غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر سورة الواقعة
مكية كلها (1)
1- {الْوَاقِعَةُ} القيامة.
2- {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} أي ليس لها مردود (2) .
يقال: حمل عليه فما كذَب؛ أي فما رجع.
قال الفراء (3) : "قال لي أبو ثَرْوَانَ: إن بني نُمير ليس
لِحدِّهم مَكْذوبةٌ؛ أي تكذيب".
3- ثم قال: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} أي تخفض قومًا إلى النار
وترفع آخَرين إلى الجنةِ.
4- {إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا} أي زُلْزِلَتْ.
5- {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} فُتِّتَتْ حتى صارت كالدقيق
والسَّوِيق المَبسوس.
6- {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} أي ترابًا منتشِرًا. و
"الهباءُ المُنْبَثُّ": ما سطع من سنابك الخيل (4) .
7- {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً} أي أصنافًا.
8- {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}
؟! على التعجب. كأنه قال: أيُّ شيء هم؟!.
__________
(1) بلا خلاف على ما يؤخذ من البحر 8/202، والدر 6/153. أو في
قول الحسن وعكرمة وجابر وعطاء، على ما في القرطبي 17/194.
(2) ولا رد؛ فالكاذبة هاهنا مصدر. كما قال الفراء، على ما في
اللسان 2/200. واختاره الطبري 27/96، والقرطبي 17/195، وأبو
حيان 8/203. وهو مروي عن الحسن وقتادة.
(3) اللسان 199 حاكيا إياه عن العرب بلفظ: "ليس لهم".
(4) تقدم ص 312. وروى نحوه عن علي -كرم الله وجهه- في القرطبي
17/197، والطبري 27/97 والدر 6/154. وحكى في اللسان 20/226.
(1/445)
ويقال في الكلام (1) : "زيدٌ ما زَيدٌ! "
أيْ أيُّ رجل هو.
9- {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}
؟! أي أصحاب الشمال.
والعرب تسمِّي اليدَ اليسرى: الشُّؤمَى؛ والجانبَ الأيسر:
الجانبَ الأَشْأَمَ.
ومنه قيل: اليُمْن والشُّؤم. فاليُمن: كأنه ما جاء عن اليمين؛
والشُّؤم: ما جاء عن الشمال. ومنه سميت "اليَمَنُ" و
"الشَّأم".
13، 39، 40- {ثُلَّةٌ} جماعة.
15- {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} أي منسوجة. كأن بعضها أُدخِلَ
في بعض، أو نُضِّد بعضُها على بعض.
ومنه قيل للدِّرْع: مَوْضونةٌ. ومنه قيل: وَضِينُ الناقة. وهو
بِطَانٌ من سيُور يُرَصَّع ويُدْخَل بعضُه في بعض.
قال الفراء: "سمعت بعضهم يقول: الآجُرُّ (2) موضونٌ بعضُه إلى
بعض؛ أي مُشْرَجٌ [صَفيفٌ] ".
17- {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} يقال: على سِنٍّ واحدة لا
يتغيَّرونُ [ولا يموتون] (3) . ومن خُلِّد وخُلِق للبقاء: لم
يتغيَّر.
ويقال: مُسوَّرون (4) .
__________
(1) القرطبي 17/199. وفي حديث أم زرع: "مالك وما مالك! ".
(2) أي أزيار. كما في الطبري ناقلا إياه عمن حكاه سماعا عن بعض
العرب. وانظر القرطبي. و "المشرج": المضموم بعضه إلى بعض، كما
في اللسان 3/130.
(3) روي ذلك أو قريب منه عن مجاهد والحسن والكلبي: على ما في
الطبري 27/100، والقرطبي 17/202-203، والبحر 8/205، والدر
6/155. وروي عن الفراء: في اللسان 4/144. وهو مختار الطبري.
