جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في
سورة إبراهيم عليه السلام «1»
حرف:
قرأ نافع «2» وابن عامر والمفضل «3» عن عاصم الحميد الله [1 -
2] بالرفع. وقرأ الباقون بالخفض في الحالين من الوصل،
والابتداء بالمجرور قبيح لتعلقه بما قبله «4». ونا عبد العزيز
بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخزاعي عن
أصحابه عن ابن كثير إذا وصلت فقلت الله بالخفض، وإذا ابتدأت
قلت:
الله بالرفع، وبهذا قرأت أنا في رواية ابن فليح من طريقه،
وخالفه في ذلك البزّي وقنبل وأبو ربيعة، فلم يفرّقوا بين الوصل
والابتداء. وأحسب الخزاعي قال ذلك رأيا واستحسانا دون سماع من
أصحابه وأداء عنهم [25/ أ] يتصل «5» ابن كثير، فإن كان كذلك
فقد أخطأ، وذلك أنه لو جاز ما قاله من أنه إذا وصل أتبع الاسم
إعراب ما قبله، وإذا وقف ابتدأ الاسم فرفعه لوجب أن يفعل ذلك
بكل اسم تابع للاسم المجرور قبله، سواء إن كان نعتا له أو بدلا
منه، نحو قوله: بسم الله الرحمن الرحيم [الفاتحة: 1] والحمد
لله ربّ العالمين [الفاتحة: 2] مالك يوم الدين [الفاتحة: 4]
وقل أعوذ بربّ الناس ملك الناس إله الناس [الناس: 1 - 3] وما
أشبهه يصل «6» بخفض هذه الأسماء، فإن أوقف على ما قبلها وابتدأ
بها قطعها
__________
(1) هذه السورة متفق على مكيتها عند جمهور المفسرين إلا آيتين
عند البعض، وقيل: آية، وقيل إلا ثلاث آيات بدءا من قوله: ألم
تر إلى الذين بدلوا .. ، قيل: إنها نزلت في قتلى قريش ببدر،
وهي خمسون وآية في البصري، وآيتان في الكوفي، وأربع في
المدنيين والمكي، وخمس في الشامي. (البيان في عد آي القرآن)
117، و (فنون الأفنان) 288، و (مصاعد النظر) 2/ 169، و (مناهل
العرفان) 1/ 198 - 199، و (المكي والمدني) 1/ 341، وما بعدها
صلوات ربي وسلامه على أنبياء الله ورسله.
(2) وفي (البحر المحيط) 5/ 404، هي عن الأصمعي عن نافع.
(3) رواية المفضل عن عاصم ذكرها له أيضا طاهر بن غلبون في
(التذكرة) 2/ 392، وأبو العلاء الهمداني في (غاية الاختصار) 2/
534، وابن الجوزي في (زاد المسير) 4/ 344.
(4) لأن الجلالة الشريفة بدل مما قبله، فلا يقطع منه، فمن جر
وصل الآيتين ووقف على ... وما في الأرض ولم يعتد برأس الآية
وهو تام. انظر: (إيضاح الوقف والابتداء) 2/ 739،
و (التذكرة) 2/ 392، و (المكتفي) للداني 339، و (القطع
والائتناف) لابن النحاس 1/ 347، و (المقصد) لزكريا الأنصاري
49، و (الاقتداء في معرفة الوقف والابتداء) 1/ 918.
(5) في (م) متصل ابن كثير، ولعل الصواب بابن كثير.
(6) في (م) متصل.
(3/1255)
ورفعها، وكذلك يجب أن يفعل في قوله في
المؤمنين [92] وسبأ [3] عالم الغيب يصل بخفض الميم على النعت
الاسم المجرور الذي تقدمه، فإذا وقف على ما قبله ابتدأه
بالرفع، والإجماع منعقد على حمل هذه الأسماء وما أشبهها من
الجمع عليه، والمختلف فيه على ما قبلها وصلا وابتداء، فصحّ
بذلك أن الذي حكاه الخزاعي فيما تقدم خطأ لا شك فيه «1».
حرف:
قرأ أبو عمرو «2» سبلنا هنا [12] وفي العنكبوت «3» [69] بإسكان
الباء، وضمّها الباقون، وقد ذكر قبل «4».
