جامع البيان في القراءات السبع

سورة طه

ذكر اختلافهم في سورة طه «1»:
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية حفص طه [1] بإخلاص فتحة الطاء «2»، وروى الخزاعي عن أصحابه بفتح الطاء والهاء غير التشديد «3». قال:
وكذلك حروف الهجاء كلها مفتوحة. وروى ابن مخلد عن البزّي الطاء والهاء نصب، وروى أبو ربيعة عن صاحبيه الطاء مفتوحة، وروى الزهراني عن حفص طه، وقال: مدّ الطاء في كتابي «4» تحت الهاء كسرة وفوق الطاء فتحة. واختلف عن نافع فروى الكسائي وأبو عمر عن إسماعيل وابن جبير عن أصحابه عنه طه بفتح الطاء. وروى أبو عبيد عن إسماعيل بفتح الطاء، وليس بالفتح الشديد. وروى ابن المسيّبي عن أبيه وابن جبير وابن سعدان عنه الطاء والهاء مفتوحتان «5». قال ابن سعدان: كان إسحاق كأنه يشير فيها إلى الكسرة، فإذا قلت له: إنك تكسر، قال: لا ولا يأبى «6» إلا الفتح. وروى خلف عنه طه [1] وطسم [الشعراء: 1] «7»، وحم [غافر: 1] «8» ونحوه لا يكسر ولا يفتح فتحا شديدا، وهو إلى الفتح أقرب.
وروى القاضي والحلواني والمدني والكسائي والقطري والعثماني وأبو نشيط وأبو علي الشحام وأبو سليمان الليثي ومصعب [40/ أ] الزبيري وغيرهم عن قالون بفتح الطاء
__________
(1) وتسمى سورة موسى عليه السلام، مكية وآيها مائة وثلاثون، وآيتان بصري، وأربع مدنيان ومكي، وخمس كوفي، وأربعون شامي. (البيان في عد الآي) 183، و (فنون الأفنان) 292، و (مصاعد النظر) 2/ 267.
(2) والهاء كذلك. انظر: (التيسير) 122، و (الإتحاف) 2/ 243.
(3) في (م) التشديد قلت: والكلمة جاءت في (المبسوط) 246، لابن مهران بقوله: والذي قرأناه وأخذناه لفظا، إلا أنه ليس بالفتح الشديد.
(4) كتاب حفص من مصادر الجامع، ولم أعثر عليه.
(5) انظر: (التذكرة) 2/ 429، و (التعريف) 320، وفيهما عن المسيبي وإسماعيل وابن سعدان بين اللفظين في الطاء والهاء.
(6) في (م) بابا. وانظر: (السبعة) / 416.
(7) في أول الشعراء والقصص و (طس) أول النمل.
(8) وذلك أول غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، وجمعها حواميم.

(3/1349)


والهاء «1»، وروى أحمد بن صالح عنه الطاء والهاء مفتوحتان وسطا «2» من ذلك، وروى أبو الأزهر وداود وأبو يعقوب «3» عن ورش طه كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ، في القرآن كله يعنون بقولهم في القرآن كله جميع حروف الهجاء. وأخبرني محمد بن شعيب في كتابه «4» قال: أخبرني محمد بن أحمد بن خلد، قال: أخبرنا أبي، قال: نا إبراهيم بن محمد، قال: نا عبد الصمد «5» عن ورش عن نافع طه وطسم وحم لا قعر ولا بطح «6». وروى المصريون عن أبي يعقوب عن ورش أداء بإخلاص فتحة الطاء وإمالة فتحة الهاء إمالة خالصة «7». كمذهب أبي عمرو سواء، وبذلك قرأت على أبي الفتح وأبي القاسم وأبي الحسن عن قراءتهم، وكذلك رواه المظفر بن أحمد، فيما بلغني عنه عن أحمد بن هلال عن إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب أداء، وفي كتابي عن طاهر بن غلبون عن أبي بكر عتيق بن ما شاء الله «8»، قال: قرأت على ابن هلال «9» طه بفتح الطاء والهاء؛ فأنكر ذلك
__________
(1) قلت: والقراءة المقبولة له بذلك. انظر: (التيسير) 122.
(2) أي بالتقليل، وقد ذكر له هذا الوجه ابن الجزري في (النشر) 2/ 68، والنشار في (البدور) 2/ 69.
(3) هو: الإمام يوسف بن عمر الأزرق. وانظر: (الإتحاف) 2/ 243.
(4) محمد بن شعيب بن شابور القرشي الدمشقي، روى عن يحيى بن الحارث والأوزاعي، وعنه الربيع وابن المبارك وهشام بن عمار ودحيم ومحمود بن خالد مات سنة 299 هـ.
وكتابه هذا من مصادر أبي عمرو، لم أجده (غاية) 2/ 154.
(5) هو: عبد الصمد بن عبد الرحمن أبو الأزهر.
(6) وكذلك روى له صاحب الكامل بين بين سوى الأصبهاني. انظر: (النشر) 2/ 70.
(7) وقراءته السبعية بذلك، وليس له إمالة محضة سواها، خروجا من قاعدته العامة الفتح والتقليل في ذوات الياء، والتقليل في ألفات رءوس الآي.
يقول الإمام أبو الحسن القيرواني: إمالة ورش كلها غير محضة .. سوى الها من ظه وللفتح استجدي.
انظر: (التعريف) / 320، و (البدور) / 200 - 202، و (الإرشادات) 294، و (القصيدة الحصرية)، لوحة 7.
(8) عتيق بن ما شاء الله بن محمد أبو بكر المصري الغسال، شيخ مقرئ معروف، روى عن أحمد بن هلال، وعنه أبو الطيب بن غلبون وابنه الحسن، مات سنة 360 هـ (غاية) 1/ 500.
(9) أحمد بن عبد الله بن محمد بن هلال أبو جعفر الأزدي المصري، أستاذ كبير محقق ضابط، قرأ على النحاس، وعنه الشعراني وابن الأصبغ وعتيق بن ما شاء الله وابن حمدان، مات سنة 310 هـ (غاية) 1/ 74.

