جامع البيان في القراءات السبع

باب ذكر اختلافهم في سورة المجادلة
حرف:
قرأ عاصم الذين يظاهرون [2] بضم الياء وتخفيف الظاء وألف بعدها وكسر الهاء في الموضعين، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي يظّاهرون بفتح الياء والهاء وتشديد الظاء وألف بعدها فيهما، وقرأها «1» الباقون يظّهّرون بفتح الياء وتشديد الظاء والهاء من غير ألف بينهما «2».
حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل ما هنّ أمهاتهم [2] برفع التاء على لغة بني تميم، وقرأ الباقون بكسرها «3»، وهي في موضع نصب على لغة أهل الحجاز «4»
الئي مذكور قبل «5».
حرف:
وكلهم قرأ ما يكون من نجوى [7] بالياء إلا ما رواه الوليد عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بالتاء وهي قراءة أبي جعفر المدني «6»، لم يرو ذلك عن يحيى عن ابن عامر غير الوليد.
حرف:
قرأ حمزة وينتجون بالإثم [8] على «يفتعلون» بنون ساكنة بعد الياء وبعدها تاء مفتوحة وجيم مضمومة.
وقرأ الباقون يتناجون على يتفاعلون بتاء ونون مفتوحتين وبعدها ألف وفتح الجيم «7».
__________
(1) في (م): «قرأهما».
(2) المبسوط ص 364، التيسير ص 208 - 209.
(3) على أن (أما) «عملت عمل» «ليس»، وهي التي يسميها النحويون «ما» الحجازية، انظر السبعة ص 628، وشرح الأشموني على الألفية 1/ 247، وذكر أن إهمالها هو القياس، لعدم اختصاصها بالأسماء.
(4) الحجاز: جبل ممتد حال بين غور تهامة ونجد، فهو حاجز بينهما أن يختلطا، انظر معجم البلدان 2/ 218، باب الحاء والجيم.
(5) في الأحزاب ص 74.
(6) النشر 2/ 385.
(7) التيسير ص 209، الإقناع 2/ 782.

(4/1631)


وأجمعوا على قوله: فلا تتناجوا أنه بهذه الترجمة «1» حملا على ما قبله من قوله: إذا ناجتيم [12] وعلى ما بعده من قوله وتناجوا [9].
ليحزن الذين ءامنوا [10] قد ذكر «2».

حرف:
قرأ عاصم في المجالس [11] بالألف على الجمع وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد «3».
حرف:
قرأ نافع وابن عامر وإذا قيل انشزوا فانشزوا [11] بضم الشين فيهما، واختلف عن عاصم فروى عنه المفضل وحمّاد بكسر الشين فيهما «4»، واختلف عن أبي بكر فروى
عنه الأعشى والبرجمي وهارون بن حاتم بضم الشين فيهما «5»، وروى عنه الكسائي والعليمي وحسين الجعفي بكسر الشين في الحرفين، روى ذلك منصوصا عن الكسائي أحمد ابن جبير وعن حسين خلّاد كذلك، وكذلك روى محمد بن المنذر وضرار بن صرد عن يحيى بن آدم عنه، وبذلك قرأت فيهما في رواية الصريفيني عن يحيى. [234/ أ]
وقال لنا محمد بن علي: عن ابن مجاهد عن أصحابه عن ابن سعدان عن يحيى بن آدم عنه أنه كسر الشين فيهما أيضا، وروى «6» ابن سعدان عن يحيى مرسلة، وإنما هي عن محمد ابن المنذر عنه، وخالف هذين عن خلف يحيى وشعيب والرفاعي والوكيعي وحسين العجلي فقالوا عنه عن أبي بكر: إنه لم يحفظ عن عاصم كيف قرأ، قال: فسألت عنها الأعشى قلت: فكيف قرأها الأعشى؟ قال: قرأها بكسر الشين «7»، وكذلك قال ابن أبي أميّة عن أبي بكر سواء، وقال عبيد بن نعيم عن أبي بكر أنه لا
__________
(1) أي مثل قراءة الجمهور، وقوله (أجمعوا) أي: السبعة، وكذا بقية العشرة، إلا رويسا، فإنه قرأ هذا الحرف بتاء ونون ساكنة مع ضم الجيم (فلا تنتجوا)، انظر النشر 2/ 385.
(2) في سورة آل عمران.
(3) التيسير ص 209، الكشف 2/ 315.
(4) المبسوط ص 365.
(5) السبعة ص 629.
(6) كذا في النسختين، ولعل الأصوب (ورواية)، لأن ابن سعدان يروي عن يحيى بواسطة ابن المنذر، كما ذكر ابن الجزرى في الغاية 2/ 143.
(7) السبعة ص 629، وفيه (الأعمش) بدل (الأعشى)، والمبسوط ص 365.

