جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم «1» في سورة الأعراف «2»
حرف:
قرأ ابن عامر قليلا ما تذكرون [3] بالياء والتاء «3»، وكذا في مصاحف أهل الشام «4»، هذه رواية «5» ابن ذكوان وابن بكّار «6» وابن عتبة «7»
__________
(1) الاختلاف بين القراء هنا يراد به ما تفاوتت فيه قراءتهم، وتغايرت ألفاظهم من الأوجه، مما اختلف فيه أئمة القراء السبعة ونظراؤهم المعروفون بصحة النقل، وإتقان الحفظ وهم في جميع ذلك متبعون. وقد اقتدى الناس من أهل الأمصار بقراءاتهم، وتمسكوا بها وهو اختلاف تنوع وتغاير مع السلامة من التضاد والتناقض. انظر: (النشر 1/ 28، 37، 49)، و (الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها) للدكتور حسن عتر ص 195.
(2) الأعراف: جمع (عرف) وهو في اللغة: المكان المشرف المرتفع من الأرض، وهو السور الذي بين الجنة والنار وسمي بذلك لارتفاعه، ومنه عرف الديك. وهي: سورة مكية من السبع الطوال، وعدد آياتها مائتان وخمس بصري وشامي، وست مدني ومكي وكوفي.
(تفسير الطبري) 8/ 188، و (تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم ... ) ص 171، و (البيان في عد آي القرآن) ص 155، و (جمال القراء) 1/ 61، و (القاموس المحيط) 3/ 174 و (تفسير القرطبي) 7/ 135. و (القول الوجيز) ص 192.
(3) أي وبتخفيف الذال على الغيبة. والمعنى: قليلا ما يتذكر هؤلاء يا محمد. قلت وفي القراءة انفرادة السبعية عن الإمام ابن عامر انظر: (الكشف عن وجوه القراءات) 1/ 46، و (شرح الهداية) 2/ 297، و (وما انفرد به كل من القراء السبعة) ص 144.
(4) انظر كتاب (المقنع) ص 103، و (النشر) 2/ 267.
(5) الرواية جمعها (روايات) وهي كل خلاف ينسب للراوي عن أقسام مما اجتمع عليه الرواة.
انظر: (سراج القارئ) / ص 13، و (الإضاءة) ص 10، و (الاختلاف بين القراء) ص 95، و (علم القراءات) ص 29.
(6) عبد الحميد بن بكار أبو عبد الله الكلاعي الدمشقي، نزيل بيروت، أخذ القراءة عرضا عن أيوب ابن تميم القارئ، وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة يحيى. مقبول، من العاشرة.
انظر: (تقريب) 1/ 467، و (غاية النهاية في طبقات القراء) 1/ 358،.
(7) الوليد بن عتبة بن بنان أبو العباس الأشجعي الدمشقي، مقرئ حاذق معروف ضابط، ولد سنة 176 هـ، عرض على أيوب بن تميم، وروى عنه القراءة عرضا أحمد بن نصر.
قال أبو زرعة الدمشقي: كان القراء بدمشق يحكمون القراءة الشامية العثمانية، ويضبطونها:
هشام وابن ذكوان والوليد بن عتبة وقال البخاري: هو معروف الحديث ت سنة 240 هـ، من الطبقة السادسة عند الذهبي ومن العاشرة عند ابن حجر.
(التقريب) 2/ 334، و (معرفة القراءة الكبار) 1/ 21، و (غاية النهاية) 2/ 360.

(3/1077)


وابن مسهر «1» والحلواني «2» وأحمد بن النضر «3» عن هشام، وبذلك قرأت من طريق «4» ابن عبّاد «5» عنه. ونا «6» طاهر بن غلبون «7»،
__________
(1) عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر الغساني الدمشقي، أحد شيوخ دمشق بعد ابن ذكوان، أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم القارئ ونافع بن أبي نعيم، وروى عنه القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام، ولد سنة 140 هـ، ومات محبوسا بسبب الفتنة بالقرآن بالعراق سنة 218 هـ، أطرى عليه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل، وحديثه في الكتب الستة ثقة فاضل من كبار العاشرة.
(التقريب) 1/ 465، و (سير أعلام النبلاء) 10/ 228، و (غاية النهاية) 1/ 355.
(2) أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، الشيخ المقرئ المسند، أستاذ ماهر صالح ثقة عارف بالقراءات، عالي الرواية، قرأ على الحسن بن غالب، وقرأ عليه سبط الخياط، ضعف في الحديث من، الطبقة الثانية عشر. (معرفة القراء 1/ 463) و (سير أعلام النبلاء) 9/ 380 و (غاية النهاية) 1/ 84.
والحلواني بضم الحاء المهملة وسكون اللام والنون بعد الواو والألف نسبة إلى حلوان وهي آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال. (الأنساب) 2/ 247.
(3) أحمد بن النضر بن بحر أبو جعفر العسكري، قرأ على هشام. والنضر بالمعجمة. ت سنة 290 هـ. (غاية النهاية) 1/ 146.
(4) (الطريق) في اللغة: لفظ يستعمل على السبيل الواسع الذي يمر عليه الناس. واصطلاحا: كل خلاف مختار ينسب للآخذ عن الراوي. انظر: مادة (طرق) في معجم مقاييس اللغة، و (لطائف الإشارات) ص 184.
(5) شبل بن عباد أبو داود المكي، مقرئ مكة، ثقة ضابط، ولد سنة 70 هـ، وعرض على ابن محيصن وابن كثير، وروى عنه ابنه داود وإسماعيل القسط، من الطبقة الرابعة، ووثقه يحيى بن معين، ثقة، من الخامسة. (التقريب) 1/ 346، و (معرفة 1/ 129)، و (غاية النهاية) 1/ 323.
(6) يعني: حدّثنا مر بنا أن من أهم سمات منهج المؤلف إيراده للقراءة بسند الرواية على طريقة المحدثين. فقد استعمل المؤلف بعض الرموز اختصارا لصيغ التحمل والأداء والرواية. من ذلك فمما استعمله:
الرمز (نا) اختصار ل حدثنا.
و (أنا) اختصار ل أخبرنا.
و (لنا) اختصار ل قال لنا فلان أو ذكر لنا.
و (ح) عند الانتقال من إسناد إلى إسناد إذا كان للأثر إسنادان أو أكثر.
قلت: وينظر لبيان باقي ومعاني بقية صيغ التحمل والفروق بينها الكتب التالية:
(فتح المغيث) 2/ 189، و (تدريب الراوي)، و (توثيق النصوص وضبطها عند المحدثين) 216 وغيرها.
(7) طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الحسن الحلبي ثم المصري أحد

(3/1078)


قال: نا عبد الله بن محمد «1» قال: نا أحمد بن أنس «2» ح ونا الفارسي «3» قال: نا أبو طاهر «4»، قال نا أحمد بن أبي حسّان «5». ح ونا أحمد بن عمر «6»، قال: نا أحمد بن سليمان «7»، قال: نا محمد بن محمد «8»، قالوا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر
__________
المحققين، ثقة ضابط، وأستاذ عارف، محرر مصنف (التذكرة) في القراءات، وقد طبع بتحقيق الشيخ/ أيمن سويد، شيخ للداني قال عنه: لم ير في وقته مثله في فهمه وعلمه مع فضله وصدق لهجته، من الطبقة التاسعة، نوّه الإمام الشاطبي به في منظومة حرز الأماني ووجه التهاني بقوله:
وعادا الأولى وابن غلبون طاهر .. بقصر جميع الباب قال وقوّلا. انظر: ص 15.
توفي سنة 399 هـ. (معرفة القراء 1/ 369، وغاية النهاية 1/ 339 والنشر 1/ 72).
(1) هو: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح أبو أحمد الدمشقي الشافعي المعروف بابن المفسر، شيخ مشهور روى عن أحمد بن أنس عن هشام وعنه أبو الطيب بن غلبون وأبو الحسن. (غاية النهاية) 1/ 452.
(2) هو: أحمد بن أنس بن مالك أبو الحسن الدمشقي، قرأ على هشام بن عمار وابن ذكوان وروى عنه ابن المفسر. (غاية النهاية) 1/ 40.
(3) هو: عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن إسحاق بن محمد بن خواستي أبو القاسم الفارسي ثم البغدادي، ولد سنة 320 هـ، قرأ على أبي بكر النقاش، وقرأ عليه أبو عمرو الداني، مقرئ نحوي، شيخ صدوق، من الطبقة التاسعة، توفي سنة 412 هـ. (معرفة 1/ 374، وغاية 1/ 392).
(4) هو: عبد الواحد بن عمر بن محمد أبو طاهر البغدادي، الإمام النحوي العلم الثقة أحد الحذاق، قرأ على ابن مجاهد وأطنب أبو عمرو الداني في وصفه، وقال: لم يكن بعد ابن مجاهد مثل أبي طاهر في علمه وفهمه مع صدق لهجته واستقامة طريقته، قرأ عليه عدد كثير منهم عبد العزيز بن خواستي الفارسي، من الطبقة الثامنة. (معرفة 1/ 312 وغاية 1/ 475).
(5) هو: أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث بن حسان القاضي العنزي البغدادي، إمام ثقة ضابط في حرف قالون، قرأ على ابن نشيط وعنه ابن شنبوذ وابن بويان، تصدر للإقراء توفي قبل الثلاثمائة، من الطبقة السابعة. (معرفة 1/ 237 وغاية 1/ 133).
(6) هو: أحمد بن محمد بن عمر أبو عبد الله المصري الجيزي القاضي، روى عن أبي الفتح بن بدهن، وروى عنه أبو عمرو الداني، ت 399 هـ. (غاية النهاية) 1/ 126.
(7) هو: أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبّان الدمشقي الضرير وقيل أبو الطيب، روى عن أحمد بن يزيد الحلواني ومحمد الباغندي عن هشام، وروى عنه أحمد بن عمر بن محفوظ شيخ للداني مقرئ معروف. (سير أعلام النبلاء) 5/ 378، و (غاية النهاية) 1/ 59.
(8) هو: محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الباغندي الواسطي، روى القراءة عن هشام، وروى عنه أبو الطيب أحمد بن سليمان، مقرئ محدث والباغندي بفتح الباء والغين وسكون النون نسبة إلى باغند وهي قرية من قرى واسط. (الأنساب) 1/ 262، و (المغني في ضبط أسماء

(3/1079)


قليلا ما تذكّرون بالتاء «1»، وكذلك روى ابن دحيم «2» عنه.
وقرأ الباقون «3» بتاء واحدة من غير ياء «4» قبلها، وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم يخفّفون الذال على أصولهم والباقون «5» يشددونها «6».

حرف:
وكلهم قرأ: معايش [10] هاهنا، وفي الحجر «7» بكسر الياء كسرة خالصة «8».
__________
الرجال) ص 44 (غاية 2/ 240 والسير، 14/ 383).
(1) أي" تتذكرون" بتاءين وتخفيف الذال، وذكر هذا الوجه أيضا ابن مجاهد في (السبعة) ص 278 وابن أبي العز الهمداني في (الفريد) 2/ 268. وهي قراءة تروى عن أبي الدرداء وابن عباس، والإمام الداني لم يذكرها في تيسيره ص 90، فهي رواية غير مشهورة وتعتبر انفراده شاذة عن ابن عامر لمخالفتها المتواتر عنه.
انظر: (البحر المحيط) لأبي حيان 4/ 268، و (الدر المصون) للسمين الحلبي 5/ 247، و (الانفرادات عند علماء القراءات) 2/ 659.
(2) هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم القرشي الدمشقي المعروف بابن دحيم، روى القراءة عن هشام بن عمار، ورواها عنه أحمد بن محمد بن فطيس الدمشقي ومحمد النقاش. (غاية) 1/ 16.
(3) عدا ابن عامر وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي.
(4) في النسخة (م) من غير تاء.
(5) في النسخة م" والباقي".
(6) فالقراءات السبعية في الآية ثلاث وهي تذكّرون بالياء والتاء وفتح الذال لابن عامر تذكّرون بالتاء خفيفة الذال مشددة الكاف لحمزة والكسائي وحفص. تذكّرون بالتاء مشددة الذال والكاف للباقين وشاهد ذلك من الحرز قوله:
(وتذكّرون الغيب زد قبل تائه .. كريما وخفّ الذال كم شرفا علا). انظر: ص 54.
انظر: (التذكرة) لطاهر بن غلبون 2/ 339 و (التلخيص) لأبي معشر الطبري ص 265، و (تلخيص العبارات) للحسن بن بليمة ص 93، و (النشر) لابن الجزري، ج 2، ص 267.
(7) هي السورة الكريمة رقم [15] آية [2] وجعلنا لكم فيها معايش.
(8) اتفق عامة القراء على قراءتها بالياء الخالصة وهو القياس جمع (معيشة) وأصلها (معيشة) بوزن (مفعلة) بكسر العين وضمها من العيش، كما عند الخليل وسيبويه وعند الأخفش بكسر العين فقط، إذ لو كانت بالضم؛ لوجب أن يقال فيه (معوشة)، فالياء أصلية متحركة، فنقلت حركتها إلى العين فسكنت فصارت حرف مد، وعند الجمع زادوا ألف الجمع، وهي ساكنة والياء كذلك، ولا سبيل إلى الحذف، والألف لا تحرك، فحركت الياء بما كان يجب لها في الواحد ولا يجوز همزها في الجمع، لأن الياء أصلية في المفرد، وإنما يهمز من ذلك ما كان حرف العلة فيه زائدا مثل (صحيفة وصحائف).

(3/1080)


وهي الكسرة التي كانت لها في الواحد، قبل أن تعلّ «1» بالنقل إلى العين، ولم يهمزها أحد منهم من الطرق التي «2» ذكرناها عنهم، إلا ما حكاه ابن جبير «3» في كتاب الخمسة «4» أن أهل المدينة يهمزون «5». ثم قال في كتاب قراءة نافع عن أصحابه عنه معايش غير مهموز، حيث وقعت، وهو الصواب من قوليه إن شاء الله، وكذلك قال أصحاب المسيّبي «6» وقالون وأبو عبيد
__________
انظر: (معاني القرآن) للأخفش 2/ 512، و (تفسير الطبري) 5/ 125، و (إعراب القرآن) لأبي جعفر النحاس 2/ 117، و (الحجة للقراء السبعة) لأبي علي الفارسي 4/ 7، و (مشكل إعراب القرآن) لمكي بن أبي طالب ص 283، و (الفريد في إعراب القرآن المجيد) للمنتجب الهمداني 2/ 274، و (إتحاف فضلاء البشر) للشيخ أحمد البنا 2/ 44، و (البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف) للدكتور محمد بن سيدي الحبيب 2/ 263.
(1) الإعلال هو: تغيير حرف العلة تغييرا معينا للتخفيف، وقد يكون بقلبه إلى حرف آخر، أو بحذف حركته أي بتسكينه أو بحذفه كله. انظر: (التطبيق الصرفي) للدكتور عبد الراجحي ص 156، و (الموسوعة
النحوية الصرفية) للدكتور يوسف المطوع، ج 3، ص 181.
(2) في النسخة (م) الذي.
(3) هو: أحمد بن جبير بن محمد أبو جعفر الكوفي، (معرفة 1/ 207 وغاية 1/ 42).
(4) ذكره ابن الجزري في (النشر) 1/ 34، وأفاد بأنه من أوائل الكتب التي ألفت في القراءات بعد كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام، اختار فيه مؤلفه من كل مصر واحدا، وله كتاب قراءة نافع، وهما مفقودان.
(5) رواها خارجة عن نافع وأسيد عن الأعرج وتروى عن ابن عامر، وقال أكثر القراء: إن روايتها غلط، لأن الرواة عنه الثقات على خلاف ذلك، فخارجة أخذ القراءة عن نافع وأبي عمرو، وله شذوذ كثير عنهما؛ لم يتابع عليه، وهو متروك الحديث مدلس. وقال أهل النحو والعربية: إن الهمز فيه لحن وخطأ، لأنه لا يهمز عندهم، إلا ما كان فيه حرف المد زائدا، وقال بعضهم ليس بلحن، وله وجه وإن كان بعيدا، ووجهه أنهم شبهوا الأصلي بالزائد. (معيشة) بزنة (صحيفة)، فهمزوها، كما همزوا تيك. وقال أبو حيان؛ قال الفراء: ربما همزت العرب هذا وشبهه. وقد جاء بنقل القراء الثقات ابن عامر وهو عربي صراح، وقد أخذ عن عثمان قبل ظهور اللحن.
والأعرج هو من كبار قراء التابعين، وزيد بن علي وهو من الفصاحة والعلم بمكان، والأعمش وهو من الضبط والإتقان بمكان، ونافع وهو قد قرأ على سبعين من التابعين، فوجب قبول ما نقلوه إلينا) والله أعلم.
انظر (السبعة) 278، و (مختصرات الشواذ) 48، و (المبسوط) 179، و (تقريب التهذيب) 1/ 210 و (سير أعلام النبلاء) 7/ 326، و (البحر المحيط) 4/ 271، و (الدر المصون) 5/ 258 - 259، و (غاية النهاية) 1/ 268.
(6) هو: إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن أبو محمد المسيّبي المخزومي المدني، إمام جليل

(3/1081)


عن إسماعيل «1» غير مهموزة، ولم يزيدوا على ذلك شيئا، وقال الحلواني عن قالون مثل حمزة، وقال أحمد بن صالح «2» عن ورش وقالون: الياء مكسورة مبيّنة غير مهموزة. وقال الأصبهاني «3» عن أصحابه عن ورش: معايش بتسكين الياء وإسكانها غير جائز، ولم يأت بكيفية حركة الياء غير أحمد بن صالح «4». وقال الأصبهاني «5» عن أصحابه عن ورش: لأملأنّ [18] الألف الأولى منبورة «6»، والألف [1/ أ] الثانية ساكنة غير منبورة، وقد ذكرنا هذا مشروحا في بابه «7».
__________
عالم بالحديث، قيم في قراءة نافع، ضابط لها، محقق فقيه، قرأ على نافع وغيره، وأخذ عنه ولده محمد، توفي سنة 206 هـ. من الطبقة الخامسة. والمسيبي بضم الميم وفتح السين والياء المشددة نسبة إلى جده الأعلى، والمخزومي بفتح الميم وسكون الخاء وضم الزاي نسبة إلى قبيلة بني مخزوم بن عمرو، صدوق فيه لين، من التاسعة.
(التقريب 1/ 60)، و (الأنساب 5/ 225 - 299)، و (معرفة 1/ 147، وغاية 1/ 157).
(1) هو: إسماعيل بن جعفر الأنصاري أبو إسحاق، أخذ القراءة عرضا عن شيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع، وبرع في القراءة ونزل بغداد، وأقرأ بها، وأخذ عنه علي بن حمزة الكسائي وأبو عبيد، جليل ثقة قليل الخطأ، من الطبقة الرابعة، توفي ببغداد سنة 180 هـ ثقة ثبت، من التاسعة (التقريب) 1/ 68، و (معرفة 1/ 144، وغاية 1/ 163).
(2) هو: أحمد بن صالح المصري أبو جعفر، الإمام الحافظ، أحد الأعلام، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن ورش وقالون، وروى حرف عاصم عن حرمي بن عمارة وعنه أحمد بن محمد الرشديني والحسن بن مهران، قال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد ابن حنبل وأحمد بن صالح، ت 248 هـ، من الطبقة السادسة، ثقة حافظ، من العاشرة.
(التقريب) 1/ 16، و (معرفة 1/ 184، وغاية 1/ 62).
(3) هو: محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب أبو بكر، شيخ القراء في زمانه، إمام عصره في رواية ورش، لم ينازعه في ذلك أحد، وطريق الأصبهاني عن ورش تنفرد عن طريق الأزرق بعدم الترقيق في الراءات، والتغليظ، في اللامات، والإمالة والمد الطويل، من الطبقة السابعة، مات ببغداد سنة 296 هـ. (معرفة 1/ 232 وغاية 2/ 170).
(4) فالقراء السبعية المتواترة هي قراءة العامة. انظر: (السبعة) ص 278، و (معاني القراءات) لأبي المنصور) ص 401.
(5) وفي (الإتحاف) 2/ 44 وسهل الهمزة الثانية من (لأملأن) الأصبهاني عن ورش.
(6) أي مهموزة انظر: (الإضاءة في بيان أصول القراءة) / 15.
(7) انظر: (الجامع) ت الطحان 2/ 555.

