جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة النحل «1»
قد ذكر الاختلاف في قوله: عمّا يشركون في الموضعين «2» [1 و 3]. وذكر الاختلاف عن ابن ذكوان «3» في الإمالة في قوله: أتى أمر الله [1].

حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «4» تنزّل [2] بالتاء مفتوحة وفتح الزاي الملائكة [2] بالرفع. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي «5» ويحيى الجعفي وابن جبير بالتاء مفتوحة وفتح الزاي ورفع الملائكة كما روى المفضل عن عاصم، كذا قرأت في رواية الكسائي عن أبي بكر، وكذا رواه ابن فرح وعباس الجوهري «6» عن أبي عمر «7» وابن جبير عنه، وكذلك حكى ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم عن الكسائي عن أبي بكر «8».
ونا محمد بن علي بالتاء مضمومة وفتح الزاي ورفع الملائكة. وكذلك روى لي ابن أبي حسّان عن أبي طاهر عن أبي بكر «9» ننزّل بالنون مضمومة وكسر
__________
(1) وتسمى سورة النعم، مكية، قيل إلا ثلاث آيات من آخرها، قيل: إنها نزلت بالمدينة حين قتل حمزة بن عبد المطلب، ومثّل به. من قوله تعالى: وإن عاقبتم .... وقال ابن عباس نزلت بين مكة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أحد، وقال قتادة من أول النحل إلى ذكر الهجرة يعني: والذين هاجروا في الله مكي، وسائرها مدني. وهي مائة وثمان وعشرون آية في عد الجميع. (البيان في عد الآي) 175، و (فنون الأفنان) 289، و (مصاعد النظر) 2/ 207، و (الإتقان) 1/ 32، و (المكي والمدني) 1/ 353 و 2/ 728.
(2) والثاني في الآية [3]. انظر: حرف (115).
(3) انظر: (الجامع) ت الطحان 3/ 381.
(4) انظر روايته في (التذكرة) 2/ 397، وفي (غاية الاختصار) 2/ 539.
(5) انظر: (السبعة) 370.
(6) العباس بن الفضل بن عمرو أبو الفضل الواقفي الأنصاري المصري، أستاذ حاذق ثقة، قال الحافظ أبو العلاء: وكان من أكابر أصحاب أبي عمرو في القراءة، روى القراءة عرضا وسماعا عن ابن كثير ونافع وأبي عمرو، وروى القراءة عنه عبد الرحمن بن واقد ومحمد بن عمر الرومي، ولد سنة خمس ومائة، وتوفي سنة ست وثمانين ومائة. (105 - 186)، و (غاية 1/ 353).
(7) في (م) أبي عمرو. قلت: وهي رواية لم تشتهر عن أبي عمرو.
(8) انظر: (البحر المحيط) 5/ 473، وفي (غاية الاختصار) 2/ 539، بضم التاءين، أي من تنزل الملائكة جبلة.
(9) في النسختين تكرار للكلمة، والصواب بدونه.

(3/1269)


الزاي الملائكة بالنصب لم يروه غيره «1»، وقرأ الباقون بالياء وضمّها وكسر الزاي ونصب الملائكة، وكذلك روى يحيى والأعشى وابن أبي أميّة والمعلى بن عطارد عن أبي بكر «2» وابن كثير وأبي عمرو «3» على أصلهما يسكنان النون بعد الياء ويخفّفان الزاي، والباقون يفتحون النون ويشدّدون الزاي. ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن عمر، قال: نا محمد بن أحمد، قال: نا عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع ننزّل الملائكة بالنون وهو وهم. وسائر أصحاب قالون عنه مفتوحة النون وهو الصواب.

