فضائل القرآن للمستغفري

الثامن من فضائل القرآن
تصنيف الشيخ الخطيب أبي العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ الثقة
رحمة الله عليه
رواية القاضي الحافظ أبي علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي سلمه الله

(1/251)


باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن قائما أو مضطجعا وعلى راحلته والرجل ينام ثم يقوم من الليل فيقرأ لآخره
230- أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، أخْبَرَنا أبو يعلى، حَدَّثَنا الدبري، عَن عَبد الرزاق عن رجل عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدث، عَن أبي موسى قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى إلى اليمن فقال لهما: يسرا، ولاَ تعسرا، ولاَ تفترقا وتطاوعا.
فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: أقرأه في صلاتي وعلى راحلتي ومضطجعا وقائما اتفوقه تفوقا فقال: لكني أنام ثم أقوم فأقرأه يعني لآخره وأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي فكأن معاذ فضل عليه.

(1/253)


باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن وهو مضاجع حائضا
231- أخبرنا زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا أبو القاسم البغوي، حَدَّثَنا عبد الأعلى بن حماد، حَدَّثَنا داود العطار عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة رضوان الله عليها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن.

(1/254)


232- أخبرنا محمد بن البكر وإسماعيل بن محمد، أَخْبَرَنا محمد بن يوسف، حَدَّثَنا محمد بن إسماعيل، حَدَّثَنا قبيصة، حَدَّثَنا سفيان عن منصور عن أمه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض.

(1/254)


باب ما جاء في إثم من حلف بسورة من كتاب الله كاذبا
233- أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد بن أحمد، أَخْبَرَنا محمد بن المسيب بن إسحاق، حَدَّثَنا حميد بن قتيبة، حَدَّثَنا أبو الأسود، حَدَّثَنا ابن لهيعة عن ابن أبي جعفر عن صفوان عن مكحول، عَن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حلف بالشرك وهو كاذب فقد كفر، وَمن حلف بسورة من القرآن فله بكل آية منها يمين صبر فإن شاء بر وإن شاء فجر.

(1/255)


باب ما جاء في النهي عن حمل المصحف إلى أرض العدو
234- أخبرنا محمد بن الحسين الحدادي بمرو، حَدَّثَنا حماد بن أحمد القاضي، حَدَّثَنا جبارة بن المغلس، حَدَّثَنا قيس هو ابن الربيع عن ليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن في أرض العدو.

(1/257)


235- أخبرنا الخليل بن أحمد، أَخْبَرَنا بن منيع حدثني مصعب حدثني مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.

(1/257)


236- أخبرنا زاهر بن أحمد، أَخْبَرَنا مُحَمد بن وكيع، حَدَّثَنا محمد بن أسلم، حَدَّثَنا العلاء بن عبد الجبار، حَدَّثَنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن ينالوه.

(1/258)


237- أخبرنا زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا إبراهيم بن عبد الله الزينبي، حَدَّثَنا بندار، حَدَّثَنا عبد الوهاب، حَدَّثَنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن مخافة أن يناله العدو.

(1/258)


238- أخبرنا الخليل بن أحمد، أخْبَرَنا أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن إبراهيم بن جناد، حَدَّثَنا مسلم، حَدَّثَنا شعبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسافر بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو.

(1/258)


239- وأخبرنا الخليل، أخْبَرَنا أبو القاسم البغوي، حَدَّثَنا علي يعني ابن الجعد، أَخْبَرَنا زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.

(1/258)


240- أخبرني عبد الله بن محمد بن زر، حَدَّثَنا محمد بن صالح، حَدَّثَنا أبو حمة، حَدَّثَنا أبو قرة، حَدَّثَنا حنظلة ونافع بن عبد الرحمن هو ابن أبي نعيم عن نافع، عَن عَبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو.

(1/258)


باب ما جاء في النهي عن المراء في القرآن وما في ذلك من التغليظ والتشديد
241- أخبرنا أبو العباس جعفر بن محمد المكي، حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبيد الله بن سريج، حَدَّثَنا أحمد بن حرب الموصلي، حَدَّثَنا المحاربي عن محمد بن عمرو، عَن أبي سلمة، عَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المراء في القرآن كفر.

