جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة الإسراء «1»
حرف:
قرأ أبو عمرو ألا يتخذوا [3] بالياء «2» وقرأ الباقون بالتاء «3».
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وحمزة ليسوء وجوهكم [7] بالياء ونصب الهمزة على لفظ الواحد «4»، وقرأ الكسائي بالنون «5» ونصب الهمزة أيضا على لفظ الجميع المتكلمين «6»، وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل «7» ليسؤوا بالياء، فقال الخزاعي عن أصحابه ليسؤوا على مثال ليسوغوا وهذه ترجمة صحيحة مروية، وضمّ الهمزة وبعدها واو الجمع، فتحصل الهمزة بين واوين ساكنين.
واختلف ألفاظ أصحاب ابن كثير في الترجمة عن ذلك عن حقيقة اللفظ، وقال ابن مخلد عن البزّي مرفوعة الواو مثقلة، ولا واو مرفوعة في هذه الكلمة إلا إن كان يريد الهمزة، فعبّر عنها بما قد «8» تصور به آخرا انضمت، ولا تثقيل أيضا فيها إلا إن
__________
(1) مكية، ومن أسمائها بني إسرائيل، وسورة سبحان والأقصى، وآيها مائة وإحدى عشرة في الكوفي، وعشرة في عدد الباقين. (الجامع) للقرطبي 10/ 134، و (البيان في عد آي القرآن) 177، و (مصاعد النظر) 2/ 228، و (المكي والمدني) 1/ 353، 2/ 743. وما بعدها.
(2) على لفظ الغيبة لأن قبله هدى لبني إسرائيل، والبصري متفرد في القراءة السبعية. (التيسير) 113، و (النشر) 2/ 306، و (شرح شعلة) 460.
قال الشاطبي: ويتخذوا غيب حلا .. انظر: ص 65.
(3) تاء الخطاب على أنه حكاية ما في الكتاب، وقيل: للانصراف إلى الخطاب بعد الغيبة.
انظر: (المصادر السابقة)، و (الكشف) 2/ 42، و (الحجة) 396.
(4) على أن الضمير للرب في عسى ربكم، أو أن الضمير يعود للوعد، لأنه تقدم ذكره أو لعذاب (إعراب القراءات) 1/ 364، و (السبعة) 328، و (التيسير) 113. و (لفتح الرباني) 207.
(5) نون العظمة إخبار الله عن نفسه، وفي القراءة انفرادة سبعية عنه. (التيسير) 113، و (الفتح الرباني) 207.
(6) في (م) الجمع للمتكلمين.
(7) (غاية الاختصار) 2/ 544.
(8) في (م) قل.

(3/1281)


كان أراد بعد الهمزة واو ممكنة في اللفظ، فعبّر بالتثقيل «1» عن ذلك. وبمثل عبارة ابن مخلد عن البزّي هذه عبّر يونس عن ورش عن نافع سواء، وقال أبو ربيعة عن البزّي مرفوعة الواو مهموزة، وقال عن قنبل «2»: غير ممدود، ولم يذكر الهمز، قال: وأنا أقرأ برواية ابن أبي برّة بالإشباع والمدّ وإثبات الواو، قال: والقراءة الأخرى لها «3» مخرج، لأن الواوين مخرجهما واحد، فأدغمت أحدهما في الأخرى وشددت، وكلّ صواب.
وهذا من الكلام الذي لا يعرف له حقيقة، ولا يدرى ما أراد قائله على أن قوله:
إن إحدى الواوين تدغم في الأخرى خطأ لا يجوز من وجهين: أحدهما أن الهمزة المضمومة قد فصلت بينهما، فكيف يسوغ الإدغام مع ذلك، وهل في الفطرة الطاقة «4» لذلك والثاني: أن الواو الأولى قد وليتها حركتها وهي الضمة، فإن حذفت الهمزة بعدها تخفيفا، واتصلت الواو الثانية من غير فاصل بينهما، لم يجز إدغامها أيضا فيها بوجه، لأنهما ساكنان، والسّاكن لا يدغم في الساكن كما لا يدغم المتحرك. في المتحرك ولعل أبا ربيعة يريد «5» أن تتقلب واوا وتدغم الواو التي قبلها فيها، فإن كان أراد ذلك، فما حكاه جائز في القياس، غير معروف من مذهب ابن كثير. على أن سلامة بن هارون قد روى ذلك أيضا عن أبي ربيعة عن قنبل فقال: بغير همز والواو مشدّدة. وقال الحلواني عن القوّاس على الجمع يمدّ ويهمز، ولا يشبع الرفعة، وهذا القول أيضا خطأ إن لم يرد بترك الإشباع المبالغة في تمطيط اللفظ بالواو الثانية التي لا همزة بعدها حتى يستوي بذلك بينها وبين الواو، الأولى التي استقبلتها الهمزة، فإن أراد به اختلاس ضمة الهمزة، فذلك ما لا يجوز؛ لأن الواو التي للجمع تذهب في اللفظ، فبذلك يبطل علم الجمع، على أن عبد الله بن الحسين قد حكى عن ابن الصباح عن أصحابه عن ابن كثير حذف الواو بعد الهمزة، فقال: ليسوأ بواو واحدة [30/ أ] وهمزة في وزن يسوغ، وروى غير عبد الله عن ابن الصباح عن قنبل ليسو بفتح الواو فعل واحد، وكلا الروايتين عن ابن الصباح غلط؛ لأن محمد بن
__________
(1) في (م) بالتثقيل.
(2) وعند سبط الخياط كذلك. حيث قال: ورواه الزينبي عن قنبل، بقلب الهمزة واوا وإدغامها في الواو. (الاختيار) 2/ 504.
(3) في (م) لهما.
(4) في (م) الحاقة.
(5) في (م) ير أن.

(3/1282)


زريق البلدي «1» روى عنه عن قنبل بهمزة مضمومة بين واوين على الجمع، وكذلك روى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق والزينبي عن قنبل، وعلى ذلك العمل في رواية الثلاثة عن ابن كثير «2» ويبشر المؤمنين [9] مذكور قبل «3».

