جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة الطور
حرف:
قرأ أبو عمرو والذين ءامنوا وأتبعناهم [21] بقطع الألف وإسكان التاء والعين ونون وألف بعدها «1».
وقرأ الباقون واتّبعتهم بوصل الألف وتشديد التاء وفتح العين وتاء ساكنة بعدها «2».
حرف:
قرأ ابن عامر وأبو عمرو ذرياتهم، بهم ذرياتهم [21] بالألف على الجمع «3» فيهما وابن عامر برفع التاء في الأول بالفعل وأبو عمرو بكسرها؛ لأنها في موضع نصب مفعول أتبعناهم وروى ابن مجاهد بإسناده عن أبي زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم على الجمع فيهما مثل ابن عامر، وقرأ نافع الأول بغير ألف على التوحيد ورفع التاء، والثاني: بالألف على الجمع وكسر التاء وقرأ ابن كثير والكوفيون بخلاف عن أبي بكر وحفص الأول والثاني: بغير ألف على التوحيد ورفعوا التاء في الأول ونصبوها
في الثاني؛ لأنه مفعول ألحقنا «4».
واختلف عن أبي بكر وعن حفص، فأما أبو بكر فروت الجماعة عنه مثل حمزة بغير ألف على التوحيد فيهما.
واختلف عن الكسائي عنه فحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر نا ابن فرح «5» نا أبو عمر عن الكسائي «6» عن أبي بكر عن عاصم [229/ أ] ذرياتهم ... ألحقنا بهم ذرياتهم على الجمع ذكر ذلك أبو عمر في كتاب قراءة عاصم، وروى
__________
(1) فتصير هكذا (وأتبعناهم) والفعل هنا مسند إلى (نا) الفاعل، وهو إخبار من الله تعالى عن نفسه.
(2) والفاعل هنا هو (ذريتهم)، وانظر: التيسير ص 203، النشر 2/ 377، المغني 3/ 265.
(3) أي: جمع مؤنث سالم، والأول منهما مرفوع لأنه فاعل (وأتبعتهم)، والثاني مفعول به، ونصب جمع مؤنث سالم يكون بالكسرة نيابة عن الفتحة كما هو مقرر في علم العربية، انظر الاجرومية ص 43 من التحفة السنية.
(4) انظر توجيه هذه الرواية في الكشف 2/ 290.
(5) في (م) (نوح) وهو خطأ.
(6) إسناده صحيح، وقد تقدم.

(4/1605)


الكسائي في كتاب الآثار «1» له عن أبي بكر عن عاصم على التوحيد فيهما مثل حمزة، وكذلك روى أبو عبيد وابن جبير عن الكسائي عنه، وقال ابن جبير في جامعه عنه عن أبي بكر الأول بالتوحيد والثاني على الجمع «2».
والذي قرأت أنا في رواية الكسائي عن أبي بكر بالألف فيهما على الجمع مثل ابن عامر، وأما حفص فروى جميع أصحابه عنه بغير ألف فيهما على التوحيد ما خلا أبا عمارة، فإن أبا عمر روى عنه حفص بالألف فيهما على الجمع مثل ما رواه عن الكسائي عن أبي بكر.

حرف:
وكلهم قرأ وكتاب مسطور [2] بالسين إلا ما حكاه أحمد بن صالح عن نافع أنه قرأ بالصاد ولم يسنده قبل نافع إلى أحد فدلّ على أنه يرويه عن ورش وقالون.
حرف:
وكلهم قرأ فاكهين [18] هاهنا بالألف إلا ما رواه أبو موسى بن إسحاق «3» عن هارون عن حسين بن علي والمنذر بن محمد عن هارون بن حاتم «4» جميعا عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأ فكهين بغير ألف، لم يرو ذلك عن أبي بكر غيرهما.
حرف:
قرأ ابن كثير وما ألتناهم [21] بكسر اللام وإثبات الهمزة قبلها، هذه رواية الخزاعي وأبي ربيعة عن أصحابهما ورواية ابن هارون واللهبي وابن مخلد عن البزّي في رواية الجماعة عن قنبل والقوّاس، وروى الحلواني عن القوّاس وما لتناهم بإسقاط الهمزة رأسا وكسر اللام، وكذلك روى ابن شنبوذ أداء عن قنبل لم يروه غيره وقرأ الباقون بإثبات الهمزة وفتح اللام «5».
لا لغو فيها ولا تأثيم [23] قد ذكر.
__________
(1) لم أجد الكتابين.
(2) في (م) (الجماع)، وهو خطأ.
(3) كذا في النسختين، والصواب (أبو بكر موسى بن اسحاق) وقد تقدم.
(4) هاتان الروايتان ضعيفتان، لأن في إسناد كل منهما هارون بن حاتم وهو ضعيف ولا يعني ذلك رد قراءة حذف الألف من (فكهين) بل هي صحيحة متواترة يقرأ بها من العشرة أبو جعفر. انظر النشر 2/ 354، إلا أنها غير ثابتة عن أبي بكر عن عاصم.
(5) انظر السبعة ص 612.

