غريب القرآن لابن قتيبة ت سعيد اللحام الْحَاقَّةُ (1)
سورة الحاقة
«1»
1- الْحَاقَّةُ: القيامة، [لأنها] حقّت. فهي حاقة وحقّة.
قال الفراء: إنما قيل لها حاقة: لأن فيها حواق الأمور
[والثواب. و «الحقة» : حقيقة الأمر. يقال: لما عرفت الحقة متى
هربت. هي مثل الحاقة «2» .
5- فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ أي بالطغيان.
7- حُسُوماً: تباعا. ويقال: هو من «حسم الداء» [إذا كوي صاحبه]
: لأنه يكوي مرة بعد مرة، يتابع عليه الكيّ.
أَعْجازُ نَخْلٍ: أصول نخل «3» ، خاوِيَةٍ: بالية.
8- فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ؟! أي أثر.
ويقال: هل ترى لهم من بقاء؟.
9- بِالْخاطِئَةِ أي بالذنوب.
10- أَخْذَةً رابِيَةً: عالية مذكورة.
12- وَتَعِيَها
من «وعت الأذن» .
__________
(1) هي مكية.
(2) قال ابن عباس: الحاقة من اسماء يوم القيامة عظمها الله
وحذرها عباده.
(3) قاله الطبري. [.....]
(1/412)
وَالْمَلَكُ عَلَى
أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ
ثَمَانِيَةٌ (17)
17- وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها أي على
جوانبها [ونواحيها] .
19- فَيَقُولُ: هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ. يقال: «بمعنى هاكم
اقرؤوا كتابيه» ، أبدلت الهمزة من الكاف.
23- قُطُوفُها دانِيَةٌ: ثمرها. واحدها: «قطف» .
27- يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ أي المنية.
35- إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ وهو «فعلين» من غسلت، كأنه غسالة.
ويقال: «هو: ما يسيل من صديد أجسام المعذّبين» .
40- إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. لم يرد انه قول الرسول،
وإنما أراد: أنه قول رسول عن الله جل وعز. وفي «الرسول» ما دل
على ذلك، فأكتفي به من ان يقول: عن الله.
45- لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ مفسر في كتاب «تأويل
المشكل» .
46- والْوَتِينَ: نياط القلب «1» ، وهو: عرق يتعلق به القلب،
إذا انقطع مات صاحبه.
__________
(1) قاله الطبري. والوثين عرق يتعلق به القلب إذا انقطع مات
صاحبه.
(1/413)
سَأَلَ سَائِلٌ
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1)
سورة المعارج
مكية
1- و 2- و 3- سَأَلَ سائِلٌ: سأل سائل. أي دعا داع «1» ،
بِعَذابٍ واقِعٍ، لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ، مِنَ
اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ يريد: معارج الملائكة.
وأصل «المعارج» : الدّرج، وهو من «عرج» : إذا صعد.
8- (المهل) : ما أذيب من الفضة والنّحاس.
9- وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ أي كالصوف. وذلك: أنها
تبسّ.
10- و 11- وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً أي لا يسأل ذو قرابة
عن قرابته، ولكنهم يُبَصَّرُونَهُمْ أي يعرفونهم.
13- وفَصِيلَتِهِ: عشيرته الأدنون.
16- نَزَّاعَةً لِلشَّوى يريد: جلود الرءوس. واحدها: «شواة» .
19- (الهلوع) : الشديد الجزع. والاسم «الهلاع» . ومنه يقال:
ناقة هلواع، إذا كانت ذكية حديدة النفس.
__________
(1) والسائل هو نضر بن الحارث كان من صناديد قريش وطواغيتها.
(1/414)
عَنِ الْيَمِينِ
وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37)
ويقال: «الهلوع» : الضّجور «1» .
37- عِزِينَ جمعات.
43- كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ و «النّصب» : حجر ينصب ويذبح
عنده، أو صنم يقال له: نصب ونصب ونصب. يُوفِضُونَ: يسرعون.
و «الإيفاض» : الإسراع.
__________
(1) وهو قول عكرمة وابن عباس.
(1/415)
مَا لَكُمْ لَا
تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13)
سورة نوح
«1»
13- ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً؟! أي لا تخافون له
عظمة.
14- وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً أي ضروبا، يقال: نطفة، ثم
علقة، ثم مضغة، ثم عظما.