(1/259)


242- أخبرنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد، أخْبَرَنا أبو الحسين علي بن إسحاق بن إبراهيم بن ردا بالطبرية، حَدَّثَنا أبو جعفر هو محمد بن عبد الله بن موسى القراطيسي، حَدَّثَنا يزيد بن هارون، حَدَّثَنا محمد بن عمرو، عَن أبي سلمة، عَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مراء في القرآن كفر.

(1/259)


243- أخبرنا جعفر بن محمد بن المكي، أخْبَرَنا أبو عبد الرحمن، حَدَّثَنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي بغزة، حَدَّثَنا الفريابي، حَدَّثَنا [ص:260] سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه، عَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجدال في القرآن كفر.

(1/259)


244- أخبرنا زاهر بن أحمد، أَخْبَرَنا الزينبي، حَدَّثَنا عمرو بن علي، حَدَّثَنا أبو داود، حَدَّثَنا فليح بن سليمان، حَدَّثَنا سالم أبو النضر عن سليمان بن يسار، عَن عَبد الله بن عمرو قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتنازع في آية من القرآن فسألناه فأخبرنا فقال: لا تماروا في القرآن مراء في القرآن كفر.

(1/261)


245- أخبرنا نصر بن أحمد، حَدَّثَنا عمر بن محمد بن بجير، حَدَّثَنا محمد بن [ص:262] يحيى القطيعي، حَدَّثَنا محمد بن بكر، حَدَّثَنا ابن عون، عَن أبي عمران الجوني، عَن عَبد الله بن الصامت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اقرؤوا كتاب الله ما اتفقتم عليه فإذا اختلفتم فقوموا عنه أو قال: فقوموا.

(1/261)


246- أخبرنا زاهر بن أحمد، أخْبَرَنا أبو الوليد، حَدَّثَنا حميد هو ابن مسعدة، حَدَّثَنا حماد هو ابن زيد، حَدَّثَنا أبو عمران الجوني قال: سمعت جندب بن عبد الله – وكانت له صحبة – يقول قال حماد: لا أعلمه إلا قد رفعه اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفت فقوموا عنه.

(1/262)


247- أخبرنا الحدادي، حَدَّثَنا حماد بن أحمد القاضي، حَدَّثَنا بشر بن الوليد، حَدَّثَنا أبو معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: أخاف أن يستفيدوا مالا فيبطرون وأخاف رجالا يقرؤون القرآن فيضعونه على غير مواضعه وأخاف زلة العالم. وسأنبيكم بالمخرج من هذه الثلاثة إذا رزقكم الله مالا فاشكروه وإذا قرأتم القرآن فما عرفتم من شيء فخذوا به وما لم تدروا فردوا علمه إلى عالمه وإذا زل العالم فانتظروا فيئته فإنه يوشك أن يفيء.

(1/264)


248- أخبرنا جعفر بن محمد المكي، حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن، حَدَّثَنا أحمد بن هارون بن آدم بن المهلب بالمصيصة، حَدَّثَنا محمد بن حمير
[ص:265]
249- وأخبرنا جعفر بن محمد، حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن، حَدَّثَنا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث المصري، حَدَّثَنا كثير بن عبيد الحمصي، حَدَّثَنا ابن حمير، حَدَّثَنا مسلمة بن علي عن عمر بن ذر، عَن أبي قلابة الجرمي، عَن أبي مسلم الخولاني، عَن أبي عبيدة بن الجراح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجهه فقال: يا عمر إنا لله وإنا إليه راجعون جاءني جبريل صلوات الله عليه آنفا فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون فقلت: أجل فإنا لله وإنا إليه راجعون فما ذاك ياجبريل؟ قال: أمة مفتتنة بعدك في قليل من الدهر غير كثير فقلت: فتنة كفر أم فتنة ضلالة قال: كل سيكون قلت:، وَمن أين ذلك وأنا تارك فيهم كتاب الله؟ قال: بكتاب الله يضلون وأول ذلك من قرائهم وأمرائهم.
قال أبو عبد الرحمن: لم يذكر صالح بن عبد الرحمن: وأمرائهم.

(1/264)


250- وأخبرنا زاهر بن أحمد، أَخْبَرَنا مُحَمد بن المسيب حدثني يمان بن [ص:266] سعيد وأحمد بن هارون ومحمد بن حفص قالوا:، أَخْبَرَنا مُحَمد بن حمير بإسناد نحوه.