حرف:
وكلهم قرأ وما هو بميّت [17] بتشديد الياء؛ لأنه مما لم يمت
إلا ما حدّثناه الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر عن
مضر عن البزّي وما هو بميت خفيف، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال:
نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، وقال لي قنبل:
قال لي النبال: الق هذا الرجل- يعني البزّي- فقل له: هذا الحرف
ليس من قراءتنا، وإنما يخفّف من الميت ما قد مات، وما لم يمت
فهو مشددة. فلقيت البزّي فأخبرته بما قال لي النبّال «5»،
فقال: قد رجعت عنه، ثم لقي البزّي من الغد النبّال وهو في
مجلسه عند باب الجيادين فقال له: قد جاءني أبو عمرو برسالتك في
هذه الحروف، فكان معه حرفان آخران رددتهما عليه، وقد كان عكرمة
بن سليمان أقرأنيهما وقد رجعت عنها إلى قولك.
حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد قال: قال لي قنبل: كان
ابن أبي بزّة قد أوهم في قوله بميت [17] خفيفة، فقال لي
القوّاس: سر إلى أبي الحسن، فقل له: ما هذه القراءة التي
قرأتها؟ لا نعرفها، فسرت إليه، فقال: قد رجعت عنها. نا
الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا حسن «6» عن البزّي بميت
مشدّدة، وأظن ابن مخلد رواه عن البزّي بعد أن رجع عن التخفيف.
قال أبو عمرو: فكل ما كان من هذه
__________
(1) وقال أبو عبد الله بن خالويه في (إعرابه) 1/ 334 تعليلا
لذلك، لأن الوقف والابتداء لا يوجب تغير إعراب. قال الشاطبي:
وفي الخفض في الله الذي الرفع عم.
(2) قرأ الحرف وحده من السبعة. انظر (التيسير) / 72، و
(الإتحاف) 2/ 167.
(3) الآية رقم [69] لنهدينهم سبلنا.
(4) انظر: (الجامع) بتحقيق طلحة ص 216، و (التيسير) ص 72.
(5) هو: أحمد النبال القواس. وقد تقدم.
(6) هو: الحسن بن الحباب، وقد تقدم.
(3/1256)
الياءات مما لم يمت وهو للاستقبال، فلا
خلاف في تشديده، نحو قوله لميّتون [المؤمنون: 15] وبميّتين
[الصافات: 58] وإنك ميّت وإنهم ميّتون [الزمر:
30] «1»، وما كان قد مات فهو المختلف فيه.
حرف:
قرأ نافع الرياح هاهنا [18] وفي الشورى [33] بالألف على الجمع
وقرأهما الباقون بغير ألف على التوحيد، وقد ذكر قبل.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي خالق السموات والأرض [19] بالألف على وزن
فاعل، وخفض السموات والأرض وكذلك في النور [45] خالق كل دابّة
بألف، وخفض كل دابّة. وقرأ الباقون خلق على وزن فعل ونصب ما
بعده لأن التاء من السموات تكسر؛ لأنها تاء جمع المؤنث، فنصبها
وخفضها واحد في اللفظ «2»، والأصبهاني «3» عن ورش والأعشى عن
أبي بكر عن حمزة إذا وقف. إن يشأ [19] بغير همز، والباقون
يهمزون وصلا ووقفا، وقد ذكر «4».
حرف:
قرأ حمزة «5» بمصرخي [22] بكسر الياء، وهي حكاها الفرّاء
__________
(1) انظر (المعجم المفهرس) 853.
(2) انظر: (التيسير) 109، و (النشر) 2/ 298.
قال الإمام: خالق امدده واكسر وارفع القاف شلشلا .. وفي النور
واخفض كل فيها والأرض هاهنا.
(3) لأن أبا بكر الأصبهاني يبدل الهمز المفرد لورش، سواء كان
فاء أو عين أو لام كلمة حرف مد من جنس حركة ما قبلها، إلا أحرف
يسيرة من الأسماء والأفعال.
انظر: (القول الأصدق في بيان ما خالف فيه الأصبهاني الأزرق)
للشيخ علي محمد الضباع ص 15.
(4) انظر: (الجامع) ت الطحان 2/ 552، و (التيسير) 39 - 40، و
(البدور الزاهرة) 172.