(3/1350)


عليّ، ولفظ بفتح الطاء وكسر الهاء. وقال ابن شنبوذ «1» عن النحّاس عن أبي يعقوب يشمّ الهاء الإمالة قليلا، وقرأت في رواية الأصبهاني عن أصحابه «2» عنه بفتح الطاء والهاء. وكذلك قرأت في رواية يونس عنه، وقرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد والكسائي بإمالة فتحة الطاء والهاء، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والكسائي ويحيى الجعفي وابن أبي أمية وابن عطارد وابن جبير بكسر الطاء والهاء «3». وروى إسحاق الأزرق عنه طه يشمّها شيئا من الخفض «4». وروى خلّاد عن حسين عنه أنه لا يكسر الطاء ولا الهاء ولا يفتحهما، وروى عنه الأعشى والبرجمي بفتح الطاء والهاء «5»، وقد روى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عنه بفتح الطاء وإمالة الهاء «6»، والأول هو الصحيح عنه. وقرأ أبو عمرو بإخلاص فتحة الطاء وإمالة فتحة الهاء. وقرأ حمزة والكسائي بإمالة أواخر آي هذه السورة من لدن قوله: لتشقى [2] إلى قوله: ومن اهتدى [135] آخرها.
وقرأ أبو عمرو بإمالة ما فيه راء قبل الألف المنقلبة عن الياء، نحو الثرى [طه: 6] وافترى [61] ولا تعرى [118] وما عدا ذلك بين الإمالة والفتح.
وقرأ نافع جميع ذلك على ما تقدّم من الاختلاف عنه في باب الإمالة من إخلاص الفتح، ومن التوسّط في اللفظ. وقال أحمد بن صالح عن ورش لتشقى القاف مفتوحة، وقال عنه البزّي بكسر الراء. وقال عن قالون: الراء مفتوحة وسطا من ذلك.
وقال أحمد: ولا أيعن «7» هذا الحرف من ورش سماعا، وهو قوله: يعني أن الإمالة المتوسطة في ذلك قياس مذهبه. وقال العثماني عن قالون بفتح ذلك كله يريد أواخر الآي. وقال ابن سعدان عن المسيّبي كتابتها بالياء. وقرأتها بالألف [وقوله: بالألف] يدلّ على إخلاص الفتح.
__________
(1) انظر: (النشر) 2/ 68، (الإتحاف) 2/ 243.
(2) إلا ما انفرد فيه صاحب التجريد عنه بإمالتها محضا. (النشر) 2/ 68.
(3) قلت: القراءة المقبولة له بذلك، كما أشار المؤلف إليه: والأول هو الصحيح عنه انظر:
(التيسير) 122، و (غاية الاختصار) 2/ 567، و (البدور) / 201.
(4) وجه آخر لشعبة، وهو التقليل فيهما.
(5) وجه ثالث لشعبة، وهو الفتح فيهما.
(6) وجه رابع لشعبة وهو الفتح في الطاء والإمالة في الهاء.
(7) كذا بالأصل، وفي (م) يقن.

(3/1351)


حرف:
قرأ حمزة لأهله امكثوا [10] هاهنا وفي القصص [28] بضم الهاء ضمة مختلسة في حال الوصل «1». واختلف عن المسيّبي عن نافع، فروى لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «2» عن أصحابه عن ابن سعدان عن المسيّبي عنه أنه ضمّ الهاء «3». وحدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا عبيد بن محمد، قال: نا ابن سعدان عن إسحاق عن نافع «4» عن سليم عن حمزة لأهله امكثوا [40/ ب] مرتفعة الهاء، وبذلك قرأت أنا في رواية المسيّبي من طريق ابنه ومن طريق ابن سعدان، وروى ابن واصل عن ابن سعدان وخلف عن المسيّبي أنها مبطوحة، وكذا قال ابن المسيّبي عن أبيه «5» وزاد الألف فيها قوة، ولا معنى لذكره الألف إن كان أراد الوصل؛ لأنه لا حركة لها فيه. وروى أبو عمارة عن إسحاق الأزرق لأهله امكثوا [10] كسر الألف، وهذا خطأ منه سواء أراد الوصل أو الابتداء؛ لأنها في حال الوصل ساقطة من اللفظ، وفي حال الابتداء مضمومة لانضمام ثالث المستقبل من الفعل الذي هو «6» أوله، وهو يمكث. وأظنه أراد الهاء، فذكر «7» الألف. وقرأ الباقون بكسر الهاء في الموضعين «8»، وكذلك روى قالون وورش وأبو عبيد عن إسماعيل عن نافع «9».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو أني أنا ربك [12] بفتح الهمزة «10»، وكذلك
__________
(1) وذلك على أصل الكلمة، وعلى لغة من يقول: مررت به يا فتى.
انظر: (حجة القراءات) 450، و (الفتح الرباني) 219.
(2) انظر: كتاب (السبعة) 417.
(3) انظر: (التعريف في اختلاف الرواة عن نافع) / 320.
(4) قلت: وممن نقل له رواية ضم الهاء صاحب (البحر المحيط) 6/ 215، وأشار إليها بقوله:
ونافع في رواية بضم الهاء.
(5) في: (م) عن ابنه.
(6) في: (م) هي.
(7) في (م) مذكرا.
(8) وذلك لأجل الكسرة التي قبلها. انظر: (حجة القراءات) 450، و (الفتح الرباني) 219.
(9) وقراءته السبعية كالجماعة. انظر: (التيسير) 122، و (النشر) باب هاء الكناية.
قال الشاطبي: لحمزة فاضمم كسرها أهل امكثوا معا. انظر: ص 69.
(10) وهو على تقدير نودي بأني أنا ربك. انظر: (شرح الهداية) 2/ 415، و (الفتح الرباني) 219.

(3/1352)


روى ابن مجاهد عن الحسن الجمال «1» عن محمد بن عيسى عن حماد بن بحر عن نافع وهو غلط. وكذا روى الوليد «2» عن يحيى عن ابن عامر، وكذلك روى أبو الحسن عن أصحابه عن نصير «3» عن الكسائي، وهو وهم. وقرأ الباقون بكسرها «4».
وكذا قال ابن جبير في مختصره عن اليزيدي عن أبي عمرو، وهو خطأ. وروى الشيرازي عن الكسائي بالفتح والكسر «5» جميعا، قال: لي أبو الفتح والمشهور عنه الكسر «6».

حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر طوى هاهنا [12] وفي والنازعات [16] بالتنوين ويكسرونه في والنازعات لمجيء الساكن بعده، وقرأ الباقون بغير تنوين في السورتين «7».
حرف:
قرأ حمزة وعاصم في رواية المفضل «8»: وإنّا [13] بتشديد النون اخترناك [13] بالنون مفتوحة وألف بعدها على لفظ الجمع «9». وقال محمد بن نصر «10» في كتابه إن يونس بن عبد الأعلى وإسحاق الأزرق رويا عن حمزة وإنا
__________
(1) هو: الحسن بن علي الجمال، وقد تقدم.
(2) انظر: روايته في (المبهج) 632، وهي آحادية.
(3) انظر: (التذكرة) 2/ 429.
(4) على الحكاية أو على إضمار القول. انظر: (شرح الهداية) 2/ 415، و (الفتح الرباني) 219.
(5) أي له الوجهان.
(6) وعليه أهل الأداء عنه. قال الشاطبي: وافتحوا إني أنا دائما حلا.
انظر: (التيسير) 122، وبقية المصادر.
(7) من قرأ بتنوين الواو على أنه اسم (واد)، ومن قرأ بتركه فممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث أو العجمة، وهو اسم للبقعة. قال الشاطبي: ونون بها والنازعات طوى ذكا.
انظر: (الفتح الرباني) 219، و (المستنير) 2/ 24.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 430، و (غاية الاختصار) 2/ 568، و (المبهج) 633.
(9) وذلك على وجه التعظيم، وهو من خطاب الملوك. قلت: وفي القراءة انفرادة سبعية عن حمزة
انظر: (شرح الهداية) 2/ 416، و (البحر) 6/ 231، و (الفتح الرباني) 219، (إعراب القراءات) 2/ 30، و (المبسوط) 247.
(10) محمد بن نصر بن حماد البجلي، مقرئ متصدر، قال الداني: لا أدري على من قرأ، روى عنه سليمان بن يحيى وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (غاية) 2/ 269، وكتابه لم أجده.

(3/1353)


بكسر الهمزة «1». اخترناك بالنون والألف، ولم أجد في كتاب «2» يونس الذي سمعناه من طريق الجيزي وأسامة عنه للألف ذكرا، وإنما قال فيه: وإنا جماعة لم يزد على ذلك. وقرأ الباقون وأنا بتخفيف النون اخترتك بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ الواحد «3».

حرف:
قرأ «4» ابن عامر أخي اشدد [30، 31] بقطع الألف وبفتحها في الوصل والابتداء وأشركه بضمّ الهمزة على الإخبار والجواب والمجازاة «5». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا قاسم المطرز والخثعمي وابن جرير، قالوا: نا كريب «6»، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ اشدد به أزري وأشركه [طه: 31، 32] على الإخبار مثل ابن عامر، وقال قاسم في حديثه:
وأشركه، وأنا وقرأ الباقون بوصل ألف اشدد وإسقاطها من اللفظ، وإذا ابتدءوا ضمّوها لانضمام الثالث وفتحوا الهمزة في وأشركه على الدعاء «7». وكذلك روت الجماعة عن أبي بكر «8» عن عاصم، وقرأ ابن كثير «9» ونافع في رواية خلف وابن سعدان عن المسيّبي عنه وأشركهوا بصلة الهاء وإلحاقها واوا في اللفظ. وكذلك قال
__________
(1) ونسبها صاحب (البحر) 6/ 231، للسلمي وابن هرمز والأعمش.
(2) كتاب يونس، لم أجده.
(3) على أنها ضمير منفصل مبتدأ، واخترناك خبر المبتدأ. انظر: (المستنير) 2/ 25.
قال الشاطبي: وفي اخترتك اخترنا فاز وثقلا وأنا.
(4) سقطت كلمة (قرأ) من النسختين.
(5) وذلك إخبار من موسى عن نفسه بالفعلين جميعا. وفيها انفرادة سبعية عن الشامي.
انظر: (شرح الهداية) 2/ 416، (والفتح الرباني) 219.
(6) هو: كريب بن أبي مسلم أبو رشدين الهاشمي العباسي الإمام الحجة والد رشدين ومحمد، حدث عن مولاه ابن عباس، وأم الفضل أمه. وعنه أبو سلمة ومكحول وسليمان بن يسار، مات سنة 98 هـ. (سير) 4/ 479، وروايته عن أبي بكر، لم تشتهر عنه.
(7) وهو فعل أمر من (شدّ)، والأمر من الثلاثي مضموم العين، وتضم همزته تبعا لضم ثالث الفعل. انظر: (حجة القراءات) 452، و (الكشف) 2/ 97، و (المستنير) 2/ 26.
(8) والقراءة له بما روته الجماعة عنه.
قال الشاطبي: وشام قطع اشدد وضم في .. ابتدأ غيره واضمم وأشركه كلكلا.
(9) وذلك على أصله في صلة الهاء.

(3/1354)


لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «1» عن أصحابه عن المسيّبي.
وقرأ الباقون بضم الهاء من غير صلة وقد ذكر ذلك «2».

حرف:
وكلهم قرأ كي تقرّ عينها بفتح القاف إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيّوب عن يحيى عن ابن عامر «3» أنه قرأ تقرّ بكسر القاف، وهو عندي وهم [41/ أ] من ابن بكار، والكسر لغة معروفة، ولم يذكر ابن جرير هذا الحرف في جامعه.
حرف:
وكلهم قرأ كل شيء خلقه بإسكان اللام إلا ما رواه نصير «4» عن الكسائي من غير قراءتي أنه فتح اللام وبإسكانها قرأت في روايته، وكذلك روت الجماعة عن الكسائي «5».
حرف:
قرأ الكوفيون الأرض مهدا هنا [53] وفي الزخرف [10] بفتح الميم وإسكان الهاء من غير ألف.
وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها «6». وأجمعوا على الحرف الذي في النبأ [6] بهذه الترجمة اتباعا لما بعده من الفواصل.
__________
(1) انظر: كتاب (السبعة) 418.
(2) انظر: (جامع البيان) يذكر المطبوع و (التيسير) 34.
(3) ولم يبين هنا حركة التاء هل هي الفتح أم الضم، وذكرت في (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 71، بقوله: ويقرأ بضم التاء وكسر التاء وكسر القاف. ويقرأ كذلك، إلا أنه بالياء.
وفي (الجامع) 11/ 132، للقرطبي نقلها عن عبد الحميد، وفي (البحر) 6/ 242، ذكرها بدون نسبة، بقوله: وقرأت (فرقة) بكسر القاف. قلت: وحكم هذه الرواية الشذوذ لمخالفتها المتواتر والمشهور عن الجماعة.
(4) نقل هذا الوجه جماعة منهم صاحب (التذكرة) 2/ 431، و (المبسوط) 248، و (الغاية) 320، و (المستنير في القراءات) 674، وفيه عن نصير غير الأشعري، و (المبهج) 634، وفيه عن نصير والمطوعي عن الأعمش، و (غاية الاختصار) 2/ 568 عن الرستمي، عنه، و (البستان) 686، وفيه قرأ نصير في الأشهر عنه و (الانفرادات) 3/ 957، وحكم عليها بالشذوذ لمخالفتها لجميع القراء ..
(5) والقراءة له بما روته الجماعة عنه.
(6) وعلى كلا القراءتين هما مصدر، بمعنى يقال: مهدته مهدا ومهادا.
انظر: (الكشف) 2/ 98، و (حجة القراءات) 453، و (المستنير) 2/ 28.