(4) روي عن أبي عبيدة في اللسان 143. وعن الفراء أيضا في
القرطبي.
(1/446)
ويقال: مُقَرَّطون (1) ويُنْشَد فيه شعر:
ومُخَلَّداتٌ باللُّجَيْنِ كأنَّمَا ... أعْجَازُهُنَّ
أَقاوِزُ الكُثْبانِ (2)
18- {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ} لا عرًى لها ولا خراطِمَ.
18و19- {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا} كان
بعضهم (3) يذهب في قوله: {لا يُصَدَّعُونَ} ؛ [إلى أن معناه]
أي لا يتفرقُون عنها. من قولك: صَدَّعتُه فانْصَدَع.
ولا أراه إلا من "الصُّداع" (4) الذي يعتري شرابَ الخمر في
الدنيا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم -في وصف الجنة-: "
وأنهار من كأسٍ ما إنْ بها صُدَاعٌ ولا ندامةٌ ".
{وَلا يُنْزِفُونَ} قد ذكرناه (5) .
28- {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} أي لا شَوْكَ فيه: كأنه خُضِدَ
شَوْكُهُ أي قُطع.
ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة: "لا يُخْضَدُ
شوكُها ولا يُعْضَدُ شجرُها" (6) .
__________
(1) روي عن ابن جبير في القرطبي، وعن الفراء أيضا في البحر.
(2) البيت: في اللسان 4/144 و 7/266، والقرطبي 17/202. و
"الأقاويز" جمع "قوز" بالفتح، وهو: الكثيب الصغير من الرمل،
كما قال أبو عبيدة.
(3) كمجاهد. إلا أنه كان يقرأ (يصدعون) : بتشديد الصاد وفتح
الياء؛ كما في البحر 8/205. لا بضمها كما ضبط خطأ في القرطبي
17/203 كقوله تعالى في سورة الروم: 43 -: (يومئذ يصدعون) .
وانظر اللسان 10/61-64، والبحر 8/201.
(4) كما هو رأي الأكثرين: كسعيد وقتادة والضحاك، ومجاهد أيضا
على ما في تفسير الطبري 27/101. واختاره الطبري واقتصر عليه.
(5) تأويل المشكل 5، وما تقدم ص 370-371. وانظر الطبري.
(6) النهاية 3/104، واللسان 4/142 و 286. والحديث مشهور متداول
في كتب السنة والفقه. فراجع بعض رواياته: في الفتح الكبير
3/254. وانظر الطبري 27/103، والقرطبي 17/207، والبحر 8/206.
(1/447)
29- {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} الطلحُ عند
العرب: شجر من العِضاه عظامٌ؛ والعِضاهُ: كل شجر له شوك.
قال مجاهد (1) . "أعجبهم طلح "وَجٍّ" وحُسنُه فقيل لهم:
{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} ".
وكان بعض السلف (2) يقرأه: (وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ) ؛ واعتبره
بقوله في ق (3) {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}
وقال المفسرون: "الطَّلْحُ" هاهنا: الموز (4) .
و"المنضود": الذي نُضِدَ بالحمل من أوله إلى آخره، أو بالورق
والحمل، فليست له سُوقٌ بارزة (5) .
وقال مسروق (6) "أنهارُ الجنة تجري في غير أُخْدُودٍ، وشجرُها
نَضِيد [من أصلها إلى فرعها"؛ أي] من أسفلها إلى أعلاها.
30- {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} لا شمس فيه (7) .
31- {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} جارٍ غير منقطعٍ.
__________
(1) اللسان 3/365 وروي عنه في الطبري من طريقين أفادت إحداهما
أنه يفسر الطلح بالموز. وقد وردت مختصرة في الدر 6/157. و
"وج": موضع بالبادية، أو الطائف، أو بلد أو واد بها. على ما في
اللسان 3/220، والنهاية 4/195، ومعجم البكري 1/389 و 4/1369،
وياقوت 8/399.
