»
نحو نؤته [آل عمران: 145]، وعليه إذا أدرج فيه قوله به والهاء
من به متحرك ما قبلها فصلته إجماع.
__________
(1) في (م) " يوده".
(2) وهذا هو ما ذكره المؤلف في التيسير ص 89، 152، 163، 168،
189.
وأما (يراه) في البلد والزلزلة، فالمشهور عن نافع أنه يصلها
بواو، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 224، وابن الجزري في
النشر 1/ 311.
وقد ذكر ابن الجزري أن أبا بكر الشذائي انفرد عن ابن بويان عن
أبي نشيط عن قالون بصلة (يؤده، نؤته، نوله، نصله، فألقه،
ويتقه) قال ابن الجزري: فخالف سائر الرواة عن أبي نشيط. أ. هـ.
انظر النشر 1/ 305، 306، 307.
(3) في (م) " كذلك" وهو خطأ.
(4) في (م) " الساكنين" ولا تناسب السياق.
(5) الصواب أن الرواية ثابتة عن قالون، وقد ذكر ابن الجزري
الخلاف عن قالون في (ترزقانه الا) في سورة يوسف، فقد روى عنه
الحلواني وأبو نشيط الاختلاس والصلة. انظر النشر 1/ 305، 312.
(6) في (م) " الياء" وهو غلط.
(7) في (م) " فلا تصلها" وهو غلط.
(3/974)
وروى ابن المسيّبي عن أبيه والأنصاري
وحمّاد عنه يؤده [75] ولا يؤده [75] الهاء مبطوحة حيث وقعت.
وقالوا عنه قوله: ونصله [النساء:
115] يشمّ الهاء فيها الإضجاع. وقال محمد عن أبيه يرضه لكم
[الزمر: 7] يشمّ الهاء الرفع.
وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد عن محمد بن الفرج «1»
عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع يؤده ونوله [النساء: 115]
ونصله يشمّ الهاء الإضجاع، وقال: أرجه [الأعراف: 111] فألقه
[النمل: 28] ونؤته [آل عمران: 145] مبطوحة «2». ونا الفارسي،
قال: نا «3» أبو طاهر، قال: أنا عبيد بن محمد المروزي، قال:
أنا ابن سعدان عن المسيّبي: هذه مكسورة كلها غير مجرورة حيث
وقعت، وقال: يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء رفعا غير ممدودة،
وبهذا قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن
سعدان عنه. وقال خلف عنه في يؤده وبابه: يكسر الهاء ويشبع
كسرها في ذلك كله، ويقرأ يرهو ومن [الزلزلة:
7] بإشباع، وقال: الباب كله ممدود مشبع مثل ورش، قال: ولم
يستثن يرضه لكم [الزمر: 7] كما استثنى [157/ ت] ورش.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا «4» ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن
سعدان عن المسيّبي عن نافع يرضهو لكم ممدودة «5». وقال ابن
جبير عن أصحابه عن نافع يؤدهي ونؤتهي وأرجهي ويتقهي ويأتهي
وفألقه ويرضهو لكم وما كان مثله بإشباع بمدّ أيضا، وقال أبو
عمرو وحمزة: المكسورة كلها «6» من هذا الباب بإسكان الهاء،
واستثنى حمزة من ذلك موضعين، وهما قوله ومن يأتهي مؤمنا في طه
ويتقهي في النور، فوصلها بياء ووصل أيضا أن لم يرهو أحد
[البلد: 7] وخيرا يرهو [الزلزلة: 7] وشرّا يرهو [الزلزلة: 8]
وقرأ يرضه
__________
(1) محمد بن الفرج، أبو بكر الخرابي، شيخ مقرئ، روى القراءة عن
محمد بن إسحاق المسيبي، روى القراءة عنه ابن مجاهد. غاية 2/
228.
(2) انظر: السبعة ص 209.
(3) في (م) " أنا".
(4) في (م) " أنا".
(5) انظر: السبعة ص 209.
(6) في (ت) و (م) " كله" والصواب ما أثبته.
(3/975)
لكم [الزمر: 7] بضم الهاء من غير صلة. هذه
رواية ابن الجهم وإدريس عن خلف عن سليم، وبذلك قرأت أنا لحمزة
من جميع الطرق عن سليم إلا قوله: ويتقه [النور: 52]، فإن فارسا
أقرأنيه في رواية خلّاد بإسكان الهاء. وقال أبو هشام عن سليم
كقول خلف إلا أنه قال في طه ومن يأته ويتقه يجر الهاء ولا
يشبعها، وقال يمدّها ويشبعها في خيرا يرهو وشرّا يرهو وقال أبو
عمر «1» عن سليم كقول خلف [202/ م] سواء، وافقه داود عن ابن
كيسة عن سليم في ذلك، غير أنه لم يذكر التي في الزلزلة.
وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن
الربيع، قال:
نا يونس قال أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة ومن يأته مؤمنا
[طه: 75] موقوفة الهاء ويخش الله ويتقهي [النور: 52] محرّكة
الهاء مجرورة. وقال الخاقاني «2»: نا أحمد بن أسامة، قال: نا
أبي قال: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة ومن يأته مخففة ويتقه
محرّكة الهاء مجرورة لم يرو الإسكان في ومن يأته مؤمنا [طه:
75] عن سليم غير يونس عن ابن كيسة عنه. وقال الخنيسي عن خلاد
عن سليم في يؤده [75] ويأته هو وقف «3» وزاد فيه يرضه لكم
[الزمر: 7] وقف «4» لم يرو ذلك عن خلاد عن سليم غيره، وروى
الحلواني عن خلف وخلاد وابن واصل عن ابن سعدان عن سليم عنه
كرواية خلف أيضا، وزاد عليه أنه يشبع الهاء في خيرا يره
[الزلزلة: 7] وشرّا يرهو [الزلزلة: 8] في الوصل.
وفي سورة البلد أن لم يرهو أحد [البلد: 7] يشبع الهاء. وروى
ابن جبير عن سليم يؤده ولا يؤده ونوله ونصله ويخش الله ويتقه
بجزم الهاء،
__________
(1) في (ت) و (م) " عمرو" وهو خطأ.
(2) في (م) و (ت) " قال الخاقاني قال"، ولا داعي لهذا التكرار
فحذفت (قال) الثانية.
(3) المشهور عن حمزة أنه يصل (بآياته) بياء، كما ذكر المصنف-
رحمه الله- أولا عن حمزة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص
152. واقتصر عليه ابن الجزري في النشر 1/ 310.
(4) المشهور عن حمزة اختلاس ضم الهاء في (يرضه لكم) كما روى
ابن الجهم وإدريس عن خلف عن سليم، وتقدم في كلام المصنف أنه
قرأ لحمزة بذلك من جميع الطرق عن سليم،
(3/976)
ولم يأت بالإسكان في يتقه نصّا عن سليم
غيره «1»، واختلف عن اليزيدي عن أبي عمرو في موضع «2» واحد من
المكسور، وهو قوله: ومن يأته مؤمنا وفي الأربعة المواضع
المضمومة، فأما ومن يأته فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون عن
اليزيدي عنه أنه يصلها بياء، وروى الحلواني وابن فرح عن أبي
عمر عن اليزيدي عنه أنه أسكن الهاء، وقال: أنا محمد بن أحمد عن
ابن مجاهد، قال: قال اليزيدي:
يلزم أبا عمرو أن يقرأ ومن يأته جزما، وهذا يدلّ على أنه كان
يصلها «3».
وأما الأربعة المواضع فروى أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وإبراهيم
من رواية العباس عنه عن اليزيدي عنه أنه وصلها كلها بواو في
الوصل. وروى أبو شعيب السوسي ومحمد ابن شجاع والحلواني وابن
فرح وابن حرب «4» عن أبي عمر عن اليزيدي عنه أنه أسكن الهاء في
يرضه لكم، وكذلك روى محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أبي عمر
الدوري عن اليزيدي «5»، ولم يسنده إلى أحد من أصحاب أبي عمر
«6»، وأحسبه رواه عن أحمد بن حرب عنه؛ لأنه قد سمع القراءة
منه؛ ولأن عبد العزيز بن محمد قال «7» عن أبي طاهر أن أحمد بن
حرب روى عن أبي عمر ذلك، ورواية أحمد بن حرب عنده عن ابن مجاهد
عنه.
وأخبرنا ابن غلبون، قال: أنا الحسن بن رشيق «8»، قال: نا «9»
أبو بكر أحمد بن
__________
وهو ما اعتمده المصنف في التيسير ص 189، واقتصر عليه ابن
الجزري في النشر 1/ 309.
(1) المشهور عن حمزة صلة (يتقه) بخلاف عن خلاد فإنه روى فيها
الإسكان أيضا، انظر:
التيسير ص 162، 163، النشر 1/ 306، 307.
(2) في (م) " مواضع" وهو خطأ.
(3) انظر: السبعة ص 211.
(4) أحمد بن حرب بن غيلان، أبو جعفر المعدل البصري، مقرئ
معروف، روى القراءة عرضا عن الدوري، روى القراءة عنه عرضا مدين
بن شعيب، توفى سنة إحدى وثلاثمائة. غاية 1/ 45.
