غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر سورة مريم
مكية كلها
4- {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} يريد: لم أكن
أُخَيَّب إذا دعوتك.
5- {خِفْتُ الْمَوَالِيَ} وهم العَصَبَة.
{مِنْ وَرَائِي} أي من بعد موتي. خاف أن يرثه غير الولد.
{فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي} يعني الولد
يرثه الحُبُورَةَ. وكان حَبرًا.
6- {وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} المُلْكَ. كذلك قيل في
التفسير (1) .
7- {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} أي لم يُسَمَّ
أحد قبله: يَحْيَى فأما قوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
فإنه أراد - فيما ذكر المفسرون - شبيها. ولو أراد أنه لا
يُسَمِّي الله غيره، كان وجها.
8- {مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أي يَبَسًا (2) . يقال: عَتَا
وعَسَا، بمعنى واحد. ومنه يقال: مَلِك عاتٍ؛ إذا [كان] قاسي
القلب غيرَ ليِّن.
__________
(1) وفي تفسير الطبري 16/37 "يرثني من بعد وفاتي مالي ويرث من
آل يعقوب النبوة " وفي تفسير القرطبي 11/81 عن أبي جعفر النحاس
أنه قال: "فأما وراثة نبوة فمحال؛ لأن النبوة لا تورث ... ".
(2) في تفسير الطبري 16/39 "يقول: وقد عتوت من الكبر فصرت نحل
العظام يابسها".
(1/272)
10- {ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} أي سليما
غير أخرس.
11- {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ} أي أَوْمَأَ (1) .
{أَنْ سَبِّحُوا} أي صلُّو {بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
والسُّبْحَةُ: الصلاة.
13- {وَحَنَانًا} أي رحمة. ومنه يقال: تحنَّن عليّ. وأصله من
حنين الناقة على ولدها.
{وَزَكَاةً} أي صدقة.
16- {انْتَبَذَتْ} اعتزلت يقال: جلست نُبْذَهُ ونَبْذَهُ، أي
ناحيته.
{مَكَانًا شَرْقِيًّا} يريد مُشَرِّقَةً (2) .
و (الْبَغِيُّ) الفاجرة. والبِغَاء: الزنا.
23- {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} أي جَاءَ بِهَا وألْجَأَهَا.
وهو من حيث يقال: جاءت بي الحاجة إليك، وأَجَاءَتْنِي الحاجة
إليك. والمَخَاض: الحَمْل.
{وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} والنِّسْي: الشيء الحقير الذي
إذا ألقى نُسِي. ويكون كلَّ ما نُسِي. قال الشاعر:
كأَنَّ لها في الأرض نِسْيًا تَقُصُّه ... على أُمِّها. وإنْ
تُحَدِّثك تَبْلَتِ (3)
__________
(1) نقلها القرطبي 11/85.
(2) في تفسير الطبري 16/46 "وقيل: إنها إنما صارت بمكان يلي
مشرق الشمس؛ لأن ما يلي المشرق عندهم كان خيرا مما يلي المغرب.
وكذلك ذلك فيما ذكر عند العرب ".
(3) البيت للشنفري، كما في اللسان 20/196، 2/315 وهو غير منسوب
في تفسير الطبري 16/50 وقال في تفسيره: "ويعني بقوله: تقصه:
تطلبه، لأنها كانت نسيته حتى ضاع، ثم ذكرته فطلبته. ويعني
بقوله تبلت: تحسن وتصدق " وفي اللسان 2/315 "أي تبلت الكلام
بما يعتريها من البهر. والبلت بالتحريك: الانقطاع. وقيل: تبلت
في بيت الشنفري: تفصل الكلام. وقال الجوهري: أي تنقطع حياء.
قال: ومن رواه تبلت، بالكسر، يعني تقطع وتفصل ولا تطول.
(1/273)
[تبلت: تقطع. مثل تبتل] .
24- و (السَّرِيُّ) النهر.
