جامع البيان في القراءات السبع ذكر اختلافهم في
سورة الواقعة
حرف:
قرأ الكوفيون بخلاف عن أبي بكر ولا ينزفون [19] هاهنا بكسر
الزاي، وقرأ الباقون بفتحها «1»، وكذلك روى ابن عطارد عن أبي
بكر ومحمد بن إبراهيم عن الأعشى عنه، وروى المفضل عن عاصم هنا
ينزفون بفتح الياء وكسر الزاي، وكذلك روى حسين وهارون عن أبي
بكر.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل وأبو عمرو في رواية عبد الوارث من
قراءتي وحمزة والكسائي وحور عين [22] بالخفض جميعا، وقرأهما
الباقون بالرفع «2».
حرف:
وكلهم قرأ إنشاء [35] بفتح الشين إلا ما حدّثناه الفارسي قال:
حدّثنا أبو طاهر نا ابن فرح نا أبو عمر عن سليم عن حمزة إنشاء
مكسورة الألف «3»، وأحسبه يريد ألف القطع التي في أول المصدر
لا ألف البناء التي بعد الشين، وحدّثنا الفارسي قال: نا أبو
طاهر نا ابن يونس «4» عن عيّاش بن محمد «5» عن سليم عن حمزة
إنشاء مكسورة، ولم يذكر الألف والله أعلم.
حرف:
قرأ نافع في رواية إسماعيل وعاصم في رواية حمّاد والمفضل وأبو
عمرو في رواية شجاع وحمزة عربا أترابا [37] بإسكان الراء هذه
رواية أبي عبيد وأحمد بن إبراهيم القصباني «6» عن محمد بن غالب
عن شجاع، وروى أبو علي الصوّاف
__________
(1) التيسير ص 207، النشر 2/ 357 في سورة الصافات.
(2) المبسوط ص 360.
(3) الإسناد صحيح، وقد تقدم، ولم يذكر هذه الرواية المصنف في
التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(4) و (5) ابن يونس هو محمد المطرز، ثقة، تقدم ص 1006، وعياش،
ثقة مشهور، تقدم ص 807، ولعله لم يدرك سليما، لأن سلمان توفي
سنة 188 هـ، وقيل سنة 189 هـ، وعياش مات سنة 299 هـ، فالإسناد
صحيح أن لقي عياش سليما وأخذ عنه، وإلا فاحتمال الانقطاع قائم،
ثم إن روايته عن سليم ليست من طرق المصنف في هذا الكتاب، كما
تقدم ذكره.
(6) أحمد بن إبراهيم بن مروان، أبو العباس، قرأ على ابن غالب،
تاريخ بغداد 4/ 13، غاية 1/ 35.
(4/1625)
وأبو علي الدقاق «1» وغيرهما عن ابن غالب
بضمّ الراء. واختلف في ذلك عن أبي بكر فروى عنه يحيى بن آدم
«2» ويحيى العليمي وابن أبي حمّاد وابن أبي أمية وابن عطارد
بإسكان الراء، وزاد ابن عطارد وقد قال عربا مثقلة، وقال أبو
هشام عن يحيى قال أبو بكر: كأني أسمع عاصما الساعة يقرؤها عربا
خفيفة.
وروى عنه الكسائي والأعشى والبرجمي وحسين الجعفي وعبيد بن نعيم
وأبو المعافى «3» وهارون بن حاتم بضمّ الراء، وقرأ الباقون بضم
الراء «4»، وكذلك [حكى] أحمد بن نصر عن قراءته على القصباني
وأبي الليث الفرائضي «5» وغيرهما عن محمد بن غالب عن شجاع عن
أبي عمرو قال: وكذلك روى الحسن الدقاق عن ابن غالب، وقرأت
[233/ أ] من طريق القصباني بإسكان الراء، وكذلك روى أبو عبيد
عن شجاع نصّا. حدّثنا الخاقاني قال: نا أحمد بن محمد نا علي نا
أبو عبيد «6» قال: اختلف فيها أبو جعفر ونافع فقرأها أحدهما
بالتخفيف وثقلها الآخر «7».
قال أبو عمرو: فكأن أبا عبيد لم يضبط ذلك عن إسماعيل كما ضبطه
عنه الكسائي وأبو عمر «8»، وغيرهما.
حرف:
قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة أئذا متنا [47] أءنا لمبعوثون [47]
بالجمع بين الاستفهامين «9» وتحقيق الهمزتين في كل واحد منهما،
وابن كثير وأبو
__________
والقصباني: بفتح القاف والصاد والباء، نسبة إلى بيع القصب.
الأنساب 4/ 510.
(1) الصواف هو الحسن بن الحسين، تقدم ص 331، والدقاق هو الحسن
بن الحباب، تقدم ص 331.
