غريب القرآن للسجستاني

 (بَاب اللَّام ألف)

( [فصل] اللَّام ألف الْمَفْتُوحَة)
لأعنتكم: لأهلككم. وَيُقَال: لكلفكم مَا يشْتَد عَلَيْكُم [أَدَاؤُهُ] . لأوضعوا خلالكم: لأسرعوا فِيمَا بَيْنكُم / يَعْنِي بالنمائم وَأَشْبَاه ذَلِك. والوضع سرعَة السّير. قَالَ أَبُو عمر: الْإِيضَاح أَجود. وَيُقَال: وضع الْبَعِير وأوضعته أَنا.

(1/497)


لَا جرم [أَن الله] : بِمَعْنى حَقًا قَالَ أَبُو مُحَمَّد: لَا رد لقَولهم، أَي لَيْسَ الْأَمر كَمَا ذكرْتُمْ، ثمَّ جرم أَنهم فِي النَّار، أَي كسبهم النَّار. يُقَال: كسبت الرجل الشَّيْء، يَعْنِي ملكته إِيَّاه، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
(وَلَقَد طَعَنْتَ أَبا عُبَيْدَةَ طَعْنَةً ... جَرَمَتْ فَزَارَةَ بعدَها أَنْ يَغْضَبُوا)
أَي كسبتم الْغَضَب. لأحتنكن ذُريَّته: أَي لأستأصلنهم. يُقَال: احتنك الْجَرَاد الزَّرْع، إِذا أكله كُله. وَيُقَال: هُوَ من (حنك دَابَّته) إِذا شدّ حبلا فِي حنكها الْأَسْفَل، يَقُودهَا بِهِ، لأقتادنهم كَيفَ شِئْت. لاهية قُلُوبهم: بِمَعْنى متشاغلة وغافلة، ساهية مَشْغُولَة بِالْبَاطِلِ عَن الْحق وتذكره.

(1/498)


لازب: ولازم ولائث بِمَعْنى وَاحِد، أَي لاصق. والطين اللازب هُوَ المتلزج أَي المتماسك الَّذِي يلْزم بعضه بَعْضًا. وَمِنْه: (ضَرْبَة لازب ولازم) أَي أَمر يلْزم. لات حِين مناص: [أَي] لَيْسَ حِين فرار وَيُقَال: (لات) إِنَّمَا هِيَ (لَا) وَالتَّاء زَائِدَة. لاغية: لَغْو. وَيُقَال (لاغية) قائلة لَغوا.

(1/499)


( [فصل] اللَّام ألف الْمَكْسُورَة)
لِإِيلَافِ [قُرَيْش] الإيلاف مصدر [ألفت و] وآلفت إيلافا. وآلفت بِمَعْنى ألفت. قَالَ ذُو الرمة:
(مِنَ المُؤْلَفَاتِ الرَّمْلَ [أَدماء حُرَّةٍ ... شُعاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ] )
وَقيل: هَذِه اللَّام مَوْصُولَة بِمَا قبلهَا. الْمَعْنى {فجعلهم كعصف مَأْكُول} {لِإِيلَافِ قُرَيْش} أَي أهلك الله جلّ وَعز أَصْحَاب الْفِيل لتألف قُرَيْش رحْلَة الشتَاء والصيف. وَكَانَت لَهُم فِي كل سنة رحلتان: رحْلَة الشتَاء إِلَى الشَّام، ورحلة الصَّيف إِلَى الْيمن.

(1/500)