جامع البيان في القراءات السبع سورة مريم
ذكر اختلافهم في سورة مريم عليها «1» السلام:
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «2» وحمّاد «3» والكسائي «4»: كهيعص
[1] بإمالة فتحة الهاء والياء جميعا. وقرأ عاصم في رواية حفص
«5» بإخلاص فتحهما.
واختلف عن أبي بكر عنه، فروى يحيى «6» بن آدم والعليمي وأبو
عبيد عن الكسائي عنه بإمالة فتحة الهاء والياء. وروى الأعشى
والبرجمي وأبو عمر وابن جبير عن الكسائي عنه بإخلاص فتحهما
«7»، وروى محمد بن المنذر عن يحيى بفتح الهاء ويشمّ الهاء كسرة
«8»، وخالفه خلف، فروى عنه بكسر الهاء والياء، وقرأ ابن عامر
«9» وحمزة «10» بإخلاص فتحة الهاء وإمالة فتحة الياء، واختلف
عن نافع «11» فروى أبو
__________
(1) في (م) عليهما. وهي مكية استثنى بعضهم منها آيتين آية
(السجدة) والثانية وإن منكم إلا واردها كذا في (الإتقان)
للسيوطي. وعدد آياتها تسعون وتسع للمدني الأخير والمكي، وثمان
في عدد الباقين.
انظر: (البيان في عد الآي) 81، و (فنون الأفنان) 291، و (مرشد
الخلان) 104.
(2) و (3) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 562.
(4) انظر: (التيسير) 120، و (البدور الزاهرة) 195، و (إرشاد
القراء) 34، و (الكافي في قراءة الإمام الكسائي) 247.
(5) انظر: (التيسير) 120، و (الإرشادات الجلية) 286.
(6) انظر: (المبسوط) 242، و (الغاية) 314، و (التذكرة) 2/ 423،
و (غاية الاختصار) 2/ 562، والقراءة لشعبة بإمالتها. انظر:
(التيسير) 120، و (البدور) 198، و (أوضح المعالم) 48.
(7) وجه ثان لشعبة من ذلك الطريق.
(8) وجه ثالث لشعبة من رواية ابن المنذر عن يحيى.
(9) وفي (غاية الاختصار) 2/ 562، شامي إلا الداجوني عن هشام
وفي (النشر) 2/ 68، قوله:
وهذا هو المشهور عن هشام، وبه قطع له ابن مجاهد وابن شنبوذ
والحافظ أبو عمرو- يعني الداني- من جميع طرقه في جامع البيان
.. وروى جماعة له الفتح كصاحب التجريد والمهدوي. وفي (الغاية)
314، ذكر إمالة الياء لابن ذكوان فقط.
(10) انظر: المصدرين السابقين، و (التيسير) 120، وزاد صاحب
(الاختيار) 2/ 529، حمزة إلا العبسي.
(11) هذا الاختلاف عن نافع نقله له عدد من الأئمة، فمنهم من
قطع له بالفتح في الهاء والياء قولا
(3/1333)
عبيد وأبو عمر من رواية محمد بن أحمد
البرمكي عنه عن إسماعيل كهيعص بين الكسر والفتح، وكذلك قال لنا
محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن إسماعيل، وروى ابن جبير
عن الكسائي عنه يفخّم «1» الهاء والياء، وروى ابن سعدان
والمسيبي وابن جبير عن المسيّبي مفتوحة الهاء والياء، وهو قياس
[37/ ب] قول أصحاب قالون «2»؛ لأنهم قالوا: طه [طه: 1] بفتح
الطاء والهاء. وروى خلف عن المسيّبي بفتح الهاء والياء يشمّ
الكسر قليلا.
حدّثنا محمد بن أحمد عن ابن مجاهد «3» عن أصحابه عن المسيّبي
عن أبيه الهاء والياء بين الكسر والفتح، وروى الحلواني عن
قالون بفتح الهاء والياء. وروى أحمد بن صالح عنه وعن ورش الكاف
«4» والهاء والياء بين الفتح والكسر، وروى أبو الأزهر وأبو
يعقوب وداود عن ورش كما يخرج من الفم وسطا من اللفظ. وروى
الأصبهاني عن أصحابه عنه بالتفخيم «5»، وقرأت في رواية الجمع
عن نافع ما خلا الأصبهاني الهاء والياء بين بين. حكى لي ذلك
أبو الفتح عن قراءته على عبد الله بن الحسين عن أصحابه، وحكاه
لي أيضا أبو الحسن عن قراءته في روايته قالون وورش وابن خاقان
عن قراءته في رواية ورش، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته على عبد
الباقي بن الحسن عن أصحابه في رواية الأربعة عن نافع بإخلاص
الفتح «6» للهاء والياء.
__________
واحدا كابن زنجلة في (حجة القراءات) 437، وابن أبي العز في
(إرشاد المبتدئ) 426، وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 529، و
(المبهج) 621، وغيرهم. ومنهم من نقل له التقليل فيهما وجها
واحدا كابن غلبون في (التذكرة) 2/ 423، والمؤلف في (التيسير)
120، وغيرهما.
قلت: وعليه العمل لورش. انظر: (البدور الزاهرة) 196، ومنهم من
نقل الوجهين معا كابن مجاهد في (السبعة) 406، وابن خالويه في
(إعراب القراءات) 2/ 5، ومكي في (التبصرة) 585، وعنده التقليل
أشهر، وابن الجزري في (النشر) 2/ 67 - 68، وتبعه البنا في
(الإتحاف) 2/ 231.
(1) أي يفتح.
