غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر سورة الفرقان
مكية كلها
1- {تَبَارَكَ} من البرَكة.
3- و (النُّشُورُ) : الحياةُ بعد الموت.
{افْتَرَاهُ} تَخَرَّصَه.
12- {سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} أي: تغيظًا عليهم.
كذلك قال المفسرون (1) .
وقال قوم: "بل يسمعون فيها تَغَيُّظَ المعذبين وزفيرَهم".
واعتبروا ذلك بقول الله جل ثناؤه: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ
وَشَهِيقٌ} (2) واعتَبر الأوَّلون قولَهم، بقوله تعالى في سورة
الملك: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} (3) وهذا أشْبَهُ
التفسيرَين -إن شاء الله- بما أريد؛ لأنه قال سبحانه:
{سَمِعُوا لَهَا} ؛ ولم يقل: سمعوا فيها، ولا منها.
13- {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} أي: بالهَلَكة. كما يقول
القائل: واهَلاكاه!.
__________
(1) تفسير القرطبي 13/8 والطبري 18/40.
(2) سورة هود 106.
(3) الآية الثامنة.
(1/310)
18- {نَسُوا الذِّكْرَ} يعني: القرآنَ.
{وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} أي هَلْكى، وهو من "بَارَ يَبُور":
إذا هلَك وبطَل. يقال: بار الطعامُ، إذا كَسَد. وبارت الأيّمُ:
إذا لم يُرغبْ فيها. وكان رسول الله -صلى الله عليه- يتعوَّذُ
بالله من بَوَار الأيِّم (1) .
قال أبو عبيدة: "يقال: رجل بُورٌ، [ورجُلان بُورٌ] ، وقوم بور.
ولا يجمع ولا يثنى". واحتج بقول الشاعر:
يا رسولَ المَلِيكِ! إنَّ لِساني ... راتِقٌ ما فَتَقْتُ إذْ
أنَا بُورُ (2)
وقد سمعنا [هم يقولون] : رجل بائرٌ. ورأيناهم ربما جمعوا
"فاعِلا" على "فُعْلٍ"، نحو عائذٍ وعُوذٍ، وشارِفٍ وشُرْفٍ.
19- {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا} قال يُونُس:
الصَّرفُ: الحيلةُ من قولهم: إنه لَيَتَصرَّف [أي يحتال] .
فأما قولهم: "ما يُقبَل منه صَرْفٌ ولا عدْلٌ"؛ فيقال (3) إن
العدل الفَرِيضةُ، والصرفَ النافلةُ. سميتْ صرفًا: لأنها
زيادةٌ على الواجب.
وقال أبو إدريسَ الخَولانِيُّ (4) "مَن طلبَ صَرْف الحديث
-يبتغي به إقْبالَ وجُوه الناس إليه - لم يَرَحْ رائحةَ
الجنةِ". أي طلب تحسينه بالزيادة فيه.
وفي رواية أبي صالح: "الصَّرْف: الدِّيةُ. والعَدْلُ: رجلٌ
مثلُه" كأنه يُراد: لا يُقبلُ منه أن يفتديَ برجل مثله وعدلِه،
ولا أن يَصرفَ عن نفسه بديةٍ.
__________
(1) النهاية لابن الأثير 1/98 واللسان 5/154.
(2) البيت لعبد الله بن الزبعرى في طبقات فحول الشعراء 202
وتفسير الطبري 18/143، والقرطبي 13/11 واللسان 5/153.
(3) قال ذلك أبو عبيد، كما في اللسان 11/93.
(4) اللسان 11/93 والنهاية 2/360.
(1/311)
ومنه قيل: صَيْرَفِيٌّ، وصرَفتُ الدراهمَ
بدنانير. لأنك تصرفُ هذا إلى هذا.
{وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ} أي يكفرْ.
20- {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} يعني: الشريفَ
للوضيع، والوضيعَ للشريف.
21- {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} أي لا
يخافون.
22- {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا} أي: حرامًا محرَّمًا أن
تكون لهم بُشْرَى.