(3/1082)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي ومنها تخرجون [25]، وكذلك تخرجون في الروم [19] والزخرف [11] فاليوم لا يخرجون منها في الجاثية [35] بفتح التاء والياء وضمّ الراء في الأربعة «1». واختلف عن ابن عامر: فروى عبد الحميد بن بكار عن أيوب «2» هاهنا «3»، وفي (الروم) و (الزخرف) بفتح التاء وضمّ الراء، وفي (الجاثية) بضمّ الياء وفتح الراء، وروى الوليد «4» بن مسلم عن يحيى «5» هاهنا «6» وفي (الجاثية) بفتح التاء والياء وضمّ الراء. وفي (الروم) و (الزخرف) بضم التاء وفتح الراء. وروى الشاميون والنقاش «7» عن
__________
(1) أي بالبناء للمعلوم، ووافقهم ابن ذكوان في وجهه الأول، والباقون من السبعة ومعهم ابن ذكوان في وجهه الثاني في الموضع الأول بالروم قرءوا بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمجهول.
انظر: (التيسير) 109 و 175، و (النشر) 2/ 160، (التيسير في القراءات السبع المشهورة) 210.
قال الإمام الشاطبي: (مع الزخرف اعكس تخرجون بفتحة** وضمّ وأولي الروم شافيه مثلا بخلف مضى في الروم لا يخرجون في رضا. انظر: الحرز ص 54.
(2) أيوب بن تميم أبو سليمان التميمي الدمشقي، قرأ على يحيى الذماري، وقام خلفه بالقيام في القراءة بدمشق، قرأ عليه عبد الله بن ذكوان، وروى عنه عرضا هشام وعبد الحميد بن بكار. قال ابن ذكوان قلت له: أنت تقرأ بقراءة يحيى بن الحارث قال: نعم أقرأ بحروفها كلها إلا قوله: جبلا في (يس) سورة [36] آية [62]، فإنه رفع الجيم، وأنا أكسرها.
مقرئ ضابط مشهور، من الطبقة الخامسة. (معرفة 1/ 148 وغاية 1/ 172).
(3) وجه بفتح التاء عن ابن عامر من رواية أيوب، وهو موافق لرواية ابن ذكوان في المتواتر عنه.
(4) الوليد بن مسلم أبو العباس وقيل: أبو بشر الدمشقي، عالم أهل الشام، ولد سنة 119 هـ، وروى القراءة عرضا عن يحيى بن الحارث الذماري. قال أحمد: ما رأيت في الشاميين أعقل منه. له كثير من المصنفات، توفي سنة 195 هـ، ثقة من السابعة.
(التقريب) 2/ 336، و (غاية) 2/ 360.
(5) هو: يحيى بن الحارث الذماري الغساني الدمشقي، وذمار: قرية من قرى اليمن على مرحلتين من صنعاء، أبوه منها، أخذ عن ابن عامر، وخلفه في القيام بها في الشام شيخ القراءة بدمشق، وإمام الجامع الأموي، من الطبقة الرابعة، ثقة من الخامسة. (الأنساب) 3/ 11، و (التقريب) 2/ 344، و (معرفة 1/ 105، وغاية 2/ 367).
(6) وجه بالفتح أيضا عن ابن عامر من رواية يحيى وهو موافق لرواية ابن ذكوان في المتواتر عنه.
(7) هو محمد بن الحسن بن محمد الموصلي أبو بكر النقاش، نزيل بغداد، (معرفة 1/ 294، وغاية 2/ 119).

(3/1083)


الأخفش «1» وأحمد بن أنس وابن موسى وابن المعلى «2» عن ابن ذكوان هاهنا، وفي (الزخرف) بفتح التاء وضمّ الراء، وفي (الروم) و (الجاثية) بضم التاء والياء. وكذلك روى التغلبي «3» عن ابن ذكوان من غير رواية ابن مجاهد «4» عنه، وزاد النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان الموضع الذي في (الروم)، فرواه بفتح التاء وضمّ الراء هاهنا فقط. وكذلك روى ابن خرزاذ «5» عن ابن ذكوان ونا عبد العزيز «6» بن محمد قال نا أبو طاهر «7» قال: نا ابن أبي حسان ح وانا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد قال: نا أحمد بن أنس ح وأخبرنا أحمد بن عمر، قال: نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قالوا: نا هشام بإسناده عن ابن عامر في (الزخرف) تخرجون
__________
(1) هو: هارون بن موسى بن شريك الأخفش الدمشقي أبو عبد الله التغلبي، وهو أحد الأخافشة، مقرئ ثقة، نحوي، شيخ القراء، قرأ بقراءات كثيرة وروايات غريبة، وكان قيّما بالقراءات، وكان فاضلا أديبا، صنف كتبا في القراءات والعربية، وإليه رجعت الإمامة في قراءة ابن ذكوان، من الطبقة السابعة، مات سنة 292 هـ. (معجم الأدباء) 19/ 263، و (معرفة 1/ 247، وغاية 3/ 347).
(2) هو أحمد بن المعلى أبو بكر القاضي، روى عن ابن ذكوان وهشام، وروى عنه القراءة أحمد بن يعقوب، صدوق، من الثانية عشر. (التقريب) 1/ 26، و (غاية 1/ 139).
(3) هو: أحمد بن يوسف التغلبي أبو عبد الله البغدادي، روى القراءة عن ابن ذكوان، وروى عنه القراءة ابن مجاهد ومحمد بن جرير. والتغلبي بالفتح وسكون المعجمة وكسر اللام إلى تغلب بن وائل. (غاية) 1/ 152، و (لب اللباب في تحرير الأنساب) للسيوطي 1/ 173.
(4) هو: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، شيخ الصنعة، وأول من سبع السبعة، مصنف كتاب (السبعة) في القراءات، ولد سنة 245 هـ بسوق العطش من بغداد، توفي في شعبان عام 324 هـ. أخباره مذكورة في (تاريخ بغداد) 5/ 144، وانظر: (معرفة 1/ 269 وغاية 1/ 139).
(5) هو: عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ أبو عمرو البصري، روى القراءات عن ابن ذكوان، وروى القراءة عنه إبراهيم بن عبد الرزاق، ثقة مأمون، توفي سنة 281 هـ، ثقة من صغار الحادية عشر. (تهذيب التهذيب) 7/ 120، و (التقريب) 2/ 11، و (سير) 13/ 378، و (غاية) 1/ 506.
(6) عبد العزيز بن محمد أبو عبد الرحمن الهلالي البصري، روى عن أبيه عن ابن الرومي عن اليزيدي، وروى عنه أبو بكر بن مجاهد وأحمد بن الحسن وأبو بكر النقاش. (غاية) 1/ 396.
(7) تقدمت ترجمته.

(3/1084)


الياء «1» منتصبة، وكذلك روى أبو زرعة «2» الدمشقي والفضل بن محمد الأنطاكي «3» وأحمد بن القاسم بن عطية «4» عن هشام كذلك نصّ عليها في كتابه «5». وروى الحلواني وابن عبّاد عن هشام بضم «6» التاء والياء وفتح الراء في الأربعة وكذلك روى الوليد بن عتبة عن أيوب، وبذلك قرأ الباقون، وأجمعوا على الموضع الثاني الذي من (الروم)، وهو قوله: إذا أنتم تخرجون، أنه بفتح التاء وضمّ الراء «7». وقد غلط محمد بن جرير «8» مع تمكنه «9» ووفور معرفته على ورش في هذا الموضع غلطا فاحشا، فحكى عن يونس «10»؛ أنه ضمّ التاء وفتح الراء، وذلك من قلّة إنعام وغفلة،
__________
(1) في (م) التاء منتصبة.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي، الشيخ الإمام، الصادق محدث الشام، روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأبو مسهر الغساني وهشام بن عمار وخلق كثير، وعنه أحمد بن المعلى وآخرون، مات سنة 281. (السير 13/ 311، وغاية 1/ 405، و 2/ 355، والشذرات 2/ 177).
(3) لم أقف على ترجمته بعد البحث.
(4) أحمد بن القاسم بن عطية البزار أبو بكر الحافظ الرحالة، روى عن هشام بن عمار وأبي الربيع الزهراني، وعنه الوليد بن أبان. قال ابن أبي حاتم: ثقة. (سير) 13/ 53.
و (الجرح والتعديل) 2/ 67.
(5) كتاب هشام من مصادر الجامع، لم أجده، ولعله مفقود.
(6) في (م) بفتح.
(7) قال صاحب (النشر) 2/ 268: ولا ينبغي أن يؤخذ من التيسير بسواه. وقال صاحب (الإتحاف) 2/ 45: فروى الطبري وأبو القاسم الفارسي عن النقاش عن الأخفش وابن ذكوان بفتح الأول وضم الراء مبنيا للفاعل، وكذا هبة الله عن الأخفش، وبه قرأ الداني على الفارسي عن النقاش.
(8) في النسخة (م)، (ابن محمد بن جرير).
هو: الإمام العلم أبو جعفر محمد بن جرير يزيد الطبري الآملي البغدادي، أحد الأعلام وصاحب التفسير والتاريخ والتصانيف، ولد سنة 224 هـ، مات سنة 310 هـ. (معرفة) 1/ 264 (تذكرة الحفاظ) 2/ 710 و (غاية 2/ 107).
(9) في (م) مع تمكينه.
(10) هو: يونس بن عبد الأعلى بن موسى أبو موسى الصدفي المصري، فقيه كبير، ومقرئ محدث، ثقة صالح، صاحب الشافعي، من الطبقة الأولى التي أخذت عنه، ولد سنة 170 هـ، وأخذ القراءة عرضا عن ورش وسقلاب، وروى عنه مواس بن سهل ومحمد بن

(3/1085)


إذ كان يونس إنما ترجم «1» بهذه الترجمة عن الحرف الأول من السور المختلف فيه فتوهّمه ابن جرير الحرف الثاني منهما للجميع «2» المجمع عليه. وأخطأ وقد نا الخاقاني «3» قال: نا أحمد بن أسامة «4»، قال: نا أبي «5»، قال: نا يونس عن ورش:
تخرجون بضم التاء وفتح الراء، يريد: تخرجون. وكذلك حكى سائر الرواة عن ورش. والذي أوقع محمد بن جرير في الغلط ذكر يونس تخرجون مجردا من الكلمة التي قبله أو بعده؛ التي ترفع الإشكال في معرفته، وتبيّن المختلف فيه من المتفق عليه.

حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «6»: وريشا [26] بفتح الياء وألف بعدها، «7»
__________
جرير. قال يحيى بن حسان: يونسكم هذا ركن من أركان الإسلام. من الطبقة السادسة، توفي سنة 264 هـ ثقة من صغار العاشرة. (التقريب) 2/ 385، و (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة الدمشقي 1/ 72، تهذيب الأسماء واللغات) للنووي 2/ 168، و (معرفة 1/ 189)، و (غاية) 2/ 406.
(1) في (م) إنما رجم.
(2) في (م) للجمع.
(3) هو: موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان الخاقاني البغدادي، إمام مقرئ مجود محدث أصيل، ثقة سني، كان إماما في قراءة الكسائي، له قصيدة رائية في التجويد، شرحها الحافظ أبو عمرو، أخذ القراءة عرضا عن الحسن بن عبد الوهاب، وسمع الحروف من أحمد يوسف التغلبي عن ابن ذكوان، مات سنة 325 هـ. (غاية 2/ 320).
(4) أحمد بن أسامة بن أحمد أبو جعفر المصري المقرئ، قرأ لورش على إسماعيل بن عبد الله وعن أبيه عن يونس وكان عارفا بها قيما، قرأ عليه محمد بن النعمان، من الطبقة الثامنة، توفي سنة 356 هـ.
(5) هو: أسامة بن أحمد بن عبد الرحمن التيجبي المصري، روى القراءة عن يونس بن عبد الأعلى، وروى عنه ابنه أحمد، (لسان الميزان) لابن حجر 1/ 377، و (غاية) 1/ 155 حدث عنه أبو سعيد بن يونس قال: يعرف يكر، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة عالما بالحديث.
(6) هو: أبو محمد المفضل بن محمد، أحد الرواة عن عاصم مع حفص وشعبة، كان من أجلاء أصحابه، أخذ القراءة عرضا عنه وعن الأعمش، وروى القراءة عنه علي بن حمزة الكسائي قال الذهبي:" شذ عن عاصم بأحرف". من الطبقة الرابعة، توفي سنة 186 هـ.
(معرفة 1/ 131)، و (غاية 2/ 307).
(7) ويروى هذا الوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بعض الصحابة من بعده وقد نظمه الشاطبي في (العقيلة) حيث قال: ويا وريشا بخلف. وهذا ما أكده الإمام السخاوي

(3/1086)


وقرأ الباقون بإسكان الياء من غير ألف «1».

حرف:
قرأ نافع وابن عامر والكسائي: ولباس التقوى [26] بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع «2».
حرف:
قرأ نافع: خالصة يوم القيامة [32] بالرفع. وقرأ الباقون بالنصب «3».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد «4» وأبي بكر بخلاف عنه «5»: ولكن لا تعلمون [38] بالياء، وكذلك روى هارون «6» عن حسين «7» عن أبي بكر، وروى
__________
في (الوسيلة)، حيث قال: وكذلك رسمت- أي بالألف- في بعض المصاحف، ولكن اشتهرت الأخرى دون هذه، قلت: وهذا الوجه آحادي، ويعتبر انفراده شاذ عن عاصم.
انظر: (جامع البيان) للطبري ص 5/ 307، و (المحتسب) 1/ 246، و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 533 و (الوسيلة) 232، 231 و (البحر) 4/ 282، و (الدر المصون) 5/ 287، و (بستان الهداة) ص 560، و (إتحاف المهرة) ص 332، و (قراءات النبي صلى الله عليه وسلم) ص 98.
(1) وهي القراءة المعتبرة عند السبعة وغيرهم انظر: (معاني القراءات) لأبي منصور الأزهري 403، و (التذكرة) لابن غلبون 2/ 339، و (المقنع) ص 93.
(2) وشاهد القراءة من الحرز قول الإمام الشاطبي: ولباس الرفع في حقّ نهشلا ...
انظر: (السبعة) ص 280، و (الحرز) ص 55، و (النشر) ص 2/ 269.
(3) انفرادة سبعية عن نافع بالرفع في (خالصة)، ويشهد لها من الحرز قول الشاطبي: خالصة أصل ..
انظر: المصادر السابقة.
(4) هو: حماد بن أبي زياد شعيب الكوفي مقرئ جليل ضابط، أخذ القراءة عرضا عن عاصم، ولما مات قرأ على أبي بكر شعبة، وروى عنه يحيى العليمي. كان فاضلا جليلا، مات سنة 190 هـ.
(5) خلف عن شعبة القراءة بالياء والتاء، وهو من انفرادات جامع البيان. وفي وجه قراءة الياء انفرادة سبعية عنه، والوجه الآخر لم يشتهر عنه، فلا يقرأ به.
قال الشاطبي: ولا يعلمون قل لشعبة في الثاني.
انظر: (السبعة) ص 280، و (التيسير) ص 90، و (الحرز) ص 54، و (النشر) 2/ 169.
(6) هو: هارون بن حاتم أبو بشر الكوفي، مقرئ مشهور ضعفوه، روى الحروف عن أبي بكر بن عياش وحسين الجعفي عن ابن عياش، وروى القراءة عنه أحمد بن يزيد الحلواني، مات سنة 249 هـ (غاية) 2/ 345.
(7) هو: حسين بن علي بن فتح الجعفي الكوفي أبو عبد الله، الإمام الحبر، أحد الأعلام، قرأ على حمزة وخلفه في القيام بالقراءة، وروى عنه أبو بكر وعن أبي عمرو بن العلا، قرأ عليه أيوب بن المتوكل، وروى عنه خلاد بن خالد. قال أحمد بن حنبل:" ما رأيت أفضل

(3/1087)


أبو هشام «1» وخلّاد «2» عن حسين عن أبي بكر بالتاء، خالف حسين جماعة أصحاب أبي بكر في ذلك. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالتاء.

حرف:
قرأ أبو عمرو «3» لا تفتّح لهم [40] بالتاء وإسكان الفاء وتخفيف «4» التاء، وقرأ حمزة والكسائي كذلك، إلا أنهما بالياء على التذكير. وقرأ الباقون بالتاء وفتح الفاء وتشديد التاء الأخيرة «5».
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية ابن بكّار: وما كنّا لنهتدي [43] بغير واو قبل" ما"، وكذلك [1/ ب] في مصاحف أهل الشام «6». وقرأ الباقون" وما" بالواو.
__________
من حسين الجعفي". من الطبقة الخامسة، مات سنة 203 هـ والجعفي بضم الجيم وسكون العين نسبة إلى قبيلة بني جعفة بطن من أسد العشيرة القحطانية.
(الأنساب) 2/ 67، و (معرفة) 1/ 164، و (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) للقلقشندي ص 200، و (غاية) 1/ 247.
(1) هو: محمد بن يزيد بن رفاعة أبو هشام الرفاعي الكوفي القاضي، إمام مشهور، أخذ القراءة عرضا عن سليم، وروى الحروف سماعا عن أبي يونس الأعشى وحسين الجعفي ويحيى بن آدم والكسائي، وضبط حروفا عن أبي بكر، وقال الداني:" له من هؤلاء شذوذ". فارق فيه سائر أصحابه، وله كتاب الجامع في القراءات، من الطبقة السادسة، توفي سنة 248 هـ، ليس بالقوي، من صغار العاشرة.
(التقريب) 2/ 219، و (معرفة 1/ 224)، و (غاية 2/ 280).
(2) هو: خلاد بن خالد أبو عيسى وقيل أبو عبد الله الشيباني الصيرفي الكوفي، إمام في القراءة، ثقة عارف محقق، أستاذ، أخذ القراءة عن سليم وهو من أضبط أصحابه، وروى القراءة عن حسين الجعفي، وروى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد، من الطبقة السادسة، توفي سنة 240 هـ.
(معرفة) 1/ 210، و (غاية 1/ 274).
(3) وحده من القراء السبعة. انظر: (التيسير)، و (النشر) 2/ 269.
(4) التخفيف: في اللغة ضد التثقيل. وفي الاصطلاح: هو عبارة عن معنى التسهيل وهو النطق بالهمزة بين همزة وحرف مد أو هو تليين صوت الهمزة حتى تقرب من حرف اللين الذي منه حركتها وقد يراد به حذف الصلات والهاءات وترك التشديدات وهو المراد هنا.
(الإضاءة) ص 22، 27.
(5) قلت: وكلها قراءات سبعية متواترة.
وشاهد ذلك من الحرز قول الشاطبي: يفتح شملا .. وخفف شفا حكما.
انظر: (السبعة) ص 280 و (التيسير) ص 90 و (الحرز) ص 54.
(6) في القراءة انفرادة سبعية عن عامر.

(3/1088)


وكذلك في مصاحفهم «1» وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر «2».

حرف:
قرأ الكسائي: نعم [44] في الموضعين هاهنا «3» وفي الشعراء «4» والصّافّات «5» بكسر العين في الأربعة. وقرأ الباقون بفتح العين فيهنّ «6».
حرف:
قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو: أن لعنة الله [44] بإسكان النون ورفع لعنة، واختلف «7» عن قنبل عن ابن كثير، فروى ابن مجاهد وابن
__________
(1) في القراءة انفرادة سبعية عن عامر.
قال الشاطبي: وما الواو دع كفى.
انظر: (السبعة) ص 280، و (المقنع) ص 103، و (التيسير) ص 91 و (الحرز) ص 54.
(2) رواية آحادية عن ابن عامر من طريق ابن بكار ولا يقرأ بها في التواتر عنه.
(3) الموضع الثاني من السورة آية [44] قال نعم وإنكم لمن المقربين.
(4) السورة الكريمة رقم [26] الآية [42] قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين.
(5) هي السورة رقم [37] الآية [18] قل نعم وأنتم داخرون قلت: وفي القراءة انفرادة سبعية عن الكسائي.
والشاهد من الحرز قوله: وحيث نعم بالكسر في العين رتلا .. انظر: (الحرز) ص 54 و (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبد الباقي ص 880.
(6) هما لغتان، وقد قرئ بهما: فالكسر لغة صحيحة، لكنانة وهذيل، وقد احتج الكسائي لقراءته بما روي في الحديث: أن رجلا لقي النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، فقال: (أنت الذي يزعم أنه نبي فقال: (نعم) وروي أيضا أن عمر سأل رجلا شيئا، فقال: (نعم)، فقال: (قل: نعم، إنما النعم الإبل). والفتح أشهر، وهي لغة باقي العرب، وبها قرأ عامة القراء من أهل الأمصار.
انظر: (تفسير الطبري) ج 5 ص 187، و (حجة القراءات) ص 283، و (اللسان) ج 6 ص 4485، و (مغني اللبيب) ج 2 ص 345، و (الدر المصون) ج 5 ص 326، و (الإتحاف) ج 2 ص 49.
(7) أورد الحافظ ابن الجزري أيضا في (النشر) 2/ 269 لقنبل هذا الخلاف، ذاكرا أن له الوجهين في القراءة، فقال ما نصه:" واختلف عن قنبل؛ فروى عنه ابن مجاهد والشطوي عن طريق ابن شنبوذ كذلك- أي بإسكان النون- وهي رواية ابن ثوبان عنه وعليها أكثر العراقيين من طريق ابن الصباح وابن شنبوذ وأبي عون. وروى عنه ابن شنبوذ إلا الشطوي عنه تشديد النون ونصب اللعنة وهي رواية أبي ربيعة الزينبي وابن عبد الرزاق والبلخي". قلت: ولكن القراءة المتواترة عنه هي بتخفيف النون كنافع وعاصم وأبي عمرو.
يقول الشاطبي: وأن لعنه التخفيف والرفع نصه .. سما ما خلا البزي. انظر: ص 54.
وانظر: (السبعة) ص 281 و (المستنير في القراءات العشر) ص 556 و (التيسير) ص 110 و (البدور الزاهرة) ص 127.

