كشف المعانى فى المتشابه من المثانى سورة لقمان
342 - مسألة:
قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ) تقدم
في العنكبوت.
343 - مسألة:
قوله تعالى: (وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)
.
تقدم فى الحج
344 - مسألة:
قوله تعالى: (كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) وفى فاطر
(1/296)
جوابه:
والزمر: (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) ؟ .
جوابه:
لما تقدم هنا ذكر البعث والنشور بقوله تعالى: (مَا خَلْقُكُمْ
وَلَا بَعْثُكُمْ) الآية وبعدها: (وَاخْشَوْا يَوْمًا) ناسب
مجىء (إلى) الدالة على انتهاء الغاية، لأن القيامة غاية جريان
ذلك.
وفاطر والزمر تقدمها ذكر نعم الله تعالى بما خلق لمصالح الخلق،
فناسب المجىء " باللام " بمعنى: لأجل، والله أعلم.
سورة السجدة
345 - مسألة:
قوله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى
الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ
مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) ، وقال في الحج:
(1/297)
(وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ
سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) .
وفى سأل سائل: (كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) ؟
.
جوابه:
أن المراد هنا: ما ينزل به الملك من السماء، ثم يصعد إليها،
ويكون السماء هنا عبارة عن جهة سدرة المنتهى لا عن سماء
الدنيا.
والمراد بآية الحج أن عذاب المعذب في جهنم يوما واحدا بقدر
عذاب المعذب ألف سنة، لأنه جاء بعد قوله تعالى:
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ) .
والمراد بآية سأل سائل: يوم القيامة لما فيه من الأهوال والشد
ائد.
وقوله تعالى: (فى يوم) راجع إلى قوله تعالى: (بِعَذَابٍ
وَاقِعٍ) أى واقع ليس له دافع فى يوم كان مقداره. الآية.
وقيل المراد به: نزول الملك من سدرة المنتهى وعوده إليها، وأن
مقدار ذلك على لم سير أهل الدنيا "خمسين ألف سنة" وفيه نظر،
والله أعلم.
(1/298)
346 - مسألة:
قوله تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ)
وفى الزمر:
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا) . وفى
الأنعام:
(تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) ومثله: (وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو
أَيْدِيهِمْه) الآية؟ .
جوابه:
الجامع للآيات أن لملك الموت أعوانا من الملائكة يعالجون الروح
حتى تنتهي إلى الحلقوم، فيقبضها هو.
فالمرأد هنا: قبضه لها عند انتهائها إلى الحلقوم. والمراد بآية
الأنعام: هو وأعوانه. وبآية الزمر: الله تعالى وقضاؤه بذلك أو
معناه خلق سلب تلك الروح من جسدها.
وقيل المراد بقوله تعالى: ((اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ)
وبقوله
تعالى: (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ) أي يستوفى عدد
أرواحكم، من قولهم: توفيت الدين إذا استوفيته أجمع.
347 - مسألة:
قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ) بالواو، و (مِنْ قَبْلِهِمْ) .
(1/299)
وفى طه: " بالفاء"، وحذف (من) ؟ .
جوابه:
أن آية طه جاءت بعد ذكر موسى وفرعون، والسامرى وهلاكهم، وذكر
آدم وحواء، فناسب " قبل " العامة لما تقدم من الزمان. وأية
السجدة: خالية من ذلك، فأتى ب (من) المقربة للزمان.
سورة الأحزاب
348 - مسألة:
قوله تعالى: (وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ
وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ) أفرد الذكور وجمع
الإناث؟ .
جوابه:
أن إفراد الذكور لإرادة الجنس، وعلم من إضافة الجمع إلى المفرد
أن المراد جنس الأعمام والأخوال، لا عم معين أو خال معين، فكان
الإفراد مع إرادة الجنس أخف لفظا وأفصح لما فيه من المقابلة
بين الإفراد والجمع والذكور والإناث.