وإنما قيل للحرام حِجْرٌ: لأنه حُجِرَ عليه بالتحريم. يقال:
حَجَرتُ حَُجْرًا. واسمُ ما حجرتَ عليه: حَِجْرٌ.
23- {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ} أي عَمَدْنا
إليه.
{فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} وأصل "الهباء المنثُور":
ما رأيته في الكَُوَّة، مثلَ الغُبار، من الشمس. واحدها:
هَبَاءة. و "الهباء المُنْبَثُّ": ما سطع من سنابك الخيل. وهو
من "الهَبْوَة". والهبوةُ: الغبار.
25- {تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} أي تتشقق عن الغمام.
وهو: سحابٌ أبيضُ، فيما يُذْكر (1) .
__________
(1) تفسير الطبري 19/5 والقرطبي 13/23.
(1/312)
27- {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلا} أي سببًا ووُصْلةً.
30- {يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ
مَهْجُورًا} هجروا فيه، أي: جعلوه كالهذَيان. والهُجْر الاسم.
يقال: فلان يَهْجُر في منامه، أي: يَهْذِي.
38- {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} والرسُّ: المَعْدِن. قال الجعديُّ:
تَنَابِلَةٌ يَحْفِرُونَ الرِّسَاسَا (1)
أي آبارَ المعدن. وكلُّ رَكِيَّة تُطْوَى (2) فهي: رسٌّ.
39- {تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا} أي أهلَكْنا ودمَّرْنا.
43- {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} يقول: يتَّبع
هواه ويَدَعُ الحقَّ، فهو له كالإله.
{أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا} أي كَفِيلا. وقيل:
حافظًا.
45- {كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} وامتدادُه: ما بين طلوع الفجر إلى
طلوع الشمس.
{وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا} أي مستَقِرًّا دائمًا لا
تَنْسَخُهُ الشمس.
46- {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} أي
خفيًّا. كذلك هو في بعض اللغات.
47- {جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا} أي سِترًا.
{وَالنَّوْمَ سُبَاتًا} أي راحةً. وأصل السُّبَات: التمدُّدُ.
وقد بينت هذا في كتاب "المشكل" (3) .
__________
(1) له في اللسان 7/402 وغير منسوب في تفسير القرطبي 13/32
والطبري 19/10 وصدره:
"سبقت إلى فرط باهل"
(2) الركية: البئر. وتطوى تعرش بالحجارة، راجع اللسان 19/50،
243.
(3) راجع ص 23، 56، 57، 109، 110.
(1/313)
{وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} أي
ينتشِرُون فيه.
50- {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} يعني المطرَ: يَسقي
أرضًا، ويتركُ أرضًا.
52- {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ} أي بالقرآن.
53- {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} أي خَلاهما. يقال:
مَرَج السلطانُ الناسَ؛ إذا خَلاهم. ويقال: أَمْرَجَ الدابةَ؛
إذا رعاها.
و (الْفُرَاتُ) العذْبُ.
و (الأجَاجُ) أشدُّ المياه ملوحةً. وقيل: هو الذي يُخالطُه
مرارة. ويقال: ماءٌ مِلحٌ؛ ولا يقال: مالحٌ.
{وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} أي حاجزا -وكذلك الحَجْز
والحِجَاز-: لئلا يختلطا.
54- {خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا} يعني من النُّطْفة.
{فَجَعَلَهُ نَسَبًا} يعني: قَرَابةَ النَّسب.
{وَصِهْرًا} يعني: قرابةَ النكاح.
55- {ظَهِيرًا} أي عونًا.
62- {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} أي يَخْلُفُ هذا
هذا. قال زهير:
بها الْعِينُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وَأطْلاؤُهَا
يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ (1)
__________
(1) ديوانه 5 وشرح القصائد العشر 101 واللسان 10/434 وتفسير
الطبري 19/21 والقرطبي 13/65.
(1/314)
"الآرَامُ ":الظِّبَاءُ البيض (1) .