حرف:
قرأ ابن عامر «4» يلقاه منشورا [13] بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف في باب الإمالة «5».
وقرأ الباقون بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف «6».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي إمّا يبلغان [23] بألف مطوّلة بعد الغين وكسر النون على التثنية «7». وقرأ الباقون بغير ألف وفتح النون على التوحيد «8».
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص أف [23] هاهنا، وفي الأنبياء [67] «9»، والأحقاف [17] «10» بكسر الفاء مع التنوين في الثلاثة «11».
__________
(1) محمد بن زريق أبو منصور البلدي، مقرئ ثقة، أخذ القراءة عرضا عن محمد بن عبد العزيز بن الصباح، وروى عن أبي بكر بن المنذر، وعنه عبد الباقي بن الحسن. (غاية 2/ 141).
(2) وعليه العمل له في القراءة السبعية.
قال الشاطبي: ليسوء نون .. راو وضم الهمز والمد عدلا .. سما. انظر: ص 65.
(3) عند الآية [39] سورة (آل عمران). وانظر (الجامع) ت طلحة ص 192، و (التيسير) 73.
(4) قرأها كذلك وهو متفرد بها في القراءة السبعية، وفي فتحه وإمالته يقول ابن الجزري" وكل من الفتح والإمالة صحيح عن ابن ذكوان" (النشر) 2/ 42.
(5) انظر: (الجامع) ت الطحان 3/ 781، باب الاختلاف عن ابن عامر في إمالة بعض الحروف.
(6) (التيسير) 113، و (النشر) 2/ 306. قال الشاطبي: ويلقاه يضم مشددا كفى ...
(7) التثنية لذكر الوالدين، وتمد الألف فيها مدا مشبعا- أي: مدا لازما كلميا مثقلا.
(إعراب القراءات) 1/ 368، و (التيسير) 113، و (تقريب المعاني) 313.
(8) على التوحيد إسنادا للفعل (لأحدهما). انظر: المصادر السابقة، و (شرح الهداية) 2/ 385.
و (الفتح الرباني) 207. قال الشاطبي: يبلغن امدده واكسر شمردلا .. وعن كلهم شدد.
(9) الآية رقم [67] أف لكم ولما.
(10) الآية رقم [17] قال لوالديه أف.
(11) (السبعة) 379، و (التيسير) 113، و (النشر) 2/ 306 - 307.

(3/1283)


وقرأ ابن كثير وابن عامر بفتح الفاء من غير تنوين، وفي الأنبياء بكسر الفاء من غير تنوين، وفي الأحقاف بكسر الفاء مع التنوين، فقرأ في الثلاث سور بثلاث أوجه «1». وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد بكسر الفاء من غير تنوين فيهنّ «2»، يروي الشموني عن الأعشى «3».
ولا تبصطها كل البصط [29] بالصاد، وقرأت في روايته بالسين فيهما، وقال أحمد بن صالح عن قالون في البصط لفظها بالصاد، وقد ذكر ذلك «4».

حرف:
قرأ ابن كثير كان خطأ [31] بكسر الخاء وفتح الطاء وألف ممدودة بعدها «5»، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة خطأ بفتح الخاء والطاء من غير ألف ولا مدّ «6». وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام «7» وابن بكّار بكسر الخاء وإسكان الطاء، وحمزة إذا وقف ألقى عليها حركة الهمزة، فتحرّكت بها على أصله «8».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر «9» في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان فلا
__________
(1) وفي (التيسير) 113، ذكر لهما الوجه الأول، وهو: فتح الفاء من غير تنوين، ولعله اختياره.
قلت: والعمل لهما بذلك. كما في (السبعة) 379، و (النشر) 2/ 306 - 307 وغيرهما.
كما قال الشاطبي: وفا أف كلها .. وبفتح دنا كفؤا ونون على اعتلا.
(2) انظر: المصادر السابقة.
(3) انظر: (التذكرة) 2/ 404.
(4) انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 143.
(5) أي: على وزن مثال والمد هنا واجب متصل. قلت: والمكي متفرد بها في القراءة السبعية.
انظر: (التيسير) 113، و (الفتح الرباني) 207.
(6) أي اسم مصدر من (أخطأ)، وفي الوجه تفرد سبعي. (التيسير) 113، و (الإتحاف) 2/ 197.
(7) ذكر المؤلف له هنا وجها واحدا، وكذا في مختصره (التيسير) 113. قلت: وعليه العمل.
وفي (النشر) 2/ 307، و (الإتحاف) 2/ 197، ذكرا له وجها آخرا كابن ذكوان وهو عن الشذائي عن الداجوني غير طريق المفسر، أما الوجه الأول: فهو عن الحلواني وهبة الله المفسر عن الداجوني. يقول الشاطبي: وبالفتح والتحريك خطئا مصوب .. وحركه المكي ومد وجملا.
(8) انظر: (النشر) 2/ 307، و (البدور الزاهرة) 185.
(9) ورواية التغلبي عن ابن ذكوان آحادية. انظر: (السبعة) 380، و (البحر) 6/ 34.

(3/1284)


تسرف في القتل [33] بالتاء، وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا أبو طاهر، قال:
نا القطيعي، قال: نا أبو هشام عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم بالتاء «1» أيضا، وهو وهم في أبي هشام؛ لأن أصحاب يحيى كلهم رووا ذلك عنه بالياء، وبذلك قرأ الباقون «2» وابن عامر في رواية الأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن خرزاد وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان، وفي رواية هشام وغيره.

حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بالقسطاس هنا [35] وفي الشعراء [182] بكسر القاف، واختلف عن أبي بكر فروى الرفاعي عن حسين بن علي وضرار بن صرد عن يحيى عنه هاهنا بضم القاف، وفي (الشعراء) بكسرها. وقرأ الباقون بضم القاف، وكذلك روى سائر الرواة عن أبي بكر عن يحيى عنه «3». وكلهم قرأ هذه الكلمة بالسين إلا ما رواه الشموني عن الأعشى عن أبي بكر أنه قرأها بالصاد «4».
حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر كان سيئه [38] بضم الهمز والهاء وإلحاقها واوا في اللفظ «5» على الإضافة والتذكير.
وقرأ الباقون سيئة بفتح الهمزة ونصب تاء التأنيث مع التنوين على التوحيد «6».
__________
(1) في (م) بالياء.
(2) وابن عامر بكامله في المشهور عنه. قال الشاطبي: وخاطب في يسرف شهود.
انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(3) وبما رواه سائر الرواة عنه القراءة السبعية عنه، والكسر والضم في القاف لغتان فاشيتان. فالأولى:
لغة حجازية وهي أفصح. والأخرى: لغة غيرهم، وهي لغة رومية، معناها الميزان العدل.
(الكشف) 2/ 46، و (إعراب القراءات) 1/ 373، و (الجامع) 10/ 167.
و (الإتحاف) 2/ 197. قال الشاطبي: وضمنا بحرفيه بالقسطاس كسر شذ علا .. انظر: ص 65.
(4) ذكرت هذه القراءة الثالثة أيضا في (التذكرة) 2/ 405، و (غاية الاختصار) 2/ 547، وفي (إعراب القراءات) 1/ 373، عن الأعمش عن أبي بكر عن عاصم وفيه يقول ابن خالويه:
فإن صحّت فإنما قلبت السين صادا، لمجيء الطاء بعدها. كما قرئ (الصراط)، والأصل (السراط). قلت: وفيها انفرادة شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة. (المستنير في القراءات) 634، و (الانفرادات) 2/ 885.
(5) قلت: وفي كتابة المصحف تكتب واوا صغيرة للدلالة على مد الصلة، وهذا من علامات الضبط.
(6) فعند من أضاف. (سيئه)، فهو اسم كان، خبرها (مكروها). وعلى الإفراد: خير كان، واسمها ضمير اسم الإشارة. قال الشاطبي: وسيئه في همزه اضمم وهائه .. وذكر ولا تنوين ذكرا مكملا. (إعراب القراءات) 1/ 374، ومعاني القراءات) 314.

(3/1285)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي: ليذكروا هاهنا [41] وفي الفرقان [50] بإسكان الذال وضمّ الكاف مع تخفيفها.
وقرأ الباقون بفتح الذال والكاف مع تشديدهما «1»، في الموضعين.
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص كما يقولون [42] بالياء وقرأ الباقون بالتاء «2».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي عمّا تقولون [43] بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء «3».
حرف:
قرأ الحرميّان [30/ ب] وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص يسبّح له [44] بالياء «4»، وكذلك روى هبيرة من قراءتي وأبو شعيب القوّاس من قراءتي عن حفص «5» عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء، وكذلك قرأت في رواية هبيرة عن حفص «6» الاستفهامين في الموضعين وزبورا [55] قد ذكر قبل «7».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص «8»: ورجلك [14] بكسر الجيم، وكذلك روى أبو زيد «9» عن المفضل عن عاصم.
__________
(1) سكون الذال من (الذكر) وتشديدها من (التذكر). قال الشاطبي:
وخفف مع الفرقان واضمم ليذكروا .. شفاء وفي الفرقان يذكر فصلا. انظر: المصدرين السابقين.
(2) انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(3) يقول الشاطبي: يقولون عن دار وفي الثاني نزلا .. سما كفله. المصدرين السابقين.
(4) وجه من قرأ (تسبح) بالتاء، أنه حمله على تأنيث لفظ (السموات)، ويشهد له: حرف عبد الله (سبحت له السموات)، ومن قرأ بالياء، ذكر لأنه قد حال بينه وبين المؤنث ب (له).
ولأنه تأنيث غير حقيقي. قال الشاطبي: أنث يسبح عن حمى شفا.
(الكشف) 2/ 48، و (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(5) وهي رواية عن حفص من هذا الطريق غير مشتهرة.
(6) رواية أخرى عنه بالتاء، وعليها العمل. انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(7) الأول في حرف (193)، والثاني في الآية [163] (النساء).
(8) انظر: (الجامع) ت طلحة ص 255، و (التيسير) 83، وفي الوجه تفرد سبعي عن حفص، وهو مذكور في (التيسير) 114. وعليه العمل. يقول الشاطبي، واكسروا إسكان رجلك عملا.
(9) انظر: روايته في: (التذكرة) 2/ 406، و (غاية الاختصار) 2/ 549.

(3/1286)


وقرأ الباقون بإسكانها «1».

حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر في رواية الوليد «2» عن يحيى عنه أن يخسف بكم [68] أو نرسل عليكم [68] أن نعيدكم [69] فنرسل عليكم [69] فنغرقكم [69] بالنون في الخمسة، وقرأهنّ الباقون بالياء «3».
حرف:
وكلهم قرأ قاصفا من الريح [69] على التوحيد إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأه على الجمع، لم يروه غيره، وبذلك قرأ أبو جعفر المدني «4».
حرف:
قرأ أبو عمرو ومن كان في هذه أعمى [72] بالإمالة وقال أبو حمدون عن اليزيدي عنه أعمى مكسورة شيئا فهو في الآخرة أعمى [72] بالفتح «5».
وقرأ عاصم في رواية المفضل وحماد وأبي «6» بكر من غير رواية الأعشى وابن عامر «7» في رواية ابن عتبة وحمزة والكسائي بإمالتهما جميعا، وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص «8» عن عاصم، وقرأهما نافع على الاختلاف
__________
(1) انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 307.
(2) رواية للوليد عن ابن عامر، ولم تشتهر عنه. انظر: (المبهج) ص 597.
(3) من قرأ بنون العظمة فهو إخبار الله عز اسمه عن نفسه، وهو من الخروج من الغيبة إلى الإخبار، ومن قرأ بالياء معناه أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله، ورده بعضهم إلى
قوله: ضل من تدعون إلا إياه قبله.
قال الشاطبي: ويخسف حق نونه ويعيدكم .. فيغركم واثنان يرسل يرسلا.
(4) انظر: (الاختيار) 2/ 509، و (الإتحاف) للبنا 2/ 203. حيث قال صاحبه: وقرأ (من الريح) بالجمع أبو جعفر، والباقون بالإفراد. قلت: وتعتبر رواية يحيى عن ابن عامر آحادية.
(5) أي أمال (أعمى) الأول وفتح الثاني وهذه الترجمة هي التي نقلها العلماء عنه بدون خلاف.
انظر: (التيسير) 114، و (النشر) 2/ 43، 52. والعمل له على ذلك، وزاد صاحب (الإتحاف) 1/ 274، للأثر وفرقا بين الصفة، وأفعل التفضيل.
(6) وعند ابن الجزري في (النشر) 2/ 43، ذكر له الإمالة من جميع طرقه، وكذا في (الإتحاف) 1/ 274. نقلا عنه.
(7) وجه بالإمالة عن ابن عامر من رواية عتبة، ولم يشتهر عنه، وهو من انفرادات (جامع البيان).
(8) وجه بالإمالة عن حفص من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه وهو من انفرادات (جامع البيان).

