غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر سورة الصافات
مكية كلها (1)
2-3- قال ابن مسعود: (الصَّافَّاتُ صَفًّا، فَالزَّاجِرَاتُ
زَجْرًا، فَالتَّالِيَاتُ ذِكْرًا) هم الملائكة (2) .
8- {لا يَسَّمَّعُونَ} أي لا يَتَسمَّعون. فأدغمت التاء في
السين.
{إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى} ملائكةِ اللَّه.
9- {دُحُورًا} يعني طردًا. يقال: دحَرتُه دَحْرًا ودُحورًا؛ أي
دفعتُه.
{وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} أي دائمٌ.
10- {فَأَتْبَعَهُ} أي لَحِقه.
{شِهَابٌ ثَاقِبٌ} كوكبٌ مضيءٌ بَيِّنٌ. يقال: أثْقِبْ نارَك،
أي أضئْها. و"الثَّقُوب" ما تُذْكَى به النارُ.
11- {فَاسْتَفْتِهِمْ} أي سَلْهم.
{مِنْ طِينٍ لازِبٍ} أي لاصقٍ لازمٍ. والباءُ تُبدلُ من الميم
لقربِ مَخْرَجَيْهِمَا.
12- {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} قال قتادةُ: "بل عجبتَ من
وحيِ الله وكتابِه، وهم يسخرون [بما جئتَ به] " (3) .
14- {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ} أي يَسْخَرون.
يقال: سَخِر واسْتَسْخَر؛ كما يقال: قَرَّ واسْتَقَرَّ. ومثله:
عَجِب واسْتَعْجَب. قال أوْس بن حَجَر:
ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى من أناتِنا ... ولو زَبَنَتْهُ
الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ (4)
ويجوز أن يكون: يسألون غيرَهم -من المشركين- أن يَسْخَروا من
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (5) . كما تقول:
اسْتَعْتَبْتُه: سألتُه العُتْبَى. واسْتَوْهَبْتُهُ: سألتُه
الهِبَةَ. واسْتَعْفَيْتُه سألتُه العفوَ.
22- {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أي
أشكالَهم. تقول العرب: زوجْتُ إبِلِي؛ إذا قرنْت واحدًا بآخرَ.
ويقال: (6) قُرَناؤُهم من الشياطين.
28- {كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} أي تخدعوننا
وتفتنوننا عن طاعة الله. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل" (7) .
47- {لا فِيهَا غَوْلٌ} أي لا تَغتالُ عقولَهم فتذهبَ بها.
يقال: "الخمرُ غَولٌ للحِلْم، والحربُ غَولٌ للنفوس". وغالني
غولا. و"الغَوْلُ":البُعد.
{وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} أي لا تذهبُ خمرُهم وتنقطعُ
ولا تذهبُ عقولُهم. يقال: نزفَ الرجلُ؛ إذا ذهب عقلُهُ وإذا
نَفِد شرابه.
وتُقْرَأُ: (يُنزفُونَ) من "أنزف الرجلُ": إذا حان منه النزفُ
__________
(1) بلا خلاف. على ما في تفسير القرطبي 15/61، والبحر 7/351.
(2) الدر المنثور 5/271، والقرطبي والبحر.
(3) الدر المنثور 5/272، تفسير الطبري 23/29.
(4) البيت له في ديوانه 43، واللسان 2/69 و15/147.
(5) البحر، وتفسير القرطبي.
(6) كما قال الضحاك ومقاتل. على ما في القرطبي 73 وانظر اللسان
3/117، وتأويل المشكل 326 و380.
(7) ص271. وانظر تفسير القرطبي 15/74-75.
(1/369)
أو وقع له النزفُ. كما يقال: أقْطَفَ
الكَرْمُ؛ [إذا حان قِطَافُه] ؛ وأحصَدَ الزَّرعُ [إذا حان
حَصاده] .
48- {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} أي قَصَرْن أبصارَهن على الأزواج
ولم يَطْمَعن إلى غيرهم وأصل "القصر": الحَبْس.
{عِينٌ} نُجْلُ العيونُ أي واسعاتُها. جمعُ "عَيْنَاءَ".
49- {كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ} العربُ تشبِّهُ النساءَ
ببيضِ النَّعامِ. قال امرؤ القيس:
كبِكْرِ المُقَاناتِ البَياضُ بِصُفْرةٍ ... غَذَاها نمِيرُ
الماءِ غيرَ مُحَلَّلِ (1)
و"المكنون": المَصُون. يقال. كَنَنْتُ الشيءَ؛ إذا صُنْتُه؛
وأكْنَنْتُه: أخفيتُه.
51- {إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} أي صاحبٌ.
53- {أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} أي مَجْزِيُّون بأعمالنا. يقال:
دِنْتُه بما صنع؛ أي جزَيتُه.
55- {سَوَاءِ الْجَحِيمِ} وسَطها (2) .
56- {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أي لتُهْلِكُني. يقال:
أرْدَيْتُ فلانًا، أي أهلكتُه. و"الرَّدَى": الموتُ والهلاكُ.