(5) انظر: السبعة ص 212.
(6) في (ت) و (م) " عمرو" وهو خطأ.
(7) في (ت) و (م) " قال أنا عن أبي طاهر"، فحذفت" أنا" لأنها
لا تناسب السياق.
(8) الحسن بن رشيق، أبو محمد المصري، مشهور، عالي السند، روى
الحروف عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي عن السوسي،
رواها عنه خلف بن إبراهيم، وقد وثقه جماعة ولينه الحافظ عبد
الغني بن سعيد. غاية 1/ 212.
(9) في (م) " أنا".
(3/977)
محمد الداجوني «1» قال: نا «2» أبو الحسن
بن رشيق «3»، قال: نا عبد الرحمن بن المغيرة البغدادي «4» عن
الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو بجزم الهاء، وزاد [158/ ت]
الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي أن لم يره [البلد: 7] وخيرا
يره [الزلزلة: 7] وشرّا يره [الزلزلة: 8] بسكون الهاء، خلاف ما
رواه أبو حمدون وأبو عبد الرحمن، وروى جعفر بن محمد الآدمي «5»
عن ابن سعدان عن اليزيدي يرضهو [الزمر: 7] بمدّ الهاء، وكذلك
خيرا يرهو وشرّا يرهو هذه الحروف النواقص بمد الهاء فيها، ولا
يختلسها.
وروى شجاع عن أبي عمرو فيما قرأت له ومن يأتهي [طه: 75] بصلة
الهاء ويرضهو لكم [الزمر: 7] مضمومة غير موصولة، ويرهو [النور:
52] في الثلاثة بالضم والصلة، وقرأت له من طريق القصباني عنه:
ويتقهي بصلة الهاء، ومن طريق غيره عنه بإسكان الهاء، وروى أبو
عبيد عن شجاع عن أبي عمرو فألقه إليهم [النمل: 28] بكسر الهاء
ولم يذكر الصلة.
وأنا محمد بن أحمد، قال: نا «6» ابن مجاهد عن أصحابه عن شجاع
عن أبي عمرو فألقهي يصلها بياء «7» ويرضهو لكم يشمّها الضم ولا
يشبعها، قال ابن مجاهد: وكذا يقرأ أصحاب شجاع، وقرأت أنا في
رواية الدوري وأبي أيوب عن اليزيدي من طريق ابن مجاهد وغيره
ومن يأته موصولة بياء ويرضهو لكم موصولة بواو، وكذلك نظائرها،
وعلى ذلك أهل الأداء عن اليزيدي، وقرأت في رواية
__________
(1) لعل الصواب محمد بن أحمد الداجوني الكبير الرملي، وقد
تقدمت ترجمته. وهو الذي روى عنه الحسن بن رشيق، وأما الذي ورد
اسمه في (ت) و (م) وهو أحمد بن محمد فلم أقف على ترجمته.
(2) في (م) " أنا".
(3) لم أعثر على ترجمته.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) جعفر بن محمد، أبو محمد الأصبهاني الآدمي، روى القراءة عن
محمد بن سعدان روى القراءة عنه عبد الله بن أحمد بن سليمان
الأصبهاني. غاية 1/ 198.
(6) في (م) " أنا".
(7) انظر: السبعة ص 212.
(3/978)
الموصلي يأته موصولة، ويرضه ساكنة، وقرأت
في رواية السوسي: يأته ويرضه ساكنتين «1»، ووصلت الهاء بواو في
يره في الثلاثة من سائر الطرق «2»، وقرأت في رواية عبد الوارث
ومن يأتهي «3» في طه ويتقه «4» في النور وفألقه «5» في النمل
بصلة الهاء، وقرأت يرضه باختلاس ضمة الهاء مثل ما قرأت في
رواية شجاع «6».
وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن عبد الوارث
عن أبي عمرو فألقه مجرورة مشبعة، وقرأ ابن عامر في رواية ابن
ذكوان وابن عتبة الباب كله المكسورة والمضمومة «7» بتحريك
الهاء وصلة المكسورة بياء والمضمومة بواو «8»، ولم يذكر
التغلبي عنه الصلة. وذكر الأخفش فقال بمدّ الهاء، وقال التغلبي
عنه ويخش الله ويتقه بالجزم بغير ياء وقال: يرضه لكم بالجزم،
ورفع الهاء، وهذا يدلّ على الاختلاس، وقال خيرا يرهو وشرّا
يرهو بالإشباع. وقال الأخفش يرضهو لكم بمدّ الهاء، ولم «9»
يذكر يره. وقال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن
ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر ويتقه [203/ م] بجزم الهاء
ويرضه بضم الهاء من غير إشباع «10». وروى الداجوني أداء عن
أصحابه عن
__________
(1) وفي (م) " ساكنين".
(2) وهذا هو المشهور عن أبي عمرو: أنه يصل الهاء بواو في (يره)
في الثلاثة. انظر النشر 1/ 311، التيسير ص 224.
(3) ذكر الداني في التيسير ص 152 للسوسي وجها واحدا في (يأته)
وهو إسكان الهاء وذكر أن الدوري يصلها بياء وذكر ابن الجزري
وجها آخر للسوسي وهو أنه يصلها بياء كالدوري، انظر النشر 1/
309، 310.
(4) و (5) المشهور عن أبي عمرو أنه سكن الهاء في (ويتقه)، و
(فألقه) وهو الذي اعتمده المصنف في التيسير ص 162، 168 واعتمده
كذلك ابن الجزري في النشر 1/ 306.
(6) ذكر الداني في التيسير ص 189 روايتين عن اليزيدي في (يرضه)
الأولى رواية أبي شعيب السوسي وأبي عمر عن اليزيدي بإسكان
الهاء. والثانية رواية أبي عبد الرحمن وأبي حمدون عن اليزيدي
بصلتها. وفي النشر 1/ 307، 308 ذكر ابن الجزري إسكان الهاء عن
أبي شعيب وأبي عمر وذكر صلتها عن الدوري فهذا هو المشهور عن
أبي عمر في ( ..... ).
(7) في (م) " المكسور والمضموم".
(8) وهذا ما اعتمده الداني- رحمه الله- في التيسير ص 89، 152،
163، 168، 189، 224.
(9) في (م) " كم" وهو خطأ.
(10) انظر: السبعة ص 210.
(3/979)
ابن ذكوان في الباب كله مكسورة ومضمومة
بغير إشباع «1». واختلف عن الحلواني عن هشام عن ابن عامر في
المكسورة، فروى لنا «2» الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عن
الحلواني عنه أنه يكسر الهاء في ذلك كله ويشبع الكسرة «3»،
وبذلك قرأت أنا من طريقه على أبي الحسن عن قراءته، وبه قرأت
أيضا على أبي الفتح عن قراءته على غير عبد الله بن الحسين.
ونا محمد بن علي قال: نا «4» ابن مجاهد عن الجمال عن الحلواني
عن هشام عن ابن عامر أنه كان لا يشبع في الباب كله «5»، وكذلك
روى لي ذلك أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن
الحلواني عن هشام «6»، وروى أبو العباس عبد الله بن أحمد بن
الهيثم أداء عن أبيه «7» عن هشام الباب كله بالإسكان إلا أرجه
[الأعراف: 111]، فإنه مهموز مضموم الهاء من غير إشباع «8»،
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر نولهي [النساء: 115]
ونصلهي [النساء: 115] بالياء.
__________
(1) وهذا هو الوجه الثاني المشهور لابن ذكوان في هذا الباب إلا
في حرفين: (يأته) فإنه وصلها بياء في المشهور عنه، و (يراه) في
المواضع الثلاثة، فإنه وصلها بواو كما هو مشهور عنه، وقد ذكر
ابن الجزري الوجهين عن ابن ذكوان: الأول: أنه يصل جميع الباب:
المكسورة بياء والمضمومة بواو، والثاني أنه ضم الهاءات وكسر من
غير إشباع إلا في (يأته) و (يره) كما تقدم. انظر النشر 1/ 306،
307، 309، 310، 311.
(2) في (م) " أنا" والصواب المناسب للسياق ما في (ت).
(3) انظر: التيسير ص 89، 152، 163، 168، النشر 1/ 306، 310.
(4) في (م) " أنا".
(5) انظر: السبعة ص 210، إلا أن ابن مجاهد ذكر أنه لا يشبع
الكسر في قوله (نوله) و (نصله) و (نؤته) و (فألقه) و (يؤده)
واقتصر على ذكر هذه الخمس.
(6) المشهور عن هشام بخلاف عنه أنه كان لا يشبع في الباب كله
إلا في (يأته)، فإن المشهور عنه صلتها وجها واحدا، وهو ما
اعتمده المؤلف في التيسير ص 152، وابن الجزري في النشر 1/ 310.
(7) أحمد بن إبراهيم بن الهيثم البلخي، مقرئ، روى القراءة عرضا
عن الحلواني، روى القراءة عنه عرضا ابنه عبد الله. غاية 1/ 36.