(3/1287)


المذكور عنه في باب الإمالة في ذوات الياء في الفتح والتوسّط، واختلف عن ابن ذكوان عن ابن عامر في ذلك، فروى عنه الثعلبي وابن المعلى وابن أنس بإخلاص فتحهما «1»، وبذلك قرأت في رواية الأخفش عنه من جميع الطرق، وقال في كتابه عنه الميم مكسورة في الكلمتين جميعا إشماما وسطا من ذلك، ولا يعرف أهل الأداء ذلك، واختلف عن نصير عن الكسائي «2»، فروى عنه محمد بن عيسى وعلي بن أبي نصر أنه أمال الأول وفتح الثاني مثل أبي عمرو، وروى الزيداني عنه أنه أمالهما معا، وبذلك قرأت له «3». وقرأهما الباقون وابن عامر في رواية هشام «4» بإخلاص الفتح.
وكذا روى الأعشى عن أبي بكر «5» من قراءتي له من طريق النقّار عن الخيّاط عن الشموني، ومن طريق ابن غالب، وقال: النقّار «6» في كتابه فتحها، وقال غيره عن الخيّاط عن الشموني عنه بين التفخيم «7» والتضجيع، وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر بالتفخيم فيهما، فخالف ابن جبير أبو عبيد، فحكى عن الكسائي عن أبي بكر الإمالة فيهما، وبذلك قرأت في روايته «8».

حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي: خلافك [76] بكسر الخاء وفتح اللام وألف بعدها.
وقرأ الباقون بفتح الخاء وإسكان اللام من غير ألف «9».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وناء بجانبه هاهنا [83] وفي فصّلت
__________
(1) وعلى ذلك العمل في روايته. انظر: (التيسير) 114.
(2) وممن نقل هذا الوجه عن نصير صاحب (التذكرة) 1/ 200، و (الاختيار) 2/ 509، و (غاية الاختصار) 2/ 549.
(3) وبالذي قرأ به العمل في رواية الكسائي. انظر: (التيسير) 114.
(4) وعلى ذلك العمل في روايته. (التيسير) 114.
(5) الوجه الأول عن شعبة بالفتح فيهما.
(6) من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(7) أي بالإمالة الصغرى، وهو الوجه الثاني.
(8) وبما قرأ به المؤلف عن روايته القراءة السبعية عنه. انظر: (التيسير) 114.
(9) (خلفك وخلافك)، بمعنى واحد أي: بعد خروجك. (التيسير) 114، و (تقريب المعاني) 315. قال الشاطبي: خلافك فافتح مع سكون وقصره .. سما صف.

(3/1288)


[51] الهمزة بعد الألف «1». وقرأها الباقون بالهمزة قبل الألف «2». وقال ابن ذكوان «3» في حفظي عن أيّوب ونأى مهموزة مقصورة يريد مثل الجماعة، واختلفوا بعد ذلك في إمالة فتحة النون والهمزة في السورتين، وفي إخلاص فتحهما: فقرأ الكسائي بخلاف عن نصير «4» عنه وحمزة في رواية خلف وابن سعدان وأبي هشام بإمالة فتحة النون والهمزة جميعا «5» في السورتين، وروى ذلك عن خلف نصّا محمد بن الجهم والحلواني، وعن ابن سعدان محمد بن واصل، وكذلك روى جعفر بن محمد الحمامي عن الدوري عن سليم، وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر «6» عن عاصم في السّورتين وقرأ حمزة في رواية خلّاد «7» ورجاء وأبي عمر بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة في السورتين.
وكذلك روى محمد بن يحيى [31/ أ] المروزي عن ابن سعدان عن سليم، وكذلك روى نصير عن الكسائي حدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «8»، قال:
حدّثني أبو الزعراء عن أبي عمر عن سليم عن حمزة، ونا بفتح النون وكسر الهمزة.
وروى ابن كيسة عن سليم عنه أنه يبطح، ولم يذكر النون ولا الهمزة، وأظنه يريد
__________
(1) أي ممدود مهموز على وزن (ناع)، ومثال (شاء)، وأصله (نوأ)، فانقلبت الواو ألفا، لانفتاح ما قبلها، ومدت الألف تمكينا للهمزة. والعمل له بذلك. وقد تفرد بها في القراءة السبعية.
(المبسوط) 230، و (إعراب القراءات) 1/ 381، و (التيسير) 114.
قال الشاطبي: نأى أخر معا همزة ملا. انظر: ص 65.
(2) على وزن (فعل) من النأي وهو البعد. انظر: المصادر السابقة، (والإتحاف) 2/ 203.
(3) وجه عنه منفرد آحادي القراءة كالجماعة.
(4) ونقل هذا الخلف عنه أيضا في (التذكرة) 2/ 407، وفي (غاية الاختصار) 2/ 550، له عدم الإمالة فيهما عن الكسائي، وزاد صاحب الغاية وجها آخر له: وهو فتح النون وكسر الهمز، وأما صاحب (الاختيار) 2/ 510، فقد ذكر له إمالة النون والهمزة معا.
(5) وبهذا الوجه العمل للكسائي وخلف عن حمزة فهما من أصحاب الإمالة الكبرى.
(التيسير) 114، و (النشر) 2/ 44.
(6) تفرد عن شعبة بالإمالة فيها، ولا يقرأ به.
(7) وهذا الوجه عن خلاد هو اختيار المؤلف وعليه العمل وقد ذكر.
انظر: (التذكرة) 2/ 407، و (التيسير) 114، والبعض سكت عنه ولم يذكره له كما في (غاية الاختصار) 2/ 500، و (النشر) 2/ 44، و (الإتحاف) 2/ 204، والله أعلم.
(8) انظر: كتاب (السبعة) 384.