ويقال: بل أراد اختلاف الأخلاق والمناظر.
22- وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً أي كبيرا. يقال: كبير وكبار
وكبّار، كما يقال: طويل وطوال وطوّال.
23- و (ود) صنم. ومنه كانت تسمى: العرب عبد ود.
وكذلك: يَغُوثَ. ومنه سمي: عبد يغوث.
و (سواع) ويَعُوقَ و (نسر) كلها: أصنام كانت لقوم نوح عليه
السلام، ثم صارت في قبائل العرب «2» .
__________
(1) هي مكية.
(2) هي اسماء أصنام كان يعبدها قوم نوح وهي اسماء لأناس صالحين
لما ماتوا نحتوا لهم تماثيل ليتذكروا أعمالهم الصالحة ثم جاء
من بعدهم فعبدوها من دون الله.
وأخرج البخاري عن عطاء عن ابن عباس قال: صارت الأوثان التي
كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ودّ كانت لكلب بدومة
الجندل، وأما سواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني
غطيف بالجوف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمذان وأما نسر فكانت
لحمير.
(1/416)
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ
لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أي من خطيئاتهم، و
«ما» زائدة.
26- دَيَّاراً أي أحدا. ويقال: ما بالمنازل ديار، أي ما بها
أحد. وهو من «الدار» ، أي ليس بها نازل دار.
28- إِلَّا تَباراً أي إلا هلاكا. ومنه قوله: وَكُلًّا
تَبَّرْنا تَتْبِيراً [سورة الفرقان آية: 39] .
(1/417)
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا
سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1)
سورة الجن «1»
1- نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ يقال: «النفر» ما بين الثلاثة إلى
العشرة.
3- وَأَنَّهُ- تَعالى جَدُّ رَبِّنا! - مَا اتَّخَذَ ... قال
مجاهد: جلال ربنا.
وقال قتادة: عظمته.
وقال أبو عبيدة ملكه وسلطانه.
4-[يَقُولُ] سَفِيهُنا: جاهلنا، عَلَى اللَّهِ شَطَطاً أي جورا
في المقال.
6- فَزادُوهُمْ رَهَقاً أي ضلالا.
وأصل «الرّهق» : العيب. ومنه يقال: يرهّق في دينه «2» .
8- (والشهب) : جمع «شهاب» ، وهو: النجم المضيء.
9- و (الشهاب الرصد) : الذي قد أرصد به للرّجم.
11- كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً أي كنا فرقا مختلفة أهواؤنا.
__________
(1) هي مكية.
(2) الرهق في كلام العرب: الإثم وغشيان المحارم.
(1/418)
وَأَلَّوِ
اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً
غَدَقًا (16)
و «القدد» : جمع «قدة» ، وهي بمنزلة قطعة
وقطع [في التقدير والمعنى] .
12- وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ أي استيقنا.
13- فَلا يَخافُ بَخْساً، أي نقصا من الثواب، وَلا رَهَقاً أي
ظلما.
وأصل «الرهق» : ما رهق الإنسان من عيب أو ظلم.
14- والْقاسِطُونَ: الجائرون. يقال: قسط، إذا جاز.
وأقسط: إذا عدل.
فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً أي توخّوه وأمّوه.
16- وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ يقال: طريقة
الكفر، لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً. و «الغدق» : الكثير.
وهذا مثل «لزدناهم في أموالهم ومواشيهم» . ومثله: وَلَوْلا
أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً [سورة الزخرف آية: 33] ، أي
كفرة كلهم. هذا بمعنى قول الفراء.
وقال غيرة: «وأن لو استقاموا على الهدى جميعا: لأوسعنا عليهم»
.
17- لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ أي لنختبرهم، فنعلم كيف شكرهم.
يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً، أي عذابا شاقا. يقال: تصعدني
الأمر، إذا شقّ عليّ.
ومنه قول عمر: «ما تصعّدني شيء ما تصعّدتني خطبة النكاح» .
ومنه قوله: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً [سورة المدثر آية: 17] أي
عقبة شاقة.
ونرى أصل هذا كلّه من «الصّعود» : لأنه شاقّ، فكنّي به عن
المشقات.
