جامع البيان في القراءات السبع سورة الأنفال
ذكر اختلافهم في سورة الأنفال
«1»
حرف:
قرأ نافع مردفين [9] بفتح الدال، وكذلك روى أحمد بن بويان عن
قنبل عن ابن كثير، وكذلك نا محمد بن [7/ أ] علي «2» عن ابن
مجاهد أنه قرأ على قنبل، وكذلك قال لي أبو الفتح عن ابن عبد
الرزّاق أنه روى عن قنبل، وقال لي محمد عن ابن مجاهد: هو وهم
فكان يقرأ بكسر الدال، وكذلك قرأت من طريقه وطريق غيره عن
قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد،
قال: ثنا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عبيد بن محمد نا ابن
سعدان، قال: نا المعلى عن أبي بكر والحلواني وغيره عن القوّاس،
وأبو ربيعة عن قنبل، والبزّي وابن الصباح، وابن شنبوذ عن قنبل
وابن الحباب «3»، وابن هارون «4» عن البزّي، والزينبي عن
رجاله، والخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير «5».
__________
(1) وتسمى سورة الجهاد، مدنية، نزلت في بدر، آيها خمس وسبعون
في الكوفي؛ وست في المدنيين والمكي والبصري؛ وسبع في الشامي.
(البيان في عدّ آي القرآن) 158، و (مصاعد النظر) 2/ 144، و
(البرهان في علوم القرآن) 1/ 7، و (القول الوجيز) 196.
(2) في (التيسير) ص 95 عن محمد بن أحمد.
(3) هو: الحسن بن الحباب أبو علي البغدادي، شيخ متصدر مشهور
ثقة ضابط، من كبار الحذاق، عرض على البزّي، وهو الذي روى
التهليل عنه، وعنه ابن مجاهد، من الطبقة السابعة، توفي سنة 301
هـ. (معرفة 1/ 229 وغاية 1/ 209).
(4) هو: أبو نشيط محمد بن هارون الحربي، قرأ على قالون، وعنه
أبو حسان، وروايته عن قالون هي التي في جميع كتب القراءات،
وكان من أجل أصحابه، من الطبقة السادسة، مات سنة 258 هـ (معرفة
1/ 222 وغاية 2/ 272).
(5) الإمام أبو عمرو نقل لقنبل الوجهين هنا وليس له في قراءته
السبعية إلا وجه الكسر، كما بين ذلك ابن مجاهد في (السبعة)
304، والداني في (تيسيره) 95، وابن الجزري في (نشره) 2/ 275. و
(الكسر) هو اختيار الشاطبي في الحرز حيث قال:
وفي (مردفين) الدال يفتح نافع .. وعن قنبل يروي وليس معوّلا.
انظر ص 56. قال ابن القاصح: ولقنبل وجهان؛ الفتح كنافع، ولم
يعول عليه عن طريق ابن مجاهد. والكسر كالباقين؛ وعليه إطباق
النقلة. ومعنى مردفين: بعض في أثر بعض، و (الترادف): التتابع.
(3/1134)
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم [11] بفتح الياء والشّين
وألف بعدها في اللفظ النعاس [11] بالرفع، وكذلك روى حسين
المروذي عن حفص عن عاصم، لم يروه غيره «1»، وقرأ نافع «2»
يغشيكم بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها. النعاس بالنصب، وكذلك
روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «3». وقرأ الباقون كذلك إلا
أنهم فتحوا الغين وشدّدوا الشين «4».
الرعب [12] ولكن الله قتلهم [17] ولكن الله رمى [17] مذكور
فيما سلف «5».
حرف:
قرأ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد موهن كيد
الكافرين [18] بفتح الواو وتشديد الهاء. وقرأ الباقون بإسكان
الواو وتخفيف الهاء وكلهم نوّن النون ونصب الدال من كيد غير
عاصم في رواية حفص، فإنه أضاف ولم ينوّن وخفض الدال «6».
__________
انظر: (تفسير المشكل) ص 180، و (العمدة في غريب القرآن) ص 142،
و (المفردات) 199، و (تحفة الأريب) 141، و (سراج القارئ) ص
233. وقال محمد بن أحمد الموصلي: وعن قنبل يروى وجهان الفتح
كنافع، والكسر كالباقين. لأن المشهور الصحيح عنه الكسر (شرح
شعلة) ص 404.