(3/1355)


حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة مكانا سوى [58] بضمّ السين وكسرها الباقون «1». وروى خلف والعجلي والوكيعي عن يحيى بن آدم وابن أبي أميّة وعبيد بن نعيم عن أبي بكر «2» عن عاصم أنه يميل فتحة الواو والألف بعدها من قوله سوى في الوقف، وكذلك حكى خلف عن يحيى عنه في قوله في القيامة [36] أن يترك سدى ولم يذكر سائر الرواة عن أبي بكر في الوقف على ذلك شيئا «3».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي فيسحتكم بعذاب [61] بضم الياء وكسر الحاء.
وقرأ الباقون بفتح الياء والحاء «4».
حرف:
وروى هبيرة «5» عن حفص عن عاصم يوم الزينة [59] بفتح الميم على الظرف «6». وقرأ الباقون برفع الميم على خبر المبتدأ الذي هو موعدكم [59] «7».
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والمفضل «8»: قالوا إن [63] بإسكان النون. وروى أبو عمر عن أبي عمارة وابن شاهي «9» عن حفص بتشديد
__________
(1) والكسر والضم في السين لغتان بمعنى: مكانا عدلا وسطا بين قريتين. انظر: المصادر السابقة.
(2) أي فله الإمالة الكبرى كحمزة والكسائي. وعليه العمل له. انظر: (التذكرة) 2/ 431، و (التيسير) 123، و (البدور) 206.
(3) قال الشاطبي: واضمم سوى في ند كلا ويكسر باقيهم. وصحح له المحقق ابن الجزري الوجهين، فالفتح طريق العراقيين قاطبة، والإمالة رواية المصريين والمغاربة. انظر: (النشر) 2/ 43.
(4) كسر الحاء من الإسحات، وفتحها من السحت، وهما لغتان بمعنى واحد، أي استأصله وأهلكه. قال الشاطبي: فيسحتكم ضم وكسر صحابهم.
انظر: (حجة القراءات) 454، و (الفتح الرباني) 219 و (المستنير) 2/ 30.
(5) رواية آحادية وتعتبر شاذة لمخالفتها المتواتر عن الجماعة وذكرت في (المحتسب) 2/ 53 عن أبي عمرو، و (المبسوط) 248، و (الغاية) 321، و (المستنير في القراءات) 674، و (الانفرادات) 3/ 960.
(6) في (م) على الطرق.
(7) قال المنتجب الهمذاني: وهو على هذه القراءة أعني الموعد أو زمان، ولا حذف في الكلام ولك أن تجعله مصدرا، وتقدر على هذا حذف مضاف، ليكون الثاني هو الأول.
والتقدير: وقت موعدكم يوم الزينة. أهـ. انظر: (الفريد) 3/ 444.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 432، وفي (غاية الاختصار) 2/ 569، عن جبلة عنه.
(9) وهي رواية غير مشهورة عنه. انظر: (الاختيار) 2/ 542.

(3/1356)


النون. وخالف أبا عمر في ذلك أبو الحارث، فروى عن أبي عمارة عن حفص إن بالجزم فوافق ما روته الجماعة عنه «1». واختلف عن أبي بكر، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا محمد بن يونس وأبو بكر شيخنا، قالا: نا ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير، قال: نا أبو بكر عن عاصم أنه قرأ إن هذان [63] خفيف، كذا قال ابن يونس. وقال ابن مجاهد إن موقوفة.
وروى حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأها بالوجهين ساكنة النون ومشددة.
وروى سائر الرواة عن أبي بكر بتشديد النون. «2» وكذلك روى حمّاد عن عاصم، وبذلك قرأ الباقون.

حرف:
قرأ أبو عمرو إن هذين [63] بالياء وتخفيف النون.
وقرأ ابن كثير بالألف وتشديد النون. وقرأ الباقون بالألف وتخفيف النون «3».
حرف:
قرأ أبو عمرو فاجمعوا كيدكم [64] بوصل الألف وفتح الميم، وقرأ الباقون بقطع الألف وكسر الميم «4».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن عتبة تخيّل إليه [66] بالتاء.
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والباقين بالياء «5»، ولم يذكر هذا الحرف ابن
__________
(1) وبما روته الجماعة عنه قراءته السبعية. انظر: (التيسير) 123، وبقية المصادر.
(2) وبما رواه سائر الرواة عنه قراءته السبعية. انظر: المصادر السابقة.
(3) فبعد تركيب الأوجه تصبح قراءة الأئمة على النحو التالي:
نافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي إن هذان لسحران بتشديد إن وألف في هذان. وابن كثير وحده إن هذان لساحران بسكون إن، وتشديد هذان، ومد الألف مشبعا. وأبو عمرو وحده إن هذان لساحران بتشديد إن، وبالياء في هذين.
وحفص وحده إن هذان لساحران بسكون إن، وبالألف في هذان والله أعلم.
انظر: رسالة إن هذان لساحران ص 27، و (مجلة البحث العلمي) 2/ 267 وما بعدها.
قال الإمام الشاطبي: وتخفيف إن عالمة دلا .. وهذين في هذان حج وثقله دنا.
(4) من قرأ بوصل الألف وفتح الميم- وهو البصري وحده- فمن (جمع) الثلاثي: ضد فرق، بمعنى الضم، ومن قرأ بقطع الهمز على أنه فعل أمر من (أجمع) الرباعي، بمعنى: الحكمة أو العزم.
قال الشاطبي: فأجمعوا صل وافتح الميم حولا. انظر: (المستنير) 2/ 33، و (تقريب المعاني) 335.
(5) من قرأ بالتاء فعلى الإخبار من الحبال والعصي، ومن قرأ بالياء فعلى الإخبار عن السعي.
والتقدير: فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه سعيها. وأما الإمام الشامي عنه ابن ذكوان فهو منفرد بالوجه في القراءة السبعية. انظر: (شرح الهداية) 2/ 419 - 420، و (المستنير) 2/ 33 - 34.

(3/1357)


مجاهد ولا أبو طاهر في كتابيهما.