(5) لبعض النحويين طعن في قراءة حمزة، حيث قالوا: لا يجوز كسر
ياء الإضافة حيث وصفوها بالشذوذ والرداءة وباللحن وبعدم سماعها
من العرب، أو هي وهم من القراء. انظر: (معاني القرآن) للفراء
2/ 75، و (معاني القرآن) للأخفش 2/ 599، و (إعراب القرآن)
للنحاس 2/ 368، و (نحو القراء الكوفيين) 105. قلت: إن القراءة
سبعية متواترة، رواها إمام لا يقرأ إلا بأثر، فليس نفي النافي
لسماعها يدل على عدمها. وقد وجهت بوجوه نقلها القراء والنحويون
مستشهدين لها باللغة وغيرها، فالقراءة سنة متبعة يلزم قبولها
والمصير إليها. قلت: وفي الوجه تفرد سبعي عن الكوفي. قال
الشاطبي: مصرخي اكسر لحمزة مجملا .. كها وصل أو للساكنين
وقطرب. انظر: (إعراب القراءات) 2/ 335 - 336، و (البحر المحيط)
5/ 419، و (النشر) 1/ 11، 2/ 299، و (الإتحاف) 2/ 167 - 168 و
(مناهج الصرفيين) 66، و (توجيه مشكل القراءات العشرية) 294،
حكاها مع الفراء مع ولد العلا.
(3/1257)
وقطرب «1»، وأجازها أبو عمرو، وقرأ الباقون
بفتح الياء ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة [25/ ب]، قال:
حدّثني أبي. ح وحدّثنا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال:
نا محمد «2»، قالا: نا يونس «3»، قال: أقرأني عثمان «4» بمصرخي
بتحريك الياء، وأقرأني ابن كيسة بوقفها، خالف سائر أصحاب سليم،
وأحسب ذلك وهما وخطأ من يونس؛ لأن داود قال عنه عن سليم بكسر
الياء، فوافق الجماعة، ومع هذا فإن إسكان الياء لا يجوز بوجه؛
لأنها إذا سكنت لزم حذفها ضرورة لسكونها وسكون الياء التي
قبلها المدغمة فيها في حال تحريكها، وبقيت تلك الياء. وإذا
حذفت بطلت الإضافة.
ليضلّوا عن سبيله [30] ولا بيع فيه ولا خلال [31] قد ذكر من
قبل الاختلاف فيه «5».
حرف:
وكلهم قرأ من كل ما سألتموه [34] بالإضافة إلا ما حدّثناه عبد
العزيز بن جعفر، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو
بكر، قال: حدّثني محمد بن الفرح، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق
المسيّبي عن أبيه عن نافع «6» من كل ما سألتموه، اللام من كل
مبطوحة منوّنة، وقال ابن مجاهد: وهذا غلط، وذلك كما قال؛ لأن
الفارسي نا قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو العباس بن الصقر عن
ابن المسيّبي عن أبيه عن نافع: اللام من كل مبطوحة منوّنة،
وكذلك روت الجماعة عن المسيّبي وسائر الرواة عن نافع، وأظن أنه
أسقط من كتاب «7» محمد بن الفرح غير.
__________
(1) هو: محمد بن المستنير الملقب بقطرب، أخذ النحو عن سيبويه،
وهو الذي لقبه بقطرب لبكوره في الطلب وإتيانه في الأسحار، كان
عالما ثقة، روى عنه الجلة، مات سنة 206 هـ. (إنباه الرواة) 3/
219، و (معجم الأدباء) 10/ 52، و (تاريخ بغداد) 3/ 291، و
(البلغة) 214.
(2) هو: محمد بن الربيع، وقد سبقت ترجمته.
(3) هو: يونس بن عبد الأعلى، وقد سبقت ترجمته.
(4) يعني به الإمام ورشا، وقد سبقت ترجمته.
(5) عند الآية [119] الأنعام، و [254] البقرة. انظر: (الجامع)
ت طلحة ص 301، 150، و (التيسير) ص 69 - 88.
(6) وتروى أيضا عن ابن عباس والحسن وأبان عن عاصم، وأبي حاتم
وزيد عن يعقوب، وتعتبر مردودة من جهة الرواية. كما ذكر وفيها
انفرادة شاذة لمخالفتها المتواترة عن الجماعة.