(4/1606)


حرف:
قرأ نافع والكسائي أنه هو البر بفتح الهمزة، وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر وقرأ الباقون بكسرها «1».
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية ابن الصباح وابن مجاهد والزينبي وابن ثوبان «2» وابن عبد الرزاق عن قنبل والقوّاس المسيطرون [37] هاهنا بالسين وبمصيطر في الغاشية [22] بالصّاد، كذلك قال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد عن ابن كثير «3».
وروى ابن شنبوذ وأبو العباس البلخي عن قنبل: بالصاد في الحرفين، ولم يذكرهما الخزاعي ولا أبو ربيعة ولا البزّي في كتبهم، وقرأتهما في رواية البزّي وابن فليح بالصاد، واختلف فيهما عن نافع فروى الكسائي عن إسماعيل عنه بالسين فيهما، وكذلك روى أبو علي الصوّاف «4» عن ابن غالب عن شجاع عن أبي عمرو، ولم يروه غيره، وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون بالصاد جميعا، وكذلك قرأتهما لنافع من جميع الطرق، وكذلك قرأهما أبو عمرو والكسائي.
واختلف عن ابن عامر فروى ابن ذكوان بإسناده عنه بالصاد فيهما، ورأيت علي بن داود «5» يروي عن أبي الحسن بن الأخرم وعن صالح بن إدريس «6» عن أبي القاسم علي بن الحسن المعروف بابن السفر «7» كلاهما عن الأخفش عن ابن ذكوان
__________
(1) انظر الإقناع 2/ 773.
(2) قد قدمت سابقا أن الصواب (ابن بويان)، ولكن الناسخ لنسخة الأصل (ت) مشى على (ثوبان) في النسخة كلها.
(3) انظر السبعة ص 613، ونص على ذلك الجمهور من العراقيين والمغاربة، وهو الذي في التيسير ص 204، والنشر 2/ 378.
(4) الحسن بن الحسين بن علي الصواف، شيخ متصدر ماهر، قرأ على ابن غالب، مات سنة 310 هـ، معرفة 1/ 196، غاية 1/ 210.
(5) أبو الحسن الداراني القطان، ثقة حاذق، قرأ على ابن الأخرم، وصالح بن إدريس، مات سنة 402 هـ. معرفة 1/ 366، غاية 1/ 541، شذرات الذهب 3/ 164.
(6) أبو سهل البغدادي، أحد الحذاق، من صالحي القراء وساداتهم، قرأ على ابن السفر، وعليه علي ابن داود، مات سنة 345 هـ، تاريخ بغداد 9/ 331، معرفة 1/ 302، غاية 1/ 332.
(7) علي بن الحسين بن أحمد بن السفر، أبو القاسم الدمشقي، روى عن الأخفش، وعنه صالح بن إدريس، هذا على رأي الداني، وابن الجزري يرى أن في اسم الرجل تصحيفا، والصواب: علي بن الحسين ابن الصقر، أبو العباس الحرسي الدمشقي البزاز، شيخ معروف، مات سنة 338 هـ. غاية 1/ 532 - 533.