حرف:
قرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان تلقف ما صنعوا [69] برفع الفاء «1».
وقرأ الباقون وابن عامر في رواية هشام والوليد وابن عتبة وابن بكّار بجزمها «2». وقد ذكرنا مذهب ابن كثير في رواية البزّي وابن فليح في تشديد التاء «3»، ومذهب عاصم في رواية حفص في إسكان اللام وتخفيف القاف «4».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي كيد سحر [69] بكسر السّين وإسكان الحاء من غير ألف «5»، وكذلك روى أبو عمر عن أبي عمارة عن حفص عن عاصم وقرأ الباقون بفتح السين وألف [40/ ب] بعدها وكسر الحاء «6»، وكذلك روت الجماعة عن حفص «7».
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل ونافع في «8» ورش من طريق أحمد بن صالح، وعبد الجبار بن محمد عن عبد الصمد، وعاصم في رواية حفص آمنتم له [71] بهمزة واحدة بعدها ألف على لفظ الخبر.
__________
(1) وبتشديد القاف على أنه مضارع تلقف مضعف العين والرفع على الاستئناف. وقيل: في موضع الحال من فاعل ألق وابن ذكوان منفرد بها عن الجماعة.
انظر: (الفتح الرباني) 220 و (المستنير) 2/ 35.
(2) لأنها في الجواب الأمر، والقاف مشددة.
(3) انظر: الجامع: ينظر المطبوع (التيسير) 70 و (الجامع) ص 145.
(4) انظر: (التيسير) 92، وحرف (24) من هذا البحث.
قال الشاطبي: وتلقف ارفع الجزم مع أنثى يخيل مقبلا.
(5) على أنه مصدر بمعنى اسم فاعل، أو على إضمار تقديره: كيد ذي سحر.
انظر: (الكشف) 2/ 102، و (المستنير) 2/ 35.
(6) على أنه اسم فاعل مضاف إلى ما قبله انظر: المصدرين السابقين.
(7) وبما روته الجماعة عنه القراءة السبعية عنه، أما الرواية الأولى عنه من طريق أبي عمارة فهي آحادية غير مشهورة. انظر: (التيسير) 123، و (النشر) 2/ 321، و (البدور) 405.
قال الشاطبي: وقل ساحر سحر شفا ..
(8) كذا بالنسختين ولعلها في رواية ورش، وفي بعض المصادر هذه الرواية عنه من طريق الأصبهاني، وانفرد الخزاعي عن الشذائي عن الأزرق. بذلك مخالفا سائر الرواة عن الأزرق.
انظر (السبعة) 421، و (التيسير) 123، و (الاختيار) 2/ 543، و (النشر) 1/ 368، و (الإتحاف) 2/ 251.

(3/1358)


وقرأ الباقون بهمزتين على لفظ الاستفهام، وقد مضى ذكر مذاهبهم في التحقيق لهما، وفي التسهيل لإحداهما، فأغنى ذلك عن الإعادة «1».

حرف:
قرأ عاصم في رواية الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم عن أبي بكر، وفي «2» رواية أبي عمارة عن حفص، وأبو عمرو في رواية السّوسي «3» عن قراءتي، وفي رواية الحلواني وابن فرح عن أبي عمر عن اليزيدي وحمزة «4» في رواية يونس عن ابن كيسة عن سليم ومن يأته مؤمنا [75] بإسكان الهاء. ونا أبو الفتح، قال: نا جعفر بن أحمد، قال: نا محمد بن الربيع، قال: نا يونس عن علي بن كيسة عن سليم عن حمزة ومن يأته مؤمنا موقوفة الهاء. وقرأ نافع في رواية قالون بخلاف عنه بكسر الهاء من غير صلة «5». حدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: نا الحسن بن أبي مهران «6»، قال: نا أحمد بن يزيد عن قالون عن نافع ومن يأته مؤمنا يشبع الكسرة «7». وكذا روى أحمد بن صالح نصّا عن قالون، وبذلك قرأت على أبي الفتح من جميع الطرق عنه ونا محمد، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني محمد بن حمدون الحذاء قال: نا أبو عون، قال: نا الحلواني عن قالون عن نافع ومن يأته مؤمنا مكسورة الهاء لا يبلغ بها الياء، وذلك قياس ما رواه لنا محمد بن عبد الله بن الحسين بإسنادهما عن الحلواني عن هشام «8» عن ابن عامر.
__________
(1) انظره بالتفصيل في حرف 25 من هذا البحث.
(2) في (م) بدون واو.
(3) المؤلف قد نقل له وجه الإسكان أيضا في (التيسير) 124، وتبعه الشاطبي: وعدد من الأئمة وسائر المغاربة وعليه العمل، أما وجه الصلة فقد رواه له سائر العراقيين عنه.
انظر: (إرشاد المبتدئ) 436، و (الإتحاف) 2/ 252.
(4) رواية آحادية عن حمزة بإسكان الهاء، ولم تشتهر عنه.
(5) أي: اختلاس الحركة ونقل له صاحب (التذكرة) 2/ 432، و (الاختيار) 2/ 543، وآخرون الاختلاس وجها واحدا.
(6) هو: الحسن بن العباس بن أبي مهران الجمال أبو علي الرازي، وقد تقدم.
(7) ونقل له ذلك وجها واحدا صاحب الهداية والكامل. انظر: (النشر) 1/ 110 وروى عنه الوجهين المؤلف في (تيسيره) 124، وتبعه الشاطبي كأصله، وصاحب (الكافي) 437، و (النشر) 1/ 110، و (الإتحاف) 2/ 252، وعليه العمل.
(8) في عبارته إشارته إلى وجه الاختلاس لهشام.

(3/1359)


وقرأ الباقون بكسر الهاء ووصلها «1»، وكذلك روى خلف وابن سعدان عن المسيّبي وابن جبير عن أصحابه عن نافع وابن جبير وأحمد بن الخشاب «2» عن اليزيديين عن أبيهم، وابن شجاع عن أبي عمرو، وبه كان يأخذ ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو، وبذلك قرأت في رواية المسيّبي، وقد ذكرنا هذا الباب مشروحا في آل عمران. أن أسر بعبادي [77] مذكور أيضا «3».

