غريب القرآن لابن قتيبة ت سعيد اللحام

إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1)

سورة الواقعة
مكية كلها
1- الْواقِعَةُ القيامة.
2- لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ أي ليس لها مردود. يقال: حمل عليه فما كذب، أي فما رجع.
قال الفراء: «قال لي أبو ثروان: إن بني نمير ليس لحدّهم مكذوبة، أي تكذيب» .
3- ثم قال: خافِضَةٌ رافِعَةٌ أي تخفض قوما الى النار، وترفع آخرين إلى الجنة.
4- إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا اي زلزلت «1» .
5- وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا: فتّتت، حتى صارت كالدقيق والسّويق المبسوس.
6- فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا أي ترابا منتشرا. و «الهباء المنبث» : ما سطح من سنابك الخيل.
7- وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً أي أصنافا.
__________
(1) وهو قول مجاهد.

(1/384)


ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13)

8- فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ؟! على التعجب. كأنه قال: أي شيء هم؟!.
ويقال في الكلام: «زيد ما زيد!» أي أي رجل هو.
9- وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ؟! أي أصحاب الشمال. والعرب تسمي اليد اليسري: الشّؤمي، والجانب الأيسر: الجانب الأشأم. ومنه قيل: اليمن والشّؤم. فاليمن: كأنه ما جاء عن اليمين، والشؤم: ما جاء عن الشمال. ومنه سميت «اليمن» و «الشّام» .
13-،
39-، 40- ثُلَّةٌ: جماعة.
15- عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ أي منسوجة «1» . كأن بعضها أدخل في بعض، او نضّد بعضها على بعض.
ومنه قيل للدّرع: موضونة. ومنه قيل: وضين الناقة. وهو بطان من سيور يرصع ويدخل بعضه في بعض.
قال الفراء: «سمعت بعضهم يقول: الآجرّ موضون بعضه الى بعض، أي مشرج [صفيف] » .
17- وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ يقال: على سن واحدة لا يتغيرون، [ولا يموتون] . ومن خلد وخلق للبقاء: لم يتغير.
ويقال: مسورون ويقال: مقرطون وينشد فيه شعر:
ومخلدات باللجين كأنما ... أعجازهن اقاوز الكثبان
17-
و19- بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ لا عرى لها ولا خراطم.
__________
(1) وهو قول مجاهد.

(1/385)


فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28)

وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْها.
كان بعضهم يذهب في قوله: لا يُصَدَّعُونَ، [الى أن معناه] أي لا يتفرقون عنها. من قولك: صدعته فانصدع.
ولا أراه إلا من «الصّداع» الذي يعتري شراب الخمر في الدنيا،
لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم- في وصف الجنة-: «وأنهار من كأس ما ان بها صداع ولا ندامة» .
وَلا يُنْزِفُونَ قد ذكرناه.
28- فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ أي لا شوك فيه: كأنه خضد شوكه، أي قطع.
ومنه
قول النبي- صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة: «لا يخضد شوكها، ولا يعضد شجرها» .
29- وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ الطلح عند العرب: شجر من العضاه عظام، والعضاه: كل شجر له شوك.
قال مجاهد: «أعجبهم طلح «وج» وحسنه، فقيل لهم: وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ» .
وكان بعض السلف يقرأه: وطلع منضود، واعتبره بقوله في ق:
لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ.
وقال المفسرون: «الطّلح» هاهنا: الموز «1» .
و «المنضود» : الذي نضد بالحمل من اوله إلى آخره، او بالورق والحمل، فليست له سوق بارزة.
__________
(1) وهو قول الطبري.

(1/386)


وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32)