(1/300)
أما جمع الإناث لفظا فلتعذر الإتيان بمفرده
لقيد الجنس، إذ لو قيل: بنات عمك أو بنات عمتك، وبنات خالتك أو
بنات خالاتك لاحتمل إرادة بنت معينة أو عمة معينة أو خال معين
أو خالة معينة، والآية إنما سيقت لبيان المنة على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - والتوسعة عليه والإفراد يفوت به التصريح
له بهذا المعنى المقصود.
سورة سبأ
349 - مسألة:
قوله تعالى: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي
السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ) وفى يونس عليه السلام:
(فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) ؟
تقدم الجواب في سورة
يونس عليه السلام.
350 - مسألة:
قوله تعالى: (وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) وقال تعالى:
(كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) وقال: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ
الشَّاكِرِينَ) ؟ .
(1/301)
جوابه:
المراد: هل يجازى بالظلم والمعاصى حتما إلا الكفور، لأن المؤمن
قد يعفى عنه، فلا يجازى بمعصية تفضلا عليه، ولشرف الإيمان.
سورة فاطر
351 - مسألة:
قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا
نَذِيرٌ) وقال
تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ)
وفى
.بس: (لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ) الأية.
جوابه:
أن المراد بآية فاطر مطلق الأمم كعاد وثمود وقوم نوح وقوم
إبراهيم وفى العرب من ولد إسماعيل، خالد بن سنان،
وحنظلة بن صفوان وفى بنى إسرائيل موسى وهارون
(1/302)
ومن بعدهم.
وقيل: لم يخل بنو آدم من نذير من حين بعث إليهم وإلى
زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إما نبي أو رسول.
وآية سبأ: المراد بهم قريش خاصة وأهل مكة الموجودون زمن النبي
- صلى الله عليه وسلم - وآباؤهم لم يأتهم نذير خاص بهم قبل
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
352 - مسألة:
قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي
الْأَرْضِ)
الآية. وفى الأنعام: (خَلَائِفَ الْأَرْضِ) ؟ .
جوابه:
أن آية الأنعام تقدمها ما هو من سياق النعم عليهم من قوله
تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ
عَلَيْكُمْ) إلى قوله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ
عَشْرُ أَمْثَالِهَا) فناسب الخطاب لهم في ذلك بلفظ التعريف
الدال على أنهم خلفاؤها المالكون لها، وفيه من التفخيم لهم ما
ليس في آية فاطر، لأنه ورد في آية فاطر نكرة، فقال: خلائف
فيها، فليس فيه من التمكن والتصرف ما في قوله تعالى:
(خَلَائِفَ الْأَرْضِ) .
(1/303)
سورة يس
353 - مسألة:
قوله تعالى: (مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ) ؟ إن جعلت (ما)
نافية، فقد تقدم الجواب في فاطر. وإن جعلتها مصدرية
أو موصولة، فالمراد كإنذار آبائهم، فإن إنذار إسماعيل لم
يزل فيهم إلى زمن عمرو بن لحى.
، 35 - مسألة:
قوله تعالى: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ
يَسْعَى) وفى القصص: (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى
الْمَدِينَةِ يَسْعَى) تقدم في القصص جوابه.
ونزيد ههنا أن الرجل جاء ناصحا لهم في مخالفة دينهم فمجيئه من
البعد أنسب لدفع التهمة والتواطى عنه، فقدم ذكر البعد لذلك.
وفى القصص: لم يكن نصحه لترك أمر يشق تركه كالدين بل لمجرد
نصيحة، فجاء على الأصل في تقديم الفاعل على المفعول الفضلة.
(1/304)
- مسألة:
قوله تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً
لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ)
وفى مريم (لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) كَلَّا)
وقال تعالى في الفرقان: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ) مضمرا.
جوابه:
أن آية مريم ويس وردتا بعد ضمير المتكلم فناسب
الإظهار. وأية الفرقان: وردت بعد تكرار ضمير الغائب،
فناسب الإضمار للغائب لتناسب الضمائر، والله أعلم. |