جامع البيان في القراءات السبع

الجزء الرابع
[تتمة باب الحروف المتفرقة واختلافهم فيها سورة سورة من أول القرآن إلى آخره]
ذكر اختلافهم في سورة الفرقان «1»:
حرف:
قرأ حمزة والكسائي نأكل منها [8] بالنون «2».
وقرأ الباقون بالياء «3».
حرف:
قرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم في رواية المفضل «4» وحمّاد: ويجعل لك قصورا [10] برفع اللام. واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي وابن أبي حماد من رواية ابن جامع بجزم «5» اللام، وروى سائر الرواة عنه برفع
__________
(1) مكية في قول الجمهور، قال ابن عباس وقتادة إلا ثلاث آيات نزلت في المدينة، وهي:
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله: وكان الله غفورا رحيما. وهي سبع وسبعون آية في عد الجميع، لا اختلاف بينهم في شيء منها. أخرج البخاري وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه، فقلت:
من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ، قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: كذبت. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهشام: اقرأ فقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك نزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر فقرأت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك نزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرءوا ما تيسير منه. انظر:
صحيح البخاري مع الفتح 9/ 3.
انظر: (البيان في عد الآي) 194، و (فنون الأفنان) 296، و (البحر) 6/ 480، و (فضائل القرآن) 60، و (مصاعد النظر) 2/ 316، و (الدر المنثور) 6/ 234، و (الإتقان) 1/ 32، و (مرشد الخلان) 123.
(2) انظر: (التيسير) 132، و (تحبير التيسير) 152.
(3) وجه النون للدلالة على الجمع، والفاعل ضمير مستتر تقديره: (نحن)، يعود على الواو في قوله تعالى قبل: وقالوا مال هذا الرسول [7]، ووجه الياء على إسناده للرسول، والفاعل ضمير مستتر على الرسول صلى الله عليه وسلم. قال الشاطبي: ونأكل منها النون شاع.
انظر: (الكشف) 2/ 144، و (الفتح الرباني) 230، و (الهادي) 3/ 93.
(4) انظر: في (غاية الاختصار) 2/ 592.
(5) وهذا الوجه الأول عنه ويعتبر غير متواتر.

(4/1411)


اللام «1». وحدّثنا عبد العزيز بن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الخثعمي، قال: نا ابن الوليد، قال: نا ابن أبي حمّاد عن أبي بكر عن عاصم ويجعل لك برفع اللام، وكذا قال أبو الأسباط عنه عن أبي بكر. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بجزم اللام «2». مكانا ضيقا [13] قد ذكر قبل «3».

حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص من غير رواية هبيرة وابن عامر «4» في رواية الوليد عن يحيى عنه ويوم يحشرهم [17] بالياء.
وقرأ الباقون بالنون، وكذلك روى هبيرة عن حفص «5».
حرف:
قرأ ابن عامر «6» في غير رواية الوليد فنقول أأنتم [17] بالنون «7»، ونا ابن غلبون، قال: نا عبد الله بن محمد، قال: نا أحمد بن أنس، قال: نا هشام بإسناده [48/ ب] عن ابن عامر، فيقول أأنتم أضللتم عبادي [17] بالياء، ولا أدري هل أراد بقوله بالياء، فيقول أم عبادي؟ فأخبرني أحمد بن عمر في الإجازة، قال:
نا أحمد بن سليمان، قال: نا محمد بن محمد، قال: نا هشام بإسناده عن ابن عامر أأنتم أضللتم عبادي بالياء، ولم يذكر فيقول فدلّ على أنه يريد إثبات الياء في عبادي لا غير والله أعلم.
وكلهم «8» أسكنها إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها. ونا عبد العزيز ابن محمد، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: أخبرني أحمد «9» بن قدر بخت
__________
(1) وهذا الوجه الثاني له، وعليه العمل، لأن سائر الرواة عنه بذلك. لذا ذكره في (التيسير) 132، عنه قولا واحدا.
(2) عطفا على محل قوله تعالى: جعل لك جنات لأنه جواب الشرط، ويلزم من الجزم الإدغام انظر: (معاني القراءات) 339، و (الكشف) 2/ 144، و (الفريد) 3/ 622، و (الإتحاف) 2/ 305، و (المستنير) 2/ 142. قال الشاطبي: ويجعل برفع دل صافيه وكملا.
(3) في الأنعام [125]، وانظر (التيسير) 88.
(4) و (5) وجه عنهما يعتبر غير متواتر من هذا الطريق، ولا يقرأ به. قال الشاطبي: ونحشر يا دار علا. انظر: (المبهج) 676.
(6) وحده. انظر: (التذكرة) 2/ 464، و (السبعة) 463، و (التيسير) 132، و (النشر) 2/ 333.
(7) نون العظمة لمناسبة قوله تعالى: ويوم نحشرهم لأنه يقرأها بالنون، فجرى الكلام على نسق واحد. انظر: (معاني القراءات) 340، و (الكشف) 2/ 144، و (الهادي) 3/ 93.
(8) انظر: (التيسير) 57، 58.
(9) في (م) محمد.