(1/419)
قُلْ إِنِّي لَنْ
يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ
مُلْتَحَدًا (22)
18- وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ أي
السّجود لله. هو جمع «مسجد» ، يقال: سجدت سجودا ومسجدا، كما
يقال: ضربت في البلاد ضربا ومضربا. ثم يجمع فيقال: المساجد
لله. كما يقال: المضارب في الأرض لطلب الرزق.
19- وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ أي لمّا
قام النبي- صلّى الله عليه وسلم- يدعو إليه، كادُوا يَكُونُونَ
عَلَيْهِ لِبَداً أي يلبدون به [ويتراكبون] : رغبة في القرآن،
وشهوة لأستماعه.
وهو جمع «لبدة» ، يقال: غشيته لبة من الحرام، أي قطعة لبدت به.
22- وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً أي معدلا وموئلا.
23- إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ هذا استثناء من
لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً [21] : إلا أن أبلغكم.
25- أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً أي غاية.
26- و 27- عالِمُ الْغَيْبِ، فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ
أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ أي اصطفي للنبوة
والرسالة: فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه، فَإِنَّهُ يَسْلُكُ
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أي يجعل بين يديه وخلقه
رَصَداً من الملائكة: يدفعون عنه الجن أن يسمعوا ما ينزل به
الوحي، فيلقوه إلى الكهنة قبل أن يخبر [به] النبيّ- صلّى الله
عليه وسلم- الناس.
28- لِيَعْلَمَ محمد أن الرسل قد بلّغت عن الله عز وجل، وأن
الله حفظها ودفع عنها، وأحاط بما لديها.
ويقال: ليعلم محمد أن الملائكة- يريد جبريل- قد بلّغ رسالات
ربه.
ويقرأ: لتعلم بالتاء. يريد: لتعلم الجنّ ان الرسل قد بلّغت
[عن] إلههم بما ودّوا: من استراق السمع.
(1/420)
يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ (1)
سورة المزمل
1- الْمُزَّمِّلُ «1» : المتلفف في ثيابه «2» . وأصله:
«المتزمّل» ، فأدغمت التاء في الزاي.
2- و 3- و 4- وقوله: إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ
مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ، مفسر في كتاب «المشكل» .
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا قد ذكرناه في سورة بني
إسرائيل.
5- قَوْلًا ثَقِيلًا أي ثقيل الفرائض والحدود.
ويقال: «أراد قولا: ليس بالخفيف ولا السّفساف، لأنه كلام الله
عز وجل» .
6- إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ: ساعاته الناشئة. من «نشأت» : إذا
ابتدأت. هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً أي أثقل على المصلّي من ساعات
النهار. وَأَقْوَمُ قِيلًا: لأن الأصوات تهدأ فيه، ويتفرغ
القلب للقرآن، فيقيمه القارئ.
ومن قرأ: وطاء، فهو مصدر «واطأت» . وأراد: مواطأة السمع
واللسان والقلب على الفهم له، والإحكام لتأويله
__________
(1) هي مكية.
(2) هذا ما رجحه الإمام أبو جعفر وذلك لدلالة الأمر بقيام
الليل، وقال بعض المفسرين:
أنه طلب تزميله بالثياب عند ما جاءه الملك بالوحي في غار حراء
أول ما جاءه.
(1/421)
إِنَّ لَدَيْنَا
أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)
7- إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً
طَوِيلًا أي تصرّفا في حوائجك، وإقبالا وإدبارا، [وذهابا
ومجيئا] .
8- وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ أي انقطع إليه. من قولك: بتلت الشيء،
إذا قطعته.
12- (الأنكال) : القيود. واحدها: «نكل» .
وَجَحِيماً أي نارا.
13- وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ: تغصّ به الحلوق.
14- وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا أي رملا سائلا.
ومثله: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا، فَكانَتْ هَباءً
مُنْبَثًّا [سورة الواقعة آية: 5/ 6] .
16- أَخْذاً وَبِيلًا أي شديدا. وهو من قولك: «استوبلت البلد»
: [إذا استوخمتها] . ويقال: كلا مستوبل، أي لا يستمرا.
17- فَكَيْفَ تَتَّقُونَ- إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ
الْوِلْدانَ شِيباً؟!.
المعنى: فكيف تتقون يوما يجعل الولدان شيبا، إن كفرتم.
18- السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ أي منشقّ فيه.
فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا أي طريقا ووجهة.
20- عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ: لن تطيقوه.
(1/422)
يَا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ (1)
سورة المدثر «1»
1- الْمُدَّثِّرُ: المتدثر ثيابه إذا نام. فأدغم التاء في
الدال.
4- وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ أي طهّر نفسك من الذنوب. فكنّي عنه
بثيابه: [لأنها تشتمل عليه] .
قال ابن عيينة: «لا تلبس ثيابك على كذب، ولا فجور، ولا غدر،
ولا إثم. البسها: وبدنك طاهر. (قال) : وقال الحسن: يطّيب أحدهم
ثوبه، وقد أصلّ ريحه! وقال ابن عباس: اما سمعت قول الشاعر:
إني- بحمد الله- لا ثوب غادر ... لبست، ولا من خزية أتقنّع» .
وقال بعضهم: «ثيابك فقصّر، فإن تقصير الثياب طهر لها.
5- وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ يعني: الأوثان وأصل «الرجز» العذاب.
فسمّيت الأوثان رجزا: لأنها تؤدّي إلى العذاب.
6- وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ يقول: لا تعط في الدنيا شيئا،
لتصيب اكثر منه.
__________
(1) هي مكية.
(1/423)
فَإِذَا نُقِرَ فِي
النَّاقُورِ (8)
8- فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ أي نفخ
في الصور «1» أول نفخة.
11- و 12- و 13- ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً أي فردا: لا
مال له ولا بنين، ثم جَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً: دائما،
وَبَنِينَ شُهُوداً.
وهو الوليد بن المغيرة: كان له عشرة بنين لا يغيبون عنه في
تجارة ولا عمل.
16- إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً أي معاندا.
17- سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً أي سأغشية مشقة من العذاب.
و «الصّعود» : العقبة الشاقة. وكذلك «الكؤود» .
18- إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ في كيد محمد- صلّى الله عليه
وسلم- وما جاء به، فقال:
«شاعر» مرة، و «ساحر» مرة، و «كاهن» مرة، وأشباه ذلك.
19- و 20- وقوله: قُتِلَ أي لعن. كذلك قيل في التفسير.
21- عَبَسَ وَبَسَرَ أي قطّب وكرّة.
29- لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ أي مغيرة لهم «2» يقال: لاحته
الشمس، إذا غيّرته.
30- و 31- عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وَما جَعَلْنا أَصْحابَ
النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً.
روي: أن رجلا من المشركين- قال: أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني
اثنين: فأنزل الله: وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا
مَلائِكَةً فمن يطيقهم؟.
وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ في هذه القلّة إِلَّا فِتْنَةً،
لأنهم قالوا: «وما قدر تسعة عشر؟ فيطيقوا هذا الخلق كله!» .
__________
(1) وهو قول الطبري.
(2) قال مجاهد وابن عباس وقتادة والضحاك: مغيرة لبشر أهلها.
(1/424)
وَالصُّبْحِ إِذَا
أَسْفَرَ (34)
لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ حين وافقت عدّة خزنة اهل النار ما في كتابهم. هذا
قول قتادة.
وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ أي جاء بعد النهار، كما تقول: خلفه.
يقال:
دبرني فلان وخلفني، إذا جاء بعدي.
34- وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ أي أضاء «1» .
35- إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ: جمع «كبرى» . مثل الأولى
ولأول، والصّغرى والصّغر. وهذا كما تقول: إنها لإحدى العظائم
والعظم.
42- ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ أي ما أدخلكم النار؟
50- كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ: مذعورة، استنفرت
فنفرت.
ومن قرأ: مُسْتَنْفِرَةٌ بكسر الفاء، أراد: نافرة. قال الشاعر:
اربط حمارك، إنه مستنفر ... في إثر أحمرة عمدن لغرب
51- فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ قال ابو عبيدة: هو الأسد «2»
وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع.
وفي بعض التفسير: «انهم الرّماة» .
وروي ابن عيينة ان ابن عباس قال: «هو ركز الناس» ، يعني: حسّهم
وأصواتهم.
52- بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ، أَنْ يُؤْتى صُحُفاً
مُنَشَّرَةً.
قالت كفار قريش: «إن كان الرجل يذنب، فيكتب ذنبه في رقعه: -
فما بالنار لا نرى ذلك؟!» .
54- كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ يعني: القرآن «3» .
__________
(1) هو الحارث بن كلدة.
(2) قال أبو هريرة: الأسد، وكل شديد قسورة. [.....]
(3) وهو قول الطبري.
(1/425)
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ (1)
سورة القيامة
«1»
1- قوله عز وجل: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ، «لا» صلة،
أريد بها تكذيب الكفار، لأنهم قالوا: لا قيامة.
2- (والنفس اللوامة) أي تلوم نفسها يوم القيامة.
3-، 4-، 5- أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ
عِظامَهُ؟! بَلى، قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ،
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ.
هذا مفسر في كتاب «تأويل المشكل» .
6- يَسْئَلُ: أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ؟ أي متى يوم
القيامة؟.
7- فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ: إذا حار عند الموت.
وأصل «البرق» : الدهش. يقال: برق الرجل يبرق برقا.
ومن قرأ: (برق) ، أراد: بريقه إذا شخص.
8- وخَسَفَ الْقَمَرُ و «كسف» واحد.
11- كَلَّا لا وَزَرَ أي لا ملجأ.
وأصل «الوزر» : الجبل [او الحصن] الذي يمتنع فيه.
__________
(1) هي مكية.
(1/426)
يُنَبَّأُ
الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)
13- يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ
بِما قَدَّمَ
: من عمل الخير والشر، وَأَخَّرَ
: من سنة عمل بها بعده.
14،
15- بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، وَلَوْ أَلْقى
مَعاذِيرَهُ
أي شهيد عليها بعملها بعده، ولو اعتذر. يريد: شهادة جوارحه.
ويقال: «أراد: بل على الإنسان- من نفسه- بصيرة» .
17- إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ
أي ضمّه وجمعه.
18- فَإِذا قَرَأْناهُ
أي جمعناه، فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ
أي جمعه. و «القراءة» و «القرآن» مصدران.
قال قتادة: «اتبع حلاله، و [اجتنب] حرامه» .
22- وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ أي مشرقة.
24- وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ أي عابسة مقطّبة.
25- و (الفاقرة) : الداهية. يقال: إنها من «فقار الظهر» كأنها
تكسره. تقول: فقرت الرجل، إذا كسرت فقاره. كما تقول: رأسته،
إذا ضربت رأسه، وبطنته: إذا ضربت بطنه. ويقال: رجل فقير وفقر.
وقال أبو عبيدة: «هو من الوسم الذي يفقر به على الأنف» .
26-، 27- كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ يعني: النفس، أي
صارت النفس بين تراقيه. (وقيل: من راق؟) أي هل أحد يرقي؟.
29- وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ: أتاه أول شدة امر
الآخرة، وأشدّ آخر امر الدنيا.
ويقال: «هو التفاف ساقي الرجل عند السّياق» . [و] هو مثل
قولهم: «شمّرت عن ساقها» .
(1/427)
فَلَا صَدَّقَ وَلَا
صَلَّى (31)
31- فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى أي لم يصدق
ولم يصل.
33- يَتَمَطَّى: يتبختر. وأصله «يتمطط» ، فقلبت الطاء فيه.
ياء كما يقال: يتظنّي، وأصله: يتظنّن. ومنه «المشية المطيطاء»
.
وأصل الطاء في هذا كله: دال: إنما هو: مدّ يده في المشي، إذا
تبختر. يقال: مددت ومططت، بمعنى واحد.
35- أَوْلى لَكَ فَأَوْلى: تهدّد ووعيد.
36- أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أي يهمل: فلا يؤمر، ولا ينهي، ولا
يعاقب يقال: أسديت الشيء، إذا أهملته.
(1/428)
هَلْ أَتَى عَلَى
الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا
مَذْكُورًا (1)
سورة الدهر
«1»
1- هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ قال المفسرون: «أراد: قد أتي
على الإنسان» .
2- أَمْشاجٍ: أخلاط، يقال: مشجته فهو مشيخ. يريد:
اختلاط ماء الرجل بماء المرأة، نَبْتَلِيهِ ... :. أي إنا
جعلناه سمعيا بصيرا، لنبتليه بذلك.
7- كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً أي فاشيا منتشرا. يقال: استطار
الحريق، إذا انتشر. واستطار الفجر: إذا انتشر الضوء.