(3/1289)


الهمزة، وروى ابن جبير عن سليم مقصورة مهموزة نصا لم يزد على ذلك، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد «1» بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة في هذه السورة خاصة، وبفتحهما معا في (فصّلت)، واختلف عن أبي بكر «2» فروى عنه العليمي مثل رواية المفضل وحمّاد بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة هنا، وبفتحهما معا في (فصّلت)، فروى عنه يحيى الجعفي ونأى مثل رأى، فهذا يدلّ على أنه يميل فتحة النون والهمزة «3»، وروى عنه ابن أبي أميّة نأى مثل (نعى) مكسور الألف ولا يمدّها وقال: في (السجدة) «4» ونأى ولا يكسرها، فوافق رواية العليمي، وروى عنه الكسائي بإمالة فتحة النون والهمزة جميعا في السورتين «5». ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر، قال: نا محمد بن الجهم عن أبي ثوبة عن أبي بكر ونأى مثل رمى ولا يمدّها، وكذلك روى ابن فرح عن أبي عمر عن الكسائي عن أبي بكر في كتاب «6» الآثار للكسائي، وروى ابن أبي حمّاد عنه ونأ في (حم) مكسورة لم يزد على ذلك ولا ذكر التي هاهنا. وروى الأعشى، وروى البرجمي عنه بفتح النون والهمزة في السورتين «7». حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا العجلي، قال: نا أبو هشام، قال: نا سمعت أبو يوسف قرأ التي في بني إسرائيل على أبي بكر بغير كسر، واختلف عن يحيى بن آدم فروى عنه خلف عن أبي بكر منصوبة النون مكسورة
__________
(1) (المبسوط) 230، و (غاية الاختصار) 2/ 550.
(2) رواية أخرى عنه القراءة كخلاد. قلت: وعليها العمل، وقد تقدمت الرواية التي بالإمالة فيهما. انظر: (التيسير) / 155، و (النشر) 2/ 44، وذكر فيه مؤلفه أن لأبي بكر طرق أحدها هذه، وهي رواية الجمهور عن شعيب عن يحيى عنه.
(3) ولم يبين هنا هل إمالة الحرفين في السورتين معا، أم في الأول. وعند ابن الجزري في (النشر) 2/ 44، إمالتهما في الأولى دون الثانية، إحدى الطرق، وهي رواية العليمي عنه، وأبي حمدون عن يحيى عنه من طريق الحمامي.
(4) وهي سورة (فصلت) سجدتها في الآية [38].
(5) وهذه الرواية، لم يذكرها المحقق ابن الجزري في (نشره) 2/ 44.
(6) من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(7) هذه رواية ثالثة عن شعبة بالفتح فيهما، وقد وذكرها ابن الجزري في (النشر) 2/ 22، وهي عنده من طريق صاحب المبهج عن أبي عون عن شعيب بن يحيى عنه وكذا البنا في (الإتحاف) 2/ 204، وزاد فيه" أما إمالة الهمزة في السورتين عن أبي بكر، وكذا الفتح في السورتين، فكل منهما انفرادة، ولذا أسقطهما من الطيبة" أهـ.

(3/1290)


الهمزة، وقال: موسى بن حزام عنه مكسورة الألف، ولا يمدّها، وكذلك قال حسين العجلي عنه، وزاد في السجدة لا يكسرها، وكذا قال شعيب عنه نأى مكسورة الهمزة في بني إسرائيل خاصة. وقال ابن شاكر عنه في سورة السجدة: لا يمدّها ويفتح الهمزة. وقال أبو هشام عنه ونأى على معنى ونعى يعني بكسر الألف وفي حم السجدة مثلها. وقال ابن المنذر عنه: ونأى مثل (نعي) بفتح النون والهمزة، وقرأت أنا له من رواية الصريفيني بفتح النون وإمالة فتحة الهمزة هاهنا وبفتحهما معا في فصّلت كرواية العليمي عن أبي بكر سواء واختلف أصحاب اليزيدي عنه عن أبي عمرو في ذلك، فروى ابنه عبد الرحمن «1» وأبو حمدون عنه الهمزة قبل لام الفعل، وهي مفتوحة من (نأيت). وروى ابنه عن إسماعيل عنه في هذه السورة الألف مقصورة مهموزة مفتوحة، وفي حم السجدة بهمزة بعدها ياء في كل القرآن كقوله:
نعى وهذا يدلّ على الإمالة، وكذلك روى أبو خلّاد عنه في السجدة، وقال: هنا ونأى [23] مقصورة لم يزد على ذلك. وروى محمد بن أحمد البرمكي عن أبي عمر عنه ونأى بفتحها وبقصرها، وروى إسماعيل بن يونس السبيعي عن أبي عمر عنه ونأى مهموزة مثل (نعى) في كل القرآن. لم يزد على ذلك. وروى أبو شعيب عنه مفتوحة النون والألف في كل القرآن «2» بهمزة بعدها ياء، كقوله: (نعا)، وأول قوله: يوجب الفتح وآخره يدلّ على الإمالة. وروى ابن جبير في (مختصره) ونأى مثل (نعى) لم يزد على ذلك، وقال: في (جامعه) عنه مقصورة مهموزة، وروى شجاع عنه هاهنا مقصورة الألف مفتوحة وفي السجدة بهمزة بعدها ألف في كل القرآن كقوله: نعى، وروى عبيد الله «3» بن اليزيدي عن عمّه إبراهيم وأخيه أبي جعفر «4» عنه بهمزة بعدها ياء، مثل (نعى)، وروى [31/ أ] العباس «5» عن عمّه إبراهيم
__________
(1) في النسختين بدون أبو، وهو عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن اليزيدي البغدادي، مشهور ثقة، وروى عن أبيه أبي عمرو، وعنه ابنا أخيه العباس وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد وأحمد ابن إبراهيم وراق خلف. (غاية 1/ 463).
(2) رواية عن السوسي تحتمل الوجهين، وأما في (التيسير) 115، فعده من الباقين أي بفتح الهمز.
(3) وهذه رواية أخرى، وهي إمالة الهمزة في هذا الموضع.
(4) هو: أحمد بن محمد بن يحيى المبارك اليزيدي أبو جعفر، متقن، قرأ عن جده أبي محمد اليزيدي، وعنه أخوه عبيد الله وابن أخيه يونس بن علي. (غاية 1/ 133).
(5) العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي أبو الفضل البغدادي، روى عن عمه أبي عبد الرحمن عبد الله وأبي إسحاق إبراهيم، وعنه وجادة ابنه محمد. (غاية 1/ 354).