(4/1412)


السيرافي، قال: ونا محمد بن يحيى القطيعي، قال: نا سليمان «1»، قال: نا يزيد «2» عن أبي بكر عن عاصم ويوم نحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول [17] بالنون جميعا، وهذا وهم من القطيعي؛ لأن سليمان بن داود روى في جامعه «3» عن يزيد عن أبي بكر نحشرهم بالنون، ثم قال عن يزيد «4» عن إسماعيل عن أبي جعفر نحشرهم بالنون، فيقول بالياء، وهذا هو الصواب.
وقرأ الباقون «5» فيقول بالياء «6»، وكذلك روى الوليد عن ابن عامر.

حرف:
وكلهم قرأ أن نتخذ من دونك [18] بفتح النون وكسر الخاء إلا ما رواه الوليد بن مسلم «7» عن يحيى «8» وعبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر «9» أنه قرأ أن نتخذ من بضم النون وفتح الخاء «10»، ولم يروه غيرهما.
وكذلك قرأ أبو جعفر «11» يزيد بن القعقاع المدني.
__________
(1) هو سليمان بن داود أبو الربيع الزهراني البصري، وقد تقدم ذكره.
(2) هو ابن عبد الواحد، وقد تقدم ذكره.
(3) الكتاب من مصادر الداني، ولم أقف عليه.
(4) في (م) بريد.
(5) وهم الجماعة عدا ابن عامر من القراء السبعة.
(6) أي: التحتية لمناسبة قوله تعالى: يحشرهم بالياء، وقوله كان على ربك، ومن قرأ بالنون في الأول. أي: يحشرهم، وبالياء في الثاني فيقول. فالالتفات من التكلم إلى الغيبة.
قال الشاطبي: فيقول نون شام. انظر: (الكشف) 2/ 145، و (الإتحاف) 2/ 306، و (المستنير) 2/ 145.
(7) بالنسختين الوليد سليمان، والصواب ما ذكره أعلاه، وقد تقدم.
(8) هو الذماري، وقد تقدم.
(9) تفرد شاذ عنه من هذا الطريق، لمخالفته المشهور عنه والمتواتر عن الجماعة.
انظر: (المستنير في القراءات) 706، و (المبهج) 677، و (البستان) 722، و (الانفرادات) 3/ 1033.
(10) على الفعل المجهول.
(11) وجلة من القراء كأبي الدرداء وزيد بن علي والسلمي والحسن ومجاهد بخلاف ونصر بن علقمة ومكحول. انظر: (مختصر الشواذ) 105، و (المحتسب) 2/ 119، و (الفريد) 3/ 624، و (الجامع) 13/ 9، وذكرها صاحب (البحر) 6/ 489، عنهم يتخذ بالياء على الفعل للمجهول. قال القرطبي:" وقد تكلم في هذه القراءة النحويون" فقال أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر" لا يجوز (نتخذ) " وقال أبو عمرو" ولو كانت (نتخذ) لحذفت (من) الثانية، أي: (نتخذ من دونك أولياء) أهـ. وأجيب عن ذلك بأن (من) الثانية للتبعيض، ولا يجوز أن

