كشف المعانى فى المتشابه من المثانى سورة الصافات
356 - مسألة:
قوله تعالى: (وَرَبُّ الْمَشَارِقِ) وكذلك جمعها في سورة
المعارج فقال: (بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ) . وفى
(1/305)
سورة الرحمن: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ
وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) ؟ .
جوابه:
أن المراد بالجمع مشارق الشمس ومغاربها مدة السنة وهي مائة
وثمانون مشرقا ومغربا، وكذلك مشارق النجوم ومغاربها، ومشارق
القمر ومغاربه كل شهر.
والمراد بالمشرقين والمغربين: مشرق غاية طول النهار وقصر
الليل ومغربه، ومشرق غاية قصر النهار وطول الليل ومغربه، وخص
المشارق هنا بالذكر لأنها مطالع الأنوار والضياء والحرص على.
ذلك لمظنة الانبساط والمعاش، ولأن المغارب يفهم من ذلك عند ذكر
المشارق لكل عاقل، ولأن ذكر السموات والأرض مناسب لذكرها معها
بخلاف سائر
المواضع.
357 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ) وقال
في الحج: (مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) وقال: (مِنْ
نُطْفَةٍ) وقال: (مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) .
(1/306)
جوابه:
أما قوله تعالى: من تراب، ومن صلصال، ومن طين، فالمراد:
أصلهم وهو آدم عليه السلام لأن أصله من تراب، ثم جعله
طينا، ثم جعله صلصالا كالفخار، ثم نفخ فيه الروح.
وقوله تعالى: من نطفة: أي أولاد آدم وذريته كما هو
المشاهد.
358 - مسألة:
قوله تعالى: (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) .
ثم قال بعده: (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ)
جوابه:
أن القائل الأول: منكر للبعث في الدنيا.
والقائل الثاني: في الجنة مقرر لثبوت ما كان يدعيه في الدنيا
من البعث والحساب وموبخ لمن كان ينكر ذلك في الدنيا.
359 - مسألة:
قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) وقال
تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا
جَانٌّ (39) .
(1/307)
جوابه:
ما تقدم في الحجر: أن يوم القيامة مواقف، أوان السؤال
هنا قوله: (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) .
360 - مسألة:
قوله تعالى: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) وفى
الذاريات: (بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) ما وجه مجئ كل واحد في موضعه؟ .
جوابه:
إنما وصفه هنا بالحلم: وهو إسماعيل والله أعلم وهو الأظهر لما
ذكر عنه من الانقياد إلى رؤيا أبيه مع ما فيه من أمَّر الأشياء
على النفس وأكرهها عندها ووعدها بالصبر، وتعليقه بالمشيئة، وكل
ذلك دليل على تمام الحلم والعقل وأما في الذاريات:
فالمراد - والله أعلم - إسحاق، لأن تبشير إبراهيم بعلمه
ونبوته فيه دلالة على بقائه إلى كبره، وهذا يدل على أن
الذبيح إسماعيل
361 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) في سائر
الرسل. وقال تعالى في إبراهيم: (كَذَلِكِ) ، ولم يقل ذلك
(1/308)
في شأن لوط ويونس؟ .
جوابه:
أما قصة إبراهيم: فلأنه تقدم فيها (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ) فكفى عن الثانية.
362 - مسألة:
قوله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
(143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)
وقال تعالى في سورة ن: (لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ
مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) .
فظاهره: لولا تسبيحه للبث في بطن الحوت إلى الحشر، ولولا نعمة
ربه لنبذ بالعراء إلى الحشر.
جوابه:
لولا تسبيحه للبث في بطن الحوت، وحيث نبذ بتسبيحه
فلولا نعمة ربه لنبذ بالعراء مذموما غير مشكور.
363 - مسألة:
قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174)
وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) وقال تعالى بعد:
(وَأَبْصِرْ) بحذف
(1/309)
الضمير.
جوابه:
أن "الحين " في الأولى: يوم بدر، ثم وأبصرهم كيف حالهم عند
بصرك عليهم وخذلانهم.
"والحين " الثاني: يوم القيامة. ثم قال تعالى: وأبصر حال
المؤمنين وما هم فيه من النعم، وما هؤلاء فيه من الخزي العظيم.
فلما كان الأول خاصا بهم: أضمرهم.
ولما كان الثاني عاما: أطلق الأبصار والمبصرين. والله أعلم.