والآرام: الأعلام. واحده: أَِرَِمٌ. أي إذا ذهب فَوْجُ الوحش،
جاء فوجٌ.
63- {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} أي عبيدُ الرحمن. نسبَهم إليه
-والناسُ جميعًا عبيدُه-: [لاصطفائه] إيَّاهم. كما يقال: "بيت
الله" -والبيوتُ كلُّها لله- و "ناقةُ اللَّهِ".
{يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا} أي مشيًا رُوَيْدًا.
{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} أي
سَدَادًا من القول: لا رَفَثَ فيه، ولا هُجْرَ.
65- {كَانَ غَرَامًا} أي هَلَكةً.
68- {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} أي عقوبةً. قال
الشاعر:
[عَقُوقًا] والعُقُوقُ له أَثامُ (2)
أي عقوبة.
72- {مَرُّوا كِرَامًا} لم يَخُوضُوا فيه، وأكرَمُوا أنفسَهم
عنه.
73- {لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} أي لم
يتغافلوا عنها: فكأنهم صمٌّ لم يسمعُوها، عميٌ لم يَرَوْها.
77- {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} مفسر في كتاب "المشكل"
(3) .
__________
(1) واحده رئم، كما في اللسان 14/280، 15/115.
(2) صدره:
"جزى الله ابن عروة حيث أمسى"
وهو لبلعام بن قيس الكناني، كما في تفسير الطبري 19/26 أو
لشافع الليثي، كما في اللسان 14/271 وغير منسوب في تفسير
القرطبي 13/76 والبحر المحيط 6/515.
(3) راجع ص 339.
(1/315)
سورة الشعراء
مكية كلها إلا خمس آيات من آخرها (1)
7- {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي من كل جنس حَسَن.
14- {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} أي عندي ذنبٌ.
16- {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الرسول يكون بمعنى
الجميع، كما يكون الضيفُ. قال: {هَؤُلاءِ ضَيْفِي} (2) وكذلك
الطفلُ؛ قال: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا} (3) وقال أبو عبيدة:
"رسولٌ بمعنى: رسالة". وأنشد:
لَقَدْ كَذَبَ الواشُونَ; ما بُحْتُ عندَهمْ ... بِسِرٍّ, ولا
أرسَلْتُهمْ برَسولِ (4)
أي برسالة.
19- {وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} للنِّعمة.
20- {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} قال
أبو عبيدةَ (5) "يعني من الناسِين". واستَشْهد بقوله عز وجل في
موضع آخرَ: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا} أي تَنْسَى،
{فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} (6) .
22- {عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} اتَّخذتَهم عبيدًا.
__________
(1) من 223 - إلى 227 راجع البحر المحيط 7/5 والقرطبي 13/87.
(2) سورة الحجر 68.
(3) سورة الحج 5.
(4) البيت لكثير في اللسان 13/301 وغير منسوب في تفسير الطبري
19/41 والقرطبي 13/93-94.
(5) القرطبي 13/95.
(6) سورة البقرة 282، وانظر تأويل مشكل القرآن 353.
(1/316)
36- {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} أي أخِّره وأخاه.
50- {قَالُوا لا ضَيْرَ} هي من "ضَارَه يَضُوره ويَضِيره"
بمعنى: ضَرَّه. وقد قرئ بها: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا
لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} (1) ؛ يعني: لا يَضُرُّكم
شيئًا.
54- {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ} أي طائفة.
60- {فَأَتْبَعُوهُمْ} لَحِقُوهم.
{مُشْرِقِينَ} مُصْبِحين حين شَرَقت الشمس، أي طَلَعتْ. يقال:
أَشْرَقْنا؛ أي دخلنا في الشُّروق. كما يقال: أمْسَيْنا
وأصْبَحْنا؛ إذا دخلنا في المَساء والصَّباح. ومنه قول العرب
في الجاهلية: "أشْرِقْ ثَبِيرُ، كَيْما نُغِيرَ" (2) . أي
ادخُلْ في شروق الشمس.
63- و (الطَّوْد) الجَبَل.