(8) المشهور عن هشام بخلاف عنه الإسكان في جميع الباب إلا في
(يأته) كما سبق فإنه يصلها بياء وجها واحدا، وقد ذكر عنه وجه
الإسكان ابن الجزري في النشر 1/ 305، 306، و (أرجئه) ليست من
هذا الباب فالهاء فيها مضمومة عند هشام. وعنه روايتان في صلة
الهاء وترك الصلة. انظر النشر 1/ 311، 312. وبناء على ما تقدم
يكون لهشام ثلاثة أوجه: الإسكان والقصر والإشباع في الهاءات
المكسورة إلا (يأته) فإنه وصلها بياء كما تقدم.
(3/980)
فأما الهاء المضمومة من هذا الباب، فروى
الحلواني عن هشام أنه يجزم الهاء من قوله خيرا يره [الزلزلة:
7] وشرّا يره [الزلزلة: 8]، ويرفع الهاء في يرضه لكم [الزمر:
7]، ولا يشبع الرفع فيها، وبهذا قرأت على أبي الحسن في روايته،
وقرأت على أبي الفتح الثلاثة الأحرف بسكون الهاء «1»، وقرأت
عليهما أن لم يرهو أحد [البلد: 7] بضم الهاء وصلتها بواو «2».
ونا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن
أنس، ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
قال: نا إسحاق بن أبي حسان [159/ ت]، قال: نا هشام بإسناده عن
ابن عامر خيرا يره وشرّا يره جزم «3».
وأما «4» عاصم فاختلف عنه في هذا الباب، فروى عنه المفضل
وحمّاد وأبو بكر من غير رواية البرجمي عنه أنه أسكن في
المكسورة «5» كله من هذا الباب كأبي عمرو وحمزة، واستثنى
المفضل من ذلك قوله: أرجه في الموضعين، فوصل الهاء فيه بياء،
واستثنوا ثلاثتهم قوله في طه [75] ومن يأتهي مؤمنا فوصلوا
الهاء فيه بياء ما خلا أبا بكر. قال الكسائي ويحيى الجعفي
وعبيد بن نعيم وحسين الجعفي فيما أنا به محمد بن علي عن ابن
مجاهد عن أصحابه عن حسين رووا عنه أنه أسكنها «6»، وكذلك رووا
عنه يرضه لكم [الزمر: 7] ويره [الزمر: 7] في الثلاثة بضم الهاء
ولم يصلها في يرضهو المفضل وحماد وضمّاها ووصلاها في «7» يرهو
في الثلاثة.
__________
(1) ذكر الداني في التيسير ص 189، وجهين لهشام في (يرضه)
الإسكان واختلاس ضمة الهاء.
وكذلك فعل ابن الجزري في النشر 1/ 308.
(2) لم يذكر المؤلف هذا الحرف في التيسير، فدل على أن القراء
متفقون على وصل الهاء بالواو فيه، وأما ابن الجزري فقد ذكر أن
الداجوني والحلواني رويا عن هشام إسكان الهاء، وروى غيرهما عنه
صلة الهاء بواو، انظر النشر 1/ 310، 311.
(3) انظر: التيسير ص 224، النشر 1/ 311.
(4) في (ت) و (م) فأما، والصواب ما أثبته، لأن عاصما ليس أول
من يترجم لقراءته.
(5) في (م) المكسور.
(6) انظر: السبعة ص 210.
(7) زيادة يقتضيها السياق.
(3/981)
واختلف عن يحيى عن أبي بكر في «1» يرضه
لكم، فروى خلف عنه أنه يشمّ فيها الرفع، وروى حسين العجلي وأبو
هشام الرفاعي والوكيعي ومحمد بن المنذر عنه أنه أسكنها. وروى
أبو عبيد عن الكسائي عن أبي بكر الباب كله بالإسكان كرواية أبي
عمر عنه، وخالفه في يرضهو لكم وخيرا يره وشرّا يره فقال في
يرضه لكم بالضم من غير إشباع، وقال في يرهو بالإشباع، وروى ابن
أبي أميّة عن أبي بكر كما روى أبو عمر وأبو أيّوب «2» «3» عن
الكسائي إلا أنه لم يذكر خيرا يره وشرّا يره وأن لم يره أحد
ومن يأته [طه: 75] وذكر الباقي.
وروى ابن جامع وابن جنيد عن أبي حماد وابن عطارد عن أبي بكر
أرجه ويؤده ولا يؤده جزم، واختلف عن الأعشى فروى ابن جنيد عنه
يؤده ولا يؤده بإسكان الهاء، وروى الشموني عنه يؤده ولا يؤده
«4» ونوله ونصله وأرجه فألقه جزم وقال يرضه غير مشبع، وخيرا
يره وشرّا يره مشبع ومن يأتهي مؤمنا يشبع كسر الهاء «5»، وقال
ويتقه بكسر الهاء قليلا، وبهذا قرأت من طريقه وطريق ابن غالب
عن الأعشى عن أبي بكر، إلا أني كسرت الهاء ووصلتها بياء في
ويتقهي.
وكذلك قال: أنا أبو الفتح عن ابن طالب عن النقار عن الخياط عن
الشموني، وروى التيمي عن الأعشى أنه كان يكسر الهاء في يؤده
ولا يؤده ونوله.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: أنا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا العجلي، قال أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على
أبي بكر يؤده بالخفض، ولم يبيّن أبو هشام إن كان وصلها بياء أو
أشمّها الكسر، وروى البرجمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر الباب
كله بكسر الهاء ووصلها، قال الأزرق: يمدّ الهاءات في هذه
الحروف وفي غيرها من القرآن، وذكر يرضه لكم [الزمر: 7] ونوله
[النساء:
115] ونصله [النساء: 115] ونؤته [145]. وروى البرجمي يرضه لكم
__________
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2) في (م) ثوب وهو خطأ.
(3) سليمان بن يحيى بن أيوب، أبو أيوب التميمي المعروف بالضبي.
تقدم.
(4) في (م) يوده، ولا يوده.
(5) وهذا هو المشهور عن أبي بكر في (يأته مؤمنا) أنه بالإشباع
ولم يذكر المؤلف في التيسير ص 152 غير هذا عن أبي بكر، وكذلك
فعل ابن الجزري في النشر 1/ 310.
(3/982)
بضم الهاء من غير صلة «1». وروى أرجه في
الموضعين بإسكان الهاء، وكذا قرأت من طريقه «2».
وقال معلى بن منصور عن أبي بكر يؤده إليك [75] يحرّك الهاء
ويصل ولا يشبعها. وقال خلّاد عن حسين عنه يؤده ونوله ونصله
مكسورة يخفضهنّ كلهنّ إلا قوله نؤته منها [آل عمران: 145]،
فإنه جزم الهاء فيها وحدها.
نا «3» عبد العزيز بن جعفر قال: نا أبو طاهر، قال: نا العجلي،
قال: نا أبو هشام، قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ
يؤده بالخفض ونصله بخفض الهاء ونوله بجزم الهاء. نا ابن جعفر
قال: نا أبو طاهر، وقال: [204/ م] نا ابن حاتم قال: نا هارون
قال: نا أبو بكر عن عاصم يؤده إليك مجرورة مكسورة.
وقال: نوله ونصله مكسورة. وقال: نؤته منها جزم على الجزاء «4».
واختلف أيضا في هذا الباب عن حفص، فروى عنه عمرو وعبيد وأبو
شعيب [160/ ت] القوّاس أنه وصل الهاء بياء في المكسور حيث وقع
إلا حرفين: وهما أرجه في الأعراف والشعراء، وفألقه في النمل
[28]، فإنه أسكن الهاء فيهما، ولم يذكر القوّاس فألقه وذكر
أرجه ورووا عنه ويتقه في النور [52] بإسكان القاف وكسر الهاء
من غير صلة، وروى القوّاس وعبيد عنه يرضه لكم بضمّ الهاء من
غير صلة، وروى عمرو عنه بجزم الهاء، وكذلك روى هبيرة عنه.
وقال: أنا محمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن عمرو بن الصباح عن
حفص في الزمر يرضه يشمّ الضم «5»، وكذلك قرأت من طريقه. وقال:
أنا محمد عن ابن مجاهد بإسناده «6» أيضا
__________
(1) ذكر ابن الجزري في النشر 1/ 308، 309 الوجهين عن أبي بكر:
الإسكان واختلاس ضمة الهاء في (يرضه). وأما الداني فلم يذكر
لأبي بكر إلا وجه اختلاس ضمة الهاء.
انظر التيسير ص 189. قلت: والاختلاس- هاهنا- تحريك الحرف دون
صلة.
(2) وهو ما ذكره في التيسير ص 111 أن أبا بكر سكن الهاء في
(أرجه)، وأما ابن الجزري فقد ذكر روايتين عن أبي بكر: الأولى:
زيادة همزة ساكنة قبل الهاء وضم الهاء من غير صلة، النشر 1/
311، والثانية: إسكان الهاء بدون همزة قبلها- كما في التيسير-
انظر النشر 1/ 312.
(3) في (م) أنا.