(4/1607)


الحرفين «1» بالسين، وقرأت أنا من جميع الطرق عن الأخفش: الحرفين بالصاد وحكى في كتابه عن ابن كثير بمسيطر في جميع القرآن على مذهب السين، وقال ابن ذكوان في كتابه المصيطرون لا يشمّها الزاي، وهذا يدلّ على الصاد؛ لأنها هي التي تشمّ زاء دون السين، وروى الحلواني عن هشام بإسناده عنه بالسين فيهما.
قال هشام: كتابها بالصاد ويقرءونها بالسين «2». وكذلك روى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر.
واختلف عن عاصم فقرأت [229/ ب] في رواية أبي بكر والمفضل وحماد بالصاد فيهما، ولم يأت بهما نصّا غير ابن جبير فإنه روى عن الكسائي عن أبي بكر عنه: أنه قرأهما بالصاد، وغير الأعشى فإن فارس بن أحمد قال: نا عبد الله بن أحمد نا الحسن بن داود نا قاسم بن محمد نا الشموني عن الأعشى عن أبي بكر «3» عن عاصم أنه قرأهما بالصاد أيضا.
وحدّثنا الفارسي نا أبو طاهر عن أصحابه «4» عن الخياط عن الشموني عن أبي بكر عن عاصم أنه قرأهما جميعا بالسين، وكذلك رواهما عن الخياط عن الشموني عن الأعشى ابن شنبوذ والنقاش وسائر أصحابه ما خلا النقار «5» وحده. وروى الحسن بن المبارك عن أبي حفص «6»، وأبو شعيب القوّاس جميعا عن حفص عن عاصم:
بالصاد في السورتين.
وذكر هبيرة عن حفص المصيطرون بالصّاد ولم يذكر بمصيطر وبالصاد قرأتهما من طريقه، وقرأت على أبي الفتح عن قراءته على أصحاب الأشناني عن الأشناني عن أصحابه «7» عن حفص المسيطرون بالسين وبمصيطر بالصاد، وكذلك حكى ابن مجاهد عن الأشناني عن عبيد عن حفص في كتاب قراءة عاصم.
__________
(1) مفعول (يروى).
(2) السبعة ص 613.
(3) الإسناد صحيح، وقد تقدم.
(4) ذكر المصنف رجال الإسناد كلهم في المقدمة ص 297، وإسناده صحيح.
(5) هو الحسن بن داود، تقدم، وانظر روايته في المبسوط ص 352.
(6) هو عمرو بن الصباح، تقدم، والحسن تقدم ص 88.
(7) ذكر المصنف رجال الإسناد كلهم في المقدمة ص 314.

(4/1608)


وقال لنا الفارسي عن أبي طاهر سألت أبا العباس عن الباب؟ «1» فقال لي: كله بالسين، قال: ثم قرأت عليه المسيطرون بالسين وقرأت بمصيطر فأخذها علي بالصاد، وقرأتهما أنا على أبي الحسين «2» عن قراءته على الهاشمي «3» عن الأشناني بالصاد، ورواهما ابن شاهي عن حفص وزرعان بن أحمد الطحان «4» عن عمرو بن الصباح عن حفص: بالسين جميعا، واختلف أصحاب سليم عنه، فحدّثنا الفارسي قال:
نا أبو طاهر نا أحمد بن عبيد الله «5» نا الجمال «6» عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم: أنه يقرؤهما بإشمام الزاي، وكذلك قال حيون المزوق «7» عن الحلواني عن خلف عن سليم وقال عن الحلواني: وزعم خلّاد عن سليم أن حمزة: كان يقرؤهما بالصّاد ولا يشمّ الزاي في شيء منهما.
وروى هارون المزوق «8» عن أبي جعفر البزاز «9» أنه قرأ على خلّاد عن سليم عن
__________
(1) يريد: سألته عن قاعدة هذا الحرف وضابطه، ولعل المقصود بأبي العباس ابن مجاهد، وقوله بعد (ثم قرأت عليه) أي: قرأ ابن مجاهد على الأشناني.
(2) كذا في (ت)، وفي (م) (أبي الحسن) وهو الصواب، لأنها كنية طاهر بن غلبون وقد تقدم.
(3) علي بن محمد بن صالح، أبو الحسن، ثقة مشهور، أخذ القراءة عن الأشناني، وعنه طاهر بن عبد المنعم، مات سنة 368 هـ. غاية 1/ 568.
والأشناني أحمد بن سهل، تقدم، والإسناد إليه صحيح.
(4) زرعان بن أحمد بن عيسى، أبو الحسن الطحان البغدادي، مقرئ، عرض على عمرو بن الصباح، وهو من جلة أصحابه الضابطين لروايته. غاية 1/ 294.
(5) أحمد بن عبيد الله المخزومي، تقدم ص 220.
(6) الحسن بن العباس بن أبي مهران، أبو علي الرازي، ثقة إليه المنتهى في الضبط والتحرير، قرأ على الحلواني، وروى القراءة عنه أحمد بن عبيد الله، مات سنة 289 هـ، معرفة 1/ 235، غاية 1/ 216.
(7) يحيى بن أحمد بن هارون البغدادي، يعرف ب (حيون المزوق)، روى عن الحلواني وعنه ابن مجاهد. غاية 2/ 367، وطريقه عن الحلواني اعتمدها المصنف في التيسير ص 15.
(8) هارون بن علي بن الحكم، أبو موسى البغدادي، معروف ب (حيون المزوق)، مقرئ ثقة مشهور، روى القراءة عن الحلواني، وقال الذهبي: كان ثقة. مات سنة 305 هـ. معرفة 1/ 240، غاية 2/ 346.
(9) محمد بن سعيد بن عمران الكوفي الضرير، مقرئ، بارع، عرض على خلاد، وروى عنه يحيى المزوق، قديم الوفاة. غاية 2/ 144.