حرف:
وكلهم قرأ بشقّ الأنفس [7] بكسر الشين إلا ما رواه حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع «4»، والوليد عن يحيى عن ابن عامر أنهما فتحاها. وروت الجماعة «5» عن المسيّبي وعن يحيى عن ابن عامر بالكسر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «6» وحمّاد «7» ننبت لكم [11] بالنون، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى «8» بن آدم والعليمي وابن أبي أمية ومحمد بن إبراهيم والتيمي عن الأعشى بالنون، وروى عنه البرجمي والشموني وابن غالب عن الأعشى «9» بالياء، وكذلك روى حفص عن عاصم، وكذلك قرأ الباقون.
__________
(1) تفرد بها شعبة، وهي آحادية.
(2) رواية ثالثة عن شعبة، وهي المشتهرة، وعليها العمل.
(3) رواية أخرى عن أبي عمرو، وهي المستفيضة المشهورة، وعليها العمل.
(4) وتروى عن أبي عمرو وأبي جعفر من العشرة، وهي لم تشتهر عن واحد من السبعة.
انظر: (المستنير في القراءات) 626، و (البستان) 640، و (البحر) 5/ 476، و (معجم القراءات) 3/ 8.
(5) وبما روته الجماعة عنهما القراءة المقبولة لهما. انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: (المبسوط) 223، و (غاية الاختصار) 2/ 539.
(7) انظر: (المبسوط) 223، و (غاية الاختصار) 2/ 539.
(8) (التذكرة) 2/ 397.
(9) قلت: ممن نقل لأبي بكر هذا التخالف ابن مهران في (المبسوط) 223، وأما العمل له فبوجه النون، وفيه تفرد سبعي وهو اختيار المؤلف في (التيسير) 111، وابن الجزري في (النشر) 2/ 302.
قال الشاطبي: وينبت نون صح.

(3/1270)


حرف:
قرأ ابن عامر «1» والشمس والقمر والنجوم مسخّرات [12] برفع الأسماء الأربعة «2». وقرأ عاصم في رواية حفص «3» برفع والنجوم مسخّرات [12] فقط، وقرأ الباقون «4» الأربعة بالنصب وكسر التاء من مسخّرات لأنها تاء جمع المؤنث.
حرف:
قرأ عاصم في رواية هبيرة والقوّاس عن حفص من قراءتي ما تسرّون [28/ أ] تسرّون وما تعلنون [19] بالياء «5» فيهما. وكذلك روى إبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا أحمد بن علي عن هبيرة عن حفص عن عاصم أنه قرأهما بالياء، وقرأهما الباقون «6» بالتاء. وكذلك روت الجماعة «7» عن حفص عن عاصم وعن سليم عن حمزة. وأجمعوا على الياء في الحرفين الأخيرين، وهما قوله: لا جرم أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون [23] لأن ما قبلها وما بعدها أخبار عن المشركين.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل والذين يدعون [20] بالياء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى والعليمي وابن أبي أمية بالياء «8» أيضا، وروى عنه الكسائي والأعشى «9» والبرجمي «10» ويحيى الجعفي وهارون بن حاتم وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وحسين بن علي من رواية هارون عنه بالتاء «11»، وكذلك روى
__________
(1) قرأها كذلك منفردا بها في القراءة السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(2) في (م) الأربعة في الأسماء تقديم وتأخير.
(3) قرأها كذلك منفردا بها في القراءة السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(4) انظر: حرف (13) من البحث، و (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 269.
(5) وجه الياء في الحرفين عن حفص وحمزة، ويروى عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وهو آحاد عنهم.
انظر: (السبعة) 371، و (المستنير في القراءات) 627، و (الجامع) للقرطبي 10/ 63.
(6) (الجامع) للقرطبي 10/ 63.
(7) وبما روته الجماعة عنه، العمل له في المشهور المتواتر.
(8) رواية عن شعبة بالياء، والقراءة له بذلك (التيسير) 111، و (النشر) 2/ 303.
(9) الأعشى له في جميع الروايات بالتاء، كما في (المبسوط) 224، و (التذكرة) 2/ 399، و (غاية الاختصار) 2/ 540.
(10) (غاية الاختصار) 2/ 540.
(11) رواية أخرى عن شعبة بالتاء، ولكن لم تشتهر عنه، وتقدمت الأولى.

(3/1271)


ضرار بن صرد عن يحيى، واختلف عن حفص أيضا، فروى عنه حسين المروزي وحده بالتاء «1»، وروت الجماعة عنه بالتاء «2»، وقرأ الباقون بالتاء «3».

