كشف المعانى فى المتشابه من المثانى

سورة الفتح
13، - مسألة:
قوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) ثم قال تعالى بعده:

(1/339)


(وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
جوابه:
لما ذكر ذلك النصر، وما يترتب عليه من فتح مكة، ومغفرة
له، وتمام لنعمته عليه وهدايته مع ظهور صدهم،، وما
لقوا من عنت الكفار، ختم الآية بقوله تعالى: (عَلِيمًا حَكِيمًا) أي: (عَلِيمًا) بما يترتب على ذلك الصد من
الفتح، وصلاح الأحوال، (حَكِيمًا) فيما دبره لك من
كتاب الصلح بينك وبين قريش، فإنه كان سبب الفتح.
وأما الثاني: فلما ذكر ما أعده للمؤمنين من الجنات، وتكفير
السيئات، وتعذيب المنافقين والمشركين، ختمه بقوله تعالى: (عَزِيزًا) أي: قادر على ذلك (حَكِيمًا) فيما يفعله
من إكرام المؤمن، وتعذيب الكافر.
414 - مسألة:
قوله تعالى: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) الآية. وفى المائدة: (قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) ؟ .

(1/340)


جوابه:
أن آية الفتح مع قوم مخاطبين بذلك، فناسب التأكيد
والتخصيص بقوله تعالى: (لكم) . وآية المائدة: عامة
لا تختص بقوم، ولذلك قال تعالى: (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) .
415 - مسألة:
قوله تعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ)
فزاد الاستثناء من الله تعالى مع قوله تعالى:
(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) وهو عالم بما كان وما يكون؟ .
جوابه:
أن ذلك تعليم لعباده، وتأديب لهم في كل أمر سابق
ومستقبل يعزم عليه.

(1/341)


سورة ق
416 - مسألة:
قوله تعالى: (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) أين المقسم عليه؟
جوابه:
قيل: محذوف، تقديره: لتبعثن وقيل: المقسم عليه: (ق)
مقدما على القسم لدلالته على الإعجاز. وقيل: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ) ، وحذفت اللام للبعد بينهما. وقيل:
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى) . وقيل: غير ذللك.
174 - مسألة:
قوله تعالى: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)

(1/342)


ثم قال: (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ) بغير واو
جوابه:
قيل الأول: هو الملك من الحفظة، يقول للإنسان: أي ما لدى من أعمالك.
والثاني: قرينه من الشياطين مخاطبا لربه تعالى. فانقطع الكلام عن الأول، فجاء مستقبلا بغير واو.
سورة الذاريات
418 - مسألة:
قوله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
ثم قال تعالى بعد في ما ختم به الآية الثانية: (إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) فكرر ختم الآيتين بذلك؟ .
جوابه:
أن الفرار الأول، من المعاصى إلى الطاعات، والإنذار فيه من

(1/343)


عقوبة المعاصرى.
والإنذار الثاني: من عقوبة الشرك، وللدلالة على أن الطاعات مع الشرك غير نافعة من العذاب عليه.
سورة النجم
419 - مسألة:
قوله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ) وقال تعالى بعده: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا) ؟ .
جوابه:
أن الأولى: بعد ذكر آلهتهم، وتسميتها آلهة، فقال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ) بهواكم

(1/344)


من غير دليل.
والثانية: في تسمية الملائكة تسمية الأنثى، وأن الظن في أن الملائكة إناث لا يغنى من الحق شيئا، ولا يفيد قاصد علم. والله أعلم.
سورة القمر
420 - مسألة:
قوله تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ) ثم أعاده في القصة الثانية، فما فائدة ذلك؟ .
جوابه:
يحتمل وجوها:
الأول: أن الأول وعيد لهم بما تقدم لغيرهم من قوم نوح، والثاني لهم ولغيرهم من بعدهم.
الثاني: أن الأول أريد به عذاب الدنيا، والثاني أريد به عذاب الآخرة، وعبر بلفظ الماضي لتحقق وقوعه.
الثالث: أن الأول فيه حذف مضاف تقديره: فكيف كان وعيد عذابي، والثاني أريد به نفس العذاب بعد وقوعه.

(1/345)


سورة الرحمن
421 - مسألة:
قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)
قدم التعليم على الخلق وقال تعالى في سورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)) الآيات، فقدم الخلق على التعليم؟ .
جوابه:
أن سورة " اقرأ " أول ما نزل من القرآن ولم
يكن القرآن معهودا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا لغيره، ولذلك قال
النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل لما نزل بها: لست بقارئ.
وسورة الرحمن: نزلت بعد معرفة القرآن، وشهرته عندهم،
فكان الابتداء بما يعرفه من تقديم الخلق في سورة "اقرأ"
أنسب من القرآن الذي لم يعهده وكان الابتداء بتعليم
القرآن الذي نعرفه، والمنة به في سورة الرحمن أنسب لسياق
ما وردت به السورة من عظيم المنة على العباد.
422 - مسألة:
قوله تعالى: (وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) .
كرر لفظ "الميزان " في ختم الآيات الثلاث؟ .