(4/1609)


حمزة: بالسين فيهما، وروى ابن سعدان وابن الجهم «1» عن خلف عن سليم «2» الصاد يشمها الزاي فيهما، وروى أبو هشام «3» عن سليم يشمّها الزاي. قال: وقال لي سليم:
إن استطعت أن تبيّن الصاد فيهما فهو أعجب إليّ فقرأت عليه المصيطرون والصراط بالصاد فأعجبه ذلك.
وروى داود عن ابن كيسة عن سليم" يضغط الصاد فيهما بين الصاد والزاي"، وقال لنا محمد بن علي عن ابن مجاهد «4» عن حمزة: بين الصّاد والزاي فيهما، وروى أبو عمر عن سليم بمصيطر بالصاد، وروى ابن جبير عنه عن حمزة فيهما جميعا بالصّاد وقرأتها أنا في رواية خلف وأبي عمرو عن سليم بإشمام الصاد الزاي، وقرأتهما في رواية خلّاد ورجاء بن عيسى على أبي الفتح عن قراءته بالوجهين جميعا بالإشمام والتصفية للصاد، قال لي:" وقد خيّرا في ذلك"، وقرأتهما على أبي الحسن عن قراءته في رواية خلف وخلّاد بالإشمام «5».

حرف:
قرأ عاصم وابن عامر في غير رواية الوليد عن يحيى فيه يصعقون [45] بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها «6» وكذلك روى الوليد عن يحيى عن ابن عامر.
ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) محمد بن الجهم بن هارون، أبو عبد الله السمري، روى عن خلف، وعنه ابن مجاهد، شيخ كبير، وإمام شهير، مات سنة 208 هـ. تاريخ بغداد 2/ 161، غاية 2/ 113.
(2) في (م) (سيم الصاد يشمها).
(3) هو محمد بن يزيد، تقدم.
(4) ابن مجاهد لم يلق حمزة، فالإسناد منقطع.
(5) أطال المصنف- رحمه الله- في ذكر الروايات في هذا الحرف، وخلاصة الكلام فيه:
قرأ قنبل وهشام وحفص بالسين، وخلاد بإشمام الصاد زاء، وقرأ الباقون بالصاد الخالصة، وهو الوجه الثاني لحفص وخلاد، وأما قوله بمصيطر فهشام كذلك بالسين، والإشمام لخلاد، والباقون بالصاد، وهو الوجه الثاني عن خلاد.
انظر: التيسير ص 204، النشر 2/ 378، الإتحاف ص 401، البدور الزاهرة ص 304، 339.
(6) الإتحاف ص 401.

(4/1610)


