فنون الأفنان في عيون علوم القرآن

باب عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ونقطه
عدد سور القرآن-:
أما سوره فقال أبو الحسين بن المنادي:
جميع سور القرآن،

(1/233)


في تأليف زيد بن ثابت على عهد الصديق وذي النورين، مائة وأربع
عشرة سورة، فيهن الفاتحة والتوبة والمعوذتان، وذلك هو الذي في
أيدي، أَهل قبلتنا.

(1/234)


وجملة سوره على ما ذكر عن أُبي بن كعب رضي اللَّه عنه مائة
وست عشرة سورة. وكان ابن مسعود رضي اللَّه عنه يُسقط
المعوذتين، فنقصت جملته سورتين عن جملة زيد. وكان أُبي بن
كعب يُلحقهما ويزيد إليهما سورتين، وهما الحَفدة والخَلع.
إحداهما،: "اللهم إِنا نستعينك ونستغفرك ... "، وهي سورة

(1/235)


والْأُخرى: (اللهم إياك نعبد ... ) ، وهي سورة الحفد.
فزادت جملته على جملة زيد سورتين، وعلى جملة
ابن مسعود أربع سور. وكل أدى ما سمع، ومصحفنا أولى بنا أن نتبع.
فصل مذاهب البلدان في عدّ آي القرآن
وأما عدد آي القرآن فمُختلَفٌ فيها أيضاً على حسب اختلاف

(1/236)


العادِّين. والعدد منسوب إلى خمسة بلدان: مكة والمدينة والكوفة والبصرة
والشام.
فالعدد المكي منسوب إلى مجاهد بن جبر وعبد الله بن كثير.

(1/237)


والعدد، المدني على ضربين: مدني أول ومدني أخير.
فالمدني الأول منسوب إلى نقل أهل الكوفة إياه عن أهل المدينة
مرسلاً، لم يسموا فيه أحداً.
والمدني الأخير منسوب إلى أبي جعفر يزيد بن القعقاع وصهره
شيبة بن نصاح، وبينهما خلاف في ست آيات. وهن قوله:
(مما تحبون) ، (وإن كانوا ليقولون) ، و (قد جاءنا نذير) .
و (إلى طعامه) ، (فأين تذهبون) . ترك هذه الخمس آيات أبوجعفر،

(1/238)


وعدَّهن شيبة، وعدَّ أبوجعفر (مقام إبراهيم) وتركها شيبة.
قال ابن المنادي: أما المدني الأول فلا ندري على الحقيقة في
أي زمن هو، وكأنه عددُ صحابيٍ مُتَوَافَقٍ عليه، ولكثرة أهله لم يُعْزَ
إلى أحد مسمىً.
فإن كان قبل اكتتاب المصحف فهو مأخوذ من أفواه الرجال، وإن كان عن مصحف فهو مأخوذ قبل استنساخه كتباً.
فلما نشأ أبوجعفر وشيبة اختارا من عد الماضين كما اختارا من
الحروف.
وأما الكوفي فمنسوب إلى أبي عبد الرحمن السُلمي عن
علىِ بن أبي طالب، وقد نسبه قوم إلى ابن مسعود، والأول أصح.

(1/239)


وأما البصري فمنسوب إلى عاصم بن ميمون الجحدري.
وهو أحد التابعين الحفاظ الذين ندبهم الحجاج إلى عدد حروف القرآن
مع الحسن البصري ومالك بن دينار وأبي العالية الرياحي
وأبي محمد راشد الحِمَّاني ونصر بن عاصم الليثي. فعدوه بالشعير

(1/240)


وحسبوه. وقد نسبه بعضهم إلى أيوب بن المتوكل، والأول أظهر.
وأما الشامي: فمنسوب إلى عبد الله بن عامر اليحصبي.
وروى قوم أن أيوب بن تميم زعم أنه عدد عثمان بن عفان. والأول أصح.
وقد روي عن أهل حمص خلاف لما روي عن أهل الشام مطلقاً.
فصل
ذكر عدد آىِ القران:
فقد وَقع إِجماع العادِّين على أن القرآن ستة الاف ومائتا آية.

(1/241)


ثم اختلفوا في الكسر الزائد على ذلك:
فروى المنهال بن عمرو عن ابن مسعود أنه قال: القرآن ستة
آلاف ومائتا آية وسبع عشرة آية. وهذا مبلغه في المدني الأول، وبه
قال نافع.

(1/242)


فأما في المدني الأخير فأربع، عشرة آية عن شيبة، وعشر آيات
عن أبي جعفر.
وفي المكىِ عشرون آية.
وفي الكوفي ست وثلاثون آية. وه ومروي عن حمزة
الزيات.
وفي البصري خمس آيات وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي
رواية عنه وأربع آيات، وبهذه الرواية قال أيوب بن المتوكل البصري.
وفىِ رواية عن البصريين أنهم قالوا وتسع عشرة آية. وروي نحو
ذلك عن قتادة.
وفي الشامي ست وعشرون آية وهو مروي عن يحيى بن
الحارث الذماري.

(1/243)


وقد روى أبو عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه أنه قال:
وتسع وعشرون آية.
وقد روى زيد بن وهب عن ابن مسعود أنه قال: وخمس
عشرة آية.
ونقل عن عطاء الخراساني أنه قال: وست عشرة آية.
وروى عن عطاء بن يسار أنه قال: وست آيات.
ونقل عن أهل حمص أنهم قالوا: واثنتان وثلاثون آية.

