جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة الأنعام
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي من يصرف عنه [16] بفتح الياء وكسر الراء، وكذلك روى أبو شعيب القوّاس عن حفص. وقرأ الباقون بضمّ الياء وفتح الراء، وكذلك روت الجماعة عن حفص «1».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وفي رواية يحيى العليمي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «2» عنه وحمزة والكسائي ثم لم يكن [23] بالياء. وقرأ الباقون [217/ م] وحفص عن عاصم وسائر الرواة عن أبي بكر عنه بالتاء «3».
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص والمفضل فتنتهم [23] بالرفع، وقرأ الباقون وأبو بكر وحمّاد عن عاصم بالنصب «4»، وكذلك روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم «5».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم والله ربّنا [23] بنصب الباء وقرأ الباقون بكسر الباء «6».
حرف:
قرأ حمزة وحفص عن عاصم ولا نكذّب بآيات ربنا ونكون [27] بنصب الباء والنون. وكذلك قال: أنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن التغلبي عن
__________
(1) والمشهور عن حفص ما رواه عند الجماعة: أنه يضم ياء (يصرف) ويفتح راءها، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 101، وابن الجزري في النشر 2/ 257.
وانظر في توجيه القراءتين: املاء ما من به الرحمن 1/ 237.
(2) سقطت بكر من (م) و (ت)، وهي مستدركة في هامش (ت).
(3) ذكر ابن الجزري الروايتين عن أبي بكر: رواية العليمي عنه انه قرأ (ثم لم يكن) بالياء، والرواية الأخرى أنه قرأها بالتاء، انظر النشر 2/ 257، وأما المؤلف فذكر عن أبي بكر أنه قرأ بالتاء، انظر التيسير ص 101.
(4) انظر: التيسير عن 101، 102، النشر 2/ 257.
(5) والمشهور عن حفص ما ذكره عنه المؤلف أولا: أنه قرأ (فتنتهم) بالرفع، وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(6) والمشهور عن عاصم جر الباء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 257.

(3/1034)


ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «1»، وروى الأخفش وغيره عن ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر «2» وسائر الرواة عنه برفع الباء ونصب النون، وهذا الذي لا يعرف [177/ ت] أهل الشام وسائر أهل الأداء غيره «3». وكذلك نا ابن غلبون قال: نا ابن المفسّر، قال: نا ابن أنس عن هشام بإسناده عن ابن عامر «4»، وكذلك روى محمد بن الفرج عن المسيّبي عن أبيه عن نافع ولا نكذب بالرفع ونكون بالنصب وهو غلط من ابن الفرج؛ لأن سائر أصحاب المسيّبي رووا عنه عن نافع برفع الفعلين. وقرأ الباقون برفع الفعلين.

حرف:
قرأ ابن عامر ولدار الآخرة [32] بلام واحدة وتخفيف الدال وخفض التاء على الإضافة. وكذلك في مصاحف أهل الشام «5». وقرأ الباقون بلامين وتشديد الدال ورفع التاء على النعت «6»، وكذلك في مصاحفهم، ولا خلاف في الذي في يوسف أنه بلام واحدة مضافا لا تفاق المصاحف على ذلك.
حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي أفلا يعقلون [32] هاهنا، وفي الأعراف [169] ويوسف [109] ويس [68] بالياء في الأربعة «7». وقرءوا «8» في القصص [60] بالتاء «9»، وقرأ أبو عمرو الخمسة بالياء على خلاف عن اليزيدي في القصص، فروى «10» عنه أبو خلّاد وأبو عبد الرحمن وأبو حمدون أنّ أبا عمرو قال:
ما أبالي بالياء أم بالتاء قرأتها، وكان يختار «11» الياء، وروى «12» عنه إسماعيل وإبراهيم
__________
(1) انظر السبعة ص 255.
(2) سقطت عامر من (م)، وهي مستدركة في هامش (ت).
(3) وهو ما ذكره المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 257.
(4) انظر التذكرة لابن غلبون 2/ 322.
(5) انظر المقنع ص 103.
(6) انظر: التيسير ص 102، النشر 2/ 257.
(7) انظر: التيسير ص 102، 130، 185، النشر 2/ 257.
(8) في (م) وقرأ وهو خطأ.
(9) انظر: التيسير ص 172، النشر 2/ 342.
(10) في (م) وروى.
(11) في (م) فخيار وهو خطأ.
(12) سقطت كلمة وروى من (م) وهي مستدركة في هامش (ت).

(3/1035)


وأبو شعيب التخيير أيضا ولم يذكروا «1» اختياره. وروى ابن سعدان عنه بالياء، وقال عنه في موضع آخر: الياء والتاء سواء. وكذا قال ابن شجاع عنه هما سواء، وروى لنا «2» الفارسي عن أبي طاهر عن إسماعيل بن يونس بن السبيعي «3» «4» عن أبي عمر عن اليزيدي أن أبا عمرو كان يخيّر بينهما. وروي لنا عن أبي طاهر عن محمد بن خالد البرمكي عن أبي عمر عنه بالياء من غير تخيير، وبذلك قرأت أنا على كل من قرأت عليه بحرف أبي عمرو من جميع طرقه «5». وقرأ نافع وابن عامر في رواية ابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ والأخفش عن ابن ذكوان، وفي رواية ابن بكّار والوليد بن عتبة الخمسة بالتاء، وقرأ عاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام، وفي رواية التغلبي عن ابن ذكوان كلها بالتاء إلا في يس، فإنها بالياء «6». واختلف عن أبي بكر في ذلك، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق وعبيد ابن نعيم الخمسة بالياء مثل أبي عمرو. وروى عنه الأعشى الأربعة بالياء والتي في القصص بالتاء. وكذا روى ضرار بن صرد عن يحيى وأحمد بن جبير عن الكسائي عنه، وبذلك قرأت أنا في رواية الكسائي عن أبي بكر، وروى عنه يحيى بن آدم من رواية خلف والصريفيني والرفاعي وحسين العجلي ويحيى العليمي والبرجمي في يوسف والقصص
__________
(1) في (م) ولم يذكر وهو خطأ.
(2) في (م) وروى أنا وهو خطأ.
(3) في (م) الشيعي وهو خطأ.
(4) إسماعيل بن يونس بن ياسين، أبو إسحاق السبيعي، البغدادي، روى القراءة عن الدوري، روى عنه القراءة أبو طاهر عبد الواحد بن عمر، غاية 1/ 170. والسبيعي: نسبة إلى سبيع، وهو بطن من همدان، وبالكوفة محلة معروفة يقال لها السبيع لنزول هذه القبيلة بها، وسكن جماعة من الشيوخ بالكوفة بالسبيع فنسبوا إليها، الأنساب للسمعاني 7/ 68 - 69.
(5) اقتصر المؤلف في التيسير ص 172 على هذا الوجه لأبي عمرو، وأما ابن الجزري: فذكر عن الدوري روايتين: الأولى أنه قرأ بالغيب، والثانية التخيير. وأما السوسي فعنه ثلاث روايات: الأولى: أنه قرأ بالغيب، والثانية بالخطاب، والثالثة بالتخيير، ثم قال ابن الجزري:
والوجهان صحيحان عن أبي عمرو ... إلا أن الأشهر عنه بالغيب. أ. هـ. النشر 2/ 342.
(6) والمشهور عن ابن ذكوان أنه قرأ الخمسة بالخطاب، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، 130، 172، 184، وهو كذلك عند ابن الجزري في النشر 2/ 257، 342.
وأما هشام فقد ذكر المؤلف في التيسير ص 102، 130، 172، 184 كما ذكر هاهنا: أنه يقرأ المواضع الخمسة كلها بالتاء، إلا موضع يس فقرأه بالياء.

(3/1036)


بالتاء، وفي الباقي بالياء كرواية المفضل وحمّاد عن عاصم سواء «1». وروى ابن أبي أميّة عنه في يس وحدها بالياء لم يذكر غيرها «2»، وفي الباقي بالتاء كرواية حفص سواء. وروى عنه ابن عطارد في الأعراف بالياء وفي يس بالتاء، ولم يذكر غيرهما ولم يأت بالتاء في يس غيره، والياء فيه إجماع من أصحاب عاصم ورواتهم.

حرف:
وكلهم قرأ وأوذوا «3» [34] بواو بعد الهمزة إلا ما رواه ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر وأذوا مقصورة بغير مدّ «4».
حرف:
قرأ نافع والكسائي فإنهم لا يكذبونك [33] بإسكان الكاف وتخفيف الذال، والأعشى في اختيار أبي بكر كذلك، وقرأ الباقون بفتح الكاف وتشديد الذال «5».
حرف:
قرأ نافع أرأيتكم [40] وأرأيتك [الإسراء: 62] وأرأيت [الكهف: 63] وأرأيتم [46] وأفرأيتم [الشعراء: 75] وأفرأيت [مريم: 77] وما أشبهه إذا كان في أوله همزة الاستفهام بتسهيل الهمزة الثانية التي بعد الراء، فتكون «6» بين الهمزة والألف، وقد اختلف تراجم أصحابه في العبارة عنها «7» [178/ ت] فقال داود وأبو الأزهر وأبو يعقوب الأزرق عن ورش: إذا اجتمع في أرأيت
__________
وقد ذكر ابن الجزري في النشر 2/ 257، 342، هذا الوجه، وذكر له وجها آخر، وهو أنه قرأ الخمسة كلها بالتاء. فالخلاف عن هشام في موضع يس فقط.
(1) وهذا هو المشهور عن أبي بكر، والذي اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، 130، 172، 184، وهو ما اعتمده ابن الجزري كذلك في النشر 2/ 257، 342.
(2) في (م) غيرهما وهو خطأ.
(3) في (م) وأذوا.
(4) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ (وأوذوا) بواو بعد الهمزة كغيره من القراء، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر لخلاف فيها، وكان ينبغي تأخير هذا الحرف عن موضعه، مراعاة للترتيب، ولعل التقديم والتأخير من الناسخ.
(5) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ (يكذبونك) بفتح الكاف وتشديد الذال، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 257، 258.
(6) في (م) فيكون.
(7) في (ت) و (م) عنهما وهو خطأ.

(3/1037)


[الكهف: 63] ألفان همز الأولى وسهّل الثانية من «1» غير ترك الهمز «2». وقال الأصبهاني عن أصحابه عنه: وذلك كله ممدود ليس فيه نبرة. وقال القاضي والمدني والقطري والكسائي والحلواني والعثماني وسائر أصحاب قالون عنه: ممدود غير مهموز [218/ م].
وقال أبو عبيد عن إسماعيل: يسقط الهمزة ويجعل خلفا منها ألفا، وقال أبو عمرو عنه: الألف بغير همز. وقال المسيّبي كقول قالون، وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بالألف على مقدار مدّات الهمزة «3»، وقرأ الكسائي بإسقاط الهمزة التي بعد الراء رأسا حيث وقع ذلك. وقرأ الباقون بتحقيقها «4»، وحمزة إذا وقف وافق «5» نافعا في تسهيلها «6»، وقد ذكرت ما رواه الأصبهاني عن أصحابه عن ورش من تسهيل الهمزة بعد الراء في غير الاستفهام، نحو وإذا رأيت ثم رأيت [الإنسان: 2] ورأيتهم «7» [يوسف: 4] ورأيتموه [آل عمران: 143] وبابه وما أشبهه «8».
وقد ذكرت ما رواه ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي من تبيين الهمزة في نحو رأى كوكبا [76] ورأى القمر [77] ورأى الشمس [78] وتراءى الجمعان [الشعراء: 61] وشبهه، فأغنى ذلك عن الإعادة «9». والياء في الاستفهام
__________
(1) كلمة من مطموسة في (ت).
(2) في (م) الهاء وهو خطأ.
(3) انظر السبعة لابن مجاهد ص 257، إلا أنه قال: من غير همز، والألف على مقدار ذوق الهمز.
(4) في (م) بتخفيفها وهو خطأ.
(5) في (م) واقف وهو خطأ.
(6) انظر قراءات الأئمة الثلاثة في التيسير ص 102، النشر 1/ 397، 398، وذكر ابن الجزري هنالك وجهين عن الأزرق عن ورش: الأول: ما ذكره المؤلف عن الأزرق أنه يسهل الثاني من غير ترك الهمز، الثاني: إبدالها ألفا خالصة مع المد المشبع لالتقاء الساكنين.
(7) في (م) أرأيتهم وهو خطأ.
(8) انظر جامع البيان 2/ 555، وذكر الداني- رحمه الله- أن تسهيل الهمزة في (رأيت) هو مما تفرد به الأصبهاني عن ورش.
(9) انظر جامع البيان 2/ 559، وذكر الداني هنالك أن حذف الهمزة في هذا المواضع لم يروه عن نافع غير ابن سعدان عن المسيبي.

(3/1038)


والخبر ساكنة لا يجوز غير ذلك لام من الفعل قد اتصلت بضمير مرفوع وهو التاء، فسكنت تخفيفا «1» كما يسكن «2» سائر اللامات إذا اتصل بهنّ كذلك نحو الباء من ضربت، واللام من قلت، والميم من قمت وما أشبهه «3».

