غريب القرآن للسجستاني

 (بَاب الرَّاء)

( [فصل] الرَّاء الْمَفْتُوحَة)
الرَّحْمَن: ذُو الرَّحْمَة وَلَا يُوصف بِهِ غير الله. رَحِيم: رَاحِم، [عَظِيم الرَّحْمَة] . ريب: شكّ. رغدا: كثيرا وَاسِعًا بِلَا عناء.

(1/234)


رفث: نِكَاح. والرفث أَيْضا الإفصاح بِمَا يجب أَن يكنى عَنهُ من ذكر النِّكَاح. رؤوف: شَدِيد الرَّحْمَة. الراسخون فِي الْعلم: الَّذين رسخ علمهمْ وَإِيمَانهمْ، وثبتا كَمَا يرسخ النّخل فِي منابته. قَالَ أَبُو عمر: سَمِعت الْمبرد وثعلبا يَقُولَانِ: معنى [قَوْله عز وَجل] : {والراسخون فِي الْعلم} المتذاكرون بِالْعلمِ. وَقَالا: لَا يذاكر بِالْعلمِ إِلَّا حَافظ. رمزا: الرَّمْز تَحْرِيك الشفتين بِاللَّفْظِ من غير إبانة بِصَوْت، وَقد يكون إِشَارَة بِالْعينِ والحاجبين. ربانيون: كاملو الْعلم / قَالَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة حِين مَاتَ ابْن عَبَّاس [رَضِي الله عَنْهُمَا] : الْيَوْم مَاتَ رباني هَذِه الْأمة. قَالَ

(1/235)


ثَعْلَب: إِنَّمَا قيل للفقهاء الربانيون؛ لأَنهم يربون الْعلم، أَي يقومُونَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عمر عَن ثَعْلَب: الْعَرَب تَقول: رجل رباني وربي إِذا كَانَ عَالما عابدا معلما. وَقَالَ الْحسن: كَانَ عَليّ [رَضِي الله عَنهُ] رباني هَذِه الْأمة. رابطوا: اثبتوا، ودوموا. وأصل المرابطة والرباط أَن يرْبط هَؤُلَاءِ خيولهم، ويربط هَؤُلَاءِ خيولهم فِي الثغر، كل يعد لصَاحبه، فَسُمي الْمقَام بالثغور رِبَاطًا. رقيبا: حَافِظًا. ربائبكم: بَنَات نِسَائِكُم من غَيْركُمْ. الْوَاحِدَة ربيبة. رَاعنا: حافظنا من [قَوْلك] : راعيت الرجل إِذا تأملته، وتعرفت أَحْوَاله فَكَانَ الْمُسلمُونَ يَقُولُونَ للنَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: رَاعنا. وَكَانَت الْيَهُود

(1/236)


تَقُولهَا، وَهِي بلغتهم سبّ. فَأمر الله جلّ وَعز الْمُؤمنِينَ أَلا يقولوها حَتَّى لَا تَقُولهَا الْيَهُود. و (رَاعنا) منون اسْم مَأْخُوذ من الرعونة أَي لَا تَقولُوا حمقا وجهلا. [الرجفة] : حَرَكَة الأَرْض، يَعْنِي الزلزلة الشَّدِيدَة. رَحبَتْ: [أَي] الأَرْض: اتسعت. روع: فزع.

(1/237)


رعد: رُوِيَ عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[أَنه] قَالَ: ((إِن الله جلّ وَعز ينشىء السَّحَاب فينطق أحسن النُّطْق، ويضحك أحسن الضحك، فمنطقه الرَّعْد، وضحكه الْبَرْق)) . وَقَالَ ابْن عَبَّاس: ((الرَّعْد ملك اسْمه الرَّعْد، وَهُوَ الَّذِي تَسْمَعُونَ صَوته، والبرق سَوط من نور يزْجر بِهِ الْملك السَّحَاب)) . وَقَالَ أهل اللُّغَة: الرَّعْد صَوت السَّحَاب، والبرق نور وضياء يصحبان ويحثان السَّحَاب. رابيا: عَالِيا على المَاء. ردوا أَيْديهم فِي أَفْوَاههم: عضوا أناملهم حنقا وغيظا مِمَّا أَتَاهُم بِهِ الرُّسُل. كَقَوْلِه جلّ وَعز: {وَإِذا خلوا عضوا عَلَيْكُم الأنامل من الغيظ} . وَقيل: {ردوا أَيْديهم فِي أَفْوَاههم} : أومؤوا إِلَى الرُّسُل أَن اسْكُتُوا.