حرف:
قرأ حمزة «4»: لا تخف دركا [77] بجزم الفاء وحذف الألف قبلها «5».
وقرأ الباقون برفع الفاء وإثبات الألف قبلها «6».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي قد أنجيتكم [80] وواعدتكم [80] ما رزقتكم [81] بالتاء «7» مضمومة من غير ألف في الثلاثة.
وقرأ الباقون بالنون «8» مفتوحة وألف بعدها فيهن وحذف الألف بعد الواو من وعدناكم أبو عمرو، وأثبتها الباقون وقد ذكر «9».
حرف:
قرأ الكسائي «10» وابن عامر «11» في رواية ابن بكّار فيحلّ عليكم غضبي
__________
(1) ومعهم حفص وحمزة وهشام في قراءاتهم السبعية، قال صاحب (البدور) 205،" وليس لهشام إلا الصلة فما يؤخذ من كلام الشاطبي من جواز القصر له، غير مقروء به من طرقه" أهـ.
(2) أحمد بن حفص الخشاب المصيص، قرأ على السوسي، وعنه إبراهيم بن عبد الرزاق وأحمد التائب. (غاية) 1/ 51.
(3) انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 300، وحرف (153) من هذا البحث.
(4) انفرادة سبعية. انظر: (التيسير) 124.
(5) على وجوب الأمر أو على النهي ولا تخشى بعده منقطع. انظر: (الفتح الرباني) 220.
(6) على الاستئناف. انظر: المصدر السابق.
قال الشاطبي: لا تخف بالقصر والجزم فصلا. انظر: ص 70.
(7) تاء المتكلم مناسبة لقوله تعالى: فيحل عليكم. انظر: (الفتح الرباني) 220، و (المستنير) 2/ 38.
(8) وهي نون العظمة مناسبة لقوله تعالى: ولقد أوحينا إلى موسى. انظر: المصدرين السابقين.
(9) في سورة البقرة الآية [51]. انظر: (جامع البيان) ت طلحة ص 79، و (التيسير)، و (المبهج) 639.
(10) وحده من السبعة. انظر: المصدر السابق.
انظر: (السبعة) 422، و (التيسير) 224، و (النشر) 2/ 321.
(11) رواية آحادية عنه. انظر: (المستنير في القراءات) 677، و (المبهج) 639.

(3/1360)


ومن يحلل [81] بضم الحاء في الأول وضمّ اللام في الثاني. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر «1»: ومن يحلل بضم اللام، وفيحل بكسر الحاء. وروى ابن شاذان عن حجاج بن حمزة «2» عن حسين الجعفي عن عاصم «3» أنه قرأ:
فيحلّ بضم الحاء وفتح الياء ومن يحلل بضم الياء وكسر اللام. وحسين وعاصم مرسل «4».
وقرأ الباقون «5» بكسر الحاء واللام فيهما «6»، وأجمعوا على كسر الحاء في أن يحلّ عليكم [86] «7»؛ لأن المراد به الوجوب دون النزول.

حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية المفضل «8»: بملكنا [87] بفتح الميم، وقرأ حمزة والكسائي بضمها.
وقرأ الباقون بكسرها «9». وكذلك روى المفضل عن عاصم وابن شاهي «10» عن حفص عنه. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي عن أبي عمر عن إسماعيل عن نافع وعن اليزيدي [42/ أ] عن أبي عمرو «11» أنهما كسرا الميم، وذلك خطأ عن نافع.
__________
(1) يشير إلى وجه آخر لابن عامر بالكسر في حاء الأول، والضم في لام الثاني.
(2) حجاج بن حمزة بن سويد أبو يوسف الخشابي القاضي، روى عن يحيى بن آدم، وعنه محمد الحجاج وعبيد الله بن الفضل. (غاية) 1/ 203.
(3) يشير إلى رواية أخرى لعاصم بالضم في حاء الأولى، وضم الياء وكسر اللام في الثاني.
(4) وتعتبر قراءة شاذة.
(5) ومعهم ابن عامر وعاصم في المتواتر عنهم. انظر: المصادر السابقة.
(6) فيحل بالضم، من الحلول أي النزول. كقوله: أو تحل قريبا من دارهم، الرعد/ 31.
وبالكسر معناه: الوجوب، أي: تجب عليكم عقوبتي، ومنه حل الذي يحل حلولا: إذا وجب أداؤه. انظر: (الفريد) 3/ 454 - 455.
(7) في قوله يحل عليه عذاب مقيم في هود [39]، (الكشف) 2/ 103.
قال الشاطبي: وحا فيحل الضم في كسره رضا .. وفي لا يحل عنه وافى محللا.
(8) انظر: (التذكرة) 2/ 434، وفي (غاية الاختصار) 2/ 570، وعاصم غير جبلة وهو عن المفضل. انظر: فقرة (7).
(9) وكلها لغات بمعنى في مصدر (ملك)، كالوجد والوجد والوجد. وقيل: ضم الميم معناه:
سلطاننا، وكسرها من الملك الذي هو مصدر ملك، وفتحها أي اسم ما ملكته اليد.
انظر: (الكشف) 2/ 104، و (شرح الهداية) 2/ 421، 422، و (المستنير) 2/ 41.
(10) وهي رواية آحادية، لا يقرأ بها، وقد وردت في (الاختيار) 2/ 545.
(11) وفي: (السبعة) 422، القطعي عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو بفتح الميم.

(3/1361)


حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وحفص عن عاصم ولكنا حملنا [87] بضم الحاء وتشديد الميم «1».
وقرأ الباقون بفتح الحاء والميم من غير تشديد «2». يبنؤم [94] قد ذكر «3».
حرف:
قرأ حمزة والكسائي بما لم تبصروا [96] بالتاء «4»، وكذلك روى ابن عتبة عن ابن عامر والأصمعي «5» عن نافع وعلي بن نصر عن ابن كثير «6». وقرأ الباقون «7» بالياء «8».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو لن تخلفه [97] بكسر اللام «9» وقرأ الباقون بفتحها «10».
__________
قال الشاطبي: وفي ملكنا ضم شفا وافتحوا أولي نهى.
(1) وهو على البناء للمفعول من التحميل. انظر: (الفتح الرباني) 221.
(2) وهو مبني للفاعل من الحمل. انظر: المصدر السابق.
قال الشاطبي: وحملنا ضم واكسر مثقلا .. كما عند حرمي.
(3) في الأعراف 150. وانظر: (الطراز في شرح ضبط الخراز) 294.
(4) تاء الخطاب على أن المخاطب هو موسى عليه السلام وقومه ردا على الخطاب في قوله تعالى:
فما خطبك. [95]. انظر: غير مأمور: في (الكشف) 2/ 105، و (المستنير) 2/ 44.
(5) هو: عبد الملك بن قريب أبو سعيد الأصمعي الباهلي البصري إمام اللغة وأحد الأعلام فيها، وفي العربية والشعر والأدب، روى عن نافع وأبي عمرو والكسائي، وعنه محمد القطعي وأبو حاتم ونصر بن علي وعبد الرحمن الحارثي تفرد عن نافع بإثبات الألف في حاشا، مات سنة 216 هـ (وفيات الأعيان) 3/ 379، و (غاية) 1/ 470، و (بغية الوعاة) 2/ 112، و (أدباء العرب) 2/ 192.
(6) وهذه الرواية عن الأئمة الثلاث انفرادية وآحادية عنهم، ولا يقرأ بها.
(7) ومعهم الأئمة الثلاثة في قراءاتهم السبعية.
(8) في النسختين: بفتحها وهو خطأ، والصواب بالياء، أي: ياء الغيبة، على أن الفعل مسند إلى ضمير الغائبين.
انظر المصدرين السابقين. قال الشاطبي: وخاطب يبصروا شذا.
(9) على أنه مضارع مبني للمعلوم من (أخلف الوعد)، وفيه تهديد أي: لا بدّ أن تصير إليه.
(10) على أنه مضارع مبني للمجهول من (أخلفه الوعد).