حرف:
قرأ ابن عامر فتحنا عليهم أبواب [44] هاهنا، وفي الأعراف [96] لفتحنا عليهم وفتحت يأجوج في الأنبياء [96] وفتحنا أبواب السماء بماء منهمر في القمر [11] بتشديد التاء في الأربعة. وقال ابن أنس وابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان في حفظي بالتخفيف، وذكر محمد بن موسى والأخفش عنه التشديد في الأربعة لا غير. وروى ابن
عتبة بإسناده عن ابن عامر في الأنعام بالتخفيف. وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ على ابن الأخرم وأبي العبّاس البلخي عن الأخفش، وقرأت من طريق الشاميين عنه بالتشديد في الأربعة. وكذلك روى هشام عن ابن عامر، وروى ابن بكّار بإسناده عنه في الجميع بالتخفيف. ونا ابن غلبون، قال: نا محمد بن عبد الله «4» قال: نا (أحمد بن) «5» أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر، وذكر الثلاثة منها بالتشديد، ولم يذكر في الأنبياء «6»، وقرأ الباقون بتخفيف التاء في الأربعة «7»، ولم يختلف في غيرها؛ لأن ما عداها ليس بعدها جمع، وهذه الأربعة بعدها جمع، فحسن التشديد فيها لذلك «8»، وقد روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يشدّد كل شيء في القرآن من فتحت وفتحنا إلا الحرف الذي في القمر فإنه خفّفه، فدلّت هذه الرواية على أنه يشدّد الحرف الذي في الحجر [14] والذي في المؤمنين «9» [77].
__________
(1) في (م) فسكت تحقيقا وهو خطأ.
(2) في (م) تسكن.
(3) انظر شرح قطر الندى ص 35.
(4) كذا في (ت) و (م)، ولم أعرفه، ولعل الصواب (عبد الله بن محمد)، وتقدمت ترجمته.
(5) سقطت أحمد بن من (ت) و (م).
(6) والمشهور عن ابن عامر تشديد الياء في الأربعة، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 258.
(7) وانظر المرجعين السابقين، والذي في التذكرة لابن غلبون موافق للتيسير والنشر حيث ذكر الأربعة المواضع 2/ 324.
(8) في (م) كذلك.
(9) والمشهور عن أبي بكر تخفيف كل شيء في القرآن من (فتحت) و (فتحنا)، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير، وابن الجزري في النشر.

(3/1039)


حرف:
قرأ نافع في رواية ابن المسيّبي عن أبيه ومحمد بن واصل وابن سعدان عنه، وفي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش به انظر [46] بضمّ الهاء في الوصل «1»، وكذلك روى أبو قرّة موسى بن طارق «2» وإسماعيل بن أبي أويس «3» عن نافع. وقرأ الباقون ونافع من غير هذه الطرق بكسر الهاء، وتراجم أصحاب المسيّبي وقالون عن ذلك تراجم لا تفيد معنى فتركناها لذلك «4»، والذي في كتاب ابن المسيّبي عنه عن أبيه أن الهاء موصولة بألف انظر، وليس في هذا دليل على ضمّ ولا كسر «5»، والذي في كتاب قالون أن الألف موصولة مكسورة، وقوله مكسورة خطأ؛ لأنه إن أراد الوصل فهي ساقطة فيه استغناء عنها بحركة الهاء، وإن أراد الابتداء فهي مضمومة لانضمام الذي يتبعه طلبا للخفّة.
وحدّثنا محمد بن علي قال [179/ ت] نا ابن مجاهد، قال: نا محمد بن الفرج عن ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع به انظر برفع الهاء «6»، وكذلك قرأت للمسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان.
حرف:
قرأ ابن عامر بالغدوة والعشي [52] هاهنا وفي الكهف [28] بضم الغين وإسكان الدال، وواو مفتوحة بعدها. وقرأ الباقون بالغداة «7» بفتح الغين والدال وألف بعدها «8».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الوليد أنه من عمل منكم [54] بفتح
__________
(1) ذكر ابن الجزري 1/ 312، 313 في النشر رواية الأصبهاني عن ورش ضم الهاء من (به انظر).
(2) موسى بن طارق، أبو قرة السكسكي اليماني، الزبيدي قاضيها، روى القراءة عرضا عن نافع، وهو من جلة الرواة عنه، روى القراءة عنه ابنه طارق، غاية 2/ 319.
(3) إسماعيل بن أبي أويس، أبو عبد الله المدني، وهو ابن أخت مالك بن أنس، قرأ على نافع، وله عنه نسخة، روى القراءة عنه أحمد بن صالح، مات سنة سبع وعشرين ومائتين، غاية 1/ 162.
(4) في (م) كذلك.
(5) لا سقطت من (ت).
(6) انظر السبعة ص 257، 258.
(7) في (م) بالغداوة وهو خطأ.
(8) وانظر: التيسير ص 102، النشر 2/ 258.

(3/1040)


الهمزة فإنه غفور رحيم [54] بكسر الهمزة. وقرأ عاصم وابن عامر في غير رواية الوليد بفتحهما جميعا. وقرأ الباقون بكسرهما «1» «2».

حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي وليستبين [55] بالياء. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء «3».
حرف:
قرأ نافع سبيل المجرمين [55] بنصب اللام. وقرأ الباقون برفع اللام «4».
حرف:
قرأ الحرميان وعاصم يقص الحق [57] بضم القاف وصاد مضمومة مشددة غير معجمة من القصص، وقرأ الباقون بإسكان القاف وضاد مكسورة معجمة من القضاء، والوقف للقارئين كذلك عند الضرورة وانقطاع النفس على ذلك بغير ياء اتباعا لرسم الخط «5». وكذلك الوقف على ما أشبهه مما رسم بغير ياء على الوصل، واكتفاء [219/ م] بالكسرة منها إلا ما جاءت فيه رواية عنهم تخالف «6» الرسم، فإنها تتبع «7». وقد ذكرنا ذلك بأسانيده وطرقه من باب الوقف على المرسوم «8»، فأغنى ذلك عن إعادته.
حرف:
قرأ حمزة توفاه رسلنا [61] واستهواه الشياطين [71] بألف ممالة [بعد] «9» الفاء والواو، وكذلك «10» روى أبو الربيع عن حفص عن عاصم في
__________
(1) في (م) بكسرها وهو خطأ.
(2) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ بفتح الهمزتين جميعا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 102، وابن الجزري في النشر 2/ 258.
(3) وانظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 258.
(4) انظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 258.
وانظر إملاء ما من به الرحمن 1/ 244.
(5) انظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 258.
(6) في (م) يخالف وهو خطأ.
(7) في (ت) و (م) يتبع وهو خطأ من حيث اللغة، والصواب ما أثبته.
(8) جامع البيان 3/ 922.
(9) في (ت) و (م) بعدها وهو خطأ يغير المعنى ويعكسه، والصواب ما أثبته.
(10) في (م) كذلك ليس قبلها واو.

(3/1041)


استهواه وقرأ الباقون بتاء ساكنة بعدهما «1».

حرف:
وكلهم قرأ ثم ردّوا إلى الله [62] بضم الراء «2» إلا ما حدّثناه عبد العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبد الله بن الصقر السكري «3»، قال: حدّثنا عثمان بن معيد «4»، قال: نا محمد بن عمر أن الأخنسي «5»، قال: نا أبو بكر بن عياش، قال: دخلت على عاصم وهو في الموت، فقرأ ثم «6» ردّوا إلى الله مولاهم الحق [يونس: 30] بكسر الراء، قال عثمان بن معيد: وهي لغة هذيل «7»، قال أبو عمرو: وأحسب ما رواه الأخنسي وهما؛ لأن الفارسي نا، قال: حدّثنا أبو طاهر، قال: نا إبراهيم بن عرفة، قال: نا شعيب، قال: نا يحيى عن أبي بكر، قال:
سمعت عاصما يقرؤها ثم ردّوا إلى الله [62] برفع الراء.
وكذلك روى عبيد بن نعيم عن أبي بكر برفع الراء. نا عبد العزيز بن جعفر، قال:
نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخثعمي، قال: نا أبو كريب، قال: نا أبو بكر، قال:
قرأ عاصم عند خروج نفسه ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق.
نا ابن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: نا محمد بن الحسين بن شهريار قال: قال حسين الأسود، قال: نا يحيى بن آدم، قال: قال أبو بكر: سمعت عاصما في مرضه
__________
(1) والمشهور عن حفص أنه قرأ بتاء ساكنة بعد الفاء في (توفته رسلنا) وبعد الواو في (استهوته)، وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 103، وعند ابن الجزري في النشر 2/ 258.
وأبو الربيع هو سليمان بن داود الزهراني. تقدم.
(2) في (ت) و (م) " بضم الألف"، والصواب ما أثبته، لأنه محل الخلاف.
(3) عبد الله بن الصقر بن نصر، أبو العباس البغدادي السكري، روى القراءة عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن نافع، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر. مات سنة اثنتين وثلاثمائة. غاية 1/ 423.
(4) لم أعثر على ترجمته.
(5) محمد بن عمران، أبو عبد الله الأخنسي الكوفي، روى حروفا من قراءة عاصم عن أبي بكر بن عياش، وهو من المقلين لنقل القراءة عنه. غاية 2/ 222. والأخنسي نسبة إلى الأخنس بن شريق وهو من ثقيف. الأنساب 1/ 137.
(6) في (م) " وردوا" والواو خطأ والصواب ما في (ت).
(7) وكسر الراء بناء على نقل كسرة الدال الأولى إلى الراء. انظر التبيان في إعراب القرآن 1/ 504.

(3/1042)


وقد أغمي عليه قرأ ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [62] قال: يحققها مثل ما قيّدتها.
حدّثنا ابن جعفر، قال: نا «1» أبو طاهر، قال: نا علي بن أحمد «2» العجلي «3» قال:
نا أبو هشام، قال يحيى: وسمعت أبا بكر يقول: دخلت على عاصم وهو مريض فأغمي عليه، فأفاق ثم قرأ ثم ردّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين فهمز، فعلمت أن القراءة منه «4» سجية.

حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر بخلاف عنه، وفي رواية المفضل وحمّاد تضرّعا وخفية [63] هاهنا، وفي الأعراف بعد الخمسين [55] بكسر الخاء، وقرأ الباقون بضمّها، وكذلك روى يحيى الجعفي عن [180/ ت] أبي بكر خالف الجماعة من أصحابه عنه، ولا خلاف في كسر الخاء في الحرف الذي في آخر الأعراف وهو قوله: تضرّعا وخيفة «5» [255] لأنه فعلة من الخوف انقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها «6»، والموضعان الأخيران من الإخفاء والضم والكسر للخاء فيهما لغتان «7»؛ لأنه لا ياء بعدها.
حرف:
و «8» قرأ الكوفيون لئن أنجانا [63] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، وكذا في مصاحفهم «9» وحمزة والكسائي يميلان «10» تلك الألف على أصلها،
__________
(1) في (م) " أنا".
(2) في (ت) و (م) " محمد"، والصواب أحمد كما في ترجمته.
(3) علي بن أحمد بن أبي قوبة، أبو الحسن العجلي البغدادي الحاسب، شيخ معروف روى القراءة سماعا عن أبي هشام الرفاعي، روى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر. غاية 1/ 523.
(4) في (م) " القراءة منه" مطموسة وغير واضحة، لأن الحروف متشابكة.
(5) في (م) " خفية" وهو خطأ.
(6) " ما قبلها" مطموسة في (م).
(7) انظر القاموس المحيط 4/ 324 باب الهاء، فصل الحاء، مادة (خفاه).
(8) سقطت" الواو" من (م).
(9) انظر المقنع ص 103.
(10) في (م) " يميلان" غير واضحة.

(3/1043)


وعاصم يخلص فتحها. وقرأ الباقون أنجيتنا بالياء والتاء من غير ألف كالذي في يونس «1»، وكذا في مصاحفهم. وكذا روى ابن شاهي عن حفص عن عاصم «2».

حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر في رواية هشام قل الله ينجيكم [64] بفتح النون وتشديد الجيم، وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الجيم «3»، وأجمعوا على فتح النون وتشديد الجيم في الحرف الأول وهو قوله قل من ينجيكم [63]، وقد روى عبد الوارث من قراءتي وعلي بن نصر «4» عن أبي عمرو أنه خففه، وليس العمل على ما روياه «5».
حرف:
قرأ ابن عامر وإما ينسينك [68] بفتح النون وتشديد «6» السين، هذه رواية «7» الأخفش وابن أنس وابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان، ورواية هشام والوليد بن عتبة «8» وابن بكار «9». قال ابن المعلى عن ابن ذكوان: هو مما قرأت على أيّوب وعرضت عليه بعد القراءة- يعني التشديد- وروى أبو إسماعيل «10» الترمذي وأبو زرعة الدمشقي «11» عن ابن ذكوان ينسينّك [68] مخفّفة، وقال ابن خرزاد
__________
(1) وانظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 259.
(2) والمشهور عن حفص أنه قرأ (أنجانا) بألف بعد الجيم من غير ياء ولا تاء، وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(3) وانظر: التيسير ص 103، النشر 2/ 259.
(4) علي بن نصر بن علي بن صهبان، أبو الحسن الجهضمي البصري، روى القراءة عن أبي عمرو ابن العلاء، روى عنه القراءة ابنه نصر، مات سنة تسع وثمانين ومائة. غاية 1/ 582.
والجهضمي نسبة إلى الجهاضمة، وهي محلة بالبصرة. الأنساب 3/ 435.
(5) سقطت" ما" من (م)، ولا تستقيم العبارة بدونها.
(6) في (م) " تسديد" وهو خطأ.
(7) في (م) " الرواية" وهو خطأ.
(8) في (م) " وابن" وهو خطأ.
(9) في (ت) و (م) هنا عبارة مكررة، لا داعي لها، فحذفتها من النص وهي [قال ابن المعلى والتغلبي عن ابن ذكوان ورواية هشام والوليد وابن عتبة وابن بكار].
(10) في (ت) و (م) " والترمذي" والصواب حذف الواو.
(11) عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري، أبو زرعة الدمشقي، شيخ الشام في وقته، روى-

(3/1044)


عنه: هي خفيفة، كذلك وجدتها- يعني في كتابه- وحفظي أنها مشددة «1». وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف السين.