سورة ص
364 - مسألة:
قوله تعالى: (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ
وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4)
وفى سورة ق (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ
فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)
الأول بالواو والثانى بالفاء؟
جوابه:
أن ما قبل سورة ق يصلح سببا لما قالوا بعده، فجاء بالفاء. وما
قبل سورة ص لا يصلح أن يكون سببا لقولهم: (سَاحِرٌ كَذَّابٌ)
فجاء بالواو العاطفة.
(1/310)
365 - مسألة:
قوله تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ
عَبْدَنَا دَاوُودَ)
ما وجه تعلق صبره بذكر داود؟ .
جوابه:
لما استعجلوا العذاب في قوله تعالى: (وَقَالُوا رَبَّنَا
عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا) همَّ رسول - صلى الله عليه وسلم -
بالدعاء بنزول العذاب عليهم فأمره الله تعالى بالصبر عليهم وأن
يذكر داود حيث دعا على الخطائين فابتلى بخطيئته (1)
366 - مسألة:
قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ) و (إِنَّمَا) يفيد
الحصر. وقال تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا
وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) ؟ .
جوابه:
أن ما يتقدمه التخويف يناسب أن يليه الإنذار.
وها هنا كذلك لأنه جاء بعد ذكر جهنم والنار وعذاب أهلها
ومحاجتهم فيها.
________
(1) هذا الكلام فيه نظر ولا يصح وسيأتى الرد مفصلا إن شاء الله
تعالى فى قصة داوود ـ عليه السلام ـ فى السورة الكريمة. والله
أعلم.
(1/311)
وآية تقدمه الترجيه أو التخويف والترجيه
يليها الوصفان.
وآية الأحزاب كذلك، وكذلك آية فاطر، لما تقدم الأمران قال:
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) .
والله أعلم.
سورة الزمر
367 - مسألة:
قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ) ، وقال تعالى بعده: (إِنَّا
أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ) .
جوابه:
حيث قصد تعميمه وتبليغه وانتهاؤه إلى عامة الأمة قال:
(1/312)
(إِلَيْكَ)
368 -
وحيث قصد تشريفه وتخصيصه به قيل: (عَلَيْكَ) ، وقد تقدم ذلك في
آل عمران وحيث اعتبر ذلك حيث وقع وجد لذلك، وذلك لأن (على)
مشعر بالعلم فناسب أول من جاءه من العلو وهو النبي - صلى الله
عليه وسلم -. و (إلى) مشعرة بالنهاية، فناسب ما قصد به هو
وأمته لأن (إلى) لا تختص بجهة معينة، ووصوله إلى الأمة كذلك لا
يختص بجهة معينة.
مسألة:
قوله تعالى: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى
اللَّهِ زُلْفَى) الآية.
وقال تعالى (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ
سَبِيلِهِ) وظاهر الآيتين تعليل العبادة بهما؟ .
جوابه:
أن اتخاذه الصنم إلها كان تعبدا في نفسه واعتقاده وفى نفس
الأمر هو ضلال، وإضلاله عن سبيله لا عنده لأنه لم يصدق أن ذلك
سبيل الله فضل عنه.
(1/313)
369 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ
كَفَّارٌ (3) ومثله: (لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
وقال تعالى في الأنعام: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ)
وقال تعالى: (قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ)
وقد هدى خلقا كثيرا من الكفار أسلموا من قريش وغيرهم؟ .
جوابه:
أن المراد من سبق علمه بأنه لا يؤمن، وأنه يموت على كفره، فهو
عام مخصوص. أو أنه غير مهدى في حال كذبه وكفره.
370 ـ مسألة:
قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ
مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) . ثم قال تعالى: (وَأُمِرْتُ لِأَنْ
أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) ما وجه دخول اللام؟ .
(1/314)
جوابه:
أن متعلق (أُمِرْتُ) الثاني غير الأول لاختلاف جهتيهما:
فالأول: أمره بالإخلاص في العبادة، والثاني: أمره بذلك لأجل أن
يكون أول المسلمين بمكة.
371 ـ مسألة:
قوله تعالى: (بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) تقدم فى
هود جوابه
372 ـ مسألة:
قوله تعالى: (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ
فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ) وفى يونس عليه
السلام: (فَإِنَّمَا) و (وَمَا أَنَا) .
تقدم في يونس.