انظر: (المحتسب) 1/ 163، و (مختصر الشواذ)، و (المستنير في
القراءات) / 619، و (البحر) 5/ 428، و (معجم القراءات) 2/ 514،
و (الانفرادات) 2/ 840.
(7) كتاب محمد بن الفرح من مصادر جامع البيان، ولم أجده.
(3/1258)
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الحلواني «1» عن هشام فاجعل أفئدة [37]
بياء بعد الهمزة على إشباع الحركة بيانا لتحقيق الهمزة «2»،
والإشباع لغة الممططين «3» من العرب الذين يقولون: الدراهيم
والمنابير والمساجيد، وقال الحلواني عنه: هو من الوفود، وذلك
خطأ؛ لأنه لا يقال في جمع وافد أفئدة، وإنما يقال: وفد وفدان
وفود، وأفئدة جمع فؤاد، والمعنى: فاجعل قلوبا من الناس تسرع
«4» إليهم، وبالذي رواه الحلواني عن هشام قرأت على أبي الفتح
عن قراءته، وبه آخذ. ونا ابن غلبون، قال:
نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس. ح ونا أحمد بن عمر،
قال: نا أحمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمد بن محمد، قالا: نا
هشام بإسناده عن ابن عامر أولئك يئسوا في العنكبوت [23] مهموز
ممدود، يريد بالمدّ إشباع حركة الهمزة وتمطيط اللفظ بها بدليل
أن الباغندي قال عنه: قد يئسوا [الممتحنة: 13] وكما يئس
[الممتحنة: 13] واللائي يئسن [الطلاق: 4] مهموز مقصور فالله
أعلم. وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار
والوليد في رواية الجماعة عن هشام «5» بغير ياء.
وكلهم قرأ إنما يؤخّرهم [42] بالياء إلا ما رواه ابن مجاهد
بإسناده عن أبي زيد «6» وجبلة عن المفضل عن عاصم أنه قرأ
بالنون، ولم أقرأ بذلك.
__________
(1) في الوجه انفرادة سبعية عن هشام، وفي (الاختيار) 2/ 487
لسبط الخياط الحلواني من طريق زبان وفي (النشر) 2/ 299،
الحلواني من جميع طرقه وهذا الوجه هو اختيار المؤلف في
(التيسير) ص 109، وعليه العمل.
(2) رد بعضهم هذا الوجه عن هشام، بأن الهمزة مسهلة، فعبر
الراوي عنها على ما فهم بياء بعد الهمزة، ورد على ذلك بأن
النقلة عن هشام كانوا أعلم الناس بالقراءة ووجوهها، كما أن
الحلواني ليس منفردا بها بل رواها عنه غيره. انظر: (النشر) 2/
300، و (الإتحاف) 2/ 170.
(3) وتسمى لغة المشبعين.
(4) في (م) تنزع.
(5) الوجه الثاني عن هشام، وقد نقله له عدد من الأئمة والقراءة
له بالوجهين.
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 336، و (غاية الاختصار) 2/ 534، و
(سراج القارئ) / 266، و (النشر) 2/ 300، و (الإتحاف) 2/ 170.
قال الشاطبي: وأفئيدة بخلف له ولا ..
(6) وفي كتاب (السبعة) ص 336، المطبوع نقلها ابن مجاهد عن ابن
عباس وغيره، وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عن
الجماعة. انظر: (البستان الهداة) / 333، و (الانفرادات) 2/
841.
(3/1259)
حرف:
قرأ الكسائي «1» لتزول منه [46] بفتح اللام الأولى ورفع
الثانية، وكذلك روى أبو مسلم الواقدي عن حفص عن عاصم، لم يرو
عنه أحد غيره، وقرأ الباقون بكسر الأولى ونصب الثانية.
حرف:
وكلهم قرأ سرابيلهم من قطران [50] إلا ما حدّثنا عبد العزيز بن
محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا وكيع عن الكسائي عن أبي
الحارث عن أبي عمارة، [قال: حدّثت] عن أبي بكر عن عاصم أنه همز
الألف، وروى ذلك أبو عمارة عن أبي بكر عن عاصم أنه لم يهمز
الألف، وهو الصحيح «2».
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث، أولاهنّ: وما كان لي
عليكم [22] فتحها حفص «3»، وأسكنها الباقون.
