مشكل إعراب القرآن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْفرْقَان
قَوْله تَعَالَى {تبَارك} هُوَ تفَاعل من الْبركَة وَالْبركَة
الْكَثْرَة من كل خير وَمَعْنَاهُ تَعَالَى عطاؤه أَي زَاد
وَكثر وَقيل مَعْنَاهُ دَان وَثَبت إنعامه وَهُوَ من برك
الشَّيْء اذا ثَبت
قَوْله {ليَكُون للْعَالمين} الضَّمِير فِي يكون للنَّبِي
عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقيل للفرقان
قَوْله {وَقَالُوا أساطير الْأَوَّلين} يخاطبون مُحَمَّدًا
عَلَيْهِ السَّلَام بذلك وَوَاحِد أساطير أسطورة وَقيل
وَاحِدهَا أسطار بِمَنْزِلَة أَقْوَال وأقاويل
قَوْله {ثبورا} مصدر وَقيل هُوَ مفعول بِهِ
قَوْله {مَا لهَذَا الرَّسُول} وَقعت اللَّام مُنْفَصِلَة فِي
الْمُصحف وَعلة ذَلِك أَنه كتب على لفظ المملي كَأَنَّهُ كَانَ
يقطع لَفظه فَكتب الْكَاتِب على لَفظه
وَقَالَ الْفراء أَصله مَا بَال هَذَا ثمَّ حذفت با فَبَقيت
اللَّام مُنْفَصِلَة وَقيل إِن أصل حُرُوف الْجَرّ أَن تَأتي
مُنْفَصِلَة مِمَّا بعْدهَا نَحْو فِي وَعَن وعَلى فَأتى مَا
هُوَ على حرف على قِيَاس مَا هُوَ على حرفين وَمثله {فَمَال
هَؤُلَاءِ الْقَوْم}
(2/519)
و {فَمَال الَّذين كفرُوا}
قَوْله {قل أذلك خير أم جنَّة الْخلد} قيل هُوَ مَرْدُود على
قَوْله {إِن شَاءَ جعل لَك خيرا من ذَلِك جنَّات} فَرد فِي
الْجنَّة على مَا لَو شَاءَ تَعَالَى كَونه فِي الدُّنْيَا
فَذَلِك اشارة الى مَا ذكر من الجنات والقصور فِي الدُّنْيَا
وَقيل هُوَ مَرْدُود على مَا قبله من ذكر السعير وَالنَّار
وَجَاز التَّفْضِيل بَينهمَا على مَا جَاءَ عَن الْعَرَب حكى
سِيبَوَيْهٍ الشَّقَاء أحب إِلَيْك أم السَّعَادَة وَلَا يجوز
عِنْد النحوين السَّعَادَة خير من الشَّقَاء لِأَنَّهُ لاخير
فِي الشَّقَاء فَيَقَع فِيهِ التَّفَاضُل وانما يَأْتِي أفعل
أبدا فِي التَّفْضِيل بَين شَيْئَيْنِ فِي خير أَو شَرّ وَفِي
أَحدهمَا من الْفضل أَو من الشَّرّ ماليس فِي الآخر
وَكِلَاهُمَا فِيهِ فضل اَوْ شَرّ إِلَّا أَن أَحدهمَا أَكثر
من الآخر فضلا أَو شرا وَقد أجَاز الْكُوفِيُّونَ الْعَسَل
أحلى من الْخلّ وَلَا حلاوة فِي الْخلّ فيفاضل بَينه وَبَين
حلاوة الْعَسَل وَلَا يُجِيز هَذَا البصريون وَلَا يجوز
الْمُسلم خير من النَّصْرَانِي إِذْ لَا هير فِي النَّصْرَانِي
وَلَو قلت الْيَهُودِيّ خير من النَّصْرَانِي لم يجز إِذْ
(2/520)
لَا خير فِي وَاحِد مِنْهُمَا فان قلت
الْيَهُودِيّ شَرّ من النَّصْرَانِي جَازَ إِذْ الشَّرّ فيهمَا
مَوْجُود وَقد يكون أَحدهمَا أَكثر شرا
قولة {لَا بشرى يَوْمئِذٍ للمجرمين} لَا يجوز أَن يعْمل لَا
بشرى فِي يَوْمئِذٍ إِذا جعلت لَا وبشرى مثل لَا رجل وبنيت على
الْفَتْح وَلَكِن تجْعَل يَوْمئِذٍ خَبرا لبشرى لِأَن الظروف
تكون خَبرا عَن المصادر و {للمجرمين} صفة لبشرى أَو تبيينا
لَهُ وَيجوز أَن تجْعَل للمجرمين خَبرا لبشرى و {يَوْمئِذٍ}
تبيينا لبشرى وَإِن قدرت أَن بشرى غير مَبْنِيَّة مَعَ لَا
جَازَ أَن تعملها فِي يَوْمئِذٍ لِأَن الْمعَانِي تعْمل فِي
الظروف
قَوْله {الْملك يَوْمئِذٍ الْحق للرحمن} يجوز أَن تنصب
يَوْمئِذٍ بِالْملكِ فَهُوَ فِي صلته مثل قَوْله {وَالْوَزْن
يَوْمئِذٍ} وَيجوز نصب يَوْمئِذٍ بالرحمن تقدر فِي الظّرْف