ذكر اختلافهم في سورة والنجم
حرف:
قرأ حمزة والكسائي أواخر آي هذه السورة من لدن قوله: إذا هوى [1] إلى قوله: من النذر الأولى [56] بالإمالة الخالصة، وأمال أبو عمرو من ذلك إمالة محضة ما فيه قبل الألف راء نحو تتمارى [55] «1» والأخرى [47] والكبرى [18] والشعرى [49] وما أشبهه، وما عدا ذلك بين بين، واختلف عن نافع فروى أبو الأزهر «2» وأبو يعقوب
وداود عن ورش جميع ذلك بين الفتح والإمالة، وكذلك روى خلف عن المسيبي وأبو عبيد عن إسماعيل وروى أحمد بن صالح عن ورش وقالون والأصبهاني عن أصحابه عن ورش جميع ذلك بالفتح، وكذلك روى المسيّبي عن نافع قال عنه: كل ذلك بألف، وقرأت أنا ذلك في رواية إسماعيل من طريق ابن عبدوس وفي رواية المسيّبي من طريق ابن سعدان، وفي رواية قالون من طريق القاضي وأبي عون عن الحلواني بين الفتح والإمالة، وقرأت في رواية الباقين عن هؤلاء الثلاثة بإخلاص الفتح وبذلك قرأ الباقون «3».
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد وهشام ما كذّب الفؤاد [11] بتشديد الذال، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة بتخفيفها «4».
وروى الأصفهاني «5» عن ورش وابن غالب عن الأعشى الفواد بغير همز وحمزة كذلك في الوقف وهمز الباقون.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي أفتمرونه [12] بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها «6».
حرف:
وكلهم قرأ أفرءيتم اللات [19] بتخفيف التاء إلا ما رواه الوليد بن
__________
(1) في (م) و (ت) (تمارى) بتاء واحدة، وهو خطأ.
(2) في (م) (الأزهري) وهو خطأ.
(3) التيسير ص 204، المبسوط ص 353.
(4) النشر 2/ 379، الإتحاف ص 204.
(5) في (م) (الأصبهاني)، وكلاهما صحيح.
(6) انظر: التيسير ص 204، المبسوط ص 354.

(4/1611)


مسلم عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأها مثقلة «1»، وكذلك روى اللهبي أداء عن البزّي عن ابن كثير، وكلهم وقف بالتاء إلا الكسائي فإن أبا عمر روى عنه أنه وقف بالهاء، وقد ذكرنا ذلك بإسناده في باب الوقف «2».

حرف:
قرأ ابن كثير ومنآءة الثالثة [20] بمدّ الألف بهمزة مفتوحة بعدها، وكذلك روى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وقرأ الباقون بغير مدّ ولا همز «3»، وكذلك روى ابن غالب عن الأعشى.
حرف:
قرأ ابن كثير في رواية قنبل والبزّي ضئزى [22] بهمزة ساكنة بعد الضاد، وروى الخزاعي وابن فليح والبزّي جميعا ومحمد بن هارون عن البزّي بغير همز، وسائر الرواة عن البزّي بعد على الهمزة، وقرأ الباقون بغير همز «4».
كبير الإثم [32] وفي بطون أمهاتكم [32] والنشأة [47] وثمودا [51] مذكور قبل.
حرف:
قرأ نافع في غير رواية قالون وأبو عمرو عادا الأولى [50] بإلقاء حركة الهمزة على اللام وإدغام التنوين فيهما اعتدادا بالحركة، وقرأ نافع في رواية قالون كذلك أيضا إلا أنه يهمز همزة ساكنة بعد ضمّه اللام. قال الحلواني عن قالون مثل عادا العلى «5» وهو معنى قول الجماعة عنه، وكذلك روى ابن جبير عن إسماعيل وابن ذكوان عن المسيّبي، وكذلك روى أبو بكر بن أبي أويس «6» وعبد الرحمن بن أبي الزناد «7» وكردم «8» عن نافع. وقال ابن المسيّبي عن أبيه عنه: أنه رجع عن همزها.
__________
(1) وهي قراءة ابن عباس، ومجاهد، ومنصور بن المعتمر. النشر 2/ 379.
(2) ص 907.
(3) الاتحاف ص 403.
(4) انظر المبسوط ص 354.
(5) كذا في النسختين والصواب (عادا لؤلى).
(6) عبد الحميد بن أبي أويس الأصبحي، يعرف بالأعشى، ثقة، أخذ القراءة عن نافع، مات سنة 164 هـ، غاية 1/ 360، وروايته خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(7) في (م) (أبي الزياد) وهو خطأ.
واسمه: عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان المدني البغدادي، روى عن نافع الحروف، مات سنة 164 هـ، ضعفه ابن معين وغيره. تاريخ بغداد 10/ 228، غاية 1/ 372. وروايته خارجة عن طرق المصنف أيضا. وانظر: الضعفاء الكبير 2/ 340، الكامل لابن عدي 4/ 1585.
(8) كردم بن خالد المغربي، أبو خالد التونسي، عرض على نافع، وكان زاهدا عابدا لم يرو عنه إلا أحمد بن جبير، كما قال الداني. غاية 2/ 32. وروايته عن نافع خارجة عن طرق المصنف أيضا.