حرف:
قرأ ابن كثير في رواية مضر عن البزّي «4» أين شركائي الذين [27] بغير همز هاهنا خاصة، وبذلك قرأت على أبي الحسن «5» عن قراءته، وكذلك روى النقّاش بإسناده عن البزّي. ونا محمد بن علي، قال نا ابن مجاهد عن مضر عن البزّي عن ابن كثير شركاي بغير همز وفتح الياء «6»، مثل: هداي [البقرة: 38]، وقال ابن مجاهد في كتاب المكيّين عن مضر عن البزّي: ممدود منصوبة الياء، والمدّ المشبع «7» لا يكون إلا مع مراد الهمزة، وقال ابن مخلد عن البزّي هاهنا منصوبة الياء، ولم يذكر الهمزة.
__________
(1) هي رواية انفرادية عن حفص بالتاء.
(2) وبما روته الجماعة القراءة السبعية عنه. قال الشاطبي: يدعون عاصم ..
انظر: (السبعة) / 371، و (التيسير) 111.
(3) في (م) بالياء، وهو خطأ.
(4) وفي (إعراب القراءات) 1/ 351، ترك الهمز من رواية شبل بن عباد عنه.
(5) هو طاهر بن غلبون المقرئ شيخ المؤلف.
(6) روي للبزي وجهان في هذا الحرف، أحدهما: ترك الهمز على لغة قصر الممدود في الكلام، وقد طعن بعض النحاة في هذه الرواية بالضعف، من حيث إن الممدود لا يقصر إلا في ضرورة الشعر، وإن جاز فهو على قلته. ومأخذ بعض القراء لهذه الرواية كابن الجزري في (نشره) 2/ 303، وبعض شراح الشاطبية (شرح شعلة) 456، والقاضي في (البدور) 178 أنها ضعيفة:
* لانفراد الداني عن النقاش عن أصحابه عن البزي لها.
* وجه ذكره الداني حكاية لا رواية.
* إن الذين قرأ عليهم الداني هذه الرواية لم يقرءوه إلا بالهمز.
* قول الداني في مفرداته والعمل على الهمز وبه آخذ.* قول الداني بترك الهمز من طريق مضر، والجندي عن البزي، ومن روى عنه الترك؛ لم يروه من طريق أبي ربيعة وابن الحباب، فليس ذلك من طرقهم، وهو خروج من الداني عن طريقه المبني عليه في الجامع والتيسير، بل ورد بأنها ثبتت من الطرق المتقدمة غير طرق التيسير والشاطبية والنشر، وبأن قصر الممدود جائز في الكلام على ما قلته وذلك أنهم استثقلوا جمع والهمزة والكسرة والياء، فحذفوا الهمزة تخفيفا (إعراب القراءات) 1/ 352، و (النشر) 2/ 303. وثانيهما: بالهمز كالجماعة، وهو طريق النشر وغيره، والمؤلف ذكرهما في (التيسير)، وكأنه ارتضاهما، ولكن العمل للبزي اليوم كما يذكر مدرسو القراءات مستدلين بلفظ الشاطبي في الحرز (هلهلا)، أي ضعف وخف من قوله: وفي شركائي الخلف في الهمز هلهلا. والله أعلم.
(7) أي الواجب المتصل.

(3/1272)


وكذا قال الخزاعي عن أصحابه. وقال ابن مخلد في السجدة ممدودة منصوبة الياء، وهذا يدلّ على أن الهمز إن أراد هو «1» وقصد بالمدّ الزيادة لإشباع مدّ الألف إذ ذلك لا يكون إلا لأجل الهمزة لخفائها، فإن أراد بالمدّ إثبات الألف كما يراد به ذلك في هداي ويا بشرى [يوسف: 19] ومثواي «2» [يوسف: 23] ونحوه مما ورد الاختلاف بإثبات الألف وحذفها فيه من هذا الضرب عن السّلف لم يدلّ على الهمز، ودلّ على تركه. وترك الباقون ذلك بالهمز، وكذلك روى القوّاس وابن فليح عن ابن كثير، وبذلك قرأت في رواية البزّي على الفارسي وأبي الفتح عن قراءتهما، وكلهم «3» فتح الياء إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه جزم الياء «4» وخالفته الجماعة «5» عن حفص، فرووا ذلك عنه بفتح الياء. وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن طريق الخراز «6» وحسنون «7» جميعا.