64- {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ} قال الحسن: أهلَكْنا (3)
.
وقال غيره: (4) جَمَعْنا. أراد: جمعناهم في البحر حتى غَرِقوا.
قال: ومنه قيل: "ليلةُ المُزْدَلِفَة" أي ليلة الازْدِلاف، وهو
الاجتماع. ولذلك قيل للموضع: "جَمْعٌ".
ويقال: {أَزْلَفْنَا} قَدَّمْنا وقرَّبْنا. ومنه "أزْلَفَك
الله" أي قَرَّبك. ويقال أزلَفَني كذا عند فلان؛ أي قَرَّبَنِي
منه منظرًا. و "الزُّلَفُ": المَنازل والمَراقي؛ لأنها تَدْنوا
بالمسافر والراقي والنازل.
وإلى هذا ذهب قَتَادةُ (5) فقال: قَرَّبهم الله من البحر حتى
أغرقهم فيه،
__________
(1) سورة آل عمران 120.
(2) اللسان 5/168، 12/42 وثبير: جبل معروف عند مكة.
(3) تفسير الطبري 19/52 واللسان 11/38.
(4) كأبي عبيدة، كما في تفسير القرطبي 13/107.
(5) البحر المحيط 7/20.
(1/317)
ومنه: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
لِلْمُتَّقِينَ} (1) أي أُدْنِيَتْ.
وكلُّ هذه التأويلات متقاربةٌ يرجعُ بعضها إلى بعض.
89- {إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} أي خالصٍ من
الشِّرْك.
94- {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} أي أُلقُوا على رءوسهم. وأصل الحرف:
"كُبِّبُوا" من قولك: كَبَبتُ الإناء. فأبدَلَ من الباء الوسطى
كافًا: استثقالا لاجتماع ثلاث باءات (2) . كما قالوا:
"كُمْكِمُوا" من "الكُمَّة" - وهي: القَلَنْسُوَة- والأصل:
"كُمِّمُوا" (3) .
118- {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ} أي احكم بيني وبينهم
واقض. ومنه قيل للقاضي: الفَتَّاحُ (4) .
119- و {الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} المملوء. يقال: شَحَنْتُ
الإناء، إذا ملأته.
128- (الرِّيعُ) الارتفاعُ من الأرض. جمع "رِيعَة". قال ذو
الرُّمَّة يصف بازِيًا:
طِرَاقُ الْخَوَافِي مُشْرِقًا فَوْقَ رِيعَةٍ ... نَدَى
لَيْلِهِ في رِيشِهِ يَتَرَقْرَقُ (5)
والرِّيع أيضًا: الطريقُ. قال المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ -وذكر
ظُعُنًا-:
في الآلِ يَخْفِضُهَا ويَرْفَعُها ... رِيعٌ يلُوحُ كأنَّه
سَحْلُ (6)
و"السَّحْلُ": الثوب الأبيض. شَبَّه الطريق به.
__________
(1) سورة الشعراء 90.
(2) اللسان 2/190.
(3) النهاية 4/33 واللسان 15/431.
(4) اللسان 3/273 والنهاية 3/181 ومفردات الراغب 376 وتأويل
مشكل القرآن 376 وما تقدم ص 170.
(5) ديوانه 400 "واقع" وتفسير الطبري 19/58 واللسان 9/499 وغير
منسوب في تفسير القرطبي 13/123 والبحر المحيط 7/29.
(6) البيت له في السان 9/499، وتفسير القرطبي 13/122، والبحر
المحيط 6/30.
(1/318)
والآيَةُ: العَلَم.
129- و (المَصَانِعُ) البناء. واحدها: "مَصْنَعَة".
{لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} أي كيْما تَخْلُدوا. وكأن المعنى:
أنهم كانوا يَسْتَوْثِقُون في البناء والحصون، ويذهبون إلى
أنها تُحَصِّنُهُم من أقدار الله عز وجل.
130- {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} يقول إذا
ضَرَبْتُم: ضَرَبْتُم بالسياط ضَرْب الجبَّارين، وإذا عاقبتُم
قتلتُم.