وقال القاضي ولكن الوجه الأول لم يعتمد عليه، ولم يصح من طريق
الناظم وأصله، فيجب الاقتصار لقنبل على وجه الكسر كالجماعة،
(الوافي) ص 278. وعلى هذا ف مردفين بالفتح انفرادة سبعية لنافع
انظر: (التيسير) 95.
(1) رواية حسين المروزي عن حفص آحادية، فله في المشهور
المتواتر فتح الغين. انظر: (التيسير) 95.
(2) هذه انفرادة سبعية عن نافع، قلت: والمؤلف لم يذكر هذا
الوجه في (التيسير) ص 95.
(3) رواية يحيى عن ابن عامر آحادية، فله في المشهور عنه
كالجماعة، انظر المصدر السابق.
(4) أي يغشيكم فالقراءة الأولى من غشي، وفي الثانية من أغشى،
وفي الثالثة من غشّى، وكلها سبعية، انظر: (الدر المصون) ج 2 ص
574، و (النشر) ج 2 ص 276.
والشاهد من الحرز: ويغشى سما خفّا وفي ضمه افتحوا. وفي الكسر
حقا والنعاس ارفعوا ولا.
(5) في الآية [102] من سورة البقرة [2] انظر: (جامع البيان) ت
طلحة ص 104، و (التيسير) ص 56.
(6) أي قرأ: موهن كيد وهذه انفرادة سبعية عن حفص وشاهد
القراءات الثلاث من الحرز:
وموهن بالتخفيف ذاع وفيه لم .. ينون لحفص كيد بالخفض عولا.
انظر: (التيسير) 95 و (الحرز)
(3/1135)
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأن الله مع المؤمنين [19]
بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها «1».
حرف:
وكلهم قرأ وما كان صلاتهم [35] بالرفع إلا مكاء وتصدية [35]
بالنصب «2» إلا ما اختلف «3» فيه عن أبي بكر عن عاصم، فحدّثنا
محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق الأنصاري،
قال: نا هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ وما
كان صلاتهم نصبا إلا مكاء وتصدية رفعا جميعا، وكذلك روى خلّاد
عن حسين عن أبي بكر. ونا عبد العزيز بن محمد، قال:
نا عبد الواحد، قال: نا ابن حاتم، قال: نا هارون قال: نا أبو
بكر عن عاصم أنه قرأ وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية
[35] بالرفع، وروت الجماعة سوى حسين وهارون عن أبي بكر كقراءة
الناس «4».
ليميز [37] مذكور من قبل «5».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالعدوة الدنيا [42] وبالعدوة القصوى
[42] بكسر العين فيهما. وقرأ الباقون بضمّها فيهما «6».
__________
انظر ص 57. و (موهّن)، بالتشديد اسم فاعل من، (وهّن)،
وبالتخفيف اسم فاعل من (أوهن) فهما يرجعان إلى معنى (مضعف).
(شرح الهداية) 2/ 322، و (معاني القراءات) ص 199 و (المستنير)
1/ 212.
(1) قرئ بفتح الهمزة وبكسرها، فوجه الفتح: أنه لام علة،
تقديره: ولأن الله مع المؤمنين، كان كيت وكيت، وفيه ردّ على
قوله: إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم. ووجه الكسر: على
الاستئناف. (شرح الهداية) 2/ 322، و (الدر المصون) 5/ 588، و
(قلائد الفكر) 54 قال الشاطبي: وبعدو إنّ الفتح عمّ علا. انظر:
ص 57.
(2) انظر (السبعة) ص 305، و (الدر المصون) 5/ 601.
(3) خلف عن شعبة وهو من انفرادات (جامع البيان) وعلى الوجه
الثاني عنه فيعتبر انفرادة شاذة.
وقد نسبت القراءة إلى الضعف واللحن والخطأ، وقالوا هذا لا يجوز
إلا في الشعر ضرورة، وخرّج لها أبو الفتح في (المحتسب)، بأن
المكاء والتصدية اسم جنس فهما مصدران واسم الجنس تعريفه.
وتنكره متقاربان. انظر: (المحتسب) 1/ 278 - 279، و (السبعة) ص
305، و (إعراب الشواذ) 1/ 593، و (الدر المصون) 5/ 602.
(4) أي الجمهور.
(5) انظر فرش الآية [179] من سورة آل عمران [3].
(6) وهما لغتان مثل (جذوة وجذوة)، والضم أكثر اللغتين، لأن
أكثر القراء عليه.
انظر: (الكشف) ج 1 ص 491، و (التيسير) ص 116، و (حجة القراءات)
ص 311.
