غريب القرآن لابن قتيبة ت سعيد اللحام يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ
أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ
كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ
الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ
إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ
مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا
أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ
يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1)
سورة الممتحنة
مدنية كلها
1- تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ: أي تلقون إليهم
المودة.
وكذلك: تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ.
4- قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... أي عبرة وائتمام.
إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ ... قال قتادة: «ائتسوا
بأمر إبراهيم كلّه، إلا في استغفاره لأبيه: فلا تأتسوا به في
ذلك، لأنه كان عن موعدة منه له» .
10- وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ أي بحبالهن.
واحدتها:
«عصمة» . أي لا ترغبوا فيهن.
وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ أي سلوا اهل مكة ان يردّوا عليكم
مهور النساء: اللّاتي يخرجن إليهم مرتدّات.
وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا: وليسألوكم مهور من خرج إليكم من
نسائهم.
11- وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى
الْكُفَّارِ يقول: إن ذهبت امرأة من نسائكم، فلحقت بالمشركين
بمكة، فَعاقَبْتُمْ أي أصبتم [منهم] عقبي أي غنيمة من غزو.
ويقال: «عاقبتم» : غزوتم معاقبين غزوا بعد غزو.
(1/396)
[فآتوا] : فأعطوا المسلمين الَّذِينَ
ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ إلى مكة مِثْلَ ما أَنْفَقُوا- يعني:
المهر- من تلك الغنيمة قبل الخمس.
وتقرأ: فعقبتم من «تعقيب الغزو» .
وتقرأ: فأعقبتم.
12- وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ
أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ، [أي لا يلحقن بأزواجهن غير
أولادهم] .
وكانت المرأة تلتقط المولود، فتقول للزوج: هذا ولدي منك.
وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ أي في امر تأمرهن به. وامر
رسول الله- صلّى الله عليه وعلى آله وسلم- كلّه معروف.
13- ... كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ أن
يبعثوا، كذلك يئس أولئك من الآخرة ان تكون «1» .
ويقال: «أراد كما يئس الكفار الموتى من الآخرة، أي يئس
المشركون من الآخرة، كما يئس أسلافهم الكفار المقبورون» .
و «المقبورون» هم: اصحاب القبور.
__________
(1) وهو قول ابن عباس وقتادة والحسن والضحاك.
(1/397)
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ
بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)
سورة الصف
مدنية كلها «1»
4- ... بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ «2» أي يثبتون في القتال ولا
يبرحون، فكأنهم بناء قد رص.
14- مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ؟ أي مع الله.
قالَ الْحَوارِيُّونَ: شيعة عيسى عليه السلام. يقال: كانوا
قصّارين [يحوّرون الثياب] . و «التّحوير» للثياب وغيرها:
تبييضها.
فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ: غالبين عالين عليهم. من قولك: ظهرت
على فلان، إذا علوته. وظهرت على السطح: إذا صري فوقه.
__________
(1) وهو قول الجمهور، وقيل هي مكية.
(2) قال ابن عباس: مرصوص ملصق بعضه ببعض.
(1/398)
مَثَلُ الَّذِينَ
حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ
الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)
سورة الجمعة
مدنية كلها
5- ... يَحْمِلُ أَسْفاراً أي كتبا. واحدها: «سفر» .
يريد: ان اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها، فمثلهم كمثل
حمار يحمل كتبا من العلم: وهو لا يعقلها.
6- فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي ادعوا
على أنفسكم به.
وفي الحديث: «لو دعوا على أنفسهم بالموت، لماتوا جميعا»
، هذا او نحوه من الكلام.
و «التّمنّي» : القول والتلاوة، والتخرص بالكذب وليس يعرف
عوامّ الناس منه إلا الودادة.
9- فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ: بادروا بالنية والجد. ولم
يرد العدو، ولا الإسراع في المشي.
10- فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ أي فرغ منها.
11- وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً.
يقال: «قدم دحية الكلبي- رضي الله عنه- بتجارة له من الشام،
فضرب بالطبل: ليؤذن الناس بقدومه» .
(1/399)
انْفَضُّوا إِلَيْها أي تفرّقوا عنك إليها.
وقال (إليها) ، ولو قال:
«إليهما» او «إليه» ، لكان جائزا.
