غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر سورة الفتح
مدنية كلها (1)
1- {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} أي قضينا لك
قضاءً عظيمًا. ويقال للقاضي: الفتاح (2) .
4- {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ
الْمُؤْمِنِينَ} أي السكون والطمأنينة (3) .
9- {وَتُعَزِّرُوهُ} أي تعظموه. وفي تفسير أبي صالح: تنصروه
(4) .
12- {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} أي هَلْكَى.
قال ابن عباس: "البور -في لغة أَزْد عُمَان- (5) الفاسد".
و"البور" -في كلام العرب-: لا شيء؛ يقال: أصبحت أعمالهم
بُورًا، أي مبطَلة. وأصبحت ديارهم بُورًا، أي معطَّلة خرابًا.
17- {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ} أي إثم في ترك الغزو.
18-19- {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} أي جازاهم بفتح قريب
{وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا}
20- {وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ} أي عن
عيالكم؛
__________
(1) بالإجماع. على ما في تفسير القرطبي 16/259، والبحر 8/88،
والدر المنثور 6/67.
(2) كما تقدم ص 170. وانظر صفحة 357، وتأويل المشكل 376.
(3) قال ابن عباس -كما في القرطبي 16/264- "كل سكينة في القرآن
هي: الطمأنينة؛ إلا التي في البقرة 248" وانظر ما تقدم ص 92،
والطبري 26/45.
(4) تفسير الطبري 26/47، والقرطبي 16/267-268، والدر 6/71.
(5) في اللسان 4/38 و "عمان": كورة عربية على ساحل بحر اليمن
والهند. على ما في معجم ياقوت 6/215، والبكري 3/970، واللسان
17/162.
(1/412)
ليكونَ (1) كفُّ أيدي الناس -أهل مكةَ- عن
عيالهم، {آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}
21- {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا} مكةُ.
25- {وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا} أي محبوسًا. يقال: عكفتُه عن
كذا؛ إذا حبسته. ومنه: "العاكف في المسجد" إنما هو: الذي حبَس
نفسه فيه.
{أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ} أي مَنْحَرَه (2) .
{وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} مفسر في
كتاب "التأويل" (3) .
26- {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قول "لا إله إلا
الله".
29- {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} أي صفتهم (4) .
ثم استأنف، فقال: {وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ
أَخْرَجَ شَطْأَهُ} قال أبو عبيدة: "شَطْءُ الزرع: فِراخه
وصغاره (5) ؛ يقال: قد أشطأ الزرع فهو مشطئ؛ إذا أفرخ".
قال الفراء. "شطْئُه: السُّنبل تُنبت الحبةُ عشْرًا وسبعًا
وثمانيًا".
{فَآزَرَهُ} أي أعانه وقوّاه.
{فَاسْتَغْلَظَ} أي غلُظ.
{فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} جمع "ساق". [مثل دُور ودار] . ومنه
يقال: "قام كذا على سوقه
__________
(1) جرى في هذا على مذهب الكوفيين: من أن الواو في "ولتكون"
مقحمة. أما البصريون فيقولون: إنها عاطفة على مضمر، أي لتشكروه
ولتكون. كما في تفسير القرطبي 16/279، والبحر 8/97، وانظر
الطبري 26/57.
(2) كما قال الفراء. وقال الشافعي وأبو حنيفة: الحرم. على ما
في تفسير القرطبي 16/283، والبحر 8/98. وانظر اللسان 13/173.
(3) ص 285. وراجع القرطبي 16/285-288.
(4) تأويل المشكل 59-60، وتفسير الطبري 26/71.
(5) وهو قول ابن زيد وابن الأعرابي والجوهري. على ما في الطبري
26/72، والقرطبي 16/299، والبحر 8/102، واللسان 1/94.
(1/413)
وعلى السوق"؛ لا يراد به السوقُ: التي
يُباع فيها ويُشترى. إنما يراد: أنه قد تناهى وبلغ الغاية؛ كما
أن الزرع إذا قام على السوق فقد استَحكَم.
