جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة الملائكة «1» عليهم السلام
حرف قرأ حمزة والكسائي هل من خالق غير الله [فاطر: 3] بخفض الراء، وقرأ الباقون برفعها «2».
أرسل الريح [9] وإلى بلد ميت [9] قد ذكر «3».

حرف:
قرأ الكسائي في رواية قتيبة والذين يدعون من دونه [13] بالياء «4»، وكذلك روى أبو عمارة عن حفص عن عاصم. وقرأ الباقون بالتاء والجماعة عن حفص كذلك.
حرف قرأ أبو عمرو يدخلونها [33] بضم الياء وفتح الخاء، وكذلك روى العطاردي عن عاصم لم يرو ذلك عن أبي بكر أحد غيره، وكذلك روى أيضا مطرف الهندي «5» عن ابن كثير لم يروه عنه غيره. وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء «6».
حرف قرأ أبو عمرو كذلك يجزى [36] بالياء وضمّها وفتح الزاي كل كفور [36] برفع اللام، وكذلك روى ابن مخلد عن البزّي عن ابن كثير، وهو وهم، وقرأ الباقون بالنون وفتحها وكسر الزاي ونصب اللام «7».
حرف قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص وأبو عمرو وحمزة على بيّنت منه
__________
(1) وتسمى سورة" فاطر"، انظر مصاعد النظر 2/ 384 - 385.
(2) التيسير ص 182، النشر 2/ 351.
(3) في سورة البقرة.
(4) وهي قراءة الحسن البصري، انظر النشر 2/ 352، ولم يذكرها المصنف في التيسير وذكرها ابن مهران، في المبسوط ص 308.
(5) صحفت النسبة في (م) إلى" السقري".
ومطرف هو: ابن معقل، أبو بكر النهدى، ثقة معروف، روى الحروف عن ابن كثير وغيره، قال ابن معين: ثقة. غاية 2/ 300، وروايته خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
والنهدي: بفتح النون وسكون الهاء في آخرها دال، نسبة إلى بني نهد من قضاعة انظر الأنساب 5/ 541.
(6) انظر الوجهين في الحرف التيسير ص 182، النشر 2/ 252.
(7) انظر الاتحاف ص 362.

(4/1508)


[40] بغير ألف على التوحيد، ووقف حفص وحمزة بالتاء. ووقف ابن كثير وأبو عمرو بالهاء، وقرأ الباقون بالألف على الجمع «1».
حرف قرأ حمزة ومكر السيىء [43] بإسكان الهمزة في الوصل لتوالي الحركات تخفيفا كما أسكنها أبو عمرو في قوله: بارئكم [البقرة: 54] كذلك «2»، وإسكانها في الطرف أحسن؛ لأنه موضع التغيير، وإذا وقف حمزة أبدلها ياء ساكنة لانكسار ما قبلها.
وقد اختلف أصحاب سليم في الترجمة عن الوصل «3»، فروى عنه خلف وخلّاد وابن سعدان وابن جبير وابن كيسة «4» ورجاء بن عيسى «5» بإسكان الهمزة. واختلف عن أبي عمر عنه، فقرأت من طريقه كذلك، وقال ابن فرح عنه ساكنة الياء يريد الهمزة؛ لأن صورتها ياء مشددة مهموزة. وروى عيّاش بن محمد عنه «6» عن سليم بياء ساكنة بلا همز ولا تشديد، ولعله أراد الوقف، وقوله: بلا تشديد إن لم يرد به نفي تحقيق الهمزة وإشباع حركتها فهو خطأ.
وروى محمد بن خلد البرمكي «7» عن سليم بهمزة مختلسة يريد ساكنة وذلك مجاز. وقال الخنيسي «8» عن خلّاد عن سليم بياء واحدة خفيفة مهموزة، يريد ساكنة
__________
(1) انظر الوجهين في التيسير ص 182، النشر 2/ 352.
(2) انظر التيسير ص 73، وقوله تعالى (بارئكم) في البقرة آية (54).
(3) يعنى: اختلفوا في الإخبار عن حكم الهمزة في الوصل.
وسليم هو: ابن عيسى بن سليم، أبو محمد الحنفي- ولاء- الكوفي، مقرئ، ضابط، حاذق، وهو من أصحاب حمزة، عرض عليه، حفص بن عمر، وخلف وخلاد، وغيرهم. مات سنة 288 هـ. غاية 1/ 319.
وستأتي ترجمة خلف ص 112، وخلاد ص 115.
(4) علي بن يزيد بن كيسة، أبو الحسن الكوفي، عرض على سليم، وهو أضبط أصحابه، مات سنة 202 هـ. غاية 1/ 584.
(5) رجاء بن عيسى بن رجاء، أبو المستنير الجوهري، مصدر مقرئ، قرأ على ابن زربى وغيره، مات سنة 231 هـ. غاية 1/ 283.
(6) أي: عن أبي عمر، وعياش هو: ابن محمد، أبو الفضل الجوهري، مشهور، روى القراءة سماعا عن الدوري، وكان ثقة. انظر تاريخ بغداد 12/ 279. مات سنة 299 هـ. غاية 1/ 608. وروايته خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) كذا في النسختين، والصواب: محمد بن أحمد بن عبد الله بن خالد البرمكي، تقدم ص 319.
(8) هو محمد بن يحيى، أبو عبد الله، مقرئ مشهور، روى القراءة عن خلاد، وعنه جعفر بن محمد وغيره. غاية 2/ 279.