قل لعبادي [31] أسكنها ابن عامر «4» في غير رواية الوليد وعاصم
في رواية [26/ أ] الأعشى «5» عن أبي بكر وحمزة والكسائي،
وفتحها الباقون «6» وابن عامر في رواية الوليد، قال أبو عمرو:
وقد كان ابن مجاهد رحمه الله تعالى ذكر في كتابه المصنّف في
قراءة «7» الكسائي عن أصحابه عن نصير عن الكسائي أنه يفتح هذه
الياء، قال: وهو الصواب؛ لأن الكسائي يفتح ياء الإضافة عند
استقبال الألف واللام، فما بال هذه من بينهنّ سكّنها وحمل
الناس ذلك عنه كذلك، وقد رأيت أنا ذلك في نسخة من نسخ كتاب
السبعة له سمعت منه قديما، فقال: نا الفارسي، قال لنا أبو
__________
(1) قرأها الكسائي منفردا بها في القراءة السبعية بكسر اللام
الأولى. على أن (إن) مخففة من الثقيلة واللام فارقة. قال
الإمام: وفي لتزول الفتح وارفعه راشدا.
(التيسير) 110، و (الفتح الرباني) 202.
(2) فقد رويت كلمة (قطران) بوجوه عديدة خارج القراءة السبعية
وكلها غير مقروء بها اليوم إلا الوجه الذي ذكره المؤلف من ترك
الهمز للجميع. كما في (المحتسب) 1/ 366، و (مختصر الشواذ) 74،
و (إعراب القراءات الشواذ) 1/ 740، و (معجم القراءات القرآنية)
2/ 520 - 521.
(3) انفرادة سبعية عنه في فتح الياء انظر: (التيسير) 11، و
(النشر) 2/ 300.
(4) انظر: المصدرين السابقين.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 393، و (السبعة) 364.
(6) انظر: المصدرين السابقين.
(7) الكتاب من مصادر الداني، ولم أعثر عليه.
(3/1260)
طاهر: تتبّعت ذلك في رواية نصير عن الكسائي
فلم أجده، فسألت أبا بكر عن ذلك بعد زمان وقلت له: ألست رويت
لنا عن نصير عن الكسائي أنه ينصب الياء في سورة إبراهيم عند
قوله: قل لعبادي الذين آمنوا [31] فقال لي: وقع في كتابي غلط،
فلما قال لي ذلك ضربت عليه من كتابي، قال أبو عمرو: وقد روى
فتحها عن نصير عن الكسائي عن محمد بن عيسى عن الأصبهاني «1».
وحدّثنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد عن أصحابه عن الكسائي
بإسكان الياء «2».
ربنا إني أسكنت [37] فتحها الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في
رواية ابن بكار وأسكنها الباقون «3».
وفيها من الياءات المحذوفات من
الخط ثلاث:
أولاهن: وخاف وعيد [14] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع
في رواية ورش «4»، وذلك قياس رواية العثماني عن قالون، وحذفها
الباقون في الحالين «5».
ونا الخاقاني خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا
محمد بن محمد، قال: نا «6» أبو عمر عن إسماعيل عن نافع أنه
يثبت الياء في الياءات لا سيما إذا وصل إلا قوله: الكبير
المتعال [الرعد: 9] وكالجواب [سبأ: 34] وبالواد [طه:
12]، فقال: نا الفارسي عن أبي طاهر، قال لنا أبو بكر: فهذا
يدلّ على أن وخاف وعيد غير مستثنى، وكذلك قال أبو طاهر وأبو
بكر الداجوني في قوله: عذابي ونذر في الستة الأحرف التي في
القمر [16 و 18 و 21 و 30 و 37 و 39]: إن قياس قول إسماعيل هذا
يدل على أنه يثبت الياء فيهن في الوصل، ويحذفها في الوقف. قال
أبو عمرو: وذلك وهم منهم غير مشكوك فيه؛ لأن إسماعيل إنما
استثنى ما الياء فيه لام من الفعل أصلية في الثلاثة المواضع
وياء «7» وعيد ونذر ياء إضافة مزيدة،
__________
(1) ويعتبر وجها منفردا عن الكسائي، لا يقرأ به.
(2) وذلك كما في (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 300، وعليه العمل
له.
(3) وكذلك ابن عامر في غير رواية ابن بكار، وعليه العمل له.