وهذا مثل ضربه الله للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إذ خرج وحدهُ،
فأيده بأصحابه؛ كما قوَّى الطاقة من الزرع بما نبت منها حتى
كثُرتْ وغلُظتْ واستحكمتْ.
(1/414)
سورة الحجرات
مدنية كلها (1)
1- {لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي لا
تقولوا قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقال (2) :
"فلا يقدم بين يدي الإمام وبين يدي أبيه"؛ أي يُعجِّل بالأمر
والنهي دونه.
2- {وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ
لِبَعْضٍ} أي لا ترفعوا أصواتَكم عليه (3) كما يرفع بعضكم صوته
على بعض.
{أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ} أي لئلا تحبطَ أعمالكم (4) .
3- {امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} أي أخلَصَها
للتقوى.
4- {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ}
واحدها: "حُجْرة"؛ مثل ظُلْمة وظُلُمات.
ويقرأ: (حُجَرات) (5) ؛ كما قيل: رُكَبات. وينشَد هذا البيت:
ولمَّا رَأَوْنا بادِيًا رُكَباتُنا ... على مَوْطنٍ لا
نَخْلِطُ الجدَّ بالهَزْلِ (6)
__________
(1) بالإجماع. على ما في تفسير القرطبي 16/300، والبحر 8/105،
والدر المنثور 8/83.
(2) تفسير الطبري 26/74 واللسان 15/365-366.
(3) تأويل المشكل 427، والقرطبي 16/306. فاللام بمعنى على.
(4) كما هو تقدير الكوفيين، أما تقدير البصريين فهو: "مخافة أن
تحبط أعمالكم" أو "من أجل أن تحبط" أي تبطل. راجع تفسير الطبري
26/76، والقرطبي 16/306، والبحر 8/106، وتأويل المشكل 174.
(5) بفتح الجيم: استثقالا للضمتين. وهي قراءة أبي جعفر بن
القعقاع، راجع اللسان 1/417 و 5/239-240. والقرطبي 16/310،
والطبري 26/76-77، والبحر 8/108.
(6) البيت في تفسير القرطبي 16/310 غير منسوب.
(1/415)
7- {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ
الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} من "العَنَت" وهو: الضرر والفساد.
9- {حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} أي ترجعَ.
{وَأَقْسِطُوا} اعدلوا.
11- {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} أي لا تَعِيبوا إخوانَكم
من المسلمين (1)
{وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} أي لا تَتَداعوا بها، و
"الألقاب" و "الأنْباز" واحد.
ومنه قيل في الحديث: "قومٌ نَبْزُهم الرافضة"؛ أي لقبُهم. وقوم
-من أصحاب الحديث- يغيّرون اللفظ (2) .
13- و (الشعوب) أكبر من القبائل مثل "مُضَرَ" و "رَبيعةَ".
14- {قُولُوا أَسْلَمْنَا} ؛ أي اسْتَسْلمنا من خوف السيف
وانْقَدْنا (3) .
{لا يَلِتْكُمْ} أي لا يَنقصْكم وهو من "لاتَ يلِيتُ
[ويَلُوتُ] ".
ومنها لغة أخرى: "أَلَتْ يَأْلَت [أَلْتًا] " (4) .
وقد جاءت اللغتان جميعا في القرآن؛ قال: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ
مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} (5) .
والقرآن يأتي باللغتين المختلفتين؛ كقوله في موضع: {تُمْلَى
عَلَيْهِ} (6) ؛ وفي موضع آخرَ: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ
بِالْعَدْلِ} (7) .
__________
(1) تأويل المشكل 114 و 297. والقرطبي 327، والطبري 83، والبحر
113.
(2) أخرجه الدارقطني عن علي مرفوعا، بلفظ: "سيأتي من بعدي قوم
لهم نبز، يقال لهم: الرافضة". كما في صدر الصواعق المحرقة.
فلعل هذا هو التغيير الذي أشار إليه ابن قتيبة.
