مشكل إعراب القرآن

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

شرح مُشكل اعراب سُورَة الْقَصَص
قَوْله تَعَالَى {تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين} تِلْكَ فِي مَوضِع رفع بِمَعْنى هَذِه تِلْكَ وآيات بدل مِنْهَا وَيجوز فِي الْكَلَام آن تكون تِلْكَ فِي مَوضِع نصب بنتلوا وتنصب آيَات على الْبَدَل من تِلْكَ
قَوْله {وَجعل أَهلهَا شيعًا} مفعولان لجعل لِأَنَّهَا بِمَعْنى صير فان كَانَت بِمَعْنى خلق تعدت الى مفعول وَاحِد كَقَوْلِه {وَجعل الظُّلُمَات والنور} وَخلق اذا كَانَت بِمَعْنى صير تعدت الى مفعولين نَحْو {ثمَّ خلقنَا النُّطْفَة علقَة} وَإِن كَانَت بِمَعْنى اخترع وأحدث تعدت الى مفعول وَاحِد نَحْو {خلق الله السَّمَاوَات}
قَوْله {قُرَّة عين} رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي هُوَ قُرَّة عين لي وَيجوز أَن يكون مُبْتَدأ وَالْخَبَر لَا تقتلوه وَيجوز نَصبه باضمار فعل يفسره لَا تقتلوه تَقْدِيره اتْرُكُوا قُرَّة عين لَا تقتلوه

(2/541)


قَوْله {لَوْلَا أَن ربطنا على قَلبهَا} أَن فِي مَوضِع رفع وَالْجَوَاب مَحْذُوف وَقد تقدم شَرحه
قَوْله {بلغ أشده} عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَزنه أفعل وَهُوَ عِنْده جمع شدَّة كنعمة وأنعم وَقَالَ غَيره هُوَ جمع شدّ مثل قد وأقد وَقيل هُوَ وَاحِد وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم مُفْرد على فعل بِغَيْر هَاء إِلَّا أصبعا فِي بعض لغاته
قَوْله {وَهَذَا من عدوه} أَي من أعدائه وَمَعْنَاهُ اذا نظر اليهما النَّاظر قَالَ ذَلِك
قَوْله {خَائفًا} خبر أصبح وان شِئْت على الْحَال وَفِي الْمَدِينَة الْخَبَر
قَوْله {فَإِذا الَّذِي استنصره بالْأَمْس يستصرخه} الَّذِي مُبْتَدأ وَمَا بعده صلته ويستصرخه الْخَبَر وَيجوز أَن تكون اذا هِيَ الْخَبَر ويستصرخه حَال
قَوْله تمشي فِي مَوضِع الْحَال من {إِحْدَاهمَا} وَالْعَامِل فِيهِ جَاءَت و {على استحياء} فِي مَوضِع الْحَال من الْمُضمر فِي تمشي

(2/542)


وَالْعَامِل فِيهِ تمشي وَيجوز أَن يكون على استحياء فِي مَوضِع الْحَال الْمُقدمَة من الْمُضمر فِي قَالَت وَالْعَامِل فِيهِ قَالَت وَالْأول أحسن وَيحسن الْوَقْف على تمشي على القَوْل الثَّانِي وَلَا يحسن أَن يُوقف على القَوْل الأول الا على استحياء
قَوْله {قَالَ ذَلِك بيني وَبَيْنك} ذَلِك مُبْتَدأ وَمَا بعده خَبره وَمَعْنَاهُ عِنْد سِيبَوَيْهٍ ذَلِك بَيْننَا
قَوْله {أَيّمَا الْأَجَليْنِ قضيت} نصبت أيا بقضيت وَمَا زَائِدَة للتَّأْكِيد وخفضت الْأَجَليْنِ باضافة أَي اليهما وَقَالَ ابْن كيسَان مَا فِي مَوضِع خفض باضافة أَي اليها وَهِي نكرَة والأجلين بدل من مَا كَذَلِك قَالَ فِي قَوْله {فبمَا رَحْمَة من الله} ان رَحْمَة بدل من مَا وَكَانَ يتلطف فِي أَن لَا يَجْعَل شَيْئا زَائِدا فِي الْقرَان وَيخرج لَهُ وَجها يُخرجهُ من الزِّيَادَة
قَوْله {أَن يَا مُوسَى} أَن فِي مَوضِع نصب بِحَذْف حرف الْحر أَي بَان يَا مُوسَى

(2/543)