57- {لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} أي من المحضرين [في]
النار.
62- {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا} أي رزقًا. ومنه "إقامةُ الأنزال"
(3) . و"أنزالُ الجنود": أرزاقُها.
__________
(1) البيت له في اللسان 20/68، والبحر 7/360، وديوانه ...
.وراجع تفسير الطبري 23/36-37، والقرطبي 15/80-81، واللسان
17/241-242.
(2) تأويل المشكل 397، وتفسير الطبري 23/39، والقرطبي 15/83،
والبحر 7/362.
(3) القرطبي 15/85، واللسان 14/181، والطبري 23/40.
(1/371)
63- {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً
لِلظَّالِمِينَ} أي عذابًا.
65- {طَلْعُهَا} أي حَمْلُها. سمي طَلْعًا لطلوعه في كل سنة
(1) .
67- {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} أي
خِلْطًا من الماء الحارِّ يشربونه عليها.
69- {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ} أي وجدوهم
كذلك.
70- {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} أي يُسرِعون
و"الإهْراعُ": الإسراع، وفيه شَبِيهٌ بالرِّعدة.
78- {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ} أي أبقينا عليه ذِكْرًا حسنًا.
{فِي الآخِرِينَ} أي في الباقين من الأمم.
88-89- {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّي
سَقِيمٌ} مفسر في كتاب "تأويل المشكل" (2) .
93- {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا} أي مال عليهم يضربُهم.
{بِالْيَمِينِ} و"الرَّوَاغُ" منه.
94- {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} أي: يُسرعون إليه في
المشي. يقال: زَفَّتِ النَّعامةُ (3) .
97- {فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} أي في النار. و"الجحيمُ":
الجَمر. قال عاصم بن ثابت:
وضالَّةٌ مثلُ الجحيمِ المُوقَدِ (4)
__________
(1) تأويل المشكل 302، والقرطبي 15/86.
(2) 207 و260-261. وتفسير القرطبي 15/92-93.
(3) اللسان 11/36، والطبري 23/47، والقرطبي 15/65-96.
(4) أنشده الأصمعي، على ما في اللسان 14/351. وانظر الطبري
23/48.
(1/372)
أراد: سهامًا مثلَ الجمر. ويقال: "رأيتُ
جَحْمَةَ النارِ" أي تلهُّبَها؛ و"للنار جاحِمٌ" أي توقُّدٌ
وتلهُّبٌ.
102- {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} أي بلغ أن يَنْصرفَ
معه ويُعينَه (1) .
{قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ} أي سأذبحُك.
ولم يُردْ -فيما يرى أهلُ النظر- أنه ذَبَحه في المنام. ولكنه
أُمر في المنام بذبْحِه فقال: إني أَرَى في المنام أني
سأذبحُكَ.
ومثلُ هذا: رجلٌ رأى في المنام أنه يُؤذِّن -والأذانُ دليلُ
الحجِّ- فقال: إني رأيتُ في المنام أني أحُجُّ؛ أي سأحجُّ.
وقوله: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} دليلٌ على أنه أمر
بذلك في المنام.
103- {فَلَمَّا أَسْلَمَا} أي اسْتَسْلما لأمر الله.
و"سَلَّمَا" (2) مثلُه.
{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} (3) أي صَرَعه على جَبِينه، فصار أحد
جبينيه على الأرض. وهما جبينان والجبهةُ بينهما. وهي: ما أصاب
الأرضَ في السجود.
104-105- {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ
صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} أي حقَّقْتَ الرؤيا. أي صدقتَ الأمرَ في
الرؤيا وعملتَ به.
106- {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} أي الاختبار
العظيمُ (4) .
__________
(1) تأويل المشكل 390، وتفسير القرطبي 15/99، والطبري
23/48-49.
(2) وبه قرأ علي وابن مسعود وابن عباس وغيرهم. وقرئ أيضا
"استسلما". انظر البحر 7/370، والقرطبي 15/104، والطبري 23/50.
(3) راجع في الطبري 23/51، والبحر، وتأويل المشكل 197 - الكلام
عن زيادة الواو هنا.
(4) تأويل المشكل 360، والقرطبي 15/106، والطبري 23/51.
(1/373)
107- {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} أي
بكبشٍ. والذِّبح: اسم ما ذُبِحَ. والذَّبح بنصب الذال: مصدر
ذَبَحْتُ.
125- {أَتَدْعُونَ بَعْلا} أي ربًّا. يقال: أنا بعلُ هذه
الناقة، أي ربُّها. وبعلُ الدار أي مالكُها.
ويقال: بَعْلٌ صنمٌ كان لهم (1) .
140- {إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} أي السفينة المملوءة.
141- {فَسَاهَمَ} أي فقارَعَ.
{فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} أي من المَقْرُوعِين. يقال:
أدْحَض الله حُجَّتَه فدَحَضتْ؛ أي أزالها فزالتْ. وأصل
الدَّحْض: الزَّلَق.