137- (إِنْ هَذَا إِلا خَلْقُ الأَوَّلِينَ) أراد: اخْتلاقَهم
وكذبهم. يقال: خَلَقْتُ الحديثَ واخْتَلَقْتُهُ؛ إذا
افْتَعَلْتُهُ. قال الفرَّاء: (1) "والعربُ تقول للخُرافات:
أحاديثُ الخَلْق".
ومن قرأ: {إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ} أراد: عَادتهم وشأنَهم.
148- {طَلْعُهَا هَضِيمٌ} والهضيمُ: الطَّلْع قبل أن تَنْشَقَّ
عنه القشور وتَنْفتح. يريد: أنه منضمٌ مُكتَنز. ومنه قيل:
أهضَمُ الكَشْحَيْن، إذا كان مُنْضَمَّهما.
149- {فَارِهِينَ} أَشِرِين بَطِرِين. ويقال: الهاء فيه مبدلة
من حاء، أي فَرِحِينَ. و"الفرحُ" قد يكون: السرورَ، ويكون:
الأشَرَ. ومنه قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْفَرِحِينَ} (2) أي الأَشِرِين.
ومن قرأ: (فَارِهِينَ) فهي لغة أخرى. يقال: فَرِهٌ وفارِهٌ،
كما يقال: فَرِحٌ وفارِحٌ.
__________
(1) كما في اللسان 11/376. وانظر: تفسير القرطبي 13/125.
(2) سورة القصص 76.
(1/319)
ويقال: (فَارِهِينَ) حاذِقين (1) .
153- {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} أي من
المُعَلَّلِين بالطعام والشراب. يريدون: إنَّما أنت بشرٌ. وقد
تقدم ذكر هذا (2) .
155- {لَهَا شِرْبٌ} أي حظٌّ من الماء.
168- {مِنَ الْقَالِينَ} أي من المُبْغِضِين. يقال: قَلَيْتُ
الرجلَ، أي أبغضته.
176- {الأَيْكَة} الغَيْضَةُ. وجمعها: "أيْكٌ".
184- (الْجِبِلَّةَ) : الخَلْق. يقال: جُبِلَ فلانٌ على كذا
وكذا؛ أي خُلِق. قال الشاعر:
والموتُ أعظمُ حادثٍ ... مِمَّا يَمُرُّ على الجِبِلَّةْ (3)
187- (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسْفًا) (4) أي قطعةً.
{مِنَ السَّمَاءِ} يقال: كِسْفٌ وكِسْفةٌ، كما يقال: قِطْعٌ
وقِطْعةٌ. و "كِسَفٌ" (5) جمع "كِسْفَة"، كما يقال: قِطَعٌ
[جمع قطعة] .
__________
(1) راجع في ذلك كله: تفسير القرطبي 13/129، والطبري 19/62،
والبحر المحيط 7/35 واللسان 17/417.
(2) راجع: صفحة 256 وهامشها، وتفسير القرطبي 13/130، والطبري
19/63.
(3) في تفسير القرطبي 13/136: "فيما".
(4) هذه قراءة جمهور القراء، وقرأ السلمي وحفص: بفتح السين. أي
قطعا، كما تقدم: ص 261، وقاله الطبري 19/66.
(5) وكذلك "كسف" بالسكون جمع كسفة، مثل سدر وسدرة. وإن كان من
قرأ به جعله واحدا، كما قال الأخفش. راجع: تفسير القرطبي
13/136، واللسان 15/155 و 11/209، والبحر المحيط 7/38.
(1/320)
197- {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ
يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} أي علامةً.
198- {عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ} يقال: رجلٌ أعجمُ، إذا كانت
في لسانه عُجْمَةٌ، ولو كان عربيَّ النَّسبِ، ورجلٌ أعجميٌّ:
إذا كان من العَجَم، وإن كان فصيحَ اللسان (1) .
200- {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ} يعني: التكذيب، أدخلناه {فِي
قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ}
212- {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} أي عن
الاستماع بالرَّجْم (2) .