(4) المشهور عن أبي بكر أنه سكن الهاء في الأفعال الستة:
(يؤده، نؤته، نوله، نصله)، (فألقه، يتقه) وهذا ما اعتمده
المؤلف- رحمه الله- في التيسير ص 89، 162، 168 واقتصر عليه
كذلك ابن الجزري في النشر 1/ 305، 306.
(5) انظر: السبعة ص 211.
(6) في (م) إسناده ويظهر أن الباء مطموسة أو سقطت.
(3/983)
عن عمرو عن حفص في الزمر يسكن الهاء «1»،
وروى كلهم عنه يرهو في الثلاثة بضم الهاء وإلحاقها واوا في
اللفظ.
وقال ابن اليتيم: نا أبو حفص عن سهل أبي «2» عمرو عن أبي عمر،
قال: كان عاصم يجرّ الهاء في يؤده ونوله ونصله ويجزم، وكان
أكثر قراءته الجرّ، وروى هبيرة عن حفص فيما قرأت له أنه أسكن
الهاء في الباب كله ما خلا أرجهي ومن يأتهي مؤمنا [طه: 75]
فإنه وصلها بياء وكسر القاف وسكن الهاء في ويتقه وسكن الهاء في
يرضه لكم وضمّها وألحقها واوا في يرهو في الثلاثة. وقال: أنا
محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن الخزاز عن هبيرة عن حفص يؤده
ونؤته ونولهي ونصلهي بالجرّ بالإشباع «3» «4»، ويسكن الهاء في
أرجه وألقه ويرضه ويشبع في خيرا يرهو [الزلزلة: 7] وشرّا يرهو
[الزلزلة: 8]. وروى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص يؤده ولا يؤده
[75] وما أشبهه في القرآن كله جزم الهاء فيها هذه رواية عياش
عن أبي عمر.
وروى عنه ابن فرح أنه جرّ الهاء وهو غلط من ابن فرح. وروى أبو
الحارث عن أبي عمارة عن حفص يؤده «5» وما أشبهها في القرآن كله
مثل قراءة «6» حمزة إلا حرفا واحدا في النور [52] ويخش الله
ويتقه جزم الهاء فيها أيضا «7»، وجزم الهاء في يأته مؤمنا «8»
[طه: 75] وقرأ يرضه لكم [الزمر: 7] يشمّ الهاء الوقفة مثل
__________
(1) انظر: السبعة ص 211.
(2) في (ت) و (م) سهل وأبي عمرو، والصواب سهل أبي عمرو.
(3) في (م) والإشباع.
(4) انظر: السبعة ص 211.
(5) المشهور عن حفص أنه وصل بياء (يؤده، نؤته، نوله، نصله) وهو
ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 89، وهو ما اعتمده ابن الجزري
في النشر 1/ 306.
(6) في (ت) و (م) قرأ: وهي مشكلة في (ت) بكسر القاف، فيظهر أن
التاء المربوطة سقطت من النسختين.
(7) المشهور عن حفص أنه سكن القاف في (يتقه) وكسر الهاء من غير
صلة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 163، وهو ما اعتمده
ابن الجزري كذلك في النشر 1/ 307.
(8) المشهور عن حفص أنه كسر هاء (يأته) ووصلها بياء، انظر:
التيسير ص 152، النشر 1/ 310.
(3/984)
قراءة حمزة «1» وأرجه «2» [الأعراف: 111]
كل شيء في القرآن مثل قراءتنا ولا يهمز. قال «3» أبو عمرو:
فهذا اختلافهم في هذا الباب مشروحا، ويأتي اختلافهم في الهمز
وتركه في قوله أرجه في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى وبالله
التوفيق.
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر بما كنتم تعلمون [79] بضم التاء وفتح
العين وكسر اللام وتشديدها، وقرأ الباقون تعلمون بفتح التاء
واللام وإسكان العين مخففة «4»، وكذلك روى حسين المروزي عن حفص
ولم يترجمه وهو وهم، ولعل من دون حسين وهم فيه.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل وحماد وحمزة ولا
يأمركم [80] بنصب الراء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الأعشى
والبرجمي بخلاف عنه وابن أبي حماد وهارون بن حاتم وحسين الجعفي
من رواية خلاد وأبي هشام عنه برفع الراء، وحدّثنا الفارسي،
قال: نا أبو طاهر، قال: نا هارون، نا أبو بكر عن عاصم بالرفع،
وروى عنه سائر الرواة بنصب الراء «5»، وقرأ الباقون برفع
الراء، ومذهب أبي عمرو في الاختلاس والإسكان مذكور قبل «6».
وقال ابن سعدان هاهنا عن اليزيدي رفع خفيفة «7» كأنه جزم «8»،
حكى «9» عنه عن اليزيدي جعفر بن محمد
__________
(1) المشهور عن حفص أنه قرأ (يرضه) باختلاس ضمة الهاء، واقتصر
على هذا المؤلف في التيسير ص 189، وكذلك ابن الجزري فقد اعتمده
واقتصر عليه في النشر 1/ 309، وتقدم أن المشهور عن حمزة أنه
قرأ مثل قراءة حفص باختلاس ضمة الهاء.
(2) هذا هو المشهور عن حفص أي إسكان الهاء، وهو ما اعتمده
المؤلف في التيسير ص 111، وكذلك ابن الجزري في النشر 1/ 312.
(3) في (م) وقال.
(4) انظر: التيسير ص 89، النشر 2/ 240.
(5) ونصب الراء هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم، وهذا ما اعتمده
المؤلف في التيسير ص 89، وابن الجزري في النشر 2/ 240.
(6) في الفقرة الثامنة عشرة.
(7) في (م) حقيقة وهو خطأ.
(8) تقدم في الفقرة الثامنة عشرة ص 81، كلام الداني أنه قرأ من
طريق البغداديين باختلاس حركة الراء. وانظر التيسير ص 73.
(9) في (م) وحكى.
(3/985)
الأصبهاني «1» برفع الراء يريد أن الكلمة
في موضع رفع عنده، فعبّر عن المعنى لا عن اللفظ، ويدلّ على أن
ذلك كذلك ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا محمد بن قطن، قال:
نا خلاد [161/ ت] عن اليزيدي عن أبي عمرو ولا يأمركم رفع على
الخبر قال: إلا أنه كان يجزم الراء.
حرف:
قرأ حمزة وهبيرة عن عاصم لما «2» آتيتكم [81] بكسر اللام. وقرأ
الباقون بفتحها، وكذلك روى الجماعة عن حفص «3».
حرف:
قرأ نافع آتيناكم [81] بالنون وألف على الجمع. وقرأ الباقون
بتاء مضمومة من غير ألف «4».
حرف:
وكلهم قرأ على ذلكم إصري [81] بكسر الهمزة إلا ما حدّثناه محمد
بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن أحمد بن واصل
«5» ح ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
قال: نا عبيد بن محمد، قالا: نا ابن سعدان، قال: نا المعلى بن
منصور عن أبي بكر عن عاصم: أصري مرتفعة الألف لم يروه غيره
«6».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص أفغير دين الله يبغون [83] وإليه يرجعون
[83] بالياء جميعا. وقرأ أبو عمرو الأول بالياء، والثاني
بالتاء «7». وقرأهما الباقون بالتاء «8».
وحدّثنا «9» الفارسي، قال ابن أبي هاشم، قال: نا «10» القطيعي،
قال: نا أبو هشام،
__________
(1) جعفر بن محمد، أبو محمد الأصبهاني الآدمي، تقدم ص 208.
(2) في (ت) " ما آتيتكم" وهو خطأ.
(3) المشهور عن حفص ما روته الجماعة عنه أنه فتح لام (لما).
انظر: التيسير ص 89، النشر 2/ 241.
(4) انظر: التيسير ص 89.
(5) انظر: السبعة ص 214، إلا أنه قال: (أصري) بضم الألف.
(6) وهذه قراءة غريبة، لأن الداني في التيسير لم يذكر خلافا عن
أحد من القراء في كسر همزة (إصري). وكذلك ابن الجزري في النشر
لم يذكر فيها خلافا.
(7) في (م) ما بين القوسين غير مقروء.
(8) وانظر: التيسير ص 89، النشر 2/ 241.
(9) سقطت الواو من (ت).
(10) في (م) أنا.
(3/986)
قال: نا حسين، قال: قرأ عاصم يبغون على
ياء، ولم يذكر أبو هشام عن حسين أبا بكر لعلم الناس أن قراءة
عاصم «1» [205/ م] عنده عنه، وقد روى ابن مجاهد عن يحيى بن «2»
حيّان عن أبي هشام ذلك «3»، وذكر أبا بكر بين حسين وبين عاصم،
فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا أبو بكر، قال: نا ابن حيّان، قال: نا أبو هشام، قال: نا
حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ يبغون [83] بالياء ولم يتابع
على ذلك حسينا أحد من أصحاب أبي بكر.