(1/265)


251- أخبرنا ابن أبي توبة، أَخْبَرَنا مُحَمد بن عصام، حَدَّثَنا أحمد بن عبد الله بن حكيم، حَدَّثَنا إبراهيم بن إسحاق بن الأزهر عن بقية بن الوليد عن الصباح بن مجالد حدثني عطية العوفي، عَن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة خرجت شياطين كان حبسهم سليمان صلوات الله عليه في جزائر البحور فذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق وعشر بالشام يجادلونكم القرآن.

(1/266)


252- أخبرنا جعفر بن محمد، حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن، حَدَّثَنا يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن هشام بن سعد عن علي بن أبي علي عن زبيد عن علقمة قال: لما خرج عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم فقال: لا تنازعوا في القرآن.

(1/266)


253- أخبرنا محمد بن الحسين القاضي، حَدَّثَنا حماد بن أحمد القاضي، حَدَّثَنا جبارة بن مغلس، حَدَّثَنا كثير هو ابن سليم قال: سمعت الحسن يقول: قال معاذ يوما لجلسائه: كيف أنتم عند ثلاث دنيا تقطع [ص:267] أرقابكم وزلة عالم وجدال منافق بالقرآن؟ قال: فسكتوا فلم يدروا ما يقولون فقال: أما زلة العالم فإن العالم يزل ثم يتوب فإن زل فلا تقطعوا إيابكم منه وإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم وأما جدال منافق بالقرآن فإن للقرآن منارا كمنار الطرق فما عرفتم فخذوه وما لم تعرفوا فكلوه إلى الله وأما دنيا تقطع أرقابكم فمن جعل الله غناه في قلبه فهو الغني وإلا فإن الدنيا لا تنفعه.

(1/266)


254- أخبرنا جعفر بن محمد، حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن حدثنا نصر بن مرزوق المصري حدثنا شداد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن مطر الوراق وعامر الأحول وحميد وداود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عَن عَبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتنازعون في القدر هذا ينزع آية وهذا ينزع آية [ص:268] فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان ثم قال: أبهذا أمرتم أبهذا وكلتم تضربون كتاب الله بعضه ببعض أنظروا ما أمرتم به فاتبعوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه.

(1/267)


255- وأخبرنا جعفر بن محمد حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا الطفاوي وهو محمد بن عبد الرحمن عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لقد جلست مجلسا ما جلست قبله، ولاَ بعده أغبط عندي منه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يتجادلون في كتاب الله فكأنما يقطر من وجهه الدم فقال: ياقوم إنما ضل من كان قبلكم بمثل هذا جادلوا كتاب الله تعالى بعضه ببعض إن القرآن أنزل يصدق بعضه بعضا ولم ينزل يكذب بعضه بعضا ما كان من حلال فاعملوا به وما كان من حرام فانتهوا عنه وما كان من متشابه فآمنوا به.

(1/268)


256- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو لبيد حدثنا سويد حدثنا علي بن مسهر، عَن أبي إسحاق عن الشعبي عن زياد بن حدير قال: قال عمر رضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: يهدمه زلة العالم وجدال منافق بالكتاب وحكم أئمة مضلين.

(1/268)


257- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا محمد بن المسيب حدثنا [ص:269] موسى بن سهل حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن جرير بن حازم عن مجالد عن عامر الشعبي عن زياد بن حدير الأسدي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ثلاث أخافهن عليكم وبهن يهدم الزمان زلة عالم عهد الناس عنده علما فزل زلة تبعه الناس عليها ورجل قرأ القرآن لا يسقط منه ألفا، ولاَ واوا صد الناس عن الهدى وأخذلهم أئمة مضلون.

(1/268)


258- أخبرنا النقبوني حدثنا عبد الله بن عبيد الله حدثنا أبو الخصيب أحمد بن المستنير المصيصي حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا صفوان – يعني ابن عمرو –، عَن عَبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجادل بالقرآن أحدا، ولاَ تكذبوا كتاب الله بعضه ببعض فوالله إن المؤمن ليجادل فيغلب وإن المنافق ليجادل به فيغلب.

