جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة يس
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وحمّاد وحمزة والكسائي يس [1] بإمالة فتحة الياء. وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد: حمزة أقرب إلى الفتح في يس «1»، وروى خلف وخلّاد وأبو عمرو وابن سعدان وأبو هشام عن سليم الياء بين الكسر والفتح «2»، فدلّ هذا على صحة ما قاله ابن مجاهد. وبإخلاص الإمالة قرأت ذلك لحمزة مثل الكسائي، وأهل الأداء على ذلك.
واختلف عن أبي بكر عن عاصم، فروى يحيى بن آدم ويحيى العليمي عنه إمالة فتحة الياء «3». وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي فتح الياء، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر. واختلف عن نافع، فروى أبو الأزهر وأبو يعقوب وداود عن ورش عنه يس كما يخرج من الفم فيما بين ذلك وسطا من اللفظ.
وروى الحلواني عن قالون أنه يجعل الياء بين الكسر والتفخيم «4». وكذلك روى أبو سليمان عنه أداء، وذلك قياس رواية خلف «5» عن المسيّبي وأبي عبيد عن إسماعيل.
وقال ابن المسيّبي «6» عن أبيه: الياء مفتوحة. وكذلك قال أحمد بن صالح عن قالون وورش. وقال: نا «7» محمد بن علي عن ابن مجاهد بإسناده عن أحمد عن ورش وقالون مفتوحة شيئا. قال ابن مجاهد: قرأه نافع وسطا «8». وقياس رواية القاضي «9»
__________
(1) انظر السبعة ص 538.
(2) يعني: بين بين، وهو التقليل.
(3) في (م) " الهاء" وهو غلط، والإمالة هي التي اعتمدها في التيسير ص 183.
(4) يعني: بين بين.
(5) خلف بن هشام بن ثعلب، أحد الرواة عن سليم، وأحد العشرة، روى عن المسيبي وغيره، وروى عنه خلق، مات سنة 229 هـ. معرفة 1/ 208، غاية 1/ 272.
(6) محمد بن إسحاق بن محمد، أبو عبد الله المسيبي، أخذ عن والده وغيره، مقرئ ضابط ثقة، قال صالح جزرة: ثقة، مات سنة 236 هـ. معرفة 1/ 216، غاية 2/ 98.
(7) كذا في النسختين، ولعل الصواب:" لنا".
(8) انظر السبعة ص 538.
(9) اسماعيل بن اسحاق القاضي، ثقة كبير، روى عن قالون، وعنه ابن مجاهد وغيره، مات سنة 282 هـ. غاية 1/ 162.

(4/1512)