(3/1089)


ثوبان «1» عنه كذلك وروى عنه أبو ربيعة «2» وابن الصباح «3» والزينبي «4» وابن شنبوذ «5» وابن عبد الرزّاق «6» والبلخي «7» وسائر الرواة
__________
(1) هو: أحمد بن الصقر بن ثوبان أبو سعيد الطرسوسي البغدادي، قرأ على الحسن بن جامع وعلى قنبل بن عبد الرحمن، وروى القراءة عنه أبو بكر بن مجاهد. (غاية) 1/ 63.
(2) هو: محمد بن إسحاق بن وهب أبو ربيعة الربعي المكي، مؤذن المسجد الحرام، مقرئ جليل أخذ القراءة عرضا عن البزي وقنبل، وطريقه عن البزي هي التي في الشاطبية والتيسير من طريق النقاش عنه، وروى القراءة عنه محمد بن الصباح وعبد الله البلخي، من الطبقة السابعة، توفي سنة 294 هـ.
(معرفة 1/ 228 وغاية 2/ 99).
(3) هو: محمد بن عبد العزيز بن الصّباح المكي الضرير، مقرئ جليل، أخذ القراءة عرضا عن قنبل، وهو من جلة أصحابه وعن أبي ربيعة، وقرأ عليه علي الحجازي، من الطبقة الثامنة.
(معرفة 1/ 283، وغاية 2/ 172).
(4) هو محمد بن موسى بن محمد أبو بكر الزينبي الهاشمي البغدادي، وسمي الزينبي نسبة إلى جدته زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، مقرئ محقق إمام في قراءة المكيين، من الطبقة الثامنة. (معرفة 1/ 285 وغاية 2/ 267).
(5) أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ البغدادي، شيخ الإقراء بالعراق، أحد من جال في البلاد في طلب القراءات مع الثقة والصلاح، قرأ القرآن على عدد كثير كإبراهيم الحربي والأخفشي، تهيأ له من لقاء الكبار ما لم يتهيأ لابن مجاهد، وقرأ بالمشهور والشاذ، وقرأ عليه أحمد الشذائي، وكان يرى جواز الصلاة بما في مصحف أبيّ وابن مسعود، وبما صح سنده، عقد له مجلس بحضرة الوزير أبي علي
بن مقلة وبحضور ابن مجاهد وجماعة من العلماء والقضاة، واستتيب على ذلك فأقر، من الطبقة الثامنة، توفي سنة 318 هـ. قال أبو الحسن علي بن محمد المقرئ:" سألت أبا طاهر بن هاشم أي الرجلين أفضل أبو بكر ابن مجاهد أو أبو الحسن بن شنبوذ، فقال لي: ابن مجاهد عقله فوق علمه وأبو الحسن علمه فوق عقله". (معرفة 1/ 276 وغاية 2/ 52).
(6) هو: إبراهيم بن عبد الرزاق أبو إسحاق الأنطاكي، أحد الحذاق، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن الأخفش وقنبل وعثمان بن خرزاد صنف كتابا في القراءات الثمان، قال الداني مقرئ جليل ثقة مأمون، روى عنه القراءة عرضا عبد المنعم بن غلبون، من الطبقة الثامنة، مات سنة/ 339 هـ.
(معرفة 1/ 287 وغاية 1/ 16).
(7) هو: محمد بن شجاع أبو عبد الله البلخي وقيل الثلجي البغدادي، الفقيه الحنفي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي عن أبي عمرو، متكلم فيه من جهة اعتقاده، له ميل إلى مذهب المعتزلة، لما حضرته الوفاة رجع عن ذلك كله، مات يوم عرفة وهو ساجد في آخر سجدة من صلاة العصر عام/ 264 هـ. وبلخ مدينة مشهورة من أجل مدن خراسان، متروك ورمي بالبدعة، من كبار الحادية عشر. (التقريب) 2/ 169، و (معجم البلدان) 1/ 479، و (الأمصار ذوات الآثار) للذهبي ص 214، و (غاية) 2/ 152، و (الجواهر المضية) 3/ 173.

(3/1090)


عن القوّاس «1» بتشديد النون «2»، ونصب لعنة، وكذلك روى البزّي وابن فليح «3» عن ابن كثير، وبذلك قرأ الباقون.

حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي: يغشي الليل النّهار [54] هاهنا، وفي الرعد «4» [3] بفتح الغين وتشديد الشين. وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص بإسكان الغين وتخفيف الشين «5»، وروى ابن عتبة «6» وابن بكّار بإسنادهما عن ابن عامر «7» هنا بالتشديد وفي الرعد بالتخفيف.
حرف:
قرأ ابن عامر والشمس والقمر والنجوم مسخّرات [54] برفع أربعة الأسماء، وقرأ الباقون بنصبها وكسروا التاء من مسخّرات؛ لأنها تاء جمع المؤنث «8».
__________
(1) هو: أحمد بن محمد النبال المكي المعروف بالقواس، إمام أهل مكة في القراءة، قرأ على قنبل والحلواني والبزي، من الطبقة السادسة، توفي عام 246 هـ. (معرفة 1/ 178 وغاية 1/ 123).
(2) الوجه الثاني عن قنبل بتشديد النون ولكن لم يشتهر عنه. (التيسير) ص 91.
(3) هو: عبد الوهاب بن فليح المكي، قرأ على داود بن شبل، وهو صدوق، من الطبقة السادسة.
(معرفة 1/ 180، وغاية 1/ 480) قال الشاطبي:
وأن لعنه التخفيف والرفع نصه .. سما ما خلا البزي وفي النور أوصلا. انظر: ص 54.
(4) هي السورة الكريمة رقمها [13] آية [3].
(5) وهما لغتان من (غشّى أغشى) انظر: (الكشف عن وجوه القراءات) 1/ 464 يقول الشاطبي:
ويغشى بها والرعد ثقّل صحبه. انظر: ص 54.
(6) انظر: (المستنير في القراءات العشر) ص 556 و (بستان الهداة) ص 564.
(7) وجه عن ابن عامر بتشديد الشين، ولكنه لم يتواتر عنه. انظر: (السبعة) 282، و (التبصرة) 510 و (التيسير) ص 92، و (النشر) 2/ 269.
(8) الرفع: على الابتداء في والشمس وما عطف عليها ومسخرات خبر، ويجوز جعل الواو حالا أي حالهما التسخير. والنصب: على عطفها على السموات قبلها، ونصب مسخرات على الحال. وجائز نصبها على إضمار فعل، كأنه قال (وتجرى الشمس والقمر والنجوم حال تسخيرها)، أو تكون منصوبة ب جعل مقدرا فتكون هذه المنصوبات مفعولا أول مسخرات مفعولا ثانيا. وفيها انفرادة سبعية عن الإمام ابن عامر. ينظر: (معاني القراءات) ص 408، (حجة القراءات) ص 284، (الإتحاف) ج 512 و (الدر المصون) ص 5/ 343. وشاهد القراءة من الحرز قوله: وو الشمس مع عطف الثلاث كملا انظر: ص 54.

(3/1091)


تضرعا وخفية «1» [الأنعام: 63]. الرياح «2» [البقرة: 164] قد ذكر.

حرف:
قرأ عاصم «3» في غير رواية المفضل الرياح بشرا [57] هاهنا، وفي الفرقان [48] والنمل [63] بالباء وضمّها وإسكان الشين، وروى حسين المروذي «4» عن حفص عنه بضم الشين، لم يرو ذلك عنه أحد غيره «5»، وقرأ ابن عامر «6»: في غير رواية الوليد بالنون وضمّها وإسكان الشين، وقرأ حمزة «7» والكسائي بالنون وفتحها وإسكان الشين وقرأ الباقون «8» بالنون وضمّها وضمّ الشين. وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «9».
حرف:
قرأ الكسائي «10» وابن عامر في رواية الوليد «11» من إله غيره [59] في هذه السورة «12»،
__________
(1) عند الآية [63] من سورة الأنعام، وانظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 280 و (التيسير) 85.
(2) عند الآية [164] من سورة البقرة، وانظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 118 و (التيسير 66.
وينظر: مذاهب القراء في التوحيد والجمع في لفظة الرياح في جميع سور القرآن في كتاب:
(السبعة) ص 172 - 173 و (النشر) ص 2/ 269.
(3) انفرادة سبعية له، انظر: (التيسير) ص 91، و (النشر) ص 2/ 270.
(4) هو: الحسين بن محمد المروزي، روى عن إسماعيل بن جعفر وعنه أحمد بن منيع، مجهول، من التاسعة. انظر: (التقريب) 1/ 179. و (غاية) 1/ 249.
(5) هذه الرواية عن حفص غريبة آحادية وحكمها الشذوذ انظر: (المحتسب) ج 1، ص 255 - 256، و (الانفرادات) 2/ 668.
(6) انفرادة سبعية له. انظر: (التيسير) ص 91، و (النشر) ص 2/ 270.
(7) هذه الجملة ساقطة في م.
(8) فصار في نشرا أربع قراءات سبعية هي بشرا نشرا نشرا نشرا.
انظر غير مأمور: (سراج القارئ) ص 224، و (النشر) ص 269 - 270.
والشاهد من الحرز قوله: ونشرا سكون الضمّ في الكلّ ذلّلا ..
وفي النون فتح الضمّ شاف .. وعاصم روى نونه بالباء نقطة أسفلا
(9) وجه آحادي عن ابن عامر من رواية الوليد عنه وهو مخالف للمتواتر عنه فلا يقرأ به.
(10) انفرادة سبعية عنه انظر: (التيسير) ص 91، و (النشر) 2/ 271.
(11) رواية الوليد آحادية مخالفة للمتواتر عنه فهي شاذة، ولابن عامر في باقي طرقه القراءة كالجماعة. (السبعة) 284، و (التيسير) 91، و (إرشاد المبتدئ) 331، و (النشر) ج 2 ص 270.
(12) ويوجد بها ثلاثة نظائر أخرى في الآيات رقم [65، 73، 85].

(3/1092)


وفي هود «1» [50] والمؤمنين «2» [23] بخفض الراء وكسر الهاء بعدها، وذلك إذا كان قبل إله من الخافضة، وقرأ الباقون برفع الهاء وضمّ الراء «3».

حرف:
قرأ أبو عمرو أبلغكم [62 و 68] في الموضعين هاهنا «4»، وفي الأحقاف «5» [23] بإسكان الياء وتخفيف اللام في الثلاثة وقرأهنّ الباقون بفتح الباء وتشديد اللام: بصطة [69] قد ذكر «6».
حرف:
قرأ ابن عامر «7» في قصة صالح قال الملأ [75] بزيادة واو قبل، قال:
وكذلك في مصاحف الشاميّين «8»، وقرأ الباقون «9» بغير واو كذلك في مصاحفهم.
__________
(1) هي السورة الكريمة رقم [11]، الآيات رقم [50، 61، 84].
(2) هي السورة الكريمة رقم [23] الآيتان رقم [23، 32] فالمجموع تسعة مواضع في القرآن.
(3) (التيسير) ص 91، و (النشر) ص 2/ 270.
والشاهد ذلك من الحرز قوله: .. ورا من إله غيره خفض رفعة .. بكلّ رسا. انظر: ص 55.
(4) الموضع الثاني في الآية [68] أبلغكم رسالات ربي.
(5) والتخفيف والتشديد لغتان من أبلغ كقوله: فإن تولوا فقد أبلغتكم هود [57] وبلّغ كقوله تعالى فما بلغت رسالته المائدة [67].
وفي وجه التخفيف انفرادة سبعية عن أبي عمرو.
والشاهد من الحرز قوله: والخف أبلغكم حلا مع أحقافها ..
وموضع (الأحقاف) [46] في الآية رقم [23]. انظر: (شرح الهداية) 2/ 304، و (التيسير) 91، 111، و (الحرز) ص 55، و (الدر المصون) 5/ 356.
(6) عند قوله تعالى ويبسط البقرة، الآية [245]. والخلاف فيها بين القراء دائر بين السين على الأصل والصاد لمجاورة حرف الاستعلاء والإطباق. فقرأ نافع والبزي وشعبة والكسائي بالصاد، والباقون بالسين، ولخلاد الوجهان. انظر: (السبعة) 158، 186، و (الجامع) ت طلحة ص 143، و (التيسير) ص 69، و (النشر) ص 128، 129.
و (التيسير في القراءات السبع المشهورة) ص 167.
(7) وحده من السبعة. انظر: كتاب (السبعة).
(8) انفرادة سبعية عن الإمام الشامي. وأشار إليها صاحب كتاب (المصاحف) ص 55 بقوله:
" وفي إمام أهل الشام وأهل الحجاز في قصة صالح آية [75] وقال الملأ، وفي إمام أهل العراق قال الملأ".
قال الشاطبي: والواو زد بعد مفسدين كفؤا.
انظر: (حجة القراءات) 287، و (المقنع) 104، و (الحرز) 55، و (النشر) ج 2 ص 270.
(9) في (م) بزيادة كلمة (قال).

(3/1093)


حرف:
قرأ نافع وحفص عن عاصم إنكم لتأتون «1» [81] بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وقرأ الباقون «2» بهمزتين على الاستفهام، ومذاهبهم في التحقيق «3» والتسهيل «4» والفصل بالألف وترك الفصل مذكور في باب الهمزتين «5».
لفتحنا عليهم [96] مذكور قبل «6».
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني وابن كثير في رواية قنبل والبزّي أو أمن أهل القرى [98] هاهنا بإسكان الواو، وورش يلقي عليها حركة أمن فيحرّك بها على أصله. قال أحمد بن صالح عنه بفتح الواو ويصلها بكسر ميم أو أمن [98] وقال يونس عنه: موقوفة الواو غير منتصبة، وقرأ في والصّافّات «7» [17] والواقعة «8» [48] أو ءابآؤنا بفتح الواو وتحقيق «9» الهمزة بعدها. وقرأ نافع «10» في رواية إسماعيل والمسيّبي وقالون، وفي رواية الأصبهاني
__________
(1) ونظائرها الآية [55] النمل و [29] العنكبوت انظر: (أوجز البيان في متشابه القرآن) 49 و (الإيقاظ لتذكير الحفاظ) 102 و (هداية الحيران) 111 و (التوضيح في تكرار وتشابه آي القرآن) 187.
(2) ينظر: (السبعة) ص 285، 286 (التيسير) ص 111.
(3) التحقيق في الهمز هو: النطق بالهمزة خارجة من مخرجها الذي هو أقصى الحلق؛ كاملة في صفاتها وهو لغة هذيل وعامة تميم. (الإضاءة في بيان أصول القراءة) للضباع ص 28.
(4) والتسهيل: هو مطلق التغيير، وهو أربعة أضرب: النقل والإبدال والحذف والتسهيل، وهو هنا عبارة عن النطق بالهمزة بين الهمز وحرف المد. انظر: (الكتاب) لسيبويه 3/ 541 و (الإضاءة) 29. و (المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية) للدكتور محمد سالم محيسن ص 85.
(5) انظر: جامع البيان:
(6) في سورة الأنعام آية [44] ونظائرها الآية [96] سورة الأنبياء و [11] القمر. قرأ ابن عامر وحده بتشديد التاء في المواضع الأربعة لتكثير الفتح وكثرة الأبواب، وقرأ الباقون بالتخفيف فيهن. أما ما كان مع لفظ بابا المفرد مثل الآية [14] في الحجر و [77] في المؤمنين فإنه خففهما فيهن. انظر: (السبعة) ص 286، و (معاني القراءات ص 153)، و (الغاية في القراءات العشر) ص 241، و (شرح الهداية) 2/ 278، و (جامع البيان) ص 380.
(7) هي السورة رقم [37]، آية [17].
(8) هي السورة رقم [56]، آية [48].
(9) في النسخة (م) وتحقق.
(10) الوجهان لنافع يرجعان إلى معنى واحد. انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 139.

(3/1094)


عن ورش وابن عامر بإسكان الواو في الثلاثة «1»، والأصبهاني عن ورش يلقي «2» حركة الهمزة على الواو ويحرّكها بها فيهنّ.
وقرأ الباقون وابن كثير في رواية «3» ابن فليح بفتح الواو وتحقيق الهمزة بعدها في الثلاثة. قال أبو عمرو: وقد غلط عامة «4» البغداديين ومن اتصل بهم من سائر العراق [2/ أ] على ورش في الموضعين اللذين في الصّافّات والواقعة، فحكى ابن مجاهد وابن شنبوذ والداجوني «5» والشذائي «6» وأبو طاهر وغيرهم من الجلّة أن مذهبه فيها إسكان الواو، ثم يلقي عليه حركة الهمزة قياسا على هذا الموضع الذي في هذه السورة المجمع عليه عنه.
__________
(1) للقراء في الواو الفتح والإسكان فنافع والابنان .. ابن كثير وابن عامر بوجه الإسكان، فتكون الهمزة والواو أصليتين أي: حرف عطف للتقسيم فكأن المعنى .. أو كان الأمر من أحد هذين الشيئين من إتيان العذاب ليلا أو ضحى. وزعم أبو منصور أن (أو) للإضراب بمعنى بل.
والباقون بوجه الفتح، فالهمزة للاستفهام. ومعناه: التوبيخ والتقريع، وقيل للإنكار، وقيل للنفي، والواو حرف عطف أي أفأمنوا مجموع العقوبتين. انظر: (معاني القراءات) ص 184، و (البيان في غريب القرآن) 1/ 369، و (الدر المصون) 5/ 392، و (إبراز المعاني) ص 479 و (الإتحاف) 2/ 55. قال الشاطبي: و (أو أمن) الإسكان حرميه كلا. انظر: ص 55.
(2) وهو نوع من أنواع تخفيف الهمز المفرد لغة لبعض العرب، اختص بروايته ورش، بشرط أن يكون آخر كلمة وأن يكون غير حرف مد وأن تكون الهمزة أول الكلمة الأخرى. (النشر) 1/ 408.
(3) قراءة ابن كثير من رواية ابن فليح الواو ولكن لم يشتهر عنه فلا يقرأ بها وقد ذكرت في (المبسوط) ص 182، و (المستنير في القراءات العشر) ص 559، و (بستان الهداة) ص 567.
(4) في النسخة (م)، وقد غلط عليه البغداديون.
(5) هو: أبو بكر محمد بن أحمد الرملي الضرير المقرئ، يعرف بالداجوني الكبير، إمام كامل، رحال مشهور، مات سنة/ 324 هـ. (معرفة 1/ 268 وغاية 2/ 77).
(6) هو: أحمد بن نصر الشّذائي البصري، إمام مشهور قرأ على عمر بن محمد الكاغدي وابن مجاهد والزينبي، وقرأ عليه أبو الفضل الخزاعي من الطبقة الثامنة، توفي سنة 373 هـ والشّذائي بفتح أوله والذال المعجمة ممدودا وبعد الألف همزة مكسورة نسبة إلى شذا، قرية بالبصرة بالعراق.
(معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواقع) للبكري الأندلسي 1/ 254، و (توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم) 5/ 311، و (معرفة 1/ 319)، و (غاية) 1/ 144.

(3/1095)


وذكر ابن أبي طاهر أن أبا الأزهر «1» وداود «2» كذلك رويا ذلك عنه نصّا «3»، وليس كما ذكر ولا على ما قدر، ولو أمعن «4» النظر في روايتيهما وأعمل الفكر في نصّ عبارتهما عن ذلك في كتابيهما «5» مع يقظة وحسن معرفة لظهر خلاف ما ذكره، ولعلم وتيقّن «6» أن الأمر على غير ما قدّره، وذلك أنهما قالا في كتابيهما عن ورش هاهنا أو أمن موقوفة الواو غير منتصبة، وقالا في الموضعين الآخرين أو ءابآؤنا منتصبة الواو، وقالا عنه في الاختلاف «7» بين نافع وحمزة أو أمن موصولة لا ينصب الواو وحمزة ينصبها أو ءابآؤنا منصوبة الواو واتفاق منهما، فيدلّ ذلك دلالة ظاهرة غير مشكوكة في صحتها على أن مذهبه هاهنا الإسكان للواو وأنّها فيه أو التي للخروج من شيء إلى شيء، كقوله: أو إن يشأ يعذبكم «8» [الإسراء: 54] وأن مذهبه هناك الفتح، وأنها فيها واو عطف دخل عليها همزة الاستفهام بمعنى التقرير لا غير.
وكذلك روى ذلك أبو يعقوب «9» نصّا عن ورش، ولا يعرف أهل الأداء من
__________
(1) هو: عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي أبو الأزهر المصري، صاحب الإمام مالك، راو مشهور بالقراءة، أخذ القراءة عرضا عن ورش ولمكانة أبي الأزهر اعتمد الأندلسيون على قراءة ورش وأخوه موسى فقيه، وكانا عالمين فاضلين ورعين منقطعين للعلم وغلب على عبد الصمد علم القرآن وعلى موسى علم الحديث، من الطبقة السادسة، توفي عام 231 هـ. (معرفة 1/ 182، وغاية 1/ 389) و (شجرة النور الزكية في طبقات المالكية) للشيخ محمد محمد مخلوف ص 66.
(2) هو: داود بن أبي طيبة أبو سليمان المصري، قرأ على ورش وهو من جلة أصحابه وعلى علي ابن كيسة صاحب سليم، وعنه ابنه عبد الرحمن ومواس بن سهل، من الطبقة السادسة، توفي عام 223 هـ. (معرفة 1/ 182 وغاية 1/ 279).
(3) أي: له معنى واحد ولا يحتمل التأويل. (التعريفات) ص 309.
(4) في (م) أنعم.
(5) هما من مصادر جامع البيان، التي استقى منها الداني بعض مادة كتابه.
انظر: (الإمام أبو عمرو الداني وكتابه جامع البيان) للدكتور عبد المهيمن الطحان ص 95/ 96.
(6) في (م) وتنعش.
(7) الكتاب من مصادر الجامع، ولم أقف عليه بعد البحث.
(8) الآية [54] من سورة الإسراء [17].
(9) هو: يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري الأزرق، لزم ورشا مدة طويلة، قرأ على ورش، وخلفه في القراءة والإقراء بمصر، وعرض على سقلاب، أتقن عن ورش الأداء، وانفرد

(3/1096)


المصريين وغيرهم من المغاربة غير ذلك في رواية ورش، وهم حجّة على من خالفهم عنه؛ لأنهم تلقوا القراءة عنه أداء وأخذوها عنه مشافهة وخالفوه في القيام بها، وكذلك أهل الأداء من الشاميّين الذين يتولون رواية أبي الأزهر، وكذلك نصّ عليه أحمد بن يعقوب «1» وإبراهيم بن عبد الرزاق في كتابيهما «2» عن أصحابهما عنه عن ورش، وأظن ابن مجاهد رحمه الله حمل رواية أصحاب ورش على أصحاب أبي بكر الأصبهاني؛ لأنه روى عن أصحابه عنه إسكان الواو في الثلاثة المواضع نصّا وأداء، وجعلهما أصلا. وتوهّم أنهم موافقوه على ذلك.
ومثل هذا إنما يكون عند عدم الأداء والنص، فأما عند وجودهما، فلا يجوز أن يحمل رواية على رواية، ولا أن يجري لها حكمها، بل تميّز «3» كل رواية ويبيّن اختلافها، ويعرف الفرق بينها وبين ما يخالفها، وقد قال في كتاب المدنيين «4» روى أحمد بن صالح عن ورش أو ءابآؤنا ساكنة الواو والله أعلم. وقد غلط أبو بكر النقّاش على القولين والبزّي أيضا في الموضعين المذكورين يحكى عنهما عن ابن كثير أنه سكّن الواو فيهما، والنص والأداء عنه بخلاف ذلك.