وقال ابن عُيَيْنَةَ: {فَسَاهَمَ} أي قامَرَ. {فَكَانَ مِنَ
الْمُدْحَضِينَ} أي المَقْمُورِين".
142- {وَهُوَ مُلِيمٌ} أي مذنبٌ. يقال: ألامَ الرجلُ (2) ؛ إذا
أذنَب ذنبًا يُلامُ عليه.
143- {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} يقال: من
المصلِّين.
145- {فَنَبَذْنَاهُ} ألقَيْناه.
{بِالْعَرَاءِ} وهي: الأرضُ التي لا يُتَوَارَى فيها بشجر ولا
غيره. وكأنه من عَرِيَ الشيءُ.
__________
(1) تفسير الطبري 23/58-59، والقرطبي 15/116-117، والبحر
7/373، واللسان 13/62.
(2) تفسير الطبري 23/63، واللسان 16/32، وتأويل المشكل 314 لا
"لام" كما حرف في تفسير القرطبي 15/123.
(1/374)
146- و (الْيَقْطِينُ) الشجرُ الذي لا
يقومُ على ساقٍ. مثل القرع والحنظل والبِطِّيخ. وهو:
يَفْعِيلٌ.
147- {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}
أي ويزيدون. و"أو" معنى "الواو". على ما بينت في "تأويل
المشكل" (1)
149- {فَاسْتَفْتِهِمْ} أي سَلْهُم.
156- {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجةٌ بيِّنةٌ (2) .
158-160- {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا}
يقول: جعلوا الملائكة بناتِ اللَّه، وجعلوهم من الجن.
{وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ} يُريد: الذين جعلوهم
بناتِ اللَّهِ. {لَمُحْضَرُونَ} النارَ. {إِلا عِبَادَ اللَّهِ
الْمُخْلَصِينَ}
162- {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} أي بمُضِلِّينَ (3)
163- {إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} أي من قُضِيَ عليه أن
يَصْلَى الجحيمَ.
164- {وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} هذا قول
الملائكة.
166- {وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} أي المُصلُّون.
167- {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ} يعني: أهلَ مكةَ.
170- {فَكَفَرُوا بِهِ} بمحمد صلى الله عليه وعلى آله. أي
كذبوا بأنه مبعوث.
__________
(1) 414-415 وانظر تفسير القرطبي 15/132.
(2) تأويل المشكل 385، والقرطبي 15/134، والطبري 23/68.
(3) تفسير الطبري والقرطبي. وانظر تأويل المشكل 362.
(1/375)
سورة ص
مكية كلها
1- {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} أي ذي الشرف. مثل قوله تعالى:
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}
(1) .
ويقال: فيه ذِكرُ ما قبله من الكتب.
2- {وَشِقَاقٍ} عداوةٍ ومُباعدةٍ.
3- {وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ} أي لاتَ حين مَهْرَبٍ. والنَّوْص:
التأخُّر في كلام العرب.
و"البَّوْص": التقدُّم. قال امرؤ القيس:
أمِنْ ذِكْرِ لَيْلَى -إذ نَأَتْكَ- تَنُوصُ ... فَتَقْصُرُ
عنها خَطْوَةً وَتَبُوصُ?! (2)
وقال ابن عباس: ليس حينَ نزوٍ، و [لا] فِرارٍ (3) .
5- {عُجَابٌ} وعَجِيبٌ واحد. مثل طُوَال وطَوِيل وعُرَاض
وعَرِيض وكُبَار وكَبِير.
10- {فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبَابِ} أي في أبواب السماء، إن
كانوا صادقين. قال زُهيرٌ:
__________
(1) سورة الأنبياء 10. وانظر ما تقدم: ص 284 والطبري 23/75،
والقرطبي 15/144، والدر 5/296.
(2) البيت له في ديوانه ... ، واللسان 8/274 و372، وتفسير
الطبري 23/76. وصدره: في تفسير القرطبي 15/146، والبحر 7/381.
وانظر اللسان 273، وتأويل المشكل 255.
(3) تفسير الطبري 23/77، والقرطبي 15/145، والدر المنثور
5/296. وانظراللسان 371، وتأويل المشكل 403: و"النزو" ضرب من
العدو: كما في اللسان 20/193.
(1/376)
وَلَوْ نَالَ أسْبَابَ السَّمَاءِ
بِسُلَّمِ (1)
[وقال السُّدِّيُّ: في (الأسباب) : في الفضل والدين] قال أبو
عبيدة: تقول العرب للرجل -إذا كان ذا دِينٍ فاضلٍ-: قد ارتقى
فلانٌ في الأسباب. وقال غيره: كما يقال: قد بلغ السماءَ.
وأول هذه السورة مفسَّر في كتاب "تأويل المشكل" (2) .
12- {وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ} ذو البناء المحكَم. والعرب
تقول: هم في عزٍّ ثابت الأوتاد، ومُلكٍ ثابتِ الأوتاد. يريدون
أنه دائم شديد.
وأصل هذا أن البيت من بيوتهم يَثْبُت بأوتاده.