(3) تأويل المشكل 366، والقرطبي 348، والطبري 90 والبحر 117.
(4) وبها قرأ أبو عمرو: "يألتكم"؛ وهي اختيار أبي حاتم.
اعتبارا منهما بالآية الآتية. على ما في تفسير الطبري 91،
والقرطبي 348-349، والبحر.
(5) سورة الطور 21، وراجع اللسان 2/308 و 391.
(6) سورة الفرقان 5.
(7) سورة البقرة 282.
(1/416)
سورة ق
(1)
3- {ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} يريدون: البعثَ بعد الموت؛ أي لا
يكون (2) .
4- {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ} أي تأكلُ
من لحومهم إذا ماتوا.
5- {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} أي مختَلطٍ. يقال: مَرِج أمرُ
الناس ومَرج الدِّينُ.
وأصل "المَرَج": أن يقلَقَ الشيءُ فلا يستقرّ. يقال: مَرج
الخاتم في يدي مَرَجًا؛ إذا قَلِق من الهُزَال.
6- {وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} أي صدوع. وكذلك قوله: {هَلْ
تَرَى مِنْ فُطُورٍ} ؟! (3) .
7- {مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي من كل جنسٍ حسن يُبْتَهج به
(4) .
9- {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أراد: والحبَّ الحصيدَ؛ فأضاف الحب
إلى الحصيد. كما يقال: صلاةُ الأولى؛ يراد: الصلاةُ الأولى.
ويقال: مسجدُ الجامع؛ يراد: المسجدُ الجامعُ (5) .
__________
(1) مكية كلها في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر، أو بالإجماع
كما زعم ابن عطية. وروي عن ابن عباس وقتادة استثناء الآية
الثامنة والثلاثين. على ما في تفسير القرطبي 17/1، والبحر
8/120 وانظر الدر المنثور 6/101.
(2) تأويل المشكل 173، والطبري 26/93، والقرطبي 4.
(3) سورة الملك 3، وانظر الطبري، والقرطبي 17/6.
(4) تأويل المشكل 377، والقرطبي.
(5) فهو من باب إضافة الشيء إلى نفسه، كما قال الفراء
والكوفيون. أما البصريون فقالوا: إنه من حذف الموصوف وإقامة
الصفة مقامه؛ أي الحب الحصيد. على ما في تفسير القرطبي والبحر.
وانظر الطبري 26/96.
(1/417)
10- {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} أي طوالا.
يقال: بَسَقَ الشيء يَبْسُق بُسوقًا؛ إذا طال.
{لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} أي منضودٌ: بعضُه فوق بعض. وذلك قبل أن
يتفتَّح. فإذا انشقَّ جُفُّ الطَّلْعة (1) وتفرَّق: فليس
بنضيدٍ.
ونحوه قوله: {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} (2) . وقد قرأ بعضُ السَّلف:
(وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ) كأنه اعتبره بقوله في ق: {لَهَا طَلْعٌ
نَضِيدٌ}
15- {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ} !؟ أي أفعيينا
بإبداء الخلق، فنعْيَا بالبعث، وهو: الخَلق الثاني؟!.
{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} أي في شكٍّ.
{مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي من البعث.
16- {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} و
"الوريدان": عِرْقَانِ بين الحُلْقوم والعِلْباوَيْنِ. والحبل
هو: الوريد؛ فأضيف إلى نفسه: لاختلاف لفظَي اسمَيْه (3) .
17- {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ} أي: يتلقيان القول
ويكتبانه؛ يعني: المَلَكين.
{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} أراد: قعيدًا من
كل جانب. فاكتفى بذكر واحد: إذ كان دليلا على الآخر (4) .
و"قَعِيدٌ" بمعنى قاعدٍ؛ كما يقال: "قدير" بمعنى قادر.
ويكون بمنزلة "أكِيل وشَرِيب [ونديم] " أي مؤاكلٍ ومُشارب
__________
(1) أي وعاؤها الذي تكون فيه كما قال أبو عبيد. على ما في
اللسان 10/372. وانظر تفسير القرطبي 17/7، والطبري 26/96،
والبحر 8/122، واللسان 4/434 و 10/108.