وَتَرَكُوكَ قائِماً تخطب.
يقال: «إن الناس خرجوا إلا ثمانية نفر» «1»
__________
(1)
أخرج الشيخان عن جابر قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلم يخطب
يوم الجمعة إذ أقبلت عير قد قدمت فخرجوا إليها حتى لم يبق معه
إلّا إثنا عشر رجلا فأنزل الله: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ
لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً.
(1/400)
اتَّخَذُوا
أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)
سورة المنافقون مدنية كلها
2- اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً أي استتروا بالحلف: كلّما
ظهر [النبيّ] على شيء منهم يوجب معاقبتهم، حلفوا كاذبين.
ومن قرأ: (إيمانهم) بكسر الألف، أراد: تصديقهم بالله جنة
[ووقاية] من القتل.
4- كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ «1» : جمع «خشبة» . كما
يقال: بدنة وبدن، وأكمة وأكم، ورحمة ورحم. ومن المعتل: قادة
وقود.
ومن قرأ: (خشب) . جعله جمعا ل «خشب» ، [وخشب جمع «خشبة» . مثل
ثمرة وثمر وثمر.
يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ أي كلما صلح صائح،
ظنّوا ان ذاك امر عليهم: جبنا [منهم] . كما قال الشاعر:
ولو أنها عصفورة لحسبتها ... مسومة تدعوا عبيدا وأزنما
أي لو طارت عصفورة لحسبتها- من جبنك- خيلا تدعو هاتين
القبيلتين.
ثم قال: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ. أي فهم الأعداء.
__________
(1) خشب بضمتين هي قراءة الجمهور وهناك قراءة بفتح الخاء
والشين.
(1/401)
مَا أَصَابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
سورة التغابن
مكية إلا ثلاث آيات «1» من قوله: ... إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ
إلى قوله: فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ نزلت بالمدينة.
11- وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ يقال: «إذا
ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر» .
15-نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
أي إغرام، كما يقال: فتن فلان بالمرأة وشغف بها.
وأصل «الفتنة» : البلوي والاختبار.
16- وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ قال ابن عيينة: «الشّح» :
الظلم.
وليس الشح ان تبخل بما في يدك، لأن الله تعالى يقول: وَمَنْ
يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ [سورة الحمد آية:
38] » .
__________
(1) وقيل أنها مدنية.
(1/402)
يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ
رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا
يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ
وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ
بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)
سورة الطلاق
مدنية كلها
1- يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ الخطاب
للنبي صلّى الله عليه وسلم، والمراد هو والمؤمنون.
وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ يريد: الحيض. ويقال: الأطهار.
لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ: التي طلّقن فيها، وَلا
يَخْرُجْنَ من قبل انفسهن، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ
مُبَيِّنَةٍ: فتخرج ليقام عليها الحدّ.
لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً أي
لعل الرجل يرغب فيها قبل انقضاء العدّة، فيتزوجها.
2- فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ... أي منتهي العدّة-: فإمّا
امسكتم عن الطلاق فكنّ أزواجا، او فارقتم فراقا جميلا لا إضرار
فيه.
4- إِنِ ارْتَبْتُمْ أي شككتم.
6- مِنْ وُجْدِكُمْ أي بقدر سعتكم.
و «والوجد» : المقدرة والغني، يقال: افتقر فلان بعد وجد.
وَلا تُضآرُّوهُنَّ قد بيناه في سورة البقرة.
(1/403)
وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ أي
همّوا به، واعزموا عليه.
ويقال: هو ان لا تضرّ المرأة بزوجها، ولا الزوج بالمرأة.
وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ أي تضايقتم.
7- وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أي ضيّق.
8- وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أي كم من قرية.
عَذاباً نُكْراً أي منكرا.
9- وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً أي هلكة.
(1/404)
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ
لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)
سورة التحريم
مدنية كلها
2- قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ، أي
أوجب لكم الكفارة.
4- فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما أي عدلت ومالت.
وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ أي تتعاونا عليه، فَإِنَّ اللَّهَ
هُوَ مَوْلاهُ، أي وليّه.
5- قانِتاتٍ: مطيعات.
سائِحاتٍ: صائمات.