26- {نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} أي صمتا. والصَّوم هو
الإمساك. ومنه قيل للواقف من الخيل: صَائِم.
27- {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} أي عظيما عجيبا.
28- {يَا أُخْتَ هَارُونَ} كان [في] بني إسرائيل رجل صالح
يسمى: هارون، فشبَّهوها به. كأنهم قالوا: يا أخت هارون، يا
شِبْهَ هارون في الصلاح.
46- {لأَرْجُمَنَّكَ} أي لأَشتمنَّك.
{وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} أي حينًا طويلا (1) . ومنه يقال:
تَمَلّيت حبيبك. والمَلَوَان: الليل والنهار.
47- {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} أي بارًّا عوَّدني منه
الإجابة إذا دعوتُه.
50- {وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا} أي ذكرًا
حسنا عاليا (2) .
61- {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} أي آتيًا. مفعول في
معنى فاعل (3) .
62- {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} أي باطلا من الكلام.
64- {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} قول الملائكة،
أو قول جبريل صلى الله عليه.
__________
(1) وقيل: بل معنى ذلك: وَاهْجُرْنِي سويا سالما من عقوبتي
إياك. ووجهوا معنى الملي إلى قول الناس: فلان ملي بهذا الأمر
إذا كان مضطلعا به غنيا فيه. وكأن معنى الكلام عندهم:
وَاهْجُرْنِي وعرضك وافر من عقوبتي وجسمك معافى من أذاي. وهو
الرأي الذي اختاره الطبري في تفسيره 16/69.
(2) في تفسير الطبري 16/70 "وإنما وصف جل ثناؤه اللسان الذي
جعل لهم بالعلو؛ لأن جميع أهل الملل تحسن الثناء عليهم ".
(3) نقله القرطبي في تفسيره 11/126.
(1/274)
68- {جِثِيًّا} جمع جَاثٍ. وفي التفسير
جماعات (1) .
73- {خَيْرٌ مَقَامًا} أي منزلا.
{وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} أي مجلسا. يقال للمجلس: نَدِيٌّ ونادي.
ومنه قيل: دار النَّدْوَة، للدار التي كان المشركون يجلسون
فيها ويتشاورون في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
74- و (الأثَاثُ) المتاع.
و (الرِّئْيُ) المَنْظرُ، والشَّارَةُ، والهَيْئة.
75- {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} أي يَمُدّ له في
ضَلالته.
80- {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ} أي المال والولد الذي قال:
لأُوتَيَنَّهُ.
{وَيَأْتِينَا فَرْدًا} لا شيء معه.
82- {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} أي أعداء يوم القيامة.
وكانوا في الدنيا أولياءهم.
83- {تَؤُزُّهُمْ} تزعجهم وتحرِّكهم إلى المعاصي.
84- {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} أي أيام الحياة. ويقال:
الأنفاس.
85- {وَفْدًا} جمع وافِد. مثل رَكْب جمع راكب، وصحْب جمع صاحب.
و (الْوِِرْدُ) جماعةٌ يريدون الماء.
87- {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ
الرَّحْمَنِ عَهْدًا} أي وعدًا منه له بالعمل الصالح والإيمان.
__________
(1) وهو تفسير ابن عباس، كما في القرطبي 11/133.
(1/275)
89- {جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا} أي عظيما.
90- {يَتَفَطَّرْنَ} يتشقَّقْن.
{هَدًّا} أي سقوطا.
96- {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} أي محبة في قلوب
الناس (1) .
97- {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ} أي سهلناه وأنزلناه
بلغتك.
و (اللُّدُّ) جمع أَلَدّ. وهو الخَصْمُ الجَدِل.
و (الرِّكْزُ) الصوت الذي لا يُفْهَم.
__________
(1) راجع تأويل مشكل القرآن 23، 56.
(1/276)
سورة طه
مكية كلها
5- {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} قال أبو عبيدة: علا. قال: وتقول
استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت.