(3/1291)


عنه ونأى مكسورة الهمزة مثل رأى والياء بعد الهمزة، وهذا قول لا إشكال فيه، وروى ابن سعدان عنه في جامعه، ونا بالفتح والمدّ بعد الهمزة، وقال عنه في مجرّده ونأى مهموزة موصولة، ولا معنى لقوله موصولة، والصواب «1» مقصورة، ولعله قد قال ذلك فغلط عليه، ونا عبد العزيز بن محمد «2»، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: قال لي أبو بكر عن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن أبيه «3» عن محمد بن عمر الرومي «4»، قال: روى يحيى عن أبي عمرو ونأى بالفتح، وبهذا قرأت أنا في رواية اليزيدي، وشجاع من جميع الطرق «5» ما خلا أبا شعيب السوسي عن اليزيدي، فإن شيخنا أبا الفتح حكى لي عن قراءته في روايته عنه بالوجهين «6» بإمالة فتحة الهمزة في السورتين وبإخلاص فتحها فيهما وقرأت في رواية عبد الوارث «7» بإمالة فتحة الهمزة في السورتين. فأما نافع فقياس رواية من روى عن المسيّبي وإسماعيل وقالون «8» إخلاص الفتح في ذوات الياء، ورواية من روى عنهم
__________
(1) قلت: عبارته هذه تدل على تحريه ودقته ومعرفته، غفر الله له.
(2) هنا جملة ضرب عليها الناسخ بخطه، وهي ساقطة في (م)، وهي: (عن أبيه عن محمد بن عمران المروي قال).
(3) هو: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، أبو مسعود الهلالي البصري، روى الحرف عن محمد ابن عمر بن رومي عن اليزيدي وعنه ابنه عبد العزيز ومحمد بن نوح. (غاية النهاية) 2/ 182.
(4) هو محمد بن عمر بن عبد الله بن الرومي، ويقال فيروز، أبو عبد الله البصري، مقرئ جليل، أخذ القراءة عن العباس بن الفضل وأبي محمد اليزيدي وروى عن أحمد اللؤلؤي والكسائي حروفهما، وعنه محمد بن عبيد بن عقيل وعلي بن الحسن. (غاية) 2/ 218.
(5) وقال أبو بكر بن مجاهد: وأما أبو عمرو فروى عنه اليزيدي (ونئا) مفتوحة الهمز هاهنا، وفي السجدة: أهـ (السبعة) 384.
(6) تعقب الحافظ ابن الجزري هذا الوجه بقوله: انفرد فارس بن أحمد في أحد وجهيه عن السوسي بالإمالة في الموضعين، وتبعه على ذلك الشاطبي، أجمع الرواة عن السوسي من جميع الطرق على الفتح، لا نعلم بينهم في ذلك خلافا، ولهذا لم يذكره له في المفردات (النشر) 2/ 44، وزاد العلامة البنا في (الإتحاف)، قوله: (ولهذا أسقطهما من الطيبة)، وحرر هذا الوجه العلامة عبد الفتاح القاضي في (بدوره) 189، قائلا: وما ذكره الشاطبي في الخلاف له في إمالة الهمز خروج عن طرقه وطرق أصله، فلا يقرأ له إلا بالفتح أهـ قلت: وقد ذكر المؤلف في (تيسيره) 115، وجه الإمالة للسوسي بصيغة التضعيف" وقد روى عن أبي شعيب مثل ذلك" أهـ.
(7) وأما ابن مجاهد في (السبعة) 384، وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 510، فقد ذكرا له فتح الهمزة هنا وإمالتها في فصلت.
(8) لأن قالون لا يعتبر من أصحاب الإمالة، إنما له إمالة أحرف يسيرة في القرآن.

(3/1292)


التوسّط «1» في اللفظ في ذلك أن يكون ذلك جاريا في الهمزة والألف في هذين الموضعين؛ لأنهما من ذوات الياء على أن أبا يعقوب وداود قد نصّا عن ورش «2» عنه على ذلك بالفتح، فحدّثنا ابن غلبون، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا ابن سيف، قال: نا أبو يعقوب. ح أنا أبو الفتح، قال: نا أبو عمر بن محمد، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا داود، قال: نا ورش عن نافع أنه كان يفتح ونأى بجانبه [83] وروى ابن شنبوذ أداء عن بكر بن سهل «3» عن أبي الأزهر وعن النحّاس «4» عن أبي يعقوب عن ورش بفتح النون وكسر الهمزة، قال أبو عمرو وقرأت أنا كذلك في كل الطرق عن ورش «5» بين بين حملا على نظائره، ما خلا رواية الأصبهاني عن أصحابه عنه، فإني قرأت له بإخلاص الفتح «6»، ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبيد «7» الله بن عيسى، قال: نا قالون عن نافع ونأى بجانبه [83] ألف ونأى مفتوحة غير ممدودة، وكذا قال القاضي والقطري والكسائي وسائر أصحاب قالون عنه، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن نافع بفتح النون والهمزة في السورتين، وقرأ ابن كثير
__________
(1) رواية لقالون بالتقليل في الهمز كورش، ولكن لا يعمل بها، وتقدمت الأولى التي بالفتح، وعليها العمل.
(2) وجه بإخلاص فتح الهمزة ولكن لم يشتهر عنه من طريق الشاطبية.
(3) بكر بن سهل بن إسماعيل أبو محمد الدمياطي القرشي إمام مشهور، قرأ على عبد الصمد صاحب ورش، وعنه أبو يحيى زكريا بن يحيى وأحمد بن هلال وأحمد بن يعقوب وأحمد بن جامع وإبراهيم بن عبد الرزاق وابن شنبوذ. (غاية 1/ 178).
(4) إسماعيل بن عبد الله بن عمرو أبو الحسن النحاس، شيخ مصر محقق ثقة كبير جليل، قرأ على الأزرق وعبد الصمد بن عبد الرحمن، وعنه إبراهيم بن حمدان وأحمد الخياط وأحمد التجيبي، من الطبقة السابعة، مات سنة نيف وثمانين ومائتين. (معرفة 1/ 231 وغاية 1/ 165).
(5) وهذا الوجه عنه هو اختياره في (التيسير) 115، وعليه العمل.
(6) والأصبهاني من طريق (النشر)، روى سائر باب الإمالة لورش بالفتح قولا واحدا، إلا ما انفرد عنه الهذلي بتقليل الهاء والياء من فاتحة (مريم) و (طه). لذا لم يعول عليه ابن الجزري في طيبته، لأنه يترك ما ورد على الانفراد. ونفى الانفراد في ذلك الموضع الشيخ علي محمد الضباع، بقوله: فقد حقق الإزميري أن أبا معشر ذكره في تلخيصه، فلا مانع من الأخذ به.
انظر: (القول الأصدق) 26، قلت: والحاصل أن القراءة لورش بالوجهين في (نئا) لأنه من ذوات الياء. انظر: (البدور الزاهرة) 189.
(7) في (م) عبد الله.