والمدني «1» والقطري «2» والكسائي «3» عن قالون الفتح؛ لأنهم رووا عنه طه [طه:
1] بالفتح، وبذلك قرأت لنافع من كل الطرق. وقرأ الباقون بإخلاص فتح الياء «4».
وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر، قال: ذكر لي أبو بكر عن علي بن موسى «5» عن أبي شعيب عن اليزيدي أن الياء مفتوحة لا يفرط فيها، ولم أجد أنا ذلك في كتاب أبي شعيب. وقرأ حمزة يس والقرءان [1] ون والقلم [القلم: 1] بإظهار نون الهجاء عند الواو، وقرأ الكسائي بإدغامها فيها في السورتين. واختلف عن الباقين في ذلك، فأما نافع، فروى المسيّبي وإسماعيل عنه إظهار النون في السورتين، وجاء بذلك [213/ أ] منصوصا عن إسماعيل الكسائي، وكذلك روى أحمد بن صالح عن قالون، وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط «6» والقاضي والشحام «7» عنه. وقال القاضي والمدني والقطري عنه يس [1] موقوفة لم يزيدوا على ذلك شيئا. وروى الحلواني وأبو سليمان عنه يس والقرءان [1، 2] بالإدغام «8» ون والقلم [1،
__________
(1) عبد الله بن عيسى، أبو موسى القرشي، المعروف" بطيارة"، أخذ عن قالون عرضا وسماعا، مات سنة 287 هـ. غاية 1/ 440.
(2) محمد بن عبد الحكم، أبو العباس، سمع من قالون، وروى عنه محمد بن يوسف وغيره.
غاية 2/ 159.
والقطري: بكسر القاف وسكون الطاء في آخرها راء نسبة إلى القطر، الأنساب 4/ 522.
(3) إبراهيم بن الحسين، أبو إسحاق، المعروف" بسفينة"، روى سماعا عن قالون، وهو ثقة كبير، وروى عنه الخياط وغيره، مات سنة 281 هـ. غاية 1/ 11.
(4) فتحصل من ذلك أن أبا بكر، وحمزة- في المشهور عنه- والكسائي يميلون فتحة الياء من (يس)، وأن نافعا- في المشهور عنه أيضا- وبقية القراء يخلصون فتحها انظر: التيسير ص 83، النشر 2/ 70، الإتحاف ص 363.
(5) أبو بكر هو ابن مجاهد، وعلي هو: ابن موسى بن حمزة، روى عن السوسي، وعنه ابن مجاهد وأبو طاهر. غاية 1/ 581، وهو علة السند، فانه لم يوثق.
(6) محمد بن هارون، أبو جعفر الربعي، يعرف بأبي نشيط، مقرئ جليل ضابط، عرض على قالون، قال ابن أبى حاتم صدوق، وطريقه عن قالون هي التي اعتمدها المصنف في التيسير، مات سنة 258 هـ. معرفة 1/ 222، غاية 2/ 272.
(7) الحسن بن علي بن عمران، مقرئ معروف، عرض على قالون، غاية 1/ 225. والشحام:
بفتح الشين، وتشديد الحاء، نسبة إلى بيع الشحم. الأنساب 3/ 406.
(8) قال ابن الجزري:" وكلاهما صحيح عن قالون من الطريقين" النشر 2/ 17، يعني" بالطريقين" طرق أبي نشيط، والحلواني عنه.

(4/1513)


2] بالإظهار، وكذلك روى أبو يعقوب الأزرق ويونس بن عبد الأعلى عن ورش من قراءتي.
وقال إسماعيل النحّاس «1» عن أبي يعقوب: ن والقلم مبيّنة النون تامّة في اللفظ. وقال عن عبد الصمد «2»: ن والقلم كأنه يدغمها قليلا. يعني أنه يبقي غنّتها مع الإدغام، فلا يذهب لفظها رأسا- وروى عنه «3» أحمد بن صالح والأصبهاني عن أصحابه الإظهار في السورتين. وروى عنه أبو الأزهر من قراءتي الإدغام في السورتين، وكذلك قرأت في رواية أحمد بن صالح عنه «4»، وكذلك روى ابن جبير عن أصحابه عن نافع.
وأما ابن كثير فروى الخزاعي وابن هارون «5» وابن الحباب عن اليزيدي «6» فيما قرأت والخزاعي عن ابن فليح وأحمد بن بويان عن قنبل الإدغام في السورتين.
وروى ابن مجاهد «7» وسائر الرواة عن قنبل، وأبو ربيعة عن البزّي وقنبل الإظهار في السورتين «8». وقال الخزاعي في كتابه عن أصحابه يس وقف. وقال: ن والقلم بغير إظهار النون في اللفظ. وقال أبو ربيعة عن صاحبيه يس وقف ون والقلم مبينة غير مدغمة. وقال الحلواني عن القوّاس يس بتبيّن النون في آخر السين، وقال: ن والقلم جزم على الهجاء. وقال ابن مخلد عن البزّي يس وقفت «9» ولم يزيدوا على ذلك شيئا.
وأما ابن عامر، فروى الأخفش عن ابن ذكوان والحلواني عن هشام وابن عتبة عن
__________
(1) تقدمت ترجمته ص 139.
(2) عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، تقدم ص 225.
(3) يعنى: ورش.
(4) قال ابن الجزري:" والوجهان صحيحان عن ورش" النشر 2/ 18، يعني" بالوجهين":
الإظهار، والإدغام.
(5) تقدمت ترجمته ص 77.
(6) كذا في النسختين، وهو خطأ، والصواب" البزي".
(7) السبعة ص 538.
(8) وهو المعتمد عن قنبل، أما البزي فالوجهان عنه صحيحان. انظر النشر 2/ 18.
(9) لعلها" وقف".

