دلائل الإعجاز ت هنداوي

[فصل: في الكناية والتعريض]
هذا فنّ من القول دقيق المسلك، لطيف المأخذ، وهو أنّا نراهم كما يصنعون في نفس الصّفة بأن يذهبوا بها مذهب الكناية والتعريض، كذلك يذهبون في إثبات الصّفة هذا المذهب. وإذا فعلوا ذلك، بدت هناك محاسن تملأ الطّرف، ودقائق تعجز الوصف، ورأيت هنالك شعرا شاعرا، وسحرا ساحرا، وبلاغة لا يكمل لها إلا الشاعر المفلق، والخطيب المصقع. وكما أن الصفة إذا لم تأتك مصرّحا بذكرها، مكشوفا عن وجهها، ولكن مدلولا عليها بغيرها، وكان ذلك أفخم لشأنها، وألطف لمكانها، كذلك إثباتك الصّفة للشيء تثبتها له، إذا لم تلقه إلى السامع صريحا، وجئت إليه من جانب التعريض والكناية والرّمز والإشارة، كان له من الفضل والمزيّة، ومن الحسن والرّونق، ما لا يقلّ قليله، ولا يجهل موضع الفضيلة فيه.
وتفسير هذه الجملة وشرحها: أنهم يرومون وصف الرجل ومدحه، وإثبات معنى من المعاني الشريفة له، فيدعون التصريح بذلك، ويكنون عن جعلها فيه بجعلها في شيء يشتمل عليه ويتلبّس به، ويتوصّلون في الجملة إلى ما أرادوا من الإثبات، لا من الجهة الظاهرة المعروفة، بل من طريق يخفى، ومسلك يدقّ؟ ومثاله قول زياد الأعجم: [من الكامل]

(1/199)


إنّ السّماحة والمروءة والنّدى ... في قبّة ضربت على ابن الحشرج «1»
أراد، كما لا يخفى، أن يثبت هذه المعاني والأوصاف خلالا للممدوح وضرائب «2»، فترك أن يصرّح فيقول: «إن السماحة والمروءة والندى لمجموعة في ابن الحشرج، أو مقصورة عليه، أو مختصّة به»، وما شاكل ذلك مما هو صريح في إثبات الأوصاف للمذكورين بها، وعدل إلى ما ترى من الكناية والتلويح فيجعل كونها في القبّة المضروبة عليه، عبارة عن كونها فيه، وإشارة إليه، فخرج كلامه بذلك إلى ما خرج إليه من الجزالة، وظهر فيه ما أنت ترى من الفخامة، ولو أنه أسقط هذه الواسطة من البين، لما كان إلا كلاما غفلا، وحديثا ساذجا.
فهذه الصّنعة في طريق الإثبات، هي نظير الصّنعة في المعاني، إذا جاءت كنايات عن معان أخر، نحو قوله: [من الوافر]
وما يك فيّ من عيب فإنّي ... جبان الكلب مهزول الفصيل «3»
فكما أنه إنما كان من فاخر الشعر، ومما يقع في الاختيار «4»، لأجل أنّه أراد أن يذكر نفسه بالقرى والضيافة، فكنّى من ذلك بجبن الكلب وهزال الفصيل، وترك أن يصرّح فيقول: «قد عرف أن جنابي مألوف، وكلبي مؤدّب لا يهرّ في وجوه من يغشاني من الأضياف، وأني أنحر المتالي «5» من إبلي وأدع فصالها هزلى» كذلك، إنّما راقك بيت زياد، لأنّه كنى عن إثباته السماحة والمروءة والندى كائنة في الممدوح، بجعلها كائنة في القبّة المضروبة عليه.
__________
(1) البيت لزياد الأعجم من قصيدة له في المدح، وهو كناية عن وصف ممدوحه بالتمكين في صفات المروءة والسماحة والندى، والبيت أورده القزويني في الإيضاح (290)، وعزاه لأبي زياد الأعجم، والسكاكي في المفتاح (517) ط، دار الكتب العلمية، بيروت، وفي الطراز (1/ 422)، ونهاية الإيجاز (271)، والإشارات (245)، والمصباح (152). ابن الحشرج: من ولاة بني أمية، اسمه عبد الله.
(2) ضرائب: الضريبة الخليفة يقال إنه لكريم الضرائب. اه اللسان/ ضرب/ (1/ 459).
(3) البيت أورده القزويني في الإيضاح (288)، وهو لابن هرمة، وهو شاعر مخضرمي الدولتين، توفي سنة (145 هـ)، والبيت غير منسوب في الحيوان (1/ 377)، والحماسة (1/ 260)، ومنسوب لابن
هرمة في البيان والتبيين، وفي ديوان ابن هرمة (198)، والتبيان (39)، والطراز (1/ 423)، والإشارات (242)، وأورده الرازي في نهاية الإيجاز (271)، وبدر الدين بن مالك في المصباح (150). الفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه.
(4) الاختيار: اختيار أبي تمام في حماسته.
(5) المتالي: الأمهات إذا تلاها الأولاد. اه اللسان مادة/ تلا/ (14/ 103).