(2) سورة الواقعة 29، وسيأتي الكلام فيها عن معناه وعما بعده.
(3) تفسير الطبري 26/99، والبحر 8/119 و 123. و "العلباء": عصب
العنق؛ كما في اللسان 2/118. وانظر القرطبي 17/9، واللسان
4/473.
(4) تأويل المشكل 169، والقرطبي 17/10، والطبري، والبحر،
واللسان 4/361.
(1/418)
[ومُنادم] . كذلك: "قعيد" أي مُقاعد.
22- {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} أي حادٌّ؛ كما يقال: حافظٌ
وحفيظٌ.
27- {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ} مفسرٌ في
كتاب "تأويل المشكل" (1) .
31- {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ} أي أُدنيَتْ.
36- {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} أي طافوا وتباعدوا.
{هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} أي هل يجدون من الموت محيصًا (2) ؟! فلم
يجدوا ذلك.
37- {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي
فهمٌ وعقلٌ (3) .
{أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} يقول: استمَعَ كتاب
الله: وهو شاهدُ القلبِ والفهمِ ليس بغافلٍ ولا ساهٍ.
41- {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ
قَرِيبٍ} يقال: صخرةُ بيت المقدس.
42- {ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} يوم البعثِ من القُبور.
ويقال ليوم العيد: يومُ الخروج؛ لخروج الناس فيه.
45- {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أي بمسَلَّط (4) .
وليس هو من "أجبرتُ الرجلَ على الأمر": إذا قَهَرْتُه عليه.
لأنه لا يقال من ذلك: "فَعَّال".
و"الجَبَّار": الملِكُ، يسمَّى بذلك: لتجبُّره يقول: فلستَ
عليهم بملك مسلَّط.
__________
(1) ص 326. وانظر القرطبي 17/17، والبحر 8/125-126.
(2) أي محيدا ومهربا، ومنجى ومعدلا. على ما في الطبري 26/110،
والقرطبي 17/23.
(3) لأن القلب موضع العقل، فكني به عنه. كما قال في المشكل
115.
(4) فتجبرهم وتقهرهم على الإيمان والإسلام. كما في القرطبي
17/28، والطبري 26/115، والبحر 8/131 واللسان 5/183. فتكون
الآية منسوخة بالأمر بالقتال، كما قال القرطبي.
(1/419)
سورة الذاريات
مكية كلها (1)
1- {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} الرياح. يقال: ذَرَت [الريح
الترابَ] تَذْرو [هُ] ذَرْوًا [وتَذْرِيه ذَرْيًا] . ومنه
قوله: {فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} (2) .
2- {فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا} السحاب تحمل الماء (3) .
3- {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} أي السفن تجري في الماء جريًا
سهلا.
ويقال: تجري ميسرة؛ أي مسخَّرة (4) .
4- {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} الملائكة. هذا أو نحوه يؤثر عن
علي رضي الله عنه.
6- {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ} يعني الجزاء بالأعمال
والقصاصَ. ومنه يقال: دِنْتُه بما صنع.
7- {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} ذات الطرائق. ويقال للماء
القائم -إذا ضربَتْه الريحُ فصارت فيه طرائق-: له حُبكٌ. وكذلك
الرمل: إذا هبَّتْ عليه الريحُ فرأيتَ فيه كالطرائق - فذلك:
حُبكُه.
9- {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} أي [يُصرفُ عنهُ و] يُحرَمُه
من حُرمه يعني: القرآن.
__________
(1) بالإجماع. على ما في تفسير القرطبي 17/29، والبحر 8/133،
والدر المنثور 6/111.
(2) سورة الكهف 45، وانظر القرطبي 17/30، واللسان 18/309.
(3) كما هو المختار عند الطبري 26/116. وانظر القرطبي.