(4/1514)


أيوب الإدغام في السورتين. وروى التغلبي وابن أنس والداجوني عن ابن موسى «1» عن ابن ذكوان، وسلامة بن هارون عن الأخفش عنه الإظهار في السورتين «2». وقال ابن ذكوان في كتابه «3» ن والقلم بالإظهار وقياسه يبين كذا، رواه ابن المعلى وغيره عنه.
وأما عاصم، فروى الكسائي وأحمد بن جبير ويحيى بن آدم عن أبي بكر من قراءتي، وكذلك المفضل عن عاصم الإدغام في السورتين، وكذلك روى محمد بن غالب عن الأعشى وأبو هشام «4» عن حسين عن أبي بكر الإظهار في السورتين «5».
وروى خلّاد عن حسين «6» عنه يس مبينة النون «7». وقال: ن والقلم يبيّن نونها، وروى الأشناني «8» عن أصحابه عن حفص الإظهار في السورتين. وكذلك روى عمرو «9» عن حفص. وقال أبو شعيب القوّاس: يس لا يبيّن النون في آخر السين، ولم يذكر ن والقلم. وقال هبيرة عنه في ن يبين ولا يمدّ. وقرأت في روايته من طريقي
الخزاز «10» وحسنون «11» بالإدغام في السورتين. وروى حمّاد عن عاصم
__________
(1) هو الصوري، تقدم ص 82.
(2) والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان، انظر النشر 2/ 18.
(3) لم أقف عليه.
(4) هو الرفاعي، تقدم 86.
(5) انظر: السبعة ص 538، المبسوط ص 311، وكلا الوجهين صحيح عنه، انظر النشر 2/ 18.
(6) في (م) " سليم" وهو خطأ.
وخلاد هو: ابن خالد، أبو عيسى الشيباني، إمام في القراءة ثقة، عرض على سليم، وروى الحروف عن الحسين، وعنه جماعة. غاية 1/ 274، معرفة 1/ 210.
(7) انظر السبعة ص 538.
(8) أحمد بن سهل بن الفيروزان، أبو العباس، ثقة ضابط مجود، قرأ على عبيد الصباح، وغيره، وروى عنه ابن مجاهد وأبو طاهر، وغيرهما، مات سنة 307 هـ. غاية 1/ 59.
والأشناني: بضم الهمزة وسكون الشين وفتح النون الأولى وكسر الثانية نسبة إلى بيع الأشنان- وهو الصابون- وشرائه. انظر الأنساب 1/ 170.
(9) هو ابن الصباح، تقدم، والوجهان صحيحان عن عمرو عن حفص، وأما طريق عبيد عنه فوجه واحد وهو الإظهار. انظر النشر 2/ 18.
(10) أحمد بن علي بن الفضل، أبو جعفر، مقرئ ماهر ثقة، مات سنة 286 هـ. معرفة 1/ 207، غاية 1/ 86.
والخزاز: بالخاء المعجمة وزاءين، وتشديد الزاي الأولى، نسبة إلى بيع الخز. انظر الأنساب 2/ 356.
(11) حسن بن الهيثم، أبو علي الدويري، المعروف بحسنون، وروايته أشهر الروايات وأصحها، مات سنة 290 هـ. غاية 1/ 234، معرفة 1/ 203.

(4/1515)