(4/1632)


يدري كيف كان عاصم يقرؤها «1»؟
وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا علي بن العباس ومحمد بن الفتح «2» قالا: نا أحمد بن عثمان «3» بن حكيم نا عبد الجبار العطاردي قال: قال أبو بكر: لا أحفظ عن عاصم.
قال عبد الجبّار: وسألت عروة بن محمد عنها كيف ينبغي أن يكون في قراءة عاصم؟ فقرأها برفع الشين في الحرفين قال: هو مثل يعكفون [الأعراف: 138].
قال أبو عمرو: يريد عروة بقوله هو مثل يعكفون «4» أن مضارع نشز وعكف لما كان فيه لغتان الضم والكسر وكان عاصم بإجماع من الرواة عنه قد ضمّ كاف يعكفون ولم يحفظ عنه أبو بكر في شين انشزوا [11] ضمّا ولا كسرا وجب ردّه إلى لفظ نظيره المجمع عليه عنه، وكان ذلك أولى من ردّه إلى لفظ غيره «5».
ولو قال عروة: وهو مثل يعرشون [الأعراف: 137] لكان أحسن لما في ذلك من اجتماع اللغتين في مضارع عرش كاجتماعهما في مضارع نشز وعكف من المطابقة ومن الموافقة لمذهب أبي بكر وروايته عن عاصم في ضم راء مضارع «6».
واختلف عن حفص أيضا فروى هبيرة عنه بكسر الشين فيهما، وروى عنه سائر الرواة عمرو وعبيد والقوّاس وأبو عمارة والمروزي والزهراني بضم الشين، وقرأ الباقون بكسر الشين فيهما، ومن ضمّ الشين ابتدأ الألف بالضم ومن كسر الشين ابتدأ الألف بالكسر بناء على حركة الشين لأنها لازمة في كلا الوجهين، وروى الشموني
__________
(1) وهذا نص صريح أن الشك هو من أبي بكر، لا من يحيى كما ذكر أبو معشر في التلخيص ص 432.
(2) محمد بن الفتح، أبو عيسى البغدادي، روى عن أحمد بن عثمان تصحفت في المطبوع من الغاية إلى (علي)، وعنه أبو طاهر. غاية 2/ 228.
(3) في (م) (بن عثمان بن عثمان) وهو خطأ.
(4) السبعة ص 629.
(5) والوجهان صحيحان عن أبي بكر كما جزم بذلك في النشر 2/ 385، ومن قبله ابن الباذش في الإقناع 2/ 782.
(6) كذا في النسختين، والسياق يشعر أن هناك نقصا.

(4/1633)


عن الأعشى وهارون بن حاتم عن أبي بكر أو عشيراتهم [22] بالألف على الجمع وكسر التاء، وقرأ الباقون بغير ألف وفتح التاء على التوحيد، وكذلك روى ابن غالب والتيمي عن الأعشى وسائر الرواة عن أبي بكر «1» وقد ذكر.

حرف:
قرأ عاصم في رواية المفضل أولئك كتب في قلوبهم [22] بضم الكاف وكسر التاء الإيمان بالرفع «2»، وقرأ الباقون بفتح الكاف والتاء ونصب الإيمان «3».
في هذه السورة ياء إضافة واحدة:
وهي قوله: ورسلي إن الله [21] فتحها نافع وابن عامر، وقال ابن جبير: لم يرو فتحها عن نافع إلا المسيّبي وحده يعني: من أصحابه الذين قرأ عليهم، وأسكنها الباقون «4» والله أعلم.
__________
(1) المبسوط ص 365.
(2) على أنها نائب فاعل.
(3) السبعة ص 630، ولم يذكر هذا الحرف في التيسير، ولا صاحب النشر.
(4) التيسير ص 209، النشر 2/ 386.

(4/1634)


ذكر اختلافهم في سورة الحشر
قد ذكر الرعب في آل عمران.