يقول الشاطبي: وفيهما العدوة اكسر حقا الضّمّ وأعدلا. انظر: ص
57.
(3/1136)
حرف:
قرأ نافع بخلاف عن المسيّبي وقالون وعاصم في غير رواية حفص من
حيي عن بينة [42] بياءين ظاهرتين «1» الأولى مكسورة والثانية
مفتوحة «2»، وروى ابن جبير عن أصحابه بياء واحدة، وروى القاضي
والمدني والكسائي عن قالون من حي ياؤها منتصبة مثقلة. وروى
القطري عنه ياؤها منتصبة، ولم يذكر مثقلة، وروى أحمد بن صالح
والحلواني وأبو سليمان وأبو نشيط والمسيّبي والشحام «3» عن
قالون بياءين، وكذلك روى أصحاب المسيّبي عنه.
وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي قال: نا
يونس عن ورش عن نافع من حي بيّن الياء وثقّلها، وعن ابن كيسة
«4» عن سليم «5» عن حمزة مختلسة الياء وأحسبه يريد الياء
الأولى، وكذلك حكى عن نافع بيانها وتثقيلها يريد بتثقيلها
تحريكها بالكسر. وحكي عن حمزة اختلاسها، يريد إدغامها؛ لأنه قد
قال عنه في والذاريات ذروا [الذاريات: 1] يختلس. [7/ ب] التاء،
أي يدغمها «6»، وذلك مجاز واتّساع. وقال داود وعبد الصمد
والأزرق وأحمد عن ورش من حييّ عن بياءين مثبتتين «7» في
القراءة، واختلف في ذلك عن ابن كثير، فقال لنا محمد بن علي عن
ابن مجاهد في كتاب السبعة أنه قرأ على قنبل من حي بياء واحدة
مفتوحة مشددة «8»، وبذلك قرأت من طريقته.
__________
(1) في: (م) ظاهرين.
(2) أي بفك الإدغام. ووجّه أن الياء الثانية مشبهة بحركة
الإعراب، فهي تذهب كما تذهب حركة الإعراب. قال أبو منصور:
والإظهار أتم وأفصح، وقال ابن الأنباري: فالإظهار:
(إجراء للماضي على المستقبل والمستقبل لا يجوز فيه الإدغام).
(معاني القراءات) ص 200، و (حجة القراءات) ص 310، و (شرح
الهداية) 2/ 322، و (البيان) 1/ 388.
(3) هو: الحسن بن علي أبو علي وأبو عمران الشحام، مقرئ معروف،
قرأ على قالون، وقرأ عليه أبو العباس النحوي وأبو بكر المؤدب.
(غاية) 1/ 255.
(4) هو: علي بن يزيد بن كيسة أبو الحسن الكوفي، قرأ على سليم
وهو أضبط أصحابه، توفي سنة 202 هـ (غاية) 1/ 584.
(5) هو: سليم بن عيسى أبو محمد الكوفي، ضابط حاذق من أصحاب
حمزة، وقرأ عليه حفص بن عمرو وخلف وخلاد، مات سنة 288 هـ
(غاية) 1/ 319.
(6) أي لحمزة وجه الإدغام كالجماعة.
(7) في (م) متبينين.
(8) قلت: وقراءته بياء واحدة هي المشهورة عنه وعليها العمل.
انظر: (السبعة) 307، و (البدور الزاهرة) ص 131، و (التيسير في
القراءات السبع) ص 217.
(3/1137)
وكذلك نا الفارسي عن أبي طاهر أنه قرأ
عليه، وكذلك روى أبو ربيعة وابن ثوبان «1» وابن الصباح وابن
عبد الرزاق عن قنبل والحلواني عن القوّاس والخزاعي عن ابن
فليح، وروى الخزاعي عن عبد الله بن جبير الهاشمي عن القوّاس من
حيّ [42] بترك الإدغام وإظهار الياءين مع نصب الآخرة. وحكى ابن
مجاهد في كتابه الجامع «2» أنه قرأ على قنبل من حيي بياءين:
الأولى مكسورة، والثانية منصوبة، خلاف ما قاله في كتاب السبعة
«3»، وفي كتاب المكيين «4»: والذي ذكره في جامعه وهم منه، على
أن الزينبي وابن شنبوذ قد رويا ذلك أداء عن قنبل بياءين، وروى
البزّي عن أصحابه عن ابن كثير بياءين ظاهرتين نصّ على ذلك عنه
أبو ربيعة.