والعليمي عن أبي بكر يس بالإظهار ون بالإدغام «1». وقال ضرار بن صرد عن يحيى عن أبي بكر ن والقلم لا يبيّن النون. وقال ابن أبي أمية عن أبي بكر:
" جزم"، وكذلك قال أصحاب يحيى بن آدم لم يزيدوا على ذلك شيئا.
وأما أبو عمرو فقرأت له من جميع الطرق بالإظهار في السورتين واختلف أصحاب اليزيدي عنه فقال أبو عبد الرحمن «2»: النون في يس ون لا يبيّن ذلك البيان الشديد، يريد أن غنّتها تبقى فيكون حينئذ مخفّفا لامتناع قلبها حرفا محضا بظهور غنّتها.
وقال إبراهيم بن اليزيدي «3» في حكاية «4» العبّاس بن محمد «5» عنه يس والقرءان [يس: 1] خفيفة غير مدغمة يريد أن غنّتها ظاهرة، وقال ابن جبير عنه [213/ ب] في مختصره: يدغم النون في السورتين، وقال في جامعه «6»: يبيّن النون هاهنا وفي ن والقلم [القلم: 1] وقال ابن سعدان عنه: إنه يثبتها في ن والقلم ولم يذكر يس. وقال إسماعيل «7» وإبراهيم وأبو جعفر «8» اليزيديون وأبو عمرو وأبو شعيب وأبو خلّاد ومحمد بن شجاع «9» عنه: إنه يثبتها في السورتين، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: حدّثني أبو بكر قال: نا أبو علي الصفّار «10» قال:
__________
(1) انظر المبسوط ص 311.
(2) عبد الله بن يحيى بن المبارك اليزيدي، مشهور ثقة، من أجل الآخذين عن أبيه وله عنه نسخة. غاية 1/ 463.
(3) إبراهيم بن يحيى اليزيدي، أبو إسحاق، ضابط شهير، قرأ على أبيه، وروى عنه العباس.
غاية 1/ 29.
(4) كذا في النسختين، يعنى:" في رواية".
(5) العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك اليزيدي، روى عن عميه عبد الله، وإبراهيم. غاية 1/ 354.
(6) المختصر والجامع كلاهما لم أقف عليهما.
(7) إسماعيل بن يحيى بن المبارك اليزيدي، أخذ القراءة عن أبيه. غاية 1/ 170.
(8) أحمد بن محمد بن يحيى اليزيدي، متقن، قرأ على جده يحيى. غاية 1/ 133.
(9) محمد بن شجاع، أبو عبد الله البلخي، صالح مشهور، متكلم فيه من جهة اعتقاده، عرض على اليزيدي، وروى عنه يحيى بن آدم وغيره، قال ابن عدي:" كان يضع الأحاديث في التشبيه وينسبها إلى أصحاب الحديث"، مات سنة 264 هـ غاية 2/ 153، انظر الكامل 6/ 2292.
(10) الحسن بن سعيد الموصلي، أبو علي الصفار، عرض على عامر الموصلي، وروى عنه ابن مجاهد، شيخ. غاية 1/ 215. وفي تاريخ بغداد 7/ 325:" كان كثير الكتاب، متعففا، وحدث وكتب الناس عنه".

(4/1516)


حدّثني أبو الفتح عامر الموصلي «1» عن اليزيدي أنه يبيّن النون في السورتين «2».

حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي تنزيل العزيز الرحيم [5] بنصب اللام، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي ويحيى الجعفي وابن جبير عنه عن الأعشى وأبو المعالي «3» بنصب اللام، وروى عنه يحيى بن آدم ويحيى العليمي والبرجمي والأعشى وابن أبي حمّاد وابن عطارد وابن أبي أمية برفع اللام «4» وبذلك قرأ الباقون.
حرف:
قرأ عاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي سدّا في الموضعين بفتح السين وضمها فيهما الباقون وقد ذكر «5».
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص فعززنا بثالث [14] بتخفيف الزاي «6»، وقرأ الباقون بتشديدها، وكذلك روى حفص عن عاصم.
روى أبو زيد «7» وجبلة عن المفضل وابن أبي حمّاد وهارون بن حاتم عن حسين ومحمد بن المنذر عن هارون عن أبي بكر أئن ذكرتم [19] بتسهيل الهمزة الثانية وقد ذكر في باب الهمزتين «8».
حرف:
وكلهم قرأ ذكّرتم بتشديد الكاف إلا ما رواه الزهراني عن حفص عن عاصم والأصمعي «9»
__________
(1) عامر بن عمر، المعروف بأوقية، الموصلي، مقرئ حاذق، أخذ القراءة عن اليزيدي، وروى عنه الصفار، مات سنة 250 هـ. غاية 1/ 351، معرفة 1/ 220، والإسناد صحيح.
(2) وهو المعتمد عن أبي عمرو، وانظر الأوجه في نون (يس) و (ن) في التيسير ص 183، النشر 2/ 17 - 18، الإتحاف ص 363.
(3) كذا في النسختين، ولم أجده.
(4) وهو الذي نص عليه في النشر عنه. انظر 2/ 353.
(5) التيسير ص 183، وذكر هذا الحرف في سورة الكهف.
(6) الأولى، وهي رواية شعبة، انظر البدور الزاهرة ص 263.
(7) هو سعيد بن أوس، تقدم ص 89.
(8) من القسم المحقق.
(9) عبد الملك بن قريب، أبو سعيد الباهلي، إمام اللغة، وأحد الأعلام، روى عن نافع، وأبي عمرو، وروى عن الكسائى، قال فيه ابن حجر: صدوق، تقريب ص 364، وانظر غاية 1/ 470، وروايته عن نافع ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب.