التَّأْخِير تَقْدِيره الْملك الْحق للرحمن يَوْمئِذٍ أَي
الْملك الْحق لمن يرحم يَوْمئِذٍ عباده الْمُؤمنِينَ
قَوْله {يَوْم يرَوْنَ الْمَلَائِكَة لَا بشرى} الْعَامِل فِي
يَوْم مَحْذُوف تَقْدِيره يمْنَعُونَ الْبشَارَة يَوْم يرَوْنَ
الْمَلَائِكَة وَلَا يعْمل فِيهِ لَا بشرى لِأَن مَا بعد
النَّفْي لَا يعْمل فِيمَا قبله وَقيل التَّقْدِير وَاذْكُر
يَا مُحَمَّد يَوْم يرَوْنَ الْمَلَائِكَة و {الْملك} مُبْتَدأ
و {الْحق} نَعته و {للرحمن} الْخَبَر وَأَجَازَ الزّجاج الْحق
بِالنّصب على الْمصدر فَيكون {للرحمن} خبر {الْملك}
(2/521)
قَوْله {حجرا} نصب على الْمصدر
قَوْله {وَقوم نوح} عطف على الضَّمِير فِي دمرناهم وَقيل انتصب
على اذكر وَقيل على اضمار فعل يفسره أغرقناهم أَي وأغرقنا قوم
نوح لما كذبُوا الرُّسُل أغرقناهم
وَقَوله {وعادا وَثَمُود} وَمَا بعده كُله عطف على قوم نوح اذا
نصبتهم باضمار اذكر أَو على الْعَطف على الْمُضمر فِي دمرناهم
وَلَا يجوز أَن يكون مَعْطُوفًا على الضَّمِير فِي جعلناهم
قَوْله {وكلا ضربنا لَهُ الْأَمْثَال} كلا نصب باضمار فعل
تَقْدِيره وأنذرنا كلا ضربنا لَهُ الْأَمْثَال لِأَن ضرب
الْأَمْثَال أعظم الانذار فَجَاز أَن يكون تَفْسِيرا لأنذرنا
قَوْله {بعث الله رَسُولا} نصب على الْحَال وَقيل على الْمصدر
وَهُوَ بِمَعْنى رِسَالَة
قَوْله {إِن كَاد ليضلنا} تَقْدِيره عِنْد سِيبَوَيْهٍ إِنَّه
كَاد ليضلنا وَعند الْكُوفِيّين مَا كَاد إِلَّا يضلنا
فَاللَّام بِمَعْنى الا عِنْدهم وَإِن بِمَعْنى مَا وَهِي
مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَاللَّام
(2/522)
لَام التَّأْكِيد
قَوْله {لَوْلَا أَن صَبرنَا} أَن فِي مَوضِع رفع وَقد تقدم
شرحها
قَوْله {وأناسي كثيرا} وَاحِد أناسي إنسي وَأَجَازَ الْفراء
أَن يكون وَاحِدهَا إنْسَانا وَأَصله عِنْده أناسين ثمَّ أبدل
من النُّون يَاء وَلَا قِيَاس يسعده فِي ذَلِك وَلَو جَازَ
هَذَا لجَاز فِي جمع سرحان سراحي وَذَلِكَ لَا يُقَال
قَوْله {إِلَّا من شَاءَ أَن يتَّخذ} من فِي مَوضِع نصب
لِأَنَّهُ اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الْجِنْس الأول وَأَن فِي
مَوضِع نصب شَاءَ بِمَعْنى الا من شَاءَ الاتخاذ
قَوْله {الرَّحْمَن فاسأل بِهِ خَبِيرا} الرَّحْمَن فِي مَوضِع
رفع على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره هُوَ الرَّحْمَن وَقيل
الرَّحْمَن مُبْتَدأ و {فاسأل} الْخَبَر وَقيل هُوَ بدل من
الْمُضمر فِي اسْتَوَى وَيجوز الْخَفْض على الْبَدَل من
الْحَيّ وَيجوز النصب على الْمَدْح و {خَبِيرا} نصب بقوله
{فاسأل} وَهُوَ نعت لمَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ فاسأل عَنهُ
انسانا خَبِيرا وَقد قيل الْخَبِير هُوَ الله لَا اله الا هُوَ
فَيكون التَّقْدِير فاسأل عَنهُ مخبرا خَبِيرا وَلَا يحسن أَن
يكون خَبِيرا حالالأنك ان جعلته حَالا من الْمُضمر فِي فاسأل
لم يجز لِأَن الْخَبِير لَا يحْتَاج أَن يسْأَل غَيره عَن
شَيْء وانما يحْتَاج ان يسْأَل هُوَ عَن الْأُمُور لخبره بهَا
فان جعلته حَالا من الْمُضمر فِي بِهِ لم يجز لِأَن
(2/523)
المسؤول عَنهُ وَهُوَ الرَّحْمَن خَبِير
أبدا وَالْحَال أَكثر أمرهَا أَنَّهَا لما ينْتَقل ويتغير فان