حرف:
قرأ نافع حقيق عليّ أن لا أقول [105] بفتح الياء وتشديدها على أنها اسم المتكلم. وقرأ الباقون على بغير إضافة على أنها حرف خفض «5».
__________
عنه بتغليظ اللامات وترقيق الراءات. قال ابن الجوزي: قلت .. لم ينفرد بذلك عن ورش، بل روى ذلك عنه يونس بن عبد الأعلى، ورواية ورش في الشاطبية من طريقه. من الطبقة السادسة، توفي في حدود/ 240 هـ (معرفة 1/ 181، وغاية 2/ 402 هـ)، و (حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة) لجلال الدين السيوطي 1/ 486.
(1) هو: أحمد بن يعقوب التائب أبو الطيب الأنطاكي، مقرئ حاذق، روى القراءة عن بكر بن سهل الدمياطي وأحمد بن المعلى ومحمد بن حفص الخشاب، وقرأ عليه علي بن محمد الأنطاكي، من الطبقة الثامنة، توفي سنة 340 هـ. (معرفة 1/ 282، وغاية 1/ 151).
(2) قال الإمام الداني عن أبي الطيب الأنطاكي: وله كتاب حسن في القراءات، وهو إمام في هذه الصناعة. وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي: صنف كتابا في القراءات الثمان، فلعلهما هذين الكتابين. (معرفة 1/ 282 و 287).
(3) في (م) بل يميز بياء.
(4) وله أيضا كتاب المكيين. ولم أقف عليهما بعد البحث.
(5) قرئ بتشديد الياء وإرسالها، فنافع وحده يقرأ بالياء المشددة المفتوحة بعد اللام. أي: (واجب علي)، فحرف الجر دخل على ياء المتكلم، فقلبت ألفها ياء وأدغمت فيها، وفتحت لالتقاء

(3/1097)


حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر في رواية الحلواني عن هشام أرجه «1» [111] هاهنا، وفي الشعراء «2» [36] بالهمز «3»، وضمّ الهاء وصلتها بواو في اللفظ، قال الحلواني مهموز ويرفع الهاء ويشمّ الرفعة. وروى ابن الصباح عن قنبل عن ابن كثير بغير همز لم يروه غيره وهو وهم. وقال ابن غلبون: قال: نا عبد الله «4» قال: نا
__________
الساكنين. وقد انفرد بها في القراءة السبعية، وقرأ العامة ب (على) مخففة؛ التي هي حرف جر داخلة على أن من غير ياء المتكلم، بمعنى خليق وجدير. وقيل على بمعنى الباء، أي حقيق بقول الحق، ليس إلا. وهناك أوجه أخرى في (على) ذكرها صاحب (الدر المصون) 5/ 401 - 405. قال الإمام الشاطبي: عليّ على خصّوا.
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 196، و (النشر) ج 2 ص 270، و (الإتحاف) ص 2/ 52، و (المستنير) ص 193.
(1) لهذا الحرف تعلق بالأصول لوجود هاء الكناية به، وبالفرش لوجود الهمز فيه فالإمام الشاطبي ذكره في باب هاء الكناية في الأصول حيث يقول:
وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا ... ... وفي الهاء ضم لف دعواه حرملا
واسكن نصيرا فاز واكسر لغيرهم ... ... وصلها جوادا دون ريب لتوصلا
والإمام البنا ذكر خلاف القراء في الهاء في باب هاء الكناية، وأرجأ خلاف الهمزة مع الهاء في فرش حروف هذه السورة. انظر: (الحرز) ص 357، و (الإتحاف) 1/ 153.
وتعريفها: هي الهاء الزائدة عن بنية الكلمة الدالة على المفرد المذكر الغائب.
والمؤلف رحمه الله أطال النفس هنا؛ لبيان مذاهب القراء ورواتهم في هذا الحرف. فلهم فيه من طريق الحرز ست قراءات في المشهور المتواتر: بالهمز ثلاث قراءات، وتركه ثلاث قراءات، وهما لغتان (أرجأته وأرجيته)، بمعنى (أخرته)، ومنه سميت المرجئة، فهم لا يحكمون على أحد من المسلمين بشيء، بل يرجئون الحكم إلى يوم القيامة، ومن أقوالهم .. إنه لا يضر مع الإيمان معصية، ولا ينفع مع الكفر طاعة، وقيل لأنهم أخروا العمل، فقالوا: الإيمان قول بلا عمل، وهو خطأ.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 1/ 197، و (القاموس المحيط) 1/ 51، و (شرح عقيدة أهل الأثر) للإمام السفاريني 2/ 331، و (المعجم الوسيط) 1/ 329، و (هداية القارئ) ص 357 و (حق التلاوة) ص 96، و (ظاهرة الإرجاء في العالم الإسلامي) لسفر الحوالي ص 65، و (دراسات في الأهواء والفرق) للدكتور ناصر العقل ص 185.
(2) السورة رقم [26]، آية [36].
(3) قرأ ابن كثير وهشام بالهمزة الساكنة وضم الهاء وصلتها، ذا أرجئه. قرأ أرجئهو.
انظر: (الإتحاف) 2/ 56، و (التقريب) ص 64.
(4) هو: عبد الله بن محمد، وتقدمت ترجمته.

(3/1098)


أحمد «1». ح ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن أبي حسّان قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أرجه مهموز مرفوع «2» لم يزد «3» على ذلك، وكذلك قال الباغندي وابن عباد وسائر الرّواة عنه.
وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «4» أرجه بالهمز وكسر الهاء كسرة مختلسة من غير صلة كأنه لم يعتدّ بالهمز «5» لخفائها، فلذلك كسر الهاء اتباعا لكسرة الجيم كما لم يعتدّ من قال منه بالنون لسكونها، فكسر الهاء اتباعا لكسرة الجيم، قال محمد بن أحمد عن ابن مجاهد: لا يجوز «6» كسر الهاء مع الهمزة،
__________
(1) هو: أحمد بن أنس، وسبقت ترجمته.
(2) وقال صاحب (السبعة) ص 287، وقرأ ابن عامر أرجئه في رواية هشام بن عمار مثل أبي عمرو، وذكر صاحب (الإتحاف) 2/ 56 - 57: أن لهشاما الوجهين: طريق الحلواني المذكور هنا، وطريق الداجوني باختلاس ضمة الهاء.
(3) في (م) لم يزيد.
(4) قرأ ابن ذكوان وحده بهمزة ساكنة وكسر الهاء من غير صلة هكذا أرجئه.
(5) في نسخة (ت) الهمز والتصويب من (م).
(6) لم يرتض جماعة من القراء والنحاة قراءة ابن عامر بالهمز وكسر الهاء، لأن الهاء لا تكسر إلا إذا كان قبلها كسرة أو ياء ساكنة، ولا تأتي إلا مضمومة إذا سبقت بهمزة. فأبو بكر بن مجاهد قال:" هذا وهم ولا يجوز"، وأبو علي الفارسي قال:" هذا غلط"، وقال الحوفي:" إنها ليست بجيدة"، وقال أبو البقاء:" ضعيفة".
وقد اعتذر البعض لهذه القراءة على سبيل التأويل بأوجه منها:
- أن الهاء كسرت اتباعا لحركة الجيم. ولم يعتد بحاجز الهمز، لأنه حاجز غير حصين.
- أن الهمز كثيرا ما تغير بحرف العلة. وهي هنا في معرض أن تبدل ياء ساكنة لسكونها بعد الكسرة، فكأنها وليت ياء ساكنة، فلذلك كسرت.
وقال ابن خالويه في (إعراب القراءات السبع) 1/ 198:" وقد اجترأ جماعة في الطعن على هؤلاء السبعة في بعض حروفهم، وليس واحد منهم عندي لاحنا بحمد الله". وقال أبو منصور في (معانيه) ص 185 وهذه الوجوه كلها- وإن اختلفت- فهي لغات محفوظة عند العرب".
قلت إن القراءة سنة متبعة، متى ثبتت وجب قبولها؛ والأخذ بها. فهذه قراءة سبعية متواترة تعتمد في ثبوتها على الأثر والرواية والسماع، ولا تعمل على الإفشاء في اللغة، والأقيس في العربية. والله تعالى أعلم. (السبعة) لابن مجاهد ص 288، و (الحجة للقراء السبعة) لأبي علي الفارسي 4/ 58 و (البحر المحيط) 4/ 360، و (الدر المصون) 5/ 410، و (ظاهرة التأويل في إعراب القرآن الكريم) ص 361 - 365، و (القراءات القرآنية في بلاد الشام) ص 290، و (المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد) ص 56.

(3/1099)


[2/ ب] وذلك جائز عندنا كما بيّنّاه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر أرجه غير جزم مهموز يريد بالجزم وسكون الهمزة ولم يزد «1» الهاء. وروى ابن عتبة عنه بالهمزة وضمّ الهاء من غير إشباع، وقرأ أبو عمرو: أرجه «2» بالهمز وضمّ الهاء ضمّة مختلسة «3» من غير صلة، وقرأ عاصم في رواية حمّاد وحفص من غير رواية هبيرة عنه وحمزة أرجه «4» بإسكان الهاء من غير همز، وقرأه في رواية المفضل وفي رواية هبيرة عن حفص عنه ونافع في رواية ورش وإسماعيل والكسائي أرجه «5» بكسر الهاء وصلتها بياء من غير همز في السورتين، كذا قرأت من هذه الطرق.
وقال هبيرة «6» في كتابه عن حفص هاهنا مجزومة وفي «7» الشعراء مجرورة، نا بذلك محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الخزاز «8» عن هبيرة، وروى القوّاس
__________
(1) في (م) لم يزيد.
(2) قراءة: أبي عمرو السبعية بهمزة ساكنة وضم الهاء بدون صلة، كما ذكر المؤلف وصورتها هكذا أرجئه. انظر: (السبعة) ص 287، و (التيسير) ص 92، و (البدور الزاهرة) ص 121، و (تقريب المعاني) ص 65.
(3) الاختلاس هو: إسراع بالحركة ليحكم السامع بذهابها، وهي كاملة الوزن والصفة، والاختطاف بمعناه، وكذا الإخفاء، فهي مترادفات وقدّر البعض الحركة بالثلثين، (القواعد والإشارات في أصول القراءات) للقاضي الحموي ص 52، و (الإضاءة) ص 39 - 40.
(4) قرأ عاصم وحمزة بإسكان الهاء من غير همز صورتها هكذا أرجه
وقال الفراء" هي لغة العرب" انظر: (معاني القرآن) للفراء 1/ 388، و (المبسوط) ص 183، و (التبصرة) ص 512، و (الإتحاف) 2/ 56.
(5) قرأ ورش والكسائي بدون همز مع كسر الهاء وصلتها بمقدار حركتين، هكذا: أرجه. وتقرأ أرجهي. انظر: (المبسوط) ص 183، و (تقريب المعاني) ص 65.
(6) هو: هبيرة بن محمد التمار أبو عمر الأبرش البغدادي، مشهور بالإقراء والمعرفة، أخذ القراءة عرضا عن حفص عن عاصم، قرأ عليه حسنون بن الهيثم، وهو أضبط أصحابه وأحمد الخزاز، من الطبقة السادسة. وكتابه هذا لم أعثر عليه. انظر: (معرفة) 1/ 413، و (غاية) 2/ 353.
(7) انظر: (السبعة) ص 288.
(8) هو: أحمد بن علي بن الفضل وقيل الفضيل الخزّاز البغدادي أبو جعفر، مقرئ ماهر ثقة صاحب قرآن وحديث، قرأ على هبيرة والقطعي وأبي هاشم الرفاعي، وأخذ القراءة عنه ابن مجاهد وابن شنبوذ، من الطبقة السابعة، قال الخطيب:" ثقة". توفي سنة 286 هـ. (معرفة 1/ 258، وغاية 1/ 86).

(3/1100)


وعمرو «1» وعبيد «2» عن حفص بجزم الهاء في السورتين، واختلف أصحاب أبي بكر عنه، فروى عنه الكسائي «3» والعليمي «4» والبرجمي «5» والأعشى «6» وابن عطارد «7» ويحيى الجعفي وابن أبي حمّاد «8» وأصحاب الأزرق والمعلى بن منصور «9» أنه أسكن
__________
(1) هو: عمرو بن الصباح بن صبيح أبو حفص الكوفي البغدادي، روى القراءة عرضا وسماعا عن حفص بن سليمان، وهو من جلة أصحابه وأبصرهم بحرفه وعن الأعشى عن أبي بكر، وروى عنه القراءة عرضا إبراهيم السمار والبزار وأحمد بن جبير، من الطبقة السادسة. قال الداني:
" إنهما وعبيد إخوان" توفي سنة 221 هـ. (معرفة 1/ 203، وغاية 1/ 601).
(2) هو: عبيد بن الصباح بن صبيح أبو محمد الكوفي البغدادي، روى القراءة عرضا عن حفص، وهو من أجل أصحابه وأضبطهم، وروى عنه أحمد بن سهيل الأشناني، وقال عنه:" كان من الورعين المتقين". من الطبقة السادسة. (معرفة 1/ 204، وغاية 1/ 495).
(3) هو: علي بن الحسن أبو الحسن التميمي الكسائي، مقرئ معروف، أخذ القراءة عرضا عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر، وكان عارفا بحرف عاصم، وقرأ عليه محمد بن الحسن النحوي (الغاية) 1/ 530.
(4) هو: يحيى بن محمد الأنصاري الكوفي أبو محمد العليمي، مقرئ حاذق ثقة شيخ القراءة بالكوفة، قرأ على أبي بكر بن عياش وحماد بن شعيب، من الطبقة السادسة، توفي سنة 243 هـ.
(معرفة 1/ 202، وغاية 2/ 378).
(5) هو: عبد الحميد بن صالح بن عجلان البرجمي الكوفي أبو صالح، مقرئ ثقة، قرأ على أبي بكر ابن عياش ثم عن الأعشى، وقرأ عليه القاسم بن أحمد الخياط، مات سنة 230 هـ. (غاية) 1/ 360.
(6) هو: يعقوب بن محمد الأعشى أبو يوسف التميمي الكوفي، قرأ على أبي بكر بن عياش وكان أجل من قرأ عليه، تصدر للإقراء بالكوفة، وكان صاحب قرآن وفرائض، من الطبقة الخامسة، توفي في حدود المائتين. (معرفة 1/ 159، وغاية 2/ 390).
(7) هو: عبد الجبار بن محمد بن عطارد العطاردي الدارمي الكوفي، روى الحروف عن أبي بكر ابن عياش، وروى عنه الحروف أحمد وزيد ابنا عثمان بن حكيم ونعيم بن حذيفة. (الغاية) 1/ 358.
(8) هو: عبد الرحمن بن سكين أبو محمد بن أبي حماد الكوفي، صالح مشهور، روى عن حمزة وهو أحد الذين خلفوه في القيام بالقراءة وعن أبي بكر بن عياش، وروى عنه الحسن بن جامع ومحمد بن جنيد وعلي بن حمزة الكسائي. (غاية) 1/ 369.
(9) معلى بن منصور أبو يعلي الرازي الحافظ الفقيه الحنفي، روى عن أبي بكر بن عياش وكان من أصحاب أبي يوسف الكبار، وحدث عن مالك، وروى القراءة عنه محمد بن سعدان، وتفرد عن ابن عياش بضم الهمزة من (أصري)، (س/ 3 آية/ 81) قال العجلي: ثقة سني فقيه، توفي سنة/ 211 هـ. (التقريب) 2/ 265، و (غاية) 2/ 304.

(3/1101)


الهاء، ولم يذكروا بهمز كرواية حمّاد وحفص سواء. ونا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم «1» عن ابن أبي أمية «2» عن أبي بكر عن عاصم أرجه مهموزة ساكنة الهاء، قال ابن الجهم هو فيما أحسب يعني بهمز الألف التي قبل الراء، وذلك على ما قال؛ لأن الهمز مع سكون الهاء غير ممكن النطق به إذا كان يلتقي ساكنان ليس أحدهما حرف مدّ ولين. وروى عبيد بن نعيم «3» عن أبي بكر أرجه غير مهموز لم يذكر الهاء، وروى خلاد وهارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر «4» أرجه مهموزة مضمومة الهاء.
قال: نا محمد عن ابن مجاهد مثل أبي عمرو، وقال هارون عن حسين عن أبي بكر في الشعراء أرجه مجرورة الهاء، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم أرجه مكسورة مهموزة، كذا قال عنه، فهذا يوافق ما رواه ابن ذكوان عن ابن عامر، وأظن ذلك وهما وأحسبه أراد بالهمز همز الألف.
واختلف أصحاب يحيى عنه أيضا، فروى عنه الصّريفيني «5» فيما قرأت ومحمد بن
__________
(1) محمد بن الجهم أبو عبد الله السمري أبو عبد الله البغدادي الكاتب، شيخ كبير وإمام شهير، أخذ القراءة عرضا عن عائذ بن أبي عائذ صاحب حمزة، وروى الحروف سماعا عن خلف البزار وعبد الله ابن عمرو بن أمية، وروى عنه ابن مجاهد، مات سنة/ 208 هـ (غاية) 2/ 113.
وروايته هذه في كتاب (السبعة) ص 288.
(2) هو: عبد الله بن عمرو بن أبي أمية أبو عمرو البصري الكوفي، روى عن أبي بكر بن عاصم، وروى عنه روح بن عبد المؤمن ومحمد بن الجهم شيخ ابن مجاهد. (غاية) 10/ 438.
(3) هو: عبيد بن نعيم أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن مسعود، وروى عنه يحيى بن وثاب، قال عنه الكسائي: كان من خيار أصحاب عبد الله. قال ابن عياش: قال لي عاصم: ألا تقرأ عليّ كما قرأ يحيى على عبيد بن نضلة كل يوم آية. وثقه ابن حبان، مات سنة 75 هـ. (غاية) 1/ 498.
(4) وجه عن شعبة كقراءة أبي عمرو ويعتبر آحاديا غير متواترا عنه، فلا يقرأ به.
(5) هو: إبراهيم بن محمد الشيخ الإمام المحدث الحافظ الرحال أبو إسحاق الصريفيني، بفتح الصاد المهملة وكسر الراء، والفاء بين تحتيتين ساكنتين وآخره نون نسبة إلى صريفين قرية ببغداد، الفقيه الحنبلي، سمع من حنبل وحدّث عنه الضياء، قال المنذري: كان ثقة حافظا صالحا. مات سنة 461 هـ.
(السير) 32/ 89، و (تذكرة الحفاظ) 4/ 1433، و (العبر) 5/ 167.