10- يَوْماً عَبُوساً أي يوما تعبس فيه الوجوه. فجعل عبوسا من
صفة اليوم، كما قال:: فِي يَوْمٍ عاصِفٍ [سورة إبراهيم آية:
18] ، أراد: عاصف الريح.
و (القمطرير) : الصعب الشديد. [يقال] : يوم قمطرير وقماطر،
[إذا كان صعبا شديدا أشدّ ما يكون من الأيام، وأطوله في
البلاء] . ويقال:
المعبس الوجه.
14- وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا أي أدنيت منهم. ممن
قولك: حائط
__________
(1) هي مدنية. وتسمى سورة الإنسان.
(1/429)
عَالِيَهُمْ ثِيَابُ
سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ
فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21)
ذليل، إذا كان قصير السّمك.
ونحوه قوله: قُطُوفُها دانِيَةٌ. و «القطوف» : الثمر، واحدها:
«قطف» .
و (التذليل) أيضا: تسوية العذوق. يقول اهل المدينة: ذلّل
النخل، اي سوي عذوقه.
15- و (الأكواب) : كيزان لا عري لها. واحدها: كوب.
16- قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ مفسر في كتاب «تأويل المشكل» .
قَدَّرُوها تَقْدِيراً على قدر الرّيّ.
17- و 18- كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا يقال: هو اسم العين.
وكذلك (السلسبيل) : اسم العين «1» .
قال مجاهد: «السلسبيل: الشديد [ة] الجرية» .
وقال غيره: «السلسبيل: السّلسة الليّنة» .
وأمّا «الزنجبيل» : فإن العرب تضرب به المثل وبالخمر ممتزجين.
قال المسيّب ابن علس يصف فم المرأة:
وكان طعم الزنجبيل به- إذ ذقته- وسلافة الخمر
21- و (السندس) و (الإستبرق) قد تقدم ذكرهما.
28- وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ أي خلقهم. يقال: امرأة حسنة الأسر،
أي حسنه الخلق: كأنها أسرت، أي شدّت.
وأصل هذا من «الإسار» وهو: القدّ [الذي يشدّ به الأقتاب] .
يقال: ما احسن ما اسر قتبه! أي ما احسن ما شدّه [بالقد] !
وكذلك امرأة حسنة العصب، إذا كانت مدمجة الخلق: كأنها عصّبت،
أي شدت.
__________
(1) قاله الزجاج.
(1/430)
وَالْمُرْسَلَاتِ
عُرْفًا (1)
سورة المرسلات
مكية
1- الْمُرْسَلاتِ: الملائكة، عُرْفاً أي متتابعة. يقال: هم
إليه عرف واحد. ويقال: أرسلت بالعرف، أي بالمعروف.
2- وفَالْعاصِفاتِ: الرياح.
3- والنَّاشِراتِ: الرياح التي تأتي بالمطر، من قوله: وَهُوَ
الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
[سورة الأعراف آية: 57] .
4- فَالْفارِقاتِ فَرْقاً [هي] : الملائكة تنزل، تفرق ما بين
الحلال والحرام.
5- فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً هي: الملائكة أيضا، تلقي الوحي إلى
الأنبياء.
6- عُذْراً أَوْ نُذْراً: إعذارا من الله وإنذارا.
8- فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ أي ذهب ضوءها: كما يطمس الأثر
حتى يذهب.
9- وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ أي فتحت.
11- وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ: جمعت لوقت، وهو: يوم
القيامة.
(1/431)
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ
مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20)
12- لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ؟! [استفهام]
على التعظيم لليوم، كما يقال: ليوم أيّ يوم! و «أجّلت» : أخرت.
20- مِنْ ماءٍ مَهِينٍ أي حقير.
23- فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ! بمعنى «قدّرنا» مشدّدة
يقال:
قدرت كذا وقدّرته.
ومنه
قول النبي- صلّى الله عليه وسلم- في الهلال: «إذا غمّ عليكم
فأقدروا له»
، أي فقدّروا له المسير والمنازل.
25- أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً؟! أي تضمكم فيها.
و «الكفت» : الضم. يقال: أكفت إليك كذا، أي أضمّه إليك.
وكانوا يسمون بقيع الغرقد: «كفتة» ، لأنها مقبرة تضمّ الموتى.