قال الإمام الشاطبي: وما كان لي إني عبادي خذ ملا.
(4) انفرادة سبعية عنه في الوجه.
(5) ومعهم قالون من طرقه الأخرى. انظر: (السبعة) 364، و
(التيسير) 110.
(6) في (م) قال أبو عمرو.
(7) في (م) ويا.
(3/1261)
فلو كان من روايته، ولا رواية غيره عن
نافع. وسمعت فارس بن أحمد يقول: ياءات إسماعيل التي أثبتها في
الوصل كياءات أبي عمرو. واختلف في ثلاث منهنّ في سبأ كالجواب
[13] أثبتها أبو عمرو وحذفها إسماعيل، وفي والفجر [15] أكرمن
وأهانن [16] أثبتهما إسماعيل، وحذفها أبو عمرو، وهذا قول صحيح،
وبه قرأت، وبه آخذ.
بما أشركتمون من قبل [22] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف
نافع «1» في رواية إسماعيل، وفي رواية ابن واصل عن ابن سعدان
عن المسيّبي، وفي رواية العثماني عن قالون، وأبي عمرو «2»
والكسائي في رواية قتيبة، وحذفها الباقون «3» في الحالين.
وكذلك روى المسيّبي عن أبيه وابن جبير عن إسماعيل، وسائر
الرواة غير «4» إسماعيل وورش وأبو عمرو بخلاف عن اليزيدي عنه،
وعاصم في رواية البرجمي عن أبي بكر، وفي رواية هبيرة عن حفص،
وحمزة في رواية خلف وخلّاد ورجا من قراءتي، وفي رواية ابن جبير
وابن سعدان وأبي هشام. وأثبتها في الحالين ابن كثير من غير
رواية ابن مجاهد عن قنبل ورواية الحلواني عن القوّاس وحمزة في
رواية أبي عمر وسليم [26/ ب] بن منصور «5» عن سليم، وداود عن
ابن كيسة عن سليم عنه.
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هاشم، قال: نا حسن عن
البزّي وتقبل دعائي [40] بياء قال الحسن: فسألته عن الوقف،
فقال بالياء، وإذا أدرجتها أشممتها الخفض. وقال الخزاعي عن
أصحابه عنه: يشمّ الهمزة الكسر إذا وقف. وقال لنا محمد بن علي
عن ابن مجاهد بإسناده عن البزّي عن ابن كثير يصل بياء ويقف
بياء «6»، وكذلك قرأت في رواية ابن فليح، وكذلك روى ابن الصباح
وأبو ربيعة
__________
(1) وكذلك في (السبعة) / 364، وفي (المبسوط) 218، يقول ابن
مهران برواية قالون وإسماعيل واختلف عن إسماعيل عن نافع، وفي
(إرشاد المبتدئ) 395، لإسماعيل عن ورش.
(2) لأبي عمرو انفرادة سبعية في إثبات الياء وصلا. (التيسير)
110، و (النشر) 2/ 201.
(3) وهم السبعة البدور في قراءتهم السبعية، عدا الإمام البصري.
انظر: المصادر السابقة.
(4) في (م) بدون غير.
(5) سليم بن منصور بن عمار البصري روى عن حمزة، وقيل: قرأ على
سليم على حمزة، وهو الصحيح. وعنه محمد بن عبد الرحمن الدهقان
والحسن والحارثي. (غاية) 1/ 319.
(6) في الوجه تفرد سبعي، وعليه العمل له. انظر: (التيسير) 110.
(3/1262)
والزينبي والبلخي وغيرهم عن قنبل «1» عن
القوّاس، قال أبو ربيعة في كتابه عن صاحبيه دعائي بالياء وقف،
وكذلك روى إبراهيم بن اليزيدي، وابن جبير عن اليزيدي عن أبي
عمرو «2». وقال ابن مجاهد: زعم بعضهم وكذا البزّي عن أبيه عن
أبي عمرو أنه يقف في دعائي على ياء وجدته في كتاب «3» إبراهيم
بن اليزيدي.
