جامع البيان في القراءات السبع

سورة الكهف

ذكر اختلافهم في سورة الكهف «1»
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص عوجا [1] يسكت على الألف سكتة «2» لطيفة من غير قطع ولا تنوين، ثم يقول: قيّما [2]
__________
(1) هذه السورة مكية إجماعا وروي إلا الآيات من [1 - 8] و [28] ومن [83 - 101] فمدنية، وآيها مائة وخمس آيات في المدنيين والمكي، وست في الشامي، وعشر في الكوفي، وإحدى عشر في البصري. جاءت الآثار بفضلها، فهي من المئين التي أوتيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم. مكان الزبور عن واثلة ابن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء، يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين).
والحديث الأول حسن، والثاني حسن لغيره. انظر: (البيان في عد الآي) 179، و (فنون الأفنان) 290، و (زاد المسير) 5/ 102، و (الجامع) 10/ 225، و (مصاعد النظر) 2/ 240، و (تفسير أبي السعود) 5/ 202، و (فتح القدير) 3/ 268، و (موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) القسم الصحيح 1/ 128 - 342.
(2) السكت من مصطلحات الأداء كالبدء والوصل والوقف. والقطع يطلق ويراد به السكت على الهمزة للإمام حمزة، وسكت عن غيره، وعرفوا السكت: بأنه قطع الصوت على الساكن زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وعرفوا القطع: بأنه قطع الصوت آخر الكلمة زمنا هو دون زمن الوقف عادة من غير تنفس، وللأئمة في تعبيرهم بما يدل على طول القطع وقصره ألفاظ هي: قال: أصحاب سليم عنه عن حمزة في السكت على الساكن قبل الهمزة سكتة يسيرة، وقال جعفر الوزان عن خلاد لم يكن يسكت على السواكن كثيرا، وقال الأشناني:
سكتة قصيرة، وقال قتيبة: سكتة مختلسة، وقال الأعشى: حتى يظن أنك قد نسيت ما بعد الحرف، وقال ابن غلبون: وقفة يسيرة، وقال مكي: خفيفة، وقال ابن شريح: وقيفة، وعن قتيبة من غير قطع نفس، وأتمهم سكتة حمزة والأعشى وقال غيرهم: من مهلة.
وقال أبو القاسم الشاطبي: سكتا مقللا، وعبارة الداني هنا سكتة لطيفة، وقال أبو محمد في المبهج وقفة تؤذن بأسرار البسملة، وهذا يدل على المهلة، ثم قال المحقق ابن الجزري: فقد اجتمعت ألفاظهم على أن السكت زمنه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التحقيق، والجدر والمتوسط حسبما تحكم المشافهة. أهـ.
ثم يبين رحمه الله آراء العلماء بقولهم دون تنفس. قال الحافظ أبو شامة- وهو من المتأخرين- أي عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة، وقال الجعبري: زمنا قليلا أقصر من زمن

(3/1299)


«1» وكذلك يسكت مع مراد «2» الوصل على الألف في يس [52] في قوله:
من مرقدنا ثم يقول: هذا [يس: 52] «3». وكذا يسكت على النون في القيامة في قوله: وقيل من [القيامة: 27] وعلى اللام في المطففين [14] في قوله: كلا بل ثم يقول: راق [القيامة: 27] وران [المطففين: 14] «4».
يقف في هذه الأربعة المواضع بنيّة الوصل.
نا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، ونا طاهر بن غلبون، قال: نا علي بن محمد، قالا: نا أحمد بن سهل الأشناني، قال: نا علي بن محصن، قال: نا عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم أنه كان يقف على عوجا [1] ثم يبتدئ قيّما [2] في القطع والوصل جميعا، وفي يس [52] من مرقدنا يقف ويبتدئ هذا ما وعد الرحمن وفي القيامة [27] وقيل من يقف ويبتدئ راق
__________
إخراج النفس، وقال ابن بصخان: دون مهلة، وليس المراد بالتنفس إخراج النفس، بدليل لو أن القارئ إذا أخرج نفسه مع السكت بدون مهلة لم يمنع من ذلك. ثم قال: قلت: الصواب حمل قولهم دون تنفس بمعنى (غير)، كما دلت عليه نصوص المتقدمين والمحققين من أهل الأداء من أن السكت لا يكون إلا مع عدم التنفس، سواء قلّ زمنه أو كثر، وختم بقوله:
الصحيح أن السكت مقيد بالسماع والنقل، فلا يجوز إلا فيما صحّت الرواية به لمعنى مقصود بذاته. أهـ وانظر: (النشر) 1/ 240، وما بعدها، (الإضاءة) 42.
فائدة: قلت: بعض المتقدمين من الأئمة قد أطلقوا هذه المصطلحات من الوقف والقطع والسكت وجعلوها كالمترادفات فيطلقوا هذه اللفظة مكان هذه، لأن بينها جميعا اشتراكا في المؤدى والعمل، ولكن عند ما جاءت مرحلة التمييز والتدقيق لدى المتأخرين حققوها، وجعلوا لكل عمل مصطلحا خاصا به، وكل ذلك من الحفظ، والذي وعد الله به لكتابه (المبين).
(1) وذلك إشعارا بأن (قيما) ليست متصلة ب (عوجا)، فإنه حال من الكتاب، (شرح شعلة) 468، و (الإتحاف) 2/ 208.
(2) في (م) يراد.
(3) وذلك لئلا يوهم أن هذا صفة لمرقدنا. انظر: المصدرين السابقين.
(4) وذلك لئلا يتوهم أنها كلمة واحدة، وفي الثاني فرارا من الإدغام، قال أبو العباس المهدوي: وكان يلزمه مثل ذلك فيما شاكلهما، وهو لا يفعله، فليس لقراءته من وجه إلا اتباع الرواية.
انظر: المصدرين السابقين، وشرح الهداية) 2/ 392.
قال الإمام الشاطبي: وسكتة حفص دون قطع لطيفة .. على ألف التنوين في عوجا بلا وفي نون من راق ومرقدنا ولا .. م بل ران والباقون لا سكت موصلا.

(3/1300)


[القيامة: 27] وفي المطففين [14] كلا بل يقف ثم يبتدئ ران. قال الأشناني سألت علي بن محصن فقلت: هل خالف أبو شعيب القوّاس «1» أبا حفص «2» في شيء من القرآن قال: لا، فقلت له: فكان يقف على هذه الأربعة الأحرف كما كان يقف أبو حفص. قال: نعم، نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر، قال: حدّثني وهيب، قال: نا الحسن بن المبارك، قال: نا أبو «3» حفص «4» عن أبي عمر «5» عن عاصم أنه كان يحب أن يسكت على قوله: عوجا وصل أو قطع، قال أبو عمرو: وقد أقرأني أبو الفتح عن قراءته في رواية هبيرة السكت هاهنا، وفي يس وفي القيامة والمطففين بغير سكت وإدغام النون واللام في الراء، وقال هبيرة في كتابه عنه: بل ران [المطففين: 14] لا يدغم، وقال الزهراني عنه: يكمل اللام، يريد تبيينها، وقال حسين المروزي وأبو شعيب عنه بل ران يدغم اللام في الراء.
وقرأ الباقون في الأربعة بالوصل من غير سكت، وأدغموا النون واللام في الراء في من راق [القيامة: 27] بل ران وقد ذكرت الاختلاف عن نافع في الإدغام في بابه.

حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وأبي بكر من طريق يحيى «6» بن آدم والعليمي والكسائي عنه من لدنّي [76] بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون والهاء ووصلها بياء «7» في اللفظ لأجل الكسرة قبلها، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني أبو بكر، قال: نا إدريس «8» عن أحمد بن عمر الوكيعي،
__________
(1) هو: صالح بن محمد أبو شعيب القواس الكوفي، عرض على حفص بن سليمان، وعنه أحمد الصفار وأحمد الحلواني والحسن الرازي وأحمد البزاز (غاية) 1/ 334.
(2) وهو: عمرو بن الصباح.
(3) هنا سقط في النسخة (ت) وفي (م): أبو جعفر، قلت: وأبو حفص هو: عمرو بن الصباح.
(4) هنا سقط في (ت) وفي (م) قال زبان: قال أبو عمر، قلت: وأبو عمر هو: حفص بن سليمان.
(5) في (م) عن أبي عمرو.
(6) انظر: (المبسوط) 233، و (التذكرة) 2/ 412، و (الغاية) 304، وزاد صاحب (غاية الاختصار) 2/ 552، حماد وجبلة.
(7) فتصير (من لدنهي). وقد انفرد نفطويه عن الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر بكسر من غير صلة. واختلف في الإشمام هنا، هل هو الذي في باب قيل وغيض، أم الآخر الذي هو الإشارة بالعضو،- أي ضم الشفتين- مع الدال، أم ضم الشفتين بعد الدال، أم هو الاختلاس. فاتفقوا على أنه ليس من باب قيل، فالدال هنا ساكنة، وانفرد ابن زنجلة بأنه من باب قيل، لأن الأصل في الدال الضم. وذهب إلى الثاني الجعبري وابن الجزري وأحمد البنا وآخرون وذهب إلى الثالث مكي والصفاقسي وآخرون. وذهب إلى أنه اختلاس الأهوازي تجوزا. انظر: (إعراب القراءات) 1/ 386، و (التذكرة) 2/ 412، و (التبصرة) 572، و (حجة القراءات) 412، و (المبهج) 602، و (النشر) 2/ 310، و (غيث النفع) 227، و (الإتحاف) 2/ 209، و (البدور الزاهرة).
تنبيه: رد بعض المشايخ هذه الزيادة عن شعبة بسبب مخالفتها لرواية الثقات، عنه كما في (المبسوط) 233، قلت: هي رواية صحيحة سبعية انفرد بها شعبة عن الآخرين.
(8) إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن البغدادي، إمام ضابط متقن ثقة، قرأ على خلف ابن هشام ومحمد الشموني، وروى القراءة عنه سماعا ابن مجاهد، وعرضا محمد بن شنبوذ وابن مقسم والخاقاني وأحمد بن بويان وأبو بكر النقاش وأحمد القطيعي. وقال الدارقطني: ثقة وفوق الثقة بدرجة، مات سنة 292 هـ. (تاريخ بغداد) 7/ 14، و (غاية) 1/ 154.

(3/1301)


وعن خلف عن يحيى عن أبي بكر عن عاصم من لدنه [2] يشمّ الدال الضمة ويكسر النون والهاء، وروى موسى بن حزام عن يحيى عن أبي بكر من لدنه بجزم الدال وبنصب اللام، ويحرّك «1» النون تخفيف، وروى خلف عن يحيى مخفّفة مكسورة النون ويجزم الدال ويشمّها الضمّة، وينصب اللام. وروى ابن شاكر عن يحيى من لدنه خفيف بنصب اللام وجزم الدال. وروى حسين بن الأسود «2» من لدنه خفيف لم يزد على ذلك. وكذلك روى ابن أبي أميّة عن أبي بكر، قال أبو عمرو: والإشمام هاهنا [33/ أ] وفي الموضع الذي في النساء [40] والموضعين اللذين في هود [1] والنمل [6] على رواية الكسائي عن أبي بكر يكون إيماء بالشفتين لا غير؛ لأن الدال ساكنة خالصة السكون بدليل كسر النون بعدها للساكنين، فلا يقرع لذلك السمع، ولا يدرك معرفته إلا البصير دون الأعمى «3».
وقرأ الباقون بضم الدال والهاء وإسكان النون «4»، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر «5»، ووصل ابن كثير الهاء بواو في اللفظ على أصله، ولم يصلها
__________
(1) في (م) وتحرك (بالتاء)
(2) في (م) بزيادة عنه.
(3) قلت: ولعل كلامه هذا يدل على اختياره للإشمام، بمعنى ضم الشفتين. ويؤيد ذلك قول مكي في (كشفه) 2/ 54، فكل إشمام في حرف ساكن لا يسمع، إنما هو ضم الشفتين لا غير. وكل إشمام في متحرك يسمع كالإشمام في قيل وحيل.
(4) على الأصل فيه وفي (لدن) لغات أخرى، غير ما ذكر، انظر: (الحجة) 5/ 124، و (البيان) 2/ 99.
قال الشاطبي: ومن لدنه في الضم أسكن مشمه .. ومن بعده كسران عن شعبة اعتلا وضم وسكن ثم ضم لغيره وكلهم في الهاء على أصله تلا.
(5) رواية أخرى عنه كالجماعة، ولكن لا يقرأ بها من طريق الحرز كأصله.