(1/269)


259- أخبرني النقبوني حدثنا عبد الله بن أحمد بن منصور حدثنا الحسين الأشيب حدثنا عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي [ص:270] سلمة، عَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن مما أتخوف على أمتي أن يفتح لهم القرآن حتى يقرأه المؤمن والكافر والمنافق ليجادل به المؤمن {ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} إلى آخر الآية.

(1/269)


260- أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم حدثنا بكر بن المرزبان حدثنا عبد بن حميد أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن يحيى السلمي حدثنا ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} حتى ختم الآية قال: إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم أولئك فاحذروهم.

(1/270)


261- أخبرنا الشيخ أبو بكر حدثنا بكر حدثنا عبد بن حميد حدثني أبو الوليد حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا بن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات} إلى آخر الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم.

(1/270)


262- أخبرنا النقبوني حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا أبو العباس محمد بن يونس البصري حدثنا المعلى بن الفضل حدثنا أبو بكر الهذلي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تضربوا القرآن بعضه ببعض فإنه كفر.

(1/271)


263- قال: فحدثني ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

(1/271)


264- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا محمد بن وكيع حدثنا محمد بن أسلم حدثنا يعلى حدثنا الحجاج بن دينار، عَن أبي غالب، عَن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} .

(1/271)


265- أخبرنا الخليل بن أحمد حدثنا أبو العباس الثقفي حدثنا قتيبة حدثنا بكر هو ابن مضر، عَن أبي قبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أتخوف على أمتي اللبن والكتاب" قالوا: يا رسول الله: ما بال الكتاب؟ قال: يتعلمه المنافقون فيجادلون به الذين آمنوا قالوا: فاللبن؟ قال: يضاع فيه الصلوات ويتبع فيه الشهوات.

(1/272)


266- أخبرنا الخليل بن أحمد أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن يعقوب الصواف الزاهد – وكان من الثقات- حدثنا نصر بن علي حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر} إلى قوله {فأما الذين في قلوبهم زيغ} قال: إذا رأيت الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم.

(1/272)


باب ما جاء في كثرة القراء وقلة الفقهاء آخر الزمان
267- أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسين القاضي حدثنا حماد بن أحمد القاضي حدثنا جبارة بن مغلس حدثنا محمد هو ابن طلحة عن زبيد قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير تجري عليها الناس يتخذونها سنة إذا غيرت قيل هذا منكر قيل: ومتى ذاك ياأبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وقلت أمناؤكم وتفقه لغير الدين والتمست الدنيا بعمل الآخرة.

(1/273)


268- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو [ص:274] مصعب حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه تحفظ فيه حدود القرآن وتضيع حروفه قليل من يسأل كثير من يعطي يطيلون فيه الصلاة ويقصرون فيه الخطبة يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه قليل فقهاؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده كثير من يسأل قليل من يعطي يطيلون الخطبة ويقصرون الصلاة يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم.

(1/273)


269- أخبرنا محمد بن الحسين القاضي حدثنا حماد بن أحمد القاضي حدثنا جبارة بن مغلس حدثنا كثير هو ابن سليم قال سمعت الضحاك يقول: قال حذيفة: يامعشر العرب كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم عليها الكبير ويربو فيها الصغير يتخذونها سنة فإذا غيرت قيل هو منكر قيل: ومتى ذاك؟ قال: إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وتفقه لغير الدين والتمست الدنيا بعمل الآخرة.

(1/274)


270- أخبرنا يعقوب بن إسحاق حدثنا أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بحلب حدثنا أبو سعيد عبيد بن جناد حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة [ص:275] عن القاسم بن عوف قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: لقد عشنا برهة من الدهر وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها كما تعلمون أنتم القرآن ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره، ولاَ زاجره، ولاَ ما ينبغي أن يقف عنده وينثره نثر الدقل.

(1/274)


271- أخبرنا ابن المكي أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ببغداد حدثنا عبد الله بن عمر مشكدانة وأبو كريب قالا: حدثنا وكيع عن حماد بن نجيح، عَن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن غلمان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا.

