جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في سورة النور «1»:
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وفرضناها [1] بتشديد الراء «2». وقرأ
الباقون بتخفيفها «3».
حرف:
قرأ ابن كثير «4» في رواية قنبل وفي رواية البزّي بخلاف «5»
عنه بهما رأفة [2] بتحريك «6» الهمزة، وقرأ التي في الحديد
[27] رأفة ورحمة بإسكان الهمزة، وكذا قال لي عبد العزيز بن
محمد عن أبي طاهر عن ابن مجاهد عن قنبل، قال ابن مجاهد «7»،
وقال: قنبل كان البزّي قد وهم، فكان يحرّك الهمزة فيهما،
فأخبرته أنها واحدة، فرجع. وقال لي محمد بن علي عن ابن مجاهد
عن قنبل أنه قرأ عليه هاهنا بتحريك فلما أخبرته أنما هي هذه
وحدها رجع، وكذلك روى الزينبي وابن الصباح وابن بويان وابن عبد
الرزاق وأبو العباس البلخي عن قنبل. وقال ابن شنبوذ «8»
__________
(1) هي سورة مدنية وعدد آياتها الإجمالي ستون واثنتان مدني
ومكي وثلاث حمصي وأربع للباقين. انظر:
(البيان في عدد الآي) 193، و (الجامع) للقرطبي 12/ 104، و
(فنون الأفنان) 296، و (مصاعد النظر) 2/ 309، و (الإتقان) 1/
33، و (مناهل العرفان) 1/ 198، و (مرشد الخلان) 122.
(2) تشديد الراء لتأكيد الإيجاب والإلزام، وذلك لكثرة ما في
السورة من الأحكام المفروضة فرضا بعد فرض، مثل حد الزنى
والقذف، وحكم اللعان والاستئذان وغض النظر.
انظر: (معاني القراءات) 330، و (الكشف) 2/ 133، و (الفريد) 3/
586، و (الهادي) 3/ 83.
(3) تخفيف الراء لأنه يقع للقليل والكثير وقيل: أي: ألزمناكم
العمل بما بّين فيها من الأحكام، وقد أجمعوا على قوله: إن الذي
فرض عليك القرءان القصص [85]، وقد علمنا ما فرضنا عليهم
الأحزاب [50].
انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: وحق فرضنا ثقيلا.
(4) وحده من القراء السبعة (السبعة) 452، و (التيسير) 130، و
(البدور) 221.
(5) وفي (التيسير) 130، لم ينقل له هذا الخلف بل اختار له وجه
التحريك.
(6) أي بالفتحة.
(7) في (كتاب السبعة) 452.
(8) انظر: (الاختيار) 2/ 573، و (المنهج) 667، و (النشر) 2/
330.
(3/1398)
عنه هاهنا كذلك بتحريك الهمزة. وقال عنه في
(الحديد) بوزن (رعافة) «1» خالف الجماعة من أصحابه، وقال أبو
ربيعة عن البزّي وقنبل واللهبي عن البزّي كما روى ابن مجاهد
سواء ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الحسن بن الحباب
عن البزّي في النور رأفة بهمزة مجزومة، ولم يذكر التي في
(الحديد) ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: حدّثني أبو بكر
عن مضر عن البزّي «2» رأفة منصوبة الهمزة، ولم يذكر التي في
الحديد أيضا. وروى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة بإسكان الهمزة
فيهما جميعا. قال: وفتح الألف من هذه القرّاء من أهل مكة وجزم
التي في الحديد. قال: وهما لا فرق بينهما، وروى الحلواني عن
القوّاس «3» بفتح الهمزة فيهما جميعا كرواية البزّي التي رجع
عنها، وقرأت أنا في رواية ابن فليح «4» بإسكان الهمزة «5» في
السورتين، وكذا قرأت أنا في رواية الخزاعي ومحمد بن هارون
جميعا عن البزّي، وبذلك قرأ الباقون، وسهّل «6» الهمزة فيهما
في الحالين ورش في رواية الأصبهاني «7» وأبو بكر «8» خاصة،
وحقّقها الباقون في الحالين. والمحصنات [4] [47/ أ] قد ذكر
الاختلاف فيه «9».
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص والمفضل وحمزة والكسائي أربع شهادات
__________
(1) أي بفتح الهمزة وألف بعدها. (المستنير في القراءات) 698.
(2) ونقل للبزي هذا الخلف أيضا. ابن الجزري (نشره) 2/ 330،
ونظمه في (الطيبة). انظر:
(شرح الطيبة النشر) 284، و (الهادي) 3/ 83.