وقال غيره: استوى: استقر. واحتج بقول الله عز وجل: {فَإِذَا
اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} (1) أي
استقررت في الفلك.
وقوله: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} (2) أي انتهى
شبابه واستقر، فلم يكن في نَبَاتِه مَزِيد.
7- {يَعْلَمُ السِّرَّ} ما أسررتَه ولم تظهره.
{وَأَخْفَى} ما حدَّثتَ به نفسك.
10- {آنَسْتُ نَارًا} أبصرتُ. وتكون في موضع آخر: علمتُ كقوله:
{فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} (3) أي علمتم.
14- {وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} أي لتذكرني فيها.
15- {أَكَادُ أُخْفِيهَا} أي أسترها من نفسي. وكذلك هي في
قراءة أُبَيّ: "أَكَادُ أُخْفِيهَا مِنْ نَفْسِي" (4) .
__________
(1) سورة المؤمنون 28.
(2) سورة القصص 14.
(3) سورة النساء 6.
(4) راجع تأويل مشكل القرآن 20،29 وتفسير القرطبي 11/182-185
وتفسير الطبري 16/113 -116.
(1/277)
{فَتَرْدَى} أي تَهلِك. والرَّدَى: الموت
والهلاك.
18- {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} أخْبِطُ بها الوَرَق.
{وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} أي حوائج أخرى. واحدها:
مَأْرُبَةٌ ومَأْرَبَةٌ.
21- {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى} أي: نردُّها عصًا كما
كانت.
22- {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ} أي إلى جَيْبِك.
{مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي من غير بَرَص.
27- {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} أي رُتَّةً كانت في
لسانه.
31- {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} أي: ظهري. ومنه يقال: آزَرْتُ
فلانا على الأمر، أي قويته عليه، وكنت له فيه ظَهيرًا. فأما
وَازَرْتُه: فصرت له وزيرًا.
وأصل الوَِزَارَة من الوِزْر – وهو الحِمْل – كأن الوزير يحمل
عن السلطان [الثِّقْل] .
36- {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} أي طَلِبَتَكَ.
وهو فُعْلٌ من سَأَلْت. أي أُعطيتَ [ما] سألت.
38- {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ} أي قَذَفْنا في قلبها
(1) . ومثله: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} (2)
.
39- و {الْيَمِّ} البحر.
{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} أي لترَبَّى بِمَرْأًى مني، على
مَحَبَّتِي فيك.
__________
(1) راجع تأويل مشكل القرآن 373.
(2) سورة المائدة 111.
(1/278)
40- {عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ} أي يَضُمه.
ومثله: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (1) .
{وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} أي اختبرناك (2) .
42- {وَلا تَنِيَا} أي لا تَضْعُفَا ولا تَفْتُرا. يقال: وَنَى
في الأمر يَنِي. وفيه لغة أخرى: وَنِي يَوْنَى.
45- {نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا} أي: يَعْجَلَ ويُقْدم.
والفَرْطُ: التقدم والسَّبق.
50- {رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ} أي أعطى
كل ذكر خَلْقا مثله من الإناث.
{ثُمَّ هَدَى} أي هدى الذكر لإتيان الأنثى (3) .
51- {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} أي فما حالها؟ يقال:
أصلح الله بالك؛ أي حالك.
53- {أَزْوَاجًا} أي ألوانا، كل لون زَوْج.
54- {لأُولِي النُّهَى} أي أولي العقول. والنُّهْيَةُ: العقل.
قال ذو الرُّمة:
[لِعِرْفَانِها والعَهْدُ نَاءٍ] وقدْ بَدَا ... لِذِي
نُهْيَةٍ إِلا إلى أُمِّ سَالمِ (4)
58- {مَكَانًا سُوًى} أي وسطًا بين قريتين.
59- {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} يعني يومَ العيد.
__________
(1) سورة آل عمران 37.
(2) راجع تأويل مشكل القرآن 362.