حرف:
وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش ملء «4» الأرض [91] بضمّ
اللام بحركة التي بعدها لم يروه غيره «5». وروى أبو ربيعة عن
صاحبيه والزينبي عن قنبل وأبي ربيعة وغيرهما من رجاله هاهنا
ملء «6» الأرض بفتح اللام كما يرويه ورش عن نافع، وقال
الزينبي: وهي قراءتنا في هذا الحرف لا يعرف غيرها أصحابك، قال:
يدرجون الأرض ولا يقطعونها، قال: ولم يكن في كتابه، فاستأذنته
في إلحاقها فما أذن لي في ذلك، فقلت له كيف تقرؤها أنت؟ قال:
على ما أقرأني أصحابي، ولولا اجتماعهم عليه لتركته. وروى
الجماعة عن قنبل أداء وأبو بكر النقاش وأبو العباس البلخي وابن
عبد الرزاق عن أبي ربيعة عن البزّي بالهمز، وكذلك قال الخزاعي
عن ابن فليح، وبذلك قرأت لابن كثير من الطرق الثلاثة، وقال
أحمد بن يعقوب التائب عن الخزاعي ملء «7» الأرض أثبت الهمزة
التي في ملء وألقيت التي في الأرض لاجتماع «8» الهمزتين على
الاختلاف «9»، فوافق أبا ربيعة فيما رواه
__________
(1) ما بين القوسين غير واضح في (م).
(2) كذا في (ت) و (م)، والصواب محمد بن عيسى بن حيان- كما في
ترجمته- تقدم ص 140.
(3) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة لابن مجاهد.
(4) في (م) ميل وهو خطأ مخالف للآية.
(5) ذكر ابن الجزري أن الأصبهاني رويت عنه روايتان: النقل وعدم
النقل في (ملء) ثم قال:
والوجهان عنه صحيحان قرأت بهما جميعا عنه. انظر النشر 1/ 414.
(6) في (ت) و (م) مل.
(7) في (ت) و (م) مل.
(8) في (م) لإجماع وهو خطأ.
(9) في (م) اختلاف.
(3/987)
عن قنبل والبزّي، وأخطأ في العلة؛ لأن
الهمزتين لم يلتقيا في ذلك بفصل اللام الساكنة بينهما «1».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي حجّ البيت [97] بكسر
الحاء، وكذلك روى ابن مجاهد عن أصحابه عن المفضل عن عاصم «2»،
ولم أقرأ به.
وقرأ الباقون بفتحها «3».
وإلى الله ترجع الأمور [109] قد ذكر «4».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وما يفعلوا من خير فلن
يكفروه [115] بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء «5».
واختلف أصحاب اليزيدي في ذلك، فقال اليزيديون الأربعة أبو عبد
الرحمن وإبراهيم وإسماعيل وأبو جعفر وأبو حمدون وابن شجاع وأبو
شعيب وأبو خلاد عنه قال: قال أبو عمرو: ما أبالي بالياء أم
بالتاء قرأتهما، وزاد أبو عبد الرحمن وأبو حمدون، قال: وكان
يعني أبا عمرو يختار التاء، قال «6» ابن جبير في «جامعه» عنه
كقول الجماعة وقال في «مختصره» عنه بالتاء.
وقال ابن سعدان عنه بالتاء، قال: وكان ربما قرأهما «7» بالياء،
قال بالتاء أحبّ إليه.
وقال الأصبهاني عن ابن سعدان عنه: إن شئت بالياء [162/ ت] وإن
شئت بالتاء. قال أبو عمرو: وأهل الأداء على التاء، وبذلك قرأت
في جميع الطرق وبه آخذ «8».
__________
(1) المشهور عن ابن كثير إسكان لام (الأرض) وقطع الهمزة بعدها،
ولم ينقل حركة الهمزة إلى اللام قبلها إلا ورش وصلا ووقفا.
انظر النشر 1/ 408، وحمزة في أحد الوجهين إذا وقف على (الأرض)
ونحوها، فإنه ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها. انظر التيسير
ص 41.
(2) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة.
(3) وانظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 241.
(4) في الفقرة السابعة والسبعين.
(5) انظر: التيسير ص 90.
(6) في (م) وقال.
(7) في (م) قرأها وهو خطأ.
(8) ذكر ابن الجزري الوجهين عن أبي عمرو: الغيب والخطاب، ثم
صحح الوجهين ثم قال:
إلا أن الخطاب أكثر وأشهر وعليه الجمهور من أهل الأداء. انظر
النشر 2/ 241.
(3/988)
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر لا يضرّكم كيدهم [120] بضم الضاد ورفع
الراء وتشديدها. وقرأ الباقون بكسر الضاد وجزم الراء «1»، وروى
أبو زيد عن المفضل عن عاصم بضم الضاد وفتح الراء وتشديدها «2»،
ولم أقرأ بذلك في روايته.
حرف:
قرأ ابن عامر منزلين [124] بفتح النون وتشديد الزاي، وقرأ
الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «3».
حرف قرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو مسوّمين [125] بكسر الواو.
وقرأ الباقون بفتحها «4». وكذلك روى محمد بن عبد الرحمن بن
زروان «5» عن عمرو عن حفص عن عاصم لم يروه غيره «6» مضعفة
[130] قد ذكر قبل «7».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر سارعوا إلى مغفرة من ربكم [133] بغير واو
قبل السين، وكذلك في مصاحف المدينة والشام، وقرأ الباقون بواو
قبل السين «8» وكذلك هو في
مصاحفهم «9».
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة والكسائي قرح «10» في
الموضعين [140] والقرح [172] بضم القاف في الثلاثة، وقرأ
الباقون وحفص
__________
(1) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(2) المشهور عن عاصم ما أعتمده المؤلف في التيسير، وابن الجزري
في النشر وهو ضم الضاد ورفع الواو وتشديدها.
(3) وانظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(4) وانظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(5) محمد بن عبد الرحمن بن زروان، ويقال ابن عبد الله بن يوسف
بن اللؤلؤي زروان، أبو بكر الخياط البغدادي، مقرئ مشهور، أخذ
القراءة عرضا عن عمرو بن الصباح، روى القراءة عنه عرضا محمد
ابن أحمد بن شنبوذ، غاية 2/ 161.
(6) المشهور عن حفص كسر الواو مشددة، وهذا هو الذي في التيسير
والنشر.
(7) في الحرف الثاني والتسعين.
(8) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(9) انظر: المقنع ص 102.
(10) في (م) وقرح، ولا داعي لزيادة الواو.
(3/989)
والمفضل عن عاصم بفتح القاف فيها «1» «2».
حرف:
قرأ ابن كثير وكائن [146] حيث وقع بألف ممدودة بعد الكاف
وبعدها (همزة مكسورة وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة بعد الكاف) «3»
وياء مكسورة مشددة «4». وروى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة
وكأين بهمزتين وهو خطأ، وأحسب إبراهيم غلط في الترجمة، ووقف
أبو عمرو وكأي «5» على الياء، وكذلك روى سورة عن الكسائي، ووقف
الباقون على النون «6» كما هو في المصحف «7»، وقد ذكرت هذا
مشبعا في الوقف «8».
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو والمفضل عن عاصم من نبي قتل معه [146]
بضم القاف وكسر التاء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر لم
يروه غيره.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل قاتل بفتح القاف والتاء
وألف بينهما «9».
حرف:
وكلهم قرأ وما كان قولهم [147] بالنصب إلا ما رواه عبيد بن
نعيم وهارون بن حاتم عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بالرفع، وكذلك
روى عبد الحميد بن بكّار عن أيّوب [206/ م] بن تميم عن يحيى بن
الحارث عن ابن عامر.
نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون
عن أبي بكر عن عاصم قولهم بالرفع، وروى سائر الرواة عن أبي بكر
عن عاصم بالنصب «10».
__________
(1) في (م) فيهما وهو خطأ.
(2) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242، وليس فيهما ذكر لحماد
والمفضل عن عاصم.
(3) ما بين القوسين ساقط من (ت) و (م) إلا أنه مستدرك في هامش
(ت).
(4) و (5) انظر: التيسير ص 90، النشر 2/ 242.
(6) انظر: التيسير ص 60، 61، النشر 2/ 143، والمشهور عن
الكسائي أنه وقف على النون، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير،
وابن الجزري في النشر.
(7) سورة آل عمران: آية 146.
(8) انظر: جامع البيان 3/ 928.
(9) المشهور عن عاصم من رواية أبي بكر أنه قرأ (قاتل) مثل حمزة
والكسائي وابن عامر، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 90،
وابن الجزري في النشر 2/ 242، وهي قراءة حفص عن عاصم.
(10) والنصب هو المشهور عن أبي بكر عن عاصم وعن ابن عامر، ولم
يذكر المؤلف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر خلافا في نصب
هذه الكلمة.
(3/990)
حرف:
قرأ ابن عامر والكسائي الرعب [151] هاهنا وفي الأنفال [12]
والأحزاب [26] والحشر [2] ورعبا في الكهف [18] بضم العين في
الخمسة.