قال الأسود بن يَعْفُرَ:
في ظِلِّ مُلْكٍ ثَابِتِ الأَوْتَادِ (3)
وقال قتادة وغيره: هي أوتادٌ كانتْ لِفِرْعَوْنَ يُعَذِّبُ بها
الرجل، فيَمُدُّه بين أربعةٍ منها حتى يموت (4) .
13- و (الأَيْكَةُ) الغَيْضةُ.
{أُولَئِكَ الأَحْزَابُ} يريد الذين تَحَزَّبوا على أنبيائهم.
15- {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} قال قتادة: ما لها من
مَثْنَوِيَّةٍ.
وقال أبو عبيدة: من فَتَحها أراد: ما لها من راحةٍ ولا إفاقةٍ.
كأنه يَذهبُ
__________
(1) ورد في تفسير القرطبي 15/153، وتأويل المشكل 272. وصدره -
كما في ديوانه 30، وشرح القصائد العشر 120، واللسان 1/441:
*ومن هاب أسباب المنايا ينلنه*
وانظر تفسير الطبري 23/82، والدر المنثور 5/297.
(2) ص 232 و239 و255 و272-273 و387 و403 و408 و413.
(3) ورد له في البحر 7/386. وصدره - كما في تفسير القرطبي
15/155، والمفضليات 217:
*ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة*
(4) تفسير الطبري 23/83، والقرطبي 15/154، والبحر، والدار
5/297.
(1/377)
بها إلى إفاقةِ المريض من علَّتِه ومَن
ضَمَّها جعلها: فُواق ناقةٍ؛ وهو: ما بيْن الحَلْبَتَيْن. يريد
ما لها من انتظارٍ.
و"الفَوَاق" والفُوَاق واحدٌ -كما يقال: جَمَامُ المَكُّوكِ
وجُمَامُه- وهو: أن تُحلَبَ الناقةُ وتُترَكَ ساعةً حتى ينزل
شيءٌ من اللبن ثم تُحلَبَ. فما بين الحلبتين فَُواقٌ. فاستُعير
الفُوَاق في موضع التَّمَكُّثِ والانتظارِ.
16-17- {عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا} والقطُّ: الصحيفةُ المكتوبةُ؛
وهي الصَّكُّ.
وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك - حين أُنزلَ عليه: {فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} و (بِشِمَالِهِ) (1) -
يستهزئون. أي عجِّلْ لنا هذا الكتاب قبلَ يوم الحساب.
فقال الله: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}
{إِنَّهُ أَوَّابٌ} رَجَّاعٌ تَوَّاب.
20- و {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} يقال: أما بعدُ. ويقال: الشُّهودُ
والأيْمَانُ؛ لأن القطع في الحكم بهم (2) .
21- {تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} أي صَعِدوا.
22- {وَلا تُشْطِطْ} أي لا تَجُرْ علينا. يقال: أشْطَطتُ؛ إذا
جُرتُ. وشَطَّتْ الدَّارُ: إذا بعدتْ؛ فهي تَشُطُّ وتَشِطُّ.
{وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} أي قَصْدِ الطريق.
__________
(1) سورة الحاقة 19 و25. وانظر تفسير الطبري 23/85-86،
والقرطبي 15/157-158.
(2) تفسير الطبري 23/88-89، والقرطبي 15/162، والدر المنثور
5/300.
(1/378)
23- {فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} أي ضُمَّهَا
إليَّ واجعلني كافِلَها.
{وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} أي غلبني في القول.
ويقال: صار أعزَّ مني. يقال: عَازَزْتُهُ فعَزَزْتُهُ
وعَزَّني.
24- {بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} أي مضمومةً إلى
نعاجه؛ فاختُصر. ويقال: "إلى" بمعنى "مع".
و (الْخُلَطَاءُ) الشركاءُ.
25- {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} تَقَدُّمًا وقُرْبَةً.
31- و {الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} الخيلُ. يقال: هي القائمةُ
على ثلاثِ قوائم، وقد أقامت اليدَ الأخرى على طَرَف الحافر من
يدٍ كان أو رجلٍ. هذا قول بعض المفسرين (1) .
والصافِنُ - في كلام العرب: الواقفُ من الخيلِ وغيرها. قال
النبي صلى الله عليه وسلم: " مَن سرَّه أن يقومَ الرجالُ له
صُفُونًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِن النَّارِ "؛ أي
يُديمون له القيامَ (2) .
33- {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} أي أقْبَل
يمسَحُ بضرْبِ سوقِها وأعناقِها.
34- {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} يقال: شيطانٌ.
ويقال: صنمٌ.
36- {رُخَاءً} أي رِخْوَةً ليِّنةً.
{حَيْثُ أَصَابَ} أي حيث أراد من
__________
(1) كمجاهد. انظر تفسير الطبري 23/98-99، والقرطبي 15/193،
والدر المنثور 5/209، واللسان 17/115.
(2) القرطبي واللسان، والنهاية 2/268، والطبري 23/98.