(1/200)


هذا، وكما أن من شأن الكناية الواقعة في نفس الصّفة أن تجيء على صور مختلفة، كذلك من شأنها إذا وقعت في طريق إثبات الصّفة أن تجيء على هذا الحدّ، ثم يكون في ذلك ما يتناسب، كما كان ذلك في الكناية عن الصفة نفسها.
تفسير هذا: أنك تنظر إلى قول يزيد بن الحكم «1» يمدح به يزيد بن المهلّب، وهو في حبس الحجّاج: [من المنسرح]
أصبح في قيدك السّماحة والمج ... د وفضل الصّلاح والحسب
فتراه نظيرا لبيت «زياد»، وتعلم أن مكان «القيد» هاهنا هو مكان «القبة» هناك.
كما أنك تنظر إلى قوله: «جبان الكلب»، فتعلم أنه نظير لقوله: [من الطويل] زجرت كلابي أن يهرّ عقورها «2» من حيث لم يكن ذلك «الجبن» إلا لأن دام منه الزّجر واستمرّ، حتى أخرج الكلب بذلك عما هو عادته من الهرير والنّبح في وجه من يدنو من دار هو مرصد لأن يعسّ دونها.
وتنظر إلى قوله: «مهزول الفصيل»، فتعلم أنه نظير قول ابن هرمة:
لا أمتع العوذ بالفصال وتنظر إلى قول نصيب: [من المتقارب]
لعبد العزيز على قومه ... وغيرهم منن ظاهره
فبابك أسهل أبوابهم ... ودارك مأهولة عامره
وكلبك آنس بالزّائرين ... من الأمّ بالابنة الزّائره «3»
__________
(1) يزيد بن الحكم: شاعر عالي الطبقة من أعيان العصر الأموي من أهل الطائف توفي سنة (105) هـ.
(2) البيت: لعوف بن الأحوص الكلابي، وهو شاعر جاهلي، (الوحشيات 6/ 2)، والمفضليات (176). ونسبه في الحماسة إلى أخيه شريح وعجز البيت:
«رقعت له ثاري فلما اهتدى بها عقورها» عقر الفرس والبعير عقرا: قطع قوائمه/ اللسان مادة/ عقر (4/ 229).
(3) الأبيات لنصيب الشاعر الأموي في مدح عبد العزيز بن مروان، والأبيات في الإيضاح (288)، والمفتاح (516)، وأوردها محمد بن علي الجرجاني في الإشارات (242)، وعزاها لنصيب، والتبيان (39). ونصيب كان عبدا أسود لرجل من أهل وادي القرى، أتى عبد العزيز بن مروان، بعد ذلك أصبح النصيب مولى بني مروان، كانت أمه سوداء، فوقع بها سيدها فولدت نصيبا، فوثب عليه عمه بعد موت أبيه واستعبده. ترجمته في الشعر والشعراء (417، 419)، وطبقات الشعراء، والأغاني، والآلي، ومعجم الأدباء، والأبيات المذكورة، يمدح بها سيده عبد العزيز بن مروان.

(1/201)