قَوْله {أَن ألق عصاك} عطف عَلَيْهَا
قَوْله {مُدبرا} نصب على الْحَال وَكَذَلِكَ مَوضِع قَوْله وَلم يعقب مَوضِع نصب على الْحَال أَيْضا
قَوْله {من الرهب} مُتَعَلقَة بولى أَي ولى مُدبرا من الرهب
قَوْله {فذانك} هُوَ تَثْنِيَة ذَا الْمَرْفُوع وَهُوَ رفع بِالِابْتِدَاءِ وَألف ذَا محذوفة لدُخُول ألف التَّثْنِيَة عَلَيْهَا وَمن قَرَأَهُ بتَشْديد النُّون فانه جعل التَّشْدِيد عوضا من ذهَاب ألف ذَا وَقيل إِن من شدد إِنَّمَا بناه على لُغَة من قَالَ فِي الْوَاحِد ذَلِك فَلَمَّا ثنى أثبت اللَّام بعد نون التَّثْنِيَة ثمَّ أدغم اللَّام فِي النُّون على حكم ادغام الثَّانِي فِي الأول وَالْأَصْل أَن يدغم الأول فِي الثَّانِي أبدا الا أَن تمنع من ذَلِك عِلّة فيدغم الثَّانِي فِي الأول وَالْعلَّة الَّتِي منعت فِي هَذَا أَن يدغم الأول فِي الثَّانِي أَنه لَو فعل ذَلِك لصار فِي مَوضِع النُّون الَّتِي تدل على التَّثْنِيَة لَام مُشَدّدَة فيتغير لفظ التَّثْنِيَة فأدغم الثَّانِي فِي الأول لذَلِك فَصَارَت نونا مُشَدّدَة وَقد قيل انه لما ثنى أثبت اللَّام

(2/544)


الَّتِي فِي ذَلِك قبل النُّون ثمَّ أدغم الأول فِي الثَّانِي على اصول الادغام فَصَارَت نونا مُشَدّدَة وَقيل إِنَّه إِنَّمَا شدد النُّون فِي هَذِه المبهمات ليفرق بَين النُّون الَّتِي هِيَ عوض من حَرَكَة وتنوين أَو من تَنْوِين وَذَلِكَ مَوْجُود فِي الْوَاحِد أَو مُقَدّر فِيهِ ذَلِك وَبَين مَا هُوَ غير مَوْجُود فِي الْوَاحِد وَقيل شددت للْفرق بَين النُّون الَّتِي تحذف فِي الاضافة وَالنُّون الَّتِي لَا تحذف فِي الاضافة أبدا وَهِي نون تَثْنِيَة الْمُبْهم وَكَذَلِكَ الْعلَّة فِي تَشْدِيد النُّون فِي اللَّذَان واللذين وَهَذَانِ وَشبهه
قَوْله {ردْءًا} حَال من الْهَاء فِي أرْسلهُ وَكَذَلِكَ يصدقني حَال فِي قِرَاءَة من رَفعه أَو نعت لردء وَمن جزمه فعلى جَوَاب الطّلب
قَوْله {وَيَوْم الْقِيَامَة هم من المقبوحين} انتصب يَوْم على أَنه مفعول بِهِ على السعَة كَأَنَّهُ قَالَ واتبعناهم فِي هَذِه الدُّنْيَا لعنة ولعنة يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ حذفت اللَّعْنَة لدلَالَة الأولى عَلَيْهَا وَقَامَ يَوْم قِيَامهَا وانتصب انتصابها وَيجوز أَن تنصب الْيَوْم على أَن تعطفه على مَوضِع فِي هَذِه الدُّنْيَا كَمَا قَالَ

(2/545)


.. إِذا مَا تلاقينا من الْيَوْم أَو غَدا ...

وَيجوز نصب يَوْم على أَنه ظرف للمقبوحين أَي وهم من المقبوحين يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ قدم الظّرْف
قَوْله بصائر وَهدى وَرَحْمَة نصب كُله على الْحَال من الْكتاب
قَوْله {وَلَكِن رَحْمَة من رَبك} انتصبت الرَّحْمَة على الْمصدر عِنْد الْأَخْفَش بِمَعْنى وَلَكِن رَحِمك رَبك يَا مُحَمَّد رَحْمَة وَهُوَ مفعول من أَجله عِنْد الزّجاج أَي وَلَكِن للرحمة فعل ذَلِك أَي من أجل الرَّحْمَة وَقَالَ الْكسَائي هِيَ خبر كَانَ مضمرة بِمَعْنى وَلَكِن كَانَ ذَلِك رَحْمَة من رَبك وَيجوز فِي الْكَلَام الرّفْع على معنى وَلَكِن هِيَ رَحْمَة
قَوْله {بطرت معيشتها} الْمَعيشَة نصب عِنْد الْمَازِني على حذف حرف الْجَرّ تَقْدِيره بطرت فِي معيشتها وَقَالَ الْفراء هِيَ نصب على التَّفْسِير وَهُوَ بعيد لِأَنَّهَا معرفَة وَالتَّفْسِير لَا يكون الا نكرَة وَقيل هِيَ نصب ببطرت وبطرت بِمَعْنى جهلت أَي جهلت شكر معيشتها ثمَّ حذف الْمُضَاف