(3/1302)


الباقون على أصولهم «1». ويبشّر المؤمنين [2] قد ذكرت «2».

حرف:
وكلهم قرأ من أمرنا رشدا [10] بفتح الراء والشين إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر «3» أنه ضمّ الراء وسكّن الشين «4».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر مرفقا [16] بفتح الميم وكسر الفاء، واختلف عن أبي بكر «5» عن عاصم، فروى عنه الكسائي والأعشى ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وابن جبير وهارون بن حاتم وحسين بن علي «6» من رواية خلّاد وأبي هشام وهارون عنه الموافقة لنافع «7». حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين الشيباني «8»،
قال: نا المنذر «9»، وقال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم مرفقا مثل نافع،
__________
(1) ولا خلاف بينهم في الوقف بها ساكنة. (التذكرة) 2/ 412.
(2) في الآية [39] آل عمران [2]، وانظر: (الجامع) ت طلحة 192، (التيسير 2/ 412)، (الإرشادات الجلية، 271).
(3) تعتبر رواية آحادية عنه من هذا الطريق، والقراءة له كالجمهور. انظر: (المبهج) 603.
(4) ورويت أيضا عن أبي رجاء. انظر (البحر) 6/ 102.
(5) وجه عنه بفتح الميم من هذا الطريق.
(6) هو: ابن الأسود، وقد تقدم.
(7) في كتاب (السبعة) 388، عن الكسائي وفي (المبسوط) 233، و (التذكرة) 2/ 412، عن الأعشى، و (غاية الاختصار) 2/ 552، عن الأعشى والبرجمي.
يقول الشاطبي: وقل مرفقا فتح مع الكسر عمه ..
فائدة: على قراءة فتح الميم في (مرفقا) تفخم الراء، وعلى قراءة كسر الميم فهناك خلف لأجل الاعتداد بزيادة الميم وعروض كسرتها وعدمه. والصواب فيه الترقيق، لأن الكسرة فيه لازمة، وإن كانت الميم زائدة كما رجحه ابن الجزري في (النشر) 2/ 104 - 107، والقاضي في (البدور الزاهرة) 190.
(8) عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني البغدادي، شيخ، روى القراءة سماعا عن محمد بن المنذر عن يحيى بن آدم ومحمد بن الجهم، روى القراءة عنه أبو طاهر بن أبي هاشم وأحمد بن نصر الشذائي (غاية 1/ 590).
(9) المنذر بن محمد بن المنذر الكوفي، روى القراءة عن هارون بن حاتم عن أبي بكر وعن عاصم وعن أبيه عن سليم عن حمزة عن الأعشى، روى عنه الحروف عمر بن الحسن الشيباني وأحمد بن سعيد الهمذاني (غاية 2/ 311).

(3/1303)


وروى عنه العليمي ويحيى بن آدم وابن أبي أميّة وإسحاق الأزرق بكسر الميم وفتح الفاء «1»، وكذلك روى الحسن الرازي عن هارون عنه. وروى عنه البرجمي الوجهين جميعا «2».
وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء، وكذلك روى حفص وحمّاد والمفضل عن عاصم.

حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد تزور [17] بإسكان الزاي وتشديد الراء من غير ألف على لفظ (تحمرّ وتصفر) «3»، وروى الوليد عن يحيى عنه تزوّر بفتح الزاي وتشديد الواو من غير ألف «4». وقرأ الكوفيون تزاور بفتح الزاي وتخفيفها وألف بعدها وتخفيف الراء.
وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم شدّدوا الزاي «5».
حرف:
قرأ الحرميّان «6»: ولملئت منهم [18] بتشديد اللام «7».
وقرأ الباقون بتخفيفها «8» ونا خلف بن إبراهيم، قال: نا أحمد بن أسامة، قال: نا أبي، قال: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة عن سليم عن حمزة ولمليت مخففة
__________
(1) الرواية الثانية عن شعبة بكسر الميم، وعليها العمل. (التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310.
(2) قلت: ولا يقرأ له بهذا الخلف من طريق الحرز والطيبة. انظر: المصدرين السابقين، و (شرح طيبة النشر) 267، و (الكوكب الدري) 478.
(3) انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310.
(4) أي (تزوّر)، وقد ذكرت في (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 8، وهي رواية آحادية عنه.
(5) وهذه الأوجه الثلاثة سبعية، والكل لغات بمعنى تميل وتنحرف.
يقول الإمام الشاطبي: وتزور للشامي كتحمر وصلا .. وتزاور التخفيف في الزاي ثابت.
(التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310، و (الفتح الرباني) 210.
(6) هما نافع وابن كثير.
(7) وفي كتاب (السبعة) ص 389 زاد ابن مجاهد قوله: وروى إسماعيل بن مسلم عن بن كثير (ولملئت) خفيفة.
(8) إلا أن أبا عمرو روى عنه ترك الهمز مع التخفيف عن أصله عن شجاع والسوسي عن

(3/1304)


بغير همز، لم يرو ترك الهمز في ذلك في حال الوصل حمزة إلا من هذا الوجه، ولعله أراد أنه بغير همز في الوقف «1» فيوافق الجماعة.
رعبا [18] قد ذكر «2».

حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحماد والمفضل «3»، وفي رواية هبيرة وأبي شعيب القوّاس عن حفص «4» فيما قرأت، وأبو عمرو «5» وحمزة بورقكم [19] بإسكان الراء.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم من رواية عمرو وعبيد وأبي شعيب وأبي عمارة وأبي الربيع وابن شاهي بكسر الراء «6»، وكذلك روى حسن بن جامع عن أبي حمّاد والحسن الرازي عن هارون بن حاتم عن أبي بكر، لم يروه عنه غيرهما «7».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ثلاث مائة سنين [25] بغير تنوين على الإضافة،
__________
عبد الوارث (الاختيار) 2/ 515، ونقل له خلف بين الهمز وتركه العلامة البنا في (الإتحاف) 2/ 211، والعمل للسوسي ترك الهمز في الحالين. (البدور الزاهرة) 191.
قال الشاطبي: وحرميهم ملئت في اللام ثقلا. والتخفيف والتشديد لغتان، والأول مقدم، لأن الأكثر عليه، وهو كثير الاستعمال، (الكشف) 2/ 57.
(1) قلت: والعمل لحمزة ترك الهمزة وقفا، وورش من طريق الأصبهاني عنه. (الإتحاف) 2/ 211. و (الجامع) ت طلحة 222.
(2) في الآية [151] من سورة (آل عمران) [2] انظر: (التيسير) 76.
(3) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 535.
(4) رواية عن حفص بإسكان الراء كشعبة من هذا الطريق، ولكن لا يقرأ بها من طريقي الشاطبية والطيبة. انظر: (التيسير) 116، و (شرح الطيبة) 267، و (النشر) 2/ 310.
(5) قلت: وليس للإمام البصري إدغام هنا لسكون ما قبل القاف، إلا ما روى عن العباس عنه وروح ابن أحمد بن موسى عنه (بورقكم) مدغمة، وكان يشمها من التثقيل، ويروى ذلك أيضا عن ابن محيصن. انظر: (السبعة) 389، و (المبهج) 604، و (بستان الهداة) 93، 664، و (كنز المعاني على الشاطبية) للجعبري لوحة 112، و (التقريب والبيان) للصفراوي 424، و (سراج القارئ) 38.
(6) وذلك على الأصل والإسكان تخفيف منه.
قال الشاطبي: بورقكم الإسكان في صفو حلوه .. وفيه عن الباقين كسر تأصلا. (إعراب القرآن) 2/ 452، و (التيسير) 116، و (تقريب المعاني) 319.
(7) في (م) غيرها قلت: وهي رواية عن شعبة غير مشهورة، وتقدمت الأولى التي عليها العمل.

(3/1305)


وقرأ الباقون بالتنوين «1».

حرف:
قرأ ابن عامر ولا تشرك في حكمه [26] بالتاء وجزم الكاف على النهي، وقرأ الباقون بالياء ورفع الكاف على الخبر «2».
بالغداة والعشي [28] قد ذكر «3».
حرف:
قرأ عاصم «4» بخلاف عن أبي بكر وكان له ثمر [34] وأحيط بثمره [42] بفتح الثاء والميم، ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا القطيعي عن أبي هشام «5» عن حسين عن أبي بكر بضم الثاء والميم في الموضعين، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسن «6»، قال: نا المنذر بن محمد، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم وقرأ كل شيء [33/ ب] في ثمر إلا حرفين قرأهما بالرفع وكان له ثمر [34] وأحيط بثمره [42] وقرأ أبو عمرو بضم وإسكان الميم في الموضعين «7» وقرأهما الباقون بضم الثاء والميم «8».
__________
(1) من قرأ على الإضافة- وهما الصاحبان- فتنبيها على الأصل الذي كان يجب استعماله، ومن نون فعلى التقديم والتأخير أي سنين ثلاثمائة. (إعراب القرآن) 2/ 435، و (البيان) 2/ 106، و (تقريب المعاني) 319. قال الشاطبي: وحذفك للتنوين من مائة شفا.
(2) انفرادة سبعية عن ابن عامر ومن قرأ بتاء الخطاب إجراء على النهي للإنسان، أي: لا تشرك أيها الإنسان في حكم ربك أحدا، وقيل نهي للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بياء الغيبة جعله نفيا، والضمير لله. يقول الشاطبي: وتشرك خطاب وهو بالجزم كملا. انظر: المصدر السابق.
(3) في الآية [52] الأنعام. وانظر: فرش الآية من (التيسير) 85.
(4) لعاصم بكامله في القراءة السبعية والعشرية بفتحتين متواليتين على الثاء والميم، وفيها انفرادة سبعية جمع (ثمرة) والخلف المذكور عن شعبة من انفرادات. (جامع البيان).
انظر: (السبعة) 390، و (التيسير) 116، و (النشر) 2/ 310، و (البدور الزاهرة) للنشار 2/ 47.
(5) هو: أبو هشام الرفاعي، وقد تقدم.
(6) في النسختين عمر بن الحسين، والصواب المذكور أعلاه.
(7) إلا رواية عبد الوارث عنه وما رواه علي بن نصار وحسين الجعفي عنه (ثمر) مثل نافع والقراءة له بما ذكره الداني في الجامع. و (التيسير) ص 116، وانظر: (السبعة) لابن مجاهد ص 390، و (المبهج) 606، و (الاختيار) 2/ 517، و (النشر) 2/ 310.
(8) بضمها على أنه جمع (ثمار وثمر) و (ككتاب وكتب).