26- أَحْياءً وَأَمْواتاً يريد: أنها تضم الأحياء والأموات.
27- شامِخاتٍ: [جبالا] طوالا. ومنه يقال: شمخ بأنفه، [إذا رفعه
كبرا] .
ماءً فُراتاً أي عذبا.
30- انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ مفسر في «تأويل
مشكل القرآن» .
32- بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ من البناء.
ومن قرأه: كَالْقَصْرِ، أراد: أصول النخل المقطوعة المقلوعة.
ويقال: أعناق النخل [او الإبل] ، شبّهها بقصر الناس، أي
أعناقهم.
33- (جمالات) : جمالات. صُفْرٌ أي إبل سود. واحدها:
(1/432)
فَإِنْ كَانَ لَكُمْ
كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39)
«جمالة» . والبعير الأصفر هو الأسود: لأن
سواده تعلوه صفرة.
قال ابن عباس: «الجمالات الصّفر: حبال السّفن يجمع بعضها إلى
بعض، حتى تكون كأوساط الرجال» .
39- فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ أي حيلة: فَكِيدُونِ أي
فاحتالوا.
(1/433)
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
(1)
سورة النبأ «1»
1- و 2- عَمَّ يَتَساءَلُونَ؟ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ؟
يقال: القرآن.
ويقال: القيامة.
6- مِهاداً أي فراشا.
7- وَالْجِبالَ أَوْتاداً أي أوتادا للأرض.
8- وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً أي أصنافا وأضدادا.
9- وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً أي راحة لأبدانكم. وأصل
«السّبت» : التمدّد.
10- وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً أي سترا لكم.
13- وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً أي وقّادا، يعني: الشمس.
14- وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ يعني: السحاب.
يقال: «شبهت بمعاصير الجواري. والمعصر: الجارية التي دنت من
الحيض» .
ويقال: «هن ذوات الأعاصير، أي الرياح» .
__________
(1) هي مكية.
(1/434)
وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا
(16)
ماءً ثَجَّاجاً أي سيّالا.
16- وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً أي ملتفة. قال ابو عبيدة: واحدها:
«لفّ» .
ويقال: هو جمع الجمع، كأن واحده: «ألفّ» و «لفّا» ، وجمعه:
«لفّ» ، وجمع الجمع: «ألفاف» .
23- لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً يقال: «الحقب: ثمانون سنة. وليس
هذا مما يدلّ على غاية، كما يظن بعض الناس. وإنما يدلّ على
الغاية التوقيت:
خمسة احقاب او عشرة. وأراد: أنهم يلبثون فيها أحقابا، كلّما
مضي حقب تبعه حقب آخر» .
24- لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً ... أي نوما. قال الشاعر:
وإن شئت حرمّت النساء سواكم ... وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا
بردا
و «النّقاخ» : الماء، و «البرد» : النوم.
ويقال: «لا يذوقون فيها برد الشراب» .
25- إِلَّا حَمِيماً وهو: الماء الحار، وَغَسَّاقاً أي صديدا.
وقد تقدم ذكره.
26- جَزاءً وِفاقاً أي وفاقا لأعمالهم.
27- إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً أي لا يخافون.
31- مَفازاً: موضع الفوز.
32- حَدائِقَ: بساتين نخل. واحدها: «حديقة» .
33- وَكَواعِبَ: نساء قد كعبت ثديهن، أَتْراباً. على سن واحد.
(1/435)
جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ
عَطَاءً حِسَابًا (36)
وَكَأْساً دِهاقاً أي مشرعة ملأى.
36- عَطاءً حِساباً أي كثيرا. يقال: أعطيت فلانا عطاء حسابا،
وأحسبت فلانا، أي أكثرت له. قال الشاعر:
ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ... ونحسبه إن كان ليس بجائع
ونرى أصل هذا: ان يعطيه حتى يقول: حسبي.
38- يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا أي صفوفا.
ويقال ليوم [العيد: يوم] الصف. وقال في موضع آخر: وَجاءَ
رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا [سورة الفجر آية: 22] ،
فهذا يدل على الصّفوف.
39- فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً أي مرجعا إلى
الله [بالعمل الصالح] : كأنه إذا عمل خيرا ردّه إلى الله، وإذا
عمل شرا باعده منه.
(1/436)
|