(2) كعلي كرم الله وجهه، على ما في الطبري والقرطبي والدر.
وجعفر بن محمد وعبد الله بن مسعود أيضا، على ما في البحر
8/206.
(3) وقد تقدم ص 418.
(4) كما روي عن علي وابن عباس وقتادة وغيرهم. وزعم الأزهري
-على ما في اللسان 3/365- أنه غير معروف باللغة؛ ثم حكى عن أبي
إسحاق أنه جاء في التفسير. ولكن روى الطبري عن ابن زيد: أن أهل
اليمن يسمون الموز الطلح. وانظر البحر 8/201.
(5) ذكر نحوه في اللسان 4/434، وباختصار في القرطبي 17/209.
(6) كما روي عنه مرفوعا، على ما في النهاية 1/283 و 4/152،
واللسان 4/140 و 134. وذكر بعضه في القرطبي باختلاف.
(7) تأويل المشكل 242. وانظر القرطبي، والطبري 27/104.
(1/448)
32-33- {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا
مَقْطُوعَةٍ} أي لا تَجيءُ في حينٍ وتنقطعُ في حين؛
{وَلا مَمْنُوعَةٍ} لا محظورةَ عليها كما يُحظَر على بساتين
الدنيا (1) .
34-35- {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} ثم قال: {إِنَّا
أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} ؛ ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن
الفرش محل النساء؛ فاكتفى بذكر الفُرُش.
يقول: أنشأنا الصبيَّةَ والعجوزَ إنشاءً جديدًا (2) .
36-37- {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} أي
شيئًا واحدًا وسنًّا واحدًا (3) .
[و] "عُرُبًا": جمع "عَرُوب"؛ وهي: المُتَحَبِّبَةُ إلى زوجها.
ويقال: الغَنِجَةُ (4) .
42- {فِي سَمُومٍ} أي في حرّ النار.
43- {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} أي دخَانٍ أسودَ. و"اليحموم":
الأسْود (5) .
46- {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} أي
يُقيمون على الحنث العظيم، ولا يتوبون عنه.
__________
(1) انظر ما تقدم ص 326، والقرطبي 17/210، والطبري 27/106.
(2) راجع الطبري 27/106-107، والقرطبي، وتأويل المشكل 283-284.
(3) كما تقدم ص 381. وذكر نحوه -مع غيره- في القرطبي 17/211.
(4) بلغة أهل المدينة، والشكلة بلغة أهل مكة. كما قال ابن
عباس، وأبو بريدة، وابن زيد. فراجع: القرطبي 17/211، والطبري
27/107-108، والدر 6/158، واللسان 2/81. وانظر النهاية 3/79،
والبحر 8/201 و 207.
(5) من كل شيء؛ كما في اللسان 15/47. وفسره في المشكل 245
بالدخان. وهو قول ابن سيده، على ما في اللسان. وانظر القرطبي
17/213، والطبري 27/111، والبحر 8/208-209، والدر 6/160.
(1/449)
و "الحنث": الشِّرك (1) ؛ وهو: الكبير من
الذنوب أيضًا.
55- و {الْهِيمِ} الإبلُ يصيبها داءٌ فلا تَروَى من الماء (2)
. يقال: بعيرٌ أهْيَمُ وناقةٌ هَيْمَاءُ.
56- {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} أي: رزقُهم وطعامهم.
58- {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} [أي ما تصبُّونه في أرحام
النساء] : من المنيِّ.
60-61- {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ
أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ} أي لسنا مغلوبين على أن نستبدلَ
بكم أمثالَكم من الخلق.
63- {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} أي تزرعون.
65- {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} تَعجبون مما نزل بكم في زرعكم
إذا صار حطامًا (3) .
[و] يقال: {تَفَكَّهُونَ} تنَدَّمونُ مثل "تَفَكَّنُونَ". وهي
لغةٌ لِعُكْلٍ (4) .