(2/546)


قَوْله {وَرَبك يخلق مَا يَشَاء ويختار مَا كَانَ} مَا الثَّانِيَة للنَّفْي لَا مَوضِع لَهَا من الاعراب وَقَالَ بعض الْعلمَاء الطَّبَرِيّ وَغَيره هِيَ فِي مَوضِع نصب بيختار وَلَيْسَ ذَلِك بِحسن فِي الاعراب لِأَنَّهُ لَا عَائِد يعود على مَا فِي الْكَلَام وَهُوَ أَيْضا بعيد فِي الْمَعْنى والاعتقاد لِأَن كَونهَا للنَّفْي يُوجب أَن تعم جَمِيع الْأَشْيَاء أَنَّهَا حدثت بِقدر الله واختياره وَلَيْسَ للْعَبد فِيهَا شَيْء غير اكتسابه بِقدر من الله واذا جعلت مَا فِي مَوضِع نصب بيختار لم تعم جَمِيع لِأَشْيَاء أَنَّهَا مختارة لله انما أوجبت أَنه يخْتَار مَا لَهُم فِيهِ الْخيرَة لَا غير وَنفي مَا لَيْسَ لَهُم فِيهِ خيرة وَهَذَا هُوَ مَذْهَب الْقَدَرِيَّة والمعتزلة فكون مَا للنَّفْي أولى فِي الْمَعْنى وَأَصَح فِي التَّفْسِير وَأحسن فِي الِاعْتِقَاد وَأقوى فِي الْعَرَبيَّة أَلا ترى أَنَّك لَو جعلت مَا فِي مَوضِع نصب لَكَانَ ضميرها فِي كَانَ اسْمهَا

(2/547)


ولوجب نصب الْخيرَة وَلم يقْرَأ بذلك أحد وَقد قيل فِي تَفْسِير هَذِه الاية ان مَعْنَاهَا وَرَبك يَا مُحَمَّد يخلق مَا يَشَاء ويختار لولايته ورسالته من يُرِيد ثمَّ ابْتَدَأَ بِنَفْي الِاخْتِيَار عَن الْمُشْركين وانهم لَا قدرَة لَهُم فَقَالَ مَا كَانَ لَهُم الْخيرَة أَي لَيْسَ الْولَايَة والرسالة وَغير ذَلِك باختيارهم وَلَا بمرادهم وَالله أعلم بمراده فِي ذَلِك وَهَذِه الْآيَة تحْتَاج الى بسط كثير أَكثر من هَذَا وَفِيمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ كِفَايَة
قَوْله {مَا إِن مفاتحه لتنوء} مَا فِي مَوضِع نصب بآتيناه مَفْعُولا ثَانِيًا وان وَاسْمهَا وخبرها وَمَا يتَّصل بهَا الى قَوْله أولي الْقُوَّة صلَة مَا وَوَاحِد أولي ذِي
قَوْله ويكأن الله أَصْلهَا وى مُنْفَصِلَة من الْكَاف قَالَ سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل فِي مَعْنَاهَا ان الْقَوْم انتبهوا أَو نبهوا فَقَالُوا وي وَهِي كلمة يَقُولهَا المتندم اذا أظهر ندامته وَقَالَ الْفراء وي مُتَّصِلَة بِالْكَاف وَأَصلهَا وَيلك أَن الله ثمَّ حذف اللَّام واتصلت الْكَاف أَن وَفِيه بعد فِي الْمَعْنى والاعراب لِأَن الْقَوْم لم يخاطبوا أحدا وَلِأَن حذف اللَّام من هَذَا لايعرف وَلِأَنَّهُ كَانَ يجب أَن تكون أَن مَكْسُورَة إِذْ لاشيء يُوجب فتحهَا

(2/548)


قَوْله {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} انتصب الْوَجْه على الِاسْتِثْنَاء وَيجوز فِي الْكَلَام الرّفْع على معنى الصّفة كَأَنَّهُ قَالَ غير وَجهه كَمَا قَالَ
... وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ ... لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان ...