373 - مسألة:
قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا)
(1/315)
فجاء أولا: "بحين " وفى الثانية: " بفى "
جوابه:
أن الموت هو التوفى، فلا يكون ظرفا لنفسه بخلاف النوم لصحة
جعله ظرفا للتوفى.
374 ـ مسألة:
قوله تعالى (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ) وفى آل
عمران: (مَا كَسَبَتْ) ؟ .
جوابه:
أنه تقدم قبل هنا تكرار ذكر الكاسب، فناسب العدول إلى:
(عَمِلَتْ) ولم يتقدم مثله في آل عمران.
375 ـ مسألة:
قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)
وقال في الجنة: (وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) بالواو؟ .
جوابه:
الأحسن ما قيل: أن،، الواو،، واو الحال، وذلك أن الأكابر
(1/316)
الأجلاء الأعزاء تفتح لهم أبواب الأماكن
التي يقصدونها قبل وصولهم إليها إكراما لهم وتبجيلا، وصيانة من
وقوفهم منتظرين فتحها، والمهان لا يفتح له الباب إلا بعد وقوفه
وامتهانه.
فذكر أهل الجنة بما يليق بهم، وذكر أهل النار بما يليق بهم -
ويؤيد ذلك: (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ
(50)
سورة المؤمن
376 - مسألة:
قوله تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا
الَّذِينَ كَفَرُوا) وقال تعالى في العنكبوت: (وَلَا
تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ) .
وكم في اختلاف آيات القرآن وأحكامه من جدل واختلاف بين أئمة
الممسلمين الكبار؟ .
(1/317)
جوابه:
أن المراد هنا الجدال بالباطل لإبطال الحق كقوله تعالى:
(وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ) وجدال
المسلمين لإظهار الحق منه وفيه لا لدحوضه.
377 ـ مسألة:
قوله تعالى: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً
وَعِلْمًا) وقال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)
والكافر شىء ولا يدخلها؟ .
جوابه:
المراد بعموم (كُلَّ شَيْءٍ) الخصوص وهم المؤمنون كقوله
(تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ) أو أن المراد: رحمته في الدنيا فإنها
عامة.
مسألة:
قوله تعالى: (وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي
وَعَدْتَهُمْ) . وقال تعالى: (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ
اللَّهُ وَعْدَهُ) وهم يعلمون ذلك، فما فائدة سؤاله؟ .
جوابه:
أن المراد وفقهم للأعمال الصالحة المقتضية دخول الجنة،
(1/318)
ولذلك قال تعالى: (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ)
.
379 - مسألة:
قوله تعالى: (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ)
ودعاء الملائكة مستجاب، وتقع السيئات منهم لقوله تعالى:
(وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ؟ .
جوابه:
أن المراد: وقهم عذاب السيئات، أو جزاء السيئات. 380 ـ مسألة:
قوله تعالى: (وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ)
ولا سيئة يوم القيامة؟ .
جوابه:
المراد: جزاء السيئات أو ما يسوءهم فيه من الحزن والخوف
والعذاب.
381 ـ مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ
كَذَّابٌ (28)) وقال بعده: (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ
هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34)
(1/319)
جوابه:
لما قال تعالى في الأولى: (وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ
كَذِبُهُ) ناسب (مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) ولما قال تعالى في
الثانية: (فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ)
ناسب (مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ)
382 ـ مسألة:
قوله تعالى: (يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)) وقال
تعالى في عام: (عَطَاءً حِسَابًا (36) ؟ .
جوابه فى عم.
383 ـ مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الآية.
وقوله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي)
. وقال
(1/320)
جوابه:
تعالى: (وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) . وقال
تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ) عند من وقف على "
قاتل ".
جوابه:
تقدم وهو إما عام أريد به رسل مخصوصون، وهم الذين أمروا
بالقتال.
فقد قيل: ليس رسول أمر بذلك إلا نصر على من قاتله، وإما أريد
به العاقبة إما لهم أو لقومهم بعدهم وإما يراد به النصر عليهم
بالحجة والدليل، أو بالسيف، أو بهما.
384 ـ مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا)
وقال تعالى في طه: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ
أُخْفِيهَا) أدخل اللام هنا دون طه؟ .
جوابه:
أن الخطاب هنا مع المنكرين للبعث، فناسب التوكيد باللام
(1/321)
والخطاب في طه مع موسى عليه السلام وهو
مؤمن بالساعة
فلم يحتج إلى توكيد فيها.