حرف:
قرأ حمزة والكسائي رأى كوكبا [76] ورأى أيديهم [هود: 70] ورأى قميصه [يوسف: 28] وفلما رآها [القصص: 31] وفرآه حسنا [فاطر:
8] وما رأى [النجم: 11] ولقد رأى [النجم: 18] وما أشبهه، سواء اتصل باسم ظاهر أو مكنّى أو لم يتصل إذا لم يستقبله ساكن بإمالة فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. واختلف عن نصير عن الكسائي فروى عنه (محمد) «2» بن يحيى الأصبهاني بفتح الراء وكسر الهمزة، وروى عنه علي بن نصير «3» بفتحهما معا، وبإمالتهما جميعا قرأت له «4». واختلف في ذلك عن ابن عامر [220/ م] (فروى التغلبي وابن أنس ومحمد) «5» بن موسى الصوري وابن المعلى وابن خرزاذ عن ابن ذكوان وابن الأخرم من قراءتي وابن شنبوذ عن الأخفش عنه بإمالة فتحة الراء والهمزة حيث وقع، وروى النقّاش عن الأخفش عنه فيما قرأت على الفارسي عنه بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر وبإخلاص فتحهما مع الاسم المكنّى.
وبذلك قرأت أيضا على أبي الفتح الضرير «6» عن قراءته في رواية ابن مرشد وابن عمران وأبي طاهر البعلبكي عن الأخفش، إلا أنه قال في الممال «7» مع الظاهر خمسة مواضع رأى كوكبا [76] هاهنا، ورأى أيديهم في هود [70] وأن رأى برهان ربّه [يوسف: 24] وفلما رأى قميصه في يوسف [38]، وإذ «8» رءا نارا في
__________
عن أبي مسهر الغساني وأحمد بن حنبل، روى عنه أبو داود وأبو جعفر الطحاوي، قال ابن أبي حاتم: كان صدوقا ثقة، مات سنة إحدى وثمانين ومائة. تهذيب التهذيب 6/ 215.
(1) والمشهور عن ابن ذكوان فتح النون وتشديد السين، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، وابن الجزري في النشر 2/ 259.
(2) في (ت) و (م) " أحمد" والصواب ما أثبته.
(3) وفي (م) " نصر" وهو خطأ.
(4) وهو المشهور عن الكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، وابن الجزري في النشر 2/ 44.
(5) في (م) مطموس ما بين القوسين.
(6) " الضرير" مطموسة في (م).
(7) في (م) " المال" وهو خطأ.
(8) في (م) " وإذا" وهو خطأ.

(3/1045)


طه [22] لا غير. ولم يذكر لي الموضعين اللذين «1» في النجم [11] ما رأى أفتمارونه ولقد رأى من آيات ربّه [18]، وقال لي: روى الشاميّون عن ابن ذكوان بإمالة فتحة الراء والهمزة في الحرف الذي في الأنعام وحده، وسائر القرآن بإخلاص فتحهما. ورأيت أنا أبا الفتح المظفر بن أحمد بن إبراهيم الدمشقي قد حكى ذلك عن قراءته على أبي الأخرم عن الأخفش، وكذلك [181/ ت] حكى أحمد بن نصر الشذائي أنه قرأ عليه عن الأخفش، والذي نصّ عليه الأخفش في كتابه بالإمالة «2» من ذلك الموضع الذي هاهنا، والذي في هود والذي في يوسف لا غير، قال في ذلك بكسر الراء والمدّ، ولم يذكر الهمزة. وقال التغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان بكسر الراء والمدّ، ولم يذكروا «3» الهمزة أيضا، قالوا: وكذلك كلّ (رأى) في القرآن ما لم يلقها ألف ولام، فإن لقيها فالراء مفتوحة بغير مدّ. وروى سلامة بن هارون عن الأخفش عن ابن ذكوان الباب كله بين الفتح والكسر «4».
وكذلك روى أحمد بن شاكر عن الوليد بن عتبة بإسناده عن ابن عامر. وروى هشام بإسناده عن ابن عامر من قراءتي بفتح الراء والهمزة في جميع القرآن، وقال الحلواني عنه رأى كوكبا بفتح الراء والألف لم يذكر غيره «5»، وقال رأى القمر [77] ورأى الذين أشركوا [النحل: 86] ورأى المجرمون [الكهف: 53] بفتح الراء
__________
(1) وفي (م) " الذي".
(2) كلمة" بالإمالة" مطموسة في (ت).
(3) في (م) " يذكر" وهو خطأ.
(4) والمشهور عن ابن ذكوان في (رأى) الذي بعده اسم ظاهر: أنه أمال الراء والهمزة جميعا في جميع المواضع، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، وابن الجزري في النشر 2/ 45.
وأما (رأى) الذي بعده ضمير، فقد ذكر الداني عن ابن ذكوان فيه وجهين: الأول: إمالة الراء والهمزة، والثاني فتحهما. انظر التيسير ص 103.
وذكر فيه ابن الجزري ثلاثة أوجه: امالة الراء والهمزة، والثاني فتحهما، والثالث فتح الراء وإمالة الهمزة. انظر النشر 2/ 46.
(5) وكذلك قرأ هشام سائر المواضع بفتح الراء والهمزة في (رأى) إذا كان بعده اسم ظاهر أو ضمير، كذا في التيسير فانظر ص 103 - 104.
وزاد ابن الجزري وجها آخر لهشام في (رأى) الذي بعده اسم ظاهر وهو إمالة الراء والهمزة جميعا، وذكر أن الأكثرين رووه عن الداجوني كذلك، ثم صحح الوجهين عن هشام. انظر النشر 2/ 45.

(3/1046)


والألف فيهن «1». واختلف في ذلك أيضا عن عاصم، فروى العليمي والبرجمي عن أبي بكر وحماد عن عاصم بإمالة فتحة الراء والهمزة في رأى كوكبا هاهنا خاصّة، وبإخلاص فتحهما في سائر القرآن. وروى المفضل عن عاصم ويحيى بن آدم والكسائي فيما قرأت من طريقهما عن أبي بكر وهبيرة والقوّاس عن حفص بإمالة فتحة الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنّى وغيرهما في جميع القرآن «2».
فأما ما استقبله ساكن منفصل من هذا الباب نحو قوله: رأى الشمس [78] ورأى القمر [77] ورأى المجرمون [الكهف: 53] وما أشبهه فحمزة والكسائي من رواية نصير وحده، وعاصم من رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر من غير رواية الأعشى، ومن غير رواية خلف عن يحيى عنه يميلون «3» فتحة الراء خاصة في حال الوصل ويخلصون فتحة الهمزة. وكذلك روى هبيرة والقوّاس عن حفص فيما قرأت له، وروى خلف وابن المنذر وابن شجاع عن يحيى عن أبي بكر في هذا الباب بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعا كالباب الأول سواء «4». وابن عامر يخلص فتحهما «5» جميعا نصّ على ذلك الأخفش والتغلبي وابن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام «6». واختلف الرواة عن عاصم ونافع وأبي عمرو في هذين البابين
__________
(1) وانظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 46.
(2) أما أبو بكر عن عاصم فقد ذكر المؤلف عنه في التيسير ص 103، أنه يميل الراء والهمزة مع الاسم الظاهر والمكنى.
(3) في (م) " يمالون" وهو خطأ.
وأما ابن الجزري فقد ذكر عن أبي بكر روايتين مشهورتين:
الأولى: رواية الجمهور عن العليمي أنه أمال فتحة الراء والهمزة في (رأى كوكبا) في الأنعام خاصة، وأخلص فتحهما في سائر القرآن.
الثانية: رواية الجمهور عن يحيى بن آدم بإمالة الراء والهمزة جميعا مع الاسم الظاهر والمكنى في جميع القرآن. انظر النشر 2/ 44 - 45 - 46.
فيكون لأبي بكر وجهان مشهوران: إمالة الراء والهمزة، وفتحهما.
وأما حفص فالمشهور عنه: فتح الراء والهمزة في جميع القرآن، وهو المعتمد عنه كما في التيسير ص 103 - 104، والنشر 2/ 44 - 48.
(4) في (م) " سواء" غير واضحة.
(5) في (م) " فتحها" وهو خطأ.
(6) انظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 46.

(3/1047)


اختلافا شديدا، ونحن نذكر اختلافهم فيما جاء في النصوص عنهم (ونحكي ألفاظهم كما) «1»، (رويت) «2» في الأصول إن شاء الله تعالى. فأما عاصم فروى خلف في جامعه «3» ومحمد بن المنذر عن يحيى عن أبي بكر أنه كان يكسر الراء «4» والهمزة فيما استقبله ساكن أو لم يستقبله، وكذلك قال ابن سعدان عن سليم عن حمزة، قال:
يكسر كل شيء في القرآن لقيه ألف ولام أو لم يلقه رأى كوكبا [76] ورأى القمر ورأى الشمس لم يرو هذا مع الساكن المنفصل «5» عن سليم أحد غيره «6».
وروى أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر رأى كوكبا مكسورة ممدودة قليلا، ثم ذكر الباب كله فقال: مكسورات كلهنّ. وروى خلف في «مجرّده» «7» عن يحيى عن أبي بكر الباب كله بكسر الراء، ولم يذكر الهمزة. وقال لنا محمد بن علي: قال: أنا ابن مجاهد عن أصحابه عن خلف عن يحيى عن أبي بكر بكسر الراء والهمزة معا.
قال: وروى غير خلف عن يحيى عنه بكسر الراء وفتح الهمزة مثل حمزة «8»، وروى الواسطيون أداء عن يحيى الباب كله بفتح الراء وإمالة الهمزة. وقال شعيب عن يحيى رأى كوكبا بكسر الراء [221/ م] ورأى القمر ورأى الشمس ورأى المجرمون ورأى الذين أشركوا [النحل: 86] بكسر الراء وفتح الألف، وروى موسى بن حزام عن يحيى الباب كله بالكسر [182/ ت] لم يزد على ذلك شيئا، وروى ضرار بن صرد عنه كل شيء في القرآن من رأى فهو بكسر الراء ولم يذكر الهمزة.
وكذلك قال ابن أبي أمية عن أبي بكر في الباب كله بكسر الراء، وروى يحيى الجعفي عنه الباب كله، فقال مهموزات بكسر الألف، وروى ابن جامع عن ابن أبي
__________
(1) في (م) ما بين القوسين مطموس.
(2) في (ت) و (م) " روت"، ولعل الصواب" رويت" وهو ما أثبته.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) المقصود بكسر الراء أو الهمزة الإمالة.
(5) في (م) " المنفصل" غير واضحة.
(6) والمشهور عن حمزة عدم إمالة همزة (رأى) إذا كان بعدها ساكن منفصل، وهو المعتمد في التيسير ص 104، والنشر 2/ 46.
(7) لم أقف على هذا الكتاب.
(8) انظر السبعة ص 261.

(3/1048)


حمّاد عنه في جميعهن مكسورات الراء، وروى إسحاق الأزرق عنه رأى كوكبا ورأى القمر ورأى الشمس كل شيء في القرآن من نحو هذا مكسور أوله فهذا «1» يدلّ على أنه يفتح الهمزة. وروى عبيد بن نعيم عنه في رأى القمر وبابه كله بكسر الراء، وروى ابن سعدان عن حسين قال: كان عاصم يكسر كل راء في القرآن. ونا الفارسي، قال: نا «2» أبو طاهر، قال: حكى لنا أبو بكر عن محمد بن شجاع، قال: سألت حسينا الجعفي، قال: كان عاصم يكسر الراء والألف في القرآن في رأى فلما رأى القمر [77] قلت ليحيى: أليس يكسر الراء والألف جميعا في القرآن وإذا رأى الذين ظلموا [النحل: 85] ورأى المجرمون النار [الكهف: 53] وما أشبه ذلك؟ «3»، فوافق ابن شجاع خلفا وابن المنذر على روايتهما عن يحيى، وروى أبو عمرو وأبو توبة عن الكسائي عن أبي بكر أنه كان يكسر رأى القمر [77] ورأى الشمس [الأنعام: 78] ورأى المجرمون [الكهف: 53] لم يزد على الكسر شيئا. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر رأى كوكبا [76] ورأى القمر ورأى الشمس وبابهما «4» يفتح الراء والهمزة. وكذا روى عن أبي بكر نفسه، وعن الأعشى عنه. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني محمد بن يونس، قال: نا أحمد بن محمد بن صدقة، قال:
نا أحمد بن جبير، قال: سألت أبا بكر بن عيّاش عن قراءة عاصم في رأى الشمس ورأى القمر ورأى المجرمون ورأى الذين أشركوا [النحل: 86] فقال: مفتوح كله. وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر رأى كوكبا ورأى القمر ورأى الشمس مهموز مفتوحتان. ونا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن أحمد «5»، قال: نا حسن بن داود، قال: نا القاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر رأى كوكبا مفخم فلما رأى [77] وو لقد رآه [النجم:
__________
(1) في (م) " بهذا" وهو خطأ.
(2) في (م) " أنا".
(3) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة لابن مجاهد.
(4) في (م) " وبأنهما" وهو خطأ.
(5) عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب، أبو القاسم البزار البغدادي، نزيل مصر، روى حروف الأعشى عن أبي بكر سماعا من غير عرض عن الحسن بن داود النقار، روى القراءة عنه فارس بن أحمد. غاية 1/ 407.