(2) السبعة ص 622.
(3) كذا في النسختين، والصواب: المعافى بن يزيد، روى عن شعبة
وعنه الزهراني، غاية 2/ 203، وروايته خارجة عن طرق المصنف عن
أبي بكر في هذا الكتاب.
(4) انظر: التيسير ص 207، المبسوط ص 360.
(5) أحمد بن الليث الفرائضي، روى عن ابن غالب، وعنه أحمد بن
نصر، غاية 1/ 98.
وروايته عن ابن غالب خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب.
(6) تقدم هذا الإسناد.
(7) الأثر لم أجده.
(8) كذا في النسختين، والصواب (وأبي عمر).
(9) وابن عامر لا يجمع بين استفهامين إلا هنا، المبسوط ص 361.
(4/1626)
عمرو يجمعان أيضا بينهما إلا أنهما يسهّلان
الهمزة الثانية في كل واحد منهما، وقرأ نافع والكسائي
بالاستفهام في الأول، ونافع يسهل الهمزة الثانية، والكسائي
يحقق الهمزتين وبالخبر في الثاني بهمزة واحدة مكسورة، وهشام عن
ابن عامر يدخل بين الهمزتين فيهما ألفا، وأبو عمرو أيضا يدخلها
بين المحقّقة والمسهّلة فيهما، ونافع في غير رواية ورش يدخلها
بينهما في الاستفهام، وقد ذكرنا هذا في سورة الرعد «1».
حرف:
وكلهم قرأ فظلتم تفكّهون [65] بفتح الظاء إلا ما رواه هارون عن
حسين والمنذر بن محمد عن هارون عن أبي بكر عن عاصم أنه كسرها،
لم يروه أحد غيره «2».
حرف:
قرأ نافع وعاصم وحمزة شرب الهيم [55] بضم الشين، وقرأ الباقون
بفتحها «3».
حرف:
قرأ ابن كثير نحن قدرنا بينكم [60] بتخفيف الدال وقرأ الباقون
بتشديدها «4».
النشأة الأولى [62] قد ذكر «5».
حرف:
وكلهم قرأ فمالئون [53] ومستهزؤون [البقرة: 14] والخاطؤون [37]
ومتكؤن [يس: 56] وما أشبهه بالهمز وصلا ووقفا إلا ما رواه
الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه لم يهمز ذلك وضم ما قبل الواو
فيه، وحمزة إذا وقف يسهل الهمزة على ما شرحناه قبل «6».
حرف:
قرأ عاصم في رواية أبي بكر أءنا لمغرمون [66] على الاستفهام
بهمزتين، الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، حدّثنا عبد العزيز بن
محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر قال: حدّثني الخثعمي «7» وعلي
بن العباس «8» في كتابه قالا: نا محمد بن عمر بن وليد «9»
__________
(1) وانظر التيسير ص 207.
(2) كذا في النسختين ولعلها (غيره). أي: غير هارون عن أبي بكر.
(3) التيسير ص 207، النشر 2/ 383.
(4) السبعة ص 623.
(5) في العنكبوت ص 1459.
(6) في باب ذكر بيان مذهب حمزة في تسهيل الهمزة المتوسطة، من
القسم المحقق.
(7) محمد بن الحسين، تقدم ص 996، وهو ثقة.
(8) لعله المقانعي، وقد تقدم ص 357.
(9) تقدم، وسكت عنه في الجرح والتعديل 8/ 22، وقال ابن حجر في
التقريب ص 498:
(صدوق).
(4/1627)
حدّثني عبد الله بن منصور «1» قال: سألت
أبا بكر كيف كان يقرأ عاصم؟ قال: سمعت عاصما يقرأ أإنا لمغرمون
وهمزها أبو عبد الرحمن يعني: عبد الله بن منصور همزتين، وقرأ
الباقون على الخبر بهمزة واحدة مكسورة «2»، وكذلك روى
الواسطيون عن يحيى عن أبي بكر وابن جبير عنه.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي بموقع النجوم [75] بإسكان الواو من غير ألف
على لفظ الواحد، وقرأ الباقون بفتح الواو وألف بعدها على لفظ
الجمع «3».
حرف:
وكلهم قرأ إلا المطهّرون [79] بتخفيف الطاء وفتح الهاء إلا ما
حدّثناه فارس بن أحمد عن أصحابه «4» عن ابن عبد الرزاق عن
الخزاعي عن البزّي عن ابن كثير المطّهّرون بتشديد الطاء وكسر
الهاء، لم يروه عن الخزاعي أحد غيره.