385 - مسألة:
قوله تعالى: (أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (57)
وقال بعده: (لَا يُؤْمِنُونَ (59) وقال تعالى بعده: (لَا
يَشْكُرُونَ (61) . فاختلفت خواتم الآيات الثلاث؟ .
جوابه:
أن من علم أن الله تعالى خلق السموات والأرض مع عظمها اقتضى
ذلك علمه بقدرته على خلق الإنسان، وإعادته ثانيا لأن الإنسان
أضعف من ذلك وأيسر، فلذلك ختمه بقوله تعالى: (لَا يَعْلَمُونَ
(57) .
ولما ذكر الساعة، وأنها آتية لا ريب فيها قال: (لَا
يُؤْمِنُونَ (59) أي لا يصدقون بها لاستبعادهم البعث.
ولما ذكر نعمه على الناس وفضله عليهم ناسب ختم الآية بقوله
(لَا يَشْكُرُونَ (61) .
(1/322)
386 - مسألة:
قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) ؟ .
وفى يونس (وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ)
جوابه:
أن هنا أظهر لفظ (النَّاسِ) وكرره، فناسب إظهاره هنا للمشاكلة
في الألفاظ وفى يونس: أضمر الناس وكرر ضمائرهم قبل ذلك فناسب
إضمارهم لما ذكرناه من المشاكلة.
387 ـ مسألة:
قوله تعالى: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ
شَيْءٍ) .
تقدم في سورة الأنعام
388 ـ مسألة:
قوله تعالى: (كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً
وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ) ذكر الأحوال الثلاثة:
(1/323)
وفى الروم، وفاطر، وأول السورة: ذكر حالين
منها؟ .
جوابه:
لما تقدم قصة فرعون وتفصيل حاله وجبروته وما ذكر عنه، ناسب ذلك
ذكر الكثرة، والشدة، والآثار في الأرض.
سورة حم السجدة
389 - مسألة:
قوله تعالى: (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) ثم قال تعالى:
(وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) ثم
قال: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) ... (فَقَضَاهُنَّ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ)
(1/324)
فظاهره ثمانية أيام
وقال تعالى فى عدة مواضع (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)
جوابه:
أنه أضاف اليومين اللذين دحي فيهما الأرض، وأخرج ماءها ومرعاها
إلى اليومين اللذين خلق فيهما الأرض فصارت أربعة أيام.
فقوله تعالى: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا
وَبَارَكَ فِيهَا) إلى آخره، معطوف على (خَلَقَ الْأَرْضَ)
تقديره: خلق الأرض وجعل فيها رواسي وبارك فيها وقدر فيها
أقواتها في أربعة أيام.
مسألة:
قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ) و (ثُمَّ)
تقتضي
(1/325)
الترتيب، فظاهره أن تسوية السماء بعد دحي
الأرض وأقواتها وبركاتها، وقد قال تعالى في النازعات: (والأرض
بعد ذلك دحاها) ؟ .
جوابه:
أن (ثُمَّ) قد تأتى لترتيب الأخبار لا لترتيب الوقائع المخبر
عنها، فيكون تقديره: ثم يخبركم أنه: (اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) الآية، ونحوه قوله تعالى في سورة
الأنعام: (ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ) بعد قوله تعالى:
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) وهو كثير فى القرآن
وكلام العرب، ومنه البيت المشهور وهو أن:
من ساد ثم ساد أبوه ثم قد ساد بعد ذلك جده
391 - مسألة:
قوله تعالى: (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) . وفى القمر: (فِي
يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)
(1/326)
وفى الحاقة: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ
لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا) .
جوابه:
أن " اليوم " يعبر به عن " الأيام " كقولهم: يوم الحرة، ويوم
بعاث، وقد يراد به اليوم الذي بدأ به الريح، يقال: كان آخر
أربعا في الشهر.
392 ـ مسألة:
قوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ) وقال (إِنَّ
اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) .
جوابه:
أن ذلك في من علم الله تعالى أنه لا يؤمن. أو يكون عاما مخصوصا
بمن علم الله ذلك منه.
392 ـ مسألة:
قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ
سَمْعُهُمْ) وقال تعالى في النمل: (حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ
أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي) فحذف (ما)
(1/327)
جوابه:
أنه إذا أريد تحقيق جزاء الشرط لبعده من معناه أكد (بما)
على عادتهم عند قصد التأكيد بزيادة الحروف، وإذا لم يكن
الجزاء بعيدا من معنى الشرط لم يحتج إلى تأكيد.