قال أبو ربيعة: كذا حفظناها من البزّي إلا أنه لم يذكرها في
كتابه وبياءين، قرأت ذلك في روايته في كل طرقه «5»، وفي رواية
ابن فليح. وكذلك قال لنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه
عنه، واختلف في ذلك أيضا عن الكسائي، فروى عنه نصير «6» بياءين
ظاهرتين، وروى عنه سائر الرواة بياء واحدة مفتوحة مشدودة «7».
وبذلك قرأ الباقون «8».
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة عن حفص عنه وتذهب ريحكم [46] هاهنا وو
يستخلف ربي قوما في هود [57] بجزم الباء «9» والفاء. وقرأ
الباقون بنصبهما «10».
__________
(1) في: (م) ابن بويان.
(2) لم أعثر عليه ولعله مفقود.
(3) كتاب مشهور متداول مطبوع بتحقيق الدكتور شوقي ضيف.
(4) لم أعثر عليه ولعله مفقود.
(5) أي للبزي وجه واحد هو وجه الإظهار، وبه قرأ في المشهور
عنه. (التيسير) 95، (تقريب المعاني) 272.
(6) وهي قراءة آحادية عن الكسائي من رواية نصير والمتواتر عنه
كحمزة. انظر: (المستنير في القراءات) ص 572.
(7) وهذه هي قراءته في السبعة. انظر: (التيسير) ص 95 و (النشر)
2/ 279.
(8) أي بوجه الإدغام على الأصل لاجتماع الحرفين من جنس واحد.
(حجة القراءات) ص 311، و (معاني القراءات) ص 200، و (التيسير)
ص 95، و (الدر المصون) 5/ 613. والله أعلم.
قال الشاطبي: ومن حيي اكسر مظهرا إذ صفا هدى. انظر: ص 57.
(9) ولكن لا يقرأ بها لأنها مهجورة وتعتبر انفرادة شاذة. انظر:
(المستنير في القراءات) ص 572 و (الإتحاف) 2/ 81، و (الدر
المصون) 5/ 616، و (الانفرادات) 2/ 706.
(10) وفي (م) برفعهما والصواب بالنصب في الأنفال والرفع في
هود.
(3/1138)
حرف:
قرأ ابن عامر إذ تتوفى الذين كفروا [50] بتاءين. وقرأ الباقون
بياء وتاء «1».
حرف:
وكلهم قرأ فشرّد بهم من خلفهم [57] بنصب «2» الميم ومن مكسورة،
كأنه يريد أنه يقرأه على الوجهين، لم يرو ذلك عن الأعمش وابن
أبي حمّاد غيره «3».
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم ولا يحسبنّ الذين كفروا [59]
بالياء. وقرأ الباقون بالتاء «4»، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده
عن ابن عامر هاهنا «5» وفي النور [57].
حرف:
قرأ ابن عامر «6» إنهم لا يعجزون [59] بفتح الهمزة. وكذلك روى
ابن أبي أمية «7» عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بكسر
الهمزة، وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر شكلا لا ترجمة.
__________
(1) أي على التذكير، والقراءتان سبعيتان وفي وجه التاء انفرادة
سبعية عن ابن عامر، ويشهد لها من الحرز قول الشاطبي: وإذ
يتوفّى أنثوه له ملا .. (التيسير) ص 95، و (النشر) 2/ 277.
(2) ولعل الصواب بفتح الميم، لأن النصب من حركات الإعراب.
(3) قلت: كأنه يشير إلى القراءة بالوجهين إلا أن قراءة الخفض
شاذة، وقد رويت عن الأعمش بخلاف عنه وأبو حيوة وشعبة، ومرجع
الضمير في قوله: (لم يرو ذلك ... ) يعود إلى:
جرير بن عبد الحميد أبو عبد الله الضبي كما في (الكامل) للهذلي
حيث يقول: من خلفهم، على أن من حرف جر، جرير عن الأعمش وأبو
حيوة. الباقون بفتح الميم ... ). انظر: (إعراب قراءات الشواذ)
1/ 597، والكامل 197/ أ، و (البحر المحيط) 4/ 509، و (الدر
المصون) 5/ 622، و (غاية النهاية) 1/ 190، و (الانفرادات) 2/
707.
(4) ومع كسر السين على أصولهم عدا شعبة فبفتح السين فيها.
انظر: (التيسير) ص 97، و (النشر) 2/ 277.
(5) وجه غير متواتر عن ابن عامر، ويعتبر غريبا آحاديا لا يقرأ
به.