223- وقوله: {يُلْقُونَ السَّمْعَ} أي يَسْتَرِقُونه.
224- {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} قوم يتَّبعونهم يَتَحَفَّظون
سبَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ويَرْوونه.
225- {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} أي
في كل وادٍ من القول، وفي كل مذهب.
{يَهِيمُونَ} يذهبون كما يذهب الهائمُ على وجهه (3) .
__________
(1) راجع تفسير الطبري 11/69، وكلام الفراء في تفسير القرطبي
13/139، واللسان 15/279-280.
(2) أي برمي الشهب. كما في تفسير القرطبي 13/142. وانظر ما
تقدم: ص 236.
(3) على غير قصد؛ بل جائرا عن الحق وطريق الرشاد وقصد السبيل.
كما قال الطبري 19/78.
(1/321)
سورة النمل
مكية كلها (1)
6- {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} أي: يُلْقَى عليك
فتَلَقَّاه أنت، أي تأخذُه.
7- (الشِّهَابُ) النارُ. والشهاب: الكوكب؛ في موضع آخر (2) .
و (القَبَسُ) النارُ تُقْبَسُ. يقال: قَبَستُ النار قبْسًا.
واسم ما قبَست: "قَبَسٌ".
10 - (الْجَانُّ) الحَيَّة التي ليست بعظيمة.
{وَلَمْ يُعَقِّبْ} لم يرجع. ويقال: لم يلتفت (3) يقال: كَرَّ
على القوم وما عَقَّب.
ويرى أهل النظر: أنه مأخوذ من "العَقِْب" (4) .
10-11- {يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ
الْمُرْسَلُونَ * إِلا مَنْ ظَلَم} مفسَّرٌ في كتاب "تأويل
المشكل" (5) .
__________
(1) بلا خلاف. كما في تفسير القرطبي13/154، والبحر المحيط
7/52.
(2) كما في سورة الحجر 18، والصافات 10، انظر ما تقدم: ص 236.
وراجع: تفسير القرطبي 156- 157.
(3) راجع: تفسير الطبري 19/84، والقرطبي 13/160.
(4) قال الطبري: ".. من قولهم: عقب فلان؛ إذا رجع على عقبه من
حيث بدأ" وراجع: اللسان 14/105.
(5) ص 169-172 وراجع تفسير القرطبي 13/160-161، والبحر المحيط
7/57.
(1/322)
12- {تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ
فِي تِسْعِ آيَاتٍ} أي هذه الآيةُ مع تسع آيات (1) .
16- {مَنْطِقَ الطَّيْرِ} قال قتادة (2) : النملُ من الطير.
17 - {فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي يدفعون (3) . وأصل "الوَزْع":
الكفُّ والمنعُ. يقال: وزَعتُ الرجل؛ إذا كففته. و "وازِعُ
الجيش" هو الذي يكفُّهم عن التفرُّق، ويردُّ من شذَّ منهم.
19- وقوله: {رَبِّ أَوْزِعْنِي} أي ألهِمْني (4) . وأصل
"الإيزَاع": الإغراء بالشيء. يقال: أوْزَعْتُه بكذا، أي
أغريتُه به. وهو مُوزَعٌ بكذا، ومُولَعٌ بكذا. ومنه قول أبي
ذُؤَيْب في الكلاب:
أُولَى سَوَابِقِها قَرِيبًا تُوزَعُ (5)
أي تُفْرَى بالصيد.
21- {لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا} يقال: نتْفُ الرِّيش
(6) .
{أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي بعُذرٍ بَيِّنٍ.
23- {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} أي سرير.
25- {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ} أي المستَتِرَ فيهما.
__________
(1) راجع: تأويل المشكل 168، وتفسير القرطبي 13/162.
(2) والشعبي. كما في تفسير القرطبي 13/166-167، والبحر المحيط
7/59. وراجع: تأويل المشكل 84.