(2) ومن طريق (النشر) له الفتح من رواية العراقيين قاطبة، وفي
(الهداية والهادي) فمن طرق المغاربة عنه (النشر) 2/ 67.
(3) انظر: كتاب (السبعة) 406.
(4) رواية آحادية بالتقليل في (الكاف) عن ورش وقالون، وهي من
انفرادات (الجامع).
(5) ومن طريق (النشر) انفرد الهذلي عنه عن ورش بالتقليل. انظر:
(النشر) 2/ 68، و (القول الأصدق) 26.
(6) طريق أبي نشيط، وهي طريق التيسير لقالون الفتح والقراءة
له. بذلك، وما ذكره الشاطبي
(3/1334)
واختلف عن ابن كثير، فروى الحلواني عن
القوّاس وابن مجاهد وابن ثويان عن قنبل «1» بفتح الهاء والياء،
وكذلك قرأت في رواية البزّي وابن فليح وقنبل. وروى الخزاعي عن
أصحابه كهيعص بين الفتح والكسر «2»، ونا الفارسي، قال: نا أبو
طاهر، قال: قال لنا ابن مخلد عن البزّي «3» الهاء مفتوحة
والياء مكسورة. قال أبو عمرو: وكذا ذكره البزّي في كتابه، ولا
يعرف أهل الأداء عنه غير إخلاص الفتح «4».
واختلف عن أبي عمرو، فروى أبو عبد الرحمن وإسماعيل ابنا
اليزيدي وابن شجاع عن اليزيدي عنه الهاء «5» مكسورة والياء
مفتوحة «6»، زاد ابن شجاع والكاف مفتوحة.
وكذلك نا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا السبيعي «7»
عن أبي عمر عن اليزيدي كقول ابن شجاع، وكذلك قال لنا محمد بن
أحمد، قال لنا ابن مجاهد عن أصحابه عن اليزيدي، وبذلك قرأت على
الفارسي عن قراءته على أبي طاهر عن ابن مجاهد، وعلى أبي الفتح
عن قراءته في رواية ابن شجاع وعبد الوارث «8»، وفي رواية
الدوري وأبي أيوب الخيّاط «9» وأبي الفتح الموصلي «10» وأبي
شعيب من طريق ابن عمران عنه عن اليزيدي، وعلى أبي الحسن عن
قراءته في رواية الدوري والسوسي عن اليزيدي، وقال: نا الفارسي،
قال: نا أبو طاهر والذين أدركناهم من أصحاب أبي
__________
من التقليل فيهما لقالون؛ فخروج من طريق الشاطبية.
انظر: (النشر) 2/ 67، و (البدور الزاهرة) 198، و (الإرشاد
الجلية) 286.
(1) وبهذا الوجه القراءة السبعية عنه. انظر: المصادر السابقة.
(2) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 562.
(3) وجه آحادي عن البزي بإمالة الياء، ولم يشتهر عنه، فلا يقرأ
به.
(4) والقراءة السبعية له بذلك. انظر: (التيسير) 120، و (البدور
الزاهرة) 198.
(5) في (م) الياء.
(6) والقراءة لأبي عمرو بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(7) هو: إسماعيل بن يونس السبيعي، وقد تقدم ذكره.
(8) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان أبو عبيدة العنبري البصري،
إمام حافظ مقرئ ثقة، عرض على أبي عمرو، وروى عنه ابنه عبد
الصمد والزهراني وأحمد القرشي، وكان ثقة حجة موصوفا بالعبادة
والدين والفصاحة، ولكنه اتهم بالقدر، ولم يثبت عنه، من الطبقة
الخامسة عند الذهبي من العاشرة في التقريب، مات سنة 108 هـ.
(تقريب) 1/ 527، و (معرفة) 1/ 163، و (غاية) 1/ 478.
(9) هو: سليمان بن أيوب بن الحكم أبو أيوب الخياط البغدادي،
مقرئ جليل، قرأ على اليزيدي، وعنه أحمد المعذل والدقاق وعلي بن
مروان، مات سنة 235 هـ. (غاية 312).
(10) هو: عامر بن عمر الموصلي، وقد تقدمت ترجمته.
(3/1335)
عمر «1» لا يعرفون غير ذلك. وروى ابن جبير
والسوسي بخلاف عنه وابن فرح عن أبي عمر فيما حكاه لنا أبو
الفتح عن قراءته عن اليزيدي بكسر الهاء والياء جميعا «2»، ونا
عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا أبو
بكر عن أحمد بن علي الخزاعي «3» عن أبي عمر عن اليزيدي كهيعص
[1] بين ذلك بكسر الهاء والياء، ونا الخاقاني، قال: نا الحسن
بن رشيق، قال: نا أحمد بن شعيب، قال: عن اليزيدي عن أبي عمرو
«4» كهيعص الكاف «5» مفتوحة بين النصب والخفض والهاء والياء
مكسورتان، ونا الفارسي عن أبي طاهر عن أصحابه عن أبي شعيب عن
اليزيدي الكاف مفتوحة بين النصب والخفض لم يزد على ذلك شيئا،
ولم يذكر الهاء والياء، قال أبو عمرو: بإمالة فتحة الهاء
والياء، قرأت في رواية السوسي «6» من غير طريق ابن عمران
النحوي عنه على أبي الفتح عن قراءته، وروى ابن سعدان عن
اليزيدي في مجرّده بكسر الهاء، ولم يذكر الياء. وروى في جامعه
«7» الهاء بين التفخيم والكسر والياء مكسورة. وروى أبو خلّاد
ومحمد بن مخلد، قال: نا أبو خلّاد عن اليزيدي في كهيعص كلها
مفتوحة، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: قال لنا أبو بكر
عن أبي عمر عن اليزيدي كهيعص بفتح ذلك، ولم يذكر أبو حمدون عن
اليزيدي [38/ أ] في ذلك شيئا، وأظهر ذلك الهجاء في قوله: كهيعص
عند الذال من ذكر بخلاف عن ورش وقالون والمسيّبي وابن كثير
وعاصم، وأدغمها الباقون. ونا
__________
(1) في (م) أبي عمرو.