حرف:
قرأ نافع تشاقون فيهم [27] بكسر النون، وقرأ الباقون بفتحها «8».
حرف:
قرأ حمزة «9» الذين تتوفّاهم الملائكة [28 و 32] في الموضعين بالياء.
كذلك روى أبو الحارث وأبو عمرو عن أبي عمارة «10» عن حفص عن عاصم، وقرأهما الباقون بالتاء، وكذلك روت الجماعة عن حفص «11».
__________
(1) كذا بالنسختين.
(2) انظر: (السبعة) 371.
(3) انظر: (السبعة) 371.
(4) رواية مفردة عن حفص بإسكان الياء، وهي شاذة لمخالفتها المتواتر عنه، وعن الجماعة.
(5) وبما روته الجماعة عنه العمل له. انظر: (السبعة) 371، و (الانفرادات) 2/ 861.
(6) هو: أحمد بن علي بن الفضل الخراز، وقد تقدم.
(7) هو: الحسن بن الهيثم أبو علي الدويري المعروف بحسنون، قرأ على هبيرة التمار قال الداني: وروايته أشهر الروايات وأصحها، وعنه أبو بكر النقاش ومحمد بن هارون وعبد الجليل الزيات، مات سنة 290 هـ. (غاية 1/ 334).
(8) قلت: ونافع منفرد بها في القراءة السبعية. قال الشاطبي: ومن قبل فيهم يكسر النون نافع.
انظر: المصدر السابق، و (التيسير) 111.
(9) وحمزة منفرد بها في القراءة السبعية. قال الشاطبي: معا يتوفاهم لحمزة وصلا.
انظر: المصدرين السابقين.
(10) وهي رواية غير مشهورة عنه. (السبعة) 372.
(11) وبما روته الجماعة القراءة السبعية له. المصدر السابق، و (التيسير) 111.

(3/1273)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم إلا أن يأتيهم [33] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء وقد ذكر «1».
حرف:
وكلهم قرأ جنّات عدن يدخلونها [31] بفتح الياء وضمّ الخاء إلا ما حدّثناه الخاقاني، قال: نا أحمد بن محمد. ح وحدّثنا فارس بن أحمد، قال: حدّثنا محمد بن جابر، قال: نا محمد الباهلي. ح وحدّثنا عبد العزيز بن محمد «2»، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أحمد بن محمد البرمكي وعياش بن محمد، قالوا: أنا أبو عمر، قال: نا إسماعيل عن نافع «3» جنّات عدن يدخلونها الياء رفع، وروى ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل بفتح الياء وضم الخاء مثل الجماعة، ولا يعرف [82/ ب] أهل الأداء برواية إسماعيل غير ذلك، وما رأى إسماعيل أراد بقوله رفع إلا التاء من جنات دون الياء من يدخلونها لأني رأيته وقد قال في سورة مريم [61] وسورة غافر [8] جنّات عدن التاء خفض، فعلمت بذلك أنه أراد هاهنا بالرفع التاء دون غيرها، وإذا كان ذلك مراده ففتح التاء وضمّ الخاء من يدخلونها إجماع من أئمة القراء «4»، وتأويل من تأوّل غير ذلك خطأ.
حرف:
قرأ الكوفيون فإن الله لا يهدي [37] بفتح الياء وكسر الدال، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الدال، وأجمعوا على ضم الياء من يضلّ لأن المعنى من أضله الله لا يهتدي، فلا هادي له على القراءتين «5».
حرف:
قرى ابن عامر والكسائي هنا كن فيكون بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع وقد ذكر «6».
__________
(1) في الأنعام الآية [158]، وانظر: (التيسير) 89، و (الجامع) ت طلحة ص 308.
(2) في (م) عبد العزيز بن أحمد.
(3) وفي (مختصر الشواذ) 67 ذكرها مؤلفه عن زيد بن ثابت، وفي (البحر) 5/ 488، عن إسماعيل عن نافع، ويعتبر حرفا شاذا لمخالفته لحرف الجماعة.
(4) في (م) أئمة القراءة والمعنى واحد.
(5) فتح الياء دال على البناء للفاعل وضمه دال على البناء للمفعول.
قال الإمام: سما كاملا يهدي بضم وفتحة.
(السبعة) 372، و (التيسير) 112، و (الفتح الرباني) 205.
(6) في البقرة الآية [117]. وانظر: (التيسير) 65 - 112، و (الجامع) ت الطحان ص 10.