فتعلم أنه من قول الآخر: [من الطويل]
يكاد إذا ما أبصر الضّيّف مقبلا ... يكلّمه من حبّه وهو أعجم «1»
وأن بينهما قرابة شديدة ونسبا لاصقا، وأن صورتهما في فرط التناسب صورة بيتي «زياد» و «يزيد».
وممّا هو إثبات للصّفة على طريق الكناية والتعريض، قولهم: «المجد بين ثوبيه، والكرم في برديه»، وذلك أن قائل هذا يتوصّل إلى إثبات المجد والكرم للممدوح، بأن يجعلهما في ثوبه الذي يلبسه، كما توصّل «زياد» إلى إثبات السماحة والمروءة والندى لابن الحشرج، بأن جعلها في القبّة التي هو جالس فيها.
ومن ذلك قوله: [من البسيط] وحيثما يك أمر صالح فكن «2» وما جاء في معناه من قوله: [من المتقارب]
يصير أبان قرين السّماح ... والمكرمات معا حيث صارا «3»
وقول أبي نواس: [من الطويل]
فما جازه جود ولا حلّ دونه ... ولكن يصير الجود حيث يصير «4»
__________
(1) البيت لابن هرمة، وهو غير منسوب في الحيوان (1/ 377)، والحماسة (1/ 260)، ومنسوب لابن هرمة في البيان والتبيين (3/ 205)، وهو في ديوان ابن هرمة (198)، والتبيان (39)، والطراز، والإيضاح (288)، والمفتاح (516).
(2) البيت: لزهير بن أبي سلمى (الديوان 282) وهو عجز البيت، وصدر البيت:
«هنّاك ربّك ما أعطاك من حسن» وهنّاك: هنّأك.
(3) البيت: للكميت بن زيد صاحب الهاشميات ورد البيت في (سرقات أبي نواس 36).
(4) البيت في ديوانه (94)، من قصيدة قالها عند ما قدم على الخصيب صادف في مجلسه جماعة من الشعراء ينشدونه مدائح فيه فلما فرغوا، قال الخصيب ألا تنشدنا أبا علي؟ فقال: أنشدك أيها الأمير قصيدة
هي بمنزلة عصا موسى تلقف ما يأفكون. قال: هات إذا فأنشده هذه فاهتز لها، وأمر له بجائزة سنية، والبيتان قبله:
إذا لم تزر أرض الخصيب ركابنا ... فأي فتى بعد الخصيب تزور
فتى يشتري حسن الثناء بماله ... ويعلم أن الدائرات تدور
والبيت فيه كناية عن كرم وسخاء ممدوحه حتى لا يخلو مجال لذكر الكرماء من ذكره معهم، والبيت في المفتاح (520)، والإيضاح (291)، وأورده بدر الدين بن مالك في المصباح (153)، وعزاه لابن هانئ، ومحمد بن علي الجرجاني في الإشارات (246)، والطيبي في التبيان (1/ 331)، وعزوه جميعا لأبي نواس.

(1/202)


كل ذلك توصّل إلى إثبات الصفة في الممدوح بإثباتها في المكان الذي يكون فيه، وإلى لزومها له بلزومها الموضع الذي يحله. وهكذا إن اعتبرت قول الشّنفرى يصف امرأة بالعفة: [من الطويل]
يبيت بمنجاة من اللّؤم بيتها ... إذا ما بيوت بالملامة حلّت «1»
وجدته يدخل في معنى بين «زياد»، وذلك أنه توصّل إلى نفي اللّؤم عنها وإبعادها عنه، بأن نفاه عن بيتها وباعد بينه وبينه، وكان مذهبه في ذلك مذهب «زياد» في التوصل إلى جمع «السماحة والمروءة والندى» في ابن الحشرج، بأن جعلها في القبة المضروبة عليها. وإنّما الفرق أنّ هذا ينفي، وذاك يثبت. وذلك فرق لا في موضع الجمع، فهو لا يمنع أن يكونا من نصاب واحد.
وممّا هو في حكم المناسب لبيت «زياد» وأمثاله التي ذكرت، وإن كان قد أخرج في صورة أغرب وأبدع، قول حسان رضي الله عنه: [من الطويل]
بنى المجد بيتا فاستقرّت عماده ... علينا، فأعيى النّاس أن يتحوّلا «2»
وقول البحتري: [من الكامل]
أو ما رأيت المجد ألقى رحله ... في آل طلحة ثمّ لم يتحوّل «3»
ذاك لأنّ مدار الأمر على أنه جعل المجد والممدوح في مكان، وجعله يكون حيث يكون.
__________
(1) البيت في المفضليات (108) رقم (20)، وقبله:
لقد أعجبتني لا سقوطا قناعها ... إذا ما مشت ولا بذات تلفت
تبيت بعيد النوم تهدي عنوقها ... لجارتها إذا ما الهدية قلت
والشنفرى شاعر جاهلي من بني الحارث بن ربيعة. والشنفرى اسمه، وقيل: لقب له، ومعناه عظيم الشفة. والبيت أورده القزويني في الإيضاح (292)، والمفتاح (519)، والطيبي في التبيان (1/ 332)، والطيبي في شرحه على مشكاة المصابيح (1/ 126)، ونهاية الإيجاز (271)، والطراز (1/ 424).
(2) البيت في ديوانه (162) ط، دار ابن خلدون من قصيدة مطلعها:
لك الخير غضي اللوم عني فإنني ... أحب من الأخلاق ما كان أجملا
ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي ... فما طائري يوما عليك بأخيلا
(3) البيت في ديوانه، وأورده القزويني في الإيضاح (293)، والطيبي في التبيان (1/ 331)، ومحمد ابن علي السكاكي في المفتاح (522)، والعلوي في الطراز (1/ 424)، والإشارات للجرجاني (248)، والبيت في شرح ديوان أبي تمام لشاهين عطية (105).