(1/379)
النواحي. قال الأصمعي (1) العرب تقول: أصاب
الصواب فأخطأ الجواب. أي أراد الصواب.
38- (الأَصْفَادُ) الأَغلالُ في التفسير (2) .
39- {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ} أي فأعط أو
أمسك. كذلك قيل في التفسير (3) . ومثله: {وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ} (4) . أي لا تُعطِ لتأخُذَ من المكأفاة أكثر
مِمَّا أعطَيْتَ.
قال الفَرَّاءُ أراد: هذا عطاؤنا فمُنَّ به في العطية. أراد
أنه إذا أعطاه فهو مَنٌّ فسمَّى العطاءَ مَنًّا (5) .
41- (النُّصْبُ) والنَّصَبُ (6) واحدٌ - مثل حُزن وحَزن - وهو:
العَناء والتعب.
وقال أبو عبيدة (7) النُّصْب: الشر. والنَّصَب الإعياء.
42- {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} أي اضرب الأَرضَ برجلك. ومنه ركَضْتُ
الفَرسَ.
و (المُغْتَسَلُ) المَاءُ. وهو: الغَسُول أيضًا.
__________
(1) كما في اللسان 2/23. وروى نحوه القرطبي 15/205 عن ابن
الأعرابي، وصاحب البحر 7/398 عن الزجاج. وانظر الطبري
23/103-104.
(2) عن قتادة والسدي. انظر الطبري، والقرطبي 15/206، والدر
5/314.
(3) تفسير الطبري 23/105، والقرطبي 15/206، والدر المنثور
5/315، والبحر 7/399.
(4) سورة المدثر 6. وانظر تأويل المشكل 141، واللسان 17/306،
ومفردات الراغب 491.
(5) اللسان 17/306.
(6) ويقال: إنه قرئ بالثانية، أو بضم النون والصاد، أو بفتح
فسكون أيضا. انظر القرطبي 15/207، والطبري 23/106، والبحر
7/400.
(7) القرطبي. وانظر اللسان 2/254-255.
(1/380)
44- و (الضِّغْثُ) الحُزْمةُ من الخَلَى
والعِيدَانِ (1) .
52- {أَتْرَابٌ} أسنانٌ واحدةٌ.
57- (الْغَسَّاقُ) (2) . ما يَسيل من جلود أهل النار وهو
الصديد. يقال: غَسَقتْ عينُه؛ إذا سالتْ.
ويقال: هو البارد المُنْتِنُ.
58- {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ} أي مِن نحوِه.
{أَزْوَاجٌ} أي أصنافٌ. قال قَتادةُ (3) هو الزَّمْهَرِير.
61- {مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا} أي من سَنَّه وشَرَعه.
63- {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} (4) أي كنا نَسْخَر منهم.
ومَن ضم أولَه (5) جعله من "السُّخْرة". أي يَتَسَخَّرونهم
ويَسْتَذِلُّونهم. كذلك قال أبو عبيدة.
__________
(1) الطبري 23/108، واللسان 2/469 و18/266-267.
(2) بتشديد السين وتخفيفها. وقرئ بكل منهما. انظر الطبري
23/113، والقرطبي 15/221 والبحر 7/406، واللسان 12/163.
(3) أو ابن مسعود. انظر تفسير الطبري 23/114، والقرطبي
15/222-223، والبحر 7/406، والدر المنثور 5/318.
(4) بالوصل كما في الأصل. وهي قراءة الأعمش وأبي عمرو وحمزة
والكسائي. وقرأ نافع وابن كثير وعاصم وابن عامر وغيرهم:
(أتخذناهم) بالقطع، على الاستفهام.
(5) كنافع والمفضل وحمزة والكسائي. انظر القرطبي 15/225.
(1/381)
سورة الزمر
مكية إلا ثلاث آيات
وهي قوله: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} إلى
{تَشْعُرُونَ} (1) .
4- {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لاصْطَفَى
مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} أي لاختارَ ما يشاءُ من خلقه، لو
كان فاعلا. {سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
5- {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ} قال أبو عبيدةَ (2)
: يُدخِلُ هذا على هذا. وأصل التَّكْوِير اللَّفُ والجمعُ.
ومنه كَوْرُ العمامة. ومنه قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
(3) أي جُمعتْ ولُفَّتْ.
6- {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ
أَزْوَاجٍ} أي ثمانيةَ أصناف، وهي التي ذكرها الله -عز ذكره-
في سورة الأنعام (4) .
{يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ
خَلْقٍ} أي عَلَقَةً بعد نُطْفَةٍ ومُضْغَةً بعد علقةٍ.
{فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ} يقال (5) : ظُلْمَةُ المَشِيمَة
وظُلمَةُ الرَّحِم وظُلمةُ البطن.
9 - {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} (6) . أي مُصلٍّ. وأصل القُنوت:
الطاعة.
{آنَاءَ اللَّيْلِ} أي ساعاتِه.
__________
(1) 53-54. كما روى في البحر 7/414 عن بعض السلف، وفي الدر
المنثور 5/323 عن ابن عباس. وانظرالقرطبي 15/232.