(2) وذكر أن هذه الرواية أيضا بإسنادها في (المبسوط) 242، و
(الموضح في الفتح والإمالة) 613 - 615.
(3) هو: إسحاق بن أحمد الخزاعي، وقد تقدمت ترجمته.
(4) في (م) عن أبي عمر.
(5) وجه عن أبي عمرو بالتقليل في الكاف، ولكن لم يشتهر عنه.
(6) وفي (الإقناع) 425، وجه إمالتها عنه من طريق ابن جرير
والنقاش، وانظر: (النشر) 2/ 69.
وقال: صاحب (الإتحاف) 2/ 232، وما في التيسير من أنه قرأ بها-
أي إمالة الياء- للسوسي على فارس بن أحمد ليس من طريق أبي
عمران، التي هي طريق التيسير والعذر للشاطبي في اتباعه. أهـ.
وانظر: ذلك مختصرا في (البدور) 198، و (الإرشادات) 286.
(7) وجه آحادي بالتقليل في (الهاء)، وتقدم الأول الذي عليه
العمل.
(3/1336)
محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «1»، قال:
نا الحسن بن مالك، قال: نا أحمد بن صالح عن قالون وورش عن
نافع: نون العين مبينة «2» ودال «3» صاد غير مبينة وموضعها دال
«4». وحدّثنا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن
سعدان عن المسيّبي عن نافع أنه يدغم الصاد عند الذال «5» ونا
الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن
سعدان، قال: نا إسحاق عن نافع أنه يدغم الصّاد عند الذال، وروى
ابن واصل عن ابن سعدان عن المسيّبي أنه بين الصاد «6».
قال أبو عمرو: ولم يرو عن نافع إظهار نون العين عند الصاد غير
أحمد بن صالح وإظهارها عندها إظهارا خالصا غير معروف من مذاهب
القرّاء، لأن الصاد من حروف الفم وحكم النون معهن أن تكون
مخفاة، والمخفي ليس بمظهر خالص، ولا مدغم «7» محض بل هو بمنزلة
من المنزلتين. قال أبو عثمان المازني «8» بيان النون مع حروف
الفم لحن، ولعل أحمد بن صالح قد جعل الإظهار عبارة عن الإخفاء
مجازا واتّساعا كما يجعل الكسر عبارة عن الإمالة والضمّ عبارة
عن الإشمام في نظائر كذلك، فإن كان ذلك فما حكاه من البيان غير
خارج عن الصواب؛ إذ ليس على الحقيقة بل هي على المجاز على أن
البيان لا يمتنع هاهنا من حيث كانت حروف الهجاء مبنية على
الانفصال مما «9» بعدها والأخذ به.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد زكريا إذ ناد [2،
3] ويا زكريا إنا نبشرك [7] وفي الأنبياء [89] وزكريا إذ نادى
بتحقيق
__________
(1) انظر: (السبعة) 406، وفيه .. نون العين، غير مبينة.
(2) أي مظهره.
(3) في (م) وذاك.
(4) في (م) ذاك.
(5) في (م) الدال.
(6) قلت: والقراءة لنافع بإظهار الصاد عند الذال. انظر
(التيسير) 120، و (النشر) 2/ 17، باب الإدغام الصغير.
(7) في (م) ولا يدغم.
(8) هو: بكر بن محمد بن عثمان أبو عثمان المازني النحوي
المشهور، روى عن أبي عمرو الجرمي ويونس، وعنه محمد المبرد، مات
249 هـ. (إنباه الرواة) 1/ 41، و (غاية) 1/ 179.
(9) في: (م) بما.
(3/1337)
الهمزتين في الثلاثة «1».
وقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية «2»،
وقرأ عاصم في رواية حفص والمفضل بخلاف عنه وحمزة والكسائي
بإسقاط الأولى وتحقيق الثانية «3».
حرف:
وكلهم قرأ إني خفت الموالي [5] من الخوف ونصب الياء إلا ما
رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ خفت بالتشديد أي قلت
الموالي بسكون الياء، وهذه القراءة «4» تروى عن أمير المؤمنين
عثمان بن عفان «5» رحمة الله عليه.
حرف:
قرأ أبو عمرو والكسائي يرثني ويرث من آل [6] بالجزم في الثاء
فيهما. وقرأ الباقون برفعهما فيهما «6».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي عتيّا [8] وبكيّا [58] وصليّا [70] وجثيّا
[68] بكسر «7» أوائل هذه الأربعة في هذه. واختلف عن عاصم، فروى
عنه عمرو وعبيد والقوّاس والزهراني ضمّ الياء من بكيّا وحدها،
وكسر أول الثلاثة
__________
(1) ويكون المد عندهم حينئذ متصلا، وحينئذ تلتقي همزتان،
الأولى: مضمومة، والثانية:
مكسورة، فيحققانها على أصلهم. انظر: (التيسير) 73 - 120، و
(البدور الزاهرة) 198.
(2) وعنهم إبدالها واوا خالصة. انظر: المصدرين السابقين.
(3) فيكون المد عندهم منفصلا، وكل يمد حسب مذهبه. انظر:
المصدرين السابقين، (الإرشادات الجلية) 285.