(3) في تأويل مشكل القرآن 344.
(4) الزيادة من ديوانه 614 "أراد أنه لا سبيل إلى أم سالم".
(1/279)
{وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} للجمع في
العيد.
60- {فَجَمَعَ كَيْدَهُ} أي حِيَله.
61- {فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} أي يُهلككم ويَسْتَأْصِلكم.
يقال: سَحَتَه الله وأَسْحته.
{وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} أي كذب.
62- {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} أي تناظروا.
{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} أي تَرَاجَعُوا الكلام.
63- {بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} يعني الأشرَاف يقال: هؤلاء
طريقة قومهم؛ أي أشرافهم. ويقال: أراد سُنَّتَكم ودِينكم.
والمُثْلى مؤنث أمْثل، مثل كُبْرَى وأكْبر.
64- {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ} (1) أي حِيَلكم.
{ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} أي جميعًا. وقال أبو عبيدة: الصَّفّ:
المُصَلَّى. وحكى عن بعضهم أنه قال: ما استطعت أن آتيَ الصفّ
اليومَ، أي المُصَلَّى (2) .
67- {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} أي أضمرَ خوفًا.
69- {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} أي حيث كان.
72- {إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي إنما
يجوزُ أمرُك فيها.
77- {يَبَسًا} يابسًا. يقال لليابس: يبَس ويَبْس.
__________
(1) والإجماع: الإحكام والعزم على الشيء.
(2) في تفسير القرطبي 11/221.
(1/280)
{لا تَخَافُ دَرَكًا} أي لحاقا.
78- {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ} أي لحقهم.
80- و (الطُّورُ) الجبل.
81- {فَقَدْ هَوَى} أي هلك. يقال: هَوت أُمُّه. أي هلكتْ.
86- {أَسِفًا} أي شديد الغضب.
87- {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} أي بقدر
طاقَتِنا.
{وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} أي
أحمالا من حُليّهم.
{فَقَذَفْنَاهَا} يَعنُون في النَّار.
95- {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ} أي ما أمرك وما
شأنك؟
96- {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} يقال: إنها
قَبْضَةٌ من ترابِ مَوْطئِ فرس جبريلَ، صلى الله عليه.
{فَنَبَذْتُهَا} أي قذفتُها في العِجْل.
{وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} أي زَيَّنَتْ لي.
97- {أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ} أي لا تخالط أحدا.
{وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا} أي يوم القيامة.
{ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} أي مُقيمًا.
{لَنُحَرِّقَنَّهُ} بالنار. ومن قرأ: (لَنَحْرُقَنَّه) (1)
أراد لَنبرُدنَّه.
__________
(1) بفتح النون وضم الراء خفيفة وهي قراءة ابن وردان عن ابي
جعفر، من حرقت الشيء أحرقه حرقا: بردته وحككت بعضه ببعض، ومعنى
هذه القراءة لنبردنه بالمبارد. ويقال: للمبرد: محرق، راجع
تفسير القرطبي 11/242 وتفسير الطبري 16/153.
(1/281)
{ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ} أي
لنُطَيِّرَنَّ تلك البُرَادة أو ذلك الرّماد في البحر.
98- {وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} أي وسع علمه كل شيء.
100- {يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا} أي إثمًا.
101- {خَالِدِينَ فِيهِ} أي في عذاب ذلك الإثمِ.
102- {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} أي بِيض
العيون من العمى: قد ذهب السَّوَادُ والنَّاظِرُ.
103- {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} أي يُسَارُّ بعضهم بعضًا.
يقال: خَفَتَ الدعاء وخَفَت الكلام: إذا سكن.
104- {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} أي رأيًا.
106- {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا} والقاع من الأَرض:
المُسْتَوِي الذي يعلوه الماء، والصَّفْصَفُ: المستوي. يريد لا
نَبْتَ فيها.
و (الأَمْتُ) : النَّبَكُ (1) .