(3) أي: يرد أولهم على آخرهم، كما قال قتادة. واختاره الطبري
19/88، والقرطبي. وانظر: البحر المحيط 7/60، واللسان 10/270.
(4) كما في تفسير الطبري، والقرطبي 13/176، واللسان 10/271.
وانظر: البحر المحيط 7/63.
(5) ديوانه 11 وصدره:
"فغدا يشرق متنه فبدا له"
أي فغدا الثور يشرق للشمس ليجف ما عليه من الندى، فظهر له أولى
سوابق الكلاب قريبا توزع.
(6) راجع: تفسير الطبري 17/90، والقرطبي 13/180، والبحر المحيط
7/65.
(1/323)
وهو من "خبَأْتُ الشيءَ": إذا أخفيته.
وقالوا: "خبْءُ السماء: المطر. وخَبْءُ الأرض: النباتُ (1) ".
29- {أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} أي شريفٌ: بشرف
صاحبِه. ويقال: بالخاتِم (2) .
31- {أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ} من "العُلوِّ": أي لا تتكبَّروا.
37- {لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} أي لا طاقة.
39- {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ} أي شديدٌ وثيقٌ وأصله:
"عِفْرٌ" (3) زيدتْ التاء فيه. يقال: عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ،
وعِفْرِيَةٌ ونِفْرِيَةٌ، وعُفَارِيَةٌ ولم يُسمع
بـ"نُفَارِيَة" (4) .
{قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} أي من مجلسك الذي قعدت
فيه للحكم.
قال الله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} (5) أي
في مجلس. ويقال للمجلس: مَقَامٌ ومقامةٌ. وقال في موضع آخر:
{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} (6) أي في مجلسِ.
40- وقوله: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} ؛ قيل
في تفسير أبي صالح: "قبل أن يأتيك الشيءُ (7) من مَدِّ البصر"
ويقال: بل أراد قبْل أن تَطْرِفَ.
{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} أي رأى العرش.
__________
(1) تفسير الطبري 19/93، والقرطبي 13/187.
(2) تأويل المشكل 377، وتفسير الطبري 19/95، والقرطبي
13/191-192.
(3) قرأت به جماعة، كما في تفسير القرطبي 13/203، والبحر
المحيط 7/76. وراجع: تفسير الطبري 19/101، واللسان 6/263،
والنهاية 3/109 و 4/163.
(4) قد ورد في اللسان 7/85.
(5) سورة الدخان 51، وراجع: تفسير الطبري 19/102، والقرطبي
13/204، واللسان 15/399، ومفردات الراغب 429.
(6) انظر: مفرادت الراغب 419.
(7) في تفسير الطبري 19/103: "الشخص" وانظر: تفسير القرطبي
13/206، والبحر المحيط 7/77.
(1/324)
41- {نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} أي
غيِّروه. يقال (1) نَكَّرْتُ الشيء فتَنَكَّر، أي غيَّرتُه
فتغيَّر.
44- (الصَّرْح) القصر. وجمعه: "صُروحٌ". ومنه قول الهُذَلِي:
تَحْسَِبُ أَعْلامَهُنَّ الصُّروحَا (2)
ويقال (3) "الصَّرحُ: بلاطٌ اتُّخِذ لها من قَواريرَ، وجُعل
تحته ماء وسمكٌ".
و (المُمَرَّدُ) الأمْلس. يقال: مَرَّدْتُ الشيءَ؛ إذا
بَلَّطته وأمْلسته. ومن ذلك "الأمْرَدُ": الذي لا شعرَ على
وجهه. ويقال للرملة التي لا تُنْبِتُ: "مَرْدَاءُ".
ويقال: الممرَّدُ المطوَّل (4) . ومنه قيل لبعض الحصون:
"مارِدٌ". ويقال في مَثَل "تَمَرَّدَ ماردٌ، وعَزَّ
الأبْلَقُ". وهما حِصْنان (5) .
47- {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} أي
تَطَيَّرنا وتشاءَمْنا بك (6) . فأدغَمَ التاء في الطاء،
وأثبَتَ الألف: ليسلمَ السكونُ لما بعدها.