والشاهد: وبالغيب فيها تحسبنّ كما فشا. عميما وقل في النور
فاشية كحّلا.
انظر: (حجة القراءات) ص 312، و (التيسير) ص 117، و (المستنير
في القراءات) ص 573، و (النشر) ج 2 ص 277، و (الانفرادات) 2/
708.
(6) في فتح الهمز انفراد سبعي عن ابن عامر، ويعلل ذلك على
تقدير لأنهم، ويشهد للانفراد من الحرز قول الشاطبي: وإنهم افتح
كافيا ..
انظر: (السبعة) ص 308، و (البيان) 1/ 391 و (الحرز) ص 57، و
(النشر) 2/ 277.
(7) رواية ابن أبي أمية من انفرادات جامع البيان عن غيره،
والمؤلف رحمه الله لم يذكرها في (التيسير) ص 95.
(3/1139)
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وإن جنحوا للسّلم [61] بكسر السين.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحها «1».
حرف:
قرأ الحرميّان وابن عامر وإن تكن منكم مائة يغلبوا [65] وفإن
تكن منكم مائة صابرة [66] بالتاء «2» جميعا، وروى ابن جبير عن
أصحابه عن نافع الأولى بالياء والثانية بالتاء «3»، وروى أبو
عبيد عن إسماعيل عنه الثانية بالياء «4» وهو غلط من ابن جبير.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال:
أخبرنا أبو بكر، قال: نا موسى، قال: نا هارون عن حسين عن أبي
بكر عن عاصم كليهما بالتاء «5» مثل نافع وأبو عمرو قرأ الأولى
بالياء والثانية بالتاء «6»، وقرأهما الباقون بالياء «7»،
وكذلك روى سائر الرّواة عن أبي بكر «8».
__________
(1) فتح السين وكسرها لغتان في الصلح، وفيهما قراءتان، وفي كسر
السين انفرادة سبعية عن شعبة ويشهد لها من الحرز قول الشاطبي:
واكسر ولشعبه السلم ..
انظر: (الكشف عن وجوه القراءات السبع) 1/ 494، و (التيسير)
117، و (الحرز) ص 57.
(2) أي بالتأنيث في (يكن) في الموضعين، وهما الثاني والثالث من
السورة، احترازا من الموضع الأول إن يكن منكم عشرون صابرون،
والرابع وإن يكن منكم ألف، إذ أجمعوا على قراءتهما بياء
التذكير، ووجه قراءة التاء للتأنيث في مائة. انظر: (التيسير) ص
96، و (الدر المصون) 5/ 636.
(3) قراءة عن نافع لم تتواتر من طريق ابن جبير، وهي من
انفرادات جامع البيان.
(4) وجه آخر عنه بالياء في الثانية ولم يتواتر ويروى أيضا عن
خارجة عن نافع. انظر: (السبعة) 308، و (الانفرادات) 2/ 710.
(5) رواية آحادية عن عاصم وهي من انفرادات جامع البيان.
(6) فهو أتى باللغتين معا ليعلم أن هذه جائزة وهذه جائزة.
(إعراب القراءات) 1/ 232، و (التيسير) ص 96، و (النشر) 2/ 277.
(7) والعلة لأن المائة جمع وهم مذكرون، أو لأن تأنيث المائة
مجازي وللفصل بشبه الجملة (شرح الهداية) 2/ 324، و (المستنير)
1/ 218.
(8) وبما رواه عنه سائر القراء السبعة له.
قال الشاطبي: وثاني يكن غصن وثالثها ثوى.
انظر: (التيسير) ص 96، و (الحرز) ص 57، و (النشر) 2/ 277.
(3/1140)
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وعلم أن فيكم ضعفا [66] بضم العين
«1»، وقرأ الباقون بفتحها.
حرف:
قرأ عاصم وحمزة ضعفا [66] هاهنا، وفي المواضع الثلاثة التي في
الروم «2» بفتح الضاد. وأجمع أصحاب حفص على الفتح هاهنا «3»
إلا ما نا الفارسي قال: نا. [8/ أ] عبد الواحد بن عمر، قال: نا
عيّاش «4» وابن فرح «5» قالا: نا أبو عمر، قال: نا أبو عمارة
«6» عن حفص عن عاصم أنه قال: قرأ وعلم أن فيكم ضعفا [66] بضمّ
الضاد، وهو وهم عن أبي عمارة هاهنا «7». واختلف أصحاب حفص عنه
في سورة الروم، فروى عمرو بن الصباح وحسين المروزي وأبو الربيع
وعبيد بن الصبّاح عنه عن عاصم أنه نصب الضاد في كل القرآن،
وذكر عمرو وعبيد أن حفصا قرأ في الروم بالضم خلاف عاصم.