جَعلتهَا الْحَال الْمُؤَكّدَة الَّتِي لَا تنْتَقل مثل
{وَهُوَ الْحق مُصدقا} و {وَهَذَا صِرَاط رَبك مُسْتَقِيمًا}
جَازَ وَفِيه نظر
قَوْله {وَعباد الرَّحْمَن الَّذين يَمْشُونَ} عباد رفع
بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر الَّذين يَمْشُونَ وَقَالَ
الْأَخْفَش الَّذين يَمْشُونَ نعت للعباد وَالْخَبَر مَحْذُوف
وَقَالَ الزّجاج الَّذين يَمْشُونَ نعت وَالْخَبَر أُولَئِكَ
يجزون الغرفة
قَوْله {قَالُوا سَلاما} نصب على الْمصدر وَمَعْنَاهُ
تَسْلِيمًا فأعمل القَوْل فِيهِ لِأَنَّهُ لم يحك قَوْلهم
بِعَيْنِه انما حكى معنى قَوْلهم وَلَو حكى قَوْلهم بِعَيْنِه
لَكَانَ محكيا وَلم يعْمل فِيهِ القَوْل فانما أخبر تَعَالَى
ذكره أَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم اذا خاطبهم الجاهلون بِاللَّه
بِمَا يكْرهُونَ قَالُوا سدادا من القَوْل لم يجاوبوهم بِلَفْظ
سَلام بِعَيْنِه وَقد قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا مَنْسُوخ لِأَن
الايه نزلت بِمَكَّة قبل أَن يؤمروا بِالْقِتَالِ وَمَا تكلم
سِيبَوَيْهٍ فِي شَيْء من النَّاسِخ والمنسوخ
(2/524)
غير هَذِه الْآيَة فَهُوَ من التسلم
وَلَيْسَ من التَّسْلِيم قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يُؤمر
الْمُسلمُونَ يَوْمئِذٍ أَن يسلمُوا على الْمُشْركين فاستدل
سِيبَوَيْهٍ بذلك أَنه من التسلم وَهُوَ الْبَرَاءَة من
الشَّرّ وَلَيْسَ من التَّسْلِيم الَّذِي هُوَ التَّحِيَّة
قَوْله {وَكَانَ بَين ذَلِك قواما} اسْم كَانَ مُضْمر فِيهَا
وَالتَّقْدِير كَانَ الانفاق بَين ذَلِك قواما وقواما خبر
كَانَ وَأَجَازَ الْفراء أَن يكون {بَين ذَلِك} اسْم كَانَ
وَهُوَ مَفْتُوح كَمَا قَالَ {وَمنا دون ذَلِك} فدون عِنْده
مُبْتَدأ وَهُوَ مَفْتُوح وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك لِأَن هَذِه
الْأَلْفَاظ أَلْفَاظ كثر اسْتِعْمَال الْفَتْح فِيهَا فَتركت
على حَالهَا فِي مَوضِع الرّفْع وَكَذَا يَقُول فِي قَوْله
{لقد تقطع بَيْنكُم} هُوَ مَرْفُوع بتقطع
(2/525)
وَلكنه ترك مَفْتُوحًا لِكَثْرَة وُقُوعه
كَذَلِك والبصريون على خِلَافه فِي ذَلِك
قَوْله {يُضَاعف لَهُ الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة ويخلد
فِيهِ} من جزم جعله بَدَلا من يلق لِأَنَّهُ جَوَاب الشَّرْط
وَلِأَن لِقَاء الأثام هُوَ تَضْعِيف الْعَذَاب وَالْخُلُود
فأبدل مِنْهُ اذ الْمَعْنى يشْتَمل بعضه على بعض وعَلى هَذَا
الْمَعْنى يجوز بدل الْأَفْعَال بَعْضهَا من بعض فان تباينت
مَعَانِيهَا لم يجز بدل بَعْضهَا من بعض وَمن رفع فعلى الْقطع
أَو على الْحَال
قَوْله {متابا} مصدر فِيهِ معنى التوكيد لِأَنَّهُ أَتَى بعد
لفظ فعله
قَوْله {كراما} و {صمًّا وعميانا} كلهَا أَحْوَال
قَوْله {فَسَوف يكون لزاما} اسْم كَانَ مُضْمر فِيهِ و {لزاما}
الْخَبَر وَالتَّقْدِير فَسَوف يكون جَزَاء التَّكْذِيب عذَابا
لَازِما قيل ذَلِك فِي الدُّنْيَا وَهُوَ مَا نزل بهم يَوْم
بدر من الْقَتْل والأسر وَقيل ذَلِك فِي الْآخِرَة وَقَالَ
الْفراء فِي يكون مَجْهُول وَذَلِكَ لَا يجوز لِأَن
الْمَجْهُول إِنَّمَا يُفَسر بالجمل لَا بالمفردات
(2/526)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الشُّعَرَاء