(3) انظر: روايته. في (المبسوط) 265.
(4) ذكر له هذا الوجه أيضا عن ابن كثير صاحب (المبسوط) 265، و
(الغاية) 337، و (غاية الاختصار) 2/ 587.
(5) الفتح والإسكان لغتان في مصدر (رأف، يرأف) والرأفة: أرق
الرحمة.
انظر: (معاني القراءات) 330، و (الهادي) 3/ 83.
(6) أي بإبدالها حرف مد.
(7) انظر: (الإتحاف) 2/ 292، و (القول الأصدق) 15.
(8) في رواية الأعشى عنه، وكذا أبي عمرو إذا أدرج القراءة، أو
قرأ في الصلاة، أو ترك الهمزة في رواية السوسي. قال الشاطبي:
ورأفة يحركه المكي. انظر: ص 72.
و (السبعة) 452، و (المبسوط) 265، و (التذكرة) 2/ 457، و
(البدور) 221.
(9) في النساء 24. انظر: (التيسير) 79.
(3/1399)
[6] وهو الأول برفع العين «1».
وقرأ الباقون بنصبها «2» ولا خلاف في نصب العين من قوله: أن
تشهد أربع شهادات [8]، وهو الثاني لوقوع الفعل عليه.
حرف:
(432): قرأ عاصم في رواية حفص «3»: والخامسة أن غضب الله [9]
وهو الحرف الثاني بنصب التاء. وكذلك روى ابن جامع عن ابن أبي
حمّاد عن أبي بكر «4»، لم يروه عنه غيره.
وقرأ الباقون برفعها وكلهم «5» رفع التاء من قوله: والخامسة أن
لعنة الله [7] وهو الأول، إلا ما رواه ابن جامع عن ابن أبي
حمّاد عن أبي بكر «6» عن عاصم أنه نصب التاء في الحرفين جميعا.
وروى إسحاق الأزرق عن أبي بكر «7» عن عاصم أنه نصب التاء في
الحرف الأول، ورفعها في الحرف الثاني ضدّ ما رواه حفص.
حرف:
قرأ نافع «8» وعاصم في رواية المفضل «9»: أن لعنت الله [7] وأن
غضب الله [9] بتخفيف النون «10» فيهما ورفع: لعنت «11» وكسر
الضاد من
__________
(1) على أنه خبر لمبتدإ فشهادة، (الإتحاف) 2/ 192، و (الفتح
الرباني) 228، و (الهادي) 3/ 84.
(2) على المصدرية والخبر محذوف. انظر: المصادر السابقة. قال
الشاطبي: وأربع أولا صحاب.
(3) وحده. انظر: (السبعة) 453، و (التيسير) 131، ورأى له البعض
عدم الابتداء بها، لأنها محمولة على الأربع المنصوبة في قوله:
أن تشهد أربع شهادات. (التذكرة) 2/ 457.
(4) رواية آحادية عنه.
(5) انظر: (التيسير) 131، و (الفتح الرباني) 228، و (الهادي)
3/ 85.
قال الشاطبي: وغير الحفص خامسة الأخيرة.
(6) وجه عنه من هذه الطريق لم يشتهر عنه، وفيه انفرادة شاذة
عنه، (الانفرادات) 3/ 1016.
(7) وجه آخر عنه من رواية الأزرق، وتقدم الأول الذي عليه العمل
كالجماعة.
(8) وحده في المشهور المتواتر عنه في القراءة السبعية.
(9) انظر: روايته في (غاية الاختصار) 2/ 587.
(10) على أنها مخففة من الثقيلة.
(11) خبر المبتدأ.
(3/1400)
غضب «1»، ورفع الهاء «2» من اسم الله
تعالى.
وقرأ الباقون بتشديد النون «3» فيهما، ونصب لعنت «4» وفتح
الضاد من غضب «5» وخفض الهاء «6» من اسم الله تعالى خطوات
الشيطان [32] «7».
ما زكى [21] «8» قد ذكر قبل.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي يوم يشهد عليهم [24] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء «9».
حرف:
قرأ ابن كثير بخلاف «10» عن قنبل والبزّي وابن عامر في رواية
ابن
__________
(1) فعل ماض.
(2) فاعل، والجملة من الفعل، والفاعل في محل رفع خبر (أن)
المخففة.
انظر: (الفريد) 3/ 590، و (الكشف) 2/ 134، و (المستنير) 2/
122، و (الهادي) 3/ 85.