(4) ولكن تعتبر شاذة. انظر (مختصر الشواذ) 86، و (المحتسب) 2/
37، و (الانفرادات) 3/ 934، وأماكن ورودها في (معجم القراءات)
3/ 152.
(5) عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي الأموي ذو النورين
وأمير المؤمنين أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالجنة، ت 35 هـ (أسد الغابة) 3/ 480، و (تهذيب
الأسماء) 1/ 321، و (الأعلام) 4/ 410.
(6) على الجزم في جواب الدعاء وبالرفع على أن الجملة نعت
(وليا)
قال الشاطبي: وحرفا يرث بالجزم حلو رضي انظر ص 68.
انظر: (التيسير) 120، و (النشر) 2/ 317، و (الإتحاف) 2/ 233، و
(الفتح الرباني) 216.
(7) اتباعا للكسرة بعدها ليعمل اللسان فيه عملا واحدا. انظر:
(الكشف) 2/ 85، و (البيان) 2/ 120.
(3/1338)
الباقية «1». قال «2»: هبيرة أقرأني أبو
عمرو بمكة «3» عتيّا الحرف الذي بعد السجدة «4» بضم العين،
وأقرأ فيهن قبل ذلك ببغداد «5» بالكسر كلاهما، وقرأت أنا في
رواية هبيرة بضم الباء من قوله بكيّا، فالعين من قوله عتيّا
الحرف الثاني الذي بعد السجدة. وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو
طاهر، قال: نا وكيع، قال: نا محمد بن يحيى الكسائي، قال: نا
أبو حارث عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم أنه قرأ بكيّا وصليّا
وجثيّا وعتيّا كلهن مكسورات «6»، ورفع حرفا واحدا قوله:
أيهم أشدّ على الرحمن عتيّا [69] وكسر من الكبر عتيا [8] وقرأ
الباقون بضم أول هذه الأربعة «7».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي وقد خلقناك من قبل [9] بالنون مفتوحة وألف
بعدها على لفظ الجمع «8». وقرأ الباقون بالتاء مضمومة من غير
ألف «9» على لفظ التوحيد «10».
__________
(1) والقراءة لحفص عنه كذلك، وشعبة كالباقين بالضم فيها.
قال الشاطبي: وضم بكيا كسره عنهما وقل .. عتيا صليا مع جثيا
شذا علا. انظر: ص 68.
انظر: (التيسير) 120، و (النشر) 2/ 317.
(2) في (م) وقال.
(3) مكة: بيت الله الحرام، ويقال بكة، وسماها الله تعالى أم
القرى. مدينة تاريخية قديمة، أقدس البقاع، ذات مكانة عالية،
وهي قبلة المسلمين، ومحط أنظارهم، ومهوى أفئدتهم، حيث تقام
مناسك الحج حرسها الله. انظر: (معجم البلدان) 5/ 181، و
(المصباح المنير) 577، و (موسوعة المدن العربية) 43.
(4) أي الموضع الثاني له الآية [69].
(5) بغداد: مدينة السلام عاصمة العراق، وأكبر مدنها، بها كثير
من المرافق الحياتية والمعالم التاريخية الحضارية. انظر:
(الأمصار ذوات الآثار) 171، و (معجم ما استعجم) 1/ 261، و
(موسوعة المدن
العربية) 71.
(6) وجه آخر لحفص.
(7) وذلك على الأصل انظر: (حجة القراءات) 439.
(8) النون للعظمة مناسبة، لقوله: إنا نبشرك انظر: (الفتح
الرباني) 216، و (المستنير) 2/ 6.
(9) الألف محذوفة عند الكل لتحتمل القراءتين. انظر: (الوسيلة
إلى كشف العقيلة) للسخاوي ص 259، و (جميلة أرباب المراصد) ص
369.
(10) على التوحيد وذلك إسنادا للفعل إلى ضمير المتكلم مناسبة،
لقوله: هو علي هين.
قال الشاطبي: خلقت خلقنا شاع وجها تجملا. انظر: (حجة القراءات)
440، و (المستنير) 2/ 6.
(3/1339)
حرف:
قرأ نافع في رواية ورش «1» وفي رواية الحلواني وسالم بن هارون
[38/ ب] عن قالون وأبو عمرو ليهب لك [19] بالياء المفتوحة بعد
اللام على الإخبار عن الغائب. وحدّثنا «2» عبد الله «3» بن
محمد، قال: نا عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن
أبي حسّان عن أبي نشيط عن قالون ليهب لك بالياء «4». وقرأ
الباقون بهمزة مفتوحة على إخبار المتكلم، وكذلك روى إسماعيل
والمسيّبي عن نافع وأحمد بن صالح عن قالون «5» عنه وابن جبير
عن أصحابه، وبذلك قرأت في رواية القاضي وأبي نشيط والشحام عن
قالون «6». ولم يذكر ذلك عنه نصّا غير أحمد بن صالح.
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد وأبو
عمرو من تحتها [24] بفتح الميم والتاء «7»، وقرأ الباقون بكسر
الميم وخفض التاء «8»، وكذلك روى حفص والمفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد «9» وفي رواية العليمي «10» عن أبي
بكر يسّاقط عليك [25] بالياء مفتوحة وتشديد السين وفتح القاف
«11»، وكذلك روى حمّاد بن بحر عن المسيّبي عن نافع بالياء،
وكذلك قال لنا الفارسي عن أبي طاهر عن ابن
__________
(1) انظر: (التيسير) 120، و (التعريف في اختلاف الرواة عن
نافع) 318، و (رسالة ورش) 48.