أَي غير الفرقدين فَغير صفة لكل كَذَلِك جَوَاز الْآيَة

(2/549)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

شرح مُشكل اعراب سُورَة العنكبوت
قَوْله تَعَالَى {أَن يتْركُوا} أَن فِي مَوضِع نصب بِحَسب
قَوْله {أَن يَقُولُوا} أَن فِي مَوضِع نصب بِحَذْف الْخَافِض أَي بِأَن يَقُولُوا أولأن يَقُولُوا وَقيل هِيَ بدل من الأول
قَوْله {سَاءَ مَا يحكمون} مَا فِي مَوضِع نصب وَهِي نكرَة أَي سَاءَ شَيْئا يحكمونه وَقيل مَا فِي مَوضِع رفع وَهِي معرفَة تَقْدِيره سَاءَ الشَّيْء الَّذِي يحكمونه وَقَالَ ابْن كيسَان مَا مَعَ الْفِعْل مصدر فِي مَوضِع رفع تَقْدِيره سَاءَ حكمهم
قَوْله {بِوَالِديهِ حسنا} أَي وصيناه بِوَالِديهِ ذَا حسن ثمَّ أَقَامَ الصّفة مقَام الْمَوْصُوف وَهُوَ الْأَمر ثمَّ حذف الْمُضَاف وَهُوَ ذَا وَأقَام الْمُضَاف اليه مقَامه وَهُوَ حسن
قَوْله {ولنحمل خطاياكم} لَفظه الْأَمر وَمَعْنَاهُ الشَّرْط وَالْجَزَاء 2
قَوْله {ألف سنة} ألف نصب على الظّرْف

(2/550)


وَخمسين نصب على الِاسْتِثْنَاء وانما انتصب الِاسْتِثْنَاء عِنْد سِيبَوَيْهٍ لِأَنَّهُ كالمفعول اذ هُوَ مُسْتَغْنى عَنهُ كالمفعول فَأتى بعد تَمام الْكَلَام فانتصب كالمفعول ونصبه عِنْد الْفراء بَان وأصل عِنْده إِن لَا فاذا نصب نصب بَان واذا رفع رفع بِلَا ونصبه عِنْد الْمبرد على أَنه مفعول بِهِ والا عِنْده قَامَت مقَام الْفِعْل الناصب للاسم فَهِيَ تقوم مقَام أستثنى فلَانا وَلَا يسْتَثْنى من الْعدَد إِلَّا أقل من النّصْف عِنْد أَكثر النَّحْوِيين
قَوْله {وَإِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ} نصب ابراهيم على الْعَطف على الْهَاء فِي فأنجيناه وَقيل هُوَ مَعْطُوف على نوح فِي قَوْله

(2/551)


{وَلَقَد أرسلنَا نوحًا} أَي وَأَرْسَلْنَا ابراهيم وَقيل هُوَ مَنْصُوب باضمار فعل أَي وَاذْكُر ابراهيم
قَوْله {وَمَا أَنْتُم بمعجزين فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء} أَي وَلَا من فِي السَّمَاء بمعجز فَيكون فِي السَّمَاء نعتا لمن المحذوفة فِي مَوضِع رفع ثمَّ يقوم النَّعْت مقَام المنعوت وَفِيه بعد لِأَن نعت النكرَة كالصلة لَهَا وَلَا يحسن حذف الْمَوْصُول وَقيام الصِّلَة مقَامه والحذف فِي الصّفة أحسن مِنْهُ فِي الصِّلَة
قَوْله وَقَالَ إِنَّمَا اخذتم من دون الله أوثانا مَوَدَّة بَيْنكُم مَا بِمَعْنى الَّذِي وَهِي اسْم إِن وَالْهَاء مضمره تعود على مَا تَقْدِيره إِن الَّذين اتخذتموهم وأوثانا مفعول ثَان لاتخذتم وَالْهَاء المحذوفة هِيَ الْمَفْعُول الأول لاتخذتم ومودة خبر إِن وَقيل هِيَ رفع باضمار هِيَ مَوَدَّة وَقيل هِيَ رفع بِالِابْتِدَاءِ وَفِي الْحَيَاة الدُّنْيَا الْخَبَر وَالْجُمْلَة خبران وَبَيْنكُم خفض باضافة مَوَدَّة اليه وَجَاز ان تجْعَل الَّذِي اتخذوه من دون الله مَوَدَّة على الاتساع وَتَصْحِيح ذَلِك أَن يكون التَّقْدِير ان الَّذين اتخذتموهم من دون الله أوثانا ذَوُو مَوَدَّة بَيْنكُم

(2/552)


وَقد قرىء بِنصب مَوَدَّة وَذَلِكَ على أَن تكون مَا كَافَّة لَان عَن الْعَمَل فَلَا ضمير مَحْذُوف فِي اتخذتم فَيكون أوثانا مَفْعُولا لاتخذتم لِأَنَّهُ تعدى الى مفعول وَاحِد وَاقْتصر عَلَيْهِ كَمَا قَالَ {إِن الَّذين اتَّخذُوا الْعجل سينالهم} وَتَكون مَوَدَّة مَفْعُولا من أَجله أَي انما اتخذتم الْأَوْثَان من دون الله للمودة فِيمَا بَيْنكُم لالأن عِنْد الْأَوْثَان نفعا أَو ضرا وَمن نون مَوَدَّة نصب أَو رفع جعل بَيْنكُم ظرفا فنصبه وَهُوَ الأصلا والاضافة اتساع فِي الْكَلَام وَالْعَامِل فِي الظّرْف الْمَوَدَّة وَيجوز ان تنصب بَيْنكُم فِي قِرَاءَة من نون مَوَدَّة على الصّفة للمصدر لِأَنَّهُ نكرَة والنكرات تُوصَف بالظروف والجمل وَالْأَفْعَال فاذا نصبت بَيْنكُم عل الظّرْف جَازَ ان يكون قَوْله {فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} ظرفا للمودة أَيْضا وَكِلَاهُمَا مُتَعَلق بالعامل وَهُوَ مَوَدَّة لِأَنَّهُمَا ظرفا مَكَان أَو ظرفا زمَان وَلَا ضمير فِي وَاحِد من هذَيْن الظرفين اذا لم يقم وَاحِد مِنْهُمَا مقَام مَحْذُوف مُقَدّر وَإِذا جعلت قَوْله بَيْنكُم صفة لمودة كَانَ مُتَعَلقا بِمَحْذُوف وَفِيه ضمير كَانَ فِي الْمَحْذُوف الَّذِي هُوَ صفة