(3) حرف توكيد ونصب.
(4) اسم (أن).
(5) اسم (أن).
(6) مضاف إليه. انظر: المصادر السابقة.
قال الشاطبي: أن غضب التخفيف والكسر أدخلا .. ويرفع بعد الجر.
(7) في البقرة 168. وانظر: (التيسير) 67.
(8) هذا الفعل الثلاثي من ذوات الواو وكتب بالياء، وهو مما
أجمع القراء على قراءته بالفتح، إلا ما ذكره الداني وغيره من
الكسائي وشعبة والأعمش. وغيرهم بإمالته إمالة كبرى.
قلت: هذا مما نقل عن بعضهم في قراءة قديمة، وشذ نقل إمالته
عنهم والله أعلم.
انظر: (مختصر الشواذ) 102 (إعراب القرآن) للنحاس 3/ 131، و
(المحتسب) 2/ 105، و (التذكرة) 2/ 331، و (الجامع) للداني ت
عبد المهيمن 3/ 833، و (الموضح) له 201 - 205، و (الاختيار) 2/
574، و (إعراب الشواذ) 2/ 179، و (الإتحاف) 2/ 295، و (البدور)
223، و (معجم القراءات) 3/ 363، (المحكم فيما شذت إمالته) 107.
(9) جاز تذكير الفعل وتأنيثه لأن الفاعل جمع تكسير. قال
الشاطبي: ويشهد شائع.
انظر: (معاني القرآن) للفراء 2/ 248، و (الإتحاف) 2/ 295.
(10) وهذا خلاف عن ابن كثير من انفرادات (الجامع)، وله من
طريقي الشاطبية والطيبة كسر الجيم. كحمزة (التيسير) 131، و
(شرح الطيبة) 193، و (الكوكب الدري) 38.
(3/1401)
ذكوان والأعشى عن أبي بكر «1» وحمزة
والكسائي على جيوبهن [31] بكسر الجيم.
وقرأ الباقون بضمها «2»، وكذلك روى ابن الصباح والزينبي عن
قنبل وأبي ربيعة عن قنبل والبزّي جميعا وابن كيسة عن سليم عن
حمزة «3» وقد ذكر هذا قبل «4».
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص «5»: غير أولي الإربة
[31] بنصب الراء «6»، وكذلك روى ابن جبير عن الكسائي عن
إسماعيل عن نافع «7»، لم يروه غيره، وقرأ الباقون بخفضها.
حرف:
وكلهم كسر الهمزة من قوله: الإربة، إلا ما حدّثناه عبد العزيز
بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا العجلي، قال: نا
أبو هشام، قال: نا يحيى، قال: قلت لأبي بكر: روى حسين «8» عنك
الأربة بنصب الألف «9»، فقال:
لم يحفظ.
حرف:
وكلهم قرأ على عورات النساء [31] بإسكان الواو، إلا ما رواه
عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر «10» أنه فتح
الواو، ولم يذكر ذلك
__________
(1) رواية آحادية عنه من طريق الأعمش، ويروى له من طريق الطيبة
عن أبي حمدون عن يحيى عنه كسرها. (شرح الطيبة) 193، و (النشر)
2/ 226، و (الكوكب الدري) 38.
(2) ومعهم شعبة في المشهور عنه من طريق الشاطبية (التيسير)
131.
(3) هذه رواية آحادية، لم تشتهر عنه، وتقدمت الأولى التي بها
العمل.
(4) انظر: (الجامع) ت طلحة ص 145، و (التيسير) ص 68.
(5) وفي (غاية الاختصار) 2/ 588، في رواية أبي بكر وأبي زيد عن
المفضل.
(6) وهو على الاستثناء ويجوز نصبه على الحال. انظر: (معاني
القراءات) 333، والكشف 2/ 136، و (الإتحاف) 2/ 296، و (الفتح
الرباني) 228، و (المستنير) 2/ 127، و (الهادي) 3/ 87.
(7) وجه آحادي عنه من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه.
(8) هو حسين بن الأسود الكوفي، وقد تقدم، ضعف من ناحية حفظه
وضبطه. قال عنه الجرجاني في (الكامل في الضعفاء) 2/ 368: يسرق
الحديث. وقال ابن حجر في (التقريب) 1/ 177: صدوق يخطئ كثيرا.
(9) وتعتبر قراءة مردودة من جهة الراوي والرواية.