(1/244)


فصل عدد كلمات القرآن
فأما عدد كلمات القرآن فروى المنهال بن عمرو عن
ابن مسعود أنه قال: (لام القرآن سبع وسبعون ألف كلمة وتسعمائة كلمة
وأريع وثلاثون كلمة.
وروى عن مجاهد وابن جبير: سبع وسبعون ألف كلمة
وأربعمائة وسبع وثلاثون كلمة.
وروى عن عطاء بن يسار: تسع وسبعون ألف كلمة ومائتان وسبع
وسبعون كلمة.
وعن أبي المعافى يزيد بن عبد الواحد الضرير أنه قال: ست
وسبعون ألف كلمة.

(1/245)


وعن آخرين سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وستون كلمة.
وقيل: وسبعمائة، كلمة وكلمة واحدة.
فصل عدد حروف القرآن
فأما عدد حروف القرآن فأجمعوا على ثلاثمائة ألف حرف.
واختلفوا في الكسر الزائد على ذلك، فروى المنهال عن ابن مسعود أنه
قال: وأربعة آلاف حرف وسبعمائة وأربعون حرفاً.
وروى عن حمزة بن حبيب أنه قال: وثلاثة وسبعون ألف حرف
ومائتان وخمسون حرفاً.
وعن عاصم الجحدري أنه قال: ثلاثة وستون ألفاً وثلاثمائة
ونيف.
وعن أبي محمد راشد الحماني البصري: ستون ألفاً وثلاثة
وعشرون حرفاً، وعنه أيضاً: أربعون ألفاً وسبعمائة ونيف.
وعن أهل المدينة وبعض الكوفيين: خمسة وعشرون ألف حرف
ومائتان وخمسون حرفاً.
وعن ابن كثير والحماني ويحيى بن الحارث وأبي المعافى
الضرير: أحد وعشرون ألفاً.

(1/246)


قال ابن كثير والحماني: ومائة وثمانية وثمانون حرفاً. وقال
يحيى بن الحارث وأبو المعافى: ومائتان وخمسون حرفاً.
وفي رواية سلمة عن محمد بن إسحاق:
اثنا عشر ألف حرفاً.
وفي قراءة المدنيين حروف يزيدون بها وينقصون:
(وأوصى بها إبراهيم) في البقرة: بزيادة ألف، وفي آل عمران:

(1/247)


(سارعوا إلى مغفرة) بلا واو، وفي المائدة: (يرتدد) بزيادة دال.
وفيها (نادمين يقول الذين آمنوا) بلا واو، وفي التوبة: (الذين اتخذوا مسجداً) بلا واو، وفي الكهف: (لأجدن خيراً منهما) بزيادة ميم، وفي
الشعراء: (فتوكل على العزيز الرحيم) بالفاء، وفي عسق:
(وما أصابكم من مصيبة بماكسبت أيديكم) بطرح الفاء، وفي

(1/248)


الزخرف: (ما تشتهيه الأنفس) بزيادة هاء، وفي الحديد: (ومن يتول
فإن الله الغني الحميد) بإسقاط هو، وفي الشمس: (فسواها فلا يخاف) بفاء مكان الواو.

(1/249)


فصل "تكرار حروف المعجم في القرآن"
فأما عدد ما في القرآن من تكرار حروف المعجم على ما ذكره
محمد بن خلف وكيع، قال:
الألفات (ثمانية وأربعون ألفاً وتسعمائة وأربعون ألفاً.
الباءات (: أحد عشر ألفاً وأربعمائة وعشرون باءً.
التاءات: (ألف وأربعمائة وأربع تاءات.
الثاءات: (عشرة آلاف وأربعمائة وثمانون ثاء.
الجيمات: ثلاثة آلاف وثلاثمائة واثنان وعشرون جيما.
الحاءات: أربعة آلاف ومائة وثمانية وثلاثون حاء.
الخاءات: ألفان وخمسمائة وثلاث خاءات.

(1/250)


الدالات: خمسة آلاف وتسعمائة وثمانية وتسعون دالًا.
الذالات: أربعة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثون ذالًا.
الراءات: ألف وستمائة وثمانون راء.
الزايات: اثنا عشر ألفاً وستمائة وست زايات.
السينات: خمسة آلاف وتسعمائة وتسع وتسعون سيناً.
الشينات: ألفان ومائة وخمس عشرة شيناً.
الصادات: ألفان وسبعمائة وثمانون صاداً.
الضادات: ألف وستمائة واثنان وثمانون ضاداً.
الطاءات: ثمانمائة واثنان وأربعون طاء.
الظاءات: الظاءات: ألف ومائمَان وأربع ظاءات.
العينات: تسعة آلاف وأربعمائة وتسع عينات.
الغينات: ألف ومائتان وتسع وعشرون غيناً.
الفاءات: تسعة آلاف وثمانمائة وثلاثة عشر فاء.
القافات: ثمانية آلافْ وتسبع وتسعون قافاً.
الكافات: عشرة آلاف وخمسمائة واثنان وعشرون كافاً.

(1/251)


اللامات: ثلاثة وثلاثون ألف لام وخمسمائة ولامان.
الميمات: ستة وعشرون ألفاً وتسعمائة واثنان وعشرون ميماً.
النونات: ستة وعشرون ألفاً وتسعمائة وخمس أوخمسون، نوناً.
الواوات: خمسة، وعشرون ألفاً وخمسمائة وست واوات.
الهاءات: سبعة عشر ألفاً وسبع هاءات.
اللام ألفات: أربعة آلاف وسبعمائة وتسع لام ألفات.
الياءات: خمسة، وعشرون ألفاً وسبعمائة وسبع عشرة ياء.
(فصل)
فأما نقط القرآن التي على الحروف فهي ألف ألف وخمس
وعشرون ألفاً وثلاثون نقطة.

(1/252)