حرف:
قرأ أبو عمرو يخرّبون بيوتهم [2] بفتح الخاء وتشديد الراء، وقرأ الباقون بإسكان الخاء وتخفيف الراء «1».
حرف:
وكلهم قرأ وليخزي الفاسقين [5] بنصب الياء إلا ما حدّثناه خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي ح وحدّثنا فارس بن أحمد قال: نا جعفر بن أحمد نا محمد بن الربيع قالا: نا يونس «2» قال: أقرأني عثمان وليخزي بجزم «3» الياء ونصبها، وأقرأني ابن كيسة بوقفها وهذا لا يجوز؛ لأن الفتحة إعراب، وهو عندي وهم من يونس والله أعلم.
حرف:
قرأ ابن عامر في رواية الوليد عن يحيى وفي رواية الحلواني عن هشام كي لا تكون [7] بالتاء دولة بالرفع «4»، وكذا قرأت على أبي الفتح عن قراءته على عبد الله ابن الحسين [234/ ب] عن محمد بن عبدان «5» وغيره عن الحلواني عن هشام، وبذلك قرأت أيضا على أبي الحسن بن غلبون بإسناده عن الحلواني عن هشام، وقد روى الحلواني عن هشام يكون بالياء، رواه لنا الفارسي عن أبي طاهر بإسناده عنه، ورواه أحمد بن نصر عن قراءته ورواه غيرهما عنه «6».
وكذلك روى أحمد بن نصر عن قراءته من طريق الحلواني وغيره عن هشام، ولم يختلف عنه في رفع دولة إلا ما حدّثناه فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن
__________
(1) التيسير ص 209، النشر 2/ 386.
(2) تقدم هذان الإسنادان.
(3) في (م) (بجر) وهو خطأ.
(4) وهي المعتمدة عن هشام، كما في التيسير ص 209.
(5) محمد بن أحمد بن عبدان الجزري، عرض على الحلواني، وعليه عبد الله بن الحسين، قال ابن الجزري: (لا أعرف من حاله شيئا ... ) غاية 2/ 64، واعتمد المصنف طريقه في التيسير ص 14.
(6) وذكرها المصنف في التيسير ص 209 مصدرة بلفظة (روى) المشعرة بالضعف.

(4/1635)


عن أصحابه عن الحلواني «1» عنه: يكون بالياء دولة بالنصب مثل الجماعة، وهو غلط لانعقاد الإجماع عنه على الرفع، ولم يذكر ابن مجاهد عن هشام في الحرفين شيئا، وقد اختلف في الياء خاصّة عن ابن ذكوان، فروى أحمد بن المعلى عنه عن ابن عامر بالتاء على التأنيث وروى عنه سائر الرواة بالياء على التذكير.
واختلف في ذلك أيضا عن أبي بكر عن عاصم، فحدّثنا الفارسي قال: نا عبد الواحد ابن عمر قال: نا القطيعي قال: نا أبو هشام قال: نا حسين عن أبي بكر عن عاصم كي لا تكون دولة على تاء، وخالفته الجماعة عن أبي بكر فروته بالياء، وقال أحمد بن نصر عن يونس: إن ورشا قرأه عن نافع وابن كيسة عن حمزة تكون بالتاء، والذي في كتاب يونس الذي رواه عنه محمد بن الربيع وأسامة بن أحمد وغيرهما إنما قرأه بالياء اتفاقا وهو الصحيح، والذي حكاه أحمد بن نصر غلط منه، وقرأ الباقون وابن عامر في رواية ابن ذكوان وابن بكّار وابن عتبة بالياء والنصب «2».
روى الشموني عن الأعشى عن أبي بكر تبوّ والدار [9] بغير همز وقد ذكر، وقال النقار عن الخياط عنه: لا يهمز ولا يظهر واوا، قال: وكان ربما همز، وبغير همز قرأت من هذا الطريق.

حرف:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو أو من ورآء جدار [14] بكسر الجيم وفتح الدال وألف بعدها على التوحيد، وأبو عمرو يميل فتحة الدال والألف على أصله، وقرأ الباقون جدر بضم الجيم والدال على الجمع «3».
الباريء [24] قد ذكرت في الإمالة «4».
في هذه السورة من ياءات الإضافة واحدة وهي قوله: إني أخاف الله [16] فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر في رواية ابن بكّار وأسكنها الباقون «5» وليس فيها ياء محذوفة.
__________
(1) الإسناد ضعيف، لأن فيه عبيد الله بن محمد المقري. قال الداني عنه: (لا أدري من هو)، غاية 1/ 493 وانظر باب الأسانيد والطرق من القسم المحقق.
(2) نظر: المبسوط ص 366، النشر 2/ 386.
(3) المبسوط ص 366، التيسير ص 209.
(4) ص 810 من القسم المحقق.
(5) النشر 2/ 386.

(4/1636)