(10) تروى أيضا عن أبي إسحاق والأعمش قال ابن مجاهد:" هو لحن"،
وقال أبو حيان:
" وإنما جعله لحنا من قبل الرواية. وإلا فله مذهب في العربية
لغة بني تميم انظر:
(البحر) 6/ 449، و (معجم القراءات) 3/ 368.
(3/1402)
أحد غيره «1».
حرف:
قرأ ابن عامر «2»: أيّه المؤمنون هاهنا [31] وفي الزخرف [49]
أيّه الساحر وفي الرحمن [31] أيّه الثقلان بضم الهاء «3» في
حال الوصل في الثلاثة، والوقف على ذلك على قراءته بغير ألف لا
غير «4».
وقرأ الباقون بفتح الهاء «5» في الثلاثة، ووقف أبو عمرو
والكسائي بالألف «6» عليهنّ وكذلك روى الزينبي «7» عن قنبل
ووقف الباقون عليهن بغير ألف «8»، وقد ذكر هذا بأسانيده في باب
الوقف.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي آيات مبينات
هاهنا في الموضعين [34 و 46] وفي (الطلاق) [11] بكسر الياء
فيهنّ «9»، وقرأهنّ الباقون بفتح الياء «10».
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر وعاصم في رواية حفص من غير طريق هبيرة
درّي [35] بضم الدال وتشديد الياء من غير همز «11»، وقرأ عاصم
في رواية
__________
(1) فهو وجه آحادي عنه. انظر: (إعراب القرآن) للنحاس 3/ 134.
(2) وحده في القراء السبعة. (السبعة) 455، و (التيسير) 131.
(3) ووجه ذلك أن الألف لما حذفت للساكنين ضمت الهاء اتباعا
لضمة الياء، وقيل: ضم الهاء لأنه قدرها آخرا في المعنى، كما هي
أخرى في اللفظ، وقيل: بل لغة مسموعة.
انظر: (الكشف) 2/ 137، و (الإتحاف) 2/ 296، و (المستنير) 2/
129.
(4) اتباعا لخط المصحف.
(5) ووجه ذلك أن الألف إذا حذفت للساكنين أبقيت الفتحة، لتدل
على الألف المحذوفة.
انظر: المصادر السابقة.
(6) ووجه ذلك أن الألف حذفت في الوصل لسكونها وسكون ما بعدها،
فلما وقف وزال ما بعدها، ردها إلى أصلها فأثبتها. انظر:
المصادر السابقة.
(7) انظر: (غاية الاختصار) 2/ 588.
(8) اتباعا للمصحف، والأولى عدم الوقف عليها لأحد من القراء،
لأن ما بعدها نعت لها لازم، فلا يقطع منه. انظر: (التذكرة) 2/
459 - 460، و (الجامع) ت عبد المهيمن 3/ 912.
(9) على أنه اسم فاعل.
(10) على أنه اسم مفعول. انظر: (معاني القرآن) للفراء 2/ 251.
(11) نسبة إلى الدر لفرط ضيائه ونوره، فهو على وزن (فعلى)،
ويجوز أن يكون أصله الهمز، لكن خفف، وأبدل منها ياء لأن ما
قبلها زائدة للمد، ووقع الإدغام لاجتماع الياءين الأولى ساكنة.
(3/1403)
المفضل «1»: دري بكسر الدال وتشديد الياء
من غير همز، كذا قرأت له. وقال ابن مجاهد في كتاب عاصم عن أبي
زيد وجبلة عنه [47/ ب] عن عاصم بكسر الدال وتشديد الراء وبهمز،
قرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمّاد، وفي رواية هبيرة عن حفص
وحمزة «2»: دريء بضم الدال وهمزة بعد الياء «3»، وقرأ أبو عمرو
والكسائي دريء بكسر الدال وهمزة بعد الياء «4».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية المفضل «5» وفي رواية
هبيرة عن حفص توقد [35] بالتاء وفتحها وفتح الواو والدال
وتشديد القاف «6»، وكذلك روى الحسن بن جامع عن ابن أبي حمّاد
والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر «7» عن عاصم «8»، وقرأ
نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن
شاهي يوقد بالياء وضمّها وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال
«9»، وكذلك روى يحيى الجعفي عن أبي بكر «10» عن عاصم، وقرأ
عاصم في
__________
(1) هي الضبي وانظر: روايته في (معاني القراءات) 335، و
(التذكرة) 2/ 460، و (غاية الاختصار) 2/ 590.
(2) وهو يقف عليها بالإبدال، والإدغام مع أوجه الوقف الثلاثة.