وقرأ الباقون بإسكانها فيها «1» «2».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي تغشى طائفة [154] بالتاء، وكذلك روى محمد بن
جنيد عن ابن أبي حمّاد «3»، وعن الأعشى ويوسف بن يعقوب عن شعيب
عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وكذلك روى عيّاش بن محمد عن أبي
عمر عن الكسائي عن أبي بكر، وعن أبي «4» عمر عن أبي عمارة عن
حفص عن عاصم وهو غلط من عيّاش؛ لأن ابن فرح روى عن ابي «5» عمر
بالإسناد عن أبي بكر وحفص بالياء وهو الصّواب. وكذلك روت
الجماعة عن أبي بكر وعن يحيى وابن جامع عن ابن أبي حمّاد
والشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى عنه. وكذلك قرأ الباقون
«6».
حرف:
قرأ أبو عمرو كله «7» لله [154] برفع اللام. وقال الأصبهاني عن
ابن سعدان عن اليزيدي: إن شئت نصبت وإن شئت رفعت، وأعجب إليّ
الرفع، وخالفه سائر أصحاب اليزيدي، فروى عنه عن أبي عمرو
بالرفع من غير تخيير وقرأ الباقون بنصب اللام «8».
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي والله بما يعملون بصير [156]
بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء «9». وحدّثنا عبد العزيز بن [163/ ت]
محمد، قال: نا عبد الواحد
__________
(1) في (م) فيهما وهو خطأ.
(2) انظر: التيسير ص 91، النشر 2/ 216.
(3) في (ت) و (م) أبي حماد، والصواب ابن أبي حماد كما مر في
ترجمته، وهو عبد الرحمن بن سكين بن أبي حماد.
(4) في (ت) و (م) ابن عمر، والصواب ما أثبته.
(5) في (ت) و (م) ابن عمر، والصواب ما أثبته.
(6) المشهور عن عاصم من رواية أبي بكر وحفص أنه قرأ (يغشى)
بالياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 91، وابن الجزري في
النشر 2/ 242.
(7) في (م) وكله والواو زيادتها هنا خطأ.
(8) المشهور عن أبي عمرو رفع لام (كله) ولم يذكر المؤلف في
التيسير ص 91 غير ذلك، واقتصر عليه ابن الجزري أيضا في النشر
2/ 242.
(9) انظر: التيسير ص 91، والنشر 2/ 242.
(3/991)
بن عمر، قال: نا «1» ابن فرح وعياش، قالا:
نا أبو عمر عن الكسائي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بما يعملون
[156] بالياء وهو غلط من أبي عمر؛ لأن الكسائي ذكر ذلك في كتاب
الآثار له «2» عن أبي بكر بالتاء. حدّثنا الفارسي عن أبي طاهر
عن ابن فرح عن أبي عمر عنه. وكذلك روى ذلك سائر أصحاب أبي بكر
عنه.
حرف:
وكلهم قرأ أو كانوا «3» غزّا [156] بتشديد الزاي إلا ما
حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
نا ابن منيع «4»، قال حدّثني جدّي «5»، قال: نا حسين المروذي
عن حفص عن عاصم أنه قرأ غزا مخفّفة لم يروه غيره «6».
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر
والمفضل وحمّاد متم [157] ومت [مريم: 23] ومتنا «7» [المؤمنون:
82] بضم الميم في جميع القرآن. وروى الوليد عن يحيى عن ابن
عامر متنا بضم الميم، ومت بكسر الميم «8». وروى حفص عن عاصم من
غير رواية هبيرة بضمّ الميم في الموضعين من هذه السورة «9»
خاصة وكسر الميم فيما سواها.
ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا وهب، قال: نا
الحسن بن
__________
(1) في (م) أنا.
(2) لم أقف على هذا الكتاب.
(3) في (م) وكانوا وهو خطأ مخالف للآية.
(4) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، أبو القاسم البغوي، روى
القراءة عن جده أحمد بن منيع، روى القراءة عنه عبد الواحد بن
عمر. غاية 1/ 450.
(5) أحمد بن منيع، روى القراءة عن حسين بن محمد المروذي عن
حفص، روى القراءة عنه سبطه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي. غاية 1/ 139.
(6) المشهور عن حفص أنه قرأ بتشديد الزاي، ولم يذكر المؤلف ولا
ابن الجزري خلافا عن القراء في تشديد الزاي.
(7) في (م) (ومتم ومتنا)، وزيادة الواو قبل (متم) خطأ، وسقطت
(مت) من (م).
(8) المشهور عن ابن عامر ما ذكره المؤلف أولا أنه يضم ميم
(متم، مت، متنا)، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 91، وابن
الجزري في النشر 2/ 242، 243.
(9) في (م) الصورة وهو خطأ.
(3/992)
المبارك، قال: نا «1» أبو حفص، قال: نا سهل
أبو عمرو قال: قال أبو عمرو: قال:
قال «2» عاصم: ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم [157] برفع
الميم من الموت، وباقي القرآن متم بكسر الميم كبتم «3» «4».
وقرأ الباقون بكسر الميم حيث وقع، وروى هبيرة عن حفص من قراءتي
له بكسره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص خير مما يجمعون [157] بالياء، وقرأ
الباقون بالتاء «5». وقال ابن سعدان في «جامعه» «6» عن اليزيدي
عن أبي عمرو بالياء مثل حفص، وقال في «مجرّده» «7» عن أبي عمرو
بالتاء وهو الصّواب. وكذلك رواه الأصبهاني عنه عن اليزيدي.
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية المفضل وأبي عمرو أن يغل
[161] بفتح الياء وضمّ الغين. وقرأ الباقون وعاصم في رواية
المفضل بضمّ الياء وفتح الغين «8».
حرف:
وكلهم قرأ والله بصير بما يعملون [163] بالياء إلا ما رواه أبو
عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ ذلك بالتّاء لم يروه
غيره «9».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية هشام من قراءتي، ومن رواية أهل الأداء
عن الحلواني وغيره لو أطاعونا ما قتلوا [آل عمران: 168] بتشديد
التاء، وقرأ ابن
__________
(1) في (م) أنا.
(2) في النسختين قال قال عاصم.
(3) انظر: السبعة لابن مجاهد ص 218، والمشهور عن عاصم ما رواه
عنه حفص وأبو بكر، وعليهما اعتمد المؤلف في التيسير، وابن
الجزري في النشر.
(4) في (م) بكدتم وهو خطأ.
(5) انظر: التيسير ص 91، النشر 2/ 243.
(6) و (7) لم أعثر على هذين الكتابين.
(8) المشهور عن عاصم ما رواه عنه حفص وأبو بكر وهو ما اعتمده
المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر، وأما رواية المفضل
فهي رواية غريبة. وانظر: التيسير ص 91، النشر 2/ 243، وفيهما
أن عاصما يقرأ بفتح الياء وضم الغين.
(9) المشهور عن حفص أنه قرأ (يعملون) بالياء كغيره من القراء،
وليس في التيسير ولا النشر ذكر الخلاف في (يعملون) أنها بالياء
هاهنا.
(3/993)
عامر في جميع الروايات الذين قتلوا في سبيل
الله [169] هاهنا، وفي الحج [58] بتشديد «1» التاء، وقال: ما
كان من القتل في سبيل الله فهو بالتشديد إلا حرفا في الحج فإنه
يخفّف. وقرأ ابن كثير وابن عامر في آخر هذه السورة وقاتلوا
وقتلوا [159]، وفي الأنعام الذين قتلوا أولادهم [140] بتشديد
التاء فيهما، وقرأ الباقون بتخفيف التاء في الخمسة «2».
وحدّثني ابن أحمد عن عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحابه
عن الحلواني عن هشام ما قتلوا [156] الحرف الأول من هذه السورة
بتشديد التاء، ولم يرو ذلك عنه إلا من هذا الوجه «3».
حرف:
وكلهم قرأ ولا تحسبنّ الذين قتلوا [169] بالتاء إلا ما أقرأنيه
أبو الفتح في رواية هشام عن ابن عامر من قراءته على أبي طاهر
محمد بن الحسين عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عنه، ومن قراءته
على عبد الباقي بن الحسن «4» عن أصحابه عن الحلواني عنه بالياء
«5» [207/ م]. وأقرأني ذلك من قراءته على عبد الله بن الحسين
عن أصحابه عن الحلواني عن هشام بالتاء، وبذلك قرأت على أبي
الحسن والنص في الوجهين عن هشام معلوم «6» «7».
حرف:
قرأ الكسائي [164/ ت] وأن الله لا يضيع [171] بكسر الهمزة.
وقرأ الباقون بفتحها «8».
__________
(1) وفي (ت) و (م) بتخفيف ولعله خطأ من الناسخ فأثبت الصواب.
(2) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 243.
(3) مراد المصنف- والله أعلم- أن فارس بن أحمد قد انفرد بهذه
الرواية عن الحلواني، وقد بين ابن الجزري الأمر الذي انفرد به
فقال في النشر 2/ 243: وانفرد فارس بن أحمد عن السامري عن
أصحابه عن الحلواني بتشديده حكاية لا أداء، فخالف فيه سائر
الناس عن الحلواني وعن هشام أ. هـ.
(4) في (ت) و (م) الحسين وهو خطأ.
(5) في (ت) بالتاء وهو خطأ.
(6) في (ت) معلوم غير واضحة.
(7) ذكر الداني في التيسير ص 91 - من قراءته على أبي الفتح- أن
هشاما قرأ ولا تحسبنّ الذين قتلوا بالياء. وذكر ابن الجزري
الوجهين عن هشام. انظر النشر 2/ 244.