(4/1612)


وحدّثني عبد الله بن محمد «1» قال: نا عبيد الله بن أحمد «2» نا أحمد بن جعفر «3» نا الحسن بن علي «4» نا أبو عون «5» عن الحلواني عن قالون عن نافع: عادا الأولى بترك الهمزة بعد إدغام التنوين في اللام، وكذلك روى لنا أبو الفتح عن عبد الله بن الحسين عن قراءته على أصحاب أبي عون عنه عن الحلواني عن قالون، وكذلك حكى لي عبد الله بن محمد عن عبيد الله بن أحمد عن قراءته على ابن بويان عن أبي حسّان «6» عن أبي نشيط عن قالون. وحدّثنا أحمد بن عمر قال: نا عبد الله بن عيسى «7» نا قالون عن نافع عادا الاؤلى الهمزة في الواو وعلى ذلك جميع أهل الأداء برواية قالون، وقال ابن جبير في مختصره [230/ أ] عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه أدغم همزة فاء الفعل.
وقال أبو طاهر بن أبي هاشم:" وهذا ما لا يفعل" «8». قال أبو عمرو: وقول ابن جبير معقول مفهوم، وذلك أنه جعل الإدغام عبارة عن تسهيل الهمزة وإلقاء حركتها على اللام الساكنة قبلها في ذلك كما جعله أصحاب ورش عبارة عن تليينها وجعلها بين بين في نحو: أإله [النمل: 60] وأؤنبئكم [آل عمران: 15] وشبهه، فقالوا كما تلين الأولى وتدغم الثانية وذلك من حيث عدمت من اللفظ في حال الإلقاء،
__________
(1) لم أجده بعد البحث، مع أن ابن الجزري ذكره ضمن شيوخ الداني 1/ 503.
(2) في هامش (ت) " عبيد الله بن أحمد هو عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، غاية"، أبو أحمد البغدادي، إمام كبير، ثقة ورع، روى عنه عبد الله بن محمد، مات سنة 406 هـ، غاية 1/ 491، معرفة 1/ 364.
(3) أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان، أبو الحسين البغدادي، ثقة كبير ضابط، قرأ عليه عبد الله الفرضي، مات سنة 344 هـ.
(4) الحسن بن علي بن الهذيل، أبو سعيد الواسطي، روى عن أبي عون، وعنه أحمد بن عثمان. غاية 1/ 225. ولم أجد من وثقه.
(5) هو محمد بن عمرو بن عون، تقدم ص 289، وهو ثقة كبير.
والإسناد متوقف في صحته حتى يتبين حال شيخ الداني، والحسن بن علي.
(6) أحمد بن محمد بن يزيد، القاضي العنزي، ثقة ضابط لحرف قالون، مات قبل الثلاثمائة.
معرفة 1/ 193، غاية 1/ 133.
(7) تقدم ص 78، وقبله رجل سقط من الإسناد هنا، وذكره المصنف في المقدمة 139 وهو:
أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الحراني، فقيه مصدر. غاية 2/ 68.
والإسناد صحيح، وقد اعتمده المصنف في التيسير ص 10.
(8) هكذا في النسختين، ولعلها (ما لا يعقل)، بدليل كلام المصنف بعدها.

(4/1613)