(1/238)


رواسي: ثوابت، يَعْنِي جبالا. رجلك: أَي رجالتك. [الرقيم] : لوح كتب فِيهِ خبر أَصْحَاب الْكَهْف، وَنصب على بَاب الْكَهْف. والرقيم الْكتاب، وَهُوَ فعيل بِمَعْنى مفعول. وَمِنْه: {كتاب مرقوم} أَي مَكْتُوب. وَيُقَال: الرقيم: اسْم الْوَادي الَّذِي فِيهِ الْكَهْف. ربطنا: على قُلُوبهم: ثبتنا قُلُوبهم، وألهمناهم الصَّبْر. رتقا ففتقناهما: قيل كَانَت السَّمَوَات سَمَاء وَاحِدَة والأرضون أَرضًا وَاحِدَة، ففتقهما الله تَعَالَى [وجعلهما سبع سموات وَسبع أَرضين، وَقيل كَانَت السَّمَاء مَعَ الأَرْض جَمِيعًا ففتقهما الله] بالهواء الَّذِي جعل بَينهمَا.

(1/239)


وَيُقَال: فتقت السَّمَاء بالمطر وَالْأَرْض بالنبات. ربت: انتفخت. ربوة ذَات قَرَار [و] معِين: قيل: إِنَّهَا دمشق والربوة والربوة والربوة: الِارْتفَاع من الأَرْض. ذَات قَرَار: يسْتَقرّ بهَا للعمارة. ومعين: [أَي مَاء] ظَاهر جَار. رأفة: أرق الرَّحْمَة. [الرس: أَي الْمَعْدن] . وكل ركية لم تطو فَهِيَ رس. ردف لكم: وردفكم بِمَعْنى تبعكم، وَجَاء بعدكم. راسيات: ثابتات. ركوبهم: مَا يركبون. و ((ركوبهم)) فعلهم، مصدر (ركبت) .

(1/240)


رَمِيم: بَال. يُقَال: رم الْعظم إِذا بلي، كَقَوْلِه جلّ ثَنَاؤُهُ: {من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم} . أَي بالية. راغ إِلَى آلِهَتهم: مَال إِلَيْهِم فِي خَفِي، وَلَا يكون الروغ إِلَّا فِي خَفِي. رواكد: سواكن. رهوا: سَاكِنا كَهَيْئَته بعد أَن ضربه مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، وَذَلِكَ أَن مُوسَى لما سَأَلَ ربه أَن يُرْسل الْبَحْر خوفًا من فِرْعَوْن أَن يعبر فِي أَثَره، قَالَ الله جلّ وَعز: {واترك الْبَحْر رهوا إِنَّهُم جند مغرقون} . وَيُقَال رهوا: منفرجا. رق منشور: الصحائف الَّتِي تخرج يَوْم الْقِيَامَة إِلَى بني آدم.

(1/241)


ريب الْمنون: حوادث الدهور. رب المشرقين وَرب المغربين: الرب: السَّيِّد، والرب: الْمَالِك [والرب: زوج الْمَرْأَة] والمشرقان: مشرق الصَّيف والشتاء، والمغربان: مغرباهما. رَفْرَف خضر: يُقَال: الْجنَّة، وَيُقَال: الْفرش. وَيُقَال: هِيَ الْمجَالِس، وَيُقَال للبسط أَيْضا رفارف. روح وَرَيْحَان: روح: طيب نسيم. وَرَيْحَان: رزق. وَمن قَرَأَ: ((فَروح)) أَي فحياة لَا موت فِيهَا. رتل الْقُرْآن ترتيلا: الترتيل فِي القرآة: التَّبْيِين لَهَا، كَأَنَّهُ تَفْصِيل بَين الْحَرْف والحرف. وَمِنْه قيل: ثغر رتل ورتل، إِذا كَانَ مفلحا لَا يركب بعضه بَعْضًا.

(1/242)


[رهقا: جهلا وخفة فِي الْفِعْل. وَرجل مرهق: يظنّ بِهِ السوء] . راق: صَاحب رقية، أَي هَل من طَبِيب يرقي. وَيُقَال: معنى قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ: {وَقيل من راق} : أَي من يرقى بِرُوحِهِ؛ مَلَائِكَة الرَّحْمَة / أم مَلَائِكَة الْعَذَاب. راجفة: النفخة الأولى. رادفة: النفخة الثَّانِيَة. ران على قُلُوبهم مَا كانو يَكْسِبُونَ: أَي غلب على قُلُوبهم كسب الذُّنُوب، كَمَا تَرين الْخمر على عقل السَّكْرَان. وَيُقَال: ران عَلَيْهِ النعاس، وران بِهِ، إِذا غلب عَلَيْهِ. رحيق مختوم: الرَّحِيق: الْخَالِص من الشَّرَاب، وَيُقَال: الْعَتِيق من الشَّرَاب. ومختوم: لَهُ ختام أَي عَاقِبَة ريح، كَمَا قَالَ عز وَجل: {ختامه مسك} .