انظر: (التيسير) 131، و (الإتحاف) 2/ 298، و (البدور) 224، و
(المستنير) 2/ 131.
(3) وهو على وزن (فعّيل) مشتق من (الدرء)، وهو الدفع وهو صفة
(الكوكب).
(4) وهو على وزن (فعيل)، وهو صفة أيضا.
قال الشاطبي: ودري اكسر ضمه حجه رضا .. وفي مده والهمز صحبته
حلا.
انظر: (معاني القراءات) 335، و (الكشف) 2/ 138، و (المستنير)
2/ 131، و (الهادي) 3/ 87.
(5) انظر روايته في (التذكرة) 2/ 460، و (المستنير في
القراءات) 701، قلت: ورواية هبيرة آحادية، لم تشتهر عنه.
(6) وهو على وزن (تفعّل) وهو فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر يعود
على الزجاجة.
انظر: (الكشف 2/ 138، و (هدية البرية) 57، و (المستنير) 2/
131.
(7) وجه أول لأبي بكر من هذا الطريق.
(8) وذكر هذه الرواية لعاصم بنفس الترجمة ابن مجاهد في
(السبعة) 456، من رواية القطعي عن عبيد عن هارون عن أبي عمرو
عن عاصم، وهي رواية آحادية عنه.
(9) على أنه مضارع مبني للمجهول من (أوقد) الرباعي، ونائب
الفاعل ضمير مستتر تقديره (هو)، يعود على المصباح المتقدم
ذكره. انظر: (الكشف) 2/ 138، و (الفتح الرباني) 228 - 229، و
(المستنير) 2/ 131 - 132، و (الهادي) 3/ 89.
(10) وجه ثان لأبي بكر.
(3/1404)
رواية حمّاد وأبي بكر «1» من غير الطرق
الثلاثة المذكورة، وفي رواية ابن شاهي عن حفص وحمزة والكسائي
بالتاء وضمها وإسكان الواو وتخفيف القاف ورفع الدال «2».
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في غير رواية حفص يسبّح له فيها [36] بفتح
الباء «3»، وكذلك روى ابن شاهي «4» عن حفص.
وقرأ الباقون، وحفص عن عاصم بكسر الباء «5».
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل والحلواني عن القوّاس «6»، وفي
رواية ابن فليح «7»: سحاب [40] بالتنوين ظلمات [40] بالخفض على
البدل من قوله أو كظلمات [40]، وقرأ في رواية البزّي «8»: سحاب
بغير تنوين، ظلمات بالخفض على الإضافة، وكذلك روى الزينبي «9»
عن قنبل، لم يروه عنه غيره.
وقرأ الباقون برفعهما جميعا مع التنوين «10».
حرف:
[وكلهم قرأ أبو بكر عن عاصم أنه قرأ بالتاء، وخالفتهما
الجماعة، فرووه
__________
(1) وجه ثالث لأبي بكر من هذا الطريق، وعليه الاختيار له.
انظر: (التيسير) 131، و (النشر) 2/ 332، و (الإرشادات الجلية)
328.
(2) فيكون مضارعا مبنيا للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر
تقديره: (هي) يعود على الزجاجة. وأنّث الفعل لتأنيث لفظ:
الزجاجة، قلت: ورواية ابن شاهي آحادية.
(البستان) 717. قال الشاطبي: ويوقد المؤنث صف شرعا وحق تفعلا.
(3) وهو فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل له.
(4) انظر: روايته. في (الاختيار) 2/ 576، و (البستان) 718.
(5) على أنه فعل مضارع مبني للمعلوم، وله متعلق به، ورجال
فاعل.
انظر: (الكشف) 2/ 139، و (الفريد) 3/ 601، و (الإتحاف) 2/ 298،
و (الفتح الرباني) 228، و (المستنير) 2/ 133، و (الهادي) 3/
88. قال الشاطبي: يسبح فتح البا كذا صف.
(6) و (7) انظر: روايتهما في (المبسوط) 267.
(8) في الرواية انفرادة سبعية عنه. انظر: (التيسير) 131.
(9) انظر: روايته بهذا الوجه عن قنبل في (الاختيار) 2/ 576،
وهي رواية آحادية عنه.
(10) على أنها خبر لمبتدإ محذوف. تقديره: تلك أو هذه ظلمات،
وسحاب مبتدأ، وخبره مقدم عليه، وهو من فوقه. انظر: المصادر
السابقة.
يقول الإمام: وما نون البزي سحاب ورفعهم .. لدى ظلمات جر دارا
وأوصلا.