قَوْله تَعَالَى {تِلْكَ آيَات الْكتاب} تِلْكَ ابْتِدَاء
وآيات الْخَبَر وَهِي اشارة الى مَا نزل من الْقُرْآن وَقيل بل
هِيَ اشارة الى هَذِه الْحُرُوف الَّتِي فِي أَوَائِل السورلأن
مِنْهَا تأتلف آيَات الْقُرْآن وَقيل تِلْكَ فِي مَوضِع رفع
على اضمار مُبْتَدأ أَي هَذِه تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين
الَّتِي كُنْتُم وعدتم بهَا فِي كتبكم لأَنهم وعدوا فِي
التَّوْرَاة والانجيل بانزال الْقُرْآن
قَوْله {أَلا يَكُونُوا} أَن فِي مَوضِع نصب مفعول من أَجله
قَوْله {وَإِذ نَادَى} أَي واتل عَلَيْهِم اذ نَادَى
قَوْله أَن عبدت أَن فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من نعْمَة
وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب على تَقْدِير لِأَن عبدت ثمَّ
حذف الْحَرْف وحذفه مَعَ أَن كثير فِي الْكَلَام وَالْقُرْآن
وَلذَلِك قَالَ بعض
(2/527)
النَّحْوِيين إِن أَن فِي مَوضِع خفض
بالخافض الْمَحْذُوف لِأَنَّهُ لما كثر حذفة مَعَ أَن عمل وان
كَانَ محذوفا
قَوْله {فَإِنَّهُم عَدو لي} عَدو وَاحِد يُؤَدِّي عَن الجماعه
فَلَا يجمع وَيَأْتِي للمؤنث بِغَيْر هَاء تَقول هِيَ عَدو
الله وَحكى الْفراء عدوة الله وَقَالَ الْأَخْفَش الصَّغِير من
قَالَ عدوة بِالْهَاءِ فَمَعْنَاه معادية وَمن قَالَ عَدو
بِغَيْر هَاء فَلَا يجمع وَلَا يثنى وانما ذَلِك على النّسَب
قَوْله {إِلَّا رب الْعَالمين} نصب على الِاسْتِثْنَاء الَّذِي
لَيْسَ من الأول لأَنهم كَانُوا يعْبدُونَ أصناما واقرارهم
بِاللَّه مَعَ عِبَادَتهم الْأَصْنَام لَا يَنْفَعهُمْ
وَأَجَازَ الزّجاج أَن يكون من الأول لأَنهم كَانُوا يعْبدُونَ
الله مَعَ أصنامهم
قَوْله {فارهين} حَال من الْمُضمر فِي تنحتون
قَوْله {أَصْحَاب الأيكة} من فتح التَّاء جعله اسْما للبلدة
فَلم يصرفهُ للتعريف والتأنيث ووزنه فعلة وَمن خفض التَّاء
جعله مُعَرفا بِالْألف وَاللَّام فخفضه لاضافة أَصْحَاب اليه
(2/528)
وَأَصله أيكة اسْم لموْضِع فِيهِ شجر ودوم
ملتف وَلم يعرف الْمبرد ليكة على فعلة انما هِيَ عِنْده أيكة
دَخلهَا حرفا التَّعْرِيف فَانْصَرَفت وَقِرَاءَة من فتح
التَّاء عِنْده غلط انما تكون التَّاء مَكْسُورَة بالاضافة
وَاللَّام لَام التَّعْرِيف ألْقى عَلَيْهَا حَرَكَة الْهمزَة
الْمَفْتُوحَة فانفتحت كَمَا قَالُوا فِي الْأَحْمَر لحمر
وَفِي اسْأَل سل
قَوْله {مَا أغْنى عَنْهُم} مَا اسْتِفْهَام فِي مَوضِع نصب
بأغنى وَيجوز أَن تكون حرف نفي وَمَا الثَّانِيَة فِي مَوضِع
رفع بأغنى
قَوْله {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} يجوز أَن يكون بِهِ فِي
مَوضِع الْمَفْعُول لنزل وَيجوز أَن يكون بِهِ فِي مَوضِع
الْحَال كَمَا تَقول خرج زيد بثيابه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى
{وَقد دخلُوا بالْكفْر وهم قد خَرجُوا بِهِ} أَي دخلُوا
كَافِرين وَخَرجُوا كَافِرين لم يرد أَنهم دخلُوا بِشَيْء
يحملونه مَعَهم انما أَرَادَ أَنهم دخلُوا على حَال وَخَرجُوا
على تِلْكَ الْحَال
(2/529)
قَوْله {ذكرى وَمَا كُنَّا} مَوضِع ذكرى
عِنْد الْكسَائي نصب على الْحَال وَقَالَ الزّجاج على الْمصدر
لِأَن معنى {إِلَّا لَهَا منذرون} أَي مذكرون ذكرى وَيجوز أَن
تكون ذكرى فِي مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي انذارنا ذكرى