وقال مسروق: «انهار الجنة تجري في غير أخدود، وشجرها نضيد [من أصلها إلى فرعها» ، أي] من أسفلها إلى أعلاها.
30- وَظِلٍّ مَمْدُودٍ: لا شمس فيه «1» .
32-، 33- وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لا مَقْطُوعَةٍ أي لا تجيء في حين وتنقطع في حين، وَلا مَمْنُوعَةٍ: لا محظورة عليها كما يخطر على بساتين الدنيا.
34-، 35- وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ. ثم قال: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً، ولم يذكر النساء قبل ذلك: لأن الفرش محل النساء، فاكتفى بذكر الفرش.
يقول: أنشأنا الصبيّة والعجوز إنشاء جديدا.
36-، 37- فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً، عُرُباً أَتْراباً: أي شيئا واحدا، وسنّا واحدا «2» .
[و] «عربا» : جمع «عروب» ، وهي: المتحبّبة إلى زوجها. ويقال:
الغنجة.
42- فِي سَمُومٍ أي في حر النار.
43- وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ أي دخان اسود. و «اليحموم» :
الأسود.
46- وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ: أي يقيمون على الحنث العظيم، ولا يتوبون عنه.
__________
(1) قال الطبري: وهم في ظل دائم لا تسنخه الشمس فتذهب به. [.....]
(2)
سألت السيدة أم سلمة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن هذه الآية فقال: «هن اللواتي قبضن في الدنيا عجائز رمصا شمطا، خلقهن بعد الكبر فجعلهن عذارى»
ومعنى عربا: أي عاشقات لأزواجهن جمع عروب وهي المحبة العاشقة لزوجها.

(1/387)


فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55)

و «الحنث» : الشّرك، وهو: الكبير من الذنوب أيضا.
55- والْهِيمِ: الإبل يصيبها داء فلا تروى من الماء. يقال: بغير أهيم، وناقة هيماء.
56- هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ أي: رزقهم وطعامهم.
58- أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ، [اي ما تصبّونه في أرحام النساء] : من المنيّ.
60-، 61- وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ، عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ أي لسنا مغلوبين على ان نستبدل بكم أمثالكم من الخلق.
63- أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ: أي تزرعون.
65- فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ: تعجبون مما نزل بكم في زرعكم إذا صار حطاما.
[و] يقال: تَفَكَّهُونَ: تندمون، مثل «تفكّنون» . وهي لغة لعكل.
66- إِنَّا لَمُغْرَمُونَ: أي معذبون. من قوله عز وجل: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً [سورة الفرقان آية: 65] أي هلكة.
69- والْمُزْنِ: السحاب.
70- و (الأجاج) : الشديد المرارة.
71- الَّتِي تُورُونَ أي تستخرجون من الزّنود.
72- أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها التي تتخذ منها الزنود؟ أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ؟.
73- نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً: اي تذكركم جهنم، وَمَتاعاً:

(1/388)


فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)

أي منفعة لِلْمُقْوِينَ يعني: المسافرين. سموا بذلك: لنزولهم القواء، وهو: القفر.
وقال ابو عبيدة: «المقوي: الذي لا زاد معه، [يقال: أقوى الرجل، إذا نفد زاده] » .
ولا ارى التفسير إلا الأول، ولا ارى الذي لا زاد معه، أولى بالنار ولا أحوج إليها من الذي معه الزاد. بل صاحب أولى بها، وإليها أحوج.
75- فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ أراد: نجوم القرآن إذا نزل.
وقال ابو عبيدة: «أراد مساقط النجوم في المغرب» .
81- أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ: اي مداهنون. يقال: أدهن في دينه، وداهن.
82- وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أي شكركم، أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ: أي جعلتم شكر الرزق التكذيب.
قال عطاء: «كانوا يمطرون، فيقولون: مطرنا بنوء كذا» .
83- فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ: أي فهلا إذا بلغت النفس الحلقوم.
86-، 87- فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ: أي غير مملوكين أذلاء. من قولك: دنت له بالطاعة. وقال ابو عبيدة: مَدِينِينَ: مجزيين.
تَرْجِعُونَها: أي تردون النفس!.
88- فَرَوْحٌ في القبر، أي طيب نسيم، وَرَيْحانٌ: رزق.
ومن قرأ: فَرَوْحٌ، أراد: فحياة وبقاء.

(1/389)


هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)

سورة الحديد
مدنية كلها
4- يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ أي يدخل فيها.
13- فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ، يقال: هو السور الذي يسمى الأعراف «1» .
14- فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ: أنمتموها، ... وَارْتَبْتُمْ: شككتم.
15- مَأْواكُمُ النَّارُ، هِيَ مَوْلاكُمْ أي هي أولى بكم. قال لبيد:
فغدت كلا الفرجين تحسب انه ... مولي المخافة خلفها وامامها
16- أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا؟! أي ألم يحن. يقال: اني الشيء يأني، إذا حان.
فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ يعني: الغاية.
20- كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ اي الزراع. يقال للزارع:
كافر، لأنه إذا القى البذر في الأرض: كفره، أي غطّاه «2» .
__________
(1- 2) وهو قول مجاهد وقتادة.