وقال أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو عمرو وأبو خلّاد وابن
شجاع عن اليزيدي عنه الوصل بالياء، والوقف على الكتاب «4». قال
أبو عمرو: ولم يثبت الياء أبو عمرو في الفواصل إلا في هذا
الموضع، وفي قوله: إذا يسر [الفجر: 4] لا غير، ونا الفارسي،
قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرج عن أبي عمر عن سليم عن حمزة
وتقبل دعائي [40] يسكت بالياء في هذا الحرف، وبذلك قرأت في
رواية أبي عمر عن سليم. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر،
قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر عن سليم عن حمزة أنه يثبت
الياء وتقبل دعائي في الوصل ويحذفها في الوقف «5»، وقال خلف
وابن سعدان: بياء إذا وصل، ويشمّها الكسر «6» إذا سكت.
وقال أبو هشام عنه بياء، وكذلك إذا وصل، ويهمز ويشمّها الخفض
إذا سكت بغير ياء.
وقال الحلواني عن خلف وعن خلّاد عنه: دعائي ربّنا [40، 41]
يعني بالياء، وإذا سكت [سكت] بغير ياء. وقال داود عن علي عنه
إنه كان يصل ويقف على دعائي في إبراهيم بالياء «7»، وخالفه
يونس عن علي، فحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن أسامة، قال:
نا أبي، قال: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة أنه حذف
الياء من دعائي في
الوصل والوقف «8»، وكذلك قرأ الباقون. وكذلك
__________
(1) وجه عن قنبل القراءة كالبزي بإثباتها في الحالين.
(2) وجه عن أبي عمرو كالبزي.
(3) كتاب ابن اليزيدي من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(4) الوجه الثاني عن أبي عمرو بإثباتها وصلا، وعليه العمل.
(التيسير) 110، و (النشر) 2/ 301.
(5) وبذلك العمل للإمام حمزة في قراءته. انظر: المصدرين
السابقين وغيرهما.
(6) إما باختلاسها أو بتسهيلها.
(7) وجه آخر عن حمزة بإثباتها في الحالين، وتقدم الأول الذي
عليه العمل.
(8) وجه آخر عن حمزة بحذفها في الحالين.
(3/1263)
روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع، وكذلك روى
لي أبو الفتح عن عبد الباقي بن الحسن عن محمد بن الجلندي عن
محمد بن إسماعيل القرشي «1» عن أبي شعيب عن اليزيدي عن أبي
عمرو «2» وكذلك روى إسماعيل بن اليزيدي عن أبيه عنه، قال:
الوصل والوقف على الكتاب، وكذلك روى ابن مجاهد عن قنبل «3» عن
ابن كثير.
وقال لنا محمد بن علي عنه عن قنبل: يشمّ الياء ابن كثير في
الوصل ولا يثبتها، ويقف بألف. وقال ابن شنبوذ عن قنبل «4»:
الوصل بغير ياء والوقف بياء، وقال أبو الربيع الزهراني عن
اليزيدي عن إسماعيل عن نافع بالحذف، وكذلك روى لي فارس بن أحمد
عن عبد الله بن الحسن عن قراءته على ابن مجاهد، وهو قياس ما
رواه لي محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه، حدّثنا
الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون «5»، قال: نا محمد، قال: نا
أبو عمر عن إسماعيل دعائي بالياء جزم، وبذلك قرأت له. وقال
الحلواني عن القوّاس وأصحاب ابن فليح دعاء بغير ياء، وبذلك قرأ
الكسائي وابن عامر في غير رواية الوليد عن يحيى عنه. وقال
الوليد عن يحيى عنه دعائي بالياء مثبتة، ولعله يريد في
الحالين. [27/ أ]
__________
(1) محمد بن إسماعيل القرشي مقرئ حاذق ضابط، أخذ عن السوسي،
وعنه محمد بن علي بن الجلندا، (غاية 2/ 102).
(2) وجه عن أبي عمرو بحذفها في الحالين، وقد ذكر له الذي عليه
العمل.
(3) وبذلك القراءة له رحمه الله. انظر: المصدر السابق.
(4) وجه عن قنبل بإثبات الياء وقفا، وتقدم الأول، وقد نقل له
ابن الجزري هذا الخلف في (النشر) 2/ 301، فقال: واختلف عن قنبل
وصلا ووقفا.
(5) هو أحمد بن عبد الله أبو محمد المصري الخياط، مقرئ بحرف
ورش، قرأ على أبي رصاصة، وعنه خلف بن إبراهيم (غاية النهاية)
1/ 75.
(3/1264)
|