(2) البحر 7/416. وانظر اللسان 6/472-473.
(3) سورة التكوير1. وانظر الطبري 23/123، والقرطبي 15/234-235.
(4) 143-144. وانظر ما تقدم ص 162، وتأويل المشكل 263.
(5) كما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم. انظر القرطبي
15/236، والطبري 23/125-126، والدر المنثور 5/323-324.
(6) تأويل المشكل 350 - وانظر تفسير القرطبي 15/239، والطبري
23/129.
(1/382)
21- {فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ}
أي أدخله [فيها] فجعله ينابيعَ: عيونًا تَنْبُعُ.
{ثُمَّ يَهِيجُ} أي يَيْبَس.
{ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} مثلَ الرُّفَات والفُتَات.
23- {كِتَابًا مُتَشَابِهًا} يُشبِهُ بعضُه بعضًا، ولا يختلفُ.
{مَثَانِيَ} أي تُثَنَّى فيه الأنباءُ والقصصُ وذكْرُ الثواب
والعقاب.
{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}
من آية العذاب وتَلِينُ من آية الرحمة.
29- {رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} أي مختلِفون:
يَتَنازعُون ويتَشَاحُّون فيه. يقال: رجلٌ شَكِْسٌ [أي متعبُ
الخلُق] (1) .
قال قَتادةُ (2) "هو الرجل الكافر؛ والشركاءُ: الشياطين.
(وَرَجُلا سَالِمًا لِرَجُلٍ) هو: المؤمن يَعْمَلُ لله وحده".
ومن قرأ: {سَلَمًا لِرَجُلٍ} (3) أراد: سلَّم إليه فهو
سَِلَْمٌ له.
33- {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} هو: النبي صلى الله عليه
وسلم.
{وَصَدَّقَ بِهِ} هم: أصحابه رضي الله عنهم.
قال أبو عبيدة:" {الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} في موضع جميع."
وهي قراءة عبد الله (4) (وَالَّذِينَ جَاءُوا بِالصِّدْقِ
وَصَدَّقُوا بِهِ) .
__________
(1) القرطبي 15/252-253، والطبري 23/136-137، واللسان
7/417-418.
(2) تفسير الطبري 23/137، والدر المنثور 5/327.
(3) كأهل الكوفة والمدينة. وقرئ أيضا بفتح السين أو كسرها، مع
سكون اللام. وهذه القراءات الثلاث على أنه مصدر وصف به
للمبالغة. راجع البحر 7/424 والقرطبي 15/253 والطبري 23/137
واللسان 15/183.
(4) ابن مسعود، كما في الطبري 24/4 والقرطبي 15/256 والبحر
7/428.
(1/383)
47- {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ
يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} يقال: إنهم عمِلوا في الدنيا أعمالا
كانوا يَرَوْنَ أنها تنفعُهم؛ فلم تنفعْهم مع شركِهم.
61- {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ}
من العذاب، أي بمنجَاتِهم.
63- {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي مفاتيحُها
وخزائنُها، واحدها: "إقليد" (1) يقال: هو فارسي معربٌ "إكليد".
68- {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} أي
ماتوا.
{إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} يقال: الشُّهَدَاءُ (2) .
69- {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} أضاءتْ.
74- {وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} أي أرضَ الجنة (3) .
{نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ} أي ننزل منها {حَيْثُ نَشَاءُ}
__________
(1) القرطبي 15/379 والطبري 24/20 وتأويل مشكل القرآن 383.
(2) تفسير القرطبي 15/274 والطبري 24/16 والمعرب 314 والإتقان
1/238.
(3) كما في تفسير الطبري 24/25، والقرطبي 15/287، والبحر
7/443، والدر المنثور 5/343.
(1/384)
سورة المؤمن
(1)
مكية كلها (2)
3- (الطَّوْلُ) التفضُّل. يقال: طُل عليّ برحمتك؛ أي تفضَّل.
4- {فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ} أي تصرُّفهم
في البلاد للتجارةِ وما يكسبون.
ومثله: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
الْبِلادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ} (3) .
5- {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي
ليُهلكوه. من قوله: {فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}
ويقال: ليحبسوه ويعذبوه. ويقال للأسير: أخيذٌ (4) .
10- {يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ
أَنْفُسَكُمْ} قال قتادة (5) : "يقول: لَمقْتُ الله إيّاكم في
الدنيا -حين دُعيتم إلى الإيمان فلم تؤمنوا- أكبرُ من مقتكم
أنفسكم حين رأيتم العذاب".
11- {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا
اثْنَتَيْنِ} مثلُ قوله:
__________
(1) في المخطوطة: (حم المؤمن) .
(2) في قول عطاء وعكرمة وجابر، ورواية عن الحسن. وقيل:
بالإجماع. انظر تفسير القرطبي 15/288، والبحر 7/446، والدر
المنثور 5/344.
(3) سورة آل عمران 196-197. وانظر ما تقدم ص 117.
(4) اللسان 5/3، وتأويل المشكل 384، والقرطبي 15/293، والبحر
7/449.
