غريب القرآن للسجستاني (بَاب الزَّاي)
( [فصل] الزَّاي الْمَفْتُوحَة)
زكاء وَزَكَاة: نَمَاء وطهارة، وَإِنَّمَا قيل لما يجب فِي
الْأَمْوَال من الصَّدَقَة زَكَاة، لِأَن تأديتها تطهر
الْأَمْوَال مِمَّا يكون فِيهَا من الْإِثْم وَالْحرَام، إِذا
لم يؤد حق الله جلّ وَعز فِيهَا، وتنميها، وتزيد فِيهَا
بِالْبركَةِ، وتقيها من الْآفَات.
(1/250)
زيغ: ميل / وَقَوله جلّ وَعز: {فِي
قُلُوبهم زيغ} أَي ميل عَن الْحق. و {زاغت عَنْهُم
الْأَبْصَار} : [أَي] مَالَتْ. وَقَوله جلّ وَعز: {فَلَمَّا
زاغوا أزاغ الله قُلُوبهم} أَي فَلَمَّا مالوا عَن الْحق
وَالطَّاعَة أمال الله قُلُوبهم عَن الْإِيمَان وَالْخَيْر.
[زبور] : فعول بِمَعْنى مفعول، من زبرت الْكتاب، أَي كتبته.
زحفا: تقَارب الْقَوْم إِلَى الْقَوْم فِي الْحَرْب. زيلنا
بَينهم: فرقنا بَينهم. زفير: أول نهيق الْحمار وَشبهه. والشهيق
من آخِره. فالزفير من الصَّدْر، والشهيق من الْحلق.
(1/251)
زعيم: وصبير وحميل وقبيل وكفيل وضمين
بِمَعْنى وَاحِد. زهق الْبَاطِل: بَطل الْبَاطِل، وَمن هَذَا
زهوق النَّفس وَهُوَ بُطْلَانهَا. زلقا: الزلق الَّذِي لَا
تثبت فِيهِ الْقدَم. زاكية وزكية: قرىء بهما جَمِيعًا. وَقيل:
نفس زاكية. لم تذنب قطّ. وزكية: أذنبت ثمَّ غفر لَهَا. ((أقتلت
نفسا زكية)) أَي صَغِيرَة، وَقيل معنى ذَلِك المطهرة وَهِي
الَّتِي لَا ذَنْب لَهَا، وَلم تذنب لصغرها. وَيُقَال: زكية:
تائبة. وَقَالَ بَعضهم: زكية وزاكية بِمَعْنى وَاحِد على
التَّشْبِيه، والقاسية، وَلَيْسَ بَينهمَا فرق فِي كَلَام
الْعَرَب، فَكَأَن الَّذِي لم يجن سيلقى الذُّنُوب. وَقَوله:
{بِغَيْر نفس} يَقُول: بِغَيْر قصاص. وَيُقَال: ((نفسا زكية))
أَي مسلمة. قَالَ أَبُو عمر: الصَّوَاب زكية فِي الْحَال،
وزاكية فِي غَد.
(1/252)
وَالِاخْتِيَار زكية، مثل ميت ومائت ومريض
ومارض. وَقَوله جلّ وَعز: {مَا زكا مِنْهُم من أحد} أَي لم يكن
زاكيا. يُقَال: زكا فلَان إِذا كَانَ زاكيا، وزكاه الله جلّ
وَعز [أَي] جعله زاكيا. زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا: أَي
زينتها. والزهرة بِفَتْح الزَّاي وَالْهَاء: نور النَّبَات.
والزهرة بِضَم الزَّاي وَفتح الْهَاء: النَّجْم. وَيُقَال:
زهرَة بِسُكُون الْهَاء. وَيُقَال؛ الزهر: الْأَبْيَض من
الْورْد. وَقيل: الزهر: الْأَصْفَر. زَجْرَة وَاحِدَة: يَعْنِي
نفخة الصُّور. والزجرة: الصَّيْحَة بِشدَّة وانتهار. زوجناهم
بحور عين: أَي قرناهم بِهن، وَلَيْسَ فِي الْجنَّة تَزْوِيج
كتزويج الدُّنْيَا. وَقَوله: {احشروا الَّذين ظلمُوا وأزواجهم}
أَي وقرناءهم. وَالزَّوْج الصِّنْف أَيْضا، كَقَوْلِه جلّ
وَعز: {سُبْحَانَ الَّذِي خلق الْأزْوَاج كلهَا مِمَّا تنْبت
الأَرْض} أَي الْأَصْنَاف.