نا طاهر بن غلبون قال: نا علي بن محمد. ح وحدّثنا أنس بن أحمد
قال: نا الحسين، قال لنا أحمد «8» بن سهل،
__________
(1) وتنسبت أيضا لعيسى بن عمر ولكنها آحادية غير متواترة وذكرت
في (التذكرة) 2/ 354، و (البحر) 4/ 518.
(2) هي السورة رقم [30] آية [54] الله الذي خلقكم من ضعف ثم
جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة.
(3) (سراج القارئ المبتدئ) ص 235، و (النشر) 2/ 277.
(4) هو: عياش بن محمد أبو الفضل البغدادي، مشهور، روى عن أبي
عمر الدوري، وعنه عبد الواحد بن عمر وابن شنبوذ، مات سنة 299
هـ. (غاية) 1/ 607.
(5) هو: أحمد بن فرح أبو جعفر البغدادي الضرير، المقرئ المفسر،
قرأ على الدوري والبزي، وعنه النقاش وابن مجاهد وابن شنبوذ،
ثقة كبير تصدر للإفادة، من الطبقة السابعة، توفي سنة 303 هـ.
(6) هو: حمزة بن قاسم أبو عمارة الأحول الأزدي الكوفي، أخذ
القراءة عرضا وسماعا عن حمزة الزيات وحفص بن سليمان وإسحاق
المسيبي والزبير بن عامر عن نافع وأبي بكر عن عاصم، وروى عنه
الدوري وأبو الحارث الليث بن خالد وعبد الرزاق الأنطاكي (غاية)
1/ 264.
(7) فكل المصادر اجتمعت أن له فتح الضاد هنا. انظر: (التذكرة)
2/ 355، و (التلخيص) ص 277 وغيرهما.
(8) هو: أحمد بن سهل بن الفيروزان، الشيخ أبو العباس الأشناني،
ثقة ضابط خيّر مقرئ، قرأ على عبيد بن الصباح، ثم قرأ على أصحاب
عمرو بن الصباح، روى عنه ابن مجاهد وآخرون، مات سنة 314 هـ.
(غاية) 59.
(3/1141)
قال: نا علي بن محصن «1»، قال: نا عمرو بن
الصباح عن حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا
حرفا واحدا في الروم [54] الله الذي خلقكم من ضعف، فإنه
خالفه، وقرأ بالرفع ولم يكن يقرأ في القرآن غيره.
نا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا وهيب «2»،
قال: نا الحسين، قال:
نا عمر «3» وقال: ذكر أبو عمرو أنه لم يخالف عاصما في حرف
حرف:
من كتاب الله إلا قوله من ضعف. حدّثنا فارس بن أحمد، قال:
نا أبو طاهر قال: نا عبد الرزاق، قال: نا عبد الصمد بن
محمد، قال: نا عمرو قال: ذكر حفص أنه لم يخالف في شيء من
قراءته إلا في حرف في الروم الله الذي خلقكم من ضعف بضم
الضاد، وذكره عن المفضل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن
عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا أحمد بن سعيد،
قال: حدّثني يحيى بن إسماعيل البلخي، قال: نا جعفر «4» بن
علي بن خالد العجلي، قال: نا حفص عن عاصم أنه
كان يقرأ من ضعف، وكان يفصل «5» ما بين ضعف وضعف. وروى أبو
عمارة وهبيرة والقوّاس عن حفص أنه ضمّ الضاد في الثلاثة
«6»، قال أبو عمرو:
__________
(1) هو: علي بن محصن البغدادي مقرئ حاذق ضابط، عرض على
عمرو بن الصباح وهو من جلة أصحابه الذين ضبطوا عنه وروى
عنه القراءة عرضا أحمد بن سهل. (غاية) 1/ 562.
(2) هو: وهيب بن عمرو بن عبيد الله النميري أبو القاسم،
روى القراءة عن هارون بن موسى عن أبي عمرو عن عاصم، وروى
القراءة عنه زكريا بن يحيى، كذا ذكر الأهوازي في رواية أبي
عمرو عن عاصم في مفردة عاصم. (غاية) 2/ 362.
(3) في (م) عمرو.
(4) هو: جعفر بن علي بن خالد البجلي، راو روى القراءة عن
حفص عن عاصم، وهو مقل عنه، وروى عنه يحيى بن إسماعيل
البجلي. (غاية) 1/ 193.