(1/346)


جوابه:
أن ذلك توكيد في إيفاء الحقوق وعدم التطفيف لفرط الحاجة إليه في المعاملات الجارية بين الناس.
423 - مسألة:
قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) . كرر ذلك إحدى وثلاثين مرة في هذه السورة؟ .
جوابه:
أن المقصود بذلك التكرير التنبيه على شكر نعمة الله
تعالى، والتوكيد له.

(1/347)


- مسألة:
قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) .
جوابه:
تقدم في سورة الحجر. وقيل: لايسأل عن ذنبه، لأن
المجرمين يعرفون بسيماهم، وتعرفهم الملائكة بذلك، فلا تحتاج إلى سؤاله عن ذنبه، ولذلك تلاه بقوله تعالى: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ) .
سورة الواقعة
425 - مسألة:
قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ) وختمه بقوله تعالى: (فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ) ثم قال (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ)

(1/348)


ثم قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) وختم
ذلك بقوله تعالى (فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) :
ثم قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71)
ما وجه هذا الترتيب في هذه الآيات؟ .
جوابه:
وجهه: أن الله تعالى أنعم على الإنسان أولا، بإيجاده، ثم أنعم
عليه بما يحتاج إليه من طعامه، ثم مايحتاج إليه من شرابه، ثم
مايحتاج إليه في إصلاح ذلك وهو النار.
فختم الأول بـ (فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ) أو لأن من تذكر كيف خلق، ونظر في حكمة خلقه وترتيبه دلَّه ذلك على قدرة الله تعالى على بعثه بعد موته كما نبه عليه تعالى بقوله تعالى: (عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) .
وختم الثالثة بقوله تعالى: (فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ) لأن نعمه
تستوجب شكره.
426 - مسألة:
قوله تعالى: (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا) . وقال تعالى في

(1/349)


الماء: (جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا) .
جوابه:
أن جعل الزرع حطاما إذهاب له بالكلية صورة ومنفعة. وجعل الماء أجاجا لم يذهب به صورة، وربما انتفع في غير الشرب. والله أعلم.
سورة الحديد
427 - مسألة:
قوله تعالى هنا: (سَبَّحَ لِلَّهِ) وفى الحشر والصف كذلك بصيغة الماضي وفى الجمعة والتغابن: (يُسَبِّحُ) بصيغة المضارع؟ .
جوابه:
لما أخبر أولا بأنه سبح له ما في السموات وما في الأرض أخبر أن ذلك التسبيح دائم لا ينقطع، وبأنه باق ببقائه، دائم بدوام صفاته الموجبات لتسبيحه.
428 - مسألة:
قوله تعالى هنا: (مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
وفى بواقيها: (وَمَا فِي الْأَرْضِ) بزيادة (مَا) .

(1/350)


جوابه:
لعل ذلك لتشاكل ما بعده من الآيات الثلاث وهو قوله تعالى (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)
(لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ)
429 ـ مسألة:
قوله تعالى (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ثانيا. ما فائدة ذلك؟ .
جوابه:
أن الأول: للدلالة له على قدرته بخلقها على البعث، ولذلك قال تعالى: (يُحْيِي وَيُمِيتُ) ، وختمه بقوله تعالى: (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
والثاني: للدلالة على أن مصير الأمور كلها إليه، وأنه المجازى عليها على ما أحاط علمه من أحوال السموات والأرض، وأعمال الخلق، ولذلك قال بعد ذلك: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
وختمه بقوله تعالى: (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) .

(1/351)


430 - مسألة:
قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌا)
تقدم في الأعراف.
31، - مسألة:
قوله تعالى: (ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا) وفى الزمر: (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) بإضافته إليه تعالى؟ .
جوابه:
لما افتتح في الزمر نسبة إنزال الماء وسلوكه ينابيع في الأرض وإخراج ما ينبت به إليه، ناسب ذلك نسبة جعله حطاما إليه. وههنا لم ينسبه إليه، بل قال تعالى: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ) فنسب الأفعال كلها إلى الزرع.

(1/352)


سورة المجادلة
432 - مسألة:
قوله تعالى: (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ؟ .
وقال تعالى بعده (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ)
جوابه:
لما قابل في الأولى الإيمان بالكفر في قوله
تعالى: (ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) قال: (عَذَابٌ مُهِينٌ)
وكل عذاب مؤلم مهين. ولما قال تعالى في الثانية: (كُبِتُوا) ، والكبت هو: الإذلال والإهانة، ناسب ختمه بـ
(عَذَابٌ مُهِينٌ) .
433 - مسألة:
قوله تعالى: (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا) ؟ .
وفى آخر السورة: (فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ)

(1/353)


جوابه:
أن الأولى: مطلق في المؤمن والكافر.
والثانية: في المنافقين خاصة، لأنم كانوا يحلفون للنبي - صلى الله عليه وسلم - لنفى ما ينسب إليهم من النفاق وما يدل عليه.
434 - مسألة:
قوله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) وقال
تعالى: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا)
جوابه تقدم.
سورة الحشر
435 - مسألة:
قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) قدم الغيب على الشهادة؟
جوابه:
لأن علم الغيب أمدح، لأن الغيب عنا أكثر من المشاهدة، ولأنه

(1/354)


تعالى يعلمه قبل أن يكون.