(2/553)


على الْحَقِيقَة فَيكون فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا فِي مَوضِع الْحَال من ذَلِك الضَّمِير فِي بَيْنكُم وَالْعَامِل فِيهِ الظّرْف وَهُوَ بَيْنكُم وَفِي الظّرْف وَهُوَ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا ضمير يعود على ذِي الْحَال وَالصّفة لابد أَن يكون فِيهَا عَائِد على الْمَوْصُوف فاذا قَامَ مقَام الصّفة ظرف صَار ذَلِك الضَّمِير فِي الظّرْف كَمَا يكون فِي الظّرْف اذا كَانَ خَبرا لمبتدأ أَو حَالا وَقد تقدم شَرحه ولايجوز أَن يعْمل فِي قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَهُوَ حَال من الْمُضمر فِي بَيْنكُم مَوَدَّة لِأَنَّك قد وصفت الْمصدر بقوله بَيْنكُم وَلَا يعْمل بعد الصّفة لِأَن الْمَعْمُول فِيهِ دَاخل فِي الصِّلَة وَالصّفة غير دَاخِلَة فِي الصِّلَة فَتكون قد فرقت بَين الصِّلَة والموصول فَلَا يعْمل فِيهِ اذا كَانَ حَالا من الْمُضمر فِي بَيْنكُم إِلَّا بَيْنكُم وَفِيه ضمير يعود على الْمُضمر فِي بَيْنكُم وَهُوَ هُوَ لِأَن كل حَال لَا بُد أَن يكون فِيهِ ضمير يعود على ذِي الْحَال كالصفة وَأَيْضًا فان قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا إِذا جعلته حَالا من الْمُضمر فِي بَيْنكُم والمضمر فِي بَيْنكُم انما ارْتَفع بالظرف وَجب أَن يكون الْعَامِل فِي الْحَال الظّرْف أَيْضا لِأَن الْعَامِل فِي ذِي الْحَال هُوَ الْعَامِل فِي الْحَال أبدا لِأَنَّهَا هُوَ فِي الْمَعْنى فَلَا يخْتَلف الْعَامِل فيهمَا لِأَنَّهُ لَو اخْتلف لَكَانَ قد عمل عاملان فِي شَيْء وَاحِد اذ الْحَال هِيَ صَاحب الْحَال فَلَا يخْتَلف

(2/554)


الْعَامِل فيهمَا وَيجوز أَن يكون فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا صفة لمودة وَبَيْنكُم صفة أَيْضا فَلَا بُد أَن يكون فِي كل وَاحِد مِنْهُمَا ضمير يعود على الْمَوَدَّة وَالْعَامِل فِيهَا الْمَحْذُوف الَّذِي هُوَ صفة على الْحَقِيقَة وَفِيه كَانَ الضَّمِير فَلَمَّا قَامَ الظّرْف مقَامه انْتقل الضَّمِير الى الظّرْف كَمَا ينْتَقل الى الظروف إِذا كَانَت اخبارا للمبتدأ وَتَقْدِير الْمَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ إِنَّمَا اتخذتم من دون الله أوثانا مَوَدَّة مُسْتَقِرَّة بَيْنكُم ثَابِتَة فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا ثمَّ حذفت مُسْتَقِرَّة وفيهَا ضمير وثابتة وفيهَا ضمير يعودان على الْمَوَدَّة وَقَامَ بَيْنكُم مقَام مُسْتَقِرَّة الَّتِي هِيَ صفة فَصَارَ الضَّمِير الَّذِي كَانَ فِيهَا يعود على الْمَوْصُوف فِي بَيْنكُم وَصَارَت صفة للمودة لِأَنَّهَا خلف عَن الصّفة وَكَذَلِكَ حذفت ثَابِتَة وفيهَا ضمير وأقمت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مقَامهَا فَصَارَ الضَّمِير فِي قَوْلك فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا فَذَلِك الْمَحْذُوف هُوَ الْعَامِل فِي الظرفين وَقَامَ مقَام المحذوفين الصفتين فصارا صفتين فيهمَا ضميران يعودان على الْمَوْصُوف وعَلى هَذَا يُقَاس كل مَا شابهه فَافْهَم هَذِه المسالة فقد كشفت لَك فِيهَا سرائر النَّحْو وغرائبه
قَوْله {وَإنَّهُ فِي الْآخِرَة لمن الصَّالِحين} حرف الْجَرّ فِي قَوْله فِي الْآخِرَة مُتَعَلق بِمَحْذُوف تَقْدِيره وانه صَالح فِي الْآخِرَة لمن الصَّالِحين وَقيل هُوَ تَبْيِين تقدم وَقيل هُوَ مُتَعَلق بالصالحين وَالْألف وَاللَّام للتعريف وليستا بِمَعْنى الَّذين