(4/1413)


حرف:
وكلهم «1» قرأ فقد كذبوكم بما تقولون [19] بالتاء، إلا ما حدّثناه محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد «2» قال: لي قنبل عن أبي بزة عن ابن كثير «3» بما يقولون بالياء، وكذلك روى ابن شنبوذ عن قنبل وهو غلط. وروى الخزاعي عن أصحابه، والحلواني عن القوّاس بالتاء مثل الجماعة، وعلى ذلك أصحاب البزّي وقنبل وابن فليح.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص «4» من طريق هبيرة فما تستطيعون [19] بالتاء. وقرأ الباقون بالياء «5»، وكذلك روى غير هبيرة عن حفص.
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر ويوم تشقق [25] وفي ق [44] بتشديد الشين فيهما، وقرأهما الباقون بتخفيف الشين «6».
حرف:
قرأ ابن كثير «7»: وننزل [25] بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة
__________
تكون لتأكيد معنى النفي، لأنها لا تزاد في المفعول الثالث عند جمهور النحاة. انظر: (الجامع) 13/ 9، و (الفريد) 3/ 625. قلت: والقراء إنما يقرءون بما يروونه لا بما يرونه. والله أعلم.
(1) أي: الأئمة السبعة ورواتهم. انظر: (السبعة) 463، و (النشر) 2/ 334.
(2) انظر: كتاب (السبعة) 463.
(3) وذكر له هذا الوجه أيضا ابن مهران في (المبسوط) 271، دون (الغاية في القراءات) 342.
وتعقبه بقوله:" ونحن قرأنا في جميع الروايات عنه بالتاء وقال الهاشمي، لا خلاف عند أهل مكة أنه بالتاء". أهـ وأبو حيان في (البحر) 6/ 489، عن ابن أبي الصلت عن قنبل وسبط الخياط في (الاختيار) 2/ 580، عن المؤدب عن ابن شنبوذ وابن الجزري في (النشر) 2/ 334، كذلك ولكن روى له الخلف من طريق طيبة النشر، ولم يذكره في (التحبير) 153.
انظر: (شرح طيبة النشر) 287، و (المهذب) 82، و (الهادي) 3/ 96.
(4) وحده. انظر: (السبعة) 463، و (التذكرة) 2/ 464، و (التيسير) 133، و (النشر) 334، و (الإتحاف) 2/ 307.
(5) ياء الغيبة على إسناد الفعل إلى المعبودين. قال الشاطبي: وخاطب تستطيعون عملا.
(6) وجه تخفيف الشين على أنه مضارع (تشقق) على وزن (تفعّل)، وأصله (تتشقق)، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا. ووجه تشديد الشين على إدغام التاء الثانية في الشين، وحسن الإدغام وقوي لأن الشين أقوى من التاء في الصفات، ولقرب مخرجها، إذ التاء تخرج من طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا. والشين تخرج من وسط اللسان مع فوقه من الحنك الأعلى، وهما مشتركتان في الصفات الآتية: الهمس والاستفال والانفتاح والإصمات والله يرشدنا ويتولانا. قال الشاطبي: تشقق خف الشين مع قاف غالب. انظر: (معاني القراءات) 341، و (الكشف) 2/ 145، و (الهادي) 3/ 97.
(7) وحده. انظر: (السبعة) 464، و (التيسير) 133.