(3/1049)


13] كله مفخّم في الوصل والقطع مهموز، ومثله تراءى الجمعان [الشعراء: 61]، وروى التيمي عن الأعشى كل شيء في القرآن من رأى فهو مكسور الراء. قال أبو عمرو بإخلاص الفتح للراء والهمزة مع الساكن وغيره، قرأت في رواية الأعشى من طريق الشموني وابن غالب في جميع القرآن «1»، وروى هبيرة وأبو شعيب القوّاس عن حفص عن عاصم رأى كوكبا وبابه بكسر الراء والهمزة ورأى القمر ورأى الشمس بكسر الراء والهمزة مثل حمزة، وروى عمرو وعبيد عنه بإخلاص فتحهما «2» في الباب جميعا، وقال أبو عمارة عن حفص في والنجم رأى مكسورة لم يذكره غيره «3». وأما نافع فروى ابن المسيّبي وخلف عن المسيّبي أنه فتح ذلك كله، وروى ابن واصل عن ابن سعدان الباب كله بالفتح غير مهموز، وروى عبيد بن محمد عن ابن سعدان بفتح الراء والهمزة، وكذلك عند الألف واللام، وزاد ابن مجاهد عن محمد بن يحيى عن ابن سعدان بفتح الراء والهمزة، وكذلك عند الألف واللام. قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بين الفتح والكسر «4». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن عبدوس عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع بفتح الراء والهمزة مع الألف واللام ومع غيرهما «5».
وروى الحلواني عن قالون رأى [183/ ت] كوكبا بفتح الراء والألف، وكذلك
__________
(1) تقدم الكلام عن قراءة أبي بكر (رأى) إذا كان بعدها اسم ظاهر أو مكنى في ص 284.
وأما إذا كان بعد (رأى) ساكن منفصل، فالمشهور عن أبي بكر إمالة الراء وفتح الهمزة.
وقد ذكر المؤلف في التيسير ص 104 أن خلفا روى عن يحيى عن أبي بكر إمالة الهمزة أيضا، وصحح هذا الوجه، وبين أنه معمول به.
وقد بين ابن الجزري- رحمه الله- أن إمالة الهمزة إذا كان بعدها ساكن منفصل لم تصح عنده إلا من طريق خلف حسبما حكاه الداني وابن مجاهد فقط، وقال:" وإلا فسائر من ذكر رواية أبي بكر من طريق
خلف عن يحيى لم يذكر غير إمالة الراء وفتح الهاء، ولم يأخذ بسوى ذلك" أ. هـ النشر 2/ 47.
(2) في (ت) و (م) " فتحهما" وهو خطأ.
(3) والمشهور عن حفص أنه فتح الراء والهمزة من (رأى) حيث وقعت في القرآن، سواء كان بعدها متحرك أو ساكن. وهو المعتمد عند المؤلف في التيسير ص 103، 104، وهو كذلك عند ابن الجزري في النشر 2/ 44 - 48.
(4) انظر السبعة لابن مجاهد ص 260.
(5) انظر المرجع السابق.

(3/1050)


روى أبو سليمان عنه، وروى أحمد بن صالح عنه رأى كوكبا الهمزة وسطا من ذلك، وروى أبو مروان العثماني عنه بين الفتح والبطح، ولم يذكر ذلك عن قالون غيرهما والذي قرأت أنا به في رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان، وفي رواية إسماعيل من طريق ابن عبدوس، وفي رواية قالون من طريق القاضي وأبي عون عن الحلواني بين الفتح والإمالة كما رواه أحمد وأبو مروان عن قالون سواء، وقرأت في رواية الثلاثة من غير هذا الطريق بإخلاص الفتح للراء والهمزة. وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط وأبي علي الشحام عن قالون، وذلك في الراء إجماع من الرواة.
وإنما «1» اختلفوا في الهمز لا غير «2»، وروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش رأى كوكبا [76] كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ في القرآن كله. قالوا: وكان يفتح رأى الشمس [78] ورأى القمر [77] وتراءى الجمعان [الشعراء: 61] وروى داود عنه في الاختلاف بين نافع وحمزة رأى القمر وبابه وتراءى الجمعان لا يبطح «3». وروى الأصبهاني عن أصحابه عن ورش رأى الراء مفتوحة والألف مكسورة ممدودة، وروى أحمد بن صالح عنه رأى كوكبا الراء مفتوحة مهموزة، والألف ممدودة، والذي قرأت أنا في رواية «4» [222/ م] ورش من غير «5» طريق الأصبهاني بإمالة فتحة الراء والهمزة بعدها يسيرا بين بين فيما لم يستقبله ألف ولام، وبإخلاص فتح فيما استقبلاه، وقرأت في رواية الأصبهاني بإخلاص فتحهما في الباب كله «6». فأما أبو عمرو فروى ابن سعدان وابن جبير عن اليزيدي عنه أنه قرأ جميع ما استقبله ألف ولام وما لم يستقبله مثل حمزة. وروى أبو
__________
(1) سقطت" إنما" من (ت).
(2) والمشهور عن قالون أن أخلص فتح الراء والهمزة جميعا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 103، 104، وابن الجزري في النشر 2/ 44 - 46.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) في (م) " عن ورش"، والصواب عدم زيادة" عن".
(5) سقطت" غير" من (م).
(6) والمشهور عن ورش ما ذكره عنه المؤلف أولا من رواية أبي الأزهر وأبي يعقوب وداود عنه أنه أمال (رأى) بين حيث وقعت ما لم يستقبلها ساكن منفصل، فإن استقبلها ساكن منفصل، فتح الراء والهمزة جميعا، وهذا ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 104، وابن الجزري في النشر 2/ 44 - 46.

(3/1051)


عبد الرحمن وأبو حمدون وإبراهيم في حكاية العباس بن محمد عنه عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه «1» إذا كان بين الراء والياء همزة، فالراء مفتوحة والهمزة مكسورة في الوصل والوقف استقبلتها ألف موصولة أم لم تستقبلها، مثل رأى القمر ورأى المجرمون [الكهف: 53] وكذلك روى أبو العباس الرافعي «2» رأى كوكبا ورأى الشمس ورأى القمر بكسر الياء بعد الألف، وكذا قال ابن سعدان عن اليزيدي في «مجرده» «3».
وهذا يوافق رواية اليزيدي وأبي حمدون. وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه فتح الراء والهمزة عند استقبال الألف واللام في الباب كله، وقرأت في رواية الدوري والخياط من طريق ابن مجاهد وغيره في رواية الموصلي عن اليزيدي بإخلاص فتحة الراء وإمالة فتحة الهمزة فيما لم يستقبله ألف ولام، وبإخلاصهما معا فيما استقبلاه، وكذلك حكى لي الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ على ابن مجاهد. وبه قرأت عليه أنا، وحكاه لنا أيضا محمد بن أحمد الكاتب عن ابن مجاهد عن أصحابه الذين سمّاهم، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن في رواية الدوري والسوسي عن قراءته، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية شجاع وعبد الوارث عن أبي عمرو وفي رواية أصحاب اليزيدي غير السوسي، فإني قرأت عليه في روايته من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير فيما لم يستقبله ألف ولام «4»، وفيما استقبلاه بإمالة فتحة الراء والهمزة معا كما يرويه خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم سواء. قال لي أبو الفتح: وكان أبو عمران يختار من ذات نفسه فتح الراء وإمالة الهمزة فيما لم يستقبله ألف ولام، وفتحهما «5» معا فيما استقبلاه، قال لي: وتابعه على ذلك جماعة من الرقيين. وروى شجاع عن أبي عمرو رأى كوكبا بنصب الراء ويشمّ الألف كسرة رأى الشمس ورأى القمر ينصب الراء ولا يشمّ الألف كسرة؛ لأنه استقبلت الراء ألف ولام خفيفا فانتصب «6». قال أبو عمرو: وما استقبله
__________
(1) في (م) " وأنه" وزيادة الواو خطأ، ولا داعي لها.
(2) لم أعثر على ترجمته.
(3) لم أقف على هذا الكتاب.
(4) سقطت الواو من (م).
(5) في (م) تكرار لعبارة" ولام وفتحهما".
(6) وهذا هو المشهور عن أبي عمرو: أنه كان يميل الهمزة فقط من (رأى) إذا لم يكن بعدها ساكن. فإن كان بعد (رأى) ساكن فتح الراء والهمزة جميعا.

(3/1052)


ألف ولام من هذا الباب [184/ ت]، فإنه إذا فصل بينهما بالوقف كان الاختلاف فيه كالاختلاف فيما لم يستقبلاه في مذهب كل واحد من أصحاب الإمالة الخالصة والإمالة اليسيرة، وقرأ ابن كثير في الباب كله بإخلاص فتحة الراء والهمزة في جميع القرآن. وأذكر اختلافهم في تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في موضعه إن شاء الله تعالى.

حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة أتحاجّوني في الله [80] بتخفيف النون، قال ابن ذكوان: وأنا أقرؤها بتشديد النون، واختلف في ذلك عن هشام عن ابن عامر، فروى الحلواني عنه فيما حدّثناه الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن الحلواني أتحاجّوني مشدّدة. قال الحلواني بنونين مثل يدغم إحداهما ويثقل، وبهذا قرأت أنا في روايته عن هشام على أبي الفتح عن قراءته على أبي الحسن المقرئ عن أصحابه عنه، قال لي أبو الفتح: وكذا قرأت أيضا على أبي طاهر عن ابن عبد الرزاق عن ابن عبّاد عن هشام، وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وقرأت ذلك على أبي الفتح أيضا في رواية هشام بتخفيف النون كابن ذكوان، وحكى لي عن قراءته على عبد الله ابن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عنه، وكذلك أقرأني أبو الحسن ذلك عن قراءته، وكذلك نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عن ابن عامر «1». وقرأ الباقون بتشديد النون «2»، وروى محمد بن جنيد عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى عن أبي بكر
__________
وأما قول الداني- رحمه الله- في التيسير ص 104: وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة- أي بإمالة الراء والهمزة في رأى التي ليس بعدها ساكن، فقد تعقبه ابن الجزري بأن هذه الرواية ليست من طرق التيسير، ولا الشاطبية، بل ولا النشر ثم بين أن قول المؤلف في التيسير: وقد روى عن أبي شعيب مثل حمزة، لا يدل على ثبوته من طرقه فإنه قد صرح بخلافه .. إلخ.
وأما قول الداني في التيسير ص 104: وقد روى غير واحد عن أبي شعيب بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك- أي في (رأى) إذا أتى بعدها ساكن منفصل- ثم قال بعد: وكل صحيح معمول به.
فقد تعقبه ابن الجزري بأن هذه الرواية عن أبي شعيب ليس إلى الأخذ بها من طريق الشاطبية ولا من طريق التيسير ولا من طرق النشر سبيل، لأن الداني رحمه الله قد قرأ بهذا الوجه على شيخه أبي الفتح من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير. انظر النشر 2/ 45 - 48.
(1) انظر السبعة ص 261.
(2) والمشهور عن ابن ذكوان تخفيف النون لا غير، وأما هشام فعنه الوجهان: التخفيف والتشديد. انظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 259، 260.

(3/1053)


عن عاصم أتحاجّونني بنونين ظاهرتين فخالف الجماعة عن أبي بكر وسائر الرواة عن ابن أبي حمّاد وعن الأعشى وجميع مصاحف أهل «1» الأمصار «2».

حرف:
قرأ الكوفيون نرفع درجات من نشاء [83] هاهنا، وفي يوسف [76] بالتنوين، وقرأ ابن عامر في رواية ابن بكّار هاهنا بغير تنوين وفي يوسف بغير تنوين.
وقرأ الباقون بغير تنوين في الموضعين «3».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي واليسع [86] هاهنا وفي ص [48] بلامين «4» والياء ساكنة وقرأ الباقون بلام واحدة ساكنة والياء مفتوحة.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان من طريق الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ فبهداهم اقتدهي [90] بكسر الهاء وإلحاقها ياء في الوصل.
قال الأخفش: يجرّ الهاء كسرا، وقال ابن أنس وابن المعلى وابن خرزاذ الهاء مكسورة بالإشباع، وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى الصوري عن ابن ذكوان، وقرأ «5» في رواية هشام من طريق الحلواني وابن عباد وغيرهما من غير إلحاق ياء، وقال الحلواني يكسرها ولا يشبع كسرتها، وكذلك روى الداجوني «6» [223/ م] عن أصحابه عن هشام. ونا محمد بن علي عن ابن مجاهد، قال: قرأ ابن عامر اقتده يشمّ الهاء الكسر من غير بلوغ ياء «7»، فدلّ على أنه يرويه عن التغلبي عن ابن ذكوان، وعن ابن أبي مهران عن الحلواني عن هشام «8»، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر
__________
(1) في (م) ما بين القوسين مطموس أكثره.
(2) رواه ابن جنيد رواية شاذة.
(3) وانظر: التيسير ص 104، النشر 2/ 260.
وانظر إملاء ما من به الرحمن 1/ 250 - 251.
(4) قول المصنف رحمه الله: بلامين أي: بلام مشددة، كما عبر عنه هو في التيسير ص 104.
وانظر النشر 2/ 260.
(5) كذا في (ت) و (م)، ولعلها" وقرأت".
(6) في (م) ما بين القوسين مطموس أكثره.
(7) انظر السبعة لابن مجاهد ص 262.
(8) ذكر المؤلف في التيسير ص 105 وجها واحدا عن ابن ذكوان وهو صلة الهاء بياء، وذكر ابن الجزري في النشر 2/ 142، عن ابن ذكوان روايتين: إشباع الكسرة كما في التيسير، والآخرة كسر الهاء من غير إشباع.