(2/555)


قَوْله {ولوطا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} هُوَ عطف على الْهَاء فِي أنجيناه وَقيل عطف رد على نوح عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد أرسلنَا نوحًا} وَقيل هُوَ نصب على تَقْدِير وَاذْكُر لوطا وَالْعَامِل فِي اذا هُوَ الْعَامِل فِي لوط
قَوْله {وعادا وَثَمُود} عطف على الَّذين فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَقَد فتنا الَّذين من قبلهم} وعادا وثمودا وَقيل هُوَ عطف على الْهَاء وَالْمِيم فِي قَوْله {فَأَخَذتهم الرجفة} وَهُوَ أقرب من الأول وَقيل التَّقْدِير وأهلكنا عادا وثمودا
وَقَوله {وَقَارُون وَفرْعَوْن وهامان} عطف على عَاد فِي جَمِيع وجوهه وَهِي اسماء أَعْجَمِيَّة معرفَة فَلذَلِك لم تصرف وَقيل انهم عطف على الْهَاء وَالْمِيم فِي قَوْله تَعَالَى {فصدهم عَن السَّبِيل} أَي فصد قَارون وَفرْعَوْن وهامان
قَوْله {كَمثل العنكبوت} الْكَاف فِي مَوضِع رفع خبر الِابْتِدَاء وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {مثل الَّذين اتَّخذُوا} وَقيل هُوَ فِي مَوضِع نصب على الظّرْف وَجمع العنكبوت عناكيب وعناكب وعكاب وعكب وأعكب
قَوْله {إِلَّا الَّذين ظلمُوا} الَّذين فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من أهل أَو على الِاسْتِثْنَاء
قَوْله {أَو لم يَكفهمْ أَنا أنزلنَا} أَن فِي مَوضِع رفع فَاعل يَكفهمْ

(2/556)


قَوْله {لنبوئنهم من الْجنَّة غرفا} من قَرَأَهُ لنثوينهم بالثاء فَهُوَ من الثوى فغرف مَنْصُوبَة على حذف حرف الجرلأنه لايتعدى الى مفعولين ولايحسن أَن تنصب الغرف على الظّرْف لِأَنَّهُ مَخْصُوص وَلَا يتَعَدَّى الْفِعْل الى الْمَخْصُوص من ظرف الْمَكَان إِلَّا بِحرف لَا تَقول جَلَست دَارا فالتقدير لنثوينهم فِي غرف فَلَمَّا حذف الْحَرْف نصب وَمن قَرَأَهُ بِالْبَاء جعل غرفا مَفْعُولا ثَانِيًا لِأَنَّهُ يتَعَدَّى الى مفعولين تَقول بوأت زيدا منزلا
فَأَما قَوْله {وَإِذ بوأنا لإِبْرَاهِيم مَكَان الْبَيْت} فَاللَّام زَائِدَة كزيادتها فِي ردف لكم انما هُوَ ردفكم وبوأنا ابراهيم
قَوْله {وليتمتعوا} من كسر اللَّام جعلهَا لَام كي وَيجوز أَن تكون لَام أَمر وَمن أسكنها فَهِيَ لَام أَمر لَا غير وَلَا يجوز أَن تكون مَعَ الاسكان لَام كي لِأَن لَام كي حذفت بعْدهَا أَن فَلَا يجوز حركتها أَيْضا لضعف عوامل الْأَفْعَال