(4/1517)


عن نافع وأبو زيد «1» عن أبي عمرو أنهم خففوها «2».

حرف:
وكلهم قرأ أنهم إليهم لا يرجعون [31] بفتح الياء وكسر الجيم إلا ما حكاه ابن جبير عن المسيّبي عن نافع أنه كان يضمّ الياء ويفتح الجيم، وقال عنه عن نافع: أنه يفتح الياء ويكسر الجيم في الحرف الذي في العنكبوت «3»، وقول ابن جبير في الموضعين خطأ؛ لأن ابن المسيّبي قد رواهما عن أبيه عن نافع مثل الجماعة، فقال في العنكبوت الياء مقوه «4»، وقال في يس: الياء مفتوحة وهذا هو الصواب.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وإن كلّ لمّا [32] هاهنا وفي الطارق [4] لمّا عليها بتشديد الميم فيهما، وقرأهما الباقون بتخفيف الميم «5».
ويأتي الاختلاف في الذي في الزخرف «6» في موضعه إن شاء الله تعالى.
الأرض الميتة قد ذكر. وليأكلوا من ثمره [35] مذكور أيضا «7».
حرف:
قرأ عاصم في غير رواية حفص وحمزة والكسائي وما عملت أيديهم [35] بغير هاء «8» وكذلك في مصاحف الكوفيين. وقرأ الباقون وما عملته بالهاء وكذلك في مصاحفهم «9».
نا الفارسي قال: نا أبو طاهر قال: نا محمد بن أحمد البرمكي قال: نا أبو عمر عن اليزيدي «10» وما عملت بغير هاء وخالفته الجماعة عن اليزيدي عن أبي عمرو فرووا ذلك عنه بالهاء وهو الصواب.
__________
(1) روايته عن أبي عمرو خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، ولم يذكر المصنف هذه الرواية في التيسير ولا ابن الجزري في النشر.
(2) وهي قراءة أبي جعفر، من العشرة، انظر النشر 2/ 353.
(3) وهو قوله (ثم الينا يرجعون) (57) وتقدم الكلام عليه.
(4) كذا في النسختين ولا معنى لها، ولعل الصواب" مضمومة".
(5) التيسير ص 126 عند قوله (وان كلا لما ليوفينهم) (هود: 111)، والنشر 2/ 291.
(6) ص 180.
(7) (الميتة) في سورة البقرة، (ثمره) في سورة الأنعام.
(8) فتصبح" عملت".
(9) انظر: التيسير ص 184، النشر 2/ 353، المقنع ص 106.
(10) تقدم هذا الإسناد ص 81.

(4/1518)