(3/1054)


وعاصم من رواية الكسائي ويحيى الجعفي عنه، وشجاع عن أبي عمرو من رواية أبي عبيد عنه بحذف الهاء في الوصل وإثباتها في الوقف، وهذه الهاء من قراءة ابن عامر كناية عن مصدر محذوف ثابت عنه، والتقدير: اقتد الاقتداء، وهي في قراءة الباقين هاء سكت واستراحة، وقرأ الباقون بإثباتها ساكنة في الحالين «1»، وكذلك روى ابن شنبوذ عن ابن «2» نصر «3» عن ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر أداء «4».

حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا [91] بالياء في الثلاثة [185/ ت]. وقرأ الباقون بالتاء فيهن «5».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وأبي بكر ولينذر أم القرى [92] بالياء. واضطرب قول أبي هشام «6» عن يحيى في ذلك، فقال عنه عن أبي بكر في «7» مجرده بالياء «8» كما روت الجماعة عنه. وقال في جامعه «9» عنه عن أبي بكر أن عاصما قرأ ولتنذر «10» في الأنعام بالتاء حفظي عن يحيى وهم، والصواب قوله الأول، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء «11».
__________
(1) وإثبات الياء ساكنة في الوصل والوقف هو المشهور عن أبي عمرو وعاصم من رواية حفص وأبي بكر، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 105، وابن الجزري في النشر 2/ 142.
(2) في (م) " أبى".
(3) أحمد بن نصر بن شاكر، تقدم.
(4) ورواية ابن شنبوذ هذه رواية شاذة، وقد تقدم أن المشهور عن ابن عامر كسر الهاء وصلا، ويسكنها وقفا.
(5) انظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(6) في (ت) و (م) " هاشم" وهو خطأ.
(7) سقطت" في" من (م).
(8) لم أعثر على هذا الكتاب.
(9) لم أعثر على هذا الكتاب.
(10) في (ت) " ولينذر".
(11) وانظر: النشر 2/ 260، السبعة لابن مجاهد ص 263.
تنبيه: وقع في التيسير ص 105 خطأ في هذا الحرف، فقد نسبت قراءة (لينذر) بالياء إلى أبي عمرو، والصواب أبو بكر، كما هو هنا وكما هو في النشر والسبعة لابن مجاهد وغيرهما من المصنفات.

(3/1055)


حرف:
وقرأ كلهم هاهنا [92] وفي المعارج [34] على صلاتهم يحافظون بغير واو «1» على التوحيد، إلا ما اختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم، فروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر عنه أنه قرأ على صلاتهم في السورتين بالواو «2» على الجمع. وروى محمد بن إبراهيم الخوّاص «3» عن الأعشى عن أبي بكر في المعارج بالجمع، وروى خلّاد عن حسين عنه في هذه السورة بالجمع «4» لم يذكر (هـ) «5» أحد غيرهم.
حرف:
قرأ (نافع وعاصم) «6» في رواية حفص والكسائي لقد تقطّع بينكم [94] بفتح النون. وقرأ الباقون برفعها «7». والحيّ من الميت والميت من الحيّ [95] مذكور قبل «8».
حرف:
قرأ الكوفيون وجعل [96] بفتح العين واللام من غير ألف الليل سكنا [96] بنصب اللام. وقرأ الباقون وجاعل بالألف وكسر العين ورفع اللام الليل بالخفض «9».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو فمستقرّ [98] بكسر القاف. وقرأ الباقون بفتحها «10»، وأجمعوا على فتح الدال من ومستودع [98] لأن المعنى أن الله استودعه فهو مفعول.
حرف:
قرأ عاصم في رواية الشموني وابن غالب ومحمد بن إبراهيم عن
__________
(1) في (ت) و (م) " ألف" ولعل الصواب ما أثبته.
(2) في (ت) و (م) " بالألف" ولعل الصواب ما أثبته.
(3) محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الزاهد المعروف بالخواص، تقدم ص 130.
(4) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ (على صلاتهم) هاهنا وفي المعارج بالتوحيد مثل سائر القراء، ولذا ليس في التيسير ولا في النشر ذكر للخلاف في هذا الحرف في الموضعين.
(5) في (ت) و (م) " لم يذكر"، ولعل الصواب" يذكره"، فأثبت الهاء.
(6) في (ت) و (م) " عاصم ونافع" والصواب القلب.
(7) انظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(8) في الفقرة الثالثة والثلاثين ومائة.
(9) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(10) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.

(3/1056)


الأعشى، وفي رواية حسين وأبي الأسباط عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عنه وجنّات من أعناب [99] بالرفع.
ونا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس، قال:
نا ابن صدقة، قال: نا أبو الأسباط قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ وجنّات عند رأس المائة من الأنعام بالرفع. ونا ابن جعفر، قال: نا أبو طاهر، قال: الخثعمي، قال: نا أبو الأسباط، قال: نا عبد الرحمن، قال: كان عاصم والأعمش يقرءان هذا الحرف بالرفع وجنّات من أعناب. وقرأ الباقون وجنّات بكسر التاء وهي في موضع نصب، وكذلك روى الباقون من أصحاب أبي بكر عنه «1».

حرف:
قرأ حمزة والكسائي إلى ثمره [99 و 141] في الموضعين في هذه السورة، وفي يس [35] بضم الثاء والميم في الثلاثة. وقرأ الباقون بفتح الثاء والميم فيهما «2». وأذكر الاختلاف في الكهف [34] هناك إن شاء الله تعالى.
حرف:
قرأ نافع وخرّقوا [100] بتشديد الراء. وقرأ الباقون بتخفيفها «3».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وليقولوا درست [105] بألف بعد الدال وإسكان السين وفتح التاء. وقرأ ابن عامر بغير ألف وفتح السين وإسكان التاء. وقرأ الباقون بغير ألف وإسكان السين وفتح التاء «4».
حرف:
وكلهم قرأ فيسبّوا الله عدوا [108] بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ عدوّا بضم العين والدال وتشديد الواو «5».
__________
(1) المشهور عن أبي بكر أنه قرأ (وجنات من أعناب) بنصب التاء فيكسرها، مثل سائر القراء، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر لخلاف فيها، فهي موضع اتفاق.
(2) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 260.
(3) وانظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 261.
(4) انظر: التيسير ص 105، النشر 2/ 261.
وانظر إملاء ما من به الرحمن 1/ 256.
(5) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ (عدوا) بفتح العين وإسكان الدال وتخفيف الواو، ولم يذكر خلاف عن السبعة في هذا الحرف في التيسير ولا في النشر، لأنه موضع اتفاق بينهم.

(3/1057)


حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو أنها إذا جاءت [109] بكسر الهمزة، واختلف في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى عنه العليمي والبرجمي وحسين الجعفي وهارون بن حاتم
وابن أبي أمية والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والتيمي أنها بالكسر. حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق القاضي عن هارون بن حاتم عن حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم (أنها) مكسورة «1»، وكذلك روى [186/ ت] خلّاد عن حسين، نا عبد العزيز بن محمد، قال:
نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم (أنها) بكسر الألف. نا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: نا موسى بن إسحاق، قال: نا هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر (أنها) مكسورة، وكذلك روى حمّاد وداود الأودي «2» عن عاصم «3»، وكذلك [224/ م] روى الواسطيون شعيب بن أيّوب وأبو عون وأبو حمدون عن يحيى عن أبي بكر، وروى يحيى بن آدم عنه أنه لم يحفظ عن عاصم كيف قرأ أكسر أم فتح؟ وكذلك روى عنه ابن عطارد وعبيد بن نعيم. وروى إسحاق الأزرق عنه أنه قال: لا أعلم عاصما إلا قد كان يقرؤها أنها يعني بالفتح. وروى ابن جبير عن الكسائي ومحمد بن جنيد عن الأعشى «4»، وابن أبي خليع «5» «6» عن ابن أبي حمّاد وابن نوح «7» عن أبي عمر «8» عنه أنها منتصبة
__________
(1) انظر السبعة ص 265.
(2) داود بن يزيد الأودي، ذكره ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 289 فيمن روى القراءة عرضا وسماعا عن أبي عمرو البصري، ولم يترجم له ابن الجزري ترجمة مستقلة، وله ترجمة في التقريب ص 200: داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري، أبو يزيد الكوفي، الأعرج، ضعيف، مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
(3) انظر السبعة ص 265، ولم يذكر هنالك حمادا.
(4) في (ت) " الأعشى وابن أبي حماد" وزيادة ابن أبي حماد خطأ.
(5) في (م) " ابن أبي خليع".
(6) علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع، أبو الحسن البجلي البغدادي الخياط، القلانسي، مقرئ ضابط ثقة، عرض على أحمد بن حرب المعدل، عرض عليه أبو القاسم بكر بن شاذان، توفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة. غاية النهاية 1/ 566.
(7) لم أعثر على ترجمته.
(8) في (ت) و (م) " عمرو" وهو خطأ.

(3/1058)


الألف. ونا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني محمد بن يونس «1»، قال: نا أحمد بن سعيد بن شاهين «2»، قال: حدّثنا أبو الربيع، قال: نا بريد «3» بن عبد الواحد عن أبي بكر عن عاصم (أنها) مثله. ونا الفارسي أيضا، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي وقاسم المطرز، قالا: نا أبو كريب، قال: نا أبو بكر، قال: كان عاصم يقرأ أنها، زاد الخثعمي منصوبة. قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية يحيى بن آدم عن أبي بكر من طريق الصريفيني بالوجهين بفتح الهمزة وبكسرها، وبلغني عن ابن مجاهد أنه كان يختار في رواية يحيى عن أبي بكر الكسر، وبلغني عن ابن شنبوذ أنه كان يختار في روايته الفتح «4»، واختلف في ذلك عن الكسائي أيضا، فروى ابن رستم غير نصير عنه أنها بكسر الألف، وكذلك روى محمد بن إدريس الدنداني، وعلي بن أبي نصر النحوي عن نصير أداء، وذكر ابن مجاهد عن الكسائي هذا الحرف في كتابه المفرد بقراءته، ونصّ عليه بالفتح، ولم يتبعه خلافا، فدلّ ذلك على أنه يرويه عن أصحابه عن نصير عنه بالفتح.
قال أبو عمرو: والكسر أصل عن الكسائي، وذلك أن خلف بن إبراهيم نا قال: نا أحمد ابن محمد المكّي، قال: نا علي بن عبد العزيز، قال: نا أبو عبيد، قال: وأما الكسائي فقد كان قرأ بالقراءتين جميعا من الكسر والفتح، فلا أدري على أيّهما ثبت، فلعل نصيرا قد روى عنه الكسر كما رواه عنه أبو عبيد، والذي قرأت به أنا في روايته عن الكسائي الفتح، وكذلك روى سائر الرّواة عن الكسائي «5»، وكذلك قرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل.
__________
(1) في (ت) و (م) " يوسف" والصواب" يونس".
(2) أحمد بن سعيد بن شاهين، روى القراءة عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، روى عنه القراءة محمد بن يونس المطرز. غاية 1/ 57.
(3) في (ت) و (م) " يزيد" وهو خطأ.
(4) والوجهان صحيحان عن أبي بكر، فقد ذكر المؤلف عن أبي بكر وجهين في التيسير ص 106، وذكرهما كذلك ابن الجزري وصححهما في النشر 2/ 261.
(5) والفتح هو المشهور عن الكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 106، وابن الجزري في النشر 2/ 261.

(3/1059)


حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة لا تؤمنون «1» [109] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «2».
ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون. ح ونا «3» ابن غلبون قال: نا محمد بن محمد «4»، قال: نا الباهلي، قال: نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع بالتاء، وذلك غلط من الباهلي؛ لأن الجماعة روت ذلك عن أبي عمر عن إسماعيل بالياء.
حرف:
روى هبيرة عن حفص عن عاصم من قراءتي ويذرهم في طغيانهم [110] بالياء، وروى سائر الرّواة عن حفص بالنون، وبذلك قرأ الباقون «5».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر كل شيء قبلا [111] بكسر القاف وفتح الباء، وقرأ الباقون بضمّ القاف والباء «6».
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص منزّل من ربك [114] بفتح النون وتشديد الزاي، وكذلك روى بريد «7» عن إسماعيل عن نافع، وعن أبي بكر عن عاصم وهو وهم. وقرأ الباقون بإسكان النون وتخفيف الزاي «8».
حرف:
قرأ الكوفيون وتمّت كلمة ربك [115] بغير ألف على التوحيد، ووقف عاصم وحمزة بالتاء، ووقف الكسائي بالهاء ممالة. وقرأ الباقون بالألف على الجمع «9».
[187/ ت]
حرف:
وكلهم قرأ من يضلّ عن سبيله [117] بفتح الياء غير أبي بكر بن مقسم «10»
__________
(1) في (م) " يؤمنون".
(2) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 261.
(3) في (م) " أنا".
(4) لم أعرفه.
(5) والمشهور عن حفص أنه قرأ (ونذرهم) بالنون، وليس في التيسير ولا في النشر ذكر للخلاف فيها لأنها موضع اتفاق.
(6) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 261، 262.
(7) في (ت) و (م) " يزيد" وهو خطأ.
(8) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.
(9) انظر التيسير ص 60، 106، وقال ابن الجزري عن هذه الكلمة وما شابهها: وقد أجمعت المصاحف على كتابة ذلك كله بالتاء. وانظر النشر 2/ 131، 262.
(10) محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم، أبو بكر البغدادي الإمام المقرئ النحوي أخذ القراءة عن إدريس بن الكريم، روى القراءة عنه ابنه أحمد، توفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. غاية 2/ 123.