(5) في (م) يفضل.
(6) أشار المؤلف- رحمه الله- إلى خلف حفص في هذا الحرف في
(تيسيره) ص 142، وبين أن لحفص وجه فتح الضاد فيهن رواية عن
أئمته، وهو أصح، وقد تركه. ووجه ضم الضاد اختيارا.
وبالوجهين أخذ، قلت: وعليه العمل.
قال الشاطبي: وضعفا بفتح الضم فاشية نقلا .. وفي الروم صف
عن خلف فصل انظر ص 57.
(3/1142)
واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد
في سورة الروم الأخذ بالوجهين بالفتح والضم، لأتابع «1»
بذلك عاصما على قراءته، وأوافق حفصا على اختياره «2».
وقرأ الباقون بضم الضاد في السورتين «3».
حرف:
قرأ أبو عمرو أن تكون [67] بالتاء «4»، وكذلك روى هارون عن
حسين عن أبي بكر بن شاهي «5» عن حفص عن عاصم «6»، لم يروه
غيره، وكذلك روى أيضا الوليد عن يحيى عن ابن عامر «7».
وقرأ الباقون بالياء «8». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر،
قال: نا ابن مخلد عن البزّي بالتاء مثل أبي عمرو «9»، وهو
غلط من ابن مخلد؛ لأن أبا ربيعة والخزاعي والزينبي وأصحاب
القوّاس رووا ذلك بالياء وهو الصّواب.
__________
وقال ابن الجزري: في (نشره) 2/ 345" وبالوجهين قرأت له
وبهما أخذ" أه.
وقال: علي بن عثمان بن القاصح في (سراجه) ص 235، لحفص
وجهان: فتح الضاد، وهو ما نقله عن عاصم. وضمها وهو اختياره
لنفسه. اتباعا للغة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال صاحب (البدور) ص 248" الوجهان عنه جيدان".
(1) في (م) نا نافع بدل لأتابع.
(2) الاختيار: في اللغة مشتق من (خ ي ر) وهو يستعمل
للدلالة على الاصطفاء والانتقاء والتفضيل. وفي الاصطلاح:
هو الصورة أو الوجه الذي يختاره القارئ من بين مروياته أو
الراوي من بين مسموعاته أو الأخذ عن الراوي من بين
محفوظاته، أو هو: الحرف الذي يختاره القارئ من بين مروياته
مجتهدا في اختياراته. انظر: (مختار الصحاح) مادة (خ ي ر)،
و (علم القراءات) 30، و (صفحات في علم القراءات) ص 185 ن و
(القراءات القرآنية) ص 105، و (مدخل في علم القراءات) ص
55.
(3) و (الضعف والضعف) لغتان مصدران بمعنى، وقيل: الفتح في
الرأي والعقل، والضم في البدن. (الكشف) 1/ 495، و (الدر
المصون) 5/ 636.
(4) أي تاء التأنيث مراعاة لمعنى جماعة الأسرى، وقد انفرد
بها الإمام أبو عمرو في القراءة السبعية. (حجة القراءات)
313، و (المستنير) 1/ 220.
(5) هو: الفضل بن يحيى بن شاهي الأنباري، روى عن حفص عن
عاصم، وروى عنه الفضل بن شاذان. (غاية) 1/ 11.
(6) و (7) روايتان آحاديتان عنهما ولهما في القراءة
السبعية كالجمهور. انظر: (التيسير) ص 96 و (النشر) 2/ 277.
(8) مراعاة لمفرد (الأسرى) و (أسير) ولأن التأنيث فيه غير
حقيقي، وهو بمعنى الجماعة، وقيل مراعاة للفظ الجمع. (إعراب
القراءات) 1/ 233، و (الدر المصون) 5/ 637.
(9) في (م) مثل عمرو.
(3/1143)
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل له أسارى [67] ومن الأسارى [70]
بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها في الحرفين على وزن
فعالى «1». وقرأ أبو عمرو الحرف الأول بفتح الهمزة وإسكان
السين من غير ألف على وزن فعلى «2»، والثاني مثل المفضل
على وزن فعالى. وقرأ الباقون على وزن فعلى «3».
حرف:
قرأ حمزة من ولايتهم [72] بكسر الواو. وفتحها الباقون «4».