(3/1293)


وعاصم في رواية حفص وابن عامر في رواية هشام بإخلاص فتح النون والهمزة في السورتين «1».

حرف:
وكلهم قرأ مدخل صدق [80] ومخرج صدق [80] بضم الميم في الحرفين إلا ما رواه ابن عطارد والحسن بن جامع عن أبي حمّاد ومحمد بن عبد الله الجيزي عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم أنه فتح الميم فيهم «2».
حرف:
وكلهم قرأ وننزّل من القرآن [82] بالنون إلا ما رواه حسين المروزي «3» عن حفص عن عاصم أنه قرأ وينزّل بالياء، قال لي الفارسي: قال لي أبو طاهر: كذا وجدته في كتابي معجما بالياء، ولم يروه عن غيره «4».
حرف:
قرأ الكوفيون حتى تفجر لنا [90] بفتح التاء وإسكان الفاء وضمّ الجيم وتخفيفها «5». وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم وتشديدها «6».
وروى ابن غالب «7» عن الأعشى تفجر وتفجر بالتخفيف والتشديد، وبذلك قرأت في روايته وأجمعوا على التشديد في قوله: فتفجر الأنهار [91] من أجل قوله: تفجيرا [91] «8».
__________
(1) وعليه العمل لهم في القراءة المقبولة. انظر: (التيسير) 115، و (البدور الزاهرة) 188.
(2) ورويت أيضا عن علي وأبي رضي الله عنهما وجماعة، وقال ابن مجاهد: أجمع الناس على ضم الميم في (مدخل ومخرج صدق)، فجائز أن يكون أراد به أكثر الناس، أو لم يصح عنده فتح من فتح، والقراءة للسبعة بضم الميم، وفيها انفرادة شاذة عن شعبة، لأنها لم تشتهر، وخالفت الجماعة.
انظر: (مختصر الشواذ) 81، و (الإتحاف) 1/ 509، و (معجم القراءات) 3/ 73.
و (الانفرادات) 2/ 890.
(3) انظر: (الجامع) للقرطبي 10/ 204، و (فتح القدير) 3/ 253.
(4) انفرادة شاذة عن حفص، والقراءة السبعية عنه كالجماعة. انظر: (الانفرادات) 2/ 891.
(5) والتخفيف فيه على وزن (تقتل) مضارع (فجر). قال الشاطبي: تفجر في الأولى كتقتل ثابت.
(التيسير) 115، و (الاختيار) 2/ 510.
(6) أي مضارع (فجّر). انظر: المصدرين السابقين.
(7) انظر: (المبسوط) 230، و (غاية الاختصار) 2/ 550، و (الغاية) 303.
(8) قال العلامة أحمد البنا عن هذا الوجه: متفق على تشديدها للتصريح بمصدرها، (الإتحاف) 2/ 205، وقد أجمعوا على التخفيف في قوله: (فانفجرت منه) (البقرة) آية [60] الكشف 2/ 51.

(3/1294)


حرف:
قرأ نافع وابن عامر في غير رواية ابن بكار وعاصم في غير رواية هبيرة عن حفص علينا كسفا [92] هاهنا بفتح السين «1»، وقرأ الباقون بإسكانها «2».
وكذلك روى ابن بكّار عن ابن عامر [32/ أ] وهبيرة عن حفص فيما قرأت «3». وقرأ عاصم في رواية عمرو وعبيد وأبي شعيب عن حفص في الشعراء [187] وسبأ [9] كسفا من السماء بفتح السين فيهما «4». وروى أبو هبيرة «5» عن حفص بإسكان السين في الشعراء وفتحها في سبأ، وروى أبو عمرو عن أبي عمارة عنه بإسكان السين في السورتين «6»، ولم يرو إسكانها في سبأ غيره.
وقرأ الباقون بإسكان السين فيهما، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان «7» وابن بكّار والوليد في الروم [48] ويجعله كسفا بإسكان السين، واختلف «8» في ذلك عن هشام، فروى عنه الحلواني أنه فتح السين، وبذلك أقرأني أبو الفتح من طريقه ومن طريق ابن عباد عن هشام، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام، وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر، ونا محمد بن علي، قال: حدّثنا ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن عامر أنه أسكن السين، ولم يذكر عنه خلافا، فدلّ على أن الروايتين متفقتان على الإسكان. عنه وحدّثنا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال:
نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر ويجعله كسفا جزم، وكذلك
__________
(1) جمع كسفة وهي القطعة، جمع تكسير. (إعراب القراءات) 2/ 383، و (البيان) 2/ 96.
(2) اسم جنس كثمرة وثمرة. انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 115، و (النشر) 2/ 309.
(3) رواية آحادية من طريق ابن بكار وهبيرة بإسكان السين، وهي ليست من طريق الحرز، فلا يقرأ بها.
(4) والقراءة السبعية له بذلك (السبعة) 385، و (الفتح الرباني) 209، و (تقريب المعاني) 316.
(5) كذا بالنسختين، ولعل الصواب هبيرة بدون أبو، وهو من تلاميذ حفص.
(6) وهو وجه آحادي انفرادي عن حفص، مخالف لرواية الجماعة، فلا يقرأ به، وذكر أيضا في (المبسوط) 231.
(7) (الغاية) 304، و (المبسوط) 231.
(8) والخلف أيضا مروي عن هشام، كما في (النشر) 2/ 309، حيث قال ابن الجزري:
" والوجهان جميعا صحا عندي عن الحلواني والداجوني عنه" أهـ. وانظر: (تقريب المعاني) 316، قال الشاطبي:

(3/1295)


روى ذلك عن هشام نصا أبو زرعة الدمشقي والفضل بن محمد الأنطاكي وأحمد بن القاسم بن عطية، وبذلك أقرأني أبو الحسن في رواية الحلواني وأبو الفتح من طريق عبد الله بن الحسن عن أصحابه عنه.
وقرأ الباقون بفتح السين، وأجمعوا على إسكان السين في سورة والطور [44] في قوله: وإن يرو كسفا لوصفه بالواحد المذكور، في قوله ساقطا «1».

حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر قال سبحان ربّي [93] بالألف على الخبر، وكذلك هو في مصاحف أهل مكة والشام.
وقرأ الباقون قل بغير ألف على الأمر، وكذلك في مصاحفهم «2».
حرف:
قرأ الكسائي لقد علمت [102] بضم التاء «3»، وكذلك روى الأعشى عن أبي بكر في اختياره «4». وقرأ الباقون بفتح التاء.

في هذه السورة من ياءات الإضافة اثنتان.
إحداهما: وقل لعبادي يقولوا [53] أسكنها الكل «5» إلا ما رواه ضرار بن صرد وأبو هشام الرفاعي عن يحيى بن آدم عن أبي بكر ومحمد بن خلف التيمي عن
__________
وعم ندى كسفا بتحريكه ولا وفي سبأ حفص مع الشعراء قل وفي الروم سكن ليس بالخلف مشكلا.
(1) انظر: (النشر) 2/ 309، و (الإتحاف) 2/ 205.
(2) على قراءة الألف (فعل ماض)، وبحذفه (فعل أمر).
قال الشاطبي: وقل قال الأولى كيف دار. انظر: (المصاحف) 50، و (المقنع) 104، و (التيسير) 115، و (الفتح الرباني) 209، وفي (تقريب المعاني) ص 316، بعد قال مؤلفه وقيده بالموضع الأول ليخرج الموضعين الأخيرين: قل لو كان في الأرض [195]، وقل كفى بالله [96]، فمتفق على قراءتهما بضم القاف وسكون اللام.
(3) أي على التكلم الضمير فيه مسند لموسى وفي القراءة انفرادة سبعية عنه.
قال الشاطبي: وضم تا علمت رضى. (التيسير) 115، و (الإتحاف) 2/ 206، و (الفتح الرباني) 209.
(4) رواية آحادية غير متواترة، وقد ذكرت في (التذكرة) 2/ 408، و (الغاية) 304، و (غاية الاختصار) 2/ 551، رواية آحادية متواترة عن شعبة وذكرت في (التذكرة) 2/ 408، و (الغاية) 304، و (غاية
الاختصار) 2/ 551 ...
(5) وعليه أهل الأداء عنهم لذا سكت عنها في (التيسير) ص 115. انظر: المصادر السابقة و (النشر) 2/ 309. وغيرها.

(3/1296)


الأعشى عنه أنه فتح الياء، ولم يرو ذلك عن غيره «1».
والثانية: خزائن رحمة ربّي [100] إذا فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «2».

وفيها من الياءات المحذوفات من الخط اثنتان أيضا.
إحداهما: لئن أخّرتن [62] أثبتها ابن كثير في الوصل والوقف «3»، واضطرب قول ابن مجاهد عنه في الوقف، فقال في كتاب الياءات وفي كتاب المكيّين: الوقف بالياء، وقال في كتاب الجامع: الوصل بالياء والوقف بغير ياء، وقال: نا محمد عنه في كتاب السبعة بالياء في الوصل، ولم يذكر الوقف، إلا أنه قرأ به هناك لنافع وأبي عمرو، فدلّ ذلك على أن الوقف بالحذف، ثم قال: في آخر السورة يقف بياء ويصل بياء، وروى الزينبي عن قنبل والبزّي بإثبات الياء في الحالين، وعن ابن فليح بحذفها فيهما، وأثبتها نافع وأبو عمرو في الوصل، وحذفها في الوقف «4».
وحذفها الباقون في الحالين «5».
والثانية فهو المهتد [97] أثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو «6»، وكذا جاء به منصوصا عن اليزيدي عن أبي عمرو «7» أبو عمر وأبو عبد الرحمن وأبو حمدون وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي أنه يقف بالياء في [32/ ب] «المهتدي» في كل القرآن، وهذا غلط من الحلواني؛ لأن المصاحف «8» اتفقت على حذف الياء في هذا الموضع، وفي الذي في الكهف «9»، واتفقت على
__________
(1) انفرادة عن شعبة بفتح الياء غير مقروء بها.
(2) انظر: المصدرين الأخيرين. قال الشاطبي: والياء في ربي أنجلا.
(3) انفرادة سبعية، وعليها العمل له. انظر: (التيسير) 115، و (النشر) 2/ 309.
(4) قال ابن خالويه: تعليلا لذلك: (ليكونا متبعين للمصحف في الوقف، ومتبعين لأصل الكلمة في الدرج). قلت: وعليه العمل عنهما. انظر: (إعراب القراءات) 2/ 385، والمصدرين السابقين.
(5) انظر المصدرين السابقين.
(6) وعليه العمل لهما، انظر: المصدرين السابقين.
(7) في (م): تقديم، وتأخير وأبي بدل أبو، والصواب ما ذكر أعلاه. أي في (ت).
(8) انظر: (المقنع) 31، باب ذكر ما حذفت منه الياء اجتزاء بكسر ما قبلها منها.
(9) الموضع في الآية [17].

(3/1297)


إثباتها في الذي في الأعراف خاصة، ومن قول أبي عمرو المجمع عليه عنه الوقف على ما في الرسم من إثبات، وحذف على حال ما رسم من غير مخالفة له، ولا عدول عنه. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر المهتدي بالياء في هذه السورة، ولم يذكر وصلا ولا وقفا، وحذف الباقون الياء هاهنا في الحالين، وكذلك روى أبو سليمان أداء عن قالون، لم يروه غيره.

(3/1298)