(1/203)


واعلم أنه ليس كلّ ما جاء كناية في إثبات الصفة يصلح أن يحكم عليه بالتناسب.
معنى هذا: أن جعلهم الجود والكرم والمجد يمرض بمرض الممدوح كما قال البحتريّ: [من الطويل]
ظللنا نعود الجود من وعك الّذي ... وجدت، وقلنا اعتلّ عضو من المجد «1»
وإن كان يكون القصد منه إثبات الجود والمجد للممدوح، فإنه لا يصحّ أن يقال إنه نظير لبيت «زياد» كما قلنا ذاك في بيت أبي نواس:
ولكن يصير الجود حيث يصير وغيره مما ذكرنا أنه نظير له كما أنه لا يجوز أن يجعل قوله:
وكلبك أرأف بالزّائرين «2» مثلا، نظيرا لقوله:
مهزول الفصيل وإن كان الغرض منهما جميعا الوصف بالقرى والضيافة، وكانا جميعا كنايتين عن معنى واحد، لأن تعاقب الكنايات على المعنى الواحد لا يوجب تناسبها، لأنه في عروض أن تتّفق الأشعار الكثيرة في كونها مدحا بالشجاعة مثلا أو بالجود أو ما أشبه ذلك. وقد يجتمع في البيت الواحد كنايتان، المغزى منهما شيء واحد، ثم لا تكون إحداهما في حكم النظير للأخرى. مثال ذلك أنه لا يكون قوله: «جبان الكلب» نظيرا لقوله: «مهزول الفصيل»، بل كل واحدة من هاتين الكنايتين أصل بنفسه، وجنس على حدة، وكذلك قول ابن هرمة: [من المنسرح]
لا أمتع العوذ بالفصال ولا ... أبتاع إلّا قريبة الأجل «3»
ليس إحدى كنايتيه في حكم النظير للأخرى، وإن كان المكنيّ بهما عنه واحدا، فاعرفه.
وليس لشعب هذا الأصل وفروعه وأمثلته وصوره وطرقه ومسالكه حدّ ونهاية.
ومن لطيف ذلك ونادره قول أبي تمام: [من الوافر]
__________
(1) البيت: للبحتري في مدح إبراهيم بن المدبّر (الديوان 1/ 365).
(2) سبق تخريجه قريبا.
(3) راجع ص (181) هامش (1).

(1/204)


أبين فما يزرن سوى كريم ... وحسبك أن يزرن أبا سعيد «1»
ومثله، وإن لم يبلغ مبلغه، قول الآخر: [من الوافر]
متى تخلو تميم من كريم ... ومسلمة بن عمرو من تميم
وكذلك قول بعض العرب: [من المتقارب]
إذا الله لم يسق إلّا الكرام ... فسقّى وجوه بني حنبل
وسقّى ديارهم باكرا ... من الغيث في الزّمن الممحل «2»
وفنّ منه غريب، قول بعضهم في البرامكة: [من الطويل]
سألت النّدى والجود: ما لي أراكما ... تبدّلتما ذلّا بعزّ مؤيّد
وما بال ركن المجد أمسى مهدّما؟ ... فقالا: أصبنا بابن يحيى محمّد
فقلت: فهلّا متّما عند موته ... فقد كنتما عبديه في كلّ مشهد؟
فقالا: أقمنا كي نعزّى بفقده ... مسافة يوم، ثمّ نتلوه في غد «3»
__________
(1) البيت في ديوانه (105) ط، دار الكتب العلمية، بيروت، من قصيدة قالها في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف الثغري، وقبله:
قلائص شوقهن يزيد شوقا ... ويمنعن الرقاد من الرقود
إذا انبعثت على أمل بعيد ... فقد أدنت من الأمل البعيد
والبيت أورده بدر الدين بن مالك في المصباح (155)، والعلوي في الطراز (1/ 424)، والسكاكي في المفتاح (521)، والقزويني في الإيضاح (593)، والتبيان (40). وأبو سعيد:
هو محمد بن يوسف التعري الطائي.
(2) البيتان أوردهما بدر الدين بن مالك في المصباح (155)، ونسبهما لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، ورواية المصباح: «الأمحل» بدل «الممحل»، وأوردهما محمد بن علي الجرجاني في الإشارات (248)، والقزويني في الإيضاح (293، 294)، والسكاكي في المفتاح (522)، ولسان العرب (ريب)، وتاج العروس (ريب)، والأغاني (22/ 270)، ولزهير السكب التميمي المازني، والبيتان لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وفيهما كناية عن وصف الممدوحين بالكرم.
سقى: من السقيا وضعف للمبالغة، الممحل: الجديب.
(3) الأبيات أوردها محمد بن علي السكاكي في المفتاح (522)، وبدر الدين بن مالك في المصباح (156)، ورواية كل من المفتاح والمصباح: «بعز مؤبد» بدل من «عز مؤيد» التي في مطبوعة العلامة محمود محمد شاكر. وقال: عز مؤيد: من أيده إذا قواه وعززه، وكان في المطبوعة والمخطوطتين «مؤبد» بالباء الموحدة، وهو عندي ليس بشيء.

(1/205)