(3/1362)


حرف:
قرأ أبو عمرو يوم ينفخ في الصور [102] بالنون وفتحها وضم الفاء «1». وقرأ الباقون بالياء وضمها وفتح الفاء «2».
حرف:
قرأ ابن كثير فلا يخف ظلما [112] بجزم الفاء وحذف الألف قبلها «3».
وقرأ الباقون برفع الفاء وإثبات الألف «4»، والذي في سورة الجن [13] بهذه الترجمة إجماع.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وإنك لا تظمؤا [119] بكسر الهمزة «5».
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتحها «6»، وكذلك روى البرجمي عن الأعشى عن أبي بكر. وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر شيخنا، ومحمد بن يونس، قالا: نا «7» ابن صدقة، قال: نا أحمد بن جبير عن
__________
قال الشاطبي: وبكسر اللام تخلفه حلا دراك. انظر: ص 70.
و (حجة القراءات) 462، و (المستنير) 2/ 45، و (تقريب المعاني) 337.
(1) على أنه مضارع مبني للمعلوم مسند إلى ضمير العظمة، والبصري قرأها وحده بذلك.
(2) على أنه مضارع مبني للمجهول نائب فاعله الجار والمجرور بعده.
انظر: (المستنير) 2/ 46.
(3) والحجة في ذلك أن (لا) ناهية جواب الشرط، والفعل بعدها مجزوم بها، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وفي القراءة انفرادة سبعية عن المكي.
انظر: (الكشف) 2/ 107 و (المستنير) 2/ 47.
(4) على أن (لا) نافية، والفعل بعدها مرفوع لتجرده من الجازم والناصب.
انظر: المصدرين السابقين، و (القمر المنير) 138. قال الشاطبي: وبالقصر للمكي واجزم فلا يخف.
(5) عطفا على قوله تعالى: إن لك ألا تجوع [118]، وهو من عطف الجمل، وقيل: على الاستئناف. انظر: المصدرين السابقين و (الإتحاف) 2/ 258.
(6) عطفا على المصدر المنسبك من أن وما بعدها، في قوله تعالى: أن لا تجوع وهو من عطف المفردات. انظر: المصادر السابقة.
(7) في (م) بدون (نا) لفظة التحمل.

(3/1363)


أبي بكر عن عاصم وإنك لا تظمؤا زاد ابن مجاهد مفتوح، وخالف ابن جبير (عن أبي بكر عن عاصم) «1» في ذلك عن أبي بكر سائر أصحابه، فرووه عنه بالكسر «2».

حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر «3» وحمّاد والكسائي لعلك ترضى [130] بضم التاء «4»، وكذلك روى أبو عمر وأبو الحارث «5» عن أبي عمارة «6» عن حفص.
وقرأ الباقون وعاصم في رواية المفضل وحفص من سائر الطرق بفتح التاء «7».
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وقتيبة «8» عن الكسائي والوليد عن يحيى عن ابن عامر أو لم تأتهم بيّنة [133] بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء «9».

في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث عشر ياء.
أولاهن: إني آنست [10] إني أنا ربك [12] إني أنا الله [طه: 14]
__________
(1) ما بين القوسين ساقط في (م).
(2) والقراءة المقبولة عنه بما رواه سائر أصحابه. انظر: (التيسير) 124، و (النشر) 2/ 322، و (البدور الزاهرة) 208. قال الشاطبي: وإنك لا في كسره صفوه العلا.
(3) وفي (غاية الاختصار) 2/ 572، أبي بكر وجبلة.
(4) على أن الفعل مبني للمجهول من (أرضى)، ونائب الفاعل ضمير المخاطب.
انظر: (الكشف) 2/ 107، و (المستنير) 2/ 15.
(5) في (م) بدون أبو.
(6) وروايته عن حفص، لم تشتهر عنه، وقد وردت في كتاب (السبعة) ص 425.
(7) على أن الفعل مضارع مبني للمعلوم من (رضي) الثلاثي، والفاعل ضمير المخاطب.
انظر: المصادر السابقة وقراءة حفص بما روته سائر الطرق عنه كالجماعة. (التيسير) 124.
قال الشاطبي: وبالضم ترضى صف رضا.
(8) انظر: روايته في (المبسوط) 251، و (الغاية) 325، و (التذكرة) 2/ 436، وفي (غاية الاختصار) 2/ 572، وقتيبة غير بشر وروايته عن الكسائي والوليد عن يحيى آحادية غير متواترة.
(9) بالتاء تاء التأنيث، وبالياء للتذكير، لأن الفعل مؤنث غير حقيقي، يجوز فيه الوجهان، ويقرأ مع الجماعة بالياء الكسائي وابن عامر في المقبول عنهما. انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.