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل أنكم تكذبون [82] بفتح التاء وإسكان
الكاف وتخفيف الذال، وقرأ الباقون بضم التاء وفتح الكاف وتشديد
الذال «5».
ليس في هذه السورة من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) عبد الله بن منصور، أبو عبد الرحمن الكوفي، قرأ على حمزة،
وروى الحروف عن أبي بكر، وعنه محمد بن عمر، غاية 1/ 461، ولم
أجد من وثقه، وهو علة هذا الإسناد.
(2) التيسير ص 207، المبسوط ص 361.
(3) الكشف 2/ 306، النشر 2/ 383.
(4) لم أعرف على وجه التحديد من يقصد من أصحابه؟ وهم كثر، انظر
باب ذكر الأسانيد من المقدمة.
(5) السبعة ص 624.
(4/1628)
ذكر اختلافهم في
سورة الحديد
حرف:
قرأ أبو عمرو وقد أخذ [8] بضم الهمزة وكسر الخاء ميثاقكم [8]
برفع القاف وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء ونصب القاف «1».
حرف:
قرأ ابن عامر وكلّ وعد الله الحسنى [10] بالرفع وكذلك في مصاحف
أهل الشام [233/ ب] «2»، والذي في النساء [95] بالنصب «3»،
إجماع من القرّاء واتفاق من المصاحف، وكذلك روى أبو معمر عبد
الوارث «4» عن أبي عمرو وقرأ الباقون وكلّا بالنصب «5»، وكذلك
في مصاحفهم.
فيضعفه له [11] قد ذكر «6».
حرف:
قرأ حمزة للذين ءامنوا أنظرونا [13] بقطع الألف في الحالين
وكسر الظاء والمعنى: أمهلونا، اصبروا علينا، ترفّقوا بنا، وقرأ
الباقون بوصل الألف وضم الظاء أي: انتظرونا «7».
وإذا ابتدءوا الألف ضمّوها لضمة الظاء بعدها.
حرف:
قرأ ابن عامر في غير رواية التغلبي عن ابن ذكوان فاليوم لا
تؤخذ منكم [15] بالتاء وقرأ الباقون بالياء، وكذلك روى التغلبي
عن ابن ذكوان ولا يعرف أهل الشام إلا التاء «8»، وقال ابن جبير
عن اليزيدي: كان أبو عمرو يقرأها بالتاء
__________
(1) التيسير ص 208، النشر 2/ 384.
(2) انظر المقنع ص 108.
(3) وهو قوله وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله ... (95).
(4) كذا في النسختين، والصواب (أبو معمر عن عبد الوارث)، لأن
أبا معمر كنية ل: عبد الله بن عمرو بن الحجاج المنقري، قيم
بحرف أبى عمرو، ضابط له، وقد روى عن عبد الوارث، مات سنة 224
هـ، غاية 1/ 439، أما عبد الوارث فكنيته (أبو عبيدة)، وتقدم،
وروايتهما ليست من طرق المصنف عن أبى عمرو في هذا الكتاب.
(5) التيسير ص 208، النشر 2/ 384.
(6) في سورة البقرة.
(7) النشر 2/ 384، تفسير ابن عطية 14/ 301 - 302.
(8) ولذلك جزم المصنف لابن عامر بالتاء في التيسير ص 208،
وكذلك ابن الجزري في النشر 2/ 384.
(4/1629)
ثم رجع إلى الياء، وقال أصحاب اليزيدي:
كلهم عنه بالياء لم يذكروا غير ذلك.
حرف:
قرأ نافع وعاصم في رواية حفص والمفضل وما نزل من الحق [16]
بتخفيف الزاي وقرأ الباقون وعاصم في رواية أبي بكر وحمّاد
بتشديد الزاي «1».
حرف:
قرأ ابن كثير وعاصم في غير رواية حفص عنه إن المصدقين
والمصدقات [18] بتخفيف الصّاد فيهما، وقرأهما الباقون وحفص عن
عاصم بتشديد الصّاد «2».
حرف:
قرأ أبو عمرو بما أتاكم [23] بالقصر من الجيئة، وقرأ الباقون
بالمدّ من العطية «3».
بالبخل [24] قد ذكر «4».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر فإن الله الغني الحميد [24] بغير هو، وكذلك
في مصاحف أهل المدينة والشام «5»، وقرأ الباقون فإن الله هو
الغني، بزيادة هو، وكذلك في مصاحفهم «6».
ليس فيها من الياءات شيء والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 362، تقريب النشر ص 179.
(2) النشر 2/ 384.
(3) الإتحاف ص 411، المغني 3/ 288.
(4) في سورة النساء.
(5) المقنع ص 108، وانظر النشر 2/ 384.
(6) أي: أهل مكة والعراق.
(4/1630)
|