(8) انظر: التيسير ص 91.
(3/994)
حرف:
قرأ نافع ولا يحزنك الذين [آل عمران: 176] وليحزنني أن [يوسف:
13] وليحزن الذين آمنوا [المجادلة: 10] بضم الياء وكسر الزاي
في جميع القرآن إلا حرفا واحدا وهو قوله في الأنبياء: لا
يحزنهم الفزع الأكبر [الأنبياء: 103] فإنه فتح الياء وضمّ
الزاي فيه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر في المجادلة ليحزن
مثل نافع، وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الزاي حيث وقع.
وروى أبو موسى عن الكسائي لا يحزنهم في الأنبياء [103] بضمّ
الياء وكسر الزاي كقراءة أبي جعفر القاري «1» فيه، لم يرو ذلك
عن الكسائي غيره «2».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ولا يحسبنّ الذين كفروا [178] ولا
يحسبنّ الذين يبخلون [آل عمران: 180] ولا تحسبنّ «3» الذين
يفرحون [188] فلا يحسبنهم «4»
[188] بالياء «5» في الأربعة وضمّ الباء في فلا يحسبنهم «6».
وقرأ نافع وابن عامر الثلاثة الأول بالياء. والحرف الرابع
بالتاء وفتح الباء. وقرأ عاصم والكسائي الأوّلين بالياء «7»
والآخرين بالتاء وفتح الباء «8»، وروى محمد بن جنيد عن أبي
حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم الأوّلين بالتاء «9»،
وروى هارون بن حاتم عن أبي بكر الأول والرابع بالياء، والثاني
والثالث بالتاء وهو وهم.
__________
(1) يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي، المدني،
القاري، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر، عرض
القرآن على ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، روى القراءة
عنه نافع بن أبي نعيم وأبو عمرو وعيسى بن وردان، كان إمام أهل
المدينة في القراءة، توفي سنة ثلاثين ومائة وقيل اثنتين
وثلاثين. غاية النهاية 2/ 382.
(2) المشهور عن ابن عامر والكسائي أنهما قرآ في جميع المواضع
بفتح الياء وضم الزاي، وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 91،
92، وابن الجزري في النشر 2/ 244.
(3) في (م) يحسبن.
(4) في (م) تحسبنهم.
(5) كلمة بالياء مستدركة في هامش (ت) فأثبتها، وسقطت من (م).
(6) في (م) تحسبنهم.
(7) زيادة من هامش (ت).
(8) انظر: التيسير ص 92، 93، النشر 2/ 244، 246.
(9) في (م) بالياء وهو خطأ.
(3/995)
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا
الخثعمي «1» «2» قال: نا أبو الأسباط، قال:
نا عبد الرحمن عن أبي بكر ما ذكرته أولا، وقرأ حمزة الأربعة
بالتاء وفتح الباء في الأخير «3» وفتح السين منهم عاصم في
الاختلاف الذي ذكرناه عن أبي بكر وعن حفص وابن عامر وحمزة
وكسرها الباقون «4».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي حتى يميز [179] هاهنا، وفي الأنفال [37]
ليميز الله بضم الياء وفتح الميم وكسر الياء وتشديدها. وكذلك
روى يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم فيهما. وقرأهما الباقون
بفتح الياء وكسر الميم وإسكان الياء، وكذلك روت الجماعة عن «5»
أبي بكر «6».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والله بما يعملون خبير [180] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء «7».
حرف:
قرأ حمزة سيكتب «8» ما قالوا [181] بالياء وضمّها وفتح التاء
وقتلهم [181] برفع اللام ويقول بالياء. وقرأ الباقون سنكتب [آل
عمران:
181] بالنون وفتحها وضمّ التاء وقتلهم بنصب اللام ونقول [آل
عمران: 181] بالنون «9».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن منبه «10»
والوليد
__________
(1) في (م) الجمعي وهو خطأ.
(2) محمد بن الحسين بن حفص بن عمر، أبو جعفر الكوفي، الخثعمي،
الأشناني، المعدل، مقرئ، مشهور، ثقة، روى الحروف سماعا عن أبي
الأسباط المعلم، روى عنه الحروف أبو طاهر بن أبي هاشم، توفي
سنة خمس عشرة وثلاثمائة، غاية 2/ 130.
(3) انظر: التيسير ص 92، 93، النشر 2/ 244، 246.
(4) انظر: الحرف رقم (110).
(5) في (م) سقط ما بين المعكوفتين، وفي (ت) العبارة مستدركة في
الهامش، فأثبتها في النص.
(6) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ بفتح الياء الأولى وكسر الميم
وإسكان الياء، وهذا هو الذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 92،
وابن الجزري في النشر 2/ 244.
(7) انظر: التيسير ص 92، النشر 2/ 244، 245.
(8) في (م) سنكتب.
(9) انظر: التيسير ص 92، النشر 2/ 245.
(10) لم أقف على ترجمته.
(3/996)
بالبيّنات وبالزبر [184] بزيادة باء في
الزبر. قال الأخفش الدمشقي: وكذا كتابتها «1» في الامام يعني
الذي وجّه به إلى الشام «2»، واختلف علينا في رواية هشام عن
أصحابه عن الحلواني عن هشام، فحدّثنا أبو الفتح «3» عن قراءته
على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عباد عنه بزيادة باء في
الزبر كرواية ابن ذكوان وموافقيه سواء. ونا الحسن بن غلبون،
قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام
بإسناده عن ابن عامر بالبيّنات وبالزبر.
كذلك.
ونا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد. ح وحدّثنا الفارسي، قال:
نا أبو طاهر بن أبي هاشم «4» عن أصحابهما عن ابن عامر وبالزبر
بالباء ولم يذكروا بالكتاب «5» [فاطر: 25] فالأول كذلك هي في
مصاحف أهل الشام، فدلّ هذا «6» على أنهما يرويان ذلك عن ابن
ذكوان وعن هشام جميعا بإسنادهما عن ابن عامر، ولو روياه عن
أحدهما لبيّنا ذلك ولأضافاه إليه كما يفعلان فيما يختلف فيه
الرّواة عن الأئمة من حروف القرآن، ولم يذكرا ابن عامر
بالجملة، فذكرهما إيّاه دونهما دليل على اتفاقهما عنه على ذلك.
وكذلك روى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام. وكذلك حكى أبو بكر
النقّاش عن أصحابه عنه [165/ ت]، ولم يذكر «7» خلافا «8».
وأقرأني أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن محمد
بن عبدان «9»
__________
(1) في (م) كتابها وهو خطأ.
(2) انظر: المقنع ص 102.
(3) مستدركة في هامش (ت)، وسقطت من (م)، وفي (م) هشام وعن
قراءته.
(4) في (م) هشام وهو خطأ.
(5) انظر: السبعة ص 221.
(6) في (م) هنا وهو خطأ.
(7) في (م) يذكره.
(8) انظر: التيسير ص 92 وذكر فيه أن ابن ذكوان وهشاما قرآ
بزيادة باء في (الزبر) وكذلك ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 245.
(9) محمد بن أحمد بن عبدان الجزري، عرض على أحمد بن يزيد
الحلواني عن هشام قرأ عليه عبد الله بن الحسين السامري وحده،
وذكر أنه كان له من السن فوق المائة، والله أعلم، غاية 2/ 64.
(3/997)
والحسن ابن أحمد «1» عن الحلواني عن هشام
بالزبر وبالكتاب [فاطر: 25] بزيادة باء في الكلمتين جميعا
كاللتين «2» في فاطر [25] المجتمع عليهما، وكذلك أقرأني أبو
الحسن عن قراءته من طريق الحلواني عن هشام، وعلى ذلك جميع أهل
الأداء عن الحلواني عنه، الفضل «3» بن شاذان «4» والحسن «5» بن
أبي مهران وأحمد بن إبراهيم البلخي وغيرهم. وقال لي فارس بن
أحمد: قال «6» لي عبد الباقي بن الحسن «7»، شكّ في ذلك
الحلواني، فكتب إلى هشام فيه، فأجابه أن الباء ثابتة في
الحرفين، وهذا هو الصحيح عندي عن هشام؛ لأنه قد أسند ذلك من
طريق ثابت إلى ابن عامر، ورفع مرسومه من وجه مشهور إلى أبي
الدرداء صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، كما نا خلف بن إبراهيم
المقرئ، قال: نا محمد بن أحمد المكي، قال: نا علي بن عبد
العزيز، قال: نا القاسم بن سلام، قال: نا هشام بن عمّار عن
أيّوب بن تميم عن يحيى ابن الحارث الذماري عن عبد الله بن
عامر، قال هشام: ونا سويد بن عبد العزيز «8» أيضا عن الحسن بن
عمران «9» عن عطية [208/ م] بن قيس «10»
__________
(1) الحسين بن أحمد بن الجزيري، أبو علي المقري بجزيرة بني
عمر، قرأ على أحمد بن يزيد الحلواني، قرأ عليه عبد الله بن
الحسين، وقيل فيه الحسن بن أحمد. غاية 1/ 237.