(3/1102)


المنذر «1» وحسين بن الأسود «2» وأبو هشام «3» وضرار «4» بن صرد بجزم الهاء من غير همزة، ثم قال حسين وأبو هشام عن يحيى عن أبي بكر في سورة (الشعراء) «5» أرجه مهموز، وربما لم يهمز. وقال: أنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي «6» عن أبيه «7» عن يحيى «8» أرجه مهموز وجزم، ويجوز أن يريد بالجزم جزم الهاء؛ [لأن جزم الهاء مع الهمزة غير جائز ولا ممكن، ويجوز أنه يريد بالجزم جزم الهاء] وبالهمز همزة الألف. وروى خلف عن يحيى أرجه بغير همز في كل القرآن، ثم قال: نا يحيى عن أبي بكر أنه ربما همز أرجه وأخاه
__________
و (شذرات الذهب) 5/ 209.
(1) هو: محمد بن المنذر الكوفي، مقرئ معروف روى الحرف سماعا عن يحيى بن آدم وعن سليم عن حمزة عن الأعمش. (غاية) 1/ 266.
(2) الحسين بن علي بن الأسود نسب إلى جده أبي عبد الله البجلي الكوفي، روى القراءة عن يحيى ابن آدم والحسين الجعفي، وروى عنه أحمد الحلواني وعبد الله بن أحمد السلمي ومحمد بن الحسين
بن شهريار، صدوق يخطئ، من الحادية عشر. (تقريب) 1/ 177، و (غاية) 1/ 238.
(3) هو: محمد بن يزيد بن محمد بن رفاعة البغدادي أبو هشام الرفاعي الكوفي القاضي إمام مشهور، أخذ القراءة عرضا عن سليم، وسمع الحروف من الأعشى والكسائي وحسين الجعفي ويحيى بن آدم، وسمع قراءة الأعشى على أبي بكر بن عياش. قال الداني: وله عن هؤلاء شذوذ كثير وله كتاب الجامع في القراءات، وروى عنه موسى بن إسحاق وعلي القطيعي وعثمان بن خرزاذ، وروى عنه مسلم في صحيحه والترمذي. قال العجلي: لا بأس به صاحب قرآن. من الطبقة السادسة في القراءة، ليس بالقوي في الحديث، من صغار العاشرة. (تقريب) 2/ 219، و (معرفة) 10/ 224، و (غاية) 2/ 280.
(4) هو: ضرار بن صرد أبو نعيم التميمي الكوفي، ثقة صالح، روى القراءة عن الكسائي ويحيى بن آدم، مات بالكوفة سنة 129 هـ، صدوق له أوهام.
(تقريب) 1/ 374، و (غاية) 1/ 338.
(5) في النسختين (براء) وهو تصحيف، والصواب في سورة الشعراء.
(6) إبراهيم بن أحمد الوكيعي الضرير البغدادي مشهور، روى عنه أبو بكر بن عياش عن أبيه سماعا عن يحيى بن آدم، وروى عنه ابن مجاهد، توفي سنة/ 289 هـ. (غاية) 1/ 7.
(7) هو: أحمد بن عمر بن حفص أبو إبراهيم الوكيعي البغدادي الضرير، روى عنه يحيى بن آدم، وروى عنه ابنه إبراهيم، توفي سنة/ 235 هـ. (غاية) 1/ 92.
(8) هو: يحيى بن آدم بن سليمان أبو زكريا الصلحي، إمام كبير حافظ، روى القراءة عن أبي بكر بن عياش سماعا وعن الكسائي، وروى القراءة عنه أحمد بن حنبل وأحمد الوكيعي وشعيب الصريفيني. قال عنه أحمد: ما رأيت أحدا أعلم ولا أجمع للعلم منه وكان عاقلا حليما، ثقة

(3/1103)


وقال: نا محمد «1» بن علي عن ابن مجاهد عن خلف عن يحيى عن أبي بكر أنه كان ربما همزها ورفع الهاء وقال موسى «2» بن حزام عنه أرجه جزم، قال: وربما همزها أبو بكر، ونا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: نا عبد الله «3» بن شاكر عن يحيى عن أبي بكر أرجه جزم، وقال: ربما همزها، قال أبو عمرو: وإذا همزها حرّك الهاء ضرورة، وأحسبه كان يحرّكها بالضم، كالذي رواه حسين عن أبي بكر نصّا. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق «4» عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم أرجه جزم بغير همز، وعلى هذا العمل عند أهل الأداء في رواية أبي بكر ويحيى عنه.
وقرأ نافع في رواية المسيّبي وقالون «5» أرجه بغير همز [3/ أ] وكسر الهاء من غير صلة، وقد اختلف ألفاظ أصحابه في العبارة عن الهاء بعد أن أجمعوا عنه على ترك الهمزة، فروى محمد «6» بن خالد البرمكي عن أبي عمر «7» عن
__________
حافظا فاضلا، من كبار السابعة، توفي سنة 203 هـ. (تقريب) 2/ 341، و (غاية) 2/ 363.
(1) محمد بن علي بن الحسن بن الجلندا أبو بكر الموصلي، مقرئ متقن ضابط، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن إسماعيل القرشي والأشناني وأبي بكر بن مجاهد، وروى عنه عبد الباقي بن الحسن. قال الداني: مشهور بالضبط والإتقان، وله ذكر في (التيسير)، من الطبقة الثامنة.
(معرفة 1/ 305 وغاية 2/ 201).
(2) موسى بن حزام بن أبي عمران الترمذي، الرجل الصالح، روى القراءة عن يحيى بن آدم سماعا وعن أبي بكر عن عاصم وعن يحيى بن آدم عن الكسائي، وروى عنه أحمد الفارسي وأبو عبد الله الرازي، ثقة فقيه عابد، من الحادية عشر.
(تقريب) 2/ 282، و (غاية) 2/ 318.
(3) عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري العبدي البغدادي، شيخ معروف، روى القراءة عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم إلى آخر الكهف، وروى عنه ابن مجاهد وابن الأعرابي.
(غاية) 1/ 449.
(4) هو موسى بن إسحاق أبو بكر الأنصاري الخطمي البغدادي القاضي، ثقة، روى عنه قالون وهارون بن حاتم ومحمد بن إسحاق المسيبي، وروى عنه ابن مجاهد، وهو صدوق، مات سنة/ 297 هـ. (غاية) 2/ 317.
(5) وصورة رواية قالون هكذا أرجه بدون همزة مع كسر الهاء بدون صلة قال قتادة معناه:
أحسبه وقيل أطمعه. 65 وفيها انفرادة سبعية عنه. (التيسير) ص 92، و (تقريب المعاني) ص 64.
(6) هو: محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد أبو بكر البرمكي البغدادي، شيخ روى الحرف عن أبي عمرو الدوري، وعنه أبو طاهر بن أبي هاشم (غاية) 2/ 68.
(7) هو: أبو عمر الدوري، وقد سبقت ترجمته.

(3/1104)


إسماعيل «1» والبرجمي «2» يجرّ الهاء ولا يهمز. وروى الباهلي «3» عن أبي عمر عنه بكسر الهاء غير مهموز، وروى الكسائي والهاشمي «4» عنه: لا يهمز أرجه، ولم يذكر الهاء «5». وروى أبو عبيد عنه أنه يقرؤها مثل الكسائي يعني بكسر الهاء وصلتها من غير همز «6». وروى ابن واصل «7» عن ابن سعدان «8» عن المسيّبي: الهاء مكسورة بغير همز، ولا مدّ. وروى عبيد «9» بن محمد عن ابن سعدان عنه الهاء مشبعة بغير همز، وروى خلف عنه بكسر الهاء بإشباع، وقال محمد عن أبيه «10»
__________
(1) هو: إسماعيل بن جعفر، أحد شيوخ الدوري له رواية عن نافع كقالون وورش.
انظر: (التذكرة) 1/ 4.
(2) في (م) بدون واو، إسماعيل البرجمي.
(3) هو: محمد بن محمد بن النفاخ الباهلي أبو الحسن، نزيل مصر، ثقة مشهور محدث صالح، روى عن الدوري، وروى عنه المطوعي، من الطبقة السابعة توفي سنة 314 هـ.
(معرفة 1/ 244 وغاية 2/ 242).
(4) هو: سليمان بن داود الهاشمي البغدادي، ضابط مشهور ثقة، روى القراءة عن إسماعيل بن جعفر، وروى القراءة عنه محمد ابن أخي خيثمة ومحمد بن الجهم، توفي سنة 219 هـ.
(غاية) 1/ 313.
(5) في (ت) بزيادة: غير مهموز والصواب مثبت من (م).
(6) وجه آحادي عن قالون، كقراءة الكسائي، ويعتبر شاذ عن قالون.
(7) هو: محمد بن أحمد بن واصل أبو العباس البغدادي، أخذ القراءة سماعا عن أبيه عن اليزيدي والكسائي وعرضا عن محمد بن سعدان قال الداني: هو أجل أصحابه ومحمد المسيبي، وروى القراءة عنه عرضا وسماعا أحمد بن بويان وابن مجاهد وابن شنبوذ والخاقاني، مقرئ جليل إمام متقن ضابط، من الطبقة السابعة، توفي سنة/ 294 هـ. (معرفة 1/ 262 وغاية 2/ 91).
(8) هو: محمد بن سعدان أبو جعفر الضرير الكوفي النحوي إمام كامل. قال ياقوت: ولد سنة 161 هـ، مؤلف الجامع والمجرد، وله اختيار، لم يخالف فيه المشهور ثقة عدل، أخذ القراءة عرضا عن سليم عن حمزة وعن اليزيدي كان يقرأ بقراءة حمزة ثم اختار لنفسه ففسد عليه الفرع والأصل، إلا أنه كان نحويا، وروى القراءة عنه عرضا وسماعا محمد بن واصل وجعفر بن محمد، وحدث عنه عبد الله ابن الإمام أحمد، من الطبقة السادسة، مات سنة 231 هـ.
(معرفة 1/ 217 وغاية 2/ 143)، و (بغية الوعاة) 1/ 111، و (معجم الأدباء) 18/ 201.
(9) عبيد بن محمد أبو محمد المروزي البغدادي المكتب، روى القراءة عن ابن محمد بن سعدان، وروى القراءة عنه عبد الواحد بن عمر ونسبه وكناه. (غاية) 1/ 497.
(10) هو: أحمد بن واصل البغدادي، روى عن اليزيدي والكسائي، وروى عنه ابنه محمد (غاية) 1/ 147.

(3/1105)


والأنصاري «1» عنه: الهاء مبطوحة «2» لم يزيدا على ذلك. وقال حمّاد عنه بغير همز لم يذكر الهاء، وقال ابن جبير عن أصحابه «3» بمدّ الهاء بإشباع «4». وروى الحلواني عن قالون يكسر الهاء، ولا يشبع الكسر ولا يهمز، وقال أحمد بن صالح عنه: الهاء مكسورة ممدودة. وقال القاضي «5» والمدني «6» والقطري «7» وسائر رواة كتابه «8» عنه:
غير مهموز، ولم يذكروا الهاء. وقال الكسائي «9» عنه: مهموزة وغلط. وأحسب
__________
(1) هو: محمد بن مخلد أبو عبد الله الأنصاري ثم الأنطاكي، مقرئ معروف وصفه سبط الخياط بالإمامة، روى الحرف عن خلف، وسمع منه جامعه، وروى عنه الحروف إبراهيم بن عبد الرزاق وأبو العباس المطوعي، مات بعيد سنة 300 هـ. (غاية) 2/ 261.
(2) أي مكسورة فالبطح والإضجاع عبارتان قديمتان عن الإمالة الكبرى (القواعد والإشارات) 50.
(3) منهم سليم وعبيد بن موسى والمسيبي، واليزيدي (غاية) 1/ 42.
(4) أي بتمطيط وزيادة والإشباع، لغة: التوفية وبلوغ حد الكمال. واصطلاحا: إتمام الحكم المطلوب من تضعيف صيغة حرف المد أو لين وهو الاتساع. (القواعد والإشارات) ص 44، 53، و (الإضاءة) ص 27.
(5) هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل القاضي أبو إسحاق، ثقة مشهور كبير، روى القراءة عن قالون وعن أحمد بن سهل، صنف كتابا في القراءات، جمع فيه عشرين إماما، وروى القراءة عنه ابن مجاهد وابن الأنباري ومحمد الإسكافي ومحمد الفريابي، سئل لم جاز التبديل على أهل التوراة ولم يجز على أهل القرآن، فأجاب: قال الله عز وجل في أهل التوراة: بما استحفظوا من كتاب الله، فوكل الحفظ إليهم فجاز التبديل عليهم، وقال في القرآن: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، فلم يجز التبديل عليه توفي سنة/ 252 هـ. (غاية) 1/ 162.
(6) هو: عبد الله بن عيسى أبو موسى القرشي المدني المعروف بطيارة، نزيل مصر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن قالون، وروى عنه محمد بن أحمد الإمام، مات سنة/ 287 هـ.
(غاية) 1/ 440.
(7) هو محمد بن الحكم أبو العباس القطري، مشهور، أخذ القراءة سماعا عن قالون عن نافع، وروى عنه السمرقندي وابن الأعرابي. (غاية) 2/ 159.
(8) لعله الكتاب الذي قال عنه قالون: قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها في كتابي.
قلت: وهو مفقود. (غاية) 1/ 615.
(9) هو: إبراهيم بن الحسين الحافظ أبو إسحاق الهمذاني الكسائي المعروف بسفينة، روى القراءة سماعا عن قالون، وروى عنه الحسن الكرخي، ثقة كبير مشهور، ولقب بسفينة لكثرة كتابته الحديث لأن سفينة طائر لا يقع على شجرة إلا وأكل ورقها وكذلك كان إبراهيم لا يقع على محدث إلا كتب كل ما عنده. (الغاية) 1/ 11.

(3/1106)


أسقطت «1» عليه، وبكسر الهاء من غير صلة، قرأت لقالون من جميع الطرق.

حرف:
قرأ حمزة والكسائي بكل ساحر [112] هاهنا، وفي يونس «2» [79] على وزن فعال، والألف بعد الحاء «3» وأمالها حمزة في رواية أبي عمر عن سليم عنه، والكسائي في غير رواية أبي الحارث «4»، وقرأهما الباقون «5» ساحر على وزن فاعل والألف بعد السّين، وأجمعوا على الموضع الذي في الشعراء «6» [37] على وزن فعال وأمال ألفه أبو عمرو وحمزة من رواية أبي عمر عن سليم عنه «7» والكسائي في غير رواية أبي الحارث.
حرف:
قرأ الحرميّان وعاصم في رواية حفص إن لنا لأجرا [113] بهمزة
__________
(1) في (م) سقطت بدون الهمز.
(2) السورة رقم [10] آية [79]، وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم.
(3) أي فيه معنى المبالغة والتكرار، ويقوي ذلك أنه وصف ب (عليم) من صيغ المبالغة، فدل على التناهي في علم السحر. انظر: (الكشف) 1/ 471 - 472.
(4) وأما الرواية الأخرى فهي للدوري عن الكسائي فبالإمالة. انظر: (التيسير) ص 48، و (الكافي في قراءة الإمام الكسائي) ص 130. والإمالة: هي تقريب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه وتسمى بالإمالة الكبرى، وبالإضجاع وبالبطح وبالكسر وهي لغة فصيحة لعامة أهل نجد من تميم وقيس وغيرهم. انظر:
(الإتحاف) 1/ 147، و (الإضاءة) ص 35. وهناك جملة من التعاريف الأخرى القريبة من هذا المعنى ذكرها صاحب كتاب (الإمالة في القراءات واللهجات العربية) الدكتور عبد الفتاح الشلبي ص 30 - 36.
فائدة: فائدة الإمالة سهولة اللفظ وذلك لأن اللسان يرتفع بالفتحة وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف على اللسان من الارتفاع فإذا أميلت الألف قربت من الياء، وقربت الفتحة من الكسرة، وأما من فتح فإنه راعى كون الفتح أمتن وهو الأصل. (الدر النثير والعذب النمير) 3/ 162، و (غاية الاختصار) 1/ 167، و (شرح قواعد البقري في أصول القراء السبعة) ص 24 - 27 بتصرف يسير، و (النشر) 2/ 30 - 35.
(5) وهم: نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم. انظر: (التبصرة) لمكي بن أبي طالب ص 513، و (تلخيص العبارات بلطيف الإشارات) ص 94 و (النشر) ص 2/ 270.
قال الشاطبي: وفي ساحر بها ويونس سحّار شفا انظر: ص 55.
(6) السورة رقم [26] الآية [37] يأتوك بكل سحار عليم.
(7) رواية الدوري عن سليم عن حمزة من انفرادات جامع البيان وهي غير متواترة فلا يقرأ بها.
انظر: (النشر) 2/ 270، و (إبراز المعاني) ص 480، و (البدور الزاهرة) ص 231.

(3/1107)


واحدة مكسورة على لفظ الخبر «1»، وقرأ الباقون «2» بهمزتين على الاستفهام، وفي التحقيق لهما والتسهيل للثانية والفصل بينهما في حال التحقيق والتسهيل على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين «3»، ولم يأت هاهنا بالهمزتين عن أبي بكر نصّا غير الشموني «4» عن الأعشى عنه، وأجمعوا على الموضع الذي في الشعراء «5» وهم فيه أيضا على مذاهبهم المذكورة قبل.

حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص تلقف ما [117] هاهنا وفي طه «6» [69] وفي الشعراء «7» [45] بإسكان اللام وتخفيف القاف في الثلاثة. ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد «8» بن عمر،
__________
(1) انظر: (النشر) 1/ 372 و (الإتحاف) 2/ 58.
(2) وهم: أبو عمرو، وقرأ بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بينهما، وهشام وقرأ بتحقيق الثانية والإدخال في أحد وجهيه، وابن ذكوان والكوفيون وهشام في الوجه الآخر قرءوا:
بتحقيق الثانية مع عدم الإدخال. (السبعة) 289، و (إرشاد المبتدئ) 335.
(3) اسمه باب الهمزتين من كلمة أحد الأبواب المتعلقة بالهمزة في الأصول في علم القراءات، وهي تأتي في القرآن على ثلاثة أنواع: 1 - مفتوحة بعد فتح. 2 - مكسورة بعد فتح. 3 - مضمومة بعد فتح فأما الهمزة الأولى فهي مفتوحة عند الجميع ولا خلاف فيها، وأما الثانية فالخلاف فيها دائر بين التحقيق والتسهيل والإدخال وعدمه. انظر: كتاب (الهمزة في اللغة العربية) ص 30/ 31، و (التيسير في القراءات السبع المشهورة) ص 76.
(4) هو: محمد بن حبيب أبو جعفر الشموني الكوفي مقرئ ضابط مشهور أخذ القراءة عرضا عن أبي يوسف الأعشى، وهو أجل أصحابه، وروى عنه حماد بن محمد بن حماد، من الطبقة السادسة.
(معرفة) 1/ 205 و (غاية) 2/ 114.
(5) السورة [26] آية [41] قد أجمعوا على قراءته على الاستفهام. (إعراب القراءات) 1/ 200.
(6) السورة رقم [20] آية [69] تلقف ما صنعوا إنما صنعوا.
(7) السورة رقم [26] آية [45] تلقف ما يأفكون.
(8) هو: عبد الواحد بن عمر أبو طاهر البغدادي البزار، أحد الأعلام الأستاذ الكبير النحوي العلم الثقة مؤلف كتاب البيان، قرأ القراءات على ابن مجاهد، وقرأ القرآن على أحمد بن سهل الأشناني،
وروى عنه عبد العزيز بن خواستي وعبيد الله المصاحفي، ولما توفي ابن مجاهد رحمه الله أجمعوا أن يقدموه، فتصدر للإقراء في مجلسه وقصده الأكابر، من الطبقة الثانية، مات سنة 349 هـ.

(3/1108)


قال: نا محمد بن الحسين الجعفي «1»، قال: نا محمد بن عمر بن وليد «2»، قال: نا عبد الرحمن بن أبي حمّاد «3» عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يقرأ تلقف ما يخفّف في كل القرآن «4»، قال أبو عمرو: والتخفيف قياس قول ابن جامع عن ابن أبي حمّاد أيضا؛ لأنه ذكر الاختلاف بين أبي بكر وحفص، ولم يذكر بينهما خلافا في هذا الحرف، فدلّ على أنهما متّفقان على التخفيف، وخالف ابن أبي حمّاد في ذلك سائر أصحاب أبي بكر، فرووه مثقلا. وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد القاف «5» في الثلاثة.

حرف:
قرأ نافع بخلاف عن ورش وابن عامر وأبو عمرو أأمنتم به «6» [123] هاهنا وأأمنتم له في طه «7» [71] والشعراء «8» [49] على الاستفهام بهمزة محقّقة بعدها مدّة في تقدير همزتين مسهّلتين: الأولى بين بين لانفتاحها، والثانية مبدلة
__________
(المعرفة) 1/ 312، و (غاية) 1/ 475، و (إنباه الرواة) 2/ 215.
(1) لم أقف على ترجمته.
(2) هو محمد بن عمر بن وليد أبو جعفر الكندي الكوفي، روى عن أبي بكر بن عياش وأسباط بن محمد، وروى عنه علي بن عياش وأحمد بن الحسن الخثعمي، صدوق، من الحادية عشرة.
(التقريب) 2/ 194، و (غاية) 2/ 219.
(3) هو عبد الرحمن بن حماد أبو النضر البرجمي الرازي، شيخ، روى عن يحيى بن فضل، وروى عنه عبد الواحد بن عمر. (غاية) 1/ 363.
(4) يشير الإمام أبو عمرو إلى موافقة شعبة- من طريق ابن أبي حماد- لحفص بالتخفيف في تلقف، قلت: ولكن لم يشتهر ذلك عنه فيكون حينئذ في الوجه انفرادة سبعية عن حفص.
(5) قلت: والبزي له تشديد التاء وصلا على أصله. (شرح الهداية) 2/ 308 و (النشر) 2/ 271.
قال الإمام الشاطبي: في الكل تلقف خفّ حفص. انظر: ص 55.
(6) في ضبط هذه الكلمة مذاهب عديدة اختير منها ثلاثة وهي: حذف صورة الأولى وتصوير الثانية ألفا، وجعل ألف صغيرة مكان الثالثة هكذا أألهتنا وعلى ذلك العمل في روايته.
ثانيا: حذف صورة الأولى، وجعل ألف مكان الهمزة الثالثة وجعل ألف صغيرة توضع عليها الهمزة الثانية هكذا ءأالهتنا.
ثالثا: حذف صورة الأولى والثانية، جعل ألف مكان الهمزة الثالثة هكذا ءءالهتنا.
(إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين) 25 - 26.
(7) هي الآية الكريمة رقم/ 71.
(8) هي الآية الكريمة رقم/ 49.