(4) ذكر القرطبي الوجهين: 17/31، واستشهد للأول منهما بقول
الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها ... مشي السحابة لا ريث ولا عجل
(1/420)
10- {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} أي لُعنَ
الكَذَّابون الذين قالوا في النبي صلى الله عليه وسلم: كاذبٌ
وشاعر وساحرٌ؛ خَرَصوا ما لا علم لهم به (1) .
13- {يُفْتَنُونَ} يعذَّبون.
14- {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} أي ذُوقوا عذابكم.
{الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} في الدنيا.
17- {يَهْجَعُونَ} أي ينامون.
18- {وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} أي يصلون.
19- {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ} يعني: الطوَّاف.
{وَالْمَحْرُومِ} المُحارَف؛ [وهو] : المقَتَّر عليه [في
الرزق] . وقيل: الذي لا سهمَ له في الغنائم.
26- {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} أي عَدَل إليهم في خُفْية. ولا
يكون "الرَّواغُ" إلا أن تُخْفِيَ ذهابَك ومجيئَك.
28- {فَأَوْجَسَ} في نفسه.
{خِيفَةً} أي أَضْمَرها.
{وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} إذا كبر.
29- {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} أي في صَيْحَة.
ولم تأت من موضع إلى موضع؛ إنما هو كقولك: أقبلَ يَصيح وأقبل
يتكلَّم.
{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} أي ضربتْ بجميع أصابعها جَبْهَتَهَا.
{وَقَالَتْ} أَتَلِدُ {عَجُوزٌ عَقِيمٌ} ؟! .
33- {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} ؛ قال ابن
عباس (2) : هو الآجُرُّ.
__________
(1) انظر هامش المشكل 313، والقرطبي 17/33-34، والدر 6/112.
(2) تأويل المشكل 57. وانظر ما تقدم ص 333.
(1/421)
34- {مُسَوَّمَةً} أي مُعَلَّمَةً.
39- {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} و "بجانبه" سواءٌ (1) ؛ أي أعرضَ.
40- {وَهُوَ مُلِيمٌ} أي مُذنب. يقال: ألام الرجلُ؛ إذا أتى
بذنب يلام عليه. قال الشاعر:
ومَن يخْذُلْ أخَاه فقد أَلامَا (2)
45- {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ} أي ما استطاعوا أن
يقوموا لعذاب الله.
47- {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أي بقوةٍ.
{وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} أي قادرون. ومنه قوله: {عَلَى
الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} (3) .
49- {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} أي ضِدَّين:
ذكرًا وأنثى، وحلْوًا وحامضًا؛ وأشباهَ ذلك (4) .
56- {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
يعني المؤمنين منهم؛ أي ليوحِّدوني.
ومثله قوله: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (5) أي
الموحِّدين.
57- {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي ما أريد أن
يَرزُقوا أنفُسَهم.
__________
(1) كما قال الأخفش والطبري 27/3. وخصه الجوهري بالجانب
الأقوى، كما في القرطبي 17/49. وانظر اللسان 17/45، والبحر
8/140.
(2) عجز بيت لأم عمير بن سلمى الحنفي وصدره -كما في اللسان
16/33-:
*تعد معاذرا لا عذر فيها*
وانظر فيه سبب هذا العتاب، وما تقدم: ص 374، والطبري 27/3-4.
(3) سورة البقرة 236، وانظر ما تقدم ص 90، والقرطبي 17/52،
والطبري 27/6، والدر 6/115.
(4) تأويل المشكل 242.
(5) سورة الزخرف 81، وانظر تأويل المشكل 217 و 289، والقرطبي
17/55، والطبري 27/28، وما تقدم ص 401.
(1/422)
{وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} أي يُطعموا أحدًا من خلقي
(1) .
58- و (الْمَتِين) : الشديد القويّ.
59- و (الذنوب) : الحظ والنصيب. وأصله: الدَّلْوُ العظيمة.
وكانوا يَسْتَقون فيكون لكل واحدٍ ذنوبٌ. فجُعل "الذَّنوب"
مكان "الحظ والنصيب": على الاستعارة (2) . |