جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة الحجر «1»
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية الشموني عن الأعشى عن أبي بكر ربما [2] [بفتح الباء وتخفيفها. وروى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم ربما] يضم الراء والباء ويخفّف «2». ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني حسين «3» بن العباس، قال: حدّثني عبد الله بن قاسم بن أحمد الخيّاط «4»، قال: نا أبو عبيدة ابن أخي هنّاد «5»، قال: نا نعيم بن حذيفة «6»، قال: نا عبد الجبّار بن محمد عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ ربما مضمومة الراء والباء مخفّفة. وروت الجماعة «7» عن أبي بكر بفتح الباء. وكذلك روى التميمي وابن غالب وابن جنيد عن الأعشى وأحمد بن عثمان بن جنيد بن حكيم «8» عن عبد الجبّار عن أبي بكر. وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديدها «9».
__________
(1) مكية كلها، وآيها بالإجماع تسع وتسعون، (البيان في عد الآي) 173،
و (مصاعد النظر) 2/ 202، و (الإتقان) 1/ 35.
(2) ممن نقل ضم الراء والباء عن الشموني عن الأعشى ابن مهران الأصبهاني. في (المبسوط) 220، وابن غلبون في (التذكرة) 2/ 395، وابن سوار في (المستنير) 622، والهمذاني في:
(غاية الاختصار) 2/ 536، وابن الجندي في (البستان) س 315، وهذا الوجه لم يشتهر ويتواتر عن عاصم، فلا يقرأ به. انظر: (الانفرادات) 2/ 846.
(3) في (م) حسن بن العباس.
(4) عبد الله بن قاسم أحمد التميمي الكوفي أخذ القراءة عرضا عن أبيه القاسم بن أحمد الخياط، وعنه زيد بن علي والحسن بن العباس الرازي. (غاية 1/ 441).
(5) لم أقف على ترجمته بعد البحث.
(6) وجدته في تلاميذ ابن عطارد، ولم أقف على ترجمته بعد البحث.
(7) التخفيف لغة أهل الحجاز والتشديد لغة أهل تميم وقيس وربيعة، وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية، وهو اختيار المؤلف في (التيسير) / 110، وابن الجزري في (النشر) 2/ 301.
قال الشاطبي: ورب خفيف إذ نما. (تقريب المعاني) 306.
(8) أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي وقيل عثم، روى عن عبد الجبار بن محمد العطاردي وميمون ابن صالح الدارمي صاحبي أبي بكر بن عياش، وعنه علي بن العباس المقانعي ومحمد بن الفتح الخراز. (غاية 1/ 80).
(9) وزاد ابن مجاهد في كتاب (السبعة) ص 366 قوله: عن علي بن نصر قال: سمعت أبا عمرو يقرؤها على الوجهين خفيفا وثقيلا.

(3/1265)


حرف:
قرأ عاصم في غير رواية «1» حفص ما تنزّل [8] بالتاء وضمّها وفتح الزاي الملائكة [8] بالرفع «2»، وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص ما ننزّل بالنون وضمّها وكسر الزاي الملائكة بالنصب «3». وقرأ الباقون «4» بالتاء وفتحها وفتح الزاي ورفع الملائكة، وكذا روى إسحاق الأزرق وابن جامع عن أبي حمّاد وابن جبير عن أبي بكر «5» عن عاصم، وروى موسى بن حزام عن أبي بكر «6» تنزل بالتاء مثقلة الملائكة نصب لم يروه غيره، وروى ابن جنيد عن أبي حمّاد عن أبي بكر بضمّ التاء مثل الجماعة، وروى البزّي وابن فليح عن ابن كثير تشديد التاء، وقد ذكر «7». وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد عن البزّي ما ننزّل الملائكة بالنون نصب، وهو وهم من ابن مخلد.
حرف:
قرأ ابن كثير «8» سكرت أبصارنا [15] بتخفيف الكاف. وقرأ الباقون بتشديدها «9»، وحدّثنا الفارسي، قال: نا ابن حاتم، قال: حدّثنا هارون، قال: نا أبو بكر «10» عن عاصم سكرت مخففا مثل ابن كثير.
__________
(1) في (ت) في بدون غير قلت: وهي لشعبة، وفيها انفرادة سبعية.
(2) (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 301.
(3) انظر: المصدرين السابقين.
قال الشاطبي: تنزل ضم التاء لشعبة مثلا .. وبالنون فيها واكسر الزاي والملائكة المرفوع عن شائد علا.
(4) (التيسير) 110، و (النشر) 2/ 301.
(5) وجه عن شعبة القراءة كالباقين، ولا يقرأ به، وتقدم الأول.
(6) وجه آخر آحادي عن شعبة.
(7) في البقرة حرف ولا تيمموا [267]. وانظر (الجامع) ت طلحة ص 160، و (التيسير) / 70.
(8) قرأها منفردا بها في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) 366.
(9) والتخفيف والتشديد لغتان، الأول بمعنى سحرت وحبست، والثاني يفيد التكثير، بمعنى سدت وغطيت. قال الشاطبي: سكرت دنا .. (الكشف) 2/ 300.
و (إعراب القراءات) 1/ 343، و (حجة القراءات) 382.
(10) رواية آحادية عنه.