أَو ذَلِك ذكرى أَو تِلْكَ ذكرى وَيجوز تنوينها اذا جَعلتهَا
مصدرا
قَوْله {أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون} نصبت أيا بينقلبون وَهُوَ
نعت لمصدر مَحْذُوف لينقلبون تَقْدِيره أَي انقلاب
يَنْقَلِبُون وَلَا يجوز نَصبه بسيعلم لِأَن الِاسْتِفْهَام
لَا يعْمل فِيهِ مَا قبله لِأَن لَهُ صدر الْكَلَام انما يعْمل
فِيهِ مَا بعده وَقيل انما لم يعْمل فِيهِ مَا قبله لِأَنَّهُ
خبر وَلَا يعْمل الْخَبَر فِي الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهُمَا
مُخْتَلِفَانِ
(2/530)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة النَّمْل
قَوْله تَعَالَى {هدى وبشرى} حالان من الْكتاب
قَوْله {بشهاب قبس} من أضَاف فانه أضَاف النَّوْع الى جنسه
بِمَنْزِلَة قَوْلك ثوب خَز وَقَالَ الْفراء هُوَ اضافة
الشَّيْء الى نَفسه كَصَلَاة الأولى وَلَيْسَ مثله لِأَن
صَلَاة الاولى انما هِيَ فِي الأَصْل مَوْصُوف وَصفَة فأضيف
الْمَوْصُوف الى صفته وَأَصلهَا الصَّلَاة الأولى وَمن نون
شهابا جعل قبسا بَدَلا مِنْهُ وَقيل هِيَ صفة لَهُ وَلَو نصبت
قبسا فِي غير الْقُرْآن لجَاز على الْحَال أَو على الْمصدر أَو
على الْبَيَان والشهاب كل ذى نور والقبس مَا يقتبس من جمر
وَنَحْوه فَمَعْنَاه لمن لم ينون بشهاب من قبس والقبس الْمصدر
والقبس الِاسْم كَمَا أَن معنى ثوب خَز ثوب من خَز
قَوْله {تصطلون} أصل الطَّاء تَاء ووزنه تفتعلون فابدلوا من
التَّاء
(2/531)
طاء لمؤاخاتها الصَّاد فِي الاطباق وأعلت
لَام الْفِعْل فحذفت لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا
قَوْله {نُودي أَن بورك} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف الْحَرْف
أَي نُودي لِأَن بورك أَو بِأَن بورك والمصدر مُضْمر يقوم
مقَام الْفَاعِل أَي نُودي النداءلأن بورك وَقيل أَن فِي
مَوضِع رفع على أَنه مفعول لم يسم فَاعله لنودي وَحكى
الْكسَائي باركك الله وَبَارك فِيك
قَوْله {تهتز} فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْهَاء فِي
{رَآهَا} وَكَذَلِكَ {كَأَنَّهَا جَان} فِي مَوضِع الْحَال
أَيْضا وَتَقْدِيره فَلَمَّا راها مهتزة مشبهة جانا ولى مُدبرا
وَرَأى من رُؤْيَة الْعين
قَوْله {مُدبرا} حَال من مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام
قَوْله {إِلَّا من ظلم} من فِي مَوضِع نصب لِأَنَّهُ
اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الأول وَقَالَ الْفراء هُوَ اسْتثِْنَاء
من الْجِنْس لَكِن الْمُسْتَثْنى مِنْهُ مَحْذُوف وَهَذَا بعيد
وَأَجَازَ بعض النَّحْوِيين أَن تكون إِلَّا بِمَعْنى الْوَاو
وَهَذَا أبعد لاختلاط الْمعَانِي
(2/532)
قَوْله {تخرج بَيْضَاء} نصب على الْحَال من
الْمُضمر فِي تخرج وَهُوَ ضمير الْيَد
قَوْله {آيَاتنَا مبصرة} حَال من الْآيَات وَمَعْنَاهُ مبينَة
وَمن قَرَأَ مبصرة بِفَتْح الصَّاد جعله مصدرا
قَوْله {غير بعيد} نعت لظرف مَحْذُوف تَقْدِيره فَمَكثَ وقتا
غير بعيد أَو لمصدر مَحْذُوف أَي مكثا غير بعيد
قَوْله {من سبإ} من صرفه جعله اسْما لأَب أَو لحي وَمن لم
يصرفهُ جعله اسْما للقبيلة أَو للمدينة أولامرأة فَلم يصرف
للتعريف والتأنيث وَمن أسكن الْهمزَة فعلى نِيَّة الْوَقْف