(2) في (م) كاللين فسقطت التاء من الكلمة.
(3) في (م) المفضل وهو خطأ.
(4) الفضل بن شاذان بن عيسى، أبو العباس الرازي الإمام الكبير،
ثقة عالم، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن يزيد الحلواني، روى
القراءة عنه ابنه أبو القاسم العباس، مات في حدود التسعين
ومائتين. غاية 2/ 10.
(5) في (م) أو الحسن وهو خطأ.
(6) في (م) قاله وهو خطأ.
(7) في (م) الحسين وهو خطأ.
(8) سويد بن عبد العزيز بن نمير، أبو محمد السلمي، مولاهم
الواسطي، قاضي بعلبك، قرأ على يحيى بن الحارث، روى عنه القراءة
هشام بن عمار، مات سنة أربع وتسعين ومائتين، غاية 1/ 321.
(9) لم أعثر على ترجمته.
(10) عطية بن قيس، أبو يحيى الكلابي الحمصي الدمشقي، تابعي
قارئ دمشق بعد ابن عامر، ثقة، ولد سنة سبع في حياة النبي، عرض
القرآن على أم الدرداء، عرض عليه الحسن بن عمران العسقلاني،
مات سنة إحدى وعشرين ومائة. غاية 1/ 513.
(3/998)
عن أم الدرداء «1» عن أبي الدرداء «2» في
مصاحف أهل الشام في سورة آل عمران جاؤوا بالبيّنات وبالزبر
وبالكتاب [78] كلّهنّ بالباء «3»، قال أبو عمرو: وكذا ذكر أبو
حاتم سهل بن محمد أن الباء مرسومة في وبالزبر وبالكتاب جميعا
في مصحف «4» أهل حمص الذي بعث به عثمان رحمه الله تعالى إلى
أهل الشام «5»، وقرأ الباقون بغير باء في الكلمتين على ما في
مصاحفهم «6».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد
ليبيّننّه للناس ولا يكتمونه [187] بالياء فيهما، وقرأهما
الباقون بالتاء «7».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وقتلوا [آل عمران: 195] بضم القاف وكسر
التاء من غير ألف وقاتلوا [آل عمران: 195] بفتح القاف والتاء
وألف بينهما، وفي التوبة [112] فيقتلون بضم الياء وفتح التاء
ويقتلون بفتح الياء وضمّ التاء يبدآن «8» في ذلك بالمفعول قبل
الفاعل، وقرأ الباقون بجعل الأول فاعلا
__________
(1) هجيمة بنت حيي الأوصابية الحميرية، أم الدرداء الصغرى، زوج
أبي الدرداء، أخذت القراءة عن زوجها، أخذ القراءة عنها عطية بن
قيس، وكانت فقيهة كبيرة القدر، توفيت بعد الثمانين، غاية 2/
354.
(2) عويمر بن زيد ويقال ابن عبد الله بن غنم، أبو الدرداء
الأنصاري الخزرجي، أحد الذين جمعوا القرآن حفظا على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم، عرض عليه عبد الله بن عامر اليحصبي على
عهد النبي، عرض عليه عبد الله بن عامر اليحصبي وزوجته أم
الدرداء الصغرى، توفي سنة اثنتين وثلاثين ولم يخلف بعده بالشام
مثله. غاية 1/ 606.
(3) المقنع ص 102.
(4) في (ت) و (م) مصاحف، ولعل الصواب ما أثبته.
(5) المرجع نفسه.
(6) ويرى ابن الجزري أن حذف الباء ثابت عن هشام من (بالكتاب)،
قال: ولولا رواية الثقات عن هشام حذف الياء أيضا لقطعت بما قطع
به الداني، ثم قال: وقطع الحافظ أبو العلاء عن هشام من طريقي
الداجوني والحلواني جميعا بالباء فيهما، وهو الأصح عندي عن
هشام، ولولا ثبوت الحذف عندي عنه من طرق كتابي هذا لم أذكره.
أ. هـ. النشر 2/ 245، 246.
(7) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 246.
(8) في (م) بيده أن وهو خطأ.
(3/999)
والثاني مفعولا به في السورتين «1»، وشدّد
ابن كثير وابن عامر التاء من وقتلوا هاهنا «2». وكذلك روى
إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم لم يروه غيره «3» «4»،
وخفّفها الباقون وقد ذكر ذلك «5».
حرف:
وكلهم قرأ لكن الذين اتقوا [آل عمران: 198] بكسر النون مخفّفة
إلا ما رواه يحيى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ بفتح
النون وتشديدها، لم يروه غيره «6».
في هذه السورة من ياءات الإضافة ستّ: أولاهن وجهي لله [20]
فتحها نافع في غير رواية ابن جبير وابن عامر وعاصم في رواية
حفص، واختلف فيها عن أبي بكر، فروى إسحاق الأزرق وابن عطارد
والشموني والتيمي وابن غالب عن الأعشى ومحمد بن حسين «7» عن
ابن أبي حمّاد، وعن الأعشى عنه أنه فتحها، قال ابن جنيد عن
صاحبيه: ورويا عنه في الأنعام [79] أنه أسكنها. وروى سائر
الرواة عنه أنه أسكنها في السورتين، وكذلك روى ابن جامع وابن
أبي حمّاد عنه، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع، وبذلك
قرأ الباقون «8» مني إنك [35] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها
الباقون «9».
__________
(1) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 246.
(2) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 246.
(3) في (م) غيرها وهو خطأ.
(4) والمشهور عن أبي بكر أنه خفف (قتلوا)، واقتصر عليه المؤلف
في التيسير ص 93، وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 243.
(5) في الحرف رقم (175).
(6) المشهور عن أبي بكر كسر النون مخففة مثل سائر القراء، ولم
يذكر المؤلف في التيسير خلافا في هذه الكلمة، وكذلك ابن الجزري
في النشر.
(7) لم أقف على ترجمته.
(8) المشهور عن نافع أنه فتح الياء في (وجهي لله)، والمشهور عن
أبي بكر أنه أسكنها، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93،
واعتمده كذلك ابن الجزري في النشر 2/ 247.
(9) انظر: التيسير ص 93، النشر 2/ 247.
(3/1000)
وإني أعيذها [36] فتحها نافع، وأسكنها
الباقون «1».
اجعل لي آية [41] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن
بكّار، وأسكنها الباقون «2»، وأغفل أصحاب ابن كثير ذكرها في
كتبهم.
أني أخلق لكم [49] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في
رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون «3».
من أنصاري إلى الله [52] هنا وفي الصّفّ (14) فتحها نافع وابن
عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه، وأسكنها الباقون «4». وروى
محمد بن عمرو الباهلي عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه عن نافع
أنه أسكنها في السورتين.
وروى [166/ ت] خلف عن المسيّبي عنه أنه «5» أسكنها في الصّف
خاصة، وذلك وهم منهم.
188 - وفيها من الياءات المحذوفات ثنتان: ومن اتبعن وقل [20]
وقال أثبتها في «6» الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو،
وروى أحمد بن صالح عن قالون أنه يصلها بغير ياء ويشمّ النون
كسرا. وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، وخالفهما سائر الرّواة
عن قالون، فرووا «7» عنه يصلها بياء، وحذفها الباقون في
الحالين «8». وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع. وخافون إن
كنتم [175]
__________
(1) انظر: المرجعين السابقين.
(2) والمشهور عن ابن عامر إسكان ياء (إلى آية)، وهو ما اعتمده
المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(3) لكن المشهور عن ابن عامر أنه أسكنها، وهذا ما اعتمده
المؤلف في التيسير ص 93 وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(4) المشهور عن ابن عامر أنه أسكن ياء (أنصاري إلى الله)، وهو
ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/
247.
(5) في (م) سقطت أنه والصواب إثباتها.
(6) سقطت في من (م) والصواب إثباتها.
(7) في (م) فروا وهو خطأ.
(8) المشهور عن قالون أنه أثبت الياء في الوصل وهو ما اعتمده
المؤلف في التيسير ص 93، وابن الجزري في النشر 2/ 247.
(3/1001)
أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في
رواية إسماعيل، وفي رواية ابن ذكوان عن المسيّبي وفي رواية
العثماني عن قالون وأبو عمرو. وحذفها الباقون في
الحالين «1». وروى ابن شنبوذ عن قنبل بياء في الحالين وهو غلط
«2».
__________
(1) المشهور عن قالون عن نافع أنه قرأ (خافون إن كنتم) بدون
ياء وصلا ووقفا مثل ورش، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص
93، وابن الجزري في النشر 2/ 247 وقد ذكر ابن الجزري رواية
إسماعيل عن نافع أنه أثبت الياء في الوصل، وانظر: النشر 2/
247.
(2) أما رواية ابن شنبوذ عن قنبل أنه أثبت الياء في الحالين في
قوله تعالى (وخافون إن كنتم مؤمنين) زاد ابن الجزري وقوله
تعالى (وأطيعون) فقد قال ابن الجزري إنه رواها لابن شنبوذ عن
قنبل، ولم يغلط الرواية، والله أعلم.
(3/1002)
|