ويرى اهل النظر أنه إنما سمي الصائم سائحا: تشبيها بالسائح
الذي لا زاد معه.
[و] قال الفراء: تقول العرب للفرس- إذا كان قائما لا علف بين
يديه-: صائم، وذلك: ان له قوتين غدوة وعشية، فشبّه به صيام
الآدميّ بتسحره وإفطاره.
6- قوله: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً أي قوا أنفسكم
النار:
بطاعة الله ورسوله، وقوا أهليكم النار: بتعليمهم وأخذهم بما
ينجيهم منها.
8- تَوْبَةً نَصُوحاً أي تنصحون فيها لله، ولا تدهنون.
12- وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ: المطيعين لله عز وجل.
(1/405)
الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ
عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
سورة الملك
«1»
2- لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا أي ليختبركم.
3- ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ أي اضطراب
واختلاف.
وأصله من «الفوت» وهو: أن يفوت شيء شيئا، فيقع الخلل ولكنه
متصل بعضه ببعض.
هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ؟ أي من صدوع. ومنه يقال: فطر ناب
البعير، إذا شقّ اللحم وظهر.
4- خاسِئاً: مبعدا. من قولك: خسأت الكلب، إذا باعدته.
وَهُوَ حَسِيرٌ أي كليل منقطع عن أن يلحق ما نظر إليه.
8- تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ أي تنشقّ غيظا على الكفار.
11- فَسُحْقاً أي بعدا.
15- فَامْشُوا فِي مَناكِبِها أي جوانبها. «ومنكبا الرجل» :
جانباه.
__________
(1) هي مكية.
(1/406)
أَفَمَنْ يَمْشِي
مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا
عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
16- فَإِذا هِيَ تَمُورُ أي تدور، كما يمور
السحاب: إذا دار وجاء وذهب.
17- فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ أي إنذاري.
18- وكذلك: فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ أي إنكاري.
19- صافَّاتٍ: باسطات أجنحتهن، وَيَقْبِضْنَ: يضربن بها
جنوبهن.
22- أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ: لا يبصر يمينا،
ولا شمالا، ولا ما بين يديه. يقال: أكبّ فلان على وجهه
(بالألف) ، وكبّه الله لوجهه.
وأراد: الأعمى.
27- فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً أي قريبا منهم. يقول: لمّا
رأوا ما وعدهم الله قريبا منهم، سِيئَتْ ... وجوههم، وَقِيلَ
لهم: هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أي تدعون. وهو
«تفتعلون» من الدعاء. يقال: دعوت وادّعيت، كما يقال: خبرت
واختبرت، ودخرت وادّخرت.
30- أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً أي غائرا، وصف بالمصدر. يقال:
ماء غور. ولا يجمع، ولا يثنّي، ولا يؤنّث. كما يقال: رجل صوم
ورجال صوم، ونساء صوم.
فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ أي ظاهر. وهو «مفعول» من
العين، [كمبيع من البيع] . وقد تقدم ذكر هذا.
(1/407)
ن وَالْقَلَمِ وَمَا
يَسْطُرُونَ (1)
سورة القلم
«1»
1- ن. قال قتادة والحسن: هي الدواة.
ويقال: الحوت تحت الأرض.
وقد ذكرت الحروف المقطّعة في كتاب «تأويل مشكل القرآن» .
وَما يَسْطُرُونَ أي يكتبون.
3- وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ أي غير مقطوع [ولا
منقوص] .
يقال: مننت الحبل، إذا قطعته.
6- بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ؟! أي ايّكم المفتون؟ [أي الذي فتن
بالجنون] . والباء زائدة. كما قال الراجز:
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج أي نرجو الفرج.
وقال الفراء: «و [قد] يكون الْمَفْتُونُ بمعنى: الفتنة، كما
يقال:
ليس له معقول- أي عقل- ولا معقود، أي رأي. وأراد: الجنون» .
__________
(1) هي مكية.
(1/408)
وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ
فَيُدْهِنُونَ (9)
9- وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ أي: تداهن [وتلين
لهم] في دينك فَيُدْهِنُونَ: [فيلينون] في أديانهم «1» .
وكانوا أرادوه على أن يعبد آلتهم مدة، ويعبدوا الله مدة.