(1/253)
زنيم: [أَي] مُعَلّق بالقوم وَلَيْسَ
مِنْهُم. وَقيل: الزنيم لذِي لَهُ زنمة من الشَّرّ يعرف بهَا
كَمَا تعرف الشَّاة بزنمتها، وَيُقَال: تَيْس زنيم إِذا كَانَت
لَهُ زنمتان، وهما الحلمتان المعلقتان فِي حلقه. زنجبيل:
مَعْرُوف. وَالْعرب تذكر الزنجبيل وتستطيبه وتستطيب رَائِحَته.
زرابي مبثوثة: الزرابي الطنافس المخملة، وَاحِدهَا زريبة.
والزرابي / الْبسط أَيْضا. ومبثوثة: مفرقة كَثِيرَة فِي كل
مجَالِسهمْ. زَبَانِيَة: واحدهم زبني. مَأْخُوذ من الزَّبْن،
وَهُوَ الدّفع، كَأَنَّهُمْ يدْفَعُونَ أهل النَّار إِلَيْهَا،
وَمِنْه زبون السُّوق لتدافعهم فِي الازدحام.
( [فصل] الزَّاي المضمومة)
زلزلوا: خوفوا وحركوا وأزعجوا. والزلزلة اضْطِرَاب الأَرْض.
(1/254)
وَيُقَال لكل شدَّة مِنْهَا الْحَرَكَة
والانزعاج زَلْزَلَة. وتزلزل الْقدَم إِذا لم تثبت فِي
مقَامهَا، لَا من صعد وَخَوف مزعج. زحزح عَن النَّار: نحي
وَبعد عَنْهَا. زخرف القَوْل: يَعْنِي الْبَاطِل المزين المحسن
و [قَوْله جلّ وَعز] : {أخذت الأَرْض زخرفها} أَي زينتها
بالنبات. والزخرف: الذَّهَب، ثمَّ جعلُوا كل مزين مزخرفا.
وَمِنْه قَوْله جلّ وَعز: {لبيوتهم سقفا من فضَّة} إِلَى
قَوْله: {وزخرفا} أَي ونجعل لَهُم ذَلِك ذَهَبا. وَمِنْه
[قَوْله] : {أَو يكون لَك بَيت من زخرف} أَي من ذهب. زلفا من
اللَّيْل: سَاعَة بعد سَاعَة. واحدتها زلفة. زبر: كتب. جمع
زبور.
(1/255)
زبر الْحَدِيد: قطع الْحَدِيد. واحدتها
زبرة. زلفى: قربى. الْوَاحِدَة زلفة وقربة. زمر: جماعات فِي
تَفْرِقَة. واحدتها زمرة.
( [فصل] الزَّاي الْمَكْسُورَة)
زِينَة: مَا يتزين بِهِ الْإِنْسَان من لبس وحلي، وَأَشْبَاه
ذَلِك. وَقَوله جلّ وَعز: {خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد} .
أَي لباسكم عِنْد كل صَلَاة. وَذَلِكَ أَن اهل الْجَاهِلِيَّة
كَانُوا يطوفون بِالْبَيْتِ عُرَاة، الرِّجَال بِالنَّهَارِ،
وَالنِّسَاء بِاللَّيْلِ إِلَّا الحمس، وهم قُرَيْش وَمن دَان
بدينهم، فَإِنَّهُم كَانُوا يطوفون فِي ثِيَابهمْ، وَكَانَت
الْمَرْأَة تتَّخذ نسائج من سيور فتعلقها على حقويها، وَفِي
ذَلِك تَقول العامرية:
(1/256)
(اليَوْمَ يَبْدو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهْ
... وَمَا بَدَا مِنْهُ فَلاَ أُحِلُّهْ)
قَالَ أَبُو عمر: يُقَال: إِن آدم [عَلَيْهِ السَّلَام] طَاف
عُريَانا، لِأَنَّهُ مشبه بِيَوْم الْقِيَامَة، فجَاء مُحَمَّد
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فنسخ ذَلِك. وَقَوله
جلّ وَعز: {مَوْعدكُمْ يَوْم الزِّينَة} يَعْنِي يَوْم
الْعِيد. وَعَن جَعْفَر، عَن سعيد بن جُبَير: يَوْم الزِّينَة:
يَوْم السُّوق.
(1/257)
|