(2/557)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

شرح مُشكل اعراب سُورَة الرّوم
قَوْله تَعَالَى {فِي بضع سِنِين} الأَصْل فِي سنة أَن لَا تجمع بِالْيَاءِ وَالنُّون وَالْوَاو وَالنُّون لِأَن الْوَاو وَالنُّون لمن يعقل وَلَكِن جَازَ ذَلِك فِي سنة وان كَانَت مِمَّا لَا يعقل للحذف الَّذِي دَخلهَا لِأَن أَصْلهَا سنوة على فعله وَقيل سنهة دَلِيله قَوْلهم سنوات وَقَوْلهمْ سانهت من السنين وَكسرت السِّين فِي سِنِين لتدل على أَنه جمع على غير الأَصْل لِأَن كل مَا جمع جمع السَّلامَة لَا يتَغَيَّر فِيهِ بِنَاء الْوَاحِد فَلَمَّا تغير بِنَاء الْوَاحِد فِي هَذَا الْجمع بِكَسْر أَوله وَقد كَانَ مَفْتُوحًا فِي الْوَاحِد علم أَنه جمع على غير أَصله
قَوْله {من قبل وَمن بعد} قبل وَبعد مبنيان وهما ظرفا زمَان أَصلهمَا الاعراب وانما بنيا لِأَنَّهُمَا تعرفا بِغَيْر مَا تتعرف بِهِ الْأَسْمَاء وَذَلِكَ أَن الْأَسْمَاء تتعرف بِالْألف وَاللَّام وبالاضافة الى الْمعرفَة وبالاضمار وبالاشارة وبالعهد وَلَيْسَ فِي قبل وَبعد شَيْء من ذَلِك فَلَمَّا تعرفا بِخِلَاف مَا تتعرف بِهِ الْأَسْمَاء وَهُوَ حذف مَا أضيفا اليه خالفا الْأَسْمَاء وشابها الْحُرُوف

(2/558)


فبنيا كَمَا تبنى الْحُرُوف وَكَانَ أَصلهمَا أَن يبنيا على سُكُون لِأَنَّهُ أصل الْبناء لَكِن قبل الاخر سَاكن فيهمَا وَأَيْضًا فَأَنَّهُ قد كَانَ لَهما فِي الأَصْل تمكن لِأَنَّهُمَا يعربان إِذا أضيفا أَو نكرا فبنيا على حَرَكَة وَأَيْضًا فانه لم يكن بُد من حَرَكَة أَو حذف وَلَا يُمكن الْحَذف فِي حُرُوف السَّلامَة فحرك الثَّانِي لِأَن الْبناء فِيهِ وانما وَجب أَن تكون الْحَرَكَة ضما دون الْكسر وَالْفَتْح لِأَنَّهُمَا أشبها المنادى الْمُفْرد إِذْ المنادى يعرب اذا أضيف أَو نكر كَمَا يفعل بهما فبنيا على الضَّم كَمَا بني المنادى الْمُفْرد وَقد قَالَ عَليّ بن سُلَيْمَان انما بنيا لِأَنَّهُمَا متعلقان بِمَا بعدهمَا فأشبها الْحُرُوف إِذْ الْحُرُوف مُتَعَلقَة بغَيْرهَا لَا تفِيد شَيْئا الا بِمَا بعْدهَا وَقيل انما بنيا على الضَّم لِأَنَّهُمَا غايتان وَقد اقْتصر عَلَيْهِمَا وَحذف مَا بعدهمَا فبنيا لمخالفتهما الْأَسْمَاء وأعطيا الضَّم لِأَنَّهُ غَايَة الحركات وَقيل لما تضمنا الْمَحْذُوف بعدهمَا صَارا كبعض اسْم وَبَعض الِاسْم مَبْنِيّ وَقَالَ الْفراء لما تضمنا مَعْنيين يَعْنِي مَعْنَاهُمَا فِي أَنفسهمَا وَمعنى مِمَّا بعدهمَا الْمَحْذُوف بنيا وأعطيا الضمة لِأَنَّهَا أقوى الحركات وَقَالَ هِشَام لما لم يجز أَن يفتحا فيشبها حَالهمَا فِي الاضافة وَلم يجز ان يكسرا فيشبها الْمُضَاف الى الْمُخَاطب وَلم يسكنا لِأَن مَا قبل الاخر سَاكن لم يبْق

(2/559)


الا الضَّم فأعطياه وَأَجَازَ الْفراء رَأَيْتُك بعد بِالتَّنْوِينِ رفع وبعدا بِالنّصب منونا وهما معرفَة وَأَجَازَ هِشَام رَأَيْتُك بعد يَا هَذَا بِالْفَتْح غير منون على اضمار الْمُضَاف وَمعنى الْآيَة لله الْأَمر من قبل كل شَيْء وَمن بعد كل شَيْء فَلَمَّا حذف مَا بعد قبل وَبعد وتضمنا مَعْنَاهُ خالفا الْأَسْمَاء فبنيا
قَوْله وعد الله مصدر مُؤَكد
قَوْله {ثمَّ كَانَ عَاقِبَة الَّذين أساؤوا السوأى أَن كذبُوا} عَاقِبَة اسْم كَانَ والسوأى خَبَرهَا وَأَن كذبُوا مفعول من أَجله وَيجوز أَن تكون السوأى مَفْعُوله بأساءوا {أَن كذبُوا} خبر كَانَ وَمن نصب عَاقِبَة جعلهَا خبر كَانَ والسوأى اسْمهَا وَيجوز أَن يكون أَن كذبُوا اسْمهَا والسوأى مفعول لأساءوا
قَوْله {أَن خَلقكُم} أَن فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء وَالْمَجْرُور قبلهَا خَبَرهَا وَكَذَلِكَ كل مَا بعده من صفة
قَوْله {كخيفتكم} الْكَاف فِي مَوضِع نصب نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره تخافونهم خيفة كخيفتكم أَنفسكُم أَي مثل خوفكم أَنفسكُم يَعْنِي مثل خوفكم شركاءكم وَمثله {كَذَلِك نفصل} تَقْدِيره نفصل الْآيَات تَفْصِيلًا كَذَلِك أَي مثل ذَلِك