(3/1060)


عن داود بن سليمان «1» عن نصير عن الكسائي من يضلّ بفتح الياء والضاد، وقرأت لنصير على أبي الفتح بالوجهين واختياري مثل الجماعة. وروى محمد بن عيسى «2» وعلي بن أبي نصر أداء عن نصير عن الكسائي بضم الياء وكسر الضّاد، ولم ينصّ على هذا الحرف أحد من أصحاب نصير بفتح ولا بضمّ إلا أحمد بن يحيى الأصبهاني، فإنه نصّ عليه بنصب الياء، وكذلك لم ينصّ عليه أحد من أصحاب الكسائي، بل أضربوا عنه إلا أحمد بن شريح «3»، فإنه نصّ عليه بضمّ الياء كالذي يروي أداء عن نصير «4».

حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص وقد فصّل لكم ما حرّم عليكم [119] بفتح الفاء والصاد والحاء والراء في الكلمتين، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والمفضل عن عاصم بضمّ فصل وحرّم بضم الفاء والحاء وكسر الصاد والراء فيهما، وقرأ «5» حمزة والكسائي وحمّاد عن عاصم فصل بفتح الصاد والفاء ما حرّم بضمّ الحاء وكسر الراء «6»، نا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد «7»، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة وعن ورش ما حرّم [199] قال أسامة «8» بالنصب، وقال محمد بنصب الحاء، وخالف يونس عن ابن
__________
(1) داود بن سليمان، قال الداني شيخ يروي عنه أبو بكر بن مقسم، أخذ القراءة عرضا عن نصير بن يوسف صاحب الكسائي غاية 1/ 279.
(2) الأصبهاني. تقدم.
(3) أحمد بن الصباح بن أبي سريج، أبو جعفر أو أبو بكر النهشلي، ثقة ضابط كبير قرأ على الكسائي وله عنه نسخة، قرأ عليه الفضل بن شاذان، توفي سنة ثلاثين ومائتين. غاية 1/ 63.
(4) والمشهور عن الكسائي فتح الياء وكسر الضاد في يضل مثل سائر القراء، وهو موضع اتفاق.
(5) في (م) " قرأ حمزة" ليس قبلها واو.
(6) انظر قراءة نافع وحفص عن عاصم، وقراءة حمزة والكسائى، ومثلهما يقرأ أبو بكر عن عاصم، وقراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر في التيسير ص 106، والنشر 2/ 262.
(7) جعفر بن أحمد، أبو محمد البزاز، روى القراءة عن محمد بن الربيع، روى القراءة عنه فارس بن أحمد. غاية 1/ 191.
(8) تقدم ص 99.

(3/1061)


كيسة داود، فروى عنه عن سليم كما روت الجماعة عنه بضمّ الحاء وكسر الراء وهو الصّواب. واختلف عن أبي بكر عن عاصم في ما حرّم وأجمع الرّواة عنه على فصل أنه بفتح الفاء والصّاد، فروى عنه الكسائي وحسين [225/ م] وابن أبي أميّة وإسحاق الأزرق والأعشى والعليمي والبرجمي وابن أبي حمّاد حرّم بضمّ الحاء وكسر الراء مثل حمزة، وبذلك قرأت في رواية يحيى بن آدم عنه، وروى أبو هشام وخلف وابن شاكر وضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر ما حرّم وقال أبو هشام: ربما قرأ بنصب الحاء، وربما رفعها. وقال الآخرون: إنه رفع الحاء ثم فتحها بعد، وروى موسى بن حزام وحسين بن الأسود عنه عن أبي بكر ما حرّم عليكم برفع الحاء، ثم قال: سمعته بعد ذلك يقول: حرّم برفع الحاء، كذا قالا جميعا رواهما. والصواب مما قاله خلف وأصحابه إنه رفع الحاء ثم نصبها. حدّثنا عبد العزيز بن جعفر، قال: نا أبو «1» طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا يحيى، قال: نا أبو بكر، قال: سمعته يقرأ: ما حرّم قال: ثم سمعته بعد ذلك قال: حرّم بنصب الحاء، وروى محمد بن المنذر عن يحيى مثل ما رواه الكسائي وأصحابه عن أبي بكر، ولم يذكر الوجه الآخر. وروى يحيى بن سليمان وهارون بن حاتم عن أبي بكر فصل لكم ما حرّم عليكم [199] بفتحهما جميعا مثل ما يرويه حفص، وكذلك روى عبد الحميد بن صالح البرجمي عن الأعشى عن أبي بكر لم يروه عنه غيره. نا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم فصل منتصبة الفاء ما حرّم مثله «2».

حرف:
قرأ نافع وابن عامر ليضلّوا عن سبيله في إبراهيم [30] وليضلّ عن في الحجّ [9] ولقمان [6] والزمر [8] بضم الياء في الأربعة «3»، وروى إبراهيم بن عبّاد عن «4» هشام وأحمد بن شاكر عن ابن عتبة بإسنادهما عن ابن عامر في إبراهيم [30] ليضلوا بفتح الياء، لم يروه غيرهما «5»، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
__________
(1) سقطت" أبو" من (م).
(2) والمشهور عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ما حرم بضم الحاء وكسر الراء مثل حمزة والكسائي، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 106، وابن الجزري في النشر 2/ 262.
(3) وانظر: التيسير ص 134، النشر 2/ 299.
(4) في (ت) و (م) " إبراهيم بن عباد وهشام"، والصواب" عن هشام".
(5) والمشهور عن ابن عامر ضم الياء في ليضلوا في إبراهيم، وهو المعتمد في التيسير والنشر.

(3/1062)


بفتح الياء في السّتّة «1»، وقرأ الباقون وهم الكوفيون بضمّ الياء فيهن «2»، وروى المفضل عن عاصم في يونس [88] ليضلّوا بفتح الياء، لم يروه عنه غيره «3».

حرف:
قرأ نافع أو من كان ميتا [122] هاهنا والأرض الميتة في يس [33] ولحم أخيه ميتا في الحجرات [12] بتشديد الياء في الثلاثة «4» [188/ ت].
وقرأ الباقون بإسكان الياء فيها «5».
حرف:
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم حيث يجعل رسالته [124] بغير ألف وفتح التاء على التوحيد. وقرأ الباقون بالألف وكسر التاء على الجمع «6».
حرف:
قرأ ابن كثير ضيقا [125] هاهنا وفي الفرقان [13] بإسكان الياء.
وقرأ الباقون بتشديدهما «7».
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد حرجا [125] بكسر الراء وقرأ الباقون وحفص والمفضل عن عاصم بفتحها «8».
حرف:
قرأ ابن كثير كأنما يصعد [125] بإسكان الصاد وتخفيف العين من غير ألف، وقرأ عاصم في غير رواية حفص يصاعد بفتح الياء والصاد وتشديدها وألف بعدها وتخفيف العين، هذا قول الجماعة عن أبي بكر إلا ابن أبي حمّاد،
__________
(1) أي في المواضع السابقة، وتتمة الستة قوله تعالى: ليضلون هنا في الأنعام (119) وقوله تعالى ليضلوا في يونس (88)، وقد قرأ نافع وابن عامر أيضا بفتح الياء في موضعي الأنعام ويونس.
وكان على المصنف- رحمه الله- أن ينص على موضعي الأنعام ويونس. وقد نص عليهما في التيسير ص 106، وكذلك نص عليهما ابن الجزري في النشر 2/ 262 وانظر أيضا:
التيسير ص 134، النشر 2/ 299.
(2) وانظر: التيسير ص 106، 134، النشر 2/ 262، 299.
(3) والمشهور عن عاصم ضم الياء في موضع يونس كما قرأ في الخمسة الباقية، وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(4) كلمة" الثلاثة" مطموسة في (ت).
(5) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 224.
(6) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.
(7) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.
(8) وانظر: التيسير ص 106، النشر 2/ 262.

(3/1063)


وحسين «1» بن علي، وهارون بن حاتم، ومحمد بن عبد الله الحيري عن الأعشى، فإنهم رووا «2» عنه يصّعد بتشديد الصاد والعين من غير ألف وبذلك قرأ الباقون «3».

حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص ويوم يحشرهم [128] وهو الثاني من هذه السورة، وكذا الثاني من يونس [45] ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا وفي الفرقان [17] وفي سبأ [40] ويوم يحشرهم ثم يقول بالياء في الأربعة، وتابعه ابن كثير على الياء في الذي في الفرقان خاصة. وقرأ الباقون بالنون في الجميع «4»، وأجمعوا على النون في الأول من هذه السورة «5» ومن سورة يونس «6».
حرف:
قرأ ابن عامر وما ربّك بغافل عمّا تعملون [132] بالتاء، وقرأ الباقون بالياء «7». نا «8» الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ كل شيء في القرآن وما ربك بغافل عمّا تعملون بالتاء، فدلّ على أنه يوافق ابن عامر «9».
__________
(1) في (ت) " جبير" وهو خطأ.
(2) في (م) " روا" بواو واحدة، وهو خطأ.
(3) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ يصاعد بفتح الياء والصاد وتشديدها وألف بعدها وتخفيف العين. وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 262.
(4) وانظر: التيسير ص 107، 163، النشر 2/ 262، 333، 351.
(5) والأول المجمع عليه بالنون في هذه السورة ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم (22).
(6) والأول المجمع عليه بالنون في يونس ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم (28).
(7) انظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 262، 263.
(8) في (م) " فا الفارسي"، وهو خطأ.
(9) ورد قوله تعالى وما ربك بغافل عما تعملون في ثلاثة مواضع:
الأول: هنا في الأنعام.
والثاني: في آخر هود (آية 123).
والثالث: آخر النمل (آية 93).
والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ المواضع الثلاثة بالياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، 126، وابن الجزري في النشر 2/ 262، 263.

(3/1064)


حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد مكاناتكم [135] ومكاناتهم هاهنا وفي هود [93] ويس [67] والزمر [39] بالألف على الجمع، وقرأ الباقون وحفص والمفضل عن عاصم بغير ألف على التوحيد «1».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي من يكون له عاقبة الدار [135] هاهنا، وفي القصص [37] بالياء، وروى المفضل عن عاصم هاهنا وفي القصص مثلها، وكذلك روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر. وقرأ الباقون بالتاء في السورتين «2».
حرف:
قرأ الكسائي بزعمهم [136 و 138] في الموضعين بضمّ الزاي.
وقرأهما الباقون بفتح الزاي «3».
حرف:
قرأ ابن عامر وكذلك زيّن [137] بضم الزاي وكسر الياء قتل [137] برفع اللام أولادهم [137] بنصب الدال شركائهم [137] بخفض الهمزة، قال ابن ذكوان: شركائهم «4» بياء ثابتة في الكتاب «5» والقراءة، قال:
وأخبرني أيّوب، قال: قرأت على أبي «6» عبد الملك قاضي الجند «7» زيّن لكثير من المشركين قتل أولادهم شركائهم [137] فقلت له: إن في مصحفي وكان قديما شركائهم فمحى أبو «8» عبد الملك الياء وجعل مكان الياء واوا، قال أيوب ثم قرأت على يحيى بن الحارث شركاؤهم فردّ على يحيى شركائهم بالياء، فقلت: إنه كان في مصحفي بالياء فحككت، وجعلت واوا، فقال يحيى: أنت رجل محوت [226/ م] الصواب وكتبت الخطأ، فرددتها في المصحف على الأمر الأول
__________
(1) وانظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 263.
(2) والمشهور عن عاصم من رواية أبي بكر أنه قرأ من تكون له عاقبة الدار في الموضعين بالتاء، كما قرأ حفص عن عاصم، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 263.
(3) وانظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 263.
(4) في (م) " بشركائهم" وزيادة الباء خطأ.
(5) انظر المقنع ص 103.
(6) سقطت" أبي" من (م).
(7) أبو عبد الملك الشامي قاضي الجند، عرض على يحيى بن الحارث الذماري، روى القراءة عنه أيوب بن تميم. غاية 1/ 618.
(8) سقطت" أبو" من (م).

(3/1065)


بالياء. وقرأ الباقون زيّن بفتح الزاي والياء قتل بنصب اللام أولادهم بخفض الدال شركاؤهم برفع الهمزة «1» ما خلا ضرار بن صرد، فإنه روى عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم، وكذلك زيّن بضم الزاي وكسر الياء مثل ابن عامر ويخالفه «2» الجماعة عن يحيى عن أبي بكر، فروت ذلك بفتح الزاي والياء «3» «4».

