جامع البيان في القراءات السبع

ذكر اختلافهم في سورة القمر
حرف:
قرأ ابن كثير إلى شيء نكر [6] بإسكان الكاف، وقرأ الباقون بضمّها «1»، وكذلك حكى الخزاعي عن ابن فليح في كتابه عن أصحابه عن ابن كثير، وقال النقّاش: سألت الخزاعي فقال: نكر مثقل، وكذلك قال التائب «2» عنه عن أصحابه عن ابن كثير.
حرف:
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي خاشعا أبصارهم [7] بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشين على لفظ الواحد، وقرأ الباقون بضم الخاء وفتح الشين وتشديدها من غير ألف على لفظ الجمع «3».
ففتحنا أبواب السماء [11] وعيونا [12] قد ذكر.
حرف:
وكلهم قرأ وفجّرنا [12] بتشديد الجيم إلا ما رواه أبو زيد وجبلة عن المفضل عن عاصم وفجرنا خفيفة وبتشديد الجيم، قرأت للمفضل من طريق جبلة وبه آخذ.
حرف:
قرأ ابن عامر وحمزة ستعلمون غدا [26] بالتاء، واختلف في ذلك عن حفص عن عاصم فروى عنه هبيرة وأبو شعيب القوّاس فيما قرأته بالتاء مثل حمزة، وروت الجماعة عنه بعد بالياء، وكذلك قال القوّاس في كتابه عنه، وقرأ الباقون بالياء «4».
حرف:
وكلهم قرأ مستطر [53] بتخفيف الراء وقفا ووصلا إلا ما حدّثناه عبد العزيز ابن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني أحمد بن عبيد الله نا الجمال نا الحلواني نا سهل بن عثمان «5» عن عصمة «6» عن أبي بكر عن عاصم
__________
(1) التيسير ص 205، تقريب النشر ص 92.
(2) هو أحمد بن يعقوب، تقدم، وقوله (مثقل) أي: مضمومة الكاف.
(3) التيسير ص 205.
(4) المبسوط ص 356، النشر 2/ 380، وكتاب القواس لم أعثر عليه
(5) سهل بن محمد بن عثمان، أبو حاتم السجستاني، إمام البصرة، عرض على يعقوب الحضرمي، صلى بالبصرة ستين سنة بالتراويح وغيرها فما أخطأ يوما ولا لحن، ولا أسقط حرفا، مات سنة 255 هـ. غاية 1/ 230.
(6) تقدم أن أبا حاتم الرازي سئل عنه فقال مجهول، وقال ابن الجزري في الغاية 1/ 512: (وهو المنفرد عن أبي بكر برواية مستطر بتشديد الراء، لم يروه غيره) فالإسناد ضعيف.

(4/1616)


مستطرّ مشددة الراء. قال أبو عمرو: ومثل هذا إنما يجوز في الوقف على مذهب بعض العرب وهم الذين يبالغون في البيان عن كيفية حركات أواخر الكلم في الفصل فيشدّدون الحرف الأخير منهنّ إذا وقفوا عليهن فيقولون في الوقف: هذا محمد، ومررت بخالد «1» ورأيت أحمد يجمعون بين ساكنين، قال سيبويه «2»: وعلامة ذلك الشين، قال أبو عمرو: وذلك لأنها أول قولك شديد فلذلك جعلها علامة له ودلالة عليه ومثل ذلك قول الشاعر «3»:
لقد خشيت أن أرى جدبّا ... في عامنا ذا بعد ما خضبّا
فشدّد الباء في المصراعين جميعا في حال الوقف ثم حمل الوصل عليه فشدّدهما أيضا فيه لمّا لم يكن له بدّ من إطلاق الباء فيه ليصحّ الوزن.
فإن سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه نحو زيد وبكر وعمر لم يجز تشديده لئلا يجتمع في الوقف ثلاثة سواكن، واجتماعها خروج من كلام العرب لتعذّر النطق بها.
ليس في هذه السورة ياء إضافة وفيها من المحذوفات ثمان: [231/ ب]
أولاهنّ يدع الدّاع [6] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير في رواية أبي ربيعة عن قنبل والبزّي في رواية الزينبي وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وفي رواية ابن مخلد ومضر واللهبي عن البزّي وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش وابن جبير عن أصحابه وأبو عمرو.
وحذفها الباقون في الحالين «4»، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة
__________
(1) في (م) (بخلد).
(2) عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر الفارسي، إمام النحو، وحجة العرب، برع في العربية وساد أهل زمانه، سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين من الحسن، مات سنة 180 هـ.
انظر: معجم الأدباء 16/ 114، إنباه الرواة 2/ 346، سير أعلام النبلاء 8/ 351 غاية النهاية 1/ 602.
وانظر قول سيبويه في الكتاب.
(3) انظر البيت في لسان العرب 1/ 255، مادة (جدب)، وقد أورد فيه أمثلة أخرى تزيد المسألة إيضاحا.
(4) انظر: التيسير ص 206، المبسوط ص 357.