وذهب معظم صوتها في حال التليين كعدم الحرف المدغم وذهابه إذا أدغم أو ضعف الصوت بحركته، فلما اشتركا «1» في الذهاب وعدم الظهور عبّر عنهما بعبارة واحدة على مذاهب العرب في تسمية الشيء باسم الشيء إذا أشبهه في بعض معانيه، وذلك مجاز واتّساع.
وقرأ الباقون بإسكان اللام وكسر التنوين قبلها لسكونه وسكونها وتحقيق همزة فاء الفعل بعدها «2».
قال أبو عمرو: وفي الابتداء بقوله: الأولى هاهنا إذا فصل بالوقف من قوله:
عادا على مذهب نافع وأبي عمرو ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يبدأ لولا بضم اللام دون همزة قبلها ولا بعدها كالوصل سواء، ويأتي قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة كما يصل وحذفت همزة الوصل قبل اللام في هذا الوجه استغناء عنها لمّا تحرّكت اللام بحركة همزة فاء الفعل؛ لأنها إنما تجتلب للساكن للتوصل بها إلى النطق فإذا عدم لم يحتج إليها.
والوجه الثاني: أن يبتدأ «3» ألؤلا بضم اللام وإثبات همزة الوصل مفتوحة قبلها ويأتي قالون بعد ضمة اللام بهمزة ساكنة أيضا كما يأتي بها في الوجه الأول، وأثبت همزة الوصل قبل اللام في هذا الوجه وإن كانت متحركة في اللفظ؛ لأنها في تقدير السكون الخالص بدليل أن «4» الحركة ليست لها، وإنما هي حركة همزة فاء الفعل نقلت «5» إليها فهي لذلك عارضة، فوجب أن لا يعتدّ بها في حذف همزة الوصل قبلها وإن ثبتت في اللفظ كما ثبتت «6» مع الساكن المحض.
والوجه الثالث أن يبتدئا «7» الأولى بإسكان اللام وإثبات همزة الوصل قبلها وتحقيق همزة فاء الفعل بعدها ولا يأتي قالون في هذا الوجه بالهمزة الساكنة يأتي بها في الوجهين الأولين بتحقيق همزة فاء الفعل قبلها لئلا يلتقي همزتان الثانية فيهما
__________
(1) في (م) (أشركا).
(2) انظر النشر في باب النقل 1/ 410، فقد أفاض في هذا الحرف.
(3) في (م) (عندنا) وهو خطأ.
(4) في (م) (لأن).
(5) في (م) (تقلب).
(6) في (م) (ثبت).
(7) (عندنا) في (م).

(4/1614)


ساكنة إذ التقاؤهما «1» معدوم وغير جائز، وهذا الوجه عندي أوجه الأوجه الثلاثة وأقيسها بمذهب نافع وأبي عمرو وذلك أنهما لمّا كانا إنما نقلا حركة الهمزة إلى اللام في هذا الموضع خاصة، وحرّكاها بها في حال الوصل؛ لأجل سكونها وسكون التنوين قبلها لئلا يلتقي ساكنان.
ألا ترى أنهما قد حذفا التنوين لأجل ذلك في قوله: عزير ابن الله [التوبة:
30] إذ كان ساكنا فحرّكاه بحركة الهمزة، فأدغما التنوين فيها وآثرا على كسرة، فلما كان ذلك وعدم التنوين في حال الانفصال والابتداء بهذه الكلمة وهو الموجب لتحريك لامها لزم ردّها إلى حكم نظائرها في جميع القرآن نحو من النذر الأولى [56] وللأخرة خير لك من الأولى [الضحى: 4] وفما بال «2» القرون الأولى [طه: 51] وما أشبهه مما يسكنان اللام فيه ويحقّقان الهمزة بعدها على الأصل «3».

حرف:
قرأ عاصم بخلاف عن أبي بكر وحمزة وثمود فما أبقى [51] [231/ أ] بغير صرف ووقفا بغير ألف، وروى الزهراني عن حفص أنه يقف بألف.
واختلف عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم «4» والعليمي والبرجمي وابن أبي أمية والأعشى في غير رواية ابن غالب وابن عطارد وابن أبي حمّاد بغير تنوين، قال يحيى بن آدم: رددتها عليه مرارا، كل ذلك ينصبها بغير تنوين وقال ابن عطارد وقد قال أبو بكر مرة ثمودا بألف وينون، وروى الكسائي ويحيى الجعفي وأبو هشام وهارون عن حسين وابن غالب عن الأعشى أنه ينوّنها «5».
وقال عروة بن محمد الأسدي «6» عن أبي بكر كان عاصم ربما نوّن في والنجم وربما ترك. وقرأ الباقون بالتنوين «7» ووقفوا بالألف عوضا منه.
ليس في هذه السورة شيء من ياءات الإضافة والله أعلم.
__________
(1) في (م) (إذا التقى) في سطر، والذي بعده (وهما).
(2) كذا في (م) وهو الصواب، وفي (ت) (فمال).
(3) انظر التيسير ص 205.
(4) السبعة ص 616.
(5) المبسوط ص 355.
(6) عروة بن محمد الأسدي الكوفي، عرض على أبي بكر، وروى عنه حسين بن الأسود.
غاية 1/ 512.
(7) التيسير ص 205، النشر 2/ 380، الإتحاف ص 404.

(4/1615)