ولفظ "المجىء" لا يعقل منه، ولا يفهم شهادة السمع والبصر
فاحتاج إلى تأكيد الشرط ب (ما) وسؤال الخلق عند مجيئهم
في القيامة مفهوم منه لعلمهم أن الحشر لذلك فلم يحتج إلى
توكيد.
394 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) وفى
الأعراف:
(سَمِيعٌ عَلِيمٌ) تقدم جوابه في الأعراف.
395 - مسألة:
قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا) وقال في
هود:
هو - (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ) ولم
يقل: (مِنَّا) .
جوابه:
أن آية هود تقدم فيها لفظ (مِنَّا) في قوله تعالى:
(1/328)
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا
رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ) فتركت ثانيا للدلالة
عليها أولا. ولم يتقدم هنا ذلك.
396 ـ مسألة:
قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) وفى الأحقاف: (وَكَفَرْتُمْ
بِهِ) ؟
جوابه:
أنه يجوز أن يكون (ثم) هنا للاستبعاد من الكفر مع العلم بكونه
من عند الله فإن التخلف عن الإيمان بعد ظهور كونه من عند الله
مستبعد عند العقلاء، ولذلك قال تعالى: مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ
هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ) ، وهو كقوله تعالى: (ثُمَّ أَنْتُمْ
تَمْتَرُونَ) و "الواو" في الأحقاف واو العطف بمعنى الجمع،
وجواب الشرط مقدر تقديره: إن اجتمع كونه من عند الله وكفرتم به
وشهادة الشاهد وإيمانه ألستم بكفركم ظلمة ودل عليه أن الله لا
يهدى القوم الظالمين.
(1/329)
سورة حم عسق
(1)
397 - مسألة:
قوله تعالى: (وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ
مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) وقال تعالى
في آل عمران في بعض الصحابة: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ
الدُّنْيَا) ونصيبهم في الآخرة وافر؟ .
جوابه:
أن المراد من يريد الدنيا خاصة دون الآخرة، لعدم ايمانه بها لا
مطلقا.
398 - مسألة:
قوله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) وقال
تعالى: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا
عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) وقد سماه تعالى في الجزاء سيئة؟ .
جوابه:
ليس المراد بالسيئة ضد الحسنة الشرعية، وإنما المراد جزاء من
عمل ما يسوء غيره أن يعامل بما يسوءه، والمشاكلة في الألفاظ من
بديع الفصاحة، فسمى المباح سيئة لمقابلته للسيئة كقوله
(1/330)
تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ) .
399 - مسألة:
قوله تعالى: (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ
عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وفى لقمان (إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ
الْأُمُورِ (17) ؟ .
جوابه:
لما ذكر هنا جواز الانتقام، وذكر ترك ذلك لصفتين: الصبر
والغفران، ناسب ذلك التوكيد، و " اللام "، لأن الصبر والغفران
مع القدرة أشد على النفوس منهما مع عدم القدرة.
وأية لقمان: في صفة واحدة وهي: الصبر، ولعله فيها ليس
له الانتقام فيه فلم يؤكد.
400 - مسألة:
قوله تعالى: (إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ) فقوله تعالى:
(فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ) مفهوم من الأول وهو قوله تعالى:
(إِلَّا وَحْيًا) فما فائدة ذلك؟ .
أن المراد بالوحي الأول: الإلهام، لا الرسالة، والإلقاء في
(1/331)
قلب الإنسان ما يكون، وهو كقوله تعالى:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى)
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) .
سورة الزخرف
401 ـ مسألة:
قوله تعالى: (وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)
وفى الشعراء: (إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ) بحذف
اللام؟ .
جوابه:
أن هذا المحكى إرشاد من الله تعالى لعبيده أن يقولوه في كل
زمان، فناسب التوكيد باللام حثا عليه. وآية الشعراء: أخبر عن
قوم مخصوصين مضوا فلم يكن للتأكيد معنى.
401 ـ مسألة:
قوله تعالى: مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا
يَخْرُصُونَ (20) وقال فى الجاثية: (إِنْ هُمْ إِلَّا
يَظُنُّونَ (24)
(1/332)
جوابه:
أن آية الزخرف في جعلهم الملائكة بنات الله، وذلك كذب محض قطعا
فناسب (يَخْرُصُونَ) وآية الجاثية في إنكارهم البعث، وليس عدمه
عندهم قطعا، فناسب: (يَظُنُّونَ) .