(4/1414)


وتخفيف الزاي ورفع اللام الملائكة [25] بالنصب، وكذلك في مصاحف المكيين «1». وقرأ الباقون ونزّل بنون واحدة مضمومة وتشديد الزاي وفتح اللام الملائكة بالرفع على ما لم يسمّ فاعله «2»، وكذلك في مصاحفهم.
وثمودا [38] قد ذكر «3».

حرف:
قرأ ابن كثير «4» هاهنا وهو الذي أرسل الريح [48] على التوحيد. وقرأ الباقون على الجمع، وقد ذكر «5» وبشرا [48] ذكر أيضا «6».
حرف:
وكلهم قرأ بلدة ميتا [49] حيث وقع مخفّفا إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر «7» أنه شدّد الياء، حيث وقع، لم يروه غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «8»: ونسقيه [49] بفتح النون. وكذلك روى عبد الحميد بن بكّار بإسناده عن ابن عامر «9» وعبد الحميد بن صالح «10» عن الأعشى عن أبي بكر، وقرأ الباقون بضم النون «11».
__________
(1) انظر: (المقنع) 106، و (جميلة أرباب المراصد) 381.
(2) والتضعيف أبلغ في المعنى، ويفيد الكثرة والقوة. انظر: هذا التوجيه في (معاني القراءات) 341، و (إعراب القراءات السبع) 2/ 120، و (الكشف) 2/ 164، و (تفسير ابن باديس في مجالس التذكير) 53. قال الشاطبي: ونزل زده النون وارفع وخف .. والملائكة المرفوع ينصب دخلا.
(3) في هو [68].
(4) انظر: (التيسير) 66.
(5) في البقرة [164]. وانظر: (التيسير) ص 66، و (جامع البيان) طلحة ص 118.
(6) انظر: (السبعة) 465، و (التيسير) 91، في الأعراف 57.
(7) وهي رواية آحادية غير مشتهرة، عنه من هذا الطريق، لذا لم يذكرها له المؤلف في (التيسير) 133، لاتفاق سائر طرق القراء كالجماعة، ولكن تروى عن عيسى وأبي جعفر من العشرة.
انظر: (البحر) 6/ 505، و (إرشاد المبتدئ) 466، و (النشر) 2/ 334، و (الإتحاف) 2/ 309، و (المهذب) 85.
(8) انظر: روايته في (مختصر الشواذ) 106، و (التذكرة) 2/ 465، و (غاية الاختصار) 2/ 593.
(9) وتعتبر رواية آحادية عنه غير مشتهرة، من هذا الطريق، ولم يذكرها له في (التيسير) 133.
(10) هو البرجمي. وانظر: روايته هذه في (المبسوط) 271 وتروى أيضا عن عمر بن الخطاب وابن مسعود والأعمش وأبي عمرو في رواية والمطوعي. انظر: (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 202، و (البحر) 6/ 505، و (الإتحاف) 2/ 309، و (القراءات الشاذة) 71، و (معجم القراءات) 3/ 409، و (الانفرادات) 3/ 1036.
(11) ومعهم ابن عامر وشعبة في قراءتهم السبعية من طريق الحرز.

(4/1415)