(2) لحق بجانب الصفحة: وهو عبد الله بن أحمد كذا أثبته الحافظ
أبو عمرو، وذكر أنه قرأ لقبه وكنيته بخطه. والمعروف أنه عبد
الله بن محمد بن أحمد بن علي بن مهران- غاية النهاية-.
(3) في (م) محمد بن عبد الله بن محمد.
(4) وهذا الوجه المذكور له في (التيسير) 120.
(5) الوجه الثاني لقالون، والعمل له بالوجهين، كما نص عليه
الشاطبي.
(6) انظر: (النشر) 2/ 317 - 318. قال الشاطبي: وهمز أهب بالياء
جرى حلو بحره .. بخلف.
(7) على أن (من) موصول، و (تحت) منصوب على الظرفية. انظر:
(مشكل إعراب القرآن) 451، و (الفتح الرباني) 217، و (الهادي)
3/ 32.
(8) على أن (من) جارة، وما بعدها مجرور.
قال الشاطبي: ومن تحتها اكسروا خفض الدهر عن شذا. انظر:
المصدرين السابقين.
(9) انظر: (المبسوط) 242، و (الغاية) 316، و (غاية الاختصار)
2/ 564.
(10) انظر: (الاختيار) 2/ 532، و (النشر) 2/ 318.
(11) انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 45، و (البستان) 679، و
(الانفرادات) 3/ 939.
(3/1340)
رستم عن نصير «1» عن الكسائي بالياء أيضا.
وكذلك نا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال:
أخبرني عن العباس «2» في كتابه «3» عن أبي الأسباط عن أبي حماد
عن أبي بكر عن عاصم بالياء أيضا، وقرأ عاصم في رواية حفص من
غير طريق هبيرة والقوّاس تساقط بالتاء مضمومة وتخفيف السين
وكسر القاف «4»، أنا أحمد بن عمر الجيزي «5» في الإجازة، قال:
نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد الباغندي، قال: نا
هشام بإسناده عن ابن عامر تساقط بضم التاء وكسر القاف لم يروه
عن هشام «6» غيره، نا طاهر بن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد
قال:
نا ابن أنس، قال: نا هشام بإسناده تساقط بالتاء لم يزد على
ذلك، وهي في كتابي مقيدة بتشديد السين وفتح القاف.
وقرأ حمزة «7» وحفص «8» في رواية هبيرة بالتاء مفتوحة وتخفيف
السين وفتح القاف وكذلك روى سائر الرواة عن المسيّبي، عن أبي
بكر «9» عن الكسائي،
وكذلك روى أيضا أبو شعيب القوّاس عن حفص ومحمد بن حسين الجعفي
وأحمد بن صدقة عن أبي الأسباط عن ابن أبي حمّاد والحسن بن جامع
عنه عن أبي بكر.
حرف:
وكلهم قرأ فإما ترين [26] بكسر الياء من غير همز إلا ما
حدّثناه عبد العزيز بن محمد، قال: نا ابن أبي هشام، قال:
حدّثني أبو بكر «10»، قال: أخبرني
__________
(1) انظر: (المبسوط) 243، و (الغاية) 316، و (غاية الاختصار)
2/ 564.
(2) في (م) عن العباس.
(3) علي بن العباس بن عيسى أبو الحسن البجلي الكوفي، شيخ
مشهور، روى عن أحمد بن حكيم وأبي الأسباط المعلم عن أبي حماد،
وروى عنه أبو بكر بن مجاهد وعبد الواحد بن عمر وأحمد بن عبد
الله شيخ الأهوازي كذا ذكره في مفردة عاصم، وكتابه لم أجده.
غاية 1/ 547.
(4) انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 121، و (النشر) 2/
318.
(5) في (ت) الجيزي والتصويب من (م) وانظر: (غاية) 1/ 126.
(6) رواية آحادية عن هشام القراءة كحفص، ولم تشتهر عنه.
(7) انفرادة سبعية عنه. قلت: وقرأ الباقون بفتحهما مع التشديد،
وفيها أوجه أخرى عديدة ذكرت في (مختصر الشواذ) 87، و (معجم
القراءات) 3/ 161، وما بعدها قال الشاطبي:
وخف تساقط فاصلا فتحملا .. وبالضم والتخفيف والكسر حفصهم.
(8) رواية عن حفص من طريق هبيرة القراءة كحمزة، وتقدمت الأولى
التي عليها العمل.
(9) وجه آخر عن شعبة القراءة كحمزة، لم يشتهر عنه، والعمل له
في القراءة السبعية كالجماعة. انظر: المصادر السابقة.
(10) يعني ابن مجاهد رحمه الله (غاية النهاية) 1/ 141.
(3/1341)
محمد بن عبد العزيز بن محمد الهلالي عن
محمد بن عمر الرومي، قال: ذكر يحيى عن أبي عمرو «1» أنه قرأ:
فإما ترئن بالهمز، قال أبو عمرو «2» والهمز في ذلك معروف عن
أبي عمرو كما أن الهمز الذي رواه العبّاس بن الفضل عنه في
قوله: لترون [التكاثر: 6 - 7]، ثم لترونّها [التكاثر: 7] كذلك
أيضا، وليس ذلك إلا من جهة أجوبة أبي عمرو لسائله عن اختلاف
اللغات «3»، فنسب «4» أكثر أهل الكتب ذلك إلى قراءته واختياره
وقل من ميّز منهم اختياره، من أخباره وفصل بينهما «5».
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر قول الحق [34] بنصب اللام. وقرأ الباقون
برفعها «6».
حرف:
قرأ الكوفيون «7» وابن عامر وإن الله ربي [36] بكسر الهمزة.