حرف:
قرأ الكوفيون وابن عامر والقمر قدّرناه [39] بنصب الراء وقرأ الباقون برفعها «1».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر أنّا حملنا ذريّاتهم [41] بالألف وكسر التاء على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد «2».
حرف قرأ نافع في رواية ورش وأبي سليمان عن قالون وابن كثير وابن عامر في رواية هشام وابن عتبة وهم يخصّمون [49] بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد، وقرأ نافع في رواية المسيّبي وإسماعيل وقالون وأبو عمرو في رواية شجاع بفتح الياء وإسكان الخاء وتشديد الصاد «3» يجمعان بين ساكنين، وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث بفتح الياء [214/ أ] وإشمام «4» الخاء شيئا من الفتح وتشديد الصاد يريد إخفاء حركتها، وقرأ ابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وعاصم في رواية حمّاد والمفضل والكسائي بفتح الياء وكسر الخاء وتشديد الصاد، واختلف في ذلك عن أبي بكر وعن حفص.
فأما أبو بكر فروت الجماعة عنه أنه فتح الياء وكسر الخاء «5» وكذلك روى التيمي عن الأعشى عنه وروى الشموني وابن غالب عنه عن أبي بكر أنه فتح الياء والخاء جميعا، وروى ابن جبير عنه أنه كسرها معا وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر وعن حمّاد عن عاصم. حدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: حدّثني ابن صدقة قال: نا أحمد بن جبير قال: حدّثني أبو بكر عن عاصم «6» أنه قرأ يخصمون
__________
(1) الإتحاف ص 365.
(2) التيسير ص 184، النشر 2/ 273 في سورة الأعراف.
(3) وهي التي نص عليها في التيسير ص 184.
(4) الإشمام في معناه العام هو الإشارة إلى الحركة من غير تصويت، كما قال ابن الجزري في النشر 2/ 121، ويأتي لأربعة معان، منها: إخفاء الحركة، أو اختلاسها وهذا هو تفسير المصنف لقراءة أبي عمرو من رواية اليزيدي وعبد الوارث، وقال في التيسير ص 184" باختلاس فتحة الخاء". ومن معاني الإشمام: خلط حركة بأخرى، كما في" قيل، غيض"، ومن معانيه: خلط حرف بحرف بحيث يتولد منهما حرف آخر، كما في" الصراط"، ومن معانيه: ضم الشفتين من غير صوت بعد النقط بالحرف الأخير ساكنا إشارة إلى الضم. ا. هـ من فوائد الشيخ الدكتور محمد سيدي الأمين، جزاه الله خيرا.
(5) وهي التي اعتمدها في التيسير عن عاصم براوييه ص 184.
(6) الإسناد صحيح، وانظر السبعة ص 541.

(4/1519)


بكسر الياء والخاء ويهدي «1» بكسر الياء والهاء، وأما حفص فروت الجماعة عنه أيضا أنه فتح الياء وكسر الخاء ما خلا أبا عمارة فإنه روى عنه أنه فتح الياء والخاء جميعا، وقرأ حمزة بفتح الياء وإسكان الخاء وتخفيف الصاد «2».
مرقدنا هذا [52] قد ذكر «3».
حرف قرأ الحرميان وأبو عمرو في شغل [55] بإسكان الغين وقرأ الباقون بضمها «4».
حرف قرأ حمزة والكسائي في ظلل [56] بضم الظاء من غير ألف بعد اللام وقرأ الباقون بكسر الظاء وألف بعد اللام «5».

حرف:
قرأ عاصم ونافع «6» جبلّا [62] بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرأ ابن عامر في رواية ابن بكّار وأبو عمرو بضم الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام، وقرأ الباقون
وهم ابن كثير وحمزة والكسائي بضم الجيم والباء وتخفيف اللام «7»، وقال يونس: عن ابن كيسة «8» عن سليم عن حمزة مرفوعة الجيم مخففة جدّا، يريد بالتخفيف اللام دون الباء؛ لأن داود قال عنه عن سليم عن حمزة: جبلّا زبرا وذللا «9».
أخبرت عن محمد بن الحسن النقّاش قال: نا ابن أبي موسى «10» قال: نا ابن جبير عن أبي بكر عن عاصم جبلا برفع الجيم وثقل اللام «11»، وكذلك روى ابن بكّار
__________
(1) في يونس الآية 35.
(2) انظر الأوجه في هذا الحرف التيسير ص 184، النشر 2/ 354 وقد أجاد في عرضها.
(3) في سورة الكهف.
(4) التيسير ص 184، النشر 2/ 216 في سورة البقرة عند قوله (بارئكم)
(5) المصدران السابقان ص 184، النشر 2/ 355.
(6) في (م) " نافع، وعاصم".
(7) التيسير ص 184، النشر 2/ 355.
(8) يونس هو ابن عبد الأعلى، وابن كيسة هو: علي بن يزيد، وقد تقدما.
(9) كذا هذه العبارة في النسختين بدون مقول القول، والمعنى: أن اللام في هذه الأمثلة مخففة أيضا.
(10) هو الأخفش، وقد تقدم.
(11) لفظة" اللام" سقطت من (م)، وقوله" ثقل اللام" أي: تشديدها.