وَقيل أسكن لتوالي سبع حركات اسْتِخْفَافًا وَهُوَ بعيد كُله
قَوْله {أَلا يسجدوا} أَن فِي مَوضِع نصب بيهتدون وَلَا
زَائِدَة وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من
الْأَعْمَال وَلَا غير زَائِدَة وَقيل هِيَ فِي مَوضِع خفض على
الْبَدَل من السَّبِيل وَلَا زَائِدَة فَأَما قِرَاءَة
الْكسَائي أَلا يَا اسجدوا بتَخْفِيف أَلا فانه على معنى أَلا
يَا هَؤُلَاءِ اسجدوا فَلَا للتّنْبِيه وَيَا للنداء وَحذف
المنادى لدلَالَة حرف النداء عَلَيْهِ واسجدوا مَبْنِيّ على
هَذِه الْقِرَاءَة وعَلى الْقِرَاءَة الأولى
(2/533)
مَنْصُوب بَان
قَوْله {إِنَّه من سُلَيْمَان} وَإنَّهُ الْكسر فيهمَا على
الِابْتِدَاء وَأَجَازَ الْفراء الْفَتْح فيهمَا فِي الْكَلَام
على أَن يكون موضعهما رفعا على الْبَدَل من كتاب وَأَجَازَ أَن
يَكُونَا فِي مَوضِع نصب بِحَذْف حرف الْجَرّ
قَوْله {أَلا تعلوا} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض أَي
بِأَن لَا تعلوا وَقيل فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من كتاب
تَقْدِيره اني ألقِي إِلَيّ أَلا تعلوا وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ
هِيَ بِمَعْنى أَي للتفسير لَا مَوضِع لَهَا من الاعراب
بِمَنْزِلَة {أَن امشوا}
قَوْله {أَذِلَّة وهم صاغرون} حالان من الْمُضمر الْمَنْصُوب
فِي انخرجنهم
وَالتَّاء فِي {عفريت} زَائِدَة كزيادتها فِي طاغوت وَجمعه
عفاريت وعفار كَمَا تَقول فِي جمع طاغوت طواغيت وطواغ فطواغ
وعفار مثل جوَار الْيَاء محذوفة قيل لالتقاء الساكنين وهما
الْيَاء والتنوين وَقيل للتَّخْفِيف وَهُوَ أصح وَإِن عوضت قلت
عفاري وطواغي وانما دخل هَذَا الضَّرْب التَّنْوِين وَهُوَ لَا
ينْصَرف لِأَن الْيَاء لما حذفت للتَّخْفِيف نقص الْبناء
الَّذِي من أَجله لم ينْصَرف فَلَمَّا نقص دخل التَّنْوِين
وَقيل بل دخل التَّنْوِين عوضا
(2/534)
من حذف الْيَاء فاذا صَارَت هَذِه
الْأَسْمَاء الَّتِي هِيَ جموع لَا تَنْصَرِف الى حَال النصب
رجعت الْيَاء وامتنعت من الصّرْف
قَوْله {وصدها مَا كَانَت تعبد} مَا فِي مَوضِع رفع لِأَنَّهَا
الفاعلة للصد وَيجوز أَن تكون فِي مَوضِع نصب بصدها على حذف
حرف الْجَرّ وَفِي صدها ضمير الْفَاعِل وَهُوَ الله جلّ ذكره
أَو سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أَي وصدها الله عَن عبادتها
أَو وصدها سُلَيْمَان عَن عبادتها
قَوْله {إِنَّهَا كَانَت} من كسر ان كسر على الِابْتِدَاء وَمن
فتح جعلهَا بَدَلا من مَا اذا كَانَت فاعلة وَقيل بل هِيَ فِي
مَوضِع نصب على حذف الْجَار تَقْدِيره لِأَنَّهَا كَانَت
قَوْله {مَعَ سُلَيْمَان} قيل مَعَ حرف مَبْنِيّ على الْفَتْح
لِأَنَّهُ قد يكون اسْما ظرفا فقوي بالتمكين فِي بعض أَحْوَاله
فَبنِي وَهُوَ حرف مَبْنِيّ على الْفَتْح لكَونه اسْما فِي بعض
أَحْوَاله وَحقه السّكُون وَقيل هُوَ اسْم ظرف فَلذَلِك فتح
كالظروف فان أسكت الْعين فَهُوَ حرف لاغير
قَوْله {أَن اعبدوا الله} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف الْجَار
تَقْدِيره بِأَن اعبدوا الله
(2/535)
قَوْله قَالُوا {اطيرنا} أَصله تطيرنا ثمَّ
أدغمت التَّاء فِي الطَّاء فسكنت لِأَن أول المدغم لَا يكون
الا سَاكِنا وَلَا يدغم حرف فِي حرف حَتَّى يسكن الأول