(3/1109)


لسكونها «1».
وروى أحمد بن صالح في كتابه «2» ويونس بن عبد الأعلى من قراءتي عن ورش ءأأمنتم بهمزة واحدة من غير مدّ على مثال مخرج الخبر «3». وكذلك روى [3/ ب] إبراهيم بن عبد الرزاق أداء عن عبد الجبّار «4» بن محمد عن أبي الأزهر عنه في الثلاث سور، حدّثني بذلك أبو مروان المكتب «5»، وأبو محمد المصاحفي «6» عن ابن محمد الشافعي «7»
__________
(1) في النسخة (م) مبداة سكونها قلت: وقد اجتمع في هذه الكلمة ثلاث همزات الأولى والثانية مفتوحتان، والثالثة ساكنة أجمعوا على إبدالها حرف مد من جنس حركة ما قبلها عملا بقول الشاطبي:
وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم .. إذا سكنت عزم كآدم أوهلا.
فأما اختلافهم في الأولى: فمن حيث حذفها وإثباتها وتغييرها، وفي الثانية: فمن حيث تحقيقها. وتسهيلها فتحصل لنا أربع قراءات سبعية:
الأولى: بتحقيق الهمزتين لشعبة وحمزة والكسائي.
الثانية: بهمزة واحدة بعدها ألف تحتمل الخبر المحض أو الاستفهام، لحفص، وفيها انفرادة سبعية عنه.
الثالثة: بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين لنافع وابن عامر وأبو عمرو والبزي.
الرابعة: وهي لقنبل، فهو يقرأ كالبزي في حال البدء، وفي حال الوصل أبدل الأولى واوا خالصة وسهل الثانية .. (انفرادة سبعية) عنه.
انظر: (الدر المصون 59/ 420، و (الإتحاف) 2/ 58 - 56، و (البدور الزاهرة) 122 فإنه مهم.
(2) الكتاب لم أجده ولعله مفقود.
(3) القراءة بهمزة واحدة لورش يعتبر وجها آحاديا عنه.
(4) هو: عبد الجبار العطاردي، تقدمت ترجمته.
(5) هو: عبد الله بن سلمة أبو مروان اليحصبي الأندلسي المكتب، مقرئ صدوق، أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن عطية، وروى عنه محمد الأنطاكي، قال أبو عمرو:" وهو الذي علمني عامة القرآن وكان خيرا فاضلا." مات سنة/ 405 (غاية) 1/ 487.
(6) هو: عبيد الله بن عبد الرحمن أبو محمد المصاحفي، شيخ، عرض على أبي الحسن علي بن محمد بن بشر، وعرض عليه أبو عمرو الداني (غاية) 1/ 428.
(7) هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم الرازي الشافعي، نزيل مصر، روى الحروف عن محمد بن يوسف الهروي عن محمد بن الحكم القطري عن قالون وعن العباس بن الفضل، روى عنه فارس أحمد ومحمد علي، توفي عام 380 هـ (غاية) 1/ 446.

(3/1110)


عن إبراهيم «1»، وروى سائر الرّواة عنه هاهنا «2» بالاستفهام بهمزة بعدها مدّة مطوّلة في تقدير ألفين. وقال أكثر أهل الأداء من أصحاب أبي يعقوب عنه: أنه يبدل الهمزة الثانية المسهّلة ألفا على أصله في سائر الاستفهام، ثم يحذفها هاهنا لاجتماعها مع الألف المبدلة من همزة الأصل الساكنة؛ لئلا يلتقي ساكنان، ويشبع المدّ ليدلّ بذلك على أصل الكلمة، وأن مخرجها مخرج الاستفهام دون الخبر، وأنكر ذلك آخرون منهم، وقالوا (آل) إبدالها هاهنا إلى التقاء الساكنين وجب العدول عن البدل إلى التسهيل بين بين؛ إذ حمزة بين بين كالمحرّكة «3».
واختلف عن ابن كثير، فروى قنبل عنه هاهنا قال فرعون ءو أمنتم [123] بزيادة واو بين النون والهمزة. وكذلك روى الحلواني عن القوّاس والبزّي عن أبي الإخريط «4» عن أصحابه عن ابن كثير، قال البزّي: ونحن لا نقرأ هذا، حكى لنا ذلك عن قنبل محمد بن علي عن ابن مجاهد عنه، قال ابن مجاهد «5»: وأحسبه غلط.
وكذلك روى ابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عنه. ونا عبد العزيز «6» بن جعفر قال: نا أبو طاهر بن أبي هاشم، قال: كان أبو بكر ينكر ما رواه قنبل ويخبر بألفه. كذلك قرأ عليه ويخالفه، فأقرأني قال فرعون ءامنتم به بواو بعد ضمة نون فرعون مفتوحة وبعدها ألف بين النون والواو والميم، ولفظ لي أبو بكر بها كذلك، وكذلك روى أبو
__________
(1) لم أقف عليه بعد البحث.
(2) في النسخة (م) عنه بعد بالاستفهام.
(3) قال: صاحب (البدور الزاهرة) ص 122، وينبغي أن تعلم كذلك أن ورشا ليس له هنا إلا التسهيل كما سبق فليس له الإبدال. وعللوا ذلك بما يترتب عليها إبدال الثانية ألفا من التباس من الاستفهام بالخبر. 1 هـ.
(4) هو: وهب بن واضح أبو الإخريط، مقرئ أهل مكة، قرأ على شبل بن عباد وإسماعيل القسط، قرأ عليه البزّي والنبال من الطبقة الخامسة، مات سنة 190 هـ (معرفة 1/ 146، وغاية 2/ 361).
(5) انظر: (السبعة) ص 290.
(6) هو: عبد العزيز بن جعفر بن خواستي. بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة أبو القاسم الفارسي يعرف بابن أبي غسان، مقرئ نحوي شيخ صدوق، قرأ على أبي بكر النقاش، قرأ عليه أبو عمرو الداني، وقال عنه: كان خيرا فاضلا صدوقا ضابطا، من الطبقة التاسعة، توفي سنة 413 هـ.
(معرفة 1/ 374 وغاية 1/ 392).

(3/1111)


عون الواسطي «1» وابن ثوبان «2» عن قنبل.
قال أبو عمرو: وكذلك لنا ذلك في رواية قنبل من طريق ابن مجاهد وابن الصباح بواو مفتوحة بدلا من همزة الاستفهام لانضمام ما قبلها، وبعدها همزة مسهّلة بين بين «3»، وبعدها ألف ساكنة، فيحصل في اللفظ بعد فتحة الواو مدّة في تقدير ألفين، وكذلك قرأت أيضا في روايته من الطريقين المذكورين وإليه النشور ءأمنتم [الملك: 15 - 16] بإبدال همزة الاستفهام واوا مفتوحة لانضمام الراء قبلها، وبعدها همزة مسهّلة بين بين، فيحصل في اللفظ بعد فتحة الواو مدّة في تقدير ألف واحدة لا غير؛ لأن همزة الاستفهام دخلت على فعل ثلاثي، ودخلت هاهنا على فعل رباعي، فلذلك تفاضل المدّ بعد فتحة الواو المبدلة في الموضعين.
وروى أبو ربيعة عن قنبل والحلواني عن القوّاس في المدّ بزيادة الواو قبل الألف، كالذي في الأعراف سواء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال البزّي عن أبي الإخريط عن ابن كثير قال فرعون ءو أمنتم به بواو بعد النون بغير همز، وإلى هذه الرواية رجع ابن مجاهد، وبها أخذ وإيّاها اختار.
قال أبو عمرو: وما رواه المذكور عن قنبل والحلواني عن القوّاس والبزّي عن أبي الإخريط من اللفظ بواو قبل همزة مخفّفة يصحّ من وجه، ويبطل من آخر.
فأما الوجه الذي يصحّ منه: فأن تكون تلك الواو المفتوحة بعد النون والراء في الأعراف والملك بدلا من همزة الاستفهام لا مزيدة قبلها، وتكون الهمزة المخففة بعدها همزة القطع في الأعراف وهمزة الأصل في الملك؛ لأن التخفيف لا يغيّر صورة الحرف عمّا هي عليه في الكتابة، ولا يزيد في اللفظ شيئا [4/ أ] ليس فيه،
__________
(1) هو: محمد بن عمرو بن عون أبو عون السلمي الواسطي، مقرئ محدث مشهور ضابط متقن، عرض على علي بن أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون وشعيب الصريفيني وأبي عمر الدوري، وعرض عليه أحمد الواسطي ومحمد الصعيدي. قال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق وقال الداني: هو من المشهورين مات سنة 270 هـ (غاية) 2/ 221.
(2) في الأصل بويان وفي (م) ابن ثوبان وهو الصحيح وهو أحمد بن الصقر بن ثوبان أبو سعيد الطرسوسي ثم البغدادي، قرأ على الحسن بن جامع وقنبل بن عبد الرحمن، وروى عنه أبو بكر بن مجاهد. (غاية) 1/ 63.
(3) بين بين: هي همزة مخففة أي: إيجاد حرف بين الهمزة وحرف المد، أي الحرف الذي منه حركتها. (القاموس المحيط) 1526، و (الهمزة في اللغة العربية) ص 3.

(3/1112)


والمدّة بعد الهمزة المخفّفة في الأعراف في هذا الوجه على مقدار ألف لا غير، وتذهب رأسا بعدها في الملك.
وأما الوجه الذي يبطل منه: فأن تكون تلك الواو مزيدة لا مبدلة من همزة، وتكون الهمزة المخفّفة بعدها همزة الاستفهام في الموضعين؛ لأن كتاب الله تعالى محظور من الزيادة فيه لا سيما إذا كان المزيد حرفا منفردا قائم الصّورة لا معدوم الرسم، والمدّة بعد الهمزة المخفّفة في السورتين في هذا الوجه على ما قرأناها «1» في الوجه «2» الذي اختاره ابن مجاهد وقرأنا به.
وإلى كون الواو زائدة ذهب ابن مجاهد، وكذلك أنكر رواية من روى ذلك وردّها وغلط ناقلها، وأخذ بما يجوز في القراءة، ويصحّ في القياس ويوافق الرسم. وروى قنبل عن ابن كثير في طه [71] ءامنتم له على لفظ الخبر بهمزة مفتوحة بعدها ألف. وروى عنه في الشعراء ءامنتم على الاستفهام بهمزة مخفّفة بعدها مدّة مطوّلة في تقدير همزة مسهّلة بعدها ألف ساكنة، فجاء عنه في الثلاث سور بثلاثة ألفاظ مختلفة. وروى البزّي وابن فليح عن ابن كثير في الثلاث سور على الاستفهام بهمزة مخفّفة ومدّة طويلة.
وكذلك روى أبو ربيعة عن قنبل هاهنا والزينبي عنه في الثلاث سور، وقرأ عاصم في رواية حفص من طرق عمرو وعبيد وأبي شعيب القوّاس في الثلاث سور على لفظ الخبر بهمزة مفتوحة بعدها ألف، ولم يذكر عمرو التي في الشعراء، وروى هبيرة عن حفص في الثلاث سور بثلاثة ألفاظ مختلفة، فقال في الأعراف على الاستفهام بهمزة بعدها مدّة مطولة، وقال بخطه على لفظ الخبر، وقال في الشعراء بهمزتين مخفّفتين، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر والمفضل وحمّاد وحمزة والكسائي في الثلاث سور على الاستفهام بهمزتين مخفّفتين بعدهما ألف، ولم يأت بذلك نص عن أبي بكر إلا الشموني عن الأعمش عنه.
__________
(1) في (ت) قدرناها والتصويب من (م).
(2) (الوجه) لفظ مشتق من مادة (وج هـ) ويستعمل للدلالة على الظهور والبدور أو الجانب أو الناحية أو النوع أو القسم.
واصطلاحا: كل خلاف ينسب لاختيار القارئ. انظر: مادة (وج هـ) في معجم مقاييس اللغة، وكتاب (الإتقان) 1/ 209 و (الإتحاف) 1/ 115 و (علم القراءات) ص 30 وغيرها.

(3/1113)


قال أبو عمرو: وكل من فصل بألف بين المخففة والمسهّلة من «1» القرّاء في ءأنذرتهم «2» وبابه «3» لم يفصل هاهنا به؛ لأنه لو فصل لاجتمع في كلمة ءأمنتم أربع ألفات بهمزة الاستفهام، واجتماعهنّ خروج من كلام العرب وعدول عن مذاهب القرّاء، مع أن لفظ المدّ «4» حتى يخرج عن حدّ القراءة وزنة اللفظ.

حرف:
قرأ الحرميّان «5» سنقتل أبناءهم [127] بفتح النون وإسكان القاف وضمّ التاء من غير «6» تشديد، وقرأ الباقون بضم النون وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها «7».
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة «8» ورواية القوّاس عن حفص فيما قرأت يورثها من يشاء [128] بفتح الواو وتشديد الراء، وقرأ الباقون بإسكان الواو وتخفيف الراء، وكذلك حكى القوّاس في كتابه «9» عنه، وأجمعوا على الذي في مريم «10» أنه مخفّف.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية «11» حفص وابن عامر في غير رواية الوليد
__________
(1) في (م) بين.
(2) الآية [6] من سورة البقرة [2].
(3) من الهمزتين المفتوحتين المجتمعتين في كلمة.
(4) كلمة لم أهتد لقراءتها.
(5) هما نافع وابن كثير، وقال بعضهم قرأ أهل الحجاز كما في: (المستنير في القراءات العشر) 562.
(6) ساقطة من (م).
(7) قتل خفيف يدل على القلة والكثرة، ومن خفف أراد مرة واحدة.
وقتّل بالتضعيف يدل على معنى التكثير مرة بعد مرة، قتل بعد قتل. وهو أكثر في الكلام.
انظر: (الكشف) ج 1، ص 474، (حجة القراءات) ص 294، (الدر المصون) ج 5، ص 424، (المغني) ج 2، ص 151. وشاهد الحرف من الحرز قوله:
وضمّ في سنقتل واكسر ضمه متثقلا ... وحرّك ذكا حسن.
انظر: ص 55.
(8) قلت: ورويت عن يحيى وابن مسعود ورواها أحمد الخزاز عن هبيرة عن حفص وهو غلط والمعروف عنه التخفيف والقراءة السبعية عن حفص كذلك. انظر: (السبعة) ص 292، و (مختصر الشواذ) ص 50، و (الانفرادات) 2/ 657.
(9) لم أجده ولعله مفقود.
(10) رقم السورة [19] الآية [63].
(11) وهي رواية أبي بكر عن شعبة في القراءة السبعية.

(3/1114)


يعرشون [137] هاهنا، وفي النحل «1» [68] بضمّ الراء، وقرأ الباقون بكسر الراء فيهما «2»، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «3».

حرف:
قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو في «4» رواية عبد الوارث «5» يعكفون [138] بكسر الكاف، وقرأ الباقون بضمّها وكذا اليزيدي وشجاع وسائر الرواة عن أبي عمرو «6».
حرف:
قرأ ابن عامر وإذ أنجيناكم [141] بألف بعد الجيم من غير ياء ولا نون، وكذلك في مصاحف «7» أهل الشام، [4/ ب] وقرأ الباقون بياء ونون وألف بعدها «8»، وكذلك «9» في مصاحفهم «10»، ولم يذكر ابن مجاهد هذا الحرف في كتاب السبعة «11».
__________
(1) السورة الكريمة رقم [16] آية [68] وما يعرشون.
(2) قال أبو منصور:" هما لغتان معروفتان" انظر: (معاني القراءات) ج 1، ص 421.
و (معاني القرآن) للأخفش ج 2، ص 309، و (الكشف) ج 1، ص 475.
(3) لابن عامر في القراءة السبعية الضم كشعبة، ورواية الوليد عن يحيى عنه آحادية لا يقرأ بها.
والشاهد من الحرز قوله: معا يعرشون الكسر ضمّ كذي صلا انظر ص 55.
(4) في (م) وفي بزيادة الواو.
(5) ممن ذكر رواية عبد الوارث عن أبي عمرو ابن مجاهد في (السبعة) 292، وابن سوار البغدادي في (المستنير) 562، وسبط الخياط في (الاختيار) 1/ 407، والمؤلف رحمه الله لم يذكرها له في (التيسير) ص 93، فليس لأبي عمرو في القراءة السبعية هذا الوجه.
(6) الكسر والضم لغتان من (عكف يعكف ويعكف). انظر: (حجة القراءات) ص 194.
قال الشاطبي:" وفي يعكفون الضم يكسر شافيا انظر ص 55.
(7) انفرادة سبعية عن ابن عامر. ينظر: (المصاحف) 1/ 156 بتحقيق محب الدين عبد السبحان و (النشر) 2/ 271.
(8) أي أنجيناكم، انظر: (حجة القراءات) ص 294.
(9) في (م) وذلك.
(10) ينظر: (المقنع) ص 104.
(11) وفي الطبعة الثانية من الكتاب ذكر هذا الحرف، وهو زيادة من النسخة (ش) من الكتاب، كما ذكر محققه ص 293.
الشاهد من الحرز قوله: وأنجى بحذف الياء والنون كفلا انظر: ص 55.

(3/1115)


حرف:
قرأ نافع يقتّلون أبناءكم [141] بفتح الياء وإسكان القاف وضمّ التاء من غير تشديد، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها «1».
وواعدنا [البقرة: 142] قد ذكر «2».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي جعله دكّا [143] هاهنا وفي الكهف «3» [98] بالمدّ والهمز من غير تنوين «4». واختلف عن عاصم، فروت الجماعة عنه عن أبي بكر هاهنا بالتنوين من غير مدّ ولا همز ما خلا محمد بن خلف التيمي «5»، فإنه روى عن الأعشى عن أبي بكر بالمدّ من غير تنوين، وخالفه الشموني وابن غالب «6» وغيرهما، فرووا عن الأعشى مثل الجماعة. وروى المفضل وهبيرة عن حفص والتيمي عن الأعشى، وحسين الجعفي عن أبي بكر في الكهف بالتنوين من غير مدّ ولا همز.
وروى حمّاد وسائر الرّواة عن أبي بكر وحفص هناك بالمدّ والهمز من غير تنوين، وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز في السّورتين «7».
حرف:
قرأ الحرميّان وابن عامر في رواية الوليد عن يحيى عنه برسالاتي [144] بغير ألف على التوحيد، وقرأ الباقون بالألف على الجمع «8».
__________
(1) انظر (التيسير) ص 113، و (الإتحاف) 2/ 61.
(2) في الآية الكريمة [51] من سورة البقرة رقم [2].
(3) السورة رقم [18] رقم الآية [98] جعله دكاء.
(4) أي ممدودة على وزن (حمراء) صفة، والتقدير: جعل الجبل أرضا ملساء دكاء فقرأ عاصم في الأعراف منونة دكا وفي الكهف ممدودة دكاء.
يقول الشاطبي: ودكاء لا تنوين وامدده هامزا ... شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا.
انظر: (السبعة) ص 193، و (إعراب القراءات) 1/ 205.
(5) هو: محمد بن خلف أبو بكر التيمي الكوفي، ثقة، روى الحروف عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، وروى عنه النخعي.
(غاية) 2/ 137.
قال الشاطبي: ودكاء لا تنوين وامدده هامزا .. شفا وعن الكوفي في الكهف وصلا.
(6) هو: محمد بن غالب أبو جعفر الصيرفي الكوفي، مقرئ متصدر، روى عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكر وقال الداني:" وكان شيخنا أبو الفتح يضن برواية محمد بن غالب، ولا يمكّن أحدا منها لغرابتها وصحة طريقها" (غاية) 2/ 227.
(7) انظر (النشر) 2/ 271 - 272.
(8) قراءة التوحيد المراد بها المصدر: أي بإرسالي إياك، وقراءة الجمع للباقين المراد بها أسفار التوراة. أما رواية الوليد فهي آحادية غير متواترة ودليل الحرف من الشاطبية.

(3/1116)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي سبيل الرشد [146] بفتح الراء والشين. وقرأ الباقون بضمّ الراء وإسكان الشين «1». وروى محمد بن جنيد «2» عن الأعشى وعن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم الرشد بضمّ الراء والشين، لم يرو ذلك أحد غيره «3».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وهبيرة «4» عن حفص عن عاصم من حليّهم [148] بكسر الحاء، وقرأ الباقون بضمّ الحاء «5»، وكذلك روى سائر الرّواة عن حفص.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي والمفضل عن عاصم لئن لم يرحمنا ربّنا ويغفر لنا [149] بالتاء «6» فيهما. [ونصب الباء من ربّنا، وكذلك روى التيمي عن الأعشى عن
__________
وجمع رسالاتي حمته ذكوره ..
انظر: (السبعة) ص 193، و (المستنير) 1/ 198.
(1) الفتح والضم لغتان بمعنى واحد كالحزن والحزن، ودليل الحرف من الشاطبية.
قوله وفي الرشد حرك وافتح الضمّ شلشلا. انظر: الحرز ص 55، و (إعراب القراءات 1/ 205، و (تفسير القرطبي) 4/ 180.
(2) هو: محمد بن الجنيد أبو عبد الله الكوفي، روى الحروف سماعا عن ابن أبي حماد وأبي يوسف الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وروى عنه محمد بن أحمد بن نصر بن أبي حكمة. (غاية) 2/ 113.
(3) وقد رويت عن ابن عامر من طريق التغلبي عن ابن ذكوان عن أيوب عن يحيى بن الحارث عنه كذلك. وتروى أيضا عن أبان بفتح الراء والشين وألف بعدها وكلها طرق آحادية وروايات انفرادية شاذة. انظر: (السبعة) ص 293، و (المستنير في القراءات العشر)، و (بستان الهداة) ص 569، و (الانفرادات) 2/ 678 - 679.
(4) رواية هبيرة من انفرادات (جامع البيان) عن (التيسير) ص 93. وممن نقلها عنه ابن مجاهد في السبعة ص 194.
(5) الضم في الحاء على الأصل والكسر فيها للاتباع لكسرة اللام، ودليل الحرف.
قول الشاطبي:
وضم حليهم بكسر شفا ... واف .. والاتباع ذو حلا.
انظر: (معاني القراءات) ص 190، و (الإتحاف) 2/ 62.
(6) التاء للمخاطبة. ومن قرأ بالياء فهو على الخبر، ودليل الحرف.
قول الشاطبي:
وخاطب يرحمنا ويغفر لنا شذا ... ويا ربنا رفع لغيرهما انجلا
انظر: (السبعة) ص 194، و (معاني القراءات)، ص 190 و (الحرز) ص 55.

(3/1117)


أبي بكر] «1». وقرأ الباقون بالياء فيهما ورفع الباء من ربّنا، وكذلك روت الجماعة «2» عن أبي بكر والشموني وابن غالب وابن جنيد عن الأعمش. وأنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي «3»، قال: نا أبو هشام، قال: سمعت أبا يوسف الأعشى قرأها على أبي بكر بالياء جميعا وربنا رفع.

حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وابن عامر وحمزة والكسائي قال ابن أمّ [150] هاهنا وبطه ابن أمّ «4» بخفض الميم فيهما. وقرأ الباقون والمفضل وحفص عن عاصم بفتح الميم «5».
حرف:
قرأ ابن عامر ويضع عنهم إصرهم [157] بفتح الهمزة والصّاد وألف بعدها على الجمع «6». وقرأ الباقون بكسر الهمزة وإسكان الصّاد من غير ألف على التوحيد. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن واصل عن ابن سعدان عن المعلّى عن أبي بكر عن عاصم إصرهم «7»
__________
(1) ما بين المعكوفين ساقط من (م).
(2) قلت: ربما روته الجماعة عن أبي بكر القراءة السبعية له، أما رواية التيمي عنه والمفضل عن عاصم فهي طرق آحادية عنهما. انظر: (التيسير) ص 93، و (النشر) 2/ 272، و (الانفرادات) 2/ 680.
(3) هو: علي بن الحسن القطيعي البغدادي، روى عن أبي هاشم الرفاعي، وعنه أبو طاهر بن أبي هاشم. (غاية) 1/ 530.
(4) الآية [94] يبنؤم لا تأخذ بلحيتي.
(5) قراءة الكسر في أم على الأصل، وقراءة الفتح أم جعلها من ابن بمنزلة جعل الاسمين اسما واحدا كقولك: جئتك صباح مساء. واحد كخمس عشر وهما لغتان.
قال الشاطبي: وميم ابن أم اكسر معا كفؤ صحبة. انظر: (إيجاز البيان عن معاني القرآن) للنيسابوري 1/ 278، و (البيان) 1/ 375، و (إبراز المعاني) 482، و (نحو القرآن والقراءات) 132.
(6) قراءة الجمع انفرادة سبعية عن ابن عامر و (الجمع) على وزن (أعمال وأحمال) و (الآصار) هي (الآثام)، وقال أبو منصور: معنى الأصر: ما شدد عليهم من العقوبات.
ودليل الحرف: وآصارهم بالجمع والمد كلّلا ..
انظر: (معاني القراءات) ص 191، و (الكشف) 1/ 157، و (التيسير) ص 93.
(7) هكذا أصرهم وتعتبر اليوم قراءة شاذة.
انظر: (مختصر الشواذ) 46، و (إعراب القراءات الشواذ) للعكبري 1/ 567.

(3/1118)


بضمّ الهمزة كالحرف الذي في آل عمران «1»، ولم يذكر هذا «2» ابن سعدان في جامعه «3»، وأظن ابن واصل حمل هذا على ذلك، فإن كان فعل ذلك فهو قد غلط.
حرف: قرأ نافع وابن عامر والمفضل عن عاصم «4» تغفر لكم [161] بالتاء مضمومة. وفتح الفاء، وكذلك روى خلّاد وأبو هشام عن حسين عن أبي بكر «5». وقرأ الباقون بالنون مفتوحة وكسر الفاء.
حرف: قرأ نافع والمفضل «6» عن عاصم خطيئاتكم [161] بالهمز والألف ورفع التاء على الجمع. وكذلك روى حسين عن أبي بكر، نا الفارسي [5/ أ]. قال: نا أبو طاهر عن أبي بكر عن ابن حيّان «7» عن أبي هشام عن حسين عن أبي بكر «8» نغفر لكم خطيئاتكم [161] مثل نافع، وقرأ ابن عامر خطيئتكم بالهمز ورفع التاء من غير ألف على التوحيد، وقرأ أبو عمرو خطاياكم بألف من غير همزة على لفظ قضاياكم، وكذلك روى يحيى الجعفي وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «9» عن عاصم. وقرأ الباقون بالهمز والألف وخفض التاء على الجمع. وكذلك روى باقي الرّواة عن أبي بكر «10» عن عاصم «11».
__________
(1) آية [81].
(2) في (م) في هذا.
(3) في (م) بزيادة (وذكر الذي، في آل عمران). أما الكتاب فهو من مصادر الداني في الجامع ولم أجده.
(4) رواية المفضل آحادية غير متواترة وقد ذكرت في (المستنير في القراءات) ص 564.
(5) وروي هذا الوجه عن أبي بكر بطريق آحادي، والقراءة له كعاصم بالنون المفتوحة وكسر الفاء.
انظر: (السبعة) ص 295، و (التيسير) ص 93.
(6) رواية المفضل آحادية. انظر: (المستنير في القراءات العشر) 564.
(7) هو: محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع القاضي، ثقة جليل، روى عن محمد بن بحر الكسائي، وعنه عبد الواحد بن عمر، مات سنة 306 هـ. (غاية) 2/ 137.
(8) وجه آحادي عنه كنافع، لا يقرأ به.
(9) وجه آحادي عنه كأبي عمرو، لا يقرأ به.
(10) وجه آخر وهو المتواتر عن بقية الرواة والقراءة به. انظر: التيسير) ص 93.
(11) فالقراءات السبعية في هذه الكلمة أربعة:

(3/1119)


حرف: وكلهم قرأ إذ يعدون في السبت [163] بإسكان العين وتخفيف الدال من العدوان، إلا ما رواه ابن جبير عن أصحابه عن نافع أنه قرأ إذ يعدون بفتح العين وتشديد الدال «1» على معنى يعتدّون من الاعتداد «2»، لم يروه غيره «3».
حرف: قرأ عاصم في رواية المفضل ويوم لا يسبتون [163] بضم الياء من أسبت. وقد روى بفتح الياء «4»، وبالوجهين أقرأني ذلك أبو الفتح «5» عن قراءته، والوجه الأول نصّ عليه أبو زيد «6»، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن حاتم قال: نا هارون، قال:
نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ ويوم لا يسبتون بالرفع، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا القطيعي، قال: نا أبو هشام قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم ويوم لا يسبتون برفع الياء، نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن موسى بن إسحاق عن هارون عن حسين جميعا عن أبي بكر عن عاصم ويوم لا
__________
وهي: 1 - خطيئاتكم لنافع انفرادة سبعية 2 - خطيئتكم لابن عامر انفرادة سبعية. 3 - خطاياكم لأبي عمرو انفرادة سبعية 4 - خطيئتكم بالألف للباقين.
انظر: (الميسر في القراءات الأربعة عشر) ص 163.
قال الشاطبي: خطيئاتكم وحّده عنه ورفعه .. كما ألّفوا والغير بالكسر عدّلا ولكن خطايا حج فيها ونوحها. انظر: ص 56.
(1) أي تشبيها لقراءته في سورة النساء الآية [154] لا تعدوا في السبت بالتشديد.
(2) في النسخة (م) من الاعتداء.
(3) ورواها أصحاب كتب شواذ القراءات عن أبي نهيك وشهر بن حوشب.
انظر: (مختصر الشواذ) 46 - 47، و (المحتسب) 1/ 264، وفي (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 569 ذكرت بدون نسبة، وتعتبر انفرادة شاذة عن نافع.
(4) وفي (المستنير في القراءات العشر) ص 565: أبان والمفضل بضم الباء.
(5) هو: فارس بن أحمد أبو الفتح الحمصي الضرير، مات سنة 401 هـ.
(معرفة 1/ 379 وغاية 2/ 5 - 6).
(6) سعيد بن أوس بن ثابت أبو زيد الأنصاري النحوي، روى عن المفضل عن عاصم وعن أبي عمرو بن العلاء، وعنه خلف بن هشام البزار ومحمد بن يحيى القطعي، وروح بن عبد المؤمن ومحمد بن التمار، مات سنة 215. (غاية) 1/ 305.

(3/1120)


يسبتون من أسبت، وروى سائر الرّواة عن أبي بكر بفتح الباء «1»، وقرأ الباقون بفتح الياء وكسر الباء «2» من السبت.
حرف: قرأ عاصم في رواية حفص، وفي رواية يحيى الجعفي وحسين بن علي من رواية خلّاد عنه عن أبي بكر قالوا معذرة [164] بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع، وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر «3».
حرف: قرأ نافع بعذاب بئيس [165] بكسر الباء من غير همز على مثال كيس «4»، وقرأ ابن عامر بكسر الباء وهمزة ساكنة بعدها على مثال جلس «5»، وكذلك روى ابن جبير وأصحابه عن نافع «6»، لم يروه غيره. وقرأ الباقون وحفص والمفضل وحمّاد عن عاصم بئيس بفتح الباء وهمزة مكسورة بعدها، وبعد الهمزة ياء ساكنة على مثال رئيس «7»، واختلف «8» في ذلك عن أبي بكر عن عاصم، فروى الكسائي
__________
(1) قلت: في (م) الياء هذه الطرق عن عاصم مخالفة للمتواتر عنه، وتعتبر انفرادة شاذة عنه.
انظر: (مختصر الشواذ) ص 52، و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 569، و (الانفرادات) 2/ 684.
(2) في (ت) وكسر التاء والصواب من (م).
(3) وابن مجاهد أيضا روى في (السبعة) ص 269، الوجهين لأبي بكر وفي القراءة السبعية له كالجماعة، ولحفص النصب وقد انفرد بها، ووجه قراءة الرفع على أنها خبر لمبتدإ محذوف أي: موعظتنا معذرة. قال الناظم: ومعذرة رفع سوى حفصهم تلا انظر ص 56.
انظر: و (معاني القراءات) ص 192، و (البيان) 1/ 376، و (النشر) 2/ 272، و (الانفرادات) 2/ 684.
(4) في القراءة انفرادة سبعية عنه، وذكر لها أربعة أوجه أحدها: أن الأصل فيه بييس خفيفة الهمز، فالتقت ياءان فحذفت إحداهما، ثم كسر الباء اتباعا. (الدر المصون) 5/ 496، و (النشر) 2/ 272.
(5) أي يقرأ مثل نافع ولكن بالهمز، قلت: وفي القراءة انفرادة سبعية عنه. انظر: المصدرين السابقين.
(6) وجه غير مشهور عن نافع.
(7) انظر (السبعة) ص 269، و (معاني القراءات) ص 192.
(8) أي إن لأبي بكر (شعبة) الخلاف في رواية هذا الحرف على ثلاثة أوجه: هي بئيس كأصحابه أخذها عن الأعمش، وبيئس رواها عن عاصم، وبئس. وقد ذكر هذا الخلاف في الأول والثاني ابن مجاهد في (السبعة) ص 296، حيث قال: وروى حسين الجعفي عن أبي بكر عن عاصم بيئس على وزن فيعل، بفتح الهمزة. أخبرني به موسى بن إسحاق القاضي عن هارون بن حاتم عنه وزن فعيل الهمزة مفتوحة بين الياء والسين، وحدثني أبو البختري عن يحيى عن أبي بكر، قال: كان حفظي عن عاصم بيئس على وزن فيعل.

(3/1121)


والعليمي والبرجمي بئيس بفتح الباء وبعدها همزة مكسورة وياء ساكنة على مثال فعيل، نصّ على ذلك عن الكسائي ابن جبير من غير شك، وروى إسحاق الأزرق عنه بئيس بمدّها وهمزها على قولك بعيس، فوافق الكسائي وصاحبيه، وقد روى عنه الأعشى وحسين من رواية خلّاد وهارون وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع «1» وابن جنيد وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم بئيس بفتح الباء، وبعدها ياء ساكنة وبعد الياء همزة مفتوحة على مثال فيعل، نا ابن خواستي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم بعذاب بئيس مهموز «2» وبنصب الهمزة، وروى عنه ابن عطارد بئس بفتح الباء وهمزة مكسورة من غير ياء على مثال دبس، قال عنه مقصور وبكسر الهمزة، فأما يحيى بن آدم، فروى ابن شاكر والوكيعي وخلف وابن حزام «3» وحسين بن العجلي عنه عن أبي بكر، قال: كان [5/ ب] حفظي بئس بكسر العين، ثم دخلني منها شك فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش «4» بئس مثل حمزة.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لنا العجلي عن أبي هشام عن يحيى عن أبي بكر: كان حفظي عن عاصم بيئس على مثال فيعل، فأخذتها عن الأعمش بئيس على مثال فعيل، وروى ضرار عن يحيى «5» عن التيمي عن الأعشى عن أبي بكر بئيس الباء مهموزة، وهذا يدلّ على أنه في وزن فعيل.
وحدّثنا الفارسي، قال: أخبرنا أبو طاهر، قال: أخبرني أبو بكر قال: قال محمد بن
__________
قال: ثم جاءني منها شك، فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش بئيس مثل حمزة. وانظر (الإتحاف) 2/ 67. أما الثالث فقد انفرد بذكره الداني هنا.
(1) هو: يوسف بن جامع القفصي بضم القاف وسكون الفاء البغدادي، أستاذ كبير محقق عالم، ألف كتاب (الشافي في القراءات العشر) وهو يدل على علمه الكثير في القراءات، قرأ على قيصر بن فيروز، وعنه أبو العلاء الفرضي، توفي سنة 860 هـ. (غاية) 2/ 394.
(2) في (م) بدون واو.
(3) هو: موسى بن حزام أبو عمران الترمذي الرجل الصالح، روى القراءة عن يحيى بن آدم سماعا، عن أبي بكر عن عاصم وعن يحيى بن آدم عن الكسائي، وروى عنه محمد الترمذي وأحمد الفارسي وأبو عبد الله الرازي، ثقة، فقيه عابد، من الحادية عشرة، مات سنة 251 هـ. (تقريب) 2/ 282، (غاية) 2/ 318.
(4) (م) عن الأخفش، وهو تصحيف، لأنه ليس من شيوخه.
(5) في النسخة (م) بزيادة واو بينهما.

(3/1122)


شجاع عن يحيى قال: قال أبو بكر: كان حفظي عن عاصم بيئس على مثال فعلل الياء منصوبة، فدخلني فيها شك، فتركت «1» روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش بئيس الهمزة بعد الباء على مثال فعيل. نا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن الجهم، قال: حدّثني ابن أبي أمية عن أبي بكر، قال: كان حفظي عن عاصم بئيس على مثال فعيل، فدخلني فيها شك، فتركت روايتها عن عاصم، وأخذتها عن الأعمش بئيس على مثال فعيل.
وحدّثنا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني موسى عن هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم بئيس على وزن فعيل بفتح الهمزة.
قال أبو عمرو: وقرأت أنا ذلك في رواية الصريفيني عن يحيى على وزن فعيل، وعلى وزن فيعل بفتح العين، وكان ابن مجاهد يأخذ في رواية يحيى بهذا الوجه الثاني، حكى لي ذلك شيخي أبو الفتح رحمه الله، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى.
حرف: وكلهم قرأ وقطعناهم [160 و 168] في الموضعين «2» بتشديد الطاء إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا ابن سعيد «3»، قال: نا يحيى بن إبراهيم، قال: نا حمّاد «4» بن سفيان، قال: نا ابن أبي حمّاد «5» عن أبي بكر عن عاصم كان يقرأ وقطعناهم مخففة الحرفين اللذين في الأعراف، فحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن شهريار «6»، قال: نا حسين، قال: نا يحيى عن أبي بكر،
__________
(1) قلت: وهذا يدل على عظيم تثبت القراء، وشدة تحريهم، ودقة نقلهم لما يروونه. فلنا في ذلك قدوة في أثناء تلقي العلم الشرعي.
(2) الموضع الثاني في الآية رقم [168].
(3) هو: أحمد بن محمد بن سعيد، روى عنه أحمد بن محمد الدهقان، وعنه أبو طاهر عبد الواحد ابن أبي هاشم. (غاية) 1/ 116.
(4) لم أقف على ترجمته.
(5) هو: عبد الرحمن بن سكين وقد تقدمت ترجمته.
(6) هو: محمد بن الحسن بن شهريار أبو بكر البلخي، نزل بغداد، محدث ثقة، روى عن الحسين ابن علي الأسود صاحب يحيى بن آدم، وروى عنه ابن مجاهد والنقاش وعبد الواحد بن عمر.
(غاية) 2/ 130 - 131.

(3/1123)


قال: لم يقرأ عاصم وقطعناهم خفيف في شيء من القرآن، وكان عروة بن إسماعيل «1» قد قال وقطعناهم خفيف، فأنكر ذلك أبو بكر وهو حاضر.
أفلا تعقلون [169] مذكور قبل «2».
حرف: قرأ عاصم في غير رواية حفص «3» والذين يمسكون [170] بإسكان الميم وتخفيف السين. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم يمسكون بفتح الميم وتشديد السين «4».
حرف: قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر والمفضل «5» عن عاصم ذرياتهم [172] بالألف وكسر التاء على الجمع. وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد «6».
حرف: قرأ أبو عمرو أن تقولوا [172] بالياء في الحرفين «7» وقرأهما الباقون بالتاء «8».
حرف: قرأ حمزة يلحدون في أسمائه [180]، ويلحدون إليه في النحل [103] ويلحدون في آياتنا في فصّلت [40] بفتح الياء والحاء في الثلاثة، وتابعه
__________
(1) لعله: عروة بن محمد الأسدي الكوفي، عرض القرآن على أبي بكر بن عياش وعنه الحسين بن الأسود. (غاية) 1/ 512.
(2) انظر: الأنعام [32] فرش الآية [32] سورة الأنعام [6].
(3) هي لأبي بكر شعبة، وقد انفرد بها في القراءة السبعية، انظر: (التيسير) ص 94 و (النشر) 2/ 273.
(4) التخفيف والتشديد لغتان من (أمسك يمسك)، كقوله أمسك عليك زوجك. الأحزاب [37] و (مسك) على التكثير والتكرير للتمسك بكتاب الله وفيه معنى التأكيد، وقد جمع بينهما في بيت لكعب ابن زهير قوله: ولا تمسك بالعهد الذي زعمت .. إلا كما يمسك الماء الغرابيل وشاهد الحرف من الحرز قوله: وخفف يمسكون صفا ولا.
ينظر: (الكشف) ج 1 ص 482، و (الدر المصون) ج 5 ص 508.
(5) رواية المفضل آحادية غير متواترة. ولم يذكرها المؤلف في (التيسير) ص 94.
(6) (الكشف) ج 1 ص 483، و (التيسير) ص 114، و (النشر) ج 2 ص 277.
الدليل من الحرز قوله: ويقصر ذريات مع فتح تائه .. وفي الطور في الثاني ظهير تحملا.
انظر ص 56.
(7) انفرادة سبعية عن أبي عمرو، والموضع الآخر في الآية [172] انظر: (التيسير) ص 94.
(8) قرأ بالياء حملا على ما قبله وما بعده من اللفظ الغيبة وبالتاء على الالتفات. انظر:
(المغني) 2/ 174 والشاهد هو: يقولوا معا غيب حميد ..

(3/1124)


الكسائي على الذي في النحل فقط، وقرأ الباقون بضم الياء وكسر الحاء في الثلاثة «1».

حرف:
قرأ عاصم في غير رواية هبيرة عن حفص وأبي عمرو ويذرهم [186] بالياء ورفع الراء «2»، وقرأ حمزة والكسائي وهبيرة «3» عن حفص بالياء وجزم الراء.
وقرأ الباقون بالنون ورفع الراء، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «4».
حرف:
«5» وكلهم قرأ إن كيدي متين [183] بكسر الهمزة إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها «6».
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص «7» جعلا له شركاء [190] بكسر الشين وإسكان الراء مع التنوين من غير مدّ ولا همز. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضمّ الشين وفتح الراء والمدّ والهمز من غير تنوين «8».
__________
(1) فتح الباء وضمها لغتان، ودليل الحرف من الشاطبية:
وحيث يلحدون. بفتح الضم والكسر فصلا .. وفي النحل والاه الكسائي.
انظر (حجة القراءات) ص 303، و (الحرز) ص 56، و (النشر) 2/ 273.
(2) قراءة الرفع ويذرهم على الاستئناف أي وهو يذرهم، وقراءة الجزم ويذرهم نسق على موضع فاء الجزاء في قوله: فلا هادي له، وقراءة النون ونذرهم على الاستئناف، أي ونحن نذرهم. (إعراب القراءات) 1/ 216 و (حجة القراءات) لابن زنجلة ص 303 و (الدر المصون) 5/ 528.
(3) ممن نقل عن هبيرة هذا الوجه صاحب كتاب (السبعة) ص 299، وكتاب (معاني القراءات) ص 184، ويعتبر غير متواتر فلا يقرأ به. وينظر: (التيسير) ص 94.
قال الناظم: وجزمهم يذر وهم شفا .. والياء غصن تهدلا
(4) القراءة السبعية بالياء ورفع الراء، ووجه النون ورفع الراء عن آحادي غير متواتر عنه والقراءة له.
انظر: (التيسير) 94 و (النشر) 273.
(5) ملحوظة هذا الحرف مؤخر في الكتاب عن موضعه.
(6) في القراءة السبعية كسر الهمزة للجميع وممن نقل فتح الهمزة عن ابن عامر أبو حيان في (البحر) 4/ 431 وفي الوجه انفرادة شاذة عنه.
(7) أي في رواية شعبة من وهو من رواة عاصم.
(8) أي (شركاء) انظر: (التيسير) ص 94، و (النشر) 2/ 273 ودليل الحرف من الحرز:
وحرّك وضم الكسر وامدده هامزا ... ولا نون شركا عن شذا نفر ملا.