66- {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} أي معذَّبون. من قوله عز وجل:
{إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} (5) أي هَلَكةً.
__________
(1) روي هذا عن الحسن والضحاك وابن زيد وقتادة؛ كما روى الثاني
ابن عباس ومجاهد والشعبي وقتادة أيضا. راجع الدر، والطبري
111-112، والقرطبي والبحر، واللسان 2/443.
(2) كما قال الفراء على ما في اللسان 16/112. وروي عن ابن عباس
وعكرمة والضحاك وقتادة والسدي، على ما في القرطبي 215. واختاره
الطبري 113. وانظر البحر 208 و 210، والدر.
(3) كما روي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد، على ما في
الطبري 114-115، والدر 161، واللسان 17/201.
(4) اللسان 17/420. وحكاها الفراء على ما في القرطبي 219. وروي
هذا الرأي عن عكرمة والحسن وأبي عبيد، على ما في اللسان
17/201، والطبري والقرطبي. وانظر البحر 211-212.
(5) سورة الفرقان 65. وهو رأي ابن عباس وقتادة، على ما في
الطبري والقرطبي.
(1/450)
69- و {الْمُزْنِ} السحابُ.
70- و (الأجاج) : الشديد المرارة.
71- {الَّتِي تُورُونَ} أي تستخرجُونَ من الزُّنود.
72- {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} التي تُتخذ منها
الزُّنودُ؟ {أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ} ؟.
73- {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} أي تذكِّركم جهنم.
{وَمَتَاعًا} أي منفعة (1) .
{لِلْمُقْوِينَ} يعني: المسافرين (2) . سموا بذلك: لنزولهم
القواء وهو: القَفْر.
وقال أبو عبيدةَ: "المُقْوِي: الذي لا زاد معه (3) ؛ [يقال:
أقوى الرجل؛ إذا نَفِد زاده] ".
ولا أرى التفسير إلا الأولَ؛ ولا أرى الذي لا زاد معهُ أولى
بالنار ولا أحوجَ إليها من الذي معه الزادُ. بل صاحبُ الزاد
أولى بها وإليها أحوجُ (4) .
75- {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} أراد: نجوم القرآن
إذا نزل. وقال أبو عبيدةَ: "أراد مساقط النجوم في المغرب" (5)
.
81- {أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ} أي مداهِنون. يقال: أدْهَن في
دِينه وداهن (6) .
__________
(1) كذا بالمشكل 392، والقرطبي 17/221، واللسان 20/73. وفي
الأصل: "متعة". وهو اسم كالمتاع، على ما في اللسان 10/208.
(2) كما هو رأي ابن عباس والحسن وقتادة والضحاك، على ما في
الطبري 27/116، والقرطبي، والدر 6/161. وهو رأي الفراء أيضا
على ما في القرطبي واللسان. وانظر: البحر 8/208 و 212.
(3) رواه في اللسان 10/73 عن أبي عبيد، وحكى نحوه ص 74 عن
المهلبى. وهو قريب من قول الطبري: المسافر الذي لا زاد معه،
ولا شيء له أصلا.
(4) في القرطبي 17/222 كلام لقطرب والمهدوي والقشيري، مفيد في
هذا البحث.
(5) قد تقدم هذا البحث ص 427. وراجع القرطبي 17/223-224،
والطبري 27/117، والدر.
(6) وقال قوم -على ما في القرطبي 17/228، واللسان 17/19-:
داهنت بمعنى داريت، وأدهنت بمعنى غششت.
(1/451)
82- {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} أي شكركم.
{أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} أي جعلتم شكرَ الرزقِ التكذيبَ.
قال عطاء (1) : "كانوا يُمْطَرُون فيقولون: مُطِرنا بنوء كذا".
83- {فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ} أي فهلا إذا بلغت
النفسُ الحلقومَ.