فَلَمَّا سكن الأول اجتلبت ألف وصل فِي الِابْتِدَاء ليبتدأ
بهَا وَكسرت لسكونها وَسُكُون مَا بعْدهَا وَقيل بل كسرت لكسرة
ثَالِث الْفِعْل أَو فَتحه وَلم يفتح لفتحة ثَالِث الْفِعْل
لِئَلَّا يشبه ألف الْمُتَكَلّم وضمت لضمة ثَالِث الْفِعْل
لِئَلَّا يخرج من كسر الى صم فوزن اطيرنا على الأَصْل تفعلنا
وَلَا يُمكن وَزنه على لَفظه إِذْ لَيْسَ فِي الْأَمْثِلَة
افعلنا بحرفين مشددين متواليين
وَقد ذكرنَا {مهلك} فِي الْكَهْف
قَوْله {قَالُوا تقاسموا بِاللَّه لنبيتنه} {وَأَهله ثمَّ
لنقولن} من قَرَأَهُ بِالتَّاءِ فِي الْكَلِمَتَيْنِ فانه جعل
تقاسموا أمرا وَهُوَ فعل مَبْنِيّ وَكَذَلِكَ من قَرَأَهُ
بالنُّون فيهمَا وَمن قرأهما بِالْيَاءِ جعل تقاسموا فعلا
مَاضِيا لِأَنَّهُ اخبار عَن غَائِب وَالْأول اخبار عَن
مُخَاطب أَو عَن مخبر عَن نَفسه
قَوْله فَانْظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَة مَكْرهمْ إِنَّا دمرناهم
من قَرَأَ انا بِالْكَسْرِ فعلى الِابْتِدَاء وَكَيف خبر كَانَ
مقدم لِأَن الأستفهام لَهُ صدر الْكَلَام وعاقبة اسْم كَانَ
وَلَا يعْمل انْظُر فِي كَيفَ وَلَكِن يعْمل فِي مَوضِع
الْجُمْلَة كلهَا وَقيل كَانَ بِمَعْنى وَقع وَحدث وعاقبة
اسْمهَا وَلَا خبر لَهَا وَكَيف فِي مَوضِع
(2/536)
الْحَال وَالتَّقْدِير فَانْظُر يَا
مُحَمَّد على أَي حَال وَقع عَاقِبَة أَمرهم ثمَّ فسر كَيفَ
وَقعت الْعَاقِبَة فَقَالَ مُفَسرًا مستأنفا إِنَّا دمرناهم
وقومهم فاما من قَرَأَ أَنا بِالْفَتْح فانه جعل كَيفَ خبر
كَانَ وَالْعَاقبَة اسْمهَا وَأَن بَدَلا من الْعَاقِبَة
وَكَيف فِي مَوضِع الْحَال وان شِئْت جعلت أَنا خبر كَانَ
وَالْعَاقبَة اسْمهَا وَكَيف فِي مَوضِع الْحَال وَالتَّقْدِير
فَانْظُر يَا مُحَمَّد على أَي حَال كَانَ عَاقِبَة أَمرهم
تدميرهم وَقيل أَن فِي مَوضِع نصب على حذف حرف الْجَرّ
تَقْدِيره فَانْظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَة مَكْرهمْ لأَنا
دمرناهم وَيجوز فِي الْكَلَام نصب عَاقِبَة على خبر كَانَ
وَتجْعَل أَنا اسْم كَانَ وَقيل مَوضِع أَنا رفع على اضمار
مُبْتَدأ تَقْدِيره هُوَ أَنا دمرناهم وَالْجُمْلَة خبر كَانَ
قَوْله {إِلَّا الله وَمَا يَشْعُرُونَ} الرّفْع فِي اسْم الله
جلّ ذكره على الْبَدَل من من
قَوْله {فَتلك بُيُوتهم خاوية} خاوية نصب على الْحَال وَيجوز
الرّفْع فِي خاوية فِي الْكَلَام من خَمْسَة أوجه الأول أَن
تكون بُيُوتهم بَدَلا من تِلْكَ وخاوية خبر الْبيُوت
وَالثَّانِي أَن تكون خاوية خَبرا ثَانِيًا وَالثَّالِث أَن
ترفع خاوية على اضمار مُبْتَدأ أَي هِيَ خاوية وَالرَّابِع
(2/537)
ان تجْعَل خاوية بَدَلا من الْبيُوت
وَالْخَامِس أَن تجْعَل بُيُوتهم عطف بَيَان على تِلْكَ وخاوية
خبر تِلْكَ
قَوْله {ولوطا} انتصب لوطا على معنى وَاذْكُر أَو على معنى
وَأَرْسَلْنَا لوطا
قَوْله الله خير أما يشركُونَ إِنَّمَا جَازَت المفاضلة فِي
هَذَا وَلَا خير فِي آلِهَتهم لأَنهم خوطبوا على مَا كَانُوا
يَعْتَقِدُونَ لأَنهم كَانُوا يظنون فِي آلِهَتهم فَخُوطِبُوا
على زعمهم وظنهم وَقد قيل ان خيرا هُنَا لَيست بافعل انما هِيَ
فعل فَلَا يلْزم تفاضل بَين شَيْئَيْنِ كَمَا قَالَ حسان
... فشركما لخير كَمَا الْفِدَاء ...