حرف:
قرأ ابن كثير، وإن يكن [139] بالياء ميتة بالرفع وقرأ ابن عامر وإن تكن بالتاء على التأنيث ميتة بالرفع، وروى الداجوني عن أصحابه عن هشام بالياء والرفع مثل ابن كثير، وهو «5» غلط «6» وقرأ «7» عاصم في رواية المفضل وحمّاد وابن بكير «8» بالتاء ميتة [139] بالنصب، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروى عنه العليمي والبرجمي وحسين الجعفي وابن أبي أمية وهارون بن حاتم وعبيد بن نعيم والشموني وابن غالب وابن جنيد ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى [189/ ت] وابن جامع وابن جنيد وابن أبي حمّاد وخلف وابن المنذر وحسين العجلي وموسى بن حزام والصريفيني عن يحيى وإن تكن [139] بالتاء كرواية حمّاد والمفضل، وروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وإسحاق الأزرق والتيمي عن الأعشى والرفاعي وضرار بن صرد عن يحيى وإن يكن بالياء في يكن بالياء «9». وأجمعوا عنه على نصب ميتة. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالياء في يكن ونصب
__________
(1) انظر: التيسير ص 107، النشر 2/ 263.
(2) في (م) " وخالفه".
(3) رواية: ضرار بن صرد رواية شاذة، لمخالفته الجماعة عن يحيى عن أبي بكر.
(4) انظر في توجيه القراءتين: املاء ما من به الرحمن 1/ 262.
(5) العبارة في (م) هكذا" قرأ ابن عامر تكن بالتاء والرفع وهو غلط"، والصواب ما في (ت) أي من بداية هذا الحرف وهذا الذي في (م) موجود في (ت) إلا أن العبارة مصححة في الهامش.
(6) قلت: قد ذكر ابن الجزري الروايتين عن الداجوني، وصححهما- أي التأنيث والتذكير في يكن وقال: إلا أن التذكير أشهر عنه. والله أعلم.
انظر النشر 2/ 265.
(7) في (م) " قرأ" بدون واو.
(8) لم أعثر على ترجمته.
(9) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ تكن بالتاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 265.

(3/1066)


ميتة. الذين قتلوا «1» [140] أكله [141] وخطوات [142] مذكور قبل «2».

حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وابن عامر وأبو عمرو يوم حصاده [141] بفتح الحاء، واختلف عن حفص فروى أبو عمارة وهبيرة فيما قرأت له بكسر الحاء، وروى عنه عمرو وعبيد والقوّاس وابن شاهي وابن واقد «3» بفتح الحاء، وكذلك ذكر ابن مجاهد عن الخزاز عن هبيرة عنه «4»، وقال غيره عن الخزاز عن هبيرة بكسر الخاء، وبذلك قرأت من طريق الخزاز وحسنون عنه. وبذلك قرأ الباقون «5».
حرف:
قرأ ابن كثير في غير رواية ابن فليح وابن عامر وأبو عمرو من المعز [143] بفتح العين. وقرأ الباقون وابن فليح عن ابن كثير بإسكان العين، وكذلك روى «6» الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام «7» والزينبي عن أبي صالح الجدي «8» عن القوّاس.
حرف:
وكلهم قرأ فيما أوحي إليّ [145] على ما لم يسمّ فاعله إلا ما رواه
__________
(1) في الفقرة رقم (175).
(2) في الفقرة (61).
(3) عبد الرحمن بن عبيد الله بن واقد، أبو مسلم الواقدي الختلي، المؤدب البغدادي مقرئ معروف، سمع الحروف من حفص بن سليمان، وأخذ القراءة عرضا عن حمزة بن القاسم الأحول، روى عنه القراءة أحمد بن فرح المفسر. غاية 1/ 381.
(4) انظر السبعة ص 271.
(5) والمشهور عن حفص أنه قرأ بفتح حاء حصاده وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 107، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
(6) سقطت" روى" من (ت).
(7) والمشهور عن ابن كثير فتح العين في المعز، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
وأما هشام فقد ذكر عنه ابن الجزري الروايتين: فتح العين وإسكانها في المعز، وانظر النشر 2/ 266، واقتصر الداني في التيسير ص 108 لهشام على فتح العين.
(8) سعدان بن كثير، أبو صالح الجدي المكي، عرض على أحمد بن محمد بن عون القواس، روى القراءة عنه محمد بن موسى الزينبي، مات سنة تسعين ومائتين. غاية النهاية 1/ 304.

(3/1067)


عبيد بن [عبد] الحميد «1» بن بكّار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ فيما أوحي إليّ بفتح الهمزة والحاء «2».

حرف:
قرأ ابن كثير وحمزة إلا أن تكون [145] بالتاء ميتة [145] بالنصب، وقرأ ابن عامر بالتاء والرفع، وروى الداجوني أداء عن أصحابه عن هشام بالياء والرفع قال:
وقد روى عنه بالتاء. وقرأ الباقون بالياء والنصب «3».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم تذكرون [152] إذا كان بالتاء وحسن معها تاء أخرى بتخفيف الذال في جميع القرآن. وكذلك روى يحيى بن سليمان «4» الجعفي عن أبي بكر عن عاصم، وروى ابن مجاهد بإسناده «5» عن أبي زيد عن المفضل عن عاصم فلولا تذكرون في الواقعة [62] خفيفة الذال «6». وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر في الواقعة بالتخفيف. وقرأ الباقون بالتشديد «7»، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر «8».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي إن هذا صراطي مستقيما [153] بكسر الهمزة وتشديد النون. وقرأ ابن عامر بفتح الهمزة وتخفيف النون. وقرأ الباقون بفتح الهمزة وتشديد النون «9». وحدّثنا الفارسي «10»، عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر عن عاصم وإن هذا [153] بكسر الهمزة، قال: ولم يذكر لنا أبو طاهر «11» خلافا في
__________
(1) في (م) " عبيد بن الحميد" وهو خطأ.
(2) رواية عبد الحميد بن بكار رواية شاذة، وليس لها ذكر في التيسير ولا في النشر.
(3) المشهور عن ابن عامر أنه قرأ الا أن تكون بالتاء، وأما رواية الداجوني أداء عن هشام بالياء، فقد انفرد بها ابن المفسر عن الداجونيّ كما قال ابن الجزري في النشر 2/ 266.
والذي اعتمده الداني أيضا في قراءة ابن عامر أنها بالتاء. وانظر التيسير ص 108.
(4) في (م) " سليم" وهو خطأ.
(5) في (م) " بإسناد" فسقطت الهاء.
(6) لم أجد هذه الرواية في كتاب السبعة.
(7) في (م) " بتشديد" وأصوب منه ما في (ت).
(8) والمشهور عن ابن عامر وأبي بكر عن عاصم تشديد الذال في جميع المواضع، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
(9) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 266.
(10) في (م) " الفارسي قال نا عبد العزيز" و" قال نا" زائدة، في (ت) عبارة" قال نا عبد العزيز بن محمد" مشطوب عليها.
(11) في (م) " ولم ذتا أبو بكر" بدلا من ولم يذكر لنا أبو طاهر، والصواب ما في (ت).

(3/1068)


ذلك عن حفص أنه فتحها، وقد سمع هذا الكتاب من الخزاز «1».

حرف:
قرأ حمزة والكسائي والبرجمي وحده عن أبي بكر عن عاصم إلا أن يأتيهم الملائكة [158] هاهنا، وفي النحل [33] بالياء. وقرأهما الباقون بالتاء، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «2».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي فارقوا دينهم [159] هاهنا، وفي الروم [32] بالألف وتخفيف الراء، وقرأهما الباقون بتشديد الراء من غير ألف «3»، وقد ذكرت اختيار أبي بكر «4».
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر دينا «5» قيّما [161] بكسر القاف وفتح الياء مخففة. وقرأ الباقون بفتح القاف وكسر الياء مشدّدة، وكذلك روى أبو زيد عن المفضل عن عاصم والوليد عن يحيى عن ابن عامر «6».
في هذه السورة من ياءات الإضافة عشر [190/ ت]: أولاهنّ أني أمرت [14] فتحها نافع. وأسكنها الباقون «7». أني أخاف [15] وأني أراك [74] فتحهما الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكار، وأسكنهما «8» الباقون «9».
وجهي «10» للذي [79] فتحها نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص، وفي
__________
(1) والمشهور عن عاصم من رواية حفص وأبي بكر فتح همزة أن هذا وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(2) والمشهور عن أبي بكر أنه قرأ الموضعين بالتاء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 266.
(3) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 266.
(4) في الفقرة (110).
(5) سقطت" دينا" من (ت).
(6) والمشهور عن عاصم وابن عامر كسر القاف وفتح الياء مخففة في قيما، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(7) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 267.
(8) في (م) " أسكنها" وهو خطأ.
(9) والمشهور عن ابن عامر أنه أسكن الياء في الموضعين: اني أخاف، اني أراك، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(10) في (ت) و (م) " وجهي لله" وهو خطأ.

(3/1069)


رواية ابن أبي أمية والشموني وابن غالب والخواص عن الأعشى عن أبي بكر عنه.
وأسكنها الباقون، وكذلك روى التيمي وابن جنيد عن الأعشى «1» وابن جبير عن رجاله عن نافع «2» صراطي مستقيما [153] فتحها ابن عامر والأعشى من رواية الشموني وابن غالب والخواص وحسين الجعفي من رواية خلّاد والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم، وأسكنها الباقون. وكذلك روى التيمي وابن جنيد عن الأعشى عن أبي
بكر «3» ربّي إلى صراط [161] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «4» قل إن صلاتي ونسكي [162] فتحهما الأعشى عن أبي بكر من رواية ابن شنبوذ عن الخياط [227/ م] عن الشموني عنه، وكذلك نصّ عليه الخياط في كتابه وسكنهما الباقون.
وكذلك روى ابن غالب عن الأعشى والنقّار والنقّاش وغيرهما عن الخياط، وبذلك قرأت في الروايتين عن الأعشى وبه آخذ «5». ومحياي [162] أسكنها نافع باختلاف عن ورش نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى. وفتحها الباقون ومماتي لله [162] فتحها نافع وأسكنها الباقون «6»، وقد تابع نافعا على إسكان محياي وفتح مماتي حفص عن عاصم من رواية أبي عمر عن أبي عمارة عنه، وخالفته الجماعة عن حفص في ذلك «7»، وروى ابن جبير عن أصحابه عن نافع ومماتي بالإسكان لم يرو ذلك أحد غيره «8»، وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر ومحياي ومماتي
__________
(1) والمشهور عن أبي بكر إسكان الياء في قوله تعالى جهي للذي وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، والذي سار عليه ابن الجزري في النشر 2/ 267.
(2) والمشهور عن نافع ما ذكره المؤلف عنه أولا أنه فتح ياء وجهي للذي وهو المعتمد في التيسير والنشر.
(3) والمشهور عن أبي بكر إسكان ياء صراطي مستقيما، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(4) وانظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 267.
(5) لما كان المشهور عن أبي بكر إسكان الياء في صلاتي ونسكي- فتكون قراءته مثل سائر القراء- لذا لم يذكر المؤلف هاتين الياءين في ياءات الإضافة في التيسير آخر سورة الأنعام، ولم يذكرهما- كذلك- ابن الجزري في النشر.
(6) انظر: التيسير ص 108، النشر 2/ 267.
(7) والمشهور عن حفص اسكان ياء ومماتي لله، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري في النشر 2/ 267.
(8) والمشهور عن نافع ما ذكره المؤلف عنه إلا أنه فتح ياء ومماتي لله، وهو المعتمد في التيسير والنشر.

(3/1070)


جزم «1»، فأما الاختلاف الذي جاء عن ورش في محياي فإن أحمد بن صالح روى «2» عنه أنه فتحها، وقال: نا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن «3» أصحابه عن ورش عن نافع أنه فتح ياء محياي «4» بعد ما أسكنها «5»، وبذلك قرأت على أبي الفتح في رواية أبي يعقوب الأزرق عنه من قراءته على المصريين، وبه كان يأخذ أبو غانم المظفر بن أحمد «6» صاحب أبي جعفر أحمد بن هلال «7» ومن أخذ عنه فيما بلغني.
وروى الأصبهاني عن أصحابه عنه أنه فتحها، قال ذلك عنه في سورة البقرة حين ذكرها مع هداي وقال هاهنا عنه: إنه أسكنها وهو الصحيح من قوليه «8»، وبذلك قرأت على الخاقاني خلف بن إبراهيم عن قراءته على إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب عنه، وبذلك أقرأني ابن غلبون أيضا عن قراءته على أصحاب أبي بكر بن سيف «9» عن أبي يعقوب، وبه قرأت لورش من جميع الطرق، وكذلك حكى لي أبو الحسن «10» عن عتيق بن ما شاء الله «11» أنه قرأ على أبي جعفر بن هلال، وعن
__________
(1) والمشهور عن ابن عامر أنه قرأ محياي بفتح الياء، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 108، وابن الجزري 2/ 267.
(2) في (م) " وروى" وزيادة الواو خطأ.
(3) سقطت" عن" من (م)، والصواب إثباتها.
(4) في (م) " أنه فتحها محياي" وهو خطأ.
(5) انظر السبعة لابن مجاهد ص 275.
(6) المظفر بن أحمد بن حمدان، أبو غانم المصري، مقرئ جليل، نحوي ضابط، أخذ القراءة عرضا عن أحمد بن هلال، روى القراءة عنه عرضا عمر بن عراك وألف كتابا في اختلاف السبعة، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. غاية 2/ 301.
(7) أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال، أبو جعفر الأزدى المصري، أستاذ كبير محقق ضابط، قرأ على أبيه، قرأ عليه عتيق بن ما شاء الله، توفي سنة عشر وثلاثمائة. غاية 1/ 74.
(8) والإسكان هو ما ذكره ابن الجزري عن الأصبهاني عن ورش. وانظر النشر 2/ 172.
(9) عبد الله بن مالك بن عبد الله بن يوسف بن سيف، أبو بكر التجيبي المصري النجار، مقرئ متصدر، محدث إمام ثقة، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش، روى عنه القراءة إبراهيم بن محمد بن مروان، توفي سنة سبع وثلاثمائة. غاية 1/ 445.
(10) طاهر بن غلبون. تقدم.
(11) عتيق بن ما شاء الله بن محمد، أبو بكر المصري الغسال، شيخ مقرئ معروف، روى