108- {يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ} أي لا يَعْدِلُون
عنه ولا يُعَرِّجون في اتباعهم.
{وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ} أي خَفِيتْ.
{فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا} أي إلا صوتًا خفيًّا. يقال: هو
صوت الأقدام.
111- {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} أي ذَلَّتْ. وأصله من عَنِيتُه: أي
حبسته. ومنه قيل للأسير: عانٍ.
112- {وَلا هَضْمًا} أي نَقِصَةً. يقال: تَهَضَّمَنِي حقِّي
وهَضَمنِي. ومنه
__________
(1) الأمت: النباك، وهي التلال الصغار، واحدها نبك؛ أي هي أرض
مستوية لا انخفاض فيها ولا ارتفاع، كما في تفسير القرطبي
11/246.
(1/282)
هَضِيمُ الكَشْحَيْن: أي ضامر
الجَنْبَيْنِ، كأنهما هُضِمَا. وقوله: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا
هَضِيمٌ} (1) أي مُنْهَضِم.
114- {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى
إِلَيْكَ وَحْيُهُ} أي لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ من وحيه
إليك. وكان رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله – يبادر
بقراءته قبل أن يتمم جبريلُ، خوفًا من النسيان.
115- {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ}
أي ترك العهدَ (2) .
{وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} أي رأيا مَعْزُومًا عليْه.
119- {وَلا تَضْحَى} أي لا يصيبك الضُّحَى، وهو الشمس (3) .
124- {مَعِيشَةً ضَنْكًا} أي ضَيِّقَة.
128- {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ} أي يُبَيِّنْ لهمْ.
129- {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ
لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى} أي لولا أن الله جعل الجزاء يوم
القيامة، وسبقت بذلك كلمتُه لكان العذاب لزاما، أي ملازمًا لا
يفارق. مصدر لازَمْتُه. وفيه تقديم وتأخير. أراد: لولا كلمة
سبقتْ وأجلٌ مسمى – لكان العذاب لِزَامًا (4) . وفي تفسير أبي
صالح: لزاما: أَخْذًا (5) .
130- {آنَاءِ اللَّيْلِ} ساعاته. واحدها إِنْيٌ.
131- و {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ} أي زينتها، وهو من زَهْرَة
النبات وحُسْنه.
{لِنَفْتِنَهُمْ} أي لِنَخْتَبِرَهُم.
132- {لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} أي لا نسألك رزقا لخلْقنا، ولا
رزقا لنفسك.
__________
(1) سورة الشعراء 148.
(2) تأويل مشكل القرآن 382.
(3) في تفسير الطبري 16/162 "يقول: لا تظهر للشمس فيؤذيك
حرها".
(4) نقله القرطبي في تفسيره 11/260.
(5) الدر المنثور 4/312.
(1/283)
سورة الأنبياء
1- {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} أي قربتْ القيامةُ
{وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}
6- {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} أي:
ما آمنت بالآيات.
8- {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}
كقولهم: {مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} (1) فقال الله: ما
جعلنا الأنبياء قبله أجسامًا لا تأكلُ الطعام ولا تموتُ،
فنجعلَه كذلك.
10- {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ
ذِكْرُكُمْ} أي شرَفُكم وكذلك قوله: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ
وَلِقَوْمِكَ} (2) .
11- {قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} أي أهلكنا. وأصل القَصْم:
الكسر.
12- {إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} أي يَعْدُون. وأصل
الرَّكْض: تحريك الرجلين؛ تقول: رَكَضْتُ الفرس: إذا
أَعْدَيْتَهُ بتحريك رجليك فعدا. ولا يقال: فَرَكَضَ (3) ،
ومنه قوله: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ} (4)
.
13- {وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} أي إلى نعمكم
التي أَتْرَفَتْكُمْ.
15- {خَامِدِينَ} قد ماتوا فسكَنُوا وخَمَدوا.
__________
(1) سورة المؤمنون 24.