(3/1405)
عن أبي بكر بالياء] «1».
والله خالق كل دابة [45] مذكور في (إبراهيم) [206].
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص «2» من غير رواية هبيرة وأبي عمارة «3»:
ويتّقه [52] بإسكان القاف وكسر الهاء من غير صلة.
وقرأ الباقون «4» بكسر القاف، واختلفوا في الهاء. فقرأ نافع في
رواية ورش «5» وإسماعيل «6» وابن كثير «7» وابن عامر «8» في
رواية الثعلبي وابن المعلى عن ابن ذكوان «9» وحمزة «10» بخلاف
عنه، والكسائي «11» بكسرها وصلتها، وكذلك روى خلف وعبيد بن
محمد عن ابن سعدان عن المسيّبي «12» وابن جبير عن أصحابه،
والحلواني، وأحمد بن صالح عن قالون «13» عن نافع، وكذلك روى
البرجمي «14» والأعشى «15»
__________
(1) كذا مكتوب بالنسختين. قلت: هنا سقط لأن الكلام غير مفهوم
هكذا، ولعل المحذوف قوله: يذهب بالأبصار [43]. لأنه الذي فيه
الخلاف قبل يتقه [52]، وكلهم قرءوه بالياء. انظر: (المبسوط)
268، و (الاختيار) 2 م 576، و (غاية الاختصار) 2/ 590، أو قد
يكون قوله تعالى: يؤلف [43]. انظر: (السبعة) 457، والله أعلم.
(2) وحده. انظر: (السبعة) 458، و (المبسوط) 268، و (التيسير)
132، و (البدور) 224.
(3) وروايته عن حفص كسر القاف في يتقه. انظر: (السبعة) 458.
(4) انظر: (التذكرة) 2/ 462.
(5) و (6) قلت: والعمل لورش بهذا الوجه، انظر: روايتهما في
(السبعة) 457، و (المبسوط) 268، و (التيسير) 132، و (البدور)
224، و (هداية المريد) 6، و (الإرشادات) 329، و (القبس الجامع)
60، (نيل الخيرات) 1/ 50، و (أحكام التجويد، على رواية أبي
سعيد) ص 42.
(7) انظر: (السبعة) 457، و (المبسوط) 267، و (التيسير) 133.
(8) انظر: (المبسوط) 268، و (التيسير) 132، و (الاختيار) 2/
577، وفي كتاب (السبعة) 457، نقل له وجه السكون في الهاء كأبي
عمرو.
(9) وبذلك القراءة له والعمل. انظر: المصادر السابقة.
(10) سيأتي وجه الخلف عن راوييه آخر الحرف.
(11) وبذلك القراءة له والعمل. انظر: المصادر السابقة.
(12) هذا هو الوجه الأول عنه بصلة الهاء، ونقله المؤلف من كتاب
(السبعة) 457.
(13) هذا هو الوجه الأول عنه بصلة الهاء، ونقله المؤلف من كتاب
(السبعة) 457.
(14) و (15) انظر: روايتهما. في (المبسوط) 268.
(3/1406)
وإسحاق الأزرق عن أبي بكر «1» عن عاصم،
وقرأ نافع في رواية قالون «2» من قراءتي في جميع الطرق
عنه، وفي رواية المسيّبي من قراءتي أيضا ومن رواية ابنه
وابن واصل عن ابن سعدان عنه بكسر الهاء من غير صلة وكذلك
روى ابن المعلى عن ابن ذكوان «3» عن ابن عامر، وذلك قياس
ما رواه لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن الرازي عن
الحلواني عن هشام «4» عن ابن عامر، وقال أبو هشام الرفاعي
عن سليم عن حمزة «5» بتحريك الهاء ولا يشبعها. وقال
الشموني عن الأعشى «6» من غير رواية النقار بكسر الهاء
قليلا. وهذا يدل على أنه لا يصلها. وقرأ أبو عمرو «7»
بخلاف عن شجاع وعاصم في رواية حماد والمفضل وأبي بكر «8»
من غير الطرق المذكورة، وفي رواية هبيرة وأبي عمارة «9» عن
حفص (وابن عامر في غير رواية التغلبي) عن ابن ذكوان «10»
وحمزة «11» في رواية ابن جبير والخنيسي «12» [48/ أ] عن
خلّاد «13» عن
__________
(1) هذا هو الوجه الأول عنه بصلة الهاء، ونقله عن
(المبسوط) 268.