(4/1617)


القوّاس والبزّي وابن فليح وابن الصباح «1»، وابن بويان عن قنبل ومحمد بن هارون عن البزّي. وروى ابن واصل عن اليزيدي عن أبي عمرو يدع الدّاع يصل بغير ياء لم يروه غيره.
مهطعين إلى الداع [8] أثبتها في الحالين ابن كثير باتفاق من الرواة إلا أن محمد بن أحمد قال لنا عن ابن مجاهد: إن ابن كثير يصل بياء «2»، وقال الخزاعي عن أصحابه عنه إلى الدّاع يقول بإشراكها في الياء التي استقبلتها، فيدلّ هذا الذي حكاه على إثباتها في الوصل خاصة؛ لأنه إذا وقف لم يستقبلها بتلك الياء التي لأجلها أثبتت.
وأثبتها في الوصل وحذفها في الوقف نافع بإجماع عنه وأبو عمرو من غير خلاف «3».
وخالف الجماعة عن نافع أبو موسى الأنصاري فروى عن المسيّبي عنه أنه حذفها في الحالين. عذابي ونذر [39] في ستة مواضع [16 و 18 و 21 و 30 و 37 و 39] فيها «4» أثبت الياء فيهنّ نافع في رواية ورش، وذلك قياس ما رواه العثماني عن قالون، وحذفهنّ الباقون في الحالين «5».
__________
(1) هو محمد بن عبد العزيز، تقدم.
(2) انظر السبعة ص 617.
(3) انظر الوجهين في الحرف في التيسير ص 206، النشر 2/ 380.
(4) الآيات 16، 18، 21، 30، 37، 39.
(5) المبسوط ص 357، النشر 2/ 380.

(4/1618)


ذكر اختلافهم في سورة الرحمن عزّ وجلّ
حرف:
قرأ ابن عامر والحبّ ذا العصف والريحان [12] بنصب الثلاثة الأسماء. أخبرنا أحمد بن عمر قال: نا أحمد نا محمد نا هشام بإسناده عن ابن عامر والحبّ ذا العصف بالألف والنصب «1»، والريحان بالخفض.
وحدّثنا ابن غلبون قال: نا عبد الله نا أحمد نا هشام بإسناده عن ابن عامر والحبّ ذا العصف والريحان بالنصب وهذا هو الصواب، وكذلك رواه الحلواني وابن عبّاد وغيرهما عن هشام، وقرأ حمزة والكسائي والريحان وحده بالخفض ورفعا الاسمين الأولين، وكذلك روى المنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم، وقرأ الباقون برفع الثلاثة الأسماء «2»، وكذلك روى أحمد بن أبي شريح «3» عن الكسائي.
حرف:
قرأ نافع وأبو عمرو يخرج منهما [22] بضمّ الياء وفتح الراء، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الراء «4».
وحدّثنا محمد بن أحمد نا ابن مجاهد حدّثني محمد بن عيسى نا ابن هشام «5» قال ابن مجاهد: وأخبرني موسى بن إسحاق عن هارون كلاهما عن حسين عن أبي عمرو أنه قرأ نخرج منهما بالنون مضمومة وكسر الراء اللؤلؤ والمرجان [22] بالنصب جميعا «6».
__________
(1) أي نصب (الحب)، ولا خلاف في خفض (العصف)، تقريب النشر ص 178.
(2) انظر: السبعة ص 619، التيسير ص 206، النشر 2/ 380.
(3) كذا في النسختين، والصواب: أحمد بن الصباح بن أبي سريج- بالسين المهملة والجيم- البغدادي، ثقة ضابط، قرأ على الكسائي، مات سنة 230 هـ. غاية 1/ 63.
(4) الإتحاف ص 405.
(5) كذا في النسختين، والصواب (أبو هشام) وهو الرفاعي. تقدم. وهذا الإسناد ضعيف، والعلة فيه الرفاعي هذا، فإنه يروي شذوذات كثيرة، وضعفه البخاري كما تقدم.
وكذا الإسناد الآخر ضعيف والعلة فيه هارون بن حاتم، وتقدم ذكر ضعفه.
(6) انظر السبعة ص 619.