(2/560)


قَوْله {فطْرَة الله} نصب باضمار فعل تَقْدِيره اتبع فطْرَة الله وَدلّ عَلَيْهِ قَوْله {فأقم وَجهك للدّين} لِأَن مَعْنَاهُ اتبع الدّين وَقيل {فطْرَة الله} انتصب على الْمصدر لِأَن الْكَلَام دلّ على فطر الله الْخلق فطْرَة
قَوْله {منيبين إِلَيْهِ} حَال من الضَّمِير فِي فأقم وانما جمع لِأَنَّهُ مَرْدُود على الْمَعْنى لِأَن الْخطاب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ خطاب لأمته فتقديره فأقيموا وُجُوهكُم منيبين إِلَيْهِ وَقَالَ الْفراء فأقم وَجهك وَمن مَعَك فَلذَلِك قَالَ منيبين
قَوْله {أم أنزلنَا عَلَيْهِم سُلْطَانا} يؤنث وَيذكر وَهُوَ جمع سليط كرغيف ورغفان فَمن ذكره فعلى معنى الْجمع وَمن أنثه فعلى معنى الْجَمَاعَة
قَوْله {وَإِن تصبهم سَيِّئَة بِمَا قدمت} شَرط وَجَوَابه {إِذا هم يقنطون} فاذا جَوَاب بِمَنْزِلَة الْفَاء لِأَنَّهَا لَا يبتدأ بهَا كَمَا لَا يبتدأ للمفاجأة وَالَّتِي للشّرط يبتدأ بهَا ولاتكون جَوَابا للشّرط واذا الَّتِي للمفاجأة بِالْفَاءِ وانما لم يبتدأ بهَا لِأَنَّهَا الَّتِي للمفاجأة فاذا الَّتِي فِيهَا معنى الشَّرْط غير الَّتِي

(2/561)


لَا يبتدأ لَهَا فَأَشْبَهت الْفَاء فَوَقَعت موقعها وَصَارَت جَوَابا للشّرط وَقد تدخل على اذا الَّتِي للمفاجأة الْفَاء فِي جَوَاب الشَّرْط وَذَلِكَ للتَّأْكِيد فاعلمه
قَوْله {كسفا} من فتح السِّين جعله جمع كسفة مثل قَوْلك كسرة وَكسر وَمن أسكن فعلى التَّخْفِيف
وَالْهَاء فِي قَوْله {من خلاله} تعود على السَّحَاب وَيجوز أَن تعود على الكسف لكنه ذكر كَمَا قَالَ {من الشّجر الْأَخْضَر}
قَوْله {وَكَانَ حَقًا علينا نصر الْمُؤمنِينَ} حَقًا خبر كَانَ وَنصر اسْمهَا وَيجوز أَن تضمر فِي كَانَ اسْمهَا وترفع نصرا بالأبتداء وعلينا الْخَبَر وَالْجُمْلَة خبر كَانَ وَيجوز فِي الْكَلَام رفع حق على اسْم كَانَ لِأَنَّهُ قد وصف بعلينا وتنصب نصرا على خبر كَانَ وَيجوز رفعهما جَمِيعًا على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر وتضمر فِي كَانَ الحَدِيث وَالْأَمر وَالْجُمْلَة خبر كَانَ
قَوْله {فرأوه مصفرا} الْهَاء تعود على الزَّرْع وَقيل على السَّحَاب وَقيل على الرّيح وَذكرت الرّيح لِأَن الْهَاء للمرسل مِنْهَا

(2/562)


وَقيل ذكرت اذلاذكر لَهَا فتأنيثها غير حَقِيقِيّ
قَوْله {لظلوا من بعده} مَعْنَاهُ ليظلوا فالماضي فِي مَوضِع الْمُسْتَقْبل وَحسن هَذَا لِأَن الْكَلَام بِمَعْنى المجازاة والمجازاة لَا تكون الا بمستقبل هَذَا هُوَ مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ

(2/563)