(5) تفسير الطبري 24/31، والقرطبي 15/217 ببعض اختلاف. وراجع:
البحر 7/452-453، والدر المنثور 5/347.
(1/385)
{وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} (1) . وقد تقدم ذكر ذلك
في سورة البقرة.
12- {ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ
كَفَرْتُمْ} كذَّبتم.
{وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا} أي تصدِّقوا (2) .
15- {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ} أي الوحيَ (3) .
18- {الآزِفَةِ} القيامة. سميتْ بذلك: لقربها. يقال: أزِفَتْ
فهي آزفة؛ وأزف شخوص فلان أي قرُب.
19- {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ} قال قتادة (4) : " [هي]
همزُه بعيْنِه وإغماضه فيما لا يحب الله".
والخيانة والخائنة واحد. قال [الله تعالى] : {وَلا تَزَالُ
تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} (5) .
32- {يَوْمَ التَّنَادِ} أي يوم يَتَنَادى الناسُ: يُنادي
بعضهم بعضًا. ومن قرأ: (التَّنَادِّ) بالتشديد (6) ؛ فهو من
"نَدَّ يَنِدُّ": إذا مضى على وجهه، يقال: ندَّت الإبل؛ إذا
شردتْ وذهبتْ.
36-37- {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ
السَّمَاوَاتِ} أي أبوابَها (7) .
__________
(1) سورة البقرة 28. وانظر ما تقدم ص 44-45، والقرطبي 15/297،
والطبري 24/32.
(2) تأويل المشكل 367، والقرطبي 15/298، والطبري.
(3) انظر تأويل المشكل 372 و430.
(4) تفسير القرطبي 15/303، والطبري 24/36، والدر.
(5) سورة المائدة 13. وراجع: اللسان 16/303، والبحر 7/457، وما
تقدم 142.
(6) كابن عباس وعكرمة والضحاك. والقراءة الأولى قراءة العامة.
وهناك قراءة ثالثة لابن كثير: بالتخفيف وإثبات الياء في الوصل
والوقف. انظر تفسير القرطبي 15/311، والطبري 24/40-41، والبحر
7/463-464، واللسان 4/429 و20/187.
(7) كما قال قتادة والزهري والسدي والأخفش؛ على ما في القرطبي
15/314. وانظر تأويل المشكل 357، وما تقدم ص 376-377.
(1/386)
{فِي تَبَابٍ} أي بطلان. وكذلك: الخسرانُ
ومنه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (1) ؛ وقوله:
{وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} (2) .
40- {يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي بغير تقدير.
51- {وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} الملائكة الذين يكتبون
أعمال بني آدمَ.
56- {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ}
أي تكبُّرٌ عن محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وطمعٌ أن
يَعْلُوه؛ وما هم ببالغِي ذلك.
60- {دَاخِرِينَ} أي صاغرين.
75- {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ} أي
تَبطَرون. وقد تقدم ذكر هذا (3) .
80- {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} قال
قتادةُ: "رحلة من بلد إلى بلد" (4) .
83- {فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} أي رضوا به
(5) .
85- {سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ}
وسنتُه في الخالين: أنهم يؤمنون به -إذا رأَوا العذاب- فلا
ينفعُهم إيمانهم.
__________
(1) سورة المسد 1.
(2) سورة هود 101. وانظر القرطبي 15/315، وما تقدم ص 209.
(3) ص 335. وانظر تأويل المشكل 375، والقرطبي 15/333، والطبري
24/56.
(4) الدر المنثور 5/358، والطبري 24/57.
(5) تأويل المشكل 375. وانظر الطبري 24/58.
(1/387)
سورة فصلت
(1)
مكية كلها (2)
5- {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ} أي صَمَمٌ.
10- {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} جمع قوت، وهو: ما أُوتيه
ابنُ آدمَ لأكله ومصلحته
{سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} قال قتادةُ (3) "من سأل فهو كما قال
الله".
11- {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي عمَد لها.
12- {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} أي صنعهنَّ وأحكمهنَّ.
قال أبو ذؤيب:
وعليهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُما ... داودُ أو صَنَعَ
السَّوَابِغِ تُبَّعُ (4)
[أي صنعهما داود وتبَّع] .
{وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} أي جعل في كل سماء
ملائكة.
16- (الريح الصرصر) الشديدة.
{فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} قال قتادةُ (5) : "نكدات مشئومات".
قال الشاعر:
فَسِيرُوا بِقلبِ العَقْرَبِ اليومَ إنَّه ... سَواءٌ عليكم
بالنُّحوسِ وبالسَّعْدِ (6)
17- {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ} أي دعوناهم ودلَلْناهم
(7) .
__________
(1) في المخطوطة: (سورة حم السجدة) .
(2) بلا خلاف على ما في البحر 7/482، والقرطبي 15/337، والدر
المنثور 5/358.
(3) تفسير الطبري 24/63، والدر 5/361. أي من استفهم عن الأمر
وحقيقة وقوعه، وأراد العبرة منه - فإنه يجده كما قال الله
تعالى. على ما في رواية أخرى في الطبري والبحر 7/486.