وقرأ الباقون بفتحها «8». كن فيكون [35] ويا أبت [43] قد ذكر].
«9»
حرف:
وكلهم قرأ الذي فيه يمترون [34] بالياء إلا ما رواه الترمذي
«10»
__________
(1) انفرادة شاذة لمخالفتها المشهور والمتواتر عن الجماعة.
انظر: (مختصر الشواذ) 87، و (المحتسب) 2/ 42، و (البحر) 6/
185، و (البستان) 680، و (الانفرادات) 3/ 940.
(2) يعني نفسه.
(3) في (م) اللقاب.
(4) في (م) تبست.
(5) قلت: تميزه هذا عبارة تغني عن الكلام.
(6) من نصب (قول) فعلى أنه مصدر مؤكد لمضمون الجملة، وعامله
محذوف تقديره: (أقول قول الحق)، هذا إن أريد معنى الصدق. وإن
أريد به اسم من أسماء الله تعالى، فنصبه على أنه مفعول لفعل
محذوف تقديره: (أمدح قول الحق)، أي قول الله وكلمته الذي هو
عيسى.
وبالرفع يكون خبرا لمبتدإ محذوف. انظر: (الفتح الرباني) 217، و
(المستنير) 2/ 10.
قال الشاطبي: وفي رفع قول الحق نصب ند كلا.
(7) في (م) وابن غلبون.
(8) كسر همزة (إن) على الاستئناف، وفتحها عطفا على الياء في
(أوصاني). انظر: الفتح الرباني 217. قال الشاطبي: وكسر وأن
الله ذاك.
(9) في البقرة: 117 ويوسف: 4. ينظر المطبوع من هذا البحث ص
989. و (التيسير) 55 و 65 و (النشر) 2/ 128، باب الوقف على
مرسوم الخط.
(10) في: (م) اليزيدي.
(3/1342)
عن ابن ذكوان عن ابن عامر ويحيى الجعفي عن
أبي بكر عن عاصم «1» أنهما قرآ بالتاء «2» وخالفهما «3»
الجماعة عن ابن عامر، وعن أبي بكر في ذلك، فرووه بالياء «4».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمّاد وحمزة والكسائي إنه كان مخلصا
[51] بفتح اللام، وكذلك روى ابن المعلى عن ابن ذكوان «5» عن
ابن عامر. واختلف [39/ أ] عن أبي بكر «6» فروى الكسائي ويحيى
الجعفي عنه عن عاصم أنه كسر اللام، وكذلك روى عبد الله بن ثابت
«7» عن حسين العجلي عن يحيى عنه، لم يروه عن يحيى غيره، كذا
روى أيضا أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عنه. وروى سائر الرواة
عن أبي بكر فتح اللام «8»، وكذلك روى أبو الحارث عن أبي عمارة
عن حفص. وقرأ الباقون بكسر اللام، وكذلك روى سائر الرواة عن
ابن ذكوان عن ابن عامر «9» والمفضل «10» عن عاصم.
حرف:
وكلهم قرأ إذا تتلى عليهم [58] بالتاء إلا ما رواه الثعلبي عن
ابن ذكوان «11» عن ابن عامر وابن شنبوذ عن النحاس عن أبي يعقوب
عن ورش أنهما قرءا
__________
(1) ويروى ذلك أيضا عن نافع والكسائي في رواية، قلت: وهي رواية
غير مشهورة عنهم، بل هي آحادية من تلك الطرق. انظر: (المستنير
في القراءات) 668، و (المبهج) 625، و (البحر) 6/ 189، و
(البستان) 681، و (الانفرادات) 3/ 941.
(2) في: (م) بالياء.
(3) في: (م) وخالفتهما.
(4) في: (م) بالتاء. قلت: وبما روته الجماعة عنهما المتواتر
عنهم، وعليه العمل.
(5) رواية آحادية عن ابن ذكوان القراءة كالكوفيين.
(6) انظر: (السبعة) 410.
(7) عبد الله بن ثابت أبو محمد التوزي، أخذ عن محمد بن الهيثم
ومحمد بن الفضل وحسين الأسود عن يحيى بن آدم، وعنه محمد الناقد
وأحمد التائب، مات سنة 293 هـ (غاية) 1/ 411.
(8) وقراءتهما المقبولة هي قراءة الكوفيين، أي: بفتح اللام.
انظر: (التيسير) 121.
(9) وبما رواه سائر الرواة عن ابن ذكوان القراءة السبعية عنه.
انظر: المصدر السابق.
(10) انظر: (التذكرة) 2/ 425.
(11) وتروى عن عبد الله بن مسعود وحمزة وقتيبة وآخرون (البحر)
6/ 200، و (مختصر الشواذ) 88، و (القراءات القرآنية في البحر
المحيط) 1/ 398، وكتاب (قراءة عبد الله بن مسعود) 126.
(3/1343)
بالياء وهو غلط «1». فأولئك يدخلون قد ذكر
«2».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الشاميين عن الأخفش وابن المعلى وابن
موسى عن ابن ذكوان «3»: إذا ما متّ [66] بهمزة واحدة مكسورة
على لفظ الخبر، وكذا ذكره الأخفش في كتابه. وكذا روى الداجوني
عن أصحابه عن ابن ذكوان وهشام «4» جميعا، وبه كان يأخذ في
الروايتين.