86-87- {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} أي غير
مملوكين أذلاءَ (2) . من قولك: دِنْتُ له بالطاعة. وقال أبو
عبيدةَ: {مَدِينِينَ} مجزيّين (3) .
{تَرْجِعُونَهَا} أي تردون النفْس!.
89- {فَرَوْحٌ} في القبر، أي طيب نسيم (4) .
{وَرَيْحَانٌ} رزق. ومن قرأ: (فَرُوحٌ) : (5) ؛ أراد: فحياةٌ
وبقاءٌ.
__________
(1) الخراساني كما في الطبري 27/120، والدر 6/164. وقد روي
نحوه عن مجاهد والضحاك؛ كما روي مرفوعا من طريق علي وابن عباس
وغيرهما. فراجع أيضا: القرطبي 17/228-230. وانظر البحر 8/215.
(2) كما هو رأي الفراء وغيره على ما في القرطبي 17/231،
واللسان 17/28. واختاره صاحب البحر 8/215.
(3) رواه الطبري 27/120 عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن وابن
زيد، واختاره. ورواه الفراء سماعا على ما في اللسان. وانظر
الدر 6/166.
(4) نقله القرطبي 17/232 عن ابن قتيبة. وقال أبو عمرو نحوه،
على ما في اللسان 3/286.
(5) كالحسن وقتادة، وابن عباس في رواية عنه. انظر القرطبي،
والطبري 27/122، والبحر 8/215، واللسان 285.
(1/452)
سورة الحديد
مدنية كلها (1)
4- {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ} أي يدخلُ فيها.
13- {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ} يقال: هو السور
الذي يسمى الأعرافَ (2) .
14- {فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} أنَمْتموها (3) .
{وَارْتَبْتُمْ} شككتم.
15- {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ} أي هي أولى بكم.
قال لبيد:
فَغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أنَّهُ ... مَوْلَى
المَخَافَةِ خَلْفَهَا وأمامَها (4)
16- {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} أي ألم يَحِن. يقال:
أنَى الشيءُ يأنِي؛ إذا حان.
{فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ} يعني: الغاية.
__________
(1) في قول الجميع كما في القرطبي 17/235. أو على خلاف في ذلك
كما في البحر 8/216 وانظر الدر المنثور 6/170.
(2) كما روي عن مجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم؛ على ما في
الطبري 27/129، والقرطبي 17/246، والدر 6/174، والبحر 8/221.
وانظر ما تقدم ص 168.
(3) كذا باللسان 17/195. يعني: أهلكتموها بالنفاق، أو
بالمعاصي، أو بالشهوات واللذات على ما روي عن مجاهد وغيره في
القرطبي 17/246. والنوم يطلق على الهلاك والقتل، كما في حديث
علي: أنه حث على قتال الخوارج، فقال: "إذا رأيتموهم فأنيموهم"
أي فاقتلوهم. كما في اللسان 16/79، والنهاية 4/183. وعبارة
الأصل: "أثمتموها". ونرجح أنها مصحفة عما ذكرنا، لا عما ورد في
عبارة المشكل 363: "كفرتم وآثمتموها" أي أوقعتموها في الإثم.
وانظر الطبري 27/130.
(4) البيت له: في اللسان 3/166 و 20/291، وسيبويه 1/203، وشرح
القصائد العشر 150، وشواهد الكشاف 140. و"الفرج": الثغر
المخوف، وموضع المخافة. ويروى: "فعدت".
(1/453)
20- {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ
نَبَاتُهُ} أي الزُّرَّاع. يقال للزارع: كافرٌ؛ لأنه إذا ألقَى
البذر في الأرض: كَفَره أي غطَّاه (1) .
21- {عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} أي سَعتُها
كسعةِ السماء والأرض. وقد تقدم ذكر هذا (2) .
22- {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} أي نخلقَها.
23- {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} أي لا تحزنوا.
25- {لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} أي بالعدل.