حرف:
وكلهم قرأ والله بما تعملون بصير [72] بالتاء إلا ما رواه
الحلواني عن أبي عمر «5» عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأها
بالياء «6»، وخالفه الجماعة عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه
قرأها «7» بالتاء، وروى الشموني من غير رواية النقّار «8»
عن
__________
(1) رواية المفضل تعتبر آحادية، فلعاصم من الروايات الأخرى
في الموضعين القراءة بوزن (فعلى) كالجماعة. قال ابن القاصح
العذري:" ولا خلاف في الأول (أن يكون له أسرى) أنه ساكن
السين بوزن (فعلى) للسبعة".
وقال أيضا: بعد أن ذكر قراءة أبي عمرو في الموضع الثاني
بالألف بعد السين:" وأنهم قرءوا من الأسرى بسكون السين من
غير ألف، بعدها بوزن (فعلى) " أهـ: انظر: (سراج القارئ)
236.
(2) قلت وقد انفرد بها الإمام البصري في القراءة السبعية.
انظر: (التيسير) ص 96، و (النشر) 2/ 277.
(3) في النسختين على وزن (فعالى)، وهو تصحيف والصواب على
وزن (فعلى).
انظر: (السبعة) ص 309.
قال الناظم: وأنّث أن يكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا.
انظر ص: 57.
(4) الولاية والولاية مثل الوكالة والوكالة، وفي القراءة
انفرادة سبعية عن حمزة، قال الناظم:
ولا يتهم بالكسر فز ... انظر: (إعراب القراءات السبع) لابن
خالويه 1/ 234، و (التيسير) ص 96، و (الحرز) ص 57، و
(النشر) 2/ 277.
(5) في (م) أبي عمرو.
(6) انفرادة شاذة مخالفة للجماعة انظر: (المستنير في
القراءات) ص 574 و (الانفرادات) 2/ 714.
(7) في (م) فرووا ذلك عنه بالتاء.
(8) هو الحسن بن داود أبو علي النقار مولاهم، المعدل
النحوي متصدر حاذق، عرض على القاسم ابن أحمد الخياط، وكان
قيما بقراءة عاصم، وعنه أحمد بن الشذائي وعبيد الله
المصاحفي، مات قبل ال 350 هـ (غاية) 1/ 212.
(3/1144)
الخياط «1» عن الأعشى آووا ونصروا [72] لا
يشدّدون الواو الثانية، وهذا لحن لا يجوز إلا أن يوصل ذلك
بنيّة الوقف، فيمتنع التشديد والإدغام مع ذلك كما يمتنع مع
الموقوف عليه المنفصل مما يدغم فيه «2».
حرف:
وكلهم قرأ وفساد كبير [73] بالباء إلا ما رواه [8/ ب] أبو
موسى «3» عن الكسائي أنه قرأ بالثاء «4»، وبذلك قرأت من
طريقه لم يتابعه على ذلك عن الكسائي أحد.
في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان، وهما قوله إني أرى
ما لا ترون إني أخاف الله [48] فتحهما الحرميان وأبو عمرو
وابن عامر «5» في رواية ابن بكّار وأسكنهما الباقون، وليس
فيها ياء محذوفة.
__________
(1) هو: القاسم بن أحمد بن يوسف الخياط الكوفي المعروف
بالقملي، إمام في قراءة عاصم، ثقة حافظ عرض على الشموني،
وعنه ابنه عبد الله والنقار والوراق، مات سنة 291 هـ.
(غاية) 2/ 16.
(2) (آووا) أصله (ءأويوا) ماض رباعي، أبدلت الهمزة الثانية
الساكنة حرفا مجانسا لحركة الأولى وهي الفتحة، فقلبت ألفا،
ثم أبدلت الياء ألفا لتحركها بعد فتح، فالتقى ساكنان الألف
وواو الجماعة، فحذفت الألف، وبقيت الفتحة دالة عليها.
(البيان والتعريف) 1/ 305.
(3) هو: عيسى بن سلمان أبو موسى الحجازي المعروف بالشيزري
الحنفي، مقرئ عالم نحوي، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن
الكسائي، وله عنه انفرادات، وأخذ الفقه عن محمد بن الحسن،
روى عنه محمد بن سنان والحارث بن سعد. (غاية) 1/ 609.
(4) في (م) بالتاء، قلت: وفي القراءة انفرادة شاذة
لمخالفتها للمتواتر انظر: (المستنير في القراءات) ص 575، و
(البحر) 4/ 523، و (الانفرادات) 2/ 714.
(5) وجه عنه آحادي من هذه الرواية، قال الناظم: ومعا إني
بياءين أقبلا.
(3/1145)
|