(4/1619)


وقال الحسن الرازي «1» عن أبي هشام والحلواني عن خلّاد عن حسين عن أبي عمرو مثله إلا أنه [بالياء] لم يرو ذلك غير حسين عن أبي عمرو «2».

حرف:
قرأ حمزة وحمّاد عن عاصم المنشآت [24] بكسر الشين، واختلف عن أبي بكر فروى عنه الكسائي والعليمي ويحيى الجعفي وحسين بن علي وعبيد بن نعيم وابن جبير ويزيد بن عبد الواحد وهارون بن حاتم بكسر الشين مثل حمزة، وبذلك قرأت في رواية يحيى بن آدم على أبي الفتح. فروى عنه يحيى بن آدم وابن أبي أمية وابن عطارد بالوجهين بالكسر [232/ أ] والفتح «3»، قال ابن عطارد: قال أبو بكر: كان عاصم يقرؤها على الوجهين، وروى عنه الأعشى والبرجمي وابن جامع عن ابن أبي حمّاد بفتح الشين، وكذلك روى الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر.
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد نا عبد الواحد بن عمر حدّثني ابن يونس «4» نا ابن صدقة «5» نا أحمد بن جبير عن أبي بكر عن عاصم المنشآت يعني بكسر الشين.
قال عبد الواحد: وحدّثنا أبو بكر عن ابن صدقة عن ابن جبير عن أبي بكر عن عاصم «6» بفتح الشين، والصحيح ما رواه ابن يونس؛ لأن ابن جبير ذكر ذلك في مختصره عن عاصم بكسر الشين، وذكر في جامعه عنه بالوجهين.
حدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد بن عمر نا أبو بكر نا عبيد الله بن أبي مسلم عن أبيه «7» عن عباس «8» عن جعفر بن الزبير عن ابن عامر بكسر الشين، قال ابن أبي
__________
(1) هو الوراق، تقدم ص 109.
(2) ورواية حسين عن أبي عمرو خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(3) انظر: المبسوط ص 358، وقال في النشر 2/ 381: (والوجهان صحيحان عن أبي بكر).
(4) هو محمد بن يونس، أبو بكر الحضرمي البغدادي، مقرئ حاذق مشهور، روى عن ابن صدقة، وعنه أبو طاهر، قال عنه الداني: (مقرئ متصدر مشهور). غاية 2/ 289، وله ترجمة في تاريخ بغداد 3/ 246.
(5) هو أحمد بن محمد، تقدم، والإسناد صحيح.
(6) الإسناد صحيح كلهم ثقات.
(7) لم أجد لهما ترجمة.
(8) عباس بن الفضل بن عمرو، أبو الفضل الواقفي، ثقة حاذق، من أكابر أصحاب أبي عمرو، وروى عنه عبد الغفار، مات سنة 186 هـ. غاية 1/ 353.

(4/1620)


هاشم وحدّثناه العمري «1» عن عبد الغفّار «2» عن عباس عن جعفر عن ابن عامر، وقرأ الباقون «3»، وعاصم في رواية حفص والمفضل بفتح الشين.