(4/1520)


بإسناده عن ابن عامر بضم الجيم والباء وتشديد اللام «1» لم يرو ذلك أحد غيرهما وروى ابن جبير عن الكسائي عن أبي بكر جبلّا مثل رواية يحيى وجبلا بضم الجيم والباء وتشديد اللام وجبلا بضم الجيم والباء وتخفيف اللام، وقال عبد الرزاق بن الحسن «2» عن ابن جبير وروى عن عاصم فيها ثلاثة أوجه «3». وقال ابن ذكوان: قرأ أيّوب بن تميم جبلّا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام، خالف فيه يحيى بن الحارث «4».

حرف:
قرأ عاصم في رواية حمّاد وحمزة ننكّسه في الخلق [68] بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف وتشديدها، واختلف عن أبي بكر وحفص فروت الجماعة عنهما مثل حمزة وروى أبو عمارة وحده عن أبي بكر وهبيرة وحده أيضا عن حفص ننكسه بفتح النون الأولى وإسكان الثانية وضم الكاف وتخفيفها وكذلك قرأ الباقون «5»، وكذلك روى المفضل وعاصم.
حرف:
قرأ نافع وابن عامر في رواية الأخفش وابن المعلى وأبو موسى «6» وابن خرزاذ «7» عن ابن ذكوان وفي رواية ابن عتبة وابن بكار والوليد أفلا تعقلون [68] بالتاء، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان في رواية هشام بالياء «8» وقد ذكر.
__________
(1) لم يذكر المصنف في التيسير ولا ابن الجزري في النشر هذه الرواية عن أبي بكر عن عاصم، وعن ابن بكار عن ابن عامر، لكنها قراءة عشرية عن روح. النشر 2/ 355.
(2) عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق، أبو القاسم العجلي، شيخ مقرئ، روى القراءة عن ابن جبير، بقى إلى حدود التسعين ومائتين. معرفة 1/ 257، غاية 1/ 384.
(3) العبارة فيها ارتباك، وسقط كما يظهر، وهي هكذا في النسختين.
(4) يحيى بن الحارث الذماري، أبو عمرو الغساني، إمام مقرئ، عرض على ابن عامر، وقرأ عليه أيوب، والوليد، قال فيه أبو حاتم:" ثقة، عالم بالقراءة"، مات سنة 145 هـ. معرفة 1/ 105، غاية 2/ 367.
وذكر ابن الجزري في الغاية 1/ 172 أثرا شبيها به.
(5) انظر الوجهين في هذا الحرف التيسير ص 185، النشر 2/ 355.
(6) كذا في النسختين، ولعله" ابن موسى" وهو: محمد بن موسى الصوري، تقدم، لأني لم أجد من كنيته" أبو موسى" ضمن الرواة عن ابن ذكوان.
(7) عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ، أبو عمرو البصري، روى عن ابن ذكوان، وعنه إبراهيم ابن عبد الرزاق. غاية 1/ 507.
(8) انظر الوجهين في التيسير ص 185، النشر 2/ 257 في سورة الأنعام.

(4/1521)


حرف:
قرأ نافع وابن عامر هاهنا لتنذر من كان [70] بالتاء وقرأ الباقون بالياء.
على مكانتهم [67] ومشارب [214/ ب] [73] وكن فيكون [82] قد ذكر «1».
في هذه السورة من ياءات الإضافة ثلاث أولاهنّ وما لي لا أعبد الذي [22] أسكنها حمزة وابن عامر في رواية التغلبي عن ابن ذكوان وفتحها الباقون «2»، وكذا الدوري «3» والأخفش وابن المعلى وابن يونس وابن موسى وغيرهم عن ابن ذكوان وهشام عن ابن عامر.
إني إذا لفي [24] فتحها نافع وأبو عمرو وأسكنها الباقون «4».
إني ءامنت [25] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «5».
وفيها من الياءات المحذوفات من الخط واحدة وهي قوله: ولا ينقذون إني إذا [23، 24] أثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع في رواية ورش «6» وكذلك روى أحمد ابن صالح عن قالون وهو قياس رواية العثماني عنه وحذفها الباقون في الحالين والله أعلم.
__________
(1) (على مكانتهم) في سورة الأنعام، (كن فيكون) في سورة النحل.
(2) التيسير ص 185، النشر 2/ 356.
(3) كذا في النسختين، وليس للدوري رواية عن ابن ذكوان.
(4) النشر 2/ 356.
(5) السبعة ص 544.
(6) الإقناع 2/ 744.

(4/1522)