حرف:
وكلهم قرأ وأناسي كثيرا [49] بتشديد الياء إلا ما رواه عبد الحميد بن بكّار عن أيوب عن يحيى «1» عن ابن عامر أنه خفّف الياء.
ليذكّروا [50] مذكور في الإسراء [41].
حرف:
قرأ حمزة والكسائي لما يأمرنا [60] بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء. «2»
حرف:
قرأ حمزة والكسائي فيها سرجا [61] بضم السين والراء من غير ألف على الجمع «3».
وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الراء وألف بعدها على التوحيد «4» [49/ أ].
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل «5» وحمزة «6»: لمن أراد أن يذكر [62] بإسكان الذال وضم الكاف وتخفيفها. وكذلك روى هارون بن حاتم عن حسين عن أبي بكر «7» والجماعة عنه، وكذلك قال ابن مجاهد عن جبله عن المفضل.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية المفضل «8»: ولم يقتروا [67]
__________
(1) هو الذماري، وتعتبر روايته هذه عن ابن عامر أحادية غير مشتهرة، ولا يقرأ بها اليوم. انظر:
(مختصر الشواذ) 106، و (إعراب القراءات الشواذ) 2/ 202، و (البحر) 6/ 505، و (معجم القراءات) 3/ 409، و (الانفرادات) 3/ 1036.
(2) والفعل على القراءتين مسند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
انظر: (إعراب القراءات السبع) 2/ 123، و (معاني القراءات) 342، و (الكشف) 2/ 146، و (المستنير) 2/ 151، و (الهادي) 3/ 99. قال الشاطبي: ويأمرك شاف.
(3) وذلك على إرادة الكواكب لأن كل كوكب سراج.
(4) والمراد به الشمس. انظر: المصادر السابقة. قال الشاطبي: وأجمعوا سرجا ولا.
(5) انظر: روايته في. (غاية الاختصار) 2/ 593.
(6) وحده من القراء السبعة. انظر: (السبعة) 466، و (التيسير) 133.
(7) رواية عنه غير متواترة، ولم يذكرها له المؤلف في (التيسير) 133. وانظر: (البحر) 6/ 512، و (معجم القراءات) 3/ 413.
(8) انظر: روايته في (غاية الاختصار) 2/ 593، نقلا من الجامع.

(4/1416)


بضم الياء وكسر التاء «1»، واختلف عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي «2» وابن أبي أمية ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وهارون بن حاتم من رواية المنذر بن محمد، وهارون عن حسين عنه بضم الياء وكسر التاء مثل نافع. وروى يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن جبير وابن عطارد عنه «3» بفتح الياء وضم «4» التاء مثل حمزة، وروى ابن مجاهد عن ابن بويان عن ابن جامع عن ابن حمّاد عن أبي بكر «5» بفتح الياء وكسر التاء «6». مثل أبي عمرو. وروى النقّاش عن ابن زكريا عن ابن حسين عن أبي بكر، وعن الأعشى عنه برفع التاء.

حرف:
قرأ عاصم في غير «7» رواية حفص، وابن عامر في رواية «8» الوليد يضاعف له [69] ويخلد [69] برفع الفاء والدال «9»، وابن عامر يحذف الألف بعد الضاد ويشدد «10» العين، وعاصم يثبت الألف ويخفف العين.
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بجزم الفاء «11» والدال وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر «12» وابن عامر «13» وابن كثير «14» يحذف الألف ويشدد العين.
والباقون يشبعون «15» الألف ويخفّفون العين. واختلف عن حسين عن أبي بكر في
__________
(1) مضارع (أقتر) الرباعي، مثل (أكرم ويكرم). والمقتر اسم فاعل من (أقتر)، أي: (افتقر) قال تعالى: وعلى المقتر قدره. البقرة [236].
(2) الوجه الأول: عن شعبة من رواية الكسائي وذكر في كتاب (السبعة) 466.
(3) هذا الوجه الثاني له، وعليه العمل. انظر: (التيسير) 133، و (النشر) 2/ 334.
(4) مضارع (قتر) الثلاثي، مثل (قتل ويقتل).
(5) وهذا الوجه الثالث له من هذا الطريق.
(6) مضارع (قتر) الثلاثي (كضرب يضرب).
(7) وهي في القراءة السبعية لشعبة عن عاصم.
(8) في (م) في غير رواية.
(9) وذلك على الاستئناف.
(10) في (م) وبتشديد.
(11) وذلك بدل اشتمال من (يلق)، و (يخلد) معطوف عليه.
(12) وجه عنه بالجزم، وتقدم الأول الذي عليه العمل. (المبهج) 681.
(13) و (14) على أصلهما في كل القرآن. انظر: (النشر) 2/ 228.
(15) في (م) بتنوين.