(1/243)


( [فصل] الرَّاء المضمومة)
ركبان: جمع رَاكب. روح مِنْهُ: يَعْنِي عِيسَى [عَلَيْهِ السَّلَام] روح من الله جلّ ثَنَاؤُهُ. أَحْيَاهُ [الله] فَجعله روحا. وَالروح الْأمين: جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام. وَقَوله: {ويسألونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي} يَعْنِي الرّوح الَّذِي بِهِ الْحَيَاة من أَمر رَبِّي [أَي] من علم رَبِّي، أَي أَنْتُم لَا تعلمونه. وَالروح فِيمَا قَالَ الْمُفَسِّرُونَ ملك عَظِيم من مَلَائِكَة الله عز وَجل، يقوم وَحده فَيكون صفا، وَتقوم الْمَلَائِكَة فَتكون صفا. قَالَ الله عز وَجل: {يَوْم يقوم الرّوح وَالْمَلَائِكَة صفا} . [رفاتا وفتاتا] وَاحِد. وَيُقَال: الرفات: مَا تناثر وبلي من كل شَيْء.

(1/244)


رحما: رَحْمَة وعطفا. [ركاما] بعضه فَوق بعض. رخاء حَيْثُ أصَاب: أَي رخوة لينَة، وَحَيْثُ أصَاب [أَي] حَيْثُ أَرَادَ. وَيُقَال: أصَاب الله بك خيرا [أَي أَرَادَ الله بك خيرا] . رجت الأَرْض [رجا] زلزلت [الأَرْض] أَي اضْطَرَبَتْ وتحركت. [الرجعى: الْمرجع وَالرُّجُوع] .
( [فصل] الرَّاء الْمَكْسُورَة)
رجَالًا أَو ركبانا: جمع راجل وراكب. رَبًّا: أَصله الزِّيَادَة، لِأَن صَاحبه يزِيدهُ على مَاله. وَمِنْه قَوْلهم

(1/245)


أربى فلَان على فلَان إِذا زَاد عَلَيْهِ فِي القَوْل. ربيون: جماعات كَثِيرَة. الْوَاحِد رَبِّي. [ريشا ورياشا: وَاحِد] : مَا ظهر من اللبَاس والشارة. والرياش أَيْضا الخصب والمعاش. رجز: أَي عَذَاب، كَقَوْلِه جلّ وَعز: {فَلَمَّا كشفنا عَنْهُم الرجز} أَي الْعَذَاب. ورجز الشَّيْطَان: لطخه / وَمَا يَدْعُو إِلَيْهِ من الْكفْر. والرجس وَالرجز وَاحِد فِي معنى [الْعَذَاب] . والرجس أَيْضا القذر وَالنَّتن، كَقَوْلِه جلّ وَعز: {فزادتهم رجسا إِلَى رجسهم} أَي نَتنًا إِلَى نتنهم، أَي كفرا إِلَى كفرهم، وَالنَّتن كِنَايَة عَن

(1/246)


الْكفْر. وعَلى الْمَعْنى الآخر فَزَادَهُم رجسا إِلَى رجسهم [أَي] فَزَادَهُم عذَابا إِلَى عَذَابهمْ بِمَا تجدّد من كفرهم وَالله أعلم. وَقَوله جلّ وَعز: {وَالرجز فاهجر} و ((الرجز)) [بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا] ومعناهما وَاحِد وَفسّر بالأوثان. وَسميت الْأَوْثَان رجزا لِأَنَّهَا سَبَب الرجز، أَي سَبَب الْعَذَاب. [الرفد: أَي الْعَطاء والعون] أَيْضا. وَقَوله جلّ وَعز: {بئس الرفد المرفود} [أَي بئس الْعَطاء الْمُعْطى] ، وَيُقَال [بئس العون المعان] .

(1/247)


رئيا: بِهَمْزَة سَاكِنة قبل الْيَاء، وَهُوَ مَا رَأَيْت عَلَيْهِ من شارة وهيئة. و ((ريا)) بِغَيْر همز، يجوز أَن تكون على معنى الأول، وَيجوز أَن يكون من الرّيّ، أَي منظرهم [مرتو] من النِّعْمَة. و ((زيا)) بالزاي يَعْنِي هَيْئَة ومنظرا. وقرئت بِهَذِهِ الثَّلَاثَة الْأَوْجه. ركزا: [أَي صَوتا خفِيا] . والركز: الْحس، قَالَ الشَّاعِر:
(فَتَوَجَّسَتْ رِكْزَ الأَنِيسِ فَرَاعَهَا ... عَن ظَهْرِ عَيْبٍ، والأَنِيسُ سَقَامُهَا)
ريع: ارْتِفَاع من الطَّرِيق وَالْأَرْض، وَجمعه أرياع وريعة. [الرعاء] : جمع رَاع.

(1/248)


ردْءًا: يصدقني: أَي معينا. يُقَال: ردأته على عدوه، أَي أعنته عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عمر: هَذَا خطأ، إِنَّمَا يُقَال: قد أردأني فلَان، أَي أعانني، وَلَا يُقَال ردأته. رزقكم: أَنكُمْ تكذبون: أَي تَجْعَلُونَ [شكركم أَنكُمْ تكذبون، أَي جعلتم شكر الرزق التَّكْذِيب] . ركاب: إبل خَاصَّة، وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {فَمَا أَوجَفْتُمْ عَلَيْهِ من خيل وَلَا ركاب} .

(1/249)