(3/1274)


حرف:
وروى الأصبهاني عن ورش والأعشى «1» عن أبي بكر لنبوّئنهم هاهنا [41] وفي العنكبوت [58] بتسهيل الهمزة وإبدالها ياء مفتوحة، وقرأتها «2» في رواية يونس عن ورش بالوجهين «3» بالهمز وتركه، وحمزة إذا «4» أوقف هاهنا لم يهمز «5»، والباقون «6»: يهمزون ذلك. وقد ذكر نوحي إليهم [43] قد ذكر أيضا في سورة يوسف.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي «7» ألم تروا [79] بالتاء، وكذلك روى الداجوني «8» عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر خالف سائر أصحابه، [وكذلك روى الداجوني عن أصحابه عن هشام عن ابن عامر]، وكذلك حكى أحمد بن نصر أنه قرأ في رواية الحلواني «9» عن هشام، وبالياء قرأت «10» ذلك في رواية هشام وغيره عن ابن عامر، وكذلك رواه أيضا الحسين بن علي بن حمّاد الجمّال عن الحلواني عن هشام وقرأ الباقون «11» بالياء.
حرف:
قرأ أبو عمرو يتفيؤ ظلاله [48] بالتاء وقرأ الباقون بالياء «12».
__________
(1) انظر: (المستنير في القراءات)، و (غاية الاختصار) 2/ 540.
(2) ويروى ذلك أيضا عن أبي جعفر من العشرة. انظر المصدرين السابقين.
(3) ووجه ترك الهمز لا يقرأ به لعدم اشتهاره عنه.
(4) في (م) إن.
(5) على أصله في الإبدال.
(6) وهم أئمة القراء السبعة في المتواتر عنهم انظر: (الجامع) ت الطحان 2/ 556. و (البدور الزاهرة) للنشار 2/ 22، و (البدور الزاهرة) للقاضي 177.
(7) (التيسير) 112، و (النشر) 2/ 304. قال الشاطبي: وخاطب ترو شرعا.
(8) وجه عن هشام غير متواتر من طريق الداجوني عنه.
(9) رواية منفردة عن الحلواني عن هشام بالتاء، وذكرت أيضا في (البيان) 644.
(10) وبالذي قرأ به العمل في رواية هشام وغيره عن ابن عامر. انظر: (التيسير) / 112.
(11) انظر: (سراج القارئ) / 270، و (النشر) 2/ 304.
(12) قراءة التاءين لأبي عمرو على تأنيث لفظ (ظلاله) وبالياء والتاء على التذكير، لأن (ظلاله) مؤنث مجازي. انظر: المصدرين السابقين، و (الكشف) 2/ 31، 38.
قال الشاطبي:
يتفيؤا المؤنث للبصري ... وفيها (انفرادة سبعية) عن البصري.

(3/1275)


حرف:
قرأ نافع «1» والكسائي في رواية قتيبة «2» مفرطون [62] بكسر الراء، وفتحها الباقون. وكذلك روى سائر الرواة عن الكسائي «3»، وكلهم سكّن الفاء وخفّف الراء إلا ما رواه الوليد «4» بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه فتح الفاء وشدّد الراء.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص نسقيكم هنا [66].
وفي المؤمنين [21] بفتح النون، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بضمّ النون فيهما «5» يعرشون [68] قد ذكر قبل «6».
حرف:
قرأ عاصم «7» في غير رواية حفص أفبنعمة الله تجحدون [71] بالتاء، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص «8» عن عاصم، لم يروه غيره، وقرأ الباقون «9» بالياء. في بطون أمّهاتكم [الزمر: 6] قد ذكر «10».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد وحمزة ألم تروا إلى الطير [79] بالتاء «11». وكذلك روى عبيد بن نعيم وإسحاق الأزرق عن أبي بكر عن
__________
(1) قرأها كذلك منفردا بها في القراءة السبعية. قال الشاطبي: ورا مفرطون اكسر أضا.
انظر: (التيسير) 112.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 401، وفي (غاية الاختصار) 2/ 541، النهاوندي عن قتيبة، وهي رواية آحادية.
(3) وبما رواه سائر الرواة عنه قراءته السبعية.
(4) تعتبر انفرادة شاذة من رواية الوليد، وتروى عن أبي جعفر من العشرة، وقد ذكرت في (المبسوط) 225، و (المبهج) 587، و (البستان) 646.
(5) فتح النون من سقى وضمها من أسقى. قال الشاطبي: وحق صحاب ضم نسقيكم معا.
(التيسير) 112، و (النشر) 2/ 304، و (الفتح الرباني) 2/ 205.
(6) ينظر: الأعراف 137، والنحل 68، انظر: حرف (28) من البحث.
(7) وهذا الحرف في القراءة السبعية هو لشعبة عنه، وفيه انفرادة سبعية عنه.
(8) وجه انفرادي عنه من هذا الطريق، ولا يقرأ به.
(9) ومعهم حفص في المتواتر عنه. (السبعة) 374، و (التيسير) 112.
قال الشاطبي: لشعبة خاطب يجحدون معللا ...
(10) النساء عند حرف الآية [11]. انظر: (الجامع) ت ص 235، وانظر (التيسير) ص 785.
(11) انظر: (التيسير) 112. قال الشاطبي: والآخر في كلا.