{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} ذكروا: "أن الله أنزل العَلاة -
وهي: السَّنْدان- والكَلْبَتَيْن والمِطْرَقة" (3) .
{فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} للقتال.
{وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} مثل السكين والفأس والمَرِّ (4)
والإبرة.
27- {وَرَهْبَانِيَّةً} اسمٌ مبني من "الرَّهبة"، لِما [فَضَل
عن المقدار و] أفْرَط فيه. وهو ما نهى الله عنه إذ يقول: {لا
تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} (5) ويقال: دين الله بين المقصر
والغالي.
{مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ
اللَّهِ} أي ما أمرناهم بها إلا ابتغاء
__________
(1) المشكل 54. وانظر صفحة 22 منه، والقرطبي 17/255.
(2) ص 111-112. وانظر القرطبي 17/256.
(3) روى نحوه عن ابن عباس: في الطبري 27/137، والقرطبي 17/267.
وروي عن عكرمة باختصار في الدر 6/177. وذكر كذلك في اللسان
19/352. وانظر البحر 8/226.
(4) كذا بالأصل. وقد ورد في اللسان 7/16 و 19/325. وهو:
المسحاة (بالكسر) . وقيل: مقبضها. والمسحاة: المجرفة من
الحديد. كما في اللسان 3/435.
(5) سورة النساء 171، والمائدة 77، وانظر النهاية 2/113.
(1/454)
رضوان الله؛ أي أمرنا منها بما يُرضي الله
عز وجل لا غير ذلك (1) .
28- {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} نصيبين وحظَّين.
29- {لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ} أي
ليعلموا أنهم لا يقدرون (2) {عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ
اللَّهِ}
__________
(1) كما قال ابن مسلم على ما في القرطبي، ومجاهد على ما في
البحر.
(2) فزاد "لا" في أول الكلام، لأن في آخره جحدا. كما قال في
المشكل 190. وهو رأي الأخفش كما في القرطبي 17/267. ويؤده
قراءة ابن مسعود: "لكي يعلم"؛ كما في الطبري 27/143، والبحر
8/229. لا "لكيلا يعلم" كما في القرطبي 17/268. فهذه مروية عن
ابن عباس، على ما في البحر.
(1/455)
سورة المجادلة
مدنية كلها (1)
1- {وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} أي تشكو. يقال: اشتكيْت ما بي
وشكوْته.
3- {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} أي:
يُحرِّمونهم تحريم ظهور الأمهات (2) .
ويروى: أن هذا نزل في رجل (3) ظاهَرَ فذكر الله قصته.
ثم تبع هذا كلُّ ما كان من الأم محرمًا على الابن أن يطأه:
كالبطن والفَخْذِ وأشباهِ ذلك.
وقوله: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} ؛ يتوهم قوم: (4) أن
الظِّهار لا يُحسب ولا يقع حتى يتكرر اللفظ به؛ لقول (5) الله
تعالى: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} وقد أجمع الناس على
أن الظِّهار يقع بلفظ واحد.
فأمَّا تأويلُ قوله: {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} ؛ فإن
أهل الجاهليَّة كانوا يطلِّقون
__________
(1) في قول العامة. وروي عن عطاء: أن العشر الأول منها مدني،
وباقيها مكي. وعن الكلبي أن الآية السابعة مكية. وفي الأصل:
"مكية كلها" وهو تصحيف. راجع تفسير القرطبي 17/269 والفخر
الرازي 8/108، والشوكاني 5/176، والبحر 8/232، والدر المنثور
6/179.
(2) بأن يقول الرجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي. وهو قول المنكر
والزور، الذي عناه الله بقوله في الآية الثانية: (وإنهم
ليقولون منكرا من القول وزورا) . كما في القرطبي 17/280.
(3) هو: أوس بن الصامت. وامرأته خولة -أو خويلة أو جميلة- بنت
ثعلبة أو خويلد أو الصامت أو الدليج أو حكيم. راجع قصتهما: في
تفسير الطبري 28/2-6، والقرطبي 17/269-272، والدر 6/179-183،
وأسباب النزول للواحدي 304-306.
(4) هم: داود بن علي وأتباعه أهل الظاهر. ونسب مذهبهم إلى بكير
بن الأشج وأبي العالية وأبي حنيفة والفراء؛ على ما في القرطبي
17/280-281، والشوكاني 5/178، والبحر 8/233، والفخر 8/113.
وراجع الطبري 28/7-8.
(5) عبارة الأصل: " ... لا يحسب ارتفع حتى يكون اللفظ به كقول
... " وهي ناقصة مصحفة ولعل أصلها ما ذكرناه.
(1/456)
بالظِّهار؛ فجعل الله حُكمَ الظِّهار في
الإسلام خلافَ حكمه عندهم في الجاهلية؛ وأنزل: {وَالَّذِينَ
يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ} في الجاهلية {ثُمَّ يَعُودُونَ
لِمَا قَالُوا} [لما] كانوا يقولونه من هذا الكلام (1) .
{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} أي عتقُها
{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا} (2) .
5- {كُبِتُوا} قال أبو عبيدة: (3) أُهْلِكُوا.
وقال غيره: غِيظُوا وأُخْزُوا (4) .
وقد تقدم ذكر هذا في سورة آل عمرانَ.
8 و 10- {النَّجْوَى} السِّرَار.
11- {تَفَسَّحُوا} أي تَوَسَّعُوا.
{انْشُزُوا} (5) قوموا. و "الناشِزُ" منه.
ومنه قيل: نَشَزَت المرأةُ على زوجها.
__________
(1) كما قال الثوري، وبينه الفخر 8/113 بنحو ما هنا. ثم عقب
عليه، ورد برد آخر يحسن الرجوع إليه. وراجع كلام الشافعي في
الأحكام 5/262، والأحكام 1/233-235، واللسان 4/311.
(2) ذهب الجمهور إلى أن المراد بالتماس هنا: الجماع. وقيل:
مطلق الاستمتاع. وبه قال مالك. وروي عن الشافعي القولان. على
ما في الشوكاني 5/178.
(3) والأخفش كما في القرطبي 17/288، والبحر 8/234، والشوكاني
5/181. وحكاه الطبري عن بعض أهل العلم بالعربية. وهو قريب من
قول ابن زيد- كما في القرطبي والشوكاني-: "عذبوا" وقول أبي
إسحاق والمبرد: "أذلوا وأخذوا بالعذاب"؛ على ما في اللسان
2/318، والفخر 8/116.
(4) يوم الخندق -أو يوم بدر-، كما حكاه الطبري عن بعض أهل
العلم بالعربية أيضا. وقد روي عن الفراء بلفظ "غيظوا" في
القرطبي والبحر والشوكاني واللسان. وعن قتادة بلفظ "أخزوا" في
الطبري والدر 6/183، والقرطبي والشوكاني والبحر. وفي الأصل:
"وأحزنوا". وهو مصحف عما ذكرنا. وإن وافق عبارة ما تقدم ص 110:
"ويحزنهم".
(5) قرأ نافع وابن عامر وحفص وشعبة بخلاف عنه: بضم الشين. وقرأ
الجمهور: بالكسر. وهما لغتان مثل "يعكفون" و "يعرشون" على ما
في الطبري 28/14، والقرطبي 17/299، والفخر 8/120، والبحر
8/237، والشوكاني 5/184. وانظر: اللسان 7/285.
(1/457)
18- {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا
فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} أي يحلفُ
المنافقون لله يومَ القيامة كما حلَفوا لأوليائه في الدنيا.
هذا قول قتادةَ (1) .
19- {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ} أي غلب عليهم
واستولى.
21- {كَتَبَ اللَّهُ} أي قضى الله: (2) {لأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي}
22- {حَادَّ اللَّهَ} و "شاقَّه" واحدٌ.
__________
(1) الطبري 28/17، والدر 6/189. وروي نحوه عن ابن عباس في
الفخر 8/133. وانظر القرطبي 17/305، والبحر 8/238.
(2) تأويل المشكل 356. وقد اختاره الطبري 28/18 والقرطبي
17/306، ورويا قريبا منه عن قتادة. وانظر: الشوكاني 5/188.
(1/458)
سورة الحشر
مدنية كلها (1)
2- {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ} قال
عِكْرِمَةُ: (2) "من شك في أن المحشر هاهنا (يعني: الشام)
فليقرأ: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ} (قال)
: وقال لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ: اخرجوا فقالوا:
إلى أين؟ فقال: إلى أرض الحشر".
وقال ابن عباس (3) -في رواية أبي صالح-: " يريد أنهم أول من
حُشِر وأُخرج من دياره".
وهو: الجلاء. يقال: جلوا من أرضهم وأجليتهم وجلوتهم أيضا (4) .
5- (اللينة) : الدَّقَلَة. ويقال للدَّقَلِ الألوانُ: ما لم
يكن عجوةً أو بَرْنِيًّا. واحدتُها: "لُونة". [فقيل: لِينَة؛
بالياء] . وذهبت الواو لكسرة اللام (5) .
__________
(1) بالإجماع كما في تفسير القرطبي 18/1. وانظر تفسير الفخر
8/125، والبحر 8/242، والدر 6/187، والشوكاني 5/189.
(2) كما في الشوكاني 5/190، والقرطبي 18/2، والبحر 8/243. وروي
أيضا عن ابن عباس في الدر 6/187، والقرطبي. كما روي نحوه عن
الزهري في الطبري 18/19-20، والقرطبي، والبحر. وعن قتادة في
الطبري.
(3) كما في القرطبي، وتفسير ابن عباس بهامش الدر: 6/27. وانظر
الفخر 8/125.
(4) . وكلاهما لازم ومتعد، كما في النهاية 1/174، واللسان
18/162.
(5) عبارة الأصل هكذا: " ... ما لم تكن عجوة أو برنية، وذهبت
الواو بكسرة اللام. واحدها لون"!!!. و"الدقل": نوع من التمر
معروف، قيل: هو أردأ أنواعه. و"البرني": أجود أنواع التمر.
واحدته: "برنية". وتفسير اللينة بالدقلة روي عن الأصمعي، وهو
المشهور في كتب اللغة. فراجع في ذلك كله: اللسان 13/261 و
16/194 و 17/279، وتفسير الطبري 28/23، والقرطبي 18/9، والفخر
8/128، والبحر 8/240 و 244، والشوكاني 5/192.
(1/459)
6- {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ} من "الإيجاف". يقال:
وَجَف الفرسُ والبعيرُ وأوجفتُهُ. ومثله "الإيضاع" وهو:
الإسراع (1) .
وأراد: أن الذي أفاء الله على رسوله -من هذا الفَيْء خاصة- لم
يكن عن غزو ولا أوْجَفْتم عليه خيلا ولا ركابًا (2) .
7- {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً} من "التداول"، أي يتداولُه
الأغنياء بينهم.
__________
(1) انظر: القرطبي 18/10، والفخر 8/128، والبحر 8/240، واللسان
10/279 و 11/267-268.
(2) إلا النبي صلى الله عليه وسلم: فإنه ركب جملا أو حمارا؛
كما قال الفراء. لأن بني النضير كانوا قريبين: على ميلين من
المدينة. كما في القرطبي 18/10-11. وراجع الأحكام التي تتعلق
بهذا: فيه وفي الطبري 28/24، والفخر 8/129، وأحكام القرآن
للشافعي 1/153-157.
(1/460)
|