(3/1306)


حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر منهما منقلبا [36] بالميم على التثنية، وكذلك في مصاحفهم، وقرأ الباقون «منها» بغير ميم على التوحيد، وكذلك في مصاحفهم «1» وقد غلط الحلواني على ابن كثير في ذلك، فحكى عن القوّاس عن أصحابه عنه منها بغير ميم، وخالفه البزّي وقنبل والخزاعي وأبو ربيعة، فرووا ذلك بالميم.
حرف:
قرأ ابن كثير «2» في رواية الخزاعي عن أصحابه عن البزّي والقوّاس وابن فليح، وفي رواية محمد بن هارون عن البزّي ونافع في رواية المسيّبي «3»، وفي رواية ابن جبير عن إسماعيل، وفي رواية عبد الله بن عيسى المدني عن قالون «4» وعاصم في رواية البرجمي عن أبي بكر «5»، وفي رواية ضرار بن صرد عن يحيى عنه، وفي رواية هبيرة عن حفص «6» وابن عامر «7» لاكنا هو الله [38] بإثبات الألف بعد
__________
(حجة القراءات) 416، و (الفتح الرباني) 211.
(1) من قرأ بالتثنية فالضمير يعود على الجنتين، ومن قرأ بالإفراد فعلى الجنة المدخولة.
انظر: المصدرين السابقين، و (معاني القرآن للفراء) 2/ 144، و (المصاحف) 53، و (السبعة) 390، و (التيسير) 117، و (المقنع) 104، و (تقريب المعاني) 320.
(2) انظر: (المبسوط) 235، و (غاية الاختصار) 2/ 554 وفي كليهما من طريق ابن فليح.
(3) انظر: (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) للداني 314، و (غاية الاختصار) 2/ 544.
(4) رواية عن قالون من طريق المدني بإثبات الألف في الحالين، وهي ليست من طريق الحرز، فلا يقرأ بها في السبعة، وهي من انفرادات جامع البيان.
(5) رواية البرجمي آحادية غير متواترة وذكرت في (المبسوط) 235، و (المستنير في القراءات) ص 643.
(6) رواية عن حفص انفرادية من غير طريق الحرز، فلا يقرأ بها.
(7) الإمام الشامي قرأها وحده بإثبات الألف في الحالين في القراءة السبعية، والأصل في (لكنا) (لكن أنا)، فألقيت حركة الهمزة على النون، وحذفت الهمزة، وأدغم أحد المثلين في الآخر وقيل: بل حذفت الهمزة بحركتها، وأدغمت النون، الأولى في الثانية. وممن قال: بالقولين معا ابن الأنباري في (البيان) 2/ 107، والمنتجب الهمداني في (الفريد) 3/ 338، وممن قال بالأول فقط ثلة، منهم: الزجاج في (معاني القرآن) 3/ 286، والنحاس في (إعراب القرآن) 2/ 457، ومكي في (الكشف) 2/ 61، وأبو علي الفارسي في (الحجة) 5/ 145، وممن قال بالثاني: ابن خالويه في (إعراب القراءات) 1/ 394.

(3/1307)


النون في الوصل والوقف، وكذلك روى عبيد بن موسى عن حمزة «1» وعصمة «2» بن عروة عن أبي عمرو «3» ونا أحمد بن عمر، قال: نا محمد بن منير، قال: نا عبد الله بن عيسى «4»، قال: نا قالون عن نافع لاكنا بإثبات الألف في القراءة والكتابة «5» والقطع والابتداء، قال أبو موسى «6» عبد الله: الوقف على لكنا ووصله واحد تبين فيه الألف، قال: أبو عمرو ولم يأت بهذا عن قالون أحد غير عبد الله بن عيسى وهو ثقة ضابط، وروى حذف الألف في الوصل عنه نصّا أحمد بن صالح والحلواني، وروى ابن المسيّبي عن أبيه لكنّا مثقلة في الكتاب والقراءة، وروى ابن واصل عن ابن سعدان عنه بالألف في الكتابة والقراءة جميعا، وخالفهما عنه أبو عمارة فقال يطرح الألف في الوصل «7». كذلك روى أصحاب إسماعيل «8»
__________
أما وجه قراءة الشامي بالألف وصلا لأن الهمزة من (أنا) حذفت، فصار إثبات الألف عوضا منها، وقيل: هي لغة حكاها الكوفيون، يجعلون الألف من أصل الاسم المضمر، وقد جاء ذلك على لغة بني تميم، واستشهد بعضهم بمثل قوله: (أنّا ربكم الأعلى) وذكر الفارسي احتمالين آخرين، وزعم فريق أن إثبات الألف في الإدراج لحن وشذوذ، وتعقب الزجاج ذلك بقوله:
" والجيد البالغ ما في مصحف أبي بن كعب، ولم نذكره في القراءات لمخالفته المصحف. وهو لكنا هو الله ربي فهذا الأصل وجميع ما قرئ به جيد بالغ، ولا أنكر القراءة بهذا .. والأجود اتباع القراء ولزوم الرواية فإن القراءة سنة" .. انظر: المصادر السابقة و (البحر) 6/ 128.
(1) وفي (الاختيار) 2/ 517 والعبسي عن حمزة، قلت: وهو وجه انفرادي عنه.
(2) عصمة بن عروة، أبو نجيح القفيمي، روى عن أبي عمرو وعاصم وروى حروفا عن أبي بكر، سئل عنه أبو حاتم فقال: مجهول: (غاية 1/ 125).
(3) قرأها في رواية لم تشتهر عنه وهي من غير طريق الحرز. (التيسير) 117، و (البحر) 6/ 128.
(4) قال ابن الجزري عنه: في (النشر) 1/ 440، وهو الذي روى عن قالون لكنا هو الله بإثبات الألف وصلا كابن عامر.
(5) وهذه الألف مما زيدت اتفاقا. انظر: (البديع في رسم مصاحف عثمان) 136، و (إعراب القرآن) 215، و (لطائف البيان) 2/ 34.
(6) هو ابن عيسى المتقدم.
(7) نقل الإمام الداني- رحمه الله- لقالون الوجهين، والعمل له ما ذكره آخرا من حذف الألف في الوصل كالجماعة، انظر (التيسير) 117 و (النشر) 2/ 311.
(8) انظر: (السبعة) 391، وفيه:" وإسماعيل بن جعفر عن نافع بغير ألف في الوصل".

(3/1308)


وورش «1» وأصحاب أبي بكر وحفص، وروى إسحاق الأزرق «2» عن أبي بكر لكن هو الله ربّي خفيفة النون، يريد ساكنة، لم يروه عنه أحد غيره. وقال أبو خليد عتبة
بن حمّاد عن نافع لكنا هو الله جزم موافق ما رواه الأزرق عن أبي بكر، وروى ضرار بن صرد عن يحيى عنه بين الألف وصل أو قطع. وروى خلف عن يحيى «3» يشدّد النون ويحذف الألف في الوصل، وكذلك روى ابن المنذر عنه. وكذا قال الأعشى ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم والكسائي عن أبي بكر في الألف.
وقرأ الباقون وابن كثير «4» في غير رواية الخزاعي هارون ونافع «5» في غير رواية المسيّبي «6» والمدني عن قالون وابن جبير عن أصحابه، وعاصم من غير رواية البرجمي «7» وهبيرة بحذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف «8» بيانا للفتحة، كما أثبتوها كلهم فيه في كلمة «أنا» حيث وقعت كذلك، وقد خالف الجماعة قتيبة «9» بن مهران، فروى عن الكسائي أنه يقف لكن بغير ألف، ونا فارس، قال: نا (محمد الأصبهاني)، قال: نا محمد بن محمد نا «10» عبد الله بن أحمد البزاز «11»، قال: نا
__________
(1) وفي (المبسوط) لابن مهران ص 235، عن ورش القراءة بالوجهين.
(2) وجه انفرادي آحادي عن شعبة ونافع، ويعتبر شاذا لمخالفته المتواتر عنهما. ويروى أيضا عن أبي رجاء. انظر: (المحتسب) 2/ 30، و (التيسير) 117، و (زاد المسير) 5/ 143، و (القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير (526).
(3) وبهذا الوجه العمل في رواية شعبة من طريق يحيى والكسائي وابن منذر عنه، وكذا صاحبه حفص. (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(4) وبهذا الوجه العمل في قراءة ابن كثير.
(5) في النسختين بزيادة (ابن)، والصواب نافع. انظر: (مفردة نافع من كتاب التيسير) 107.
(6) لأن له عن نافع إثبات الألف في الحالين، وعن قالون عنه في الوجه الثاني كالجماعة، وعليه العمل (السبعة) 391.
(7) فله عن عاصم إثبات الألف في الحالين. انظر: (غاية الاختصار) 2/ 554.
(8) وذلك اتباعا للرسم (النشر) 2/ 311، و (هبة الرحمن الرحيم) 47.
(9) انظر: (المبسوط) 235، و (غاية الاختصار) 2/ 554.
(10) ما بين المعكوفين ساقط في (م).
ودليل الحرف من الشاطبية قوله: وفي الوصل لكنا فمد له ملا.
(11) في النسختين البزار، والصواب البزار، وقد تقدم.

(3/1309)


إسماعيل بن شعيب «1»، قال: نا أحمد بن محمد الأصبهاني «2»، قال: نا محمد بن يعقوب «3»، قال: نا العباس بن الوليد «4»، قال: نا قتيبة عن الكسائي لكن هو الله ربّي [38] بنصب النون ووقفه بالنون، لم يروه عنه أحد غير قتيبة «5»، وخالفهما أيضا الوليد بن عتبة. وروى عنه ابن شاكر بإسناده عن ابن عامر أنه أثبت الألف في الوصل، وحذفها في الوقف.

حرف:
[34/ أ]: وكلهم قرأ ماؤها غورا [41] هنا. وفي الملك [30] ماؤكم غورا بفتح الغين، إلا ما رواه البرجمي «6» عن أبي بكر أنه ضمّ الغين هاهنا بلا خلاف عنه، وضمّها وفتحها في الملك، قرأ هناك بالوجهين جميعا، لم يتابعه على ذلك عن أبي بكر أحد «7».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي ولم تكن له فئة ينصرونه [43] بالياء، وقرأ الباقون بالتاء «8».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي هنالك الولاية [44] بكسر الواو، واختلف عن أبي
__________
(1) إسماعيل بن شعيب أبو علي النهاوندي، مقرئ متصدر مشهور، قرأ على أحمد بن محمد بن سلمويه، وروى الحروف عن إسحاق بن منده، وعنه عبد الله بن أحمد وعبد الواحد بن عمر وتلاوة على ابن محمد العلاف وعلي الحمامي وابن مهران، مات سنة 350 هـ. (غاية) 1/ 164.
(2) أحمد بن محمد بن سلمويه بالسكون أبو علي الأصبهاني، مقرئ حافظ ضابط، قرأ على محمد ابن الحسن، وروى الحروف عن محمد بن يعقوب وقرأ عليه إسماعيل بن شعيب النهاوندي، مات سنة 336 هـ (غاية) 1/ 116.
(3) محمد بن يعقوب بن يزيد أبو عبد الله القرشي الأصبهاني الغزال، روى الحروف سماعا عن العباس بن الوليد صاحب قتيبة، وعنه أحمد بن محمد بن سلموية وابن شنبوذ. (غاية) 2/ 283.
(4) العباس بن الوليد أبو الفضل الأصبهاني شيخ أصبهان في رواية قتيبة، أخذ القراءة عرضا عن قتيبة بن مهران، وعنه العباس بن الفضل الرازي ومحمد بن يعقوب القرشي وابن معروف، مات بعد 250. (غاية) 1/ 355.
(5) في الوجه انفرادة شاذة لمخالفتها لقراءة الجماعة. انظر: (التذكرة) 2/ 414، و (التيسير) 117، و (المستنير في القراءات) 644، و (المبهج) 607، و (الانفرادات) 2/ 906.
(6) ينظر رواية البرجمي في المستنير في القراءات ص 444.
(7) ويعتبر التفرد شاذا عنه، انظر: (مختصر الشواذ) ص 67، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 19، وفيه أن بضم الغين والواو.
(8) في تذكير (يكن) لأجل (ينصرونه) بعده بالياء، وتأنيثه لأن لفظ (فئة) مؤنث مجازي. والدليل قول الشاطبي: وذكر تكن شاف.
انظر: (إعراب القراءات) 1/ 395، و (التيسير) 117.

(3/1310)


بكر «1» فروى يحيى الجعفي وابن جبير وخلّاد عن حسين عنه أنه كسر الواو، وروت الجماعة «2» أنه فتحها، وكذلك روى هارون وأبو هشام عن حسين عنه، وبذلك قرأ الباقون «3».

حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي لله الحق [44] برفع القاف، وخفضها الباقون «4».
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر «5» وحمزة وخير عقبا [44] بإسكان القاف وضمها الباقون، وكذلك روى إسحاق الأزرق وخلّاد عن حسين والمنذر بن محمد عن هارون جميعا عن أبي بكر عن عاصم، حدّثنا الفارسي، قال: نا عمر بن الحسن، قال: نا المنذر، قال: ثنا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم عقبا مشددة، يريد مضمومة القاف، والعبارة بالتشديد على الضم مجاز واتّساع، بذلك من حيث اشتركا في الثقل والعدول عن الخفّة. أخبرت عن محمد بن الحسن، قال: نا الرازي، قال: نا هارون عن أبي بكر عن عاصم عقبا مثقل «6».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي تذروه الريح [45] بغير ألف على التوحيد، وكذلك روى التيمي والأعشى وابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر «7» عن عاصم لم يروه غيرهما، وقرأ الباقون بالألف على الجمع وقد ذكر «8».
__________
(1) رواية القراءة عن شعبة كقراءة حمزة، لم تشتهر من هذا الطريق، وهي من انفرادات (جامع البيان).
(2) وبما روته الجماعة بالفتح المتواتر عنه، وبه العمل. (التيسير) 117.
(3) انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 113، حرف (76) من سورة الأنفال في هذه الرسالة، والفتح والكسر في الواو لغتان، وقيل مصدران بمعنى الملك والقهر والسلطة. (إعراب القراءات) 396، و (إعراب القرآن الكريم وبيانه) 5/ 598.
(4) رفع (الحق) على أنه نعت (الولاية) والجر صفة (الله).
والدليل: وفي الحق جره على رفعه حبر سعيد تأولا.
انظر: (المعاني) للفراء 2/ 146، و (الفتح الرباني) 211، و (تقريب المعاني) 320.
(5) هذا الخلف من انفرادات (جامع البيان)، وفي (التيسير) 117، اختار له إسكان القاف، وعليه العمل والقراءتان لغتان، بمعنى والأصل الضم والإسكان تخفيفا. (إعراب القراءات) 1/ 397، (والكشف) 2/ 63. قال الشاطبي: وعقبا سكون الضم نص فتى .. انظر: ص 66.
(6) في (م) متصل.
(7) وجه عنه لم يشتهر القراءة، كحمزة وهو من انفرادات (الجامع)، والعمل له كجماعة.
(التيسير) 117.
(8) ذكر في البقرة [164] وانظر: (التيسير) 66.

(3/1311)


حرف:
قرأ الكسائي وابن عامر وأبو عمرو ويوم تسير [47] بالتاء وضمها وفتح الياء «1»، الجبال [47] بالرفع، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص «2» عن عاصم، وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الياء «3»، ونصب الجبال وكذلك روت الجماعة عن حفص «4».
حرف:
قرأ حمزة ويوم يقول [52] بالنون وقرأ الباقون بالياء «5».
حرف:
قرأ الكوفيون العذاب قبلا [55] بضم القاف والباء، وقرأ الباقون بكسر القاف وفتح الباء «6».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص لمهلكهم هنا [59] وفي النمل [49] مهلك أهله بفتح الميم وكسر اللام فيهما «7»، وقرأ في رواية المفضل «8» وحماد «9» بفتح الميم واللام في الموضعين. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى من غير رواية الرفاعي والعليمي والكسائي، وابن أبي أمية ويحيى الجعفي وابن عطارد والتيمي عن الأعشى أنه فتح الميم واللام في السورتين «10» كرواية المفضل وحمّاد «11» سواء،
__________
(1) أي على البناء للمفعول.
(2) رواية آحادية عنه، وتروى أيضا عن أبان عن عاصم. (المستنير في القراءات) 2/ 311.
والبستان 667.
(3) وتشديدها على البناء للفاعل إخبار من الله جل ذكره، (الكشف) 2/ 64.
(4) انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(5) والضمير يعود (لله) جل ذكره. والإمام الكوفي منفرد بها عن السبعة.
قال الشاطبي: ويقول النون حمزة فضلا .. انظر: (الفريد) 3/ 349، و (الفتح الرباني) 211.
(6) ضم القاف جمع (قبيل)، مثل (قمص وقميص). وكسرها على معنى المقابلة.
يقول الشاطبي: وكسر وفتح الضم في قبلا حمى .. ظهيرا وللكوفي في الكهف وصلا.
انظر: (الكشف) 2/ 64، و (البيان) 2/ 112.
(7) فيكون مصدرا أو اسم زمان من (هلك) الثلاثي، وقد قرأها وحده بذلك.
انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311، و (الإتحاف) 2/ 219، و (الفتح الرباني) 212.
(8) وفي (غاية الاختصار) 2/ 556، وأبو زيد عن المفضل.
(9) انظر (المبسوط) 236، و (الغاية) 309، كليهما لابن مهران.
(10) وبهذا الوجه من هذا الطريق القراءة السبعية عنه في السورتين، (المبسوط) 236، و (الغاية) 309، و (التذكرة) 2/ 415، و (غاية الاختصار) 2/ 556، انظر: (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(11) كلمة مكررة في (ت).

(3/1312)


وروى الشموني وابن غالب عن الأعشى «1»، والرفاعي عن يحيى عنه أنه ضم الميم وفتح اللام في الكهف وفتح اللام والميم في النمل [49]، وروى ابن جامع عن أبي حماد والمنذر بن محمد عن هارون عنه ضدّ ذلك أنه فتح الميم واللام (في الكهف) وضمّ الميم وفتح اللام في (النمل) «2»، وروى الحسين «3» الرازي عن هارون عنه لمهلكهم [59] بكسر اللام. وروى البرجمي «4» عنه أنه ضم الميم وفتح اللام في السورتين. وبذلك قرأ الباقون «5».

حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وما أنسانيه هاهنا [63] وفي الفتح [10] عليه «6» بضم الهاء في حال الوصل في الحرفين، وقال ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عليه الله [الفتح: 10] مثله.
وقرأهما الباقون بكسر الهاء «7» فيه، ولم يمل فتحة السين هاهنا إمالة خالصة غير الكسائي «8».
__________
(1) يعتبر وجها عنه من هذا الطريق، ولا يقرأ. انظر: (المبسوط) 236، و (الغاية) 309، و (التذكرة) 2/ 415، و (غاية الاختصار) 2/ 556.
(2) هذا الوجه عن شعبة من انفرادات (الجامع) ولم يشتهر عنه.
(3) في (م) الحسن.
(4) وجه انفرادي للبرجمي عن شعبة بضم الميم في السورتين، ولا يقرأ به. وذكر في (المبسوط) 236.
(5) على جعله مصدرا ميميا من (أهلك) الرباعي. (الإتحاف) 2/ 219، و (الفتح الرباني) 212.
والشاهد قوله: لمهلكهم ضموا ومهلك أهله .. سوى عاصم والكسر في اللام عولا. انظر: ص 67.
(6) في قوله: ومن أوفى بما عاهد عليه الله.
(7) ضم الهاء في (أنسانيه) على الأصل في هاء الضمير، وكسرها لأجل الياء، وحفص لم يصل الضمة بواو، فهو يقرأها وحده كذلك. والباقون كذلك لم يصلوا الكسرة بباء.
قال الناظم: وها كسر أنسانيه ضم لحفصهم .. ومعه عليه الله في الفتح وصلا.
انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 117، و (النشر) 2/ 311.
(8) انفرادة سبعية عنه. انظر: (السبعة) 393، (والواضح) 2/ 416.

(3/1313)


حرف:
قرأ أبو عمرو مما علمت رشدا [66] بفتح الراء والشين «1».
وقرأ ابن عامر في رواية التغلبي «2» عن ابن ذكوان بضم الراء والشين [34/ ب] وكذلك روى هشام عن عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث موقوفا عليه، قال لنا محمد بن علي، قال لنا ابن مجاهد «3» هكذا في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان رشدا خفيفة.
وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين «4»، وكذلك روى الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان وابن عتبة والوليد وهشام بإسناده عن ابن عامر «5».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر فلا تسألن [70] بفتح اللام وتشديد النون «6».
وقرأهما الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون «7». ويأتي الاختلاف في إثبات الياء وحذفها في آخر السورة.
__________
(1) في الحرف انفرادة سبعية عن الإمام البصري، ويروى ذلك من غير السبعة عن أبان عن عاصم. انظر: (المستنير في القراءات) 646، والمصادر السابقة.
(2) انفرادة شاذة لمخالفتها لسائر الرواة عن ابن ذكوان انظر (مختصر الشواذ) 84، و (السبعة) 394، و (المستنير في القراءات) 646، و (الاختيار) 2/ 521.
(3) انظر: (السبعة) 394، وفيه عكس هذه الترجمة حيث قال:" مضمومة الراء والشين وهكذا في كتابي عن أحمد بن يوسف عن ابن ذكوان، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان (رشدا) خفيفة، وقال هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (رشدا) خفيفة" أهـ.
(4) فضم الراء وإسكانها لغتان بمعنى، وقد اتفقوا على الموضعين المتقدمين. وهيئ لنا من أمرنا رشدا ولأقرب من هذا رشدا أنهما بفتح الراء والشين.
فائدة: سئل الإمام أبو عمرو بن العلاء عن قراءة الفتح، فقال (الرشد) بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو العلم وموسى عليه السلام إنما طلب من الخضر عليه السلام العلم، وأما قوله:
فإن آنستم منه رشدا فقد أجمع على ضمه".
انظر: (الكشف) 2/ 66، و (التيسير) 117، و (الفريد) 3/ 357) و (النشر) 2/ 311 - 312.
(5) وبما رواه سائر الرواة عن ابن ذكوان القراءة السبعية عنه. انظر المصادر السابقة.
(6) بتشديدها وكسرها على أن نون التوكيد كسرت لمناسبة الياء.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 349، و (الكشف) 2/ 67، و (المستنير) 1/ 320.
(7) تخفيف النون على أن الفعل معرب، والنون للوقاية.
انظر: المصادر السابقة والشاهد: تقدم ذكره في سورة هود.

(3/1314)


حرف:
قرأ حمزة والكسائي ليغرق [71] بالياء وفتحها وفتح الراء أهلها [71] برفع اللام، وقرأ الباقون بالتاء وضمها وكسر الراء ونصب اللام «1».
حرف:
قرأ الحرميان وأبو عمرو نفسا زاكية [74] بألف بعد الزاي وتخفيف الياء، وقرأ الباقون بغير ألف وتشديد الياء «2».
حرف:
قرأ نافع «3» في غير رواية إسماعيل وابن عامر «4» في رواية ابن ذكوان وعاصم «5» في غير رواية حفص نكرا في الموضعين هاهنا [74 و 87] وفي الطلاق [8] بضم الكاف، وروى ابن عتبة «6» عن ابن عامر الحرف الأول بضم الكاف، وفي الثاني بإسكانها.
وقرأ الباقون ونافع في رواية إسماعيل وابن عامر في رواية هشام والوليد وعاصم في رواية حفص بإسكان الكاف في الثلاثة «7».
__________
(1) قراءة الياء مفتوحة على وزن (يفعل) من (غرق يغرق)، و (أهلها) بالرفع على الفاعلية، وبتاء الخطاب المضمومة على وزن (تفعل) من (أغرق)، و (أهلها) بالنصب على المفعولية.
والشاهد: لتغرق فتح الضم والكسر غيبة .. وقل أهلها بالرفع راويه فصلا ص 67.
انظر: (الكشف) 2/ 67، و (الفتح الرباني) 212، و (المستنير) 1/ 321، و (تقريب المعاني) 322.
(2) (زاكية) اسم فاعل أي طاهرة من الذنوب، لأنها صغيرة، و (زكية) بتشديد الياء للمبالغة في الزكاة. يقول الشاطبي: ومد وخفف ياء زاكية سما. انظر المصادر السابقة.
(3) وذلك في رواية قالون والمسيبي وأبو بكر بن أبي أويس وورش، بما ذكره الداني في ترجمة قراءة نافع إلا إسماعيل بن جعفر، فإنه يسكن في الكاف، في كل القرآن إلا قوله إلى شيء نكر فإنه بالضم. انظر: (السبعة) 395، و (المبسوط) 237، و (الغاية) 309، و (الجامع في القراءات العشر) 2/ 777، و (المستنير في القراءات) 646، و (إرشاد المبتدئ) 420، و (الاختيار) 2/ 522، و (غاية الاختصار) 2/ 557.
(4) انظر: المصادر السابقة وفي (السبعة) 395، و (المبسوط) 237، و (حجة القراءات) 424، (المستنير في القراءات) 646، ضم الكاف في الموضعين عن ابن عامر بكامله.
(5) انظر: المصادر السابقة، وفيها أنها لأبي بكر عنه، وفي (غاية الاختصار) 2/ 557، بزيادة المفضل عنه.
(6) انظر: (المبهج) 612.
(7) انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 2/ 216.