__________
(1) كما في اللسان 7/92. وانظر: تفسير القرطبي 13/207.
(2) هذا بعض بيت ورد هكذا في تفسير القرطبي 13/209: والبيت
لأبي ذؤيب كما في اللسان 3/342، وديوانه 136 وهو بتمامه:
على طرق كنحور الظبا ... ء تحسب آرامهن الصروحا
(3) كما حكى في اللسان عن بعض المفسرين. وانظر: تفسير الطبري
19/106.
(4) ورد هذا وما قبله: في تفسير القرطبي 13/209، واللسان
4/408.
(5) الأبلق حصن السموءل، وَمَارِد حصن بدومة الجندل. وهذا
المثل للزباء، يضرب لكل عزيز ممتنع. راجع: اللسان 4/409، ومعجم
البكري 1/97 و 4/1175، وياقوت 1/86 و 7/360. ومجمع الأمثال
1/126 وجمهرة الأمثال 68.
(6) راجع: تفسير القرطبي 13/214، والطبري 19/107، واللسان
6/184، وتأويل المشكل 275.
(1/325)
{قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ} أي ليس
ذلك مني، وإنَّما هو من الله.
{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} أي تُبْتَلُون.
49- {تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} أي تحالَفُوا بالله:
{لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي لنهلكنهم ليلا،
(ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلَكَ
أَهْلِهِ) مُهْلَكَهُم (1) .
{وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} أي لنقولن له [ذلك] وإنا لصادقون.
60- (الحَدَائِقُ) البساتينُ. واحدها: "حَدِيقَةٌ". سميت بذلك:
لأنه يُحْدَقُ عليها، أي يُحْظَرُ [عليها حائطٌ] (2) . ومنه
قيل: حَدَّقْتُ بالقوم؛ إذا أحطت بهم.
{ذَاتَ بَهْجَةٍ} ذاتَ حُسن.
65- {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} مَتَى يُبعثون.
66- {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ} أي تَدَارَك ظنهم في الآخرة،
وتَتَابَع بالقول والحَدْس (3) .
{بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} أي من عِلْمِها.
72- {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} أي تَبِعَكم.
واللام زائدة، كأنه "رَدِفَكم".
وقيل في التفسير: "دَنَا لكم" (4) .
__________
(1) أي إهلاكهم، أو موضع هلاكهم. وهذه قراءة الجمهور. وقرأ أبو
بكر عن عاصم: بفتح الميم واللام. أي هلاكهم. وقرأ حفص: بفتح
الميم وجر اللام. فيكون اسم مكان، أو مصدرا.
(2) أي يقام عليها حظيرة من قصب وخشب. راجع: تفسير القرطبي
13/221، واللسان 5/279 و 11/321-322.
(3) تأويل المشكل وهامشه 275، وتفسير القرطبي 13/226، والبحر
المحيط 7/92-93، واللسان 12/303-305.
(4) هذا قول الفراء، كما في تفسير القرطبي 13/220، واللسان
11/17. واختاره الطبري 20/7: واختار الأول صاحب البحر المحيط
7/95.
(1/326)
82- {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ}
أي وَجَبَتِ الحُجَّة.
83- {فَهُمْ يُوزَعُونَ} أي يُحْبَسُ أوَّلُهم على آخرهم (1) .
88- {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} أي واقفةً:
{وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ} تَسِيرُ سَيْرَ {السَّحَابِ} هذا إذا
نُفِخ في الصُّورِ. يريد: أنها تُجْمَعُ وتُسَيَّرُ، فهي
لكثرتها كأنها جامدةٌ: وهي تَسيرُ. وقد بينا هذا في كتاب
"تأويل المشكل" (2) .
__________
(1) هذا قول مجاهد، كما في تفسير الطبري 20/12. وقد ذكر في
اللسان 10/270. وانظر: تفسير القرطبي 13/238.
(2) ص 4 وراجع: تفسير الطبري 20/14-15، والقرطبي 13/242،
والبحر المحيط 7/100.
(1/327)
|