(3/1276)


عاصم «1»، خالفا سائر أصحابهما عن أبي بكر، واختلف عن أبي عمر عن الكسائي، فحدّثنا عبد العزيز بن أحمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أحمد بن عبد الله، قال: نا الحسين بن العباس، قال: نا أحمد بن يزيد عن أبي عمر عن الكسائي أنه قرأ ذلك بالياء، وكذلك روى عياش بن محمد عن أبي عمر عنه، وحدّثنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد «2»، قال: نا عبد الله بن أحمد «3»، قال: نا جعفر بن أسد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه قرأ بالياء.
وكذلك روى محمد بن أحمد البرمكي وعبد الرحمن بن عبدوس وأحمد بن فرح «4» عن أبي عمر عنه، وكذلك روى أيضا حبون المرزوق «5» عن الحلواني عن أبي عمر
عنه، وهو الصحيح، وعليه عامّة أهل الأداء، وقرأ الباقون «6» بالياء، وكذلك [29/ أ] روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر.

حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر يوم ظعنكم [80] بإسكان العين وفتحها الباقون «7».
حرف:
وكلهم قرأ والبغي يعظكم [90] بإظهار الياءين إلا أبا عمرو، فإنه أدغم الأولى في الثانية «8» على ما شرحناه من مذاهبه وأصله في ذلك، واختلف عن أبي عمر عن الكسائي في ذلك، فقال لنا الفارسي: قال نا أبو طاهر، قرأت على أبي
__________
(1) وقال صاحب (البحر) 5/ 522: قال ابن عطية: واختلف عن الحسن وعيسى الثقفي وعاصم وأبي عمرو. أهـ. قلت: ولم يشتهر هذا الوجه عن شعبة.
(2) هو: عبد الرحمن بن عمر المعدل، وقد تقدم.
(3) هو: عبد الله بن أحمد بن ذي زوية، تقدم.
(4) في (م) ابن فرح.
(5) هو: هارون بن علي بن الحكم أبو موسى البغدادي المرزوق النقاش يعرف بحيون، مقرئ ثقة مشهور، روى عن أحمد بن الحلواني وأبي عمر الدوري ويوسف العطار، وعنه أحمد بن صالح وجعفر الخصاف، ت سنة 305 هـ. (غاية 2/ 346).
(6) ومعهم شعبة في المتواتر عنه.
(7) والفتح والإسكان لغتان (كالنهر والنهر). قال الشاطبي: وظعنكموا إسكانه ذائع. (التيسير) 112، و (الإتحاف) 1/ 187.
(8) ونوعه الإدغام الكبير. انظر: (الإدغام الكبير) لأبي عمر بن العلاء ص 67، و (الجامع) ت عبد المهيمن 2/ 393، و (البدور الزاهرة) 183، و (الإرشادات الجلية) 261.

(3/1277)


عثمان والبغي يعظكم، فخففت ياء البغي وأظهرتها فردّ عليّ والبغي يعظكم فأسكن الياء وأدغمها في ياء يعظكم، فحكيت ما قاله فرضيه، وقد قال أبو عمر في حكاية عيّاش وابن الحمامي عنه والبغي يعظكم بياءين وقال: وكل ما يستقبلها ياء فهي مشددة، ومن خزي يومئذ [هود: 66] مثلها، وقال في حكاية ابن فرح «1» مشددة، فإن كان أبو عمرو لم يرد بقوله مشددة إظهار حركة الياء وتخليصها بالتفكيك والإشباع من الياء التي استقبلها كما أراد ذلك إسماعيل عن نافع في قوله:
وهو يحيي الموتى [الشورى: 33] بغير غنّة بالتشديد مجازا واتّساعا وإلا فقد وافق أبا عثمان بن سعيد بن عبد الرحيم «2» فيما أدّاه عنه من إدغامها، ويؤيد ذلك قول ابن فرح عنه مدغم، وحدّثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا جعفر بن أسد، قال: أنا أبو عمر عن الكسائي أنه قرأ والبغي يعظكم وفلنحيينّه [97] بياءين، وهذا يدلّ على تحريك الياء وإظهارها لا غير، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء.

حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم «3» ولنجزينّ الذين صبروا [96] بالنون، وكذلك روى النقّاش عن الأخفش عن ابن ذكوان «4» بإسناده عن ابن عامر «5»، وبذلك قرأت على الفارسي عنه، وكذلك رواه عن الأخفش أبو العباس عبد الله بن أحمد البلخي،
__________
(1) سقط في (ت) مذكور في (م)، وهو (والبغي يعظكم) مدغم باءين، وكل ما يستقبلها مثلها.
(2) سعيد بن عبد الرحيم بن سعيد أبو عثمان الضرير البغدادي مؤدب الأيتام، مقرئ حاذق، عرض على الدوري، وعنه أبو الفتح برهن وأحمد بن عبد الرحمن بن الفضل والحسن المطوعي والشذائي وعبد الواحد بن أبي هاشم، من الطبقة السابعة، توفي بعد سنة 310 هـ. (معرفة 1/ 242، وغاية 1/ 306).
(3) (التيسير) 112، و (النشر) 2/ 305.
(4) الوجه الأول عن ابن ذكوان بالنون، وقد ذكره المؤلف في (التيسير) / 112، بنفس الترجمة والحكم.
(5) اختلف نقل الأئمة رحمهم الله في قراءة ابن عامر وراوييه في هذا الحرف، فمنهم من نقل له بكامله قراءة وجه الياء قولا واحدا، كابن مجاهد في (السبعة) / 375، وأبي منصور في (القراءات وعلل النحويين) 2/ 308، ومكي في (الكشف) 2/ 40. ومنهم من روى له قراءة النون كعاصم منهم سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 499. ومنهم من نقل له وجه النون، إلا من رواية الداجوني والأخفش عن ابن ذكوان كسبط الخياط في (المبهج) 588، والهمذاني.
في (غاية الاختصار) 2/ 543، وابن الجندي في (بستان الهداة) 648.

(3/1278)


وهو وهم منهما لا شك فيه؛ لأن الأخفش ذكر ذلك في كتابه بالياء، وكذلك رواه أداء عنه ابن شنبوذ وابن الأحزم وابن أبي حمزة «1» وابن أبي داود «2» وابن مرشد «3» وابن عبد الرزاق وعامّة الشاميين، وكذلك ذكره ابن ذكوان في كتابه بإسناده، وأخبرني الخاقاني، قال: نا أبو بكر بن أشتة، قال في كتاب النقّاش: إن ابن ذكوان «4» روى بالياء، قال: وقال الأخفش بالنون.
قال ابن أشتة: وبالياء أخذوا ذلك عليّ- يعني النقّاش- وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى عن ابن ذكوان بالياء، وروى عن أصحابه أداء عن هشام بالنون «5»، وخالف سائر أهل الأداء «6» عنه. وقرأ الباقون «7» بالياء، وكذلك روى حسين المروزي وابن شاهي عن حفص عن عاصم لم يروه غيرهما، وأجمعوا على النون في قوله: ولنجزينّهم أجرهم [97] لكون فلنحيينّه [97] قبله. روح القدس [102] قد ذكر «8».
__________
(1) محمد بن نصير بن جعفر أبو بكر الدمشقي يعرف بابن أبي حمزة، مقرئ جليل ضابط ثقة، أخذ القراءة عن هارون بن موسى الأخفش، وهو أجل أصحابه وأضبطهم وأشهرهم، وعنه محمد بن الحسين الدبيلي. (غاية 2/ 269).
(2) هو: جعفر بن حمدان بن سليمان أبو الفضل بن أبي داود المؤدب، نزيل دمشق، قرأ على هارون الأخفش، وعنه عبد الله بن عطية ومحمد بن الحسين الدبيلي ومحمد بن عبيد بن الخليل، مات سنة 339 هـ. (غاية 1/ 191).
(3) هو: محمد بن أحمد بن مرشد أبو بكر الدمشقي، قرأ على هارون الأخفش، وعنه عبد الباقي بن الحسن، مات سنة 209 هـ. (غاية 2/ 88).
(4) الوجه الثاني عنه بالياء وهو مذكور في (التيسير) ص 112، والوجهان صحيحان مقروء بهما.
قال الشاطبي: ونجزين الذين النون داعيه نولا .. ملكت وعنه نص الأخفش ياءه وعنه روى النقاش نونا موهلا. انظر: (سراج القارئ) 271، و (البدور الزاهرة) 180، و (تقريب المعاني) 311.
(5) رواية عن هشام بالنون كابن ذكوان.
(6) وقال المحقق ابن الجزري عن ذلك: لا شك في صحة النون عن هشام وابن ذكوان جميعا من طرق العراقيين قاطبة، فقد قطع بذلك عنهما الحافظ الكبير أبو العلاء الهمذاني وسائر المشارقة، نعم نص المغاربة من جميع طرقهم عن هشام وابن ذكوان جميعا بالياء وجها واحدا. (النشر) 2/ 305، و (الإتحاف) 2/ 189.
(7) ومنهم هشام في المستفيض والمتواتر عنه. انظر المصادر السابقة.
(8) عند الآية [87] من (البقرة). وانظر: (التيسير) 64، و (الجامع) ت طلحة ص 100.