(3/1315)


حرف:
قرأ نافع من لدني عذرا [76] بضمّ الذال وتخفيف النون «1»، وروى موسى بن إسحاق «2» الأنصاري عن المسيّبي عنه أنها موقوفة حيث وقعت، وروى حمّاد بن بحر عن المسيّبي نونها موقوفة حيث وقعت، وذلك غلط منهما، واختلف عن أبي بكر في ذلك، فروى الكسائي من قراءتي والأعشى «3» عنه بضم الدال وتخفيف النون مثل نافع «4»، وقال أبو عمر «5» عن الكسائي عنه بتخفيف النون لم يزد على ذلك. وقال ابن الجهم عن أبي ثوبة عن الكسائي عنه بفتح اللام وضم الدال والنون خفيفة. وقال ابن جبير عن الكسائي عنه بضم اللام وجزم، وقال أبو عبيد في كتاب «6» القرآن عنه عن أبي بكر يشمّ اللام الضمة مع جزم الدال، وإشمام اللام خطأ منه، وقد قال في كتابه «7» المعاني عن الكسائي عن أبي بكر بفتح اللام، وهو الصواب، غير أنه لم يذكر الدال هناك، وقال ابن أبي أمية وإسحاق الأزرق وعبيد بن نعيم وابن عطارد وأبو عمارة الأحول والتيمي عن الأعشى وخلّاد عن حسين عن أبي بكر بتخفيف النون، لم يذكروا غير ذلك. وروى هارون عن حسين ومحمد بن جنيد عن الأعشى عنه بضم اللام «8» والدال ساكنة والنون خفيفة، وهما في اللام. على أن ابن جبير وأبا عبيد قد تابعاه عن الكسائي عن أبي بكر على ضمّها، فالضمّ لغة «9»،
__________
(1) قرأ: بذلك وحده، لأنه كره اجتماع النونين، فحذف إحداهما، والحذف في الأسماء جائز.
انظر: (السبعة) 396، و (إعراب القرآن) 2/ 467، و (إعراب القراءات) 1/ 407 و (الكشف) 2/ 69، و (التيسير) 118.
(2) موسى بن إسحاق أبو بكر الأنصاري الخطمي البغدادي القاضي، ثقة روى عن قالون وأبي هشام الرفاعي وهارون بن حاتم ومحمد بن المسيبي وعنه ابن مجاهد، مات سنة 297 هـ. (غاية) 2/ 317.
(3) وعند الإمام ابن مهران في (المبسوط) 237، هذا الحرف عن الأعشى من طريق الشموني ومحمد بن غالب ومحمد القلا.
(4) أي بتخفيف النون. انظر: المصادر السابقة.
(5) وفي (م) أبو عمرو عن.
(6) و (7) الكتابان من مؤلفات أبي عبيدة التي استقى منها الداني، وقد تقدم الأول في حرف (145).
(8) روى هذا الوجه عن شعبة، وفيه انفرادة شاذة عنه، لمخالفته لطرق سائر الرواة عنه.
قال ابن مجاهد عنه: هو غلط، وقال ابن مهران فلا أدري أنه وقع له ذلك.
انظر: (السبعة) 396، و (المبسوط) 237، و (الانفرادات) 2/ 917.
(9) لأن الشذوذ كان من جهة الرواية لا من جهة اللغة. انظر: (الحجة) للفارسي 5/ 162، و (البحر) 6/ 151.

(3/1316)


وروى العليمي عن أبي بكر بإسكان الدال وإشمامهما الضم وتخفيف النون «1»، وكذا روى عن حمّاد عن عاصم. وروى معلى بن منصور ويحيى الجعفي والبرجمي، وابن أبي حمّاد من رواية ابن جامع عنه عن أبي بكر مشددة النون «2» وقال ابن جامع: من لدني [76] مثقل عذرا [76] مخفف، وحكى ابن مجاهد عن ابن ثوبان «3» عن ابن جامع عن ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم من لدنّي مشددة، وقال لنا الفارسي قال لنا أبو طاهر: ورأيت أنا في كتاب ابن ثوبان «4» الذي يرويه عن ابن جامع [35/ أ] عن أبي حمّاد عن أبي بكر من لدنّي عذرا خفيف والله أعلم. قال أبو عمرو: قوله خفيف، يريد به عذرا، واختلف أصحاب يحيى بن آدم فروى عنه خلف مخففة مكسورة النون ويجزم الدال ويشمها الضمة وينصب اللام، قال: وفي أول السورة من لدنى مثله وكذا قرأت في رواية الصريفيني عنه، وروى موسى بن حزام عنه بنصب اللام وبجزم الدال مخففة، ويشم ضمة بعد الدال وقبل النون. وروى حسين العجلي والوكيعي وابن شاكر عنه خفيفة النون، وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن أبي بكر عن موسى بن إسحاق عن أبي هشام عنه نصب اللام ورفع الدال.
وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن العجلي والقطيعي عن أبي هشام عنه من لدني خفيف لم يزد على ذلك وكذا قال ضرار عن يحيى قال أبو عمرو «5»:
والإشمام في هذه الكلمة على رواية من رواه عن عاصم، وعن أبي بكر يكون إيماء بالشفتين إلى الضمة بعد سكون الدال، وقبل كسر النون كما لخّصه موسى بن حزام عن يحيى بن آدم، ويكون أيضا إشارة بالضم إلى الدال، فلا يخلص لها سكون بل
__________
(1) وبهذا الوجه القراءة السبعية عن شعبة. انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 2/ 314.
(2) وجه آخر عنه بتشديد النون.
(3) في الأصل ابن بويان، والصواب ما ذكر أعلاه كما في (م) وقد تقدمت ترجمته.
(4) في (ت) ابن بويان، والتصويب من (م).
(5) بين الإمام أبو عمرو الداني هنا في الجامع الوجهين في إشمام الدال، هل هو بعد سكونها أم باختلاس حركتها، وتبعه في ذلك الحافظ ابن الجزري في (النشر) 2/ 313، فذكر أن أهل الأداء على إشمامها الضم بعد إسكانها، وبه قرأ الداني من طريق الصريفيني، ولم يذكر غيره في (التيسير) 118، وتبعه على ذلك الشاطبي، وروى كثير منهم اختلاس ضمة الدال، وقد رواه الداني في مفرداته. وهذان الوجهان مما اختص بهما هذا الحرف، وقد ذكرهما البنا في (الإتحاف) 2/ 222، ورجحهما القاضي في (البدور) 195. والله أعلم.

(3/1317)


هي على ذلك في زنة المتحرك. وإذا كان إيماء كانت النون المكسورة نون لدن الأصلية، كسرت لسكونها وسكون الدال قبلها، وأعمل العضو بينهما ولم تكن النون التي تصحب «1» يا المتكلم، بل هي المحذوفة تخفيفا لزيادتها، وإذا كان الإشارة بالحركة كانت النون المكسورة التي تصحب يا المتكلم لملازمتها إيّاها كسرت كسر بناء، وحذفت الأصلية قبلها للتخفيف.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بضم الدال وتشديد النون «2».

حرف:
وكلهم قرأ يضيفوهما [77] بفتح الضاد وتشديد الياء من ضيفت إذا أنزلته إلا ما رواه أبو زيد وجبلة عن المفضل «3» عن عاصم أن يضيفوهما خفيفة «4»، من أضفت ومثل الجماعة قرأت «5» له.
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو لتخذت عليه [77] بتخفيف التاء وكسر الخاء من غير ألف، وكذلك روى عبد الحميد بن بكار بإسناده عن ابن عامر، وقرأ الباقون لا تخذت بتشديد التاء وفتح الخاء وألف في الخط بعد اللام «6».
__________
(1) في (م) تصحت.
(2) انظر المصادر السابقة.
والشاطبي يقول: ونون لدني خف صاحبه إلى .. وسكن وأشمم ضمة الدال صادقا.
(3) ويروى الوجه أيضا عن ابن الزبير والحسن وأبي رجاء وممن نقل للمفضل هذه الرواية صاحب (التذكرة) 2/ 417، و (المستنير في القراءات) 647، و (المبهج) 613، و (غاية الاختصار) 2/ 557، و (البحر) 6/ 151، و (بستان الهداة) 670، وتعد في القراءة انفرادة شاذة عن عاصم، لمخالفتها المتواتر عنه وعن الجماعة. انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 29، و (الانفرادات) 2/ 919.
(4) ويلزم من ذلك كسر الضاد وسكون الياء. انظر المصادر السابقة.
(5) وبالذي قرأ به لعاصم- نور الله مرقده- المتواتر عن عاصم، وعليه العمل.
(6) من قرأ بالتخفيف في (لتخذت) على أنه فعل ماض من (تخذ) الثلاثي، وأدخل اللام التي هي جواب (لو) على التاء، وهي لغة عن بني هذيل. ومن قرأ بتشديد التاء الأولى، فأصله (اوتخذ)، فأبدل من واوه تاء فأدغمت في تاء الافتعال وقيل اتخذ (افتعل) من الأخذ أصله (أأتخذ)، فأبدل من الهمزة ياء لسكونها. وانكسار ما قبلها، فصار (ايتخذ) ثم أبدل من الياء تاء، فأدغموا التاء في التاء. أما رواية ابن بكار عن ابن عامر فتعتبر آحادية.
قال الشاطبي: تخذت فخفف واكسر الخاء دم حلا. انظر: (الحجة) للفارسي 5/ 163، و (الكشف) 2/ 70، و (التيسير) 118، و (البيان) 2/ 114 - 115، و (النشر) 2/ 315، و (المستنير) 1/ 323.

(3/1318)


وقد تقدم ذكر الاختلاف في إدغام الذال وإظهارها «1».