(1/275)


272- أخبرنا الخليل بن أحمد حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا علي يعني ابن الجعد أخبرنا زهير حدثنا أبو إسحاق، عَن أبي الأحوص، عَن عَبد الله قال: إذا قرأ أحدكم القرآن فليتعلم الفرائض، ولاَ يكون كرجل لقيه أعرابي فقال: يامهاجر أتقرأ؟ فيقول: نعم فيقول: فإن إنسانا من أهلي مات فنقص فريضته فإن أخبره فهو علم علمه الله وزيادة زاده الله وإلا قال: فبم تفضلوننا يامعشر المهاجرين.

(1/275)


273- أخبرنا أحمد بن عمار أخبرنا علي أخبرنا علي أخبرنا أبو عبيد حدثنا حجاج، عَن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن الحسن قال: ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن تعلم فيم أنزلت وما أراد بها ثم قال الحجاج: أو نحو هذا.

(1/276)


274- وأحسبه قال: عَن أبي جعفر عن عمرو بن مرة قال: إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل لا أعرفه فأغتم به لقول الله تعالى {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} .

(1/276)


275- أخبرنا أحمد بن عمار أخبرنا علي أخبرنا علي أخبرنا أبو عبيد حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله آية إلا ولها ظهر وبطن وكل حرف حد وكل حد مطلع.
قال: قلت: ياأبا سعيد ما المطلع؟ قال يطلع قوم يعملون به.
وقال حجاج عن الحسن: تفسير الخبر أنه قال: الظهر هو الظاهر والبطن هو السر والحد هو الحرف الذي فيه علم الخير والشر والمطلع الأمر والنهي.

(1/276)


باب ما جاء في النهي عن سؤال أهل الكتاب عن التوراة والإنجيل وسائر كتب الله سوى القرآن والأمر بالاقتصار على ما أنزل الله على نبيه
276- أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن عاصم حدثنا أبو محمد صالح بن حاتم بن وردان الحرشي حدثنا أبي حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله تقرأونه محضا لم يشب.

(1/278)


277- أخبرنا أبو العباس النقبوني، حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن، حَدَّثَنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا عبد الوهاب هو ابن نجدة الحوطي عن إسماعيل بن عياش
278- وأخبرنا أبو العباس حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري حدثنا محمد بن المبارك حدثنا إسماعيل بن [ص:279] عياش عن محمد بن يزيد الرحبي عن مغيث بن سمي الأوزاعي وعمير بن ربيعة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم عليكم بالقرآن فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم.

(1/278)


279- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي بالكوفة حدثنا هشام بن يونس اللؤلؤي حدثنا جعفر عن مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب ذكر أنه من التوراة فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فتغير وجه رسول الله عليه السلام فغمز عمر بذلك فرفع رأسه فقال: يا رسول الله أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا إلا أن تصدقوا بباطل أو تكذبوا بحق لو كان فيكم موسى أو عيسى ما وسعه إلا أن يتبعني.

(1/279)


280- أخبرنا أحمد بن عبد الله الوصافي حدثنا أبو عبد الله محمد بن [ص:280] موسى بن علي الضرير الرازي حدثنا أبو عامر عمرو بن تميم حدثنا إسماعيل بن خليل الخزاز حدثنا علي بن مسهر، عَن عَبد الرحمن بن إسحاق عن خليفة بن قيس عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالسا عند عمر رضي الله عنه إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه السوس فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي؟ قال: نعم، قال: أنت النازل بالسوس؟ قال: فضربه عمر بقناة معه فقال العبدي: ومالي؟ قال: فقرأ عمر {الر تلك ءايات الكتاب المبين} حتى بلغ {وإن كنت من قبله لمن الغافلين} قال: فقرأها ثلاث مرات وضربه ثلاث مرار ثم قال له: أأنت الذي انتسخت كتاب دانيال؟ قال: مرني بأمر قال: انطلق فامحه بالحميم والصوف الأبيض ثم قال: لا تقرأنه، ولاَ تقرئه أحدا فلئن بلغني أنك قرأته أو أقرأته أحدا لأنهكتك عقوبة ثم قال: أجلس فجلس بين يديه فقال: انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكتاب ثم جئت به في أديم في يدي فقال: ما هذا يا عمر؟ فقال: انتسخت كتابا من أهل الكتاب لنزداد علما إلى علمنا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه فقالت الأنصار: يامعشر الأنصار أغضب نبيكم صلى الله عليه وسلم فجاؤوا حتى أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس إني أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي اختصارا ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تبهتوا، ولاَ تهيكوا، ولاَ يغرنكم المتهيكون قال فغضب فقلت: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبك رسولا ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1/279)


281- أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا ابن منيع حدثنا الوركاني محمد بن جعفر أبو عمران حدثنا إبراهيم هو ابن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: كيف تسالون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيه أحدث الأخبار تقرؤونه محضا لم يشب ألم يحدثكم الله تعالى في كتابه أنهم قد غيروا كتاب الله تعالى وبدلوا وكتبوا الكتاب بأمنيتهم وقالوا {هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا} أفلا ينهاكم العلم الذي جاءكم عن مساءلتهم والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عما أنزل الله إليكم.

(1/282)


282- أخبرنا محمد بن البكر وإسماعيل بن محمد أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير، عَن أبي سلمة، عَن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا أهل الكتاب، ولاَ تكذبوهم {قولوا ءامنا بالله وما أنزل} الآية

(1/282)


باب ما روي في قرآن مسيلمة الكذاب الذي كان
283- أخبرنا البجيري حدثنا جدي حدثنا بندار حدثنا يحيى بن إسماعيل حدثني قيس بن أبي حازم أن رجلا أتى ابن مسعود فقال: إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة فإذا ثم يقرؤون قراءة لم ينزلها الله على نبيه قال: وما يقولون؟ قال: يقول: الطاحنات طحنا والعاجنات عجنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما، فبعث إليهم فجئ بهم نحو ثلاثمائة فيهم عبد الله بن النواحة فأمر به فضرب عنقه ثم قال: ما أنا بمحرد هؤلاء رحلوهم إلى الشام فعسى أن يفنيهم الطاعون أو يتوب الله على من شاء منهم.

(1/283)


284- أخبرنا الخليل بن أحمد أخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني ابن وهب عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد بن نشيط أن قرة بن هبيرة العامري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان حجة الوداع نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقة قصيرة فقال: ياقرة فقال الناس: ياقرة ياقرة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: كيف قلت حين أسرت؟ قال: قلت: يا رسول الله كان لنا أربابا وربات من دون الله ندعوهن فلا يجبننا ونسألهن فلا يعطيننا فلما بعثك الله أجبناك وتركناهن، ثم أدبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من رزق لبا، فبعث رسول الله عليه السلام عمرو بن العاص على البحرين فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو حي
ثم قال عمرو: فأقبلت حتى مررت على مسيلمة فأعطاني أمانا ثم قال: إن محمدا أرسل في جسيم الأمور وأرسلت في المحقرات فقلت: اعرض علي ما تقول، فقال: ياضفدع نقي فإنك نعما تنقين لا واردا تنفرين، ولاَ ماء تكدرين ثم قال: ياوبرة يدان وصدر وسائر خلقك حقر بقر ثم أتى الناس يختصمون إليه في نخل قد قطعها بعضهم ليقض فسجي بقطيفة ثم كشف رأسه فقال: والليل الآدم والذيب الأهجم ما جاء ابن أبي مسلم عن محرم، ثم تسجى الثانية فقال: والليل الدامس والذيب الهامس ما حرمة رطب إلا كحرمة يابس قوما فلا أرى عليكما فيما صنعتم بأسا، فقال عمرو: أما والله إنك لتعلم وإنا لنعلم إنك من الكاذبين فتوعدني ثم قال: لقرة بن هبيرة ما فعل صاحبكم؟ فقلت: إن الله اختار له ما عنده على ما عندنا فتوفاه فقال: لا نصدق أحدا منكم بعده فلقينا خالد بن الوليد فسألته أن يرسل إلي من أجل ما سمعت منهم فأتيتهم [ص:285] فأخرج إلي كتابا من أبي بكر الصديق رضي الله عنه إنه قد أدى الصدقة فقلت: ما حملك على ما قلت؟ قال: حملني أنه كان لي مال وولد فتخوفت عليه منه وإنما أردت بكلمتي أن قلت: لا أصدق أحدا منكم بعد قوله إني رسول الله.
يتلوه في التاسع باب ما جاء أن القرآن يرفع من حيث نزل.

(1/284)