(2) في تفسير القرطبي 11/273.
(3) في اللسان 6/19 "وركضت الفرس برجلي، إذا استحثثته ليعدو،
ثم كثر حتى قيل ركض الفرس إذا عدا، وليس بالأصل. والصواب ركض
الفرس، على ما لم يسم فاعله، فهو مركوض".
(4) سورة ص 42.
(1/234)
17- {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ
لَهْوًا} أي ولدًا. ويقال: امرأةً. وأصل اللهو: النكاحُ. وقد
ذكرت هذا في كتاب "تأويل المشكل" (1) .
{لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} أي مِنْ عندِنا لا عندِكم.
18- {فَيَدْمَغُهُ} أي يكسره. وأصل هذا إصابة الرأسِ والدماغِ
بالضرب وهو مقتل.
{فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} أي زائلٌ ذاهب.
19- {وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} أي لا يعيون (2) . والحَسِير:
المنقطع به الواقف إعياءً أو كلالا.
21- {هُمْ يُنْشِرُونَ} أي يُحيون الموتى.
24- {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} أي حُجَّتَكم.
{هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ} يعني القرآن.
{وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} يعني الكتب المتقدمة من كتب الله.
يريد أنه ليس في شيء منها أنه اتخذ ولدًا.
27- {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} لا يقولون حتى يقولَ ويأمر
وينهى، ثم يقولون عنه. ونحوه قوله: {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (3) أي لا تقدِّموا القول بالأمر
والنهي قبلَه.
28- {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} أي خائفون.
30- {كَانَتَا رَتْقًا} أي كانتا شيئا واحدًا مُلْتَئِمًا،
ومنه يقال: هو يَرْتُق الفَتْقَ، أي يَسدُّه. وقيل للمرأة:
رَتْقَاء.
__________
(1) راجع ص 123-124 وانظر تفسير القرطبي 11/276.
(2) وهذا تفسير قتادة، كما في الطبري 17/9.
(3) سورة الحجرات 1.
(1/285)
{فَفَتَقْنَاهُمَا} يقال: كانَتَا
مُصْمَتَتَيْنِ، فَفَتَقْنَا السماءَ بالمطر، والأرضَ بالنبات
(1) .
32- {سَقْفًا مَحْفُوظًا} من الشياطين، بالنجوم.
{وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} أي عمَّا فيها: من الأدلة
والعبر.
37- {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} أي خُلقتْ العجلةُ في
الإنسان، وهذا من المقدم والمؤخر، وقد بينت ذلك في كتاب
"المشكل" (2) .
43- {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} أي لا يجيرُهم منَّا أحدٌ؛
لأن الْمُجِيرَ صاحبٌ لجاره.
44- {أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا
مِنْ أَطْرَافِهَا} أي نَفْتَحُها عليك.
44- {أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} مع هذا؟! .
51- {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ} أي
وهو غلام.
58- {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا} أي فُتَاتًا. وكل شيء كسرته: فقد
جَذَذْتَهُ. ومنه قيل للسَّويق: جَذِيذٌ.
60- {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ} أي يَعيبُهم. وهذا
كما يقال: لئن ذكرتني لَتَنْدَمَنَّ. يريد: بسوء.
61- {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} أي بِمَرْأًى من
الناس: لا تأتوا به خِفْيَة.
__________
(1) وهذا أولى الأقوال بالصواب عند الطبري 17/15 "لدلالة قوله:
(وجعلنا من الماء كل شيء حي) على ذلك، وأنه جل ثناؤه لم يعقب
ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه".
(2) راجع ص 152.
(1/286)
65- {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} أي
رُدُّوا إلى أوّل ما كانوا يعرفونها به: من أنها لا تَنْطق؛
فقالوا: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} ؛ فحذف
"قالوا" اختصارًا.
69- {كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا} أي وسلامةً. لا تكوني بردًا
مُؤْذِيًا مضرًّا.