حرف:
«2» قرأ نافع وأبو عمرو أن يبدلهما هاهنا [81] ليبدلنهم في النور [55] وأن يبدله أزواجا في التحريم [5] وأن يبدلنا خيرا منها في نون والقلم [32] بفتح الباء وتشديد الدال في الأربعة «3». وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحماد بإسكان الباء وتخفيف الدال فيهن «4».
وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل في (النور) «5» وحدها بفتح الباء وتشديد الدال، وفي الثلاثة المواضع بإسكان الباء وتخفيف الدال. ونا الفارسي، قال:
نا أبو طاهر، قال: نا ابن فرح عن أبي عمر عن أبي عمارة عن حفص «6» أنه قرأها في هذه السورة بالتشديد، وخالفت الجماعة عن حفص «7» فرووا عنه مثل حمزة في الباء كله.
حرف:
قرأ ابن عامر وأقرب رحما [81] بضم الحاء «8».
وأسكنها الباقون «9».
حرف:
وكلهم قرأ ما لم تستطع عليه [78] بالسين «10» إلا ما رواه أحمد بن
__________
(1) انظر: (جامع البيان) و (التيسير) 42.
(2) في النسختين بدون قرأ، وهي إضافة مقبولة يقتضيها المقام.
(3) من التبديل مضارع (بدّل) كنزل.
انظر: (حجة القراءات) 427، و (الفتح الرباني) 212، و (المستنير) 1/ 324.
(4) من الإبدال مضارع (أبدل)، كأنزل وهما لغتان.
انظر: (السبعة) 397، و (المبسوط) 238، والمصادر السابقة.
(5) الموضع الذي في النور ذكره بعض الأئمة مع نظائره في موضعه الأول، كما في (السبعة) 397، و (المبسوط) 238، وذكره آخرون في مكانه في السورة كما في (التذكرة) 2/ 462، والمؤلف في (التيسير) 132، وتبعه ابن الجزري في (النشر) 2/ 333.
قال الشاطبي: ومن بعد بالتخفيف يبدل هاهنا .. وفوق وتحت الملك كافية ظللا.
(6) رواية آحادية عن حفص القراءة كنافع، ولكن لا يقرأ بها.
(7) وبما روته الجماعة عنه القراءة السبعية له.
(8) وهو قرأها وحده كذلك. انظر: (السبعة) 397، و (التيسير) 118.
(9) تخفيفا.
(10) وبوجه السين القراءة السبعية للأئمة كما ذكر. انظر المصادر السابقة.

(3/1319)


صالح عن ورش وقالون عن نافع «1» أنه قرأ بالصاد.

حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر [35/ ب]: فأتبع سببا [85] ثم أتبع سببا [89] في الثلاثة الأحرف بقطع الألف وإسكان التاء.
وقرأ الباقون بوصل الألف وتشديد التاء فيهن «2». وكذلك روى الداجوني عن محمد بن موسى «3» عن ابن ذكوان، لم يروه غيره «4».
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وابن عامر وحمزة والكسائي في عين حامية [86] بألف بعد الحاء وفتح الياء من غير همز «5».
وقرأ الباقون من غير ألف وهمز الياء «6»، وكذلك روى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «7» لم يروه أحد غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي فله جزاء الحسنى [88] بالنصب والتنوين وكسره لسكونه وسكون لام التعريف بعده «8». وروى التيمي عن
__________
(1) رواية آحادية عن نافع، وتروى كذلك وبتشديد الطاء عن حمزة، وكلها شاذة لمخالفتها المتواتر والمشهور عنهم. انظر: (المستنير في القراءات) 648، و (البستان) 672، و (الانفرادات) 2/ 921.
(2) والقراءتان متقاربتان، والفعل متعد لواحد، وقيل: (اتبع) بالقطع متعد لاثنين، حذف أحدهما. أي: اتبع أمره سببا. انظر: (السبعة) 397 - 398، و (الكشف) 2/ 72 - 73، وفيهما ذكر اتفاقهم واختلافهم في قطع ووصل الهمزة في بقية النظائر. و (شرح الهداية) 2/ 400، و (الإتحاف) 2/ 223، قال الشاطبي: فاتبع خفف في الثلاثة ذاكرا.
(3) هو: الصوري، وقد سبقت ترجمته.
(4) في الرواية انفرادة من طريق الشذائي عن ابن ذكوان مخالفة للمشهور عنه، لا يقرأ بها.
انظر: (التلخيص) 318، و (المبهج) 614، و (النشر) 2/ 314.
(5) كالتي في الغاشية آية [4]، والقارعة [11]، وهو اسم فاعل. انظر: (الكشف) 2/ 73، و (الإتحاف) 2/ 224، و (تقريب المعاني) 323.
(6) تعلل بأنها صفة مشبهة، وهي الطينة السوداء. انظر: المصادر السابقة.
(7) وجه ثان عن شعبة وهو غير متواتر عنه، ولم يذكره المؤلف. وفي (التيسير) 118. قال الشاطبي: وحاميه بالمد صحبته كلا.
(8) (فالحسنى) مبتدأ بمعنى الجنة، و (له) خبر، و (جزاء) مصدر في موضع الحال، وقيل منصوب على التمييز.
انظر: (حجة القراءات) 430، و (البيان) 2/ 116، و (الفتح الرباني) 213.

(3/1320)


الأعشى عن أبي بكر بالرفع والتنوين «1» وكسرة للساكنين.
وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين «2». وكذلك روى الشموني وابن غالب عن الأعشى وسائر الرواة عن أبي بكر «3».

حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص: بين السدين [93] بفتح السين. وقرأ الباقون بضمها «4».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي يفقهون قولا [93] بضم الياء وكسر القاف. وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف «5».
حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر يأجوج ومأجوج هاهنا [94] وفي الأنبياء [96] بهمز الاسمين. وروى الشموني والتيمي عن الأعشى عن أبي بكر أنه لم يهمزهما «6» في السورتين. وكذلك روى أبو هشام وخلاد عن حسين عن أبي بكر، وروى ابن غالب عن الأعشى عنه همزهما، وكذلك روى أبو هشام عن الأعشى والجماعة عن أبي بكر «7» حدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر،
__________
(1) رواية آحادية من هذا الطريق، وتعتبر شاذة لمخالفتها المشهور عن شعبة، وعند النحويين يعتبر أجود الوجوه الثلاثة المذكورة.
انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 2/ 417، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 32، وفيه ذكر المؤلف الوجه من غير نسبه، و (التبيان) 2/ 159)، والانفرادات) 2/ 923.
(2) وذلك على الإضافة وهو مبتدأ مؤخر، وخبره الجار والمجرور قبله.
انظر: (الفتح الرباني) 213، و (المستنير) 1/ 325.
(3) وبما رواه سائر الرواة عنه القراءة السبعية له. انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 2/ 315، و (إيضاح الرموز) للقباقبي 440، قال الشاطبي: وصحابهم جزاء فنون وانصب الرفع واقبلا.
(4) الفتح والضم لغتان بمعنى. وقيل: ما كان من فعل الله تعالى فهو (سد) بالضم، وما كان من فعل المخلوقين فهو بالفتح، والله أعلم. انظر: (شرح الهداية) 2/ 402.
يقول الشاطبي: على حق السدين سدا صحاب .. حق الضم مفتوح.
(5) قراءة ضم الياء من (أفقه يفقه)، ومن فتح فمن (فقه) الثلاثي، وهو اختيار ابن مجاهد.
يقول الشاطبي: وفي يفقهون الضم والكسر شكلا.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 1/ 417 - 418.
(6) ممن نقل لشعبة الخلف صاحب (التذكرة) 2/ 419، و (المبسوط) 239، و (الغاية) 312، و (غاية الاختصار) 2/ 559. قلت: ولا يقرأ به من طريق (الحرز).
(7) وبما روته الجماعة عنه بهمز الاسمين المشهور عنه، وعليه العمل. وفي الحرف انفرادة سبعية عن عاصم. انظر: (التيسير) 118، و (النشر) 1/ 394 - 395.

(3/1321)


قال: نا العجلي عن أبي هشام، قال: سمعت أبا بكر همزهما، ثم سمعت أبا يوسف قرأهما على أبي بكر فهمزهما.
وقرأهما الباقون بغير همز في السورتين «1».

حرف:
قرأ حمزة والكسائي خراجا هاهنا [94] وفي المؤمنين [72] أم تسألهم خراجا بفتح الراء وألف بعدها في الموضعين، وروى إسحاق الأزرق عن أبي بكر خراجا في المؤمنين بالألف، وخالفه الجماعة «2» عن أبي بكر، فرووه عنه بغير ألف.
وقرأ الباقون في الموضعين بإسكان الراء من غير ألف «3». وقرأ ابن عامر فخرج ربك [المؤمنون: 72] بإسكان الراء من غير ألف «4»، وكذلك روى محمد بن خلف التيمي عن الأعشى، وعن ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر «5» لم يروه غيره.
وقرأ الباقون «6» بفتح الراء وألف بعدها.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في غير رواية حفص وبينهم سدّا هاهنا [94] وفي الموضعين في يس [9] بضمّ السين في الثلاثة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
__________
(1) وهما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف. وقيل هما عربيان، والهمز لغة بني أسد، واختار بعض النحويين ترك الهمز، لأن الأسماء الأعجمية سواه غير مهموزة نحو طالوت وجالوت وهاروت وماروت. قال الشاطبي: ويأجوج ومأجوج أهمز الكل ناصر.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 1/ 418، و (الكشف) 2/ 77، و (إملاء ما من به الرحمن) 108، و (تقريب المعاني) 324.
(2) أما الرواية الأولى عنه فهي انفرادية، والقراءة له ما ذكره الجماعة عنه بغير ألف.
انظر: (السبعة) 400.
(3) والخرج والخراج لغتان في مصدر خرج. انظر: (المغني) 2/ 395.
(4) في هذا الحرف انفرادة سبعية عن ابن عامر. انظر: (النشر) 2/ 315.
(5) رواية عن شعبة القراءة كابن عامر في الموضع الثاني في (المؤمنين)، ولكن لم تشتهر عنه.
(6) ومعهم الإمام شعبة في قراءته السبعية.
يقول الشاطبي:
وحرك بها والمؤمنون ومده ... خراجا شفا واعكس فخرج له ملا.
وإثبات الألف وحذفها موجود في المصاحف، (المقنع) 95، و (مختصر التبيين) لابن نجاح/ 820 - 821.

(3/1322)


بفتح السين هاهنا، وبضمها في الموضعين في يس. وقرأ الباقون وهم عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي بفتح السين في الثلاثة «1».

حرف:
قرأ ابن كثير ما مكّنّي فيه [95] بنونين ظاهرتين: الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، وكذلك في مصاحف أهل مكة.
وقرأ الباقون بنون واحدة مكسورة مشدّدة وكذلك في مصاحفهم «2».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «3» وحمّاد: ردما آتوني [95، 96] بالوصل وكسر التّنوين وهمزة ساكنة بعده من باب المجيء؛ وإذا ابتدأ كسر همزة الوصل وأبدل الهمزة الساكنة بعدها ياء «4»، واختلف في ذلك عن أبي بكر، فروى عنه يحيى «5» بن آدم والعليمي وحسين الجعفي وابن حمّاد وإسحاق الأزرق والكسائي من روايتي دون قراءتي بالقصر من (الجيئة)، حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «6»، قال: حدّثني إبراهيم بن عمر الوكيعي عن ابنه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر ردما إيتوني على وزن جيئوني، وكذلك رواه عن يحيى بكسر التنوين، نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحق [36/ أ] عن أبي هشام عن أبي بكر عن عاصم ردما إيتوني على وزن جيئوني، وكذلك رواه عن يحيى موسى
__________
(1) فتكون مذاهب القراء في موضعي (يس) كالآتي: نافع وابن كثير وأبي عمرو وشعبة اتفاقا منهم على ضم السين، وحفص وحمزة والكسائي بفتح السين فيها.
يقول الشاطبي: وياسين شد علا.
(2) قراءة ابن كثير بالإظهار على الأصل، وفيها انفرادة سبعية عنه، فالنون الأولى: نون (مكّن)، والثانية: التي تصحب ياء الإضافة، والباقون بالإدغام تسهيلا.
انظر: (المصاحف) 55، و (شرح الهداية) 2/ 403، و (المقنع) 104.
يقول الشاطبي: ومكنني أظهر دليلا.
(3) انظر (غاية الاختصار) 2/ 560 فقرة (3).
(4) في (م) نا.
(5) ممن أشار إلى رواية يحيى عن أبي بكر بن مهران في (الغاية) 312، وطاهر بن غلبون في (التذكرة) 2/ 419، وهي في قراءاته عن أبيه عن نصر بن يوسف من طريق ابن شنبوذ، ورواها عنه سبط الخياط في (الاختيار) 2/ 525، ولم يبين هل هي في حالة الوصل أم الوقف، ونقلها عن الداني ابن الجزري في (النشر) 2/ 315.
(6) انظر: كتاب (السبعة) 400.