وقرأ الباقون «5» بهمزتين على لفظ الاستفهام، وهم في ذلك على
مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين «6» من تحقيق الهمزة الثانية
وتسهيلها والفصل بالألف في حال التحقيق والتسهيل بهمزتين. وروى
الثعلبي وابن أنس والترمذي وابن خرزاد عن ابن ذكوان والنقاش عن
الأخفش وابن عتبة وابن بكار بإسنادهما عن ابن عامر «7».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم أولا يذكر الإنسان [67] بإسكان الذال
وضم الكاف وتخفيفهما.
وقرأ الباقون بتشديدهما «8» وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن
عامر «9».
حرف:
قرأ الكسائي ثم ننجي الذين اتقوا [72] بإسكان النون وتخفيف
الجيم، وقرأ الباقون بفتح النون وتشديد الجيم «10».
__________
(1) أي من جهة الرواية لمخالفتها المتواتر عن الجماعة. انظر:
(مختصر الشواذ) 88، و (الانفرادات) 3/ 943.
(2) في النساء: 124.
(3) وعند ابن الجزري له ذلك من جميع طرقه غير الشذائي عنه.
انظر: (النشر) 1/ 372.
(4) رواية عن هشام من طريق الداجوني القراءة كابن ذكوان، ولكن
لم تشتهر عنه.
(5) ومنهم هشام في باقي طرقه.
(6) انظر: (الجامع) انظر الصفحة في المطبوع، و (التيسير) 36.
(7) وهو الوجه الثاني لابن ذكوان عن ابن عامر، وقد ذكرهما في
(تيسيره) 121، وعليه العمل وانظر: (البدور الزاهرة) 200.
(8) سكون الذال من الذكر ضد النسيان؛ مضارع (ذكر) وتشديدها
مضارع (تذكر)، وأصله (يتذكر)، فأبدلت التاء ذالا، وأدغمت في
الذال. والتذكر: التيقظ. انظر: (المستنير) 2: 16.
(9) وجه عنه القراءة كالجماعة من رواية الوليد، وتقدم الأول
الذي عليه العمل. (المبهج) 627.
(10) سكون النون للكسائي من (أنجى) وقد قرأ بها وحده،
وبالتشديد من (نجى).
(3/1344)
حرف:
قرأ ابن كثير خير مقاما [73] بضم الميم. وقرأ الباقون بفتحهما
«1».
حرف:
قرأ نافع «2» في غير رواية ورش وابن عامر «3» في رواية ابن
ذكوان «4» وأبو بكر عن عاصم في «5» رواية الشموني «6» عن
الأعشى عنه: وريّا [74] بياء مشددة من غير همز «7». وكذلك روى
الداجوني عن أصحابه عن هشام «8» وابن شنبوذ عن النحّاس عن أبي
يعقوب عن ورش وهو غلط، وكذا ذكره الخياط «9» في كتابه، وقال
النقّار عنه فيه: كان يهمز ثم تركه وشدّد الياء.
وقرأ الباقون ونافع في رواية ورش «10» وابن عامر في رواية هشام
من جميع الطرق عنهما بهمزة ساكنة بين الراء والياء. وكذلك روى
ابن شنبوذ والخياط وابن غالب والبرجمي ومحمد بن إبراهيم عن
الأعشى عن أبي بكر، وقد ذكرنا «11» مذهب حمزة في الوقف «12»،
ونا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا
__________
انظر: (الفتح الرباني) 217، و (المستنير) 2/ 16. قال الشاطبي:
وننجي خفيفا رض.
(1) قراءة ضم الميم لابن كثير على أنه مصدر ميمي أو اسم مكان
من (أقام) الرباعي، وقد قرأ بها وحده وبفتح الميم من (قام)
الثلاثي. قال الشاطبي: مقام بضمه دنا.
انظر: (حجة القراءات) 446، و (المستنير) 2/ 18.
(2) انظر: (التذكرة) 2/ 426، و (المبسوط) 244، و (الغاية) 318،
و (غاية الاختصار) 2/ 565.
(3) (السبعة) 411، و (المبسوط) 244.
(4) (التذكرة) 2/ 426، و (غاية الاختصار) 2/ 565.
(5) في (م) في غير.
(6) قلت: وهي رواية، لم تشتهر عن شعبة. انظر: المصدرين
السابقين.
(7) لأنه رسم في جميع المصاحف بياء واحدة، فإن كان رسمه على
قراءة من لم يهمز، فذلك حقيقة رسمه. وإن كان على قراءة من همز،
فقد حذفت منه ياء واحدة. انظر: (المحكم في نقط المصحف) للداني
ص 167.
(8) وفي (المستنير في القراءات) 669، ابن زبان عن الحلواني عن
هشام، وهي رواية لم تشتهر عنه، وسيذكر الثانية التي من جميع
طرقه، وعليها العمل.
(9) الكتاب من مصادر الداني، ولم أجده.
(10) والقراءة المقبولة بالهمز. انظر: (السبعة) 411، و
(التيسير) 121، و (التعريف) للداني ص 318.
(11) وهذه الرواية عنه هي المشتهرة، والعمل عليها. انظر:
المصادر السابقة.
(12) لحمزة وجهان في الوقف الأول: الإبدال مع الإدغام،
والثاني: الإبدال من غير إدغام.
(3/1345)
ابن مخلد عن البزّي ورءيا بالمدّة قبل
الهمزة والهمزة بعد الياء، وهذه الترجمة تدلّ على أنه يروى عن
ابن كثير «1»، وريا في زنة قولك: بريّا وذلك عندي غير صحيح.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي هاهنا مالا وولدا [77] الرحمن ولدا [88]
للرحمن ولدا [91] أن يتخذ ولدا [92]، وفي الزخرف [81] للرحمن
ولد بضم الواو وبإسكان اللام في الخمسة «2».