(4/1417)


ذلك، فروى عنه هارون بن حاتم برفع الفعلين، وروى عنه خلّاد بجزمهما «1»، خلاف رواية الجماعة عن أبي بكر، وحكى لي أبو الفتح عن قراءته في رواية الكسائي عن أبي بكر بالوجهين بالرفع والجزم، وبذلك قرأت عليه في روايته، وكلهم فتح الياء وضم اللام من يخلد إلا ما رواه الدوري عن الكسائي عن أبي بكر «2» أنه ضمّ الياء وفتح اللام، وكذلك روى حسين العجلي عن أبي عمرو «3».

حرف:
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم فيهي مهانا [69] بصلة الهاء بياء.
وقرأ الباقون بغير صلة وقد ذكر «4».
حرف:
قرأ «5»: فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات [70] مشددا، إلّا ما رواه عبد الحميد «6» بن صالح عن الأعشى عن أبي بكر «7» يبدل مخفّفا لم يروه غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد والمفضل وأبو عمرو وحمزة والكسائي وذريتنا قرّة أعين [74] بغير ألف «8»، واختلف «9» عن أبي بكر، فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وعبيد بن نعيم وحسين بن علي من رواية موسى بن
__________
(1) وجه ثان عنه من هذا الطريق، وتقدم الأول.
(2) وجه ثالث عنه في يخلد من هذا الطريق، ولم يشتهر عنه.
(3) انظر روايته في (السبعة) 467 وقال مؤلفه: هي غلط، قال أبو علي الفارسي في تعليقه على رواية حسين الجعفي فإنه يشبه أن يكون غلطه من طريق الرواية، وأما من جهة المعنى فلا يمتنع (الحجة) 5/ 352، قلت: وقد وردت فيها لغات أخرى، وكلها غير مقروء بها اليوم.
انظرها: مفصلا في (البحر) 6/ 515، و (معجم القراءات القرءانية) 3/ 417.
(4) ذكر في باب هاء الكناية. وانظر: (الجامع) ت عبد المهيمن 2/ 431، و (التيسير) 43، و (النشر) 1/ 305، و (الإتحاف) 2/ 311، و (الإرشادات) 336.
(5) كذا بالنسختين بدون نسبة الحرف، قلت: ولعل التقدير: وكلهم قرأ.
(6) انظر: روايته هذه في (مختصر الشواذ) 107، و (معجم القراءات) 3/ 418.
(7) تفرد شاذ عنه مخالف للمتواتر في القراءة عن شعبة، ويروى أيضا عن أبان.
انظر: (المستنير في القراءات) 708، و (الانفرادات) 3/ 1044.
(8) على التوحيد لإرادة الجنس.
(9) أي له الخلف بوجهين.

(4/1418)


إسحاق والمنذر بن محمد عن هارون عنه وذرياتنا بألف «1» وروى عنه يحيى بن آدم والعليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن أبي أميّة وابن عطارد وبريد بن عبد الواحد وذريتنا بغير ألف «2». وكذلك روى خلّاد عن حسين عنه. وقرأ الباقون وحفص عن عاصم بالألف على الجمع «3».