أَي فَالَّذِي فِيهِ الشَّرّ مِنْكُمَا فدَاء للَّذي فِيهِ
الْخَيْر
قَوْله {بل ادارك علمهمْ} من قَرَأَهُ على افْعَل بناه على
(2/538)
أَن علمهمْ فِي قيام السَّاعَة قد تناهى
لَا مزِيد عِنْدهم فِيهِ أَي لَا يعلمُونَ ذَلِك أبدا اذ لَا
مزِيد فِي علمهمْ يُقَال اِدَّرَكَ الثَّمر اذا تناهى وَقيل
مَعْنَاهُ الانكار أَي هَل أدْرك علمهمْ فِي الْآخِرَة شَيْئا
أَي لم يدْرك شَيْئا ولاوقفوا مِنْهُ على حَقِيقَة وَقيل
مَعْنَاهُ بل كمل علمهمْ فِي أَمر الْآخِرَة فَلَا مزِيد فِيهِ
وَدلّ على أَنه على الانكار قَوْله {بل هم فِي شكّ مِنْهَا}
أَي لم يدركوا وَقت حدوثها فهم عَنْهَا عمون والعمى عَن
الشَّيْء أعظم من الشَّك فِيهِ وَمن قَرَأَهُ بِأَلف وصل مشددا
فأصله تدارك ثمَّ أدغمت التَّاء فِي الدَّال وَدخلت ألف
الْوَصْل فِي الِابْتِدَاء لسكون أول المشدد كَقَوْلِه اطيرنا
وَمَعْنَاهُ بل تَكَامل علمهمْ فِي قيام السَّاعَة فَلَا مزِيد
عِنْدهم وَقيل مَعْنَاهُ بل تتَابع علمهمْ فِي أَمر الاخرة
فَلم يبلغُوا الى شَيْء
قَوْله {فِي الْآخِرَة} فِي بِمَعْنى الْبَاء أَي بالاخرة اي
بِعلم الاخرة
قَوْله {ردف لكم} اللَّام زَائِدَة وَمَعْنَاهُ ردفكم وَمثله
{وَإِذ بوأنا لإِبْرَاهِيم مَكَان الْبَيْت} وَمثله {إِن
كُنْتُم للرؤيا تعبرون} وَهُوَ كثير اللَّام فِيهِ زَائِدَة
لَا تتَعَلَّق بِشَيْء وَفِيه اخْتِلَاف
(2/539)
قَوْله {تكلمهم أَن النَّاس} أَن فِي
مَوضِع نصب على حذف حرف الْجَرّ تَقْدِيره تكلمهم بَان النَّاس
وَيجوز أَن لَا تقدر حذف حرف الْجَرّ وَتجْعَل أَن مَفْعُولا
بهَا على أَن تجْعَل تكلمهم بِمَعْنى تخبرهم وَمن كسران فعلى
الِاسْتِئْنَاف
قَوْله {وَيَوْم ينْفخ فِي الصُّور} الْعَامِل فِي يَوْم فعل
مُضْمر تَقْدِيره وَاذْكُر يَوْم ينْفخ
قَوْله {صنع الله} نصب على الْمصدر لِأَنَّهُ تَعَالَى لما
قَالَ وَهِي تمر مر السَّحَاب دلّ على أَنه تَعَالَى صنع ذَلِك
فَعمل فِي صنع الله وَيجوز نَصبه على الاغراء وَيجوز الرّفْع
على معنى ذَلِك صنع الله
قَوْله {من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ خير مِنْهَا} من شَرط رفع
بِالِابْتِدَاءِ وفله الْجَواب وَهُوَ الْخَبَر
(2/540)
|