حرف:
قرأ حمزة والكسائي سيفرغ لكم [31] بالياء، وقرأ الباقون بالنون «4».
والياء والنون مفتوحتان والراء مضمومة لكلهم إلا ما رواه هارون وخلّاد عن حسين عن أبي بكر عن عاصم أنه فتحها، لم يروه غيره.
وقال حسين عن أبي عمرو بالياء وفتحها وفتح الراء «5» لم يروه أيضا غيره.
أيه الثقلان [31] قد ذكر «6».
حرف:
قرأ ابن كثير شواظ [35] بكسر الشين وقرأ الباقون بضمها «7».
حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونحاس [35] بالخفض وقرأ الباقون بالرفع «8».
وقرأ نافع في رواية ورش وفي رواية أبي سليمان «9» عن قالون وعاصم في رواية الخياط من غير طريق النقار عن الشموني عن الأعشى عنه من استبرق [54] بوصل الهمزة، وقال النقّار عن الخياط: كان يصلها مرّة ويقطعها أخرى، وقرأ الباقون بقطع الهمزة «10» وقد ذكر.
__________
(1) إبراهيم بن علي بن إبراهيم العمري، أبو إسحاق، أخذ القراءة سماعا عن عبد الغفار. غاية 1/ 20.
(2) عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير الموصلي، روى القراءة عن عباس، وعنه العمري. غاية 1/ 397.
(3) انظر التذكرة 2/ 576.
(4) النشر 2/ 381.
(5) السبعة ص 620.
(6) في سورة النور.
(7) التيسير ص 206، النشر 2/ 381.
(8) البدور الزاهرة ص 311.
(9) في (م) (ليمان) وهو خطأ.
(10) المصدر السابق.

(4/1621)


حرف:
واختلف عن الكسائي في قوله لم يطمثهنّ [56، 74] في الموضعين، فروى عنه أبو عمر أنه إذا ضمّ الأولى كسر الثانية وإذا كسر الأولى ضمّ الثانية، وقرأت من طريقه ومن طريق نصير «1» بضم الميم في الكلمة الأولى وكسرها في الثانية.
وكذلك حدّثني الفارسي عن أبي طاهر عن قراءته في رواية أبي عمر على ابن مجاهد وأبي عثمان الضرير «2»، واختلف في ذلك عن أبي الحارث، فحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر حدّثني أحمد بن سعيد الأذني «3» نا محمد بن يحيى «4» نا أبو الحارث عن الكسائي مثل قول أبي عمر عنه سواء، وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد قال: أخبرني الكسائي عن أبي الحارث عن الكسائي أنه ضمّ الميم في الحرف الأول وكسرها في الثاني «5».
وحدّثنا محمد بن علي قال: نا ابن مجاهد أخبرني أحمد بن يحيى ثعلب «6» عن سلمة ابن عاصم «7» عن أبي الحارث عن الكسائي لم يطمثهنّ يقرؤها بالرفع
__________
(1) نصير بن يوسف، أبو المنذر الرازي، صاحب الكسائي، إمام حاذق، مات سنة 240 هـ، معرفة 1/ 213، غاية 2/ 340.
(2) سعيد بن عبد الرحيم البغدادي، صاحب الدوري، مقرئ جليل ضابط، مات بعد سنة 310 هـ، معرفة 1/ 242، غاية 1/ 306.
(3) أحمد بن محمد بن سعيد، أبو علي الأذني، روى عن محمد بن يحيى، وعنه أبو طاهر.
غاية 1/ 116. ولم أجد من وثقه، وبقية رجال السند ثقات.
والأذني: بفتح الألف والذال وكسر النون، نسبة إلى بلدة (أذنة) بساحل الشام. الأنساب 1/ 103.
(4) محمد بن يحيى الكسائي- الصغير- أبو عبد الله البغدادي، مقرئ ثقة محقق، قرأ على أبي الحارث، وروى عنه أحمد الأذني، مات سنة 288 هـ. معرفة 1/ 256، إنباه الرواة 3/ 229، غاية 2/ 279.
(5) السبعة ص 621، والسند صحيح، وابن مجاهد يروي عن الكسائي الصغير محمد بن يحيى.
(6) أحمد بن يحيى بن يزيد، أبو العباس، ثقة كبير، روى عن سلمة، وعنه ابن مجاهد، مات سنة 291 هـ. إنباه الرواة 173، تاريخ بغداد 5/ 204، غاية 1/ 148.
(7) أبو محمد البغدادي، روى عن أبي الحارث، وعنه ثعلب، مات بعد سنة 270 هـ، قال الخطيب: (وكان ثقة ثبتا) تاريخ بغداد 9/ 134، غاية 1/ 311، والإسناد صحيح.

