مشكل إعراب القرآن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة الصافات
قَوْله تَعَالَى بزينة الْكَوَاكِب من خفض الْكَوَاكِب وَنون
بزينة وَهِي قِرَاءَة خفض عَن عَاصِم وَحَمْزَة فانه أبدل
الْكَوَاكِب من زِينَة لِأَنَّهَا هِيَ الوينة وَقد قَرَأَ
أبوبكر عَن عَاصِم بِنصب الْكَوَاكِب وتنوين زِينَة على أَنه
أعمل الزِّينَة فِي الْكَوَاكِب فنصبها بهَا تَقْدِيره بِأَن
زينا الْكَوَاكِب فِيهَا وَقيل النصب على اضمار أَعنِي
تَقْدِيره على الْبَدَل من زِينَة على الْموضع فَأَما قِرَاءَة
الْجَمَاعَة بِحَذْف التَّنْوِين والاضافة فَهُوَ الظَّاهِر
لِأَنَّهُ على تَقْدِير انا زينا السَّمَاء الدُّنْيَا بتزيين
الْكَوَاكِب أَي بِحسن الْكَوَاكِب وَقد يجوز أَن يكون حذف
التَّنْوِين لالتقاء الساكنين وَالْكَوَاكِب بدل من زِينَة
كَقِرَاءَة من نون زِينَة
(2/610)
قَوْله وحفظا هُوَ نصب على الْمصدر أَي
وحفظناها حفظا
قَوْله لَا يسمعُونَ إِلَى الْمَلأ إِنَّمَا دخلت الى مَعَ
يسمعُونَ فِي قِرَاءَة من خفف السِّين وَهُوَ لَا يحْتَاج الى
حرف جر لِأَنَّهُ جرى مجْرى مطاوعه وَهُوَ يستمع فَكَمَا