(3/1266)


حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام وعيون [45] والعيون [يس: 34] بضم العين حيث وقع «1»، وقرأ الباقون بكسرها. وقد ذكر إنّا نبشّرك «2» [53].
حرف:
قرأ نافع «3» فبم تبشّرون [54] بكسر النون وتخفيفها، وقرأ ابن كثير «4» بكسرها وتشديدها، وقرأ الباقون «5» بفتحها. قال أبو عمرو: والوقف على قراءة ابن كثير غير متمكّن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت، والتقاؤهن ممتنع. وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذي يقع الألف قبل، نحو الدواب «6» [الأنفال: 22] وصواف [الحج: 36] وغير مضار [النساء: 12] ولا جان [الرحمن: 39] وما أشبهه، وكذلك واللذان [النساء: 16] وهذان [طه: 63] على قراءته؛ لأن الألف للزوم حركة ما قبلها قوي المدّ بها، فصارت لذلك بمنزلة المتحرّك والواو والياء بتغيير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما فلذلك تمكّن التقاء الساكنين بعد الألف في الوقف، ولم يتمكّن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما «7» وكون الألف بمنزلة حرف متحرّك.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي ومن يقنط هاهنا [56]، ويقنطون في الروم [36] لا تقنطوا في الزمر [53] بكسر النون في الثلاثة، وقرأها الباقون بفتح النون «8»، وأجمعوا على فتحها في قوله في الشورى [28] من بعد ما قنطوا.
__________
(1) انظر: (المعجم المفهرس) 629.
(2) انظر (الجامع) ت طلحة ص 192، و (التيسير) 73.
(3) قرأها وهو منفردا بها في القراءة السبعية.
(4) قرأها وهو منفردا بها في القراءة السبعية.
(5) انظر: (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 302.
قال الشاطبي: وثقل للمكي نون تبشرون .. واكسره حرميا وما الحذف أولا.
(6) وقد وردت اللفظة في سورة الأنفال [8] عند الآيتين [22، 55].
(7) في (م) بخلوص سكونها.
(8) انظر: (التيسير) 111.
قال الشاطبي: ويقنط معه يقنطون وتقنطوا .. ، وهن بكسر النون رافقن حملا.

(3/1267)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي إنّا لمنجوهم [59] بإسكان النون وتخفيف الجيم، وكذا روى خلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد «1» الجيم، وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «2».
حرف:
[27/ ب]: قرأ عاصم في غير رواية حفص قدّرنا إنها هاهنا [60] وفي النمل [57] قدّرناها بتخفيف الدال فيهما، وقرأهما الباقون وحفص عن عاصم بتشديد الدال «3».
في هذه السورة من ياءات الإضافة أربع: نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم [49] وإني أنا النذير [89] ففتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون «4». بناتي إن كنتم [71] فتحها نافع «5» وابن عامر في رواية الوليد، وأسكنها الباقون. وأجمعوا على فتح أصلين مطّردين وتسعة أحرف متفرقة، فأما الأصلان فهما قوله: حسبي الله «6» [التوبة: 129] وشركائي الذين «7» [النحل: 27] حيث وقعا، وأما التسعة الأحرف فأولها في آل عمران [40] وقد بلغني الكبر، وفي الأعراف [188] بي الأعداء وما مسّني السوء [الأعراف:
188] وإن وليي الله [الأعراف: 196] وفي الحجر [54] مسّني الكبر وفي سبأ [27] أروني الذين ألحقتم وفي المؤمن [28] ربّي الله [28] لما جاءني البينات [66]. وفي التحريم [3] نبأني العليم. وليس فيها ياء محذوفة مختلف فيها.
__________
(1) التخفيف والتشديد لغتان مثل (أكرم كرم)، (حجة القراءات) 384، و (التيسير) 111.
قال الشاطبي: ومنجوهم خف وفي العنكبوت تنجين .. شفا منجوك صحبته دلا.
(2) وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية، وتقدم الأول، وهو آحادي.
(3) وهما لغتان بمعنى التقدير، أي كتبنا. قال الشاطبي: قدرنا بها والنمل صف ..
وفيها انفرادة سبعية عن شعبة (التيسير) 111، و (تقريب المعاني) 308.
(4) (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 302.
(5) وفيها انفرادة سبعية عنه. انظر: المصدرين السابقين.
وقال الشاطبي: وعباد مع بناتي وإني ثم إني فاعقلا ..
(6) وجاء ذلك في الآية [129] من (التوبة) [9]، والآية [38] من (الزمر) [39].
(7) وجاء ذلك في الآيات [27] من (النحل) [16]، و [52] من (الكهف) [18]، و [62، 74]، من (القصص) [28]، و [47] من (فصلت) [41].

(3/1268)