72- {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} دعا
بإسحاق فاستُجيب له، وزِيدَ يعقوبُ نافلةً. كأنه تطوُّعٌ من
الله وتفضُّلٌ بلا دعاء، وإن كان كلٌّ بفضله.
78- {نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} رعتْ ليلا. يقال:
نَفَشَت الغنمُ بالليل، وهي إبلٌ، نَفَشٌ ونُفَّشٌ ونُفَّاشٌ.
والواحد نَافِشٌ. وسَرَحَتْ، وسَرَبَتْ بالنَّهار.
80- {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} يعني الدُّروع.
{لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} أي من الحرب.
81- {عَاصِفَةً} شديدة الحر.
وقال في موضع آخر: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي
بِأَمْرِهِ رُخَاءً} (1) أي ليِّنَةً كأنها كانت تشتدُّ إذا
أراد، وتَلِينُ إذا أراد.
87- {وَذَا النُّونِ} ذا الحوتِ. والنُّونُ: الحوت.
{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أي نُضَيِّقَ عليه.
يقال: فلان مُقَدَّر عليه، ومُقَتَّر عليه في رزقه. وقال:
{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}
(2) أي ضَيَّق عليه في رزقه (3) .
__________
(1) سورة ص 36.
(2) سورة الفجر 16.
(3) راجع تفسير ابن قتيبة لهذه الآية في تأويل مشكل القرآن
312-316 وانظر تفسير القرطبي 11/329 وتفسير الطبري 17/61.
(1/287)
93- {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}
أي تفرّقوا فيه واختلفوا.
94- {فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} أي لا نجْحَدُ ما عَمِل.
95- {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا
يَرْجِعُونَ} أي حرامٌ عليهم أن يرجعوا. ويقال: حرامٌ: واجبٌ.
وقال الشاعر:
فإنَّ حَرَامًا لا أرى الدهرَ باكيًا ... على شَجْوِهِ إِلا
بكَيتُ على عَمْرو (1)
أي واجبًا.
ومن قرأ: "حِرْمٌ" فهو بمنزلة حَرَام. يقال: حِرْمٌ وحرامٌ؛
كما يقال: حِلٌّ وحلالٌ.
96- {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ} أي من كل نَشْزٍ من الأرض
وأكَمَةٍ.
{يَنْسِلُونَ} من النَّسَلان. وهو: مُقَارَبَةُ الخطْو مع
الإسراع، كمشيِ الذئبِ إذا بادر. والعَسَلان مِثله.
97- {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} يعني يوم القيامة.
98- {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ما أُلقي فيها، وأصله من الحصْبَاء،
وهي: الحصى.
يقال: حَصَبْتُ فلانًا: إذا رميتَه حَصْبًا – بتسكين الصاد –
وما رَمَيْتَ به: حَصَبٌ، بفتح الصاد. كما تقول: نَفَضْتُ
الشجرة نَفْضًا. وما وقع من ثمرها: نَفَضٌ؛ واسم حصى الحجارة:
حَصَبٌ.
104- {السِّجِلِّ} الصحيفة.
__________
(1) البيت لعبد الرحمن بن جمانة المحاربي الجاهلي، كما في
اللسان 15/16 ونسب للخنساء في تفسير القرطبي 11/340 والبحر
المحيط 6/339 وفيهما "بكيت على صخر" ولا يوجد البيت في
ديوانها.
(1/288)
105- {أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ
الصَّالِحُونَ} يقال: أرض الجنة، ويقال: الأرض المقدَّسة،
ترثها أمةُ محمد صلى الله عليه وعلى آله.
109- {آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} أي: أعلمتكم وصرتُ أنا وأنتم
على سواء، وإنما يريد نابَذْتكُم وعاديتكم وأعلمتكم ذلك،
فاستوَيْنا في العلم. وهذا من المختصر (1) .
__________
(1) راجع تأويل مشكل القرآن 16.
(1/289)
|