(3/1323)


بن حزام وحسين العجلي و «1» الصريفيني نا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى بن إسحاق الأزرق عن هارون عن حسين عن أبي بكر عن عاصم ردما إيتوني مثله على (جيئوني)، وروى عنه عن الأعشى «2» والبرجمي وهارون بن حاتم والكسائي من قراءتي آتوني بالمدّ والقطع في الوصل والابتداء من الإعطاء «3».
وكذلك حكى ابن مجاهد في كتاب قراءة عاصم عن خلاد وهارون عن حسين عن أبي بكر، وكذلك روى المنذر عن هارون. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا عمر بن الحسين، قال: نا المنذر بن محمد، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم ردما إيتوني [95، 96] من (الإعطاء) «4». وكذلك قرأ الباقون «5» وعاصم في رواية حفص.

حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو بين الصدفين [96] بضم الصاد وإسكان الدال «6». وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بضم الصاد وإسكان الدال «7»، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص.
__________
(1) في النسختين بدون الواو.
(2) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 560.
(3) نقل المؤلف هنا لشعبة الوجهين: أحدهما قصر الهمز، وهو الأشهر. وهو الذي اختاره في (التيسير) 119، وعليه العمل من طريق الحرز وفيه انفرادة سبعية. انظر (البستان) 674.
والثاني: مد الهمز كسائر القراء، وهو اختيار فريق من الأئمة. انظر: (النشر) 2/ 315 واختار له البعض القراءة بالوجهين كابن غلبون في (التذكرة) 2/ 419، ومكي في (الكشف) 2/ 79، وابن الجزري في (النشر) 2/ 315 - 316. قلت: وعليه العمل من طريق الطيبة. والله أعلم.
انظر: (شرح الطيبة) 1/ 271.
قال الشاطبي: واهمز مسكنا لدى ردما ائتوني وقبل اكسر الولا لشعبة ..
وقال الجزري: آتون همز الوصل فيهما صدق خلف ..
(4) انظر: وجهتي القراءتين وتوجيههما في كتاب (الحجة) للفارسي 5/ 175 وما بعدها و (الكشف) 2/ 79 فإنه مهم.
(5) فائدة: استحب ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 420، أن لا يعتمد القارئ الابتداء بالفعل لأحد من القراء، لأنه من كلام ذي القرنين، فهو متصل بما قبله.
(6) في بالنسختين وإسكان، والصواب ضم الدال. انظر: (التيسير) 119، و (النشر) 2/ 316.
وغيرهما.
(7) أي: تخفيفا من القراءة التي قبلها، وشعبة منفرد بها في القراءة السبعية.
انظر: (التيسير) 119، و (المغني) 2/ 397، و (الهادي) 3/ 26

(3/1324)


وقرأ الباقون وعاصم في رواية حفص والمفضل بفتح «1» الصاد والدال. وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة عن حفص، خالف أبا عمر الدوري عنه، وهو الصواب. وحكى عمرو بن الصباح عن حفص أنه خالف عاصما في قوله:
الصدفين وذكر عن حفص أن عاصما كان يقرؤه بضم الصاد وسكون الدال. نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: حدّثني ابن منيع «2»، قال:
حدّثني جدّي «3» قال: نا حسين المروزي عن حفص عن عاصم بنصب الصّاد والدال.
قال عاصم: ما خالفت «4» أبا عبد الرحمن «5» في حرف أعلمه إلا أنني اعتدت هذا الحرف من زر «6» وشقيق «7»، قال أحدهما: كيف يقرأ أبو عبد الرحمن؟ قلت:
الصدفين، فقال: ويحك هو إلا حذف «8»، فاعتدت أقرأ الصدفين، حدّثنا
__________
(1) في النسختين بضم، والصواب بفتح، وهي لغة أهل الحجاز. (الإتحاف) 2/ 227.
(2) أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر الأصم مروروذي الأصل، ثقة، روى القراءة عن حسين المروذي عن حفص، وعنه سبطه عبد الله بن محمد البغوي، مات سنة 244 هـ.
(تاريخ بغداد) 5/ 160، و (غاية) 1/ 139.
(3) لم أعثر عليه في المصادر التي لدي.
(4) في: (م) ما خالف.
(5) هو شيخ عاصم، عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة ولأبيه صحبة وولد هو في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، قرأ القرآن وجوده، وبرع في حفظه، أخذ القراءة عرضا عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم، انظر: (حلية الأولياء) 4/ 191، و (التيسير) 4/ 267، و (تاريخ بغداد) 9/ 430.
(6) زر بن حبيش بن حباشة أبو مريم، ويقال أبو مطرف الأسدي الكوفي، عرض على عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان، عرض عليه عاصم بن أبي النجود وسليمان الأعمش، مات في زمن الحجاج سنة 82، ثقة جليل. (حلية الأولياء) 4/ 181، وغاية 1/ 294، وتقريب التهذيب 1/ 258).
(7) شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي، إمام كبير أدرك النبي، ولم يره، روى عن عمر وعثمان وغيرهم، وروى عنه الأعمش ومنصور، مات في زمن الحجاج سنة 82 هـ ثقة مخضرم (سير النبلاء 4/ 161، وطبقات ابن سعد 6/ 181، وغاية 1/ 328، وتقريب التهذيب 1/ 354).
(8) هنا كلمة، لم اهتد لقراءتها، وصورتها هكذا (الحل). يقول الشاطبي: وسكنوا مع الضم في الصدفين عن شعبة الملا.

(3/1325)


الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: نا أبو بكر، قال: حدّثني أهيب «1»، قال: نا الحسن بن المبارك عن أبي حفص «2»، قال: نا زرعان «3» عن أبي عمرو عن عاصم أنه كان ربما قرأ الصدفين فيقول: هذا ما اعتدته من زر وكانت قراءته النصب.

حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد «4» والمفضل وحمزة «5» وابن عامر في رواية ابن عتبة «6» عن أيوب عن يحيى عنه، قال: ائتوني [96] بوصل الألف وهمزة ساكنة بعدها من المجيء، وإذا ابتدءوا كسروا الألف وأبدلوا الهمزة. واختلف في ذلك عن أبي بكر «7». فروى عنه العليمي والكسائي من غير قراءتي ويحيى الجعفي وابن عطارد وعبيد بن نعيم وابن أبي أمية وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم وحسين بن علي من رواية خلّاد وهارون عنه، قال: ائتوني بالقصر، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عمر بن الحسين، قال: نا المنذر، قال: نا هارون، قال: نا أبو بكر عن عاصم، قال: ائتوني من المجيء. وروى عنه الأعشى وإسحاق الأزرق والبرجمي والكسائي من قراءتي آتوني بالمد من العطية، واختلف أصحاب يحيى بن آدم «8» عنه، فروى الرفيعي «9» والوكيعي والصريفيني وحسين العجلي وموسى بن حزام عنه عن أبي بكر بالقصر،
وروى عنه خلف ومحمد بن المنذر وضرار بن صرد بالمدّ «10». وبذلك قرأ الباقون.
__________
(1) هو: وهب بن عبد الله أبو بكر المروذي البغدادي، روى عن الحسن بن المبارك عن عمرو ابن الصباح عن حفص، وعنه أبو بكر بن مجاهد. (غاية النهاية) 2/ 361.
(2) هو عمرو بن الصباح صاحب حفص، وقد تقدم.
(3) زرعان بن أحمد أبو الحسن الطحان الدقاق البغدادي، عرض على عمرو بن الصباح وكان مشهورا في أصحابه، وعنه علي بن محمد الفلاشي. (غاية) 1/ 294.
(4) وفي (غاية الاختصار) 2/ 560، والسّراج عن حماد.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 420، و (السبعة) 401، و (التيسير) 119.
(6) رواية ابن عتبة آحادية غير مشتهرة، والمؤلف لم يذكرها في (التيسير) 119. وانظر (المستنير في القراءات) 650، و (المبهج) 617.
(7) وقد نقل له الخلاف أيضا في (التيسير) 119، وتبعه الشاطبي وعليه العمل، انظر: (البدور الزاهرة) 196.
(8) في (م) عن أبي بكر عنه.
(9) هو: أبو هاشم المتقدم.
(10) وعند ابن مجاهد في (السبعة) / 400 عن يحيى وجه المد فقط.

(3/1326)


حرف:
قرأ حمزة «1»: فما اسطاعوا [97] بتشديد الطاء، يريد فما استطاعوا، فأدغم «2» التاء في الطاء، وجمع بين ساكنين في الوصل، والجمع بينهما في مثل ذلك جائز مسموع «3» ومما يقوّي ذلك ويسوّغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعة واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكأن الساكن الأول قد ولي متحركا. واختلف في ذلك عن الأعشى عن أبي بكر، فروى عنه [36/ ب] التيمي الموافقة لحمزة على تشديد الطاء، وروى الشموني عنه من غير رواية النقار عن الخياط في: اصطاعوا [97] بالصاد وتشديد الطاء «4» أيضا. ونا فارس بن محمد، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا الحسن بن داود، قال: نا قاسم بن أحمد عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم فما اسطاعوا بالسين خالصة، ولم يذكر الطاء. فقرأت له من طريقه بتخفيفها «5»، وكذلك قرأت من طريق ابن غالب عن الأعشى. وقرأت من الطريقين بالسين خالصة. وروى أحمد بن صالح «6» عن ورش وقالون عن نافع فما اصطاعوا أيضا بالصّاد مثل ما رواه الشموني عن الأعشى.
__________
يقول الشاطبي: والثاني فشا صف بخلفه .. ولا كسر وابدأ فيهما الياء مبدلا ورد قبل همز الوصل والغير فيهما .. بقطعهما والمد بدءا وموصلا
(1) حمزة وحده في جميع الروايات إلا رواية خلاد عن سليم.
انظر: (الغاية) 313، و (المبسوط) 240، و (المستنير في القراءات) 650، و (الاختيار) 2/ 526.
(2) لقرب المخرج واتحاده. انظر: (الكشف) 2/ 80، و (الإتحاف) 2/ 227.
(3) طعن بعضهم في هذه القراءة من حيث الجمع بين ساكنين، ليس أولهما حرف مد ولين، بأنه مردود وبعيد على غير الحد، ونرد عليهم بأنها متواترة، وقارئها إمام حبر، ما كان يقرأ إلا بأثر.
انظر: (الكشف) 2/ 80، و (البرهان في توجيه متشابه القرآن) 122، و (الفريد) 3/ 373، و (إملاء ما من به الرحمن) 109، و (الإتحاف) 2/ 227.
(4) هنا خلف عن شعبة من هذه الطرق. الأول: القراءة بالسين وتشديد الطاء كحمزة، والثاني:
بالصاد مع التشديد. وكل ذلك لا يقرأ به لانفراده، ومخالفته المشهور عنه. انظر: (التذكرة) 2/ 420، و (المستنير في القراءات) 650، و (البحر) 6/ 165، و (الانفرادات) 2/ 926.
(5) انظر: (التيسير) 119، و (النشر) 2/ 316، وعليه العمل.
(6) رواية آحادية عن نافع من هذا الطريق ولم تذكر في (التيسير) 119، ولا يقرأ بها.

(3/1327)


وقرأ الباقون «1» ذلك بالسين وتخفيف الطاء «2».