(4/1509)


الهمزة. وقوله: بياء واحدة اثبتوا «1» أراد الخط واللفظ، وقال أبو هشام «2» عنه مهموزة خفيفة. وحدّثنا الفارسي، قال: نا عبد الواحد بن عمر، قال: نا الثقفي «3» عن أبي [212/ ب] هشام عن سليم، قال: يخفّف الهمزة ولا يكسر، وهذا هو الصواب، وعليه الأداء.
ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا الخثعمي «4» [عن أبي هشام عن سليم] «5»، قال:
نا محمد بن عمر بن وليد «6»، قال: نا عبد الرحمن عن أبي بكر «7» عن عاصم ومكر السيىء [43] بين الياءين يعني المرسومين، وهذا يؤذن بتسهيل الهمزة وجعلها بين الهمزة والياء، وعلى تحقيقها وإشباع كسرتها الجماعة عن أبي بكر. وقرأ الباقون بخفض الهمزة في الوصل «8»، وإذا وقفوا أسكنوها. ويجوز رومها «9».
وأجمعوا على تحقيق الهمزة متحركة في الوصل في قوله: ولا يحيق المكر «10» السيىء إلا [43] ولم يسكنها حمزة كما سكّنها في الكلمة الأولى؛ إذ لو فعل ذلك
__________
(1) كذا في النسختين، ولا أدري ما معناها.
(2) هو محمد بن يزيد، تقدم.
(3) الحسن بن علي بن موسى، أبو القاسم الوراق، روى القراءة عن أبي هشام، وعنه أبو طاهر. غاية 1/ 225.
والثقفي: بفتح الثاء والقاف، وكسر الفاء، نسبة إلى ثقيف، قبيلة معروفة انظر الأنساب 1/ 508.
والإسناد هذا فيه الثقفي لم يوثق، ولم يجرح، وأبو هشام الرفاعي ضعفه البخاري وغيره.
(4) محمد بن الحسين بن حفص، أبو جعفر، مقرئ مشهور ثقة، أخذ القراءة عرضا عن إبراهيم الأبزاري، وروى عن محمد بن عمر بن وليد، وروى عنه أبو طاهر وغيره، مات سنة 315 هـ. غاية 2/ 130.
والخثعمي: بفتح الخاء وسكون الثاء وفتح العين نسبة إلى قبيلة خثعم. انظر الأنساب 2/ 326.
(5) الذي يظهر أن هذه العبارة التي بين القوسين مقحمة هنا، لأن الخثعمي لا رواية له عن أبي هشام، وما بعد هذه العبارة المقحمة هو صلة إسناد الخثعمي، والنسختان متفقتان على هذه العبارة، ولعل الناسخ كررها.
(6) محمد بن عمر بن وليد، أبو جعفر الكندي، روى الحروف عن عبد الرحمن بن أبي حماد، وعنه الخثعمى. غاية 2/ 219. قال في التقريب ص 498:" صدوق".
(7) " بكر" ساقطة من (م)، وعبد الرحمن هو ابن أبي حماد، تقدم ص 57، والإسناد حسن.
(8) انظر الوجهين في هذا الحرف في التيسير ص 183، النشر 2/ 352.
(9) الروم هو:" عبارة عن النطق ببعض الحركة"، أو" تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها" وكلا التعريفين صحيح، انظر النشر 2/ 212.
(10) كلمة" المكر" سقطت من (م).

(4/1510)


للزمه إدغامها في همزة «إلا» التي استقبلتها من غير فاصل بينهما كما يجب ذلك في سائر المثلين إذا التقيا، وقد سكّن الأول منهما، فيجمع بذلك بين ثقلين: ثقل الهمزة،
وثقل التشديد، فآثر بذلك تحريكها وعدل عن سكونها لئلا يخرج عن غرضه في طلب الخفية واستعمالها في هذه الكلمة، فقد «1» ألزم حمزة إسكانها أبو عبيد وغيره، وذلك لا يلزمه لما بيّنّا من الخفي اللطيف «2».
ليس في هذه السورة ياء إضافة.
وفيها من الياءات المحذوفات واحدة وهي قوله: كان نكير [26] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف ورش عن نافع. وحذفها الباقون في الحالين «3».
__________
(1) كذا في النسختين، ولعلها" وقد".
(2) كذا في النسختين، ولم أعرف لها وجها.
(3) التيسير ص 183، النشر 2/ 352.

(4/1511)