(4) البيت له في ديوانه 19، واللسان 10/77، والمعاني الكبير
2/1039، وتأويل المشكل 342، وتفسير القرطبي 15/345، والبحر
7/488. وفي اللسان 9/379 بلفظ "وعليهما ماذيتان".
(5) الطبري 24/66، والدر 5/362، والقرطبي 15/347-348، والبحر
7/409. وانظر اللسان 8/112.
(6) البيت غير منسوب في الأنواء 71، ولشاعر جاهلي في الأزمنة
2/348.
(7) تأويل المشكل 344، والطبري 24/67، والقرطبي 15/349.
(1/388)
(عَذَابُ الْهُونِ) أي الهوان.
20- {وَجُلُودُهُمْ} كناية عن الفُروجِ (1) .
23- و {أَرْدَاكُمْ} أهلككم.
26- {وَالْغَوْا فِيهِ} الغَطُوا فيه.
29- {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلانَا مِنَ الْجِنِّ
وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا} يقال (2) :
إبليسُ وابنُ آدمَ الذي قتل أخاهُ فسَنَّ القتلَ.
30- {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا} أي آمنوا، ثم استقاموا على طاعة الله. قال النبي
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- (3) : " اسْتقيموا ولن تُحْصُوا
".
32- {نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} أي رزقًا.
39- {اهْتَزَّتْ} أي اهتزت بالنبات.
{وَرَبَتْ} علتْ وانتفختْ.
42- {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ
خَلْفِهِ} قالوا (4) : لا يستطيع الشيطان أن يُبطلَ منه حقًّا
ولا يُحقَّ منه باطلا.
43- {مَا يُقَالُ لَكَ إِلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ
قَبْلِكَ} تعزيةٌ [له صلى الله عليه وسلم وتسليةٌ] أي قد قيل
للرسل قبلك: ساحر وكذاب؛ كما قيل لك.
44- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا
لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ} أي هَلا
__________
(1) كما هو رأي السدي والفراء وغيرهما. انظر تفسير الطبري
24/68، والقرطبي 15/350.
(2) كما روي عن علي وابن عباس وابن مسعود وغيرهم. على ما في
تفسير القرطبي 15/357، والطبري 24/72، والدر المنثور 5/363.
(3) النهاية 1/234-235، واللسان 18/201. وهو بعض حديث أخرجه
أحمد وابن ماجه والحاكم والبيهقي عن ثوبان؛ على ما في الفتح
الكبير: 1/181.
(4) أخرجه الطبري 24/79 عن قتادة والسدي، بمعناه. وانظر: الدر
5/367، والقرطبي 15/367.
(1/389)
فصلتْ آياتُهُ، أي أنزلتْ عربيةً مفصلة
بالآي! كأن التفصيل للسان العرب!.
ثم ابتدأ فقال: {أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} حكايةً عنهم.
كأنهم يَعجبون فيقولون: أكتابٌ أعجميّ ونبيٌّ عربي؟ كيف يكون
هذا (1) !.
44- {أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} لقلّة
أفهامهم. يقال للرجل الذي لا يفهم: أنت تنادَى من مكان بعيد
(2) !.
47- (وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَةٍ (3) مِنْ أَكْمَامِهَا) أي
من المواضع التي كانت فيها مستترةً. وغِلاف كل شيء: كُمَّتُه
(4) . وإنما قيل: كُمُّ القميص؛ من هذا.
{قَالُوا آذَنَّاكَ} أعلمناك. هذا من قول الآلهة التي كانوا
يعبدون في الدنيا.
{مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ} لهم بما قالوا وادَّعَوه فينا.
51- {فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} أي كثير. إن وصفته بالطول أو
بالعَرض جاز في الكلام.
53- {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ} قال مجاهد (5) "فتح
القُرى؛ {وَفِي أَنْفُسِهِمْ} فتح مكة".
54- {أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ} أي في شك.
__________
(1) هذا التقرير على قراءة الاستفهام؛ وهي قراءة العامة
الصحيحة. وقرأ بعضهم - كهشام عن ابن عامر والحسن وأبي العالية
- (أعجمي) بهمزة واحدة، على الخبر. فراجع تفسير القرطبي
15/368-369، والطبري 24/80، والبحر 7/501-502.
(2) كما يقال للذي يفهم: أنت تسمع من قريب! كما في تفسير
القرطبي 15/369. وانظر تفسير الطبري 24/81.
(3) هذه قراءة الجمهور وأهل الكوفة. وقرأ نافع وابن عامر وحفص
وسائر أهل المدينة (من ثمرات) . انظر القرطبي 15/371، والطبري
25/2، والبحر 7/504.
(4) أو "كمه" بالكسر والضم. انظر اللسان 15/430-431، والنهاية
4/33، والقرطبي.
(5) والسدي والمنهال بن عمرو على ما في القرطبي 15/374، والبحر
7/505. وهو اختيار الطبري 25/4.
(1/390)
|