حرف:
قرأ عاصم في غير رواية المفضل وحمزة والكسائي جعله دكّاء [98] بالمدّ والهمز من غير تنوين. واختلف عن أبي بكر «3» فروى خلّاد وهارون جميعا عن حسين والتيمي عن الأعشى عنه بالتنوين من غير مدّ ولا همز، وكذلك من غير تنوين. وقرأ الباقون بالتنوين من غير مدّ ولا همز. وكذلك روى المفضل عن عاصم، وقد ذكر في الأعراف «4».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر «5» وابن غلبون في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان «6» قبل أن ينفد بالياء، وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي حماد عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الباقون بالتاء «7»، وكذلك روى الأخفش وسائر الرواة عن ابن ذكوان والجماعة «8» عن أبي بكر.
__________
(1) ومعهم نافع فيما اشتهر عنه. من باقي طرقه.
(2) أصله (اسطاعوا) حذفت التاء تخفيفا لزيادتها، ولموافقة الخط، وحتى لا يؤدى إلى جواز ما لا يجوز إلا في شاذ الشعر من التقاء الساكنين، ليس الأول حرف لين.
انظر: (الكشف) 2/ 81، و (الفريد) 3/ 373.
ملحوظة: قد أجمعوا على إظهار (وما استطاعوا). انظر: (الإتحاف) 2/ 227.
يقول الشاطبي: وطاء فما استطاعوا لحمزة شددوا.
(3) اختلافان عن شعبة الأول: منهما القراءة كنافع بالتنوين من غير مد ولا همز، ولكن لا يشتهر عنه من الطريق المذكور. والثاني: كالأول إلا أنه من غير تنوين، وفيه انفرادة شاذة لمخالفته المتواتر والمشهور عن شعبة وعن الجماعة، وهو من انفرادات (الجامع) عن غيره، والمشهور عن شعبة القراءة كالكوفيين بالمد، والهمز من غير تنوين، وعليه العمل. انظر: (التيسير) 119، و (المستنير في القراءات) 650، و (النشر) 2/ 316، و (الانفرادات) 2/ 927.
(4) انظر: (السبعة) 402، و (التيسير) 119، و (الإتحاف) 2/ 228، وحرف [32] في البحث.
(5) في (م) وابن غلبون.
(6) رواية لابن ذكوان وشعبة القراءة بالياء، ولكن لم تشتهر وتتواتر عنهما.
انظر: (التيسير) 119، و (المفتاح في اختلاف القراء السبعة) 120، و (الاختيار) 2/ 526.
(7) الياء على التذكير والتاء للتأنيث، لأن (كلمات) مؤنث غير حقيقي.
(الكشف) 2/ 82، و (الإتحاف) 2/ 288.
(8) وبما رواه سائر الرواة عن ابن ذكوان والجماعة عن أبي بكر المشهور عنهما، وعليه العمل.

(3/1328)


حرف:
وكلهم قرأ بمثله مددا بفتح الميم من غير ألف بين الدالين، إلا ما رواه أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص «1» عن عاصم: بمثله مددا بكسر الميم وألف بعد الدال، وخالفه في ذلك سائر أصحاب حفص، فرووا عنه كالجماعة «2».

في هذه السورة من ياءات الإضافة تسع:
أولاهن: قل ربي أعلم [22] ولا أشرك بربي أحدا [38، 39] ولم تكن [43] فعسى ربي أن يؤتين [40] فتحهنّ الحرميان وأبو عمرو «3» وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنهنّ الباقون «4».
ستجدني إن شاء الله [69] فتحها نافع وأسكنها الباقون «5».
معي صبرا [67] في هذه المواضع فتحهنّ عاصم في رواية حفص، وأسكنهنّ الباقون «6».
من دوني أولياء [102] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «7» في رواية ابن بكّار عن أيوب، وفي رواية ابن المعلى عن ابن ذكوان.
وأسكنها الباقون «8».
__________
يقول الشاطبي: وأن ينفذ لتذكير شاف تأولا ..
وانظر: (التيسير) 119، و (المفتاح في اختلاف القراء السبعة) 120، و (البدور) 197.
(1) ويروى أيضا عن ابن مسعود وابن عباس والأعمش بخلاف، ومجاهد وأبي عمرو وغيرهم، وفيه انفرادة شاذة، انظر: (مختصر الشواذ) 85، و (المبهج) 619، و (البحر) 6/ 169، و (البستان) 676، و (الانفرادات) 2/ 930.
(2) والقراءة له بما وافق الجماعة.
(3) والقراءة السبعية للثلاثة بذلك. انظر: (السبعة) 402، و (التيسير) 119، و (موجز في القراءات) 234، و (النشر) 2/ 316.
(4) وكذا ابن عامر في القراءة السبعية، ورواية ابن بكار عنه غير متواترة. انظر: المصادر السابقة.
(5) انظر: المصادر السابقة.
(6) انظر: المصادر السابقة.
(7) وجه آحادي عنه بالفتح.
(8) وكذا الإمام ابن عامر في القراءة المقبولة عنه. انظر: المصادر السابقة.

(3/1329)


وكلهم سكن الياء من قوله: أن يتخذوا عبادي [102] إلا ما رواه محمد بن عمرو الباهلي عن المسيّبي عن نافع وأحمد بن المعلى عن ابن ذكوان عن ابن عامر أنهما فتحاها، ولم يرو ذلك عنها أحد غيرهما «1».

وفيها من الياءات المحذوفات من الخط ست:
أولهن فهو المهتد [17] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع وأبو عمرو، وحذفها الباقون في الحالين «2». وكذلك روى أبو سليمان عن قالون، لم يروه غيره أن يهدين [24] إن ترن [39] أن يؤتين [40] ما كنّا نبغ [64] على أن تعلمن [66] أثبتهنّ في الوصل والوقف ابن كثير «3»، وروى الزينبي عن ابن فليح حذفهن في الحالين إلا نبغ [64] وحدها، فإنه أثبتها في الحالين، وبإثباتهن في الحالين قرأت لابن فليح «4»، وأثبتهن في الوصل دون الوقف نافع وأبو عمرو «5»، واختلف عن ورش في إن ترن أنا [39] وحدها، فروى عنه أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود وأحمد بن صالح أنه حذفها في الحالين «6». وروى عنه يونس ومواس بن سهل الأصبهاني «7» عن أصحابهما عنه «8» أنه أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف. وكذلك روى إسماعيل والمسيّبي وقالون عن نافع حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس، قال: أقرأني عثمان «9» إن ترني بالياء. قال أبو عمرو: وقد حكى أبو طاهر بن أبي هاشم رحمه
__________
(1) انفرادة شاذة في فتح الياء، لمخالفتها قراءة الجماعة.
قال الشاطبي: ثلاث معي دوني وربي بأربع .. وما قبل إن شاء المضافات تجتلا
(2) ورواية أبي سليمان آحادية انظر: (التيسير) 119، و (النشر) 2/ 316.
(3) انفرادة سبعية عنه بإثبات الياء، في الحالين.
(4) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين، و (المبسوط) 241.
(5) انظر: المصادر السابقة، و (الكشف) 2/ 83.
(6) ذكر له هذا الوجه ابن غلبون في (التذكرة) 2/ 422، وابن مهران في (المبسوط) 241، من طريق البخاري، وعليه العمل.
(7) مواس بن سهل أبو القاسم المعافري المصري، مقرئ مشهور ثقة، ابن أخت أبي الربيع الرشديني، قرأ على يونس بن عبد الأعلى وداود بن أبي طيبة، وعنه البلخي ومحمد الأصبهاني. (غاية) 2/ 316.
(8) وجه عن ورش كقالون، ولكن لم يشتهر عنه.
(9) يعني به الإمام ورشا رحمه الله.

(3/1330)


الله تعالى أن أبا الأزهر وداود رويا عن ورش إثبات هذه الياء في الوصل، ولا أدري أين وجد ذلك مسطرا عنهما ولا عن من رواه [37/ أ] أيضا. أهل الأداء مجمعون على خلاف ما حكاه، والنص الوارد عنهما في كتابيهما ينفيه «1» ويردّه، وذلك أنهما ذكرا فيهما عن ورش أن جملة الياءات اللواتي أثبتهنّ في الوصل سبع وأربعون وأتيا بهن بابا إلى آخرهن، ولم يذكرا في الجملة هذه الياء، فدلّ ذلك دلالة قاطعة من طريق النص على أن روايتهما عن ورش حذفها في الحالين، وأثبت الكسائي «2» الياء في الوصل وحذفها في «3» الوقف. في قوله: ما كنّا نبغ [64] وحدها، وحذفها في الحالين فيما عداه. وقد رواه الحلواني عن أبي عمر عنه أنه حذف الياء من نبغ في الحالين، وهو وهم؛ لأن جميع أصحاب الكسائي وأصحاب أبي عمر على إثباتها في الوصل، ونا عبد الرحمن بن عمر، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا جعفر بن محمد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي أنه أثبت الياء في ما كنا نبغ إذا وصل فإذا وقف لم يثبتها وروى ابن شاهي عن حفص «4»: أن يهدين وحدها بإثبات الياء في الوصل لم يروه عنه غيره، وحذفها الباقون الخمسة في الحالين، فأمّا قوله: فلا تسألني عن شيء [70] فأجمعوا على إثبات الياء فيه وصلا ووقفا لثبوتها رسما في كل المصاحف، إلا ما كان من ابن عامر من طريق ابن ذكوان، فإنه اختلف عنه «5» في ذلك فحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الثعلبي عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر فلا تسألن [70] اللام محركة والنون مكسورة بغير ياء.
وكذلك روى أحمد بن أنس وإسحاق بن داود «6» ومضر بن محمد الضبي «7» عن ابن
__________
(1) في (م) بنفيه.
(2) انظر: (السبعة) 403، و (المبسوط) 241.
(3) في (م) بدون في.
(4) رواية آحادية عن حفص، وهي كما قال، لم يروه عنه غيره.
(5) أشار المؤلف رحمه الله إلى هذا الاختلاف وهو الحذف. في الحالين؛ أو الإثبات في الحالين، عن ابن ذكوان في (التيسير) 120، مقدما ذكر وجه الحذف عنه، ثم ذكر الخلف عن الأخفش وكذا العلامة ابن الجزري في (النشر) 2/ 312 - 313، مبينا أن وجه الإثبات أشهر كالجماعة، وزاد عن بعضهم عنه الحذف في الوصل دون الوقف، ثم صحح الوجهين عنه نصا وأداء. أهـ.
(6) لم أقف على ترجمته بعد البحث.
(7) مضر بن محمد بن خالد أبو محمد الضبي الأسدي الكوفي، معروف وثقوه، روى عن

(3/1331)


ذكوان. وكذلك روى الوليد عن يحيى، واختلف عن الأخفش «1» عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين عن ابن شنبوذ عن الأخفش عن ابن ذكوان أنه حذف الياء في الحالين، وكذلك ذكر الأخفش عنه في كتابه العامّ. وذكر في كتابه الخاص عنه إثباتها في الحالين، وبذلك قرأت على الفارسي عن النقّاش عنه، وعلى أبي الفتح عن عبد الباقي عن أصحابه عنه، وكذلك روى أبو إسماعيل الترمذي «2» والحسن بن إسحاق وابن خرزاد وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان. وقرأت على أبي الحسن عن قراءته بالحذف والإثبات جميعا، وروى هشام وابن عتبة عنه عن ابن عامر إثبات الياء «3» في الحالين. وأنا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال:
نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر فلا تسألنّ [70] مثقلة، وفي كتابه ياء ثابتة. ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن هشام بياء مشددة النون.
وروى ابن بكّار بإسناده عن ابن عامر أن يهدين [24] بالياء «4»، لم يروه عنه غيره.
__________
أحمد البزي وحامد البلخي وعبد الله بن ذكوان وإبراهيم العلاف وعبد الرحمن بن داود، وعنه أبو بكر بن مجاهد وأحمد الواسطي وابن شنبوذ وعلي بن سهل وأبو بكر بن مقسم.
(غاية) 2/ 299.
(1) انظر: (التيسير) 120.
(2) في (م) المريدي.
(3) والقراءة السبعية لهشام بهذا الوجه. انظر: المصدر السابق، و (النشر) 2/ 313.
(4) وجه آحادي عن ابن عامر بإثبات الياء في الحرف، مخالف للمشهور عنه، ولا يقرأ به.

(3/1332)