(3/1279)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي هاهنا [103] يلحدون إليه بفتح الياء والحاء، وقرأ الباقون بضمّ الياء وكسر الحاء وقد ذكر «1».
وكلهم قرأ أعجمي هاهنا بغير مدّ على الخبر إلا ما رواه حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع أنه قرأ أأعجمي [103] بالاستفهام وهو خطأ من حماد؛ لأن الاستفهام هاهنا لا يجوز بوجه من قبل أنه إخبار من الله تعالى عن اللسان الذين يميلون إليه، فكيف يكون استفهاما؟ وروى المسيّبي وابن سعدان والأنصاري وغيرهم عن المسيّبي أعجمي بغير استفهام وهو الصحيح.
حرف:
قرأ ابن عامر «2» من بعد ما فتنوا [110] بفتح الفاء والتاء، وقرأ الباقون بضمّ الفاء وكسر التاء «3».
حرف:
قرأ ابن كثير «4» في ضيق هاهنا [127] وفي النمل «5» [70] بكسر الضاد، واختلف عن نافع، فروى عنه قالون وورش بفتح الضاد «6»، واختلف عن إسماعيل، فروى عنه أبو عبيد وابن جبير عن الكسائي عنه بكسر الضاد في الموضعين [29/ ب]، وروى ابن مجاهد عن قراءته على ابن عبدوس عن أبي عمر عنه بفتح الضاد، واختلف عن المسيّبي أيضا، فروى عنه خلف وابن جبير بكسر الضاد في الحرفين، وروى عنه وابن سعدان وابن ذكوان والأنصاري وحمّاد بن بحر بفتح الضاد فيهما، وعلى ذلك عامّة أهل الأداء برواية إسماعيل والمسيّبي، وبذلك قرأ الباقون.
ليس في هذه السورة ياء إضافة ولا محذوفة مختلف فيها إلا ما رواه هبيرة عن حفص عن عاصم أنه أسكن الياء من قوله: شركاي الذين [27] وقد ذكرناه قبل فيها.
__________
(1) انظر حرف (49) في هذا البحث.
(2) أي: بفتح الفاء على البناء للفاعل، وفيها انفرادة سبعية عنه. (التيسير) 113، و (الفتح الرباني) 206.
(3) ضم الفاء للبناء للمفعول. قال الشاطبي: سوى الشام ضموا واكسوا فتنوا لهم.
انظر: المصدرين السابقين، و (الإتحاف) 2/ 190.
(4) وحده من السبعة. قال الشاطبي: ويكسر في ضيق مع النمل دخللا.
انظر: كتاب (السبعة) 376، و (التيسير) / 113.
(5) عند الآية [70].
(6) وبذلك القراءة السبعية عنهما. انظر المصدرين السابقين.

(3/1280)