403 ـ مسألة:
قوله تعالى: (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) ثم
قال تعالى تعالى: (وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)
جوابه:
أن الأول: لقريش الذين بعث إليهم النبى - صلى الله عليه وسلم -
فادعوا أنهم وآباءهم على هدى، ولهذا قال تعالى: (قَالَ
أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ
آبَاءَكُمْ) ؟ .
والثاني: خبر عن أمم سالفة لم يضعوا بأنهم على هدى بل
متبعين آباءهم، ولذلك قال تعالى في قصة إبراهيم عليه
السلام: (بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) ولم
(1/333)
يقولوا: إنا على هدى كما قالت قريش.
404 ـ مسألة:
قوله تعالى: (لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً) ؟ .
جوابه:
أي بدلكم فما الأرض.
405 - مسألة:
قوله تعالى: (فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) وفى يونس
عليه السلام: (فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ) ؟ .
جوابه:
إن كان له ولد بزعمكم فأنا أول الموحدين وقيل: هو
(1/334)
تعليق على فرض محال، والمعلق على المحال
محال.
سورة الدخان
406 - مسألة:
قوله تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)
وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26)
وقال هنا: وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28)) وقالت في
الشعراء: (وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) .
جوابه:
مع حسن التنويع في الخطاب أن (كنوزا) أبلغ فيما فات على فرعون،
فناسب بسط ذكره أولا وملكه وتسلطه
ذَكَرَ " الكنوز " وهي الأموال المجموعة.
(1/335)
وهنا في الدخان: قصتهم مختصرة فناسب ذكر
الزروع. وأما "بنى إسرائيل هناك
و" قوما آخرين " في الدخان: فلأنه، لما تقدم ذكر بنى إسرائيل
ونعمة الله عليهم بغرق عدوهم ونجاتهم منه: ناسب ذكر نعمته
عليهم بعودتهم إلى مصر، ولكن بعد مئين من السنين حين تهود ملك
مصر، وامتحن الأحبار بالتوراة. والعجب كل العجب من عدة من
المفسرين يذكرون هنا أن بنى إسرائيل عادوا إلى مصر بعد غرق
فرعون، وهو غفلة عما دل عليه القرآن والأخبار والتواريخ من
انتقالهم إلى الشام بعد تجاوز البحر، وأمر التيه، وموت هارون
وموسى عليهما السلام في التيه والمختام أن الضمير في "
أورثناها ": للنعم والجنات بالشام.
سورة الجاثية
7.، - مسألة:
قوله زمالة: (وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ) وقال في حم عسق:
(وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) ؟ .
(1/336)
جوابه:
أن المراد هنا ذكر استمرار نعمه وقدرته على الناس
قوما بعد قوم. والمراد بآية الشورى ابتداء خلقه الدواب
وبثها في الأرض.
408 - مسألة:
قوله تعالى: (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ
رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)
وقال تعالى في البقرة: (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ
السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ) ؟ .
جوابه:
أن المراد " بالرزق ": الماء، لأنه سببه وأصله، وبه نبات
الأرزاق تسمية للسبب باسم المسبب.
وخصص لفظ "الرزق " هنا لتقدم قوله تعالى: (وَفِي خَلْقِكُمْ
وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ) لحاجته لا في الرزق.
40 - مسألة:
قواته تعالى: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً) وقال تعالى في
الزمر: (فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) ؟ .
(1/337)
جوابه:
أن القيامة مواقف. وقد تقدم مرات.
سورة الأحقاف
410 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ
اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) وقال تعالى فى السجدة
(تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ) الآيات.
جوابه:
أن آية السجدة: وردت بعد ما تقدم ذكر الكفار من الأمم
وعقابهم، فناسب ذلك بسب ما أعد للمؤمنين من النعم والأمن
وثوابهم. وآية الأحقاف: مساقة على الاختصار،
فناسب ما وردت به.
411 - مسألة:
قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ
إِحْسَانًا) تقدم
(1/338)
سورة القتال
412 - مسألة:
قوله تعالى: (وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)
ما فائدته بعد وصف إضافة النعم عليهم، والمغفرة سابقة لتلك
النعم؟ .
جوابه:
أن "الواو" لا توجب الترتيب في الإخبار، وإفاضة النعم لا يلزم
منه الستر، فذكر سبحانه أنه مع ذلك ستر ذنوبه ولم يفضحهم بها.
والله أعلم. |