(2) هذا الوجه الثاني عنه باختلاس الهاء، وعليه العمل
لقالون ورواه له أيضا صاحب (السبعة) وانظر: (التيسير) 132،
و (النشر) 1/ 307، و (الصيب النافع) 133.
(3) وجه آخر عنه باختلاس الهاء، وتقدم الوجه الأول عنه.
(4) وهذا هو الوجه الأول عنه باختلاس الحركة، وله وجه آخر،
وهو الصلة والعمل له بالوجهين. كما ذكره الشاطبي ونقل له
صاحب (النشر) 1/ 306، وتبعه صاحب (الإتحاف) 2/ 301، وجها
ثالثا، وهو الإسكان.
(5) هذا الوجه الثاني عنه باختلاس الحركة، وتقدم الوجه
الأول بصلتها بخلف عنه.
(6) انظر: روايته هذه في (التذكرة) 2/ 461، وروايته عن
عاصم في (المبسوط) 268، بصلة الهاء.
(7) وعليه العمل له. انظر: (التيسير) 132، و (النشر) 1/
306.
(8) هذا الوجه الثاني له، وعليه العمل والقراءة. انظر:
المصدرين السابقين.
(9) انظر: روايته هذه لحفص في (السبعة) 458، وهو الوجه
الثاني لحفص، وتقدم الأول الذي عليه العمل له.
(10) ما بين المعكوفتين ساقط في (م).
(11) وجه ثالث عنه بسكون الهاء، وتقدم الأول والثاني.
(12) محمد بن يحيى أبو عبد الله الخنيسي الرازي ثم الكوفي،
مقرئ مشهور، روى عن خلاد عن سليم، روى عنه جعفر بن محمد بن
حرب. (غاية) 2/ 278.
(13) الوجه الأول عنه بالإسكان، ونص له عليه ابن مهران
وأبو العز وغيرهم. انظر: (النشر) 1/ 307.
(3/1407)
سليم عنه بإسكان الهاء، وكذلك أقرأني أبو
الفتح. في رواية خلّاد، وكذلك قال القطري في كتابه «1» عن
قالون وهو وهم، وروى الحلواني عن خلّاد «2» وخلف «3»، وابن
الجهم عن خلف وأبو عمرو «4» وابن سعدان وابن كيسة عن سليم
عنه بكسر الهاء وصلتها، وروى إبراهيم بن زربي عن سليم أنه
يكسر الهاء، ولم يذكر هل يصلها أم لا. وروى القصباني «5»
عن ابن غالب عن شجاع عن أبي بكر بكسر الهاء وصلتها، وبذلك
قرأت في رواية عبد الوارث عن أبي عمرو.
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر «6» وحمّاد والمفضل «7»: كما
استخلف الذين [55] بضم التاء وكسر اللام «8»، وإذا ابتدأ
ضمّ همزة الوصل «9». وكذلك روى مضر بن محمد عن أبي عمر عن
الكسائي، وهو وهم من مضر.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بفتح التاء «10»، وإذا ابتدءوا
كسروا همزة الوصل، وكذلك روى محمد بن إبراهيم عن الأعشى عن
أبي بكر «11» لم يروه غيره.
__________
(1) كتاب القطري، لم أعثر عليه.
(2) هذا الوجه الثاني له بالصلة، ونص عليه صاحب (التلخيص)
128، و (العنوان) 139، وغيرهم. وانظر: (النشر) 2/ 407، و
(مصباح المريد شرح رسالة فتح المجيد). في قراءة حمزة ص 10.
(3) وجه له بالصلة كما ذكر، وعليه القراءة والعمل.
(4) وجه ثان له بالصلة، وقد تقدم الأول الذي عليه العمل.
ملحوظة: بعض الأئمة يذكر خلاف هذا الحرف في الأصول باب هاء
الكناية لتعلقه به. انظر:
(النشر) 1/ 305 وغيره.
(5) أحمد بن إبراهيم بن مروان أبو العباس، قرأ على محمد بن
غالب صاحب شجاع، وعنه زيد بن علي بن أبي بلال والشذائي.
(غاية) 1/ 35.
(6) وحده من الرواة في القراءة السبعية. انظر: (السبعة)
458، و (التيسير) 132.
(7) انظر روايته نفي. (غاية الاختصار) 2/ 590.
(8) وهو على ما لم يسم فاعله و (الذين) نائب فاعل.
(9) لضم ثالث الفعل.