(3/1364)


فتحهنّ الحرميّان وأبو عمرو «1» وابن عامر في رواية ابن بكّار «2»، وأسكنهنّ الباقون.
لعلّي آتيكم [10] أسكنها الكوفيون وفتحها الباقون «3». وقال أحمد بن أنس وابن المعلى عن ابن ذكوان هاهنا [10] وفي غافر [36] لعلّي بوقف الياء، وكذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الثعلبي عن ابن ذكوان هاهنا، وفي المؤمنين [10]، وفي الموضعين في القصص [29]، وفي غافر [38]، وروى ابن خرزاد والأخفش وابن موسى عن ابن ذكوان بفتح الياء من لعلّي في جميع القرآن، ولم يختلفوا عنه في فتح الياء في الموضع الذي في يوسف [46]، وعلى ما رواه الأخفش أهل الشام، وبه يأخذون.
لذكري إن [14، 15] ويسّر لي أمري [26] على عيني إذ [39، 40] ولا برأسي إني [94] فتحهن نافع وأبو عمرو وفتح ابن عامر في رواية ابن بكار ويسّر لي أمري وفتح في رواية الوليد «4».
ولا برأسي إني وأسكنها الباقون «5». ولي فيها مآرب [18] فتحها نافع «6»، في رواية ورش «7» من غير رواية الأصبهاني. وفي رواية العثماني عن قالون، وفي رواية محمد بن عمر والباهلي عن المسيّبي، وعاصم في رواية حفص «8»، وفي رواية الأعشى عن أبي بكر، وفي رواية ضرار عن يحيى عنه. وأسكنها الباقون. وكذلك
__________
قال الشاطبي: يأتهم مؤنث عن أولي حفظ.
(1) انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.
(2) تعتبر رواية آحادية انفرادية له عن ابن عامر، فله في القراءة المشهورة الإسكان كالجماعة.
انظر: المصدرين السابقين.
(3) انظر: المصدرين السابقين.
(4) انظر: (المبهج) 644.
(5) وكذا وابن عامر في المتواتر عنه. انظر: المصدرين السابقين.
(6) وفي كتاب (السبعة) ص 426 عن نافع بالإسكان.
(7) انظر: (التيسير) 125، وفي (النشر) 2/ 323، والأزرق عن ورش.
(8) انظر: (المصدرين السابقين).

(3/1365)


روى سائر الرواة عن نافع «1» عن أبي «2» بكر، وقال الأصبهاني: قرأت على أبي مسعود الأسود «3»: ولي فيها بفتح الياء، ولم أسمعه من غيره. وقرأت عليه غير هذا الوجه بإسكان الياء، وبذلك قرأت أنا في روايته أخي اشدد به [30، 31] فتحها ابن كثير وأبو عمرو «4»، وكذلك روى أحمد بن جبير عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع، وكذلك حدّثنا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا البرمكي، قال: نا أبو عمر، قال: أنا إسماعيل عن أهل المدينة وعن اليزيدي عن أبي عمرو أخي اشدد [42/ ب] يحرّكون الياء.
وأسكنها الباقون «5». وكذلك روى الزينبي عن الخزاعي عن النبال، وكان «6» الزينبي يأخذ في رواية الثلاثة بالفتح. وكذلك روى ابن مجاهد عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن إسماعيل.
لنفسي اذهب [41، 42] وفي ذكري اذهبا [42، 43] أسكنهما الكوفيون.
وابن عامر «7» وأسقطوهما في الوصل للساكنين الذي بعدهما. وروى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «8». لنفسي اذهب بالفتح وفتحهما الباقون.
لم حشرتني أعمى [125] فتحها الحرميّان، وأسكنها الباقون «9».
__________
(1) وقالون في القراءة السبعية، ورواية العثماني عنه آحادية.
(2) وشعبة في القراءة السبعية، والرواية الأولى عنه غير مشهورة. انظر: المصدرين السابقين.
(3) أبو مسعود الأسود المدني، نزيل مصر، قرأ على ورش ومعلى بن دحية، وعنه محمد الأصبهاني والتنوخي، وكان يمد مدا طويلا، وكانت له سكتات تشبه الإخفاء في مثل أولئك، فإنه يقول: أولا، ثم يسكت ثم يقول: إئك. (الغاية) 2/ 326.
(4) انظر: المصدرين السابقين.
(5) ومعهم نافع في القراءة السبعية. انظر: (السبعة) 426، والمصدرين السابقين.
(6) في (م) وقال.
(7) انظر: المصادر السابقة.
(8) والقراءة لابن عامر كالكوفيين. انظر: المصادر السابقة.
(9) انظر: المصادر السابقة و (تقريب المعاني) 338.

(3/1366)


وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي:
قوله: ألا تتبعن أفعصيت [93] أثبتها ساكنة في الحالين ابن كثير «1». وقال:
ابن مجاهد في جامعه: يصل بياء ويقف بغير ياء، وقال في غيره: الوصل والوقف بالياء، وقال لي محمد بن علي عنه ابن كثير: يقف بالياء، وهو الصحيح من قوليه.
واضطرب الزينبي فيها عن ابن فليح، فقال عنه: يصل ويقف بالياء، وقال في آخر:
يقف بغير ياء، وأثبتها ساكنة في الوصل، وحذفها في الوقف نافع «2»، في غير رواية إسماعيل وأبو عمرو «3»، واختلف عن إسماعيل «4» عنه فروى الهاشمي وأبو عمرو عنه أنه يصلها بياء وينصبها، وقالا ليس ينصب ياء ليست في الكتاب غيرها وغير الذي في النمل [36].
فما آتان الله ولم يذكرا كيف يقف، فسألت فارس بن أحمد عن قراءتي كرواية إسماعيل عن مذهبه في الوقف، فقال لي: يقف بالياء، وذلك عندي كما قال؛ لأنه لم يفتحها في الوصل إلا وهو يريد إثباتها، ونا الخاقاني، قال: نا أحمد بن هارون، قال: نا الباهلي، قال أبو عمر عن إسماعيل عن نافع «5»: ألا تتبعني وفما آتاني بنصب الياء، ويثبتها فيهما، وهذا يدل على فتح الياء في الوصل وإثباتها ساكنة في الوقف؛ لأنه عبّر عنهما بعبارتين: إحداهما الوصل «6» وهي الفتح، والثانية للوقف وهي الإثبات
«7»
. وقياس ما رواه المسيّبي عن نافع من اتباعه خط المصحف عند الوقف يوجب أن يقف بغير ياء؛ لأنها كذلك في جميع المصاحف. وروى ابن جبير عن المسيّبي وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع أنه يرسلها، قد حكى ابن مجاهد في كتاب «8» قراءة نافع عن الحلواني عن قالون أنه يفتحها أيضا، وهو وهم. وحذفها الباقون في الحالين.
__________
(1) والقراءة له بذلك، وفيها انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 125، و (النشر) 2/ 323.
(2) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(3) والقراءة له بذلك. انظر: المصدرين السابقين.
(4) انظر: (المبسوط) 251.
(5) نافع ساقطة في (م).
(6) من مصادر الداني.
(7) في (م) للوصل.
(8) في (م) للوقف.

(3/1367)