10- (المهين) : الحقير الدنيء.
11- هَمَّازٍ: عيّاب.
12- مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ بخيل، مُعْتَدٍ: ظلوم.
و (العتل) : الغليظ الجافي. نراه من قولهم: فلان يعتل، إذا
غلّظ عليه وعنّف به في القود: و (الزينم) : الدّعيّ.
وقد ذكرت هذا في كتاب «تأويل المشكل» ، وتأويل قوله:
سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ.
17- إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ، [وَلا
يَسْتَثْنُونَ] أي حلفوا ليجذنّ ثمرها صباحا، ولم يستثنون.
20- فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ أي سوداء كالليل محترقة. و
«الليل» هو: الصّريم، و «الصبح» أيضا: صريم. لأن كل واحد منهما
ينصرم من صاحبه.
ويقال: «أصبحت: وقد ذهب ما فيها من الثمر، فكأنه صرم» ، أي قطع
وجذّ.
23- و 24- وَهُمْ يَتَخافَتُونَ أي تسارّون: ب أَنْ لا
يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ.
25- وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ أي منع. و «الحرد» و «المحاردة» :
__________
(1) روي أن الكفار قالوا للنبي صلّى الله عليه وسلم: لو عبد
آلهتنا لعبدنا إلهك فنزلت الآية.
(1/409)
قَالَ أَوْسَطُهُمْ
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28)
المنع. يقال: حاردت السّنة، إذا لم يكن
فيها مطر. وحاردت الناقة: إذا لم يكن لها لبن.
و «الحرد» أيضا: القصد. يقال للرجل: لئن حردت حردك، أي قصدت
قصدك. ومنه قول الشاعر:
أمّا إذا حردت حردي فمجرية أي إذا قصدت قصدي.
ويقال: عَلى حَرْدٍ أي على حرد. وهما لغتان، كما يقال: الدّرك
والدّرك. قال الأشهب بن رميلة:
أسود شري لاقت أسود خفية ... تساقوا على حرد دماء الأساود
قادِرِينَ أي منعوا: وهم قادرون، أي واجدون.
28- قالَ أَوْسَطُهُمْ أي خيرهم [فعلا] ، وأعد لهم قولا-:
أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ: لَوْلا تُسَبِّحُونَ؟! أي هلا تسبحون.
40- أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أي كفيل. يقال: زعمت به أزعم
[زعما وزعامة] ، إذا كفلت.
42- يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ، أي عن شدة من الأمر، قال
الشاعر:
في سنة قد كشفت عن ساقها ... حمراء تبري اللحم عن عراقها
«عراقها» : جمع «عرق» . والعراق: العظام.
ويقال: «قامت الحرب على ساق» .
وأصل هذا مبيّن في كتاب «تأويل المشكل» .
43- تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ: تغشاهم.
(1/410)
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ
رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ
مَكْظُومٌ (48)
44- سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا
يَعْلَمُونَ أي نأخذهم قليلا قليلا، ولا نباغتهم.
45- وَأُمْلِي لَهُمْ أي أطيل لهم وأمهلهم، إِنَّ كَيْدِي
مَتِينٌ أي شديد. و «الكيد» : الحيلة والمكر.
48- وَهُوَ مَكْظُومٌ من الغمّ. و «كظيم» مثله.
49- (العراء) : الأرض التي لا تواري من فيها بجبل ولا شجر.
51- وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ
بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ.
قال الفراء: «يعتانونك أي يصيبونك بأعينهم» ، وذكر: «أن الرجل
من العرب كان يمثل على طريق الإبل- إذا صدرت عن الماء- فيصيب
منها ما أراد بعينه، حتى يهلكه» . هذا معنى قوله، وليس هو
بعينه.
ولم يرد الله جل وعز- في هذا الموضع- انهم يصيبونك بأعينهم،
كما يصيب العائن بعينه ما يستحسنه ويعجب منه.
وإنما أراد: أنهم ينظرون إليك- إذا قرأت القرآن- نظرا شديدا
بالعداوة والبغضاء، يكاد يزلقك، أي يسقطك كما قال الشاعر:
يتقارضون- إذا التقوا في موطن- نظرا يزيل مواطىء الأقدام
(1/411)
|