(4/1622)


والكسر جميعا لا يبالي كيف يقرؤهما «1»، وروى نصير عن الكسائي لم يطمثهنّ مرتفعة الميم من واحدة منهما والثانية بالكسرة ولا يبالي قرأت برفع الميم أو بالكسر وهذا موافق لما رواه سلمة عن أبي الحارث، وروى قتيبة عن الكسائي أنه يجمع بين اللغتين في يطمثهنّ إذا كسر الأولى ورفع «2» الأخرى، وروى ابن جبير عنه أنه إذا ضمّ ميم الأولى كسر ميم الأخرى، وإذا كسر ميم الأولى ضمّ ميم الأخرى، وهذا موافق أيضا لما رواه أبو عمر عنه «3».
وروى أبو موسى عن الكسائي بكسر الميم في الأولى وبضمّها في الثانية، ومثل حمزة لا يبالي كيف يقرأهما لغتان.
وقال سورة عنه برفع الميم في إحداهما والأخرى لا يرفع.
وحدّثنا الفارسي [232/ ب] عن أبي طاهر في البيان عن ابن مجاهد عن الكسائي عن أبي الحارث عن الكسائي مثل ذلك، وروى أبو طاهر في كتاب الفصل عن ابن مجاهد بالإسناد نفسه: أن الكسائي يستحبّ كسر الأولى وضم الثانية، ومما يدلّ على صحة ما رواه هؤلاء عن الكسائي على اختلافه.
حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن محمد «4» قال: نا علي بن عبد العزيز «5» نا أبو عبيد «6» قال: كان الكسائي يرى في يطمثهنّ الضم والكسر وربما كسر إحداهما وضمّ الأخرى.
قال أبو عمرو: وقرأت أنا في رواية أبي الحارث عن الكسائي على أبي الفتح مثل أبي عمر بضمّ الأولى وكسر الثانية، وقرأت في روايته على أبي الحسن بكسر الأولى وضمّ الثانية، وقرأهما الباقون بالكسر «7».
__________
(1) السبعة ص 621.
(2) كذا في النسختين، والواو زائدة لا معنى لها.
(3) انظر المبسوط ص 359.
(4) أحمد بن محمد بن أبي الرجاء المصري، روى عن خلف بن إبراهيم، وهو من حذاق رواة ورش، مات سنة 343 هـ. غاية 1/ 115.
(5) علي بن عبد العزيز بن عبد الرحمن البغوي، شيخ ثقة، روى عن أبي عبيد، مات سنة 287 هـ. غاية 1/ 549.
(6) هو القاسم بن سلام تقدم ص 76.
(7) قال ابن الجزري في النشر 2/ 382: ( ... والوجهان ثابتان عن الكسائي من التخيير وغيره نصا وأداء، قرأنا بهما، وبهما نأخذ).

(4/1623)


حرف:
قرأ ابن عامر تبارك اسم ربّك ذو الجلال [78] بواو بعد الذال نعتا للاسم، وكذلك في مصاحف الشاميين.
وقرأ الباقون ذي الجلال بياء بعد الذال نعتا للربّ «1»، وكذلك في مصاحفهم، وأجمعوا على أن بعد الذال واوا في الحرف الأول وهو قوله: ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام نعتا للوجه، واتفقت مصاحف الأمصار على ذلك، وأمال ابن عامر في رواية ابن ذكوان فتحة الراء من قوله: والإكرام في الموضعين، وقرأهما نافع في رواية ورش من غير طريق الأصبهاني بين بين، وأخلص الباقون فتحها «2».
ليس فيها ياء إضافة ولا ياء محذوفة مختلف فيها والله أعلم.
__________
(1) انظر الكشف 2/ 303، المقنع ص 108.
(2) الإتحاف ص 406.

(4/1624)