وقرأ الباقون بفتح اللام والواو فيهن، ويأتي الاختلاف في الذي
في سورة نوح [21] هناك إن شاء الله.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي يكاد السموات هنا [90] وفي عسق [5] بالياء،
وقرأ الباقون بالتاء في الموضعين «3».
حرف:
قرأ عاصم [39/ أ] في غير رواية حفص من غير طريق هبيرة وأبي
عمارة وأبو عمرو ينفطرن هاهنا [90] وفي عسق [5] بالنون ساكنة
وكسر الطاء وتخفيفها «4»، وكذلك روى هبيرة «5» وأبو عمر عن أبي
عمارة عن حفص. وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر هاهنا
بالنون، وفي عسق بالتاء. وخالفه أبو عبيد وأبو عمرو، فرويا عن
الكسائي عنه بالنون في السورتين وهو الصواب لموافقة روايتهما
__________
انظر: (الجامع) صفحة المطبوع و (الفتح الرحماني) 110، و
(البدور الزاهرة) 201.
(1) ويروى أيضا ذلك عن النقار وأبو بكر في رواية الأعمش، وقرئ
بالزاي بدل الراء، قلت:
وكله شاذ مخالف لقراءة الجماعة. انظر: (المحتسب) 2/ 44، و
(المستنير في القراءات) 670، و (البحر) 6/ 210، و (معجم
القراءات) 3/ 178 - 179.
(2) بضم الواو جمع (ولد) كأسد وأسد، وبفتح الواو اسم مفرد قائم
مقام الجمع. وقيل: هما لغتان بمعنى. كالعرب والعرب.
قال الشاطبي: وولدا بها والزخرف اضمم وسكن .. شفاء وفي نوح
شفاء حقه ولا.
انظر: (الفتح الرباني) 218، و (المستنير) 2/ 12.
(3) من قرأ بالياء، فلأن السموات مؤنث غير حقيقي. ومن قرأ
بالتاء فعلى لفظ تأنيث السموات. انظر: (شرح الهداية) 2/ 413.
قال الشاطبي: وفيها وفي الشورى يكاد أتى رضا.
(4) على أنه مضارع (انفطر) بمعنى انشق.
(5) انظر: (السبعة) 413.
(3/1346)
قول الجماعة «1» عنه. وقرأ ابن عامر في غير
رواية الوليد وحمزة هاهنا ينفطرن بالنون وكسر الطاء، وفي عسق
بالتاء وفتح الطاء «2». وحدّثنا الخاقاني، قال: نا أحمد بن
أسامة، قال: نا أبي. ح ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد،
قال: نا محمد بن الربيع، قالا: نا يونس، قال: أقرأني ابن كيسة
عن سليم عن حمزة ينفطرن في السورتين بالنون وخفض الطاء، وخالفه
داود، فروى عن ابن كيسة عن سليم كما روى الجماعة عنه في هذه
السورة بالنون في عسق بالتاء، وقول يونس وهم.
وقرأ الباقون في السورتين بالتاء مفتوحة وفتح الطاء وتشديدها
«3»، وكذلك روى الوليد عن يحيى وعمرو وعبيد والقوّاس والزهراني
والمروزي وابن شاهي عن حفص «4» وكذا روى أبو الحارث عن أبي
عمارة عنه.
في هذه السورة من ياءات الإضافة ست «5»:
أولاهن من ورائي وكانت [5] فتحها ابن كثير «6»، وأسكنها
الباقون. اجعل لي آية [10] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «7»
في رواية ابن بكّار، وأسكنها الباقون. إني أعوذ [18] فتحها
الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «8» في رواية ابن بكار، وأسكنها
حمزة، وكذلك قال هبيرة في كتابه عن حفص عن عاصم وأسكنها «9»
الباقون، وبذلك قرأت في رواية هبيرة.
إني أخاف [45] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر «10» في
رواية ابن
__________
(1) وبما روته الجماعة عنه القراءة السبعية له. انظر:
(التيسير) 122، و (النشر) 2/ 319.
(2) والقراءة السبعية عنهما في السورتين، كذلك. انظر:
(التيسير) 122 - 157، وفيه حرف الشورى في موضعه.
(3) على أنه مضارع (انفطر) بمعنى تشقق، (المستنير) 2/ 22.
قال الشاطبي: وطا يتفطرن اكسروا غير اثقلا .. وفي التاء نون
ساكن حج في صفا.
كمال وفي الشورى حلا صفوه ولا ..
(4) وبما روته الجماعة عن حفص المتواتر عنه، وعليه العمل في
السورتين، وقد تقدم الوجه الأول الآحادي عنه من طريق هبيرة.
انظر: المصادر السابقة.
(5) انظر: (السبعة) 413، و (التيسير) 122، و (الإتحاف) 2/ 241.
(6) انفرادة سبعية عنه في فتح الياء. انظر: المصادر السابقة.
(7) و (8) و (9) و (10) أوجه عنه آحادية من رواية الوليد،
والعمل له كالجماعة.
(3/1347)
بكار، وأسكنها الباقون] ربّي إنه كان [47]
فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «1» في رواية ابن بكّار،
وأسكنها الباقون «2».
ليس فيها من الياءات المحذوفات شيء، والله أعلم «3».
__________
(1) في النسختين وفتحها، والصواب ما ذكره أعلاه. انظر: المصادر
السابقة.
(2) والسادسة هي آتاني الكتاب [30]. انظر: المصادر السابقة.
قال الشاطبي: ورائي واجعل لي وإني كلاهما .. وربي وأتاني
مضافاتها العلا.
(3) انظر: المصادر السابقة.
(3/1348)
|