(10) على ما سمي فاعله، والفاعل ضمير يعود على (الله)
تعالى، في قوله: وعد الله انظر:
(الكشف) 2/ 142، و (الإتحاف) 2/ 301، و (المستنير) 2/ 138،
و (الهادي) 3/ 90.
(11) رواية آحادية عنه قال الشاطبي: كما استخلف اضممه مع
الكسر صادقا.
(3/1408)
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر وحماد وليبدلهم [55]
بإسكان الباء وتخفيف الدال «1».
وقرأ الباقون بفتح الباء وتشديد الدال «2»، وكذلك روى حفص
والمفضل عن عاصم «3».
حرف:
قرأ ابن عامر بخلاف «4» عنه وحمزة: لا يحسبن الذين [57]
بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء «5». وكذلك روى عتبة «6» بإسناده عن
ابن عامر وابن المعلى عن ابن ذكوان عنه. وروى سائر الرواة
عن ابن ذكوان بالياء، وعليه العمل.
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي ثلاث عورات لكم
[58] بنصب الثاء، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم برفعها «7».
أو بيوت أمهاتكم [61] قد ذكر «8».
__________
(1) جعلوه من (أبدل) الرباعي.
(2) جعلوه من (بدّل) المضعف. وهما لغتان وفي التشديد معنى
التكثير، وقد ذكر في (الكهف). انظر: حرف (302).
(3) انظر: (السبعة) 458 - 459، و (التيسير) 132.
قال الشاطبي: وفي يبدلن الخف صاحبه دلا.
(4) وفي (التيسير) 132، ذكر له القراءة بدون خلف، وعليه
العمل.
(5) فمن قرأ بالتاء كان الفاعل المخاطب، وهو النبي صلى
الله عليه وسلم، والذين مفعول أول ل تحسبن، ومعجزين
المفعول الثاني. ومن قرأ بالياء: كان الذين مرفوعا، لأنه
فاعل تحسبن، والمفعول الأول محذوف، ومعاجزين مفعول ثان.
والاختلاف في حركة السين ذكر في (البقرة) آية [273]. انظر:
(معاني القراءات) 337، و (الكشف) 2/ 143، و (التيسير) 71،
و (البيان) 2/ 198 - 199، و (المستنير) 2/ 139.
(6) في (م) عنه. وانظر: (المبهج) 674.
(7) ولم يختلفوا في إسكان الواو فيها، وقراءة نصب الثاء
على أنه بدل من ثلاث مرات المنصوب على الظرفية، والرفع على
أنه خبر لمبتدإ محذوف وتقديره هي أي الأوقات السابقة عورات
لكم أما الموضع الأول ثلاث مرات فإنه متفق على نصبه.
انظر: المصادر السابقة، و (إبراز المعاني) 616، و (تقريب
المعاني) 352.
قال الشاطبي: وثاني ثلاث ارفع سوى صحبه وقف .. ولا وقف قبل
النصف إن قلت ابدلا.
(8) انظر: النساء 11، و (جامع البيان) ت طلحة ص 145، و
(التيسير) 78.
(3/1409)
حرف:
وكلهم «1» قرأ ويوم يرجعون [64] بضم الياء وفتح الجيم إلا
ما رواه الحلواني عن أبي معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو
«2» أنه فتح الياء وكسر الجيم.
وكذلك رواه عن أبي عمر وهارون بن موسى وعلي بن نصر وعبيد
«3» بن عقيل والعباس بن الفضل وروى اليزيدي «4» عنه بضم
الياء وفتح الجيم، ولم يأت بذلك عنه نص إلا الدوري وحده؛
بذلك قرأت لأبي عمرو في جميع الطرق.
وليس في هذه السورة من ياءات الإضافة ولا من الياءات
المحذوفات المختلف فيهنّ شيء «5» والله أعلم.
__________
(1) انظر: (السبعة) 459.
(2) وتروى عن ابن معمر وابن أبي إسحاق ويعقوب من القراء
العشرة.
انظر: (البحر) 6/ 477، و (النشر) 2/ 232، و (الإتحاف) 2/
302، و (البدور) 225.
(3) عبيد بن عقيل بن صبيح أبو عمرو الهلالي البصري، راو
ضابط صدوق، روى عن أبان بن يزيد وأبي عمرو بن العلاء
وهارون الأعور وشبل بن عباد، وعنه خلف والزهراني وابن
سعدان والقطعي والجهضمي، مات سنة 207 هـ. (غاية) 496.
(4) انظر: (السبعة) 459.
(5) انظر: (التيسير) 132، و (النشر) 2/ 323، وغيرهما.
(3/1410)
|