(3/1071)


إبراهيم بن محمد «1» أنه قرأ على ابن سيف. وعلى ذلك عامّة أهل الأداء من المصريين وغيرهم، وهو الذي رواه ورش عن نافع أداء وسماعا. والفتح اختيار منه اختاره «2» لقوته «3» في العربية كما نا «4» أحمد بن عمر الجيزي، قال: نا أحمد بن إبراهيم، قال: نا بكر بن سهل، قال: نا عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع ومحياي واقفة الياء. قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل قوله مثواي [يوسف: 23] وزعم أنه أقيس في النحو «5»، وأخبرني محمد بن سعيد الام «6» في كتابه، قال: نا محمد بن أحمد بن خالد، قال: نا أبي، قال: أخبرني إبراهيم بن محمد بن بازي، قال: أخبرني عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع محياي واقفة الياء، قال عبد الصمد: أمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها كما ينصب حمزة، وزعم أنه أحبّ إليه وأقيس في النحو، تابع أبو «7» الأزهر داود بن «8» أبي طيبة، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عمر بن محمد بن «9» الحضرمي «10»، قال: نا أحمد بن محمد بن زكريا «11»، قال: نا «12» عبيد بن محمد،
__________
القراءة عن أحمد بن هلال، روى عنه القراءة أبو الطيب بن غلبون وابنه أبو الحسن، توفي في عشر الستين وثلاثمائة. غاية 1/ 500.
(1) إبراهيم بن محمد بن مروان، أبو اسحاق الشامي الأصل المصري الدار، ضابط ماهر، عارف بقراءة ورش، عالي السند فيها، قرأ على أبي بكر بن سيف، قرأ عليه عبد المنعم بن غلبون عرضا وابنه طاهر الحروف. غاية 1/ 26.
(2) في النسختين" اختار"، ولعل الصواب اختاره كما أثبته.
(3) في (م) " لقومة"، وهو خطأ.
(4) في (م) " أنا".
(5) في (م) " في الجواب" بدلا من" في النحو" وهو خطأ والصواب الثاني.
(6) لم أعثر على ترجمته.
(7) في (م) " أنا الأزهر" وهو خطأ.
(8) في (م) " داود أبي طيبة" فسقطت" بن".
(9) سقطت" بن" من (م).
(10) عمر بن محمد بن عراك بن محمد، أبو حفص الحضرمي المصري الإمام، أستاذ في قراءة ورش، سمع الحروف من أحمد بن محمد بن زكريا الصدفي، قرأ عليه فارس بن أحمد. توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة. غاية 1/ 597.
(11) لم أعثر على ترجمته.
(12) في (م) " أنا".

(3/1072)


قال: نا «1» داود عن ورش عن نافع ومحياي موقوفة الياء قال داود: أمرني عثمان ابن سعيد أن أنصبها مثل مثواي، وزعم أنه أقيس في النحو. تابعهما يونس بن عبد الأعلى، فحدّثنا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا أبو محمد جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن ورش عن نافع ومحياي موقوفة الياء ومماتي منصوبة الياء، قال يونس: قال لي عثمان بن سعيد: وأحبّ إليّ أن أنتصب محياي ويوقف مماتي. قال أبو عمرو: فدلّت حكاية هؤلاء المشهورين بالضبط والإتقان وحسن الاضطلاع «2»، على أن رواية ورش عن نافع أداء وسماعا هي الإسكان لا غير، وأن الفتح اختيار منه صار إليه لما ذكروه عنه من اطّراده في اللغة وقوّته في قياس العربية. حدّثنا ابن غلبون قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا ابن سيف. ح ونا الخاقاني، قال: نا عبد العزيز بن علي «3»، قال: نا إبراهيم بن حمدان «4»، قال: نا إسماعيل النحّاس. ح ونا أبو الحسن شيخنا، قال: نا عتيق بن ما شاء الله، قال: نا أحمد بن هلال، قال: نا إسماعيل، قال: نا أبو يعقوب عن ورش عن نافع محياي واقفة الياء لم يذكر أبو يعقوب في روايته عن ورش غير ذلك، فأما الخبر الذي حدّثناه عبد العزيز بن محمد بن إسحاق قال: نا عبد الواحد بن عمر «5»، قال: نا أحمد بن موسى، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن «6»، قال: نا الفضل بن يعقوب الحمراوي، قال «7»: نا أبو الأزهر عبد الصّمد
__________
(1) في (م) " أنا".
(2) في (م) " الاصطلان" وهو خطأ.
(3) عبد العزيز بن علي بن أحمد بن محمد، أبو عدي المصري، يعرف بابن الإمام، مقرئ محدث ضابط، شيخ القراء ومسندهم بمصر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أحمد بن هلال، وروى الحروف عن إبراهيم بن حمدان، روى عنه القراءة عرضا وسماعا خلف بن إبراهيم الخاقاني، مات سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وقيل ثمانين وقيل إحدى وثمانين. غاية 1/ 394.
(4) إبراهيم بن حمدان بن عبد الصمد، أبو اسحاق الأندلسي، قرأ على اسماعيل بن عبد الله النحاس، أخذ عنه عبد العزيز بن محمد بن اسحاق. غاية 1/ 13.
(5) في (م) " قال نا عبد العزيز الواحد بن عمر" وهو خطأ.
(6) محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، أبو جعفر الأرزناني الأصبهاني ثم البغدادي، روى القراءة عن الفضل بن يعقوب الحمراوي، روى عنه ابن مجاهد غاية 2/ 166.
(7) في النسختين" قال" مكررة هنا، ولا داعي للتكرار.

(3/1073)


بن عبد الرحمن «1» عن ورش: كان نافع يقرأ أولا محياي [162] ساكنة الياء يرجع إلى تحريكها بالنصب «2»، فخبر باطل ولا يثبت عن نافع. ولا يصحّ من جهتين: إحداهما «3»: مع «4» انفراده وشذوذه «5» معارض للأخبار «6» التي «7» رواها من تقوّم الحجة بنقله، ويجب المصير إلى قوله، والانفراد والشذوذ لا يعارضان التواتر ولا يردّان قول الجمهور. والجهة الثانية: أن نافعا لو كان قد زال عن الإسكان إلى الفتح لعلم ذلك من بالحضرة من أصحابه الذين رووا عنه اختياره ودوّنوا عنه حروفه كإسحاق «8» بن محمد المسيّبي وإسماعيل بن جعفر الأنصاري وسليمان بن جماز «9» الزهري وعيسى بن مينا الزرقي وغيرهم ممن «10» لم يزل ملازما له، ومشاهدا لمجلسه من لدن تصدره [228/ م] إلى حين وفاته، ولرووا «11» ذلك عنه أو رواه بعضهم إذ «12» كان محالا أن يغير شيئا من اختياره ويزول عنه إلى غيره وهم بالحضرة معه وبين يديه «13» ولا يعرفهم بذلك ولا يوقفهم عليه، ويقول لهم: كنت قد «14» اخترت كذا ثم زلت إلى كذا، فدوّنوا «15» ذلك عني وغيروا ما زلت «16» عنه
__________
(1) في (ت) و (م) " عبد الواحد" والصواب" عبد الرحمن".
(2) انظر السبعة ص 275.
(3) في (م) " أحد" والصواب إحداهما كما في (ت).
(4) في (م) " منع" وهو خطأ.
(5) في (م) " وسودد" وهو خطأ.
(6) في (م) " معارض الأخبار" وهو خطأ.
(7) في (م) " الذي".
(8) في (م) " الإسحاق" وهو خطأ.
(9) سليمان بن مسلم بن جماز، أبو الربيع الزهري، مولاهم المدني، مقرئ جليل ضابط، عرض على أبي جعفر وشيبة ثم عرض على نافع، عرض عليه إسماعيل بن جعفر، مات بعد السبعين ومائة. غاية 1/ 315.
(10) في (م) " من".
(11) في (م) " وكرروا ذلك" وهو خطأ.
(12) في (م) " إذا كان" وهو خطأ.
(13) في (م) " وبين يد يد" وهو خطأ.
(14) سقطت" قد" من (ت).
(15) كذا في (م)، وهو الصواب، وفي (ت) " فدونوه".
(16) في (م) " وغيروا ما إذ رأيته" وهو خطأ.

(3/1074)


من اختياري، فلم يكن ذلك «1»، وأجمع كل أصحابه على رواية الإسكان عنه نصّا وأداء دون غيره، فثبت «2» أن الذي رواه الحمراوي عن أبي الأزهر عن ورش باطل لا شك في بطلانه «3»، فوجب اطراحه ولزم المصير إلى سواه بما يخالفه ويعارضه.
قال أبو عمرو: والذي يقع في نفسي وهو الحق إن شاء الله تعالى «4»: أن أبا الأزهر حدّث الحمراوي الخبر موقوفا على ورش كما رواه عنه من قدّمنا ذكره من جملة أصحابه وثقات رواته دون اتصاله بنافع، وإسناد الزوال عن الإسكان إلى الفتح إليه إلى ورش دونه، فنسي ذلك على طول الدهر من الأيام، فلما أن حدّث به أسنده إلى نافع ووصله به وأضاف القصة إليه، فحمله الناس عنه كذلك «5»، وقبله جماعة [192/ ت] من العلماء وجعلوه حجة وقطعوا بدليله على صحة الفتح، ومثل ذلك قد يقع لكثير من نقلة الأخبار الموقوفة والأحاديث المرسلة والمقطوعة لنسيان يدخلهم أو لغفلة تلحقهم، فإذا رفع «6» ذلك إلى أهل المعرفة ميّزوه ونبّهوا عليه وعرفوا «7» بعلّته وسبب الوهم فيه، فإن كان الأمر كذلك فلا سبيل إلى التعليق في صحة الفتح بدليل هذا الخبر؛ إذ هو عن مذهب نافع واختياره بمعزل.
ومما يؤيد جميع ما أوردناه، ويدلّ على صحة ما أوّلناه، ويحقّق قول الجماعة عن ورش: ما أخبرناه عبد العزيز بن محمد المقرئ، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو بكر شيخنا، قال: نا الحسن بن علي، قال: نا أحمد بن صالح عن ورش أنه كره إسكان الياء من محياي ففتحها «8»، وهذا مما لا يحتاج معه إلى زيادة بيان، ويدل على أن السبب كان ما ذكرناه «9» ما رواه ابن وضّاح عن عبد الصمد أنه
__________
(1) في (م) " ذلكم".
(2) في (م) " تبت" وهو خطأ.
(3) في (م) " بطوله" وهو خطأ.
(4) في (ت) " تع" وهو اختصار غير جيد من الناسخ، فأثبت ما في (م).
(5) في (م) " وكذلك" وزيادة الواو خطأ.
(6) في (م) " وقع".
(7) في (م) " عرفوا" فسقطت الواو قبلها.
(8) لم أجدها في كتاب السبعة.
(9) في (م) " مما".

(3/1075)


قال: أنا «1» أتّبع نافعا على إسكان الياء في محياي، وأدع ما اختاره ورش من فتحها. نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم قال: نا ابن مجاهد عن ابن الجهم عن الهاشمي عن إسماعيل عن نافع أنه فتح ياء محياي «2»، وذلك وهم وغلط من ابن الجهم من جهتين: إحداهما: أن الهاشمي لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر فيه في «3» مكانين إسكان الياء «4». والثانية: أن إسماعيل نصّ عليها في كتابه المصنّف في قراءة المدنيين «5»، وهو الذي رواه عنه الهاشمي وغيره بالإسكان. نا الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد قال: نا أبو عمر قال: نا إسماعيل عن نافع ومحياي [162] مجزومة الياء «6».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة، وهي قوله: وقد هدان ولا أخاف [80] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل، وفي رواية أبي مروان عن قالون، وأبي عمرو. وحذفها الباقون في الحالين «7»، والله أعلم.
__________
(1) سقطت" أنا" من (ت).
(2) لم أجدها في كتاب السبعة.
(3) في (م) " من مكانين" وهو خطأ.
(4) سقطت كلمة" الياء" من (م) وهي مستدركة في هامش (ت).
(5) لم أقف على هذا الكتاب.
(6) وانظر التيسير ص 108، 109، وقال المؤلف هنالك ما قاله هنا: ان ورشا روى عن نافع الإسكان مثل قالون، وكان يختار من عند نفسه الفتح.
وانظر النشر 2/ 172، 173، وذكر هنالك أن الأصبهاني روى عن ورش اسكان الياء، ونقل الخلاف عن الأزرق عن ورش في اسكان الياء وفتحها.
(7) والمشهور عن نافع أنه حذف الياء من وقد هدان وصلا ووقفا، وهو ما اعتمده المؤلف في التيسير ص 109، وابن الجزري في النشر 2/ 267.

(3/1076)