(3/1125)


حرف:
قرأ نافع لا يتبعوكم [193] هاهنا ويتبعهم [6/ أ] الغاوون في الشعراء «1»
[224] بإسكان التاء وفتح الباء «2». وقرأ الباقون بفتح التاء «3» وتشديدها «4» وكسر الباء في الموضعين «5».
حرف:
وكلهم قرأ إن الذين تدعون من دون الله [194] بالتاء، إلا ما رواه بكّار «6» ابن أحمد المقرئ أداء عن أحمد بن رستم «7» عن نصير «8» عن الكسائي أنه قرأ بالياء، وهو وهم من ابن رستم.
حرف:
وكلهم قرأ إن وليي الله [196] بياءين: الأولى مكسورة مشددة والثانية مفتوحة مخففة «9»، إلا ما اختلف فيه عن أبي عمرو، فقرأت في رواية شجاع «10» عنه
__________
(1) السورة الكريمة رقم [26] الآية [224].
(2) في هذه القراءة انفرادة سبعية عن نافع انظر: (التيسير) ص 94، و (النشر) 2/ 274.
(3) وهما لغتان من تبع اتبع. انظر (معاني القراءات) ج 1 ص 432، و (الحجة) ص 305.
(4) في (م) وتشديد.
(5) وقع في الأصل بدون (أل)، والمثبت ما في (م) والدليل من الحرز:
ولا يتبعوكم خفّ مع فتح بائه. ويتبعهم في الظّلة احتل واعتلا انظر: ص 56.
(6) هو: بكار بن أحمد بن بكار، المقرئ المعروف ببكارة، ثقة مشهور، قرأ على الصواف وابن مجاهد، قرأ عليه أبو جعفر الكتاني ومحمد الوراق، قال ابن حبان: ثقة ربما يخطئ.
(السير) 9/ 583، و (ميزان الاعتدال) 1/ 343، و (غاية) 1/ 177.
(7) هو: أحمد بن رستم أبو جعفر الطبري المقرئ من أجل أصحاب نصير بن يوسف صاحب الكسائي وعنه أحمد بن محمد القطان وبكار بن أحمد وعبد الواحد بن عمر. (غاية 1/ 115).
(8) هو: نصير بن يوسف أبو المنذر الرازي ثم البغدادي، أستاذ كامل، كان من الأئمة الحذاق لا سيما في رسم المصحف وله فيه مصنف صاحب الكسائي، وأحد الرواة عنه، أخذ القراءة عرضا عن الكسائي وأبي محمد اليزيدي، وعنه محمد الأصبهاني وأحمد بن رستم، شيخ عبد الواحد بن عمر، من الطبقة السادسة، مات سنة 240. (معرفة 1/ 213 وغاية 2/ 340).
(9) اجتمع في هذه الكلمة ثلاث ياءات الأولى: ياء فعيل وهي ساكنة. والثانية: أصلية لام الفعل وهي مكسورة. والثالثة: ياء المتكلم، فأدغمت الياء الأولى في الثانية وفتحت ياء الإضافة وقد أجمعت المصاحف على رسمها بياء واحدة. (إعراب القراءات السبع 1/ 217 و (المقنع) ص 50 و (النشر) 2/ 275.
(10) هو: شجاع بن أبي نصر أبو نعيم البلخي ثم البغدادي، الزاهد، ثقة كبير، سئل عنه الإمام

(3/1126)


إن ولي الله بياء واحدة مفتوحة مشددة «1»، وكذلك قال عنه محمد بن غالب، واختلف في ذلك عن اليزيدي «2»، فروى عنه أبو عبد الرحمن «3» وأبو حمدون «4» لام الفعل منه كسرا وياء الإضافة منصوبة.
نا محمد بن أحمد قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: لام الفعل مشمّة «5» كسرا، وياء الإضافة منصوبة «6». وروى العبّاس «7» بن محمد عن
إبراهيم «8» عنه مشددة بإدغام. وروى ابن جبير عنه في مختصره «9»، قال: كان أبو
__________
أحمد فقال: بخ بخ وأين مثله اليوم، عرض على أبي عمرو بن العلاء وهو من جلة أصحابه، وعنه أبو عبيد القاسم بن سلام وأبو عمر الدوري، من الطبقة الخامسة، توفي سنة (190 هـ) وفي التقريب، صدوق، من التاسعة. (معرفة) 1/ 162، و (غاية) 1/ 324، و (التقريب) 1/ 347.
(1) يعني: أدغمت ياء فعيل الأولى في ياء المتكلم والياء الوسطى لام الكلمة محذوفة. وقال أبو العز القلانسي: روى شجاع إن وليي الله بالإدغام.
(الإدغام الكبير) 2/ 99، و (إرشاد المبتدئ) 341 و (الدر المصون) 5/ 543، و (الإتحاف) 2/ 72.
(2) هو: يحيى بن المبارك أبو محمد العدوى البصري، عرف باليزيدي لاتصاله بيزيد بن منصور خال المهدي، نحوي مقرئ ثقة علامة كبير، مات سنة 202 هـ. (معرفة 1/ 151، وغاية 2/ 375).
(3) هو: عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن اليزيدي، أخذ عن أبيه عن أبي عمرو، وعنه ابنا أخيه العباس وعبد الله. (غاية) 1/ 463.
(4) هو: الطيب بن إسماعيل بن أبي تراب أبو حمدون البغدادي النقاش للخواتم، ويقال له حمدويه اللؤلؤي، مقرئ ضابط ثقة صالح، قرأ على إسحاق المسيبي ويعقوب الحضرمي اليزيدي، وروى الحروف عن حسين الجعفي، وعنه الصواف والخزاعي، مات سنة 240. (غاية) 1/ 343.
(5) يعني مختلسة.
(6) انظر: (السبعة) ص 300.
(7) هو: العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى اليزيدي أبو الفضل، روى عن عميه أبي عبد الرحمن وأبي إسحاق روى عنه وجادة ابنه محمد. (غاية) 1/ 354.
(8) هو إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليزيدي أبو إسحاق، ضابط شهير، نحوي لغوي، قرأ على أبيه، له مؤلفات كثيرة. (غاية) 1/ 29.
(9) من مصادر الجامع، وهو الثالث لابن جبير وقد سبق الأول والثاني.

(3/1127)


عمرو يخفّف هذه الحروف شيئا ولا ينسبها إلى الإدغام «1» إن ولي الله ولأيّ يوم أجّلت [المرسلات: 12] والعشيّ يريدون وجهه «2»، فإن كان ابن جبير أراد بما حكاه ألا يفرط في إشباع الإدغام في ذلك، وأن لا يدغم الياء المشددة في الياء المخففة إذ ذلك من أصل قول أبي عمرو المجمع عليه، وإلا فما حكاه خطأ.
وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا محمد بن أحمد بن قطن «3»، قال: نا أبو خلاد «4» عن اليزيدي عن أبي عمرو إن ولي الله بياء واحدة منصوبة. وحدّثنا الفارسي قال:
نا أبو طاهر، قال: حدّثني البرمكي عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو إن وليّ الله بياء واحدة مخفّفة، وهذه ترجمة لا معنى لها، ولا يجوز رأسا «5». وروى محمد بن أحمد بن واصل عن أبيه وعن ابن سعدان جميعا عن اليزيدي إن وليّ الله مدغمة التشديد في قفا اللام والفتحة في وجه اللام، وهذا ما لا يفعل.
نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أبو بكر عن ابن واصل عن ابن سعدان عن اليزيدي نحو ذلك.
نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: قال ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو إن وليّ الله [196] يدغم الياء، وكذلك روى أبو بكر الداجوني أداء عن موسى بن جرير «6» عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي عمرو، ولم يتابعه على ذلك
__________
(1) قال أبو منصور الأزهري في (معانيه) ص 195:" وأما ما روي من الإدغام لأبي عمرو، فلا موضع له لأن الإدغام فيه يجمع بين ساكنين. ولكن لما رأى توالي الياءات اختلس لفظ بعضها اختلاسا خفيا بلطافته على ما هو معهود عنده من لطافة ألسنة العرب، فلا يطوع لسان الحضري، لما يطوع له لسان البدوي".
(2) الآية [28] من سورة الكهف [18].
(3) هو: محمد بن أحمد بن قطن أبو عيسى الوكيل المؤدب البغدادي، شيخ مقرئ، حاذق ضابط، روى عن أبي خلاد سليمان بن خلاد، صاحب اليزيدي، وروى عنه، أبو بكر النقاش وأبو طاهر. (غاية) 2/ 72.
(4) هو: سليمان بن خلاد أبو خلاد النحوي المؤدب، صدوق متصدر، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن اليزيدي، وعنه محمد بن قطن وابن شنبوذ، مات سنة 261 هـ. (غاية) 1/ 313.
(5) كذا بالنسختين، ولم أهتد لمعناها.
(6) هو: موسى بن جرير أبو عمران الرقي الضرير، مقرئ نحوي متصدر، حاذق مشهور، أخذ القراءة عرضا عن السوسي، وهو أجل أصحابه، وروى عنه أحمد الكتاني وعبد الله الأنطاكي ومحمد الداجوني، من الطبقة السابعة مات سنة 316 هـ. (معرفة 1/ 245 وغاية 2/ 317).

(3/1128)


عن أبي عمران «1»، ولا عن أبي شعيب أحد من أصحابهما.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن هاشم، قال: أخبرنا عبيد بن نعيم المكتب، قال: نا ابن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو إن ولي الله مدغمة الياء نصب، فقال لنا محمد بن علي: قال لنا ابن مجاهد: الترجمة التي قالها ابن سعدان عن اليزيدي في ذكر إدغام الياء ليست بشيء؛ لأن الياء الوسطى التي هي لام الفعل متحركة، وقبلها الزائدة ساكنة، ولا يجوز إسكانها وقبلها ساكن، ولكن أحسبه أراد حذف الياء الوسطى وإدغام الزائدة في الإضافة.

حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي طائف من الشيطان [201] بياء ساكنة بين الطاء والفاء من غير همز ولا ألف. وقرأ الباقون طائف بألف بعد الطاء وهمزة مكسورة بعدها «2»، وروى أبو موسى عن الكسائي الوجهين «3» طيف وطائف «4»، وبهما قرأت في روايته.
حرف:
قرأ نافع «5» وابن عامر في رواية الوليد يمدّونهم [202] بضم الياء وكسر الميم، وقرأ الباقون بفتح الياء وضمّ الميم.
في هذه السورة من ياءات الإضافة «6» ثمان ياءات: أولاهن ربي الفواحش
__________
(1) في (ت) عن أبي عمران وهو تصحيف.
(2) قال أبو منصور: المعنى: في الطيف والطائف واحد وقيل غير ذلك.
انظر: (الكشف) ج 1 ص 486 - 487 و (معاني القراءات) ج 1 ص 433.
(3) وله في القراءة السبعية الوجه الأول. والشاهد من الحرز:" وقل طائف طيف رضي حقه ويا" (التيسير) 94 و (النشر) 2/ 275.
(4) قال نصير: وفي بعض المصاحف بالألف، وفي بعضها بغير الألف، والقراءة بهما مشهورة انظر: (الوسيلة) ص 232.
(5) قلت: انفرد بها نافع في القراءة السبعية ورواية الوليد عن ابن عامر لم تشتهر عنه. والشاهد من الحرز:" ويا يمدون فاضمم واكسر الضم أعدلا" انظر ص 56.
انظر (السبعة) ص 301، (التيسير) ص 94، (النشر) ج 2 ص 27.
(6) ياء الإضافة عند القراء هي: ياء المتكلم الزائدة آخر الكلمة، فخرج بقولنا الدالة على ياء المتكلم التي في جمع المذكر السالم نحو حاضري المسجد الحرام. والتي في فكلي واشربي لدلالتها على المؤنثة المخاطبة، ومعنى كونها زائدة أي ليست من أصل الكلمة، فتخرج الياء في نحو سآوي لأنها أصلية، وتتصل ياء الإضافة بالاسم فتكون مجرورة المحل .. نحو نفسي، وبالفعل تكون منصوبة المحل نحو فطرني. ومع

(3/1129)


[33] أسكنها حمزة «1» وفتحها الباقون.
إني أخاف [59] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر «2» في رواية [6/ ب] ابن بكّار، وأسكنها الباقون.
معي بني إسرائيل [105] فتحها حفص «3» عن عاصم وأسكنها الباقون أرني أنظر إليك [143] فتحها ابن فليح «4» عن ابن كثير، وكذلك روى الخزاعي «5» عنه وعن القوّاس والبزّي «6» جميعا. وكذلك روى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر، وأسكنها الباقون «7». وكذلك روى سائر الرّواة عن القوّاس والبزّي.
__________
الحرف منصوبة المحل ومجرورته نحو إني أخاف، ولي دين ويصح أن تحذف ويكون مكانها هاء الغائب نحو فطره، وكاف المخاطب نحو فطرك.
قال الناظم: وليست بلام الفعل يا المضاف .. بل هي في الوضع كها وكاف انظر: ص 32.
وهي على قسمين: مدغم فيها ما قبلها، وغير مدغم. فالمدغم فيها لغتان فاشيتان في القرآن وكلام العرب، وخلاف القراء فيها دائر بين الفتح والإسكان.
والإسكان فيها هو الأصل الأول، لأنها مبنية، والأصل في المبني السكون، والفتح أصل ثان، لأنها اسم على حرف واحد، فقوي بالحركة للتخفيف، ولقد وقعت في القرآن الكريم (876) ياء منها. (566) ياء متفق على سكونه وهو الأكثر و (98) ياء متفق على فتحه و (112) مختلف فيهن بين الفتح والإسكان.
انظر: (الضوابط والإشارات لأجزاء علم القراءات) لإبراهيم البقاعي الشافعي ص 39.
و (إبرار المعاني) 282، و (النشر) 2/ 161، و (الإضاءة) للضباع ص 66 و (الإتحاف) 1/ 333، و (القبس الجامع لقراءة نافع) لعطية قابل نصر ص 121.
(1) انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) ص 94، و (النشر) 2/ 275.
(2) وذكر في (التيسير) ص 95، رواية أهل سما دون رواية ابن بكار عن ابن عامر وكذا في (النشر) 2/ 295، وبقية المصادر فهي رواية آحادية عنه.
(3) انفرادة سبعية لحفص في هذه الياء، انظر: (المستنير في القراءات) ص 95، و (النشر) 2/ 275.
(4) انظر: (المستنير في القراءات العشر) ص 95.
(5) هو إسحاق بن أحمد إسحاق أبو محمد الخزاعي، إمام في قراءة المكيين، ثقة ضابط، قرأ على البزي وابن فليح، وروى الحروف عن قنبل، وروى عنه ابن شنبوذ والزينبي والداجوني، من الطبقة السابعة، توفي عام 308 هـ. (معرفة 1/ 227، وغاية 1/ 156).
(6) وفي (المستنير في القراءات العشر) ص 568، البزي من طريق النهرواني.
(7) وفي (التيسير) له ص 95، ذكر سبع ياءات دون هذه، حيث قال:" وياءاتها سبع" والعمل على إسكانها للكل.

(3/1130)


إني اصطفيتك [144] فتحها ابن كثير وأبو عمرو، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع والوليد عن يحيى عن ابن عامر «1» وأسكنها الباقون.
عن آياتي الذين [146] أسكنها ابن عامر وحمزة وفتحها الباقون.
من بعدي أعجلتم [150] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر «2» في رواية ابن بكّار والوليد، وأسكنها الباقون عذابي أصيب [156] فتحها نافع وابن عامر «3» في رواية الوليد، وذكر ابن جبير أنه لم يرو عن نافع فتحها إلا المسيّبي وحده، وكذا قال في قوله: ورسلي إن الله في المجادلة [21]، ولعله أراد أنه لم ينصّ عليهما بالفتح غيره، وأسكنها الباقون.

وفيها من الياءات المحذوفات «4» من الخط واحدة،
وهي قوله: ثم كيدون [195] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف أبو عمرو ونافع في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي وأبي مروان العثماني «5» عن قالون.
__________
(1) رواية غير مشهورة عن ابن جبير والوليد ولنافع وابن عامر في المشهور عنهما الإسكان كالجماعة. انظر: (التيسير) ص 95.
(2) في (التيسير) ص 95، الحرميان وأبو عمرو فقط، ورواية ابن بكار والوليد غير متواترة عنه.
(3) انفرادية سبعية لنافع، ورواية الوليد غير متواترة عن ابن عامر، انظر: (التيسير) ص 95.
(4) وتسمى بالياءات الزوائد وهي: الياء المتطرفة الزائدة على رسم المصاحف العثمانية، والفرق بينها وبين ياءات الإضافة من أربعة أوجه:
الأول: ياءات الزوائد تكون في الأسماء نحو (الداع) والأفعال نحو (يأت). بخلاف ياءات الإضافة تكون في الاسم والفعل والحرف كما مر بنا.
الثاني: الياءات الزوائد محذوفة من رسم المصحف، وياءات الإضافة ثابتة فيه.
الثالث: ياءات الزوائد الخلاف فيها دائر بين الحذف والإثبات، وفي الإضافة بين الفتح والإسكان.
الرابع: الياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، وياءات الإضافة لا تكون إلا زائدة.
قال الشاطبي: ودونك ياءات تسمى زوائدا .. لأن كنّ عن خط المصاحف معزلا. انظر ص 34.
انظر: (الإضاءة) ص 67 - 68، و (تقريب المعاني) ص 176 - 177.
(5) هو: محمد بن عثمان أبو مروان القرشي العثماني المدني ثم المكي، مقرئ ثقة، روى عن قالون، وعنه أحمد الترمذي، مات سنة 241 هـ. (غاية) 2/ 196.

(3/1131)


واختلف فيها عن ابن عامر، فحدّثنا محمد بن علي، قال: نا أحمد بن موسى «1»، قال: نا أحمد بن يوسف «2» عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر ثم كيدوني بياء، قال ابن ذكوان: في كتابي «3» بياء وحفظي بغير ياء في الحالين. قرأت ذلك في رواية الأخفش عنه من جميع الطرق، وقال ابن ذكوان في كتابه: أخبرني بعض أصحابنا أنه قرأ على أيّوب بإثبات الياء في الكتاب والقراءة. قال: وحفظي بغير إثبات الياء في هذا الموضع «4»، وقال أحمد بن أنس عنه بغير ياء في القراءة، وقال الترمذي «5» عنه بغير ياء لم يزد على ذلك. وكذلك روى الوليد عن يحيى وابن عتبة عن أيّوب. ونا فارس بن أحمد عن قراءته على عبد الله بن الحسين «6» عن أصحابه عن الحلواني عن هشام بإثبات الياء في الحالين «7»، وبذلك قرأت عليه وعلى أبي الحسن «8» في رواية الحلواني عن هشام، وكذلك روى ذلك الحلواني وأحمد بن الجارود «9» عن هشام والداجوني عن أصحابه، وكذلك روى عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر، وعبد الحميد فيما أظن هو الذي أخبر ابن ذكوان بأنه قرأها على أيّوب بالياء.
وحدّثني فارس بن أحمد أيضا من قراءته على أبي طاهر «10» الأنطاكي عن ابن
__________
(1) هو ابن مجاهد سبقت ترجمته.
(2) هو التغلبي سبقت ترجمته.
(3) كتابه مفقود. ولم أجده.
(4) (السبعة) 229 - 230، و (التيسير) 95، و (الدر المصون) 5/ 542.
(5) هو محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي ثم البغدادي، عالم مشهور، روى القراءة عن عبد الله ابن ذكوان قال الداني:" هو من أجل أصحاب الحديث وعلمائهم"، ثقة حافظ، من الحادية عشرة. و (تقريب) 2/ 145، و (غاية) 2/ 102.
(6) هو عبد الله بن الحسين الشريف العلوي الحنبلي، مصدر ضابط معروف، أخذ عن الإسكافي وعن قالون وأبي بكر النقاش، وقد أثنى عليه أبو العلاء الهمذاني، وانفرد عن النقاش عن ابن ذكوان بالسكت على الساكن مطلقا. (غاية) 1/ 417.
(7) انظر: (التيسير) ص 95.
(8) هو طاهر بن غلبون شيخ الداني، وقد تقدم.
(9) هو: أحمد بن الجارود الدينوري، روى القراءة عن هشام، وروى عنه محمد بن الحسن النقاش وحده. (غاية) 1/ 42.
(10) في (م) على طاهر.

(3/1132)


عبد الرزّاق عن ابن عبّاد عن هشام بغير ياء في الحالين، ونا أبو الحسن شيخنا، قال عبد الله بن محمد: قال أحمد بن أنس عن هشام بإسناده ثم كيدون [195] بغير ياء، وكذلك رواه عنه أحمد بن النضر «1» وإبراهيم بن دحيم وإسحاق بن أبي حسان «2» وأبو بكر الباغندي وجماعة سواهم، وكذلك حكى لي أبو الفتح أيضا عن قراءته على عبد الباقي «3» بن الحسن عن أصحابه عن الحلواني عن هشام، وقال ابن شنبوذ وحده عن قنبل: ثم كيدوني بياء في الوصل والوقف وهو غلط. وقرأ الباقون «4» بحذف الياء في الحالين، ولم يرسم «5» في شيء من المصاحف بالياء إلا في مصاحف الحمصيين خاصة، وبالله التوفيق.
__________
(1) في (م) أحمد بن جبير.
(2) هو: إسحاق بن أبي حسان الأنماطي أبو يعقوب البغدادي، مشهور، روى القراءة عن هشام، وروى عنه عبد الواحد بن أبي هاشم، مات سنة 302 هـ. (غاية) 1/ 155.
(3) هو: عبد الباقي بن الحسن أبو الحسن الدمشقي الخراساني، الأستاذ الحاذق الضابط الثقة، رجل الأمصار، وأخذ القرآن عرضا عن أحمد بن صالح ومحمد بن النضر وغيرهم كثير، وأخذ القراءة عنه أبو الفتح فارس وغيره، توفي بعد سنة 380 هـ. (غاية) 1/ 356.
(4) يتلخص مما سبق أنه في القراءة السبعية إثبات الياء في الحالين لهاشم بخلف عنه، وأثبتها في الوصل أبو عمرو، أما بقية الأوجه المروية عن الأئمة فهي غير متواترة عنهم.
انظر: (المستنير) ص 95، و (النشر) 2/ 275
(5) في (م) ولم ترسم بالتاء.

(3/1133)