حرف:
قرأ عاصم في رواية «4» حفص وابن عامر «5» في رواية الثعلبي عن ابن ذكوان، وفي رواية سلامة بن هارون عن الأخفش عنه وحمزة والكسائي:
ويلقون فيها [75] بفتح الياء وإسكان اللام وتخفيف القاف «6».
وقرأ الباقون وحفص عن عاصم والأخفش وابن أنس وابن المعلى وابن موسى عن ابن ذكوان بإسناده عن ابن عامر «7»، وكذلك هشام [49/ ب] والوليد وابن بكّار بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف «8».
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثنتان:
يا ليتني اتخذت [27] فتحها أبو عمرو «9». وكذلك روى ابن جبير عن
__________
(1) على الجمع وهذا الوجه الأول عنه.
(2) موافقا للكوفيين، وهذا الوجه الثاني عنه، وهو اختيار المؤلف في (التيسير) 133، وعليه العمل.
(3) وذلك حملا على المعنى، لأن لكل واحد ذرية. انظر: (معاني القراءات) 344.
و (الكشف) 2/ 148، و (الهادي) 3/ 101. قال الشاطبي: ووحد ذرياتنا حفظ صحبه ص 74.
(4) كذا بالنسختين قلت: ولعلها (في غير رواية حفص)، وهو ما يقتضيه المعنى لأنها رواية أبي بكر شعبة.
(5) انظر: روايته هذه في (السبعة) 468.
(6) فعل مضارع مبني للمعلوم من (لقي) الثلاثي، يتعدى إلى مفعول واحد، وهو (تحية). والواو فاعل مناسبة لقوله تعالى: فسوف يلقون غيا [59] مريم.
(7) وهذا هو الوجه الثاني عنه، وذكره في (التيسير) 133، وعليه العمل.
(8) على أنه مضارع (لقّي) مضعف العين، وهو مبني للمجهول ويتعدى إلى مفعولين: الأول الواو، التي في ويلقون وهو نائب فاعل. والثاني: (تحية) مناسبة لقوله تعالى: ولقاهم نضرة [11] الإنسان. انظر: (معاني القراءات) 344، و (الكشف) 2/ 148، و (الهادي) 3/ 101. قال الشاطبي: ويلقون فاضممه وحرك مثقلا سوى صحبه.
(9) وحده في القراءة السبعية. انظر (التيسير) 134، و (إبراز المعاني) 62، و (النشر) 2/ 33.

(4/1419)


أصحابه عن نافع «1». وأسكنها الباقون.
إن قومي اتخذوا [30] فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر «2» وابن كثير في رواية البزّي، وفي رواية الخزاعي عن أصحابه القوّاس والبزّي وابن فليح وفي رواية أبي ربيعة عن صاحبيه قنبل «3» والبزّي، وفي رواية الزينبي عن قنبل. قال الخزاعي:
وكذلك رويتها «4» في كثير من مصاحفهم، ونا محمد بن علي، نا ابن مجاهد، قال:
قال لي قنبل: كان البزّي ينصب الياء، فقال لي القوّاس: انظر في مصحف أبي الإخريط كيف هي في نقطها؟ فنظرت فإذا هو قد كان نقطها بالفتح، ثم حكّت.
وأسكنها الباقون، وكذلك روى ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن بويان «5» وابن عبد الرزاق وأبو العباس البلخي وغيرهم عن قنبل «6» والحلواني عن القوّاس، وبذلك قرأت في رواية أبي ربيعة «7» وغيره عن قنبل.
وكلهم أسكن الياء في قوله عبادي هؤلاء [17] إلا ما رواه الوليد بن مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه فتحها، لم يرو ذلك أحد غيره وقد ذكر «8».
وليس في هذه السورة ياء محذوفة مختلف فيها «9»، والله أعلم.
__________
(1) ويروى عن أبي خليد عنه فتحها أيضا، والاختيار له القراءة كالجماعة.
انظر: (السبعة) 468، و (التيسير) 134.
(2) كذا بالنسختين ولعله وجه عنه، والاختيار له القراءة كالجماعة بالإسكان. انظر: المصدرين السابقين.
(3) وجه عنه بفتح الياء كالبزي، ولم يشتهر عنه.
(4) في (م) روايتها.
(5) في (م) وابن ثوبان.
(6) وبما روته الجماعة عنه بالإسكان في الياء، القراءة له والعمل.
(7) في (م) ربيعة. قال الشاطبي: والياء قومي وليتني.
(8) في الفرقان 17.
(9) انظر: (الكشف) 2/ 149، و (التيسير) 134، و (النشر) 2/ 335، و (الإتحاف) 2/ 312، والله أعلم بجميع ذلك.

(4/1420)