(1/390)


لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)

21- عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ اي سعتها كسعة السماء والأرض. وقد تقدم ذكر هذا.
22- مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها اي نخلقها.
23- لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ اي لا تحزنوا.
25- لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ أي بالعدل.
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ ذكروا: «أن الله انزل العلاة- وهي:
السّندان- والكلبتين والمطرقة» .
فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ للقتال، وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ: مثل السكين، والفأس، والمر، والإبرة.
27- وَرَهْبانِيَّةً ... : اسم مبني من «الرّهبة» ، لما [فضل عن المقدار و] أفرط فيه. وهو ما نهي الله عنه إذ يقول: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [سورة النساء آية: 171 وسورة المائدة آية: 77] . ويقال: دين الله بين المقصر والغالي.
ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ أي ما امرناهم بها الا ابتغاء رضوان الله، أي أمرنا منها بما يرضي الله عز وجل، لا غير ذلك.
28- يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ: نصيبين وحظين.
29- لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ [أَلَّا يَقْدِرُونَ] اي ليعلموا انهم لا يقدرون عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ.

(1/391)


قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)

كتاب تفسير غريب القرآن ابتداء من ص 456

سورة المجادلة
مدنية كلها
1- وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ أي تشكو، يقال: اشتكيت ما بي وشكوته.
3- وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ أي: يحرّمونهم تحريم ظهور الأمهات.
ويروي: ان هذا نزل في رجل ظاهر، فذكر الله قصته.
ثم تبع هذا كلّ ما كان من الأم محرما على الابن ان يطأه: كالبطن والفخذ، وأشباه ذلك.
وقوله: ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا، يتوهم قوم: ان الظاهر لا يحسب ولا يقع حتى يتكرر اللفظ به، لقول الله تعالى: ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا.
وقد اجمع الناس على ان الظّهار يقع بلفظ واحد.
فأمّا تأويل قوله: ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا، فإن اهل الجاهلية كانوا يطلّقون بالظّهار، فجعل الله حكم الظّهار في الإسلام خلاف حكمه عندهم في الجاهلية، وأنزل: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ في الجاهلية ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا: [لما] كانوا يقولونه من هذا الكلام.
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ أي عتقها مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا.

(1/392)


إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5)

5- كُبِتُوا قال ابو عبيدة: أهلكوا.
وقال غيره: غيظوا وأخزوا.
وقد تقدم ذكر هذا في سورة آل عمران.
8-
و10- النَّجْوى: السّرار.
11- تَفَسَّحُوا أي توسّعوا.
انْشُزُوا: قوموا. و «الناشز» منه.
ومنه قيل: نشزت المرأة على زوجها.
18- يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً، فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ أي يحلف المنافقون لله يوم القيامة، كما حلفوا لأوليائه في الدنيا. هذا قول قتادة.
19- اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ أي غلب عليهم واستولي-
21- كَتَبَ اللَّهُ أي قضي الله: لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي.
22- حَادَّ اللَّهَ و «شاقّة» واحد.

(1/393)


هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)

سورة الحشر
مدنية كلها
2- هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا، مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ، مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ.
قال عكرمة: «من شك في ان المحشر هاهنا (يعني: الشام) ، فليقرأ:
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ، مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ.
(قال) : وقال لهم النبي- صلّى الله عليه وسلم- يومئذ: اخرجوا فقالوا: إلى أين؟
فقال: إلى ارض الحشر» .
وقال ابن عباس- في رواية أبي صالح-: «يريد انهم أول من حشر وأخرج من دياره» .
وهو: الجلاء. يقال: جلوا من ارضهم وأجليتهم وجلوتهم أيضا.
5- (اللينة) : الدّقلة. ويقال للدّقل الألوان: ما لم يكن عجوة او برنيّا. واحدتها: «لونة» . [فقيل: لينة، بالياء] . وذهبت الواو لكسرة اللام.
6-[وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ] ، فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ ... من «الإيجاف» . يقال: وجف الفرس والبعير وأوجفته. ومثله «الإيضاح» ، وهو: الإسراع.

(1/394)


وأراد: أن الذي أفاء الله على رسوله- من هذا القيء خاصة- لم يكن عن غزو ولا أوجفتم عليه خيلا ولا ركابا.
7- كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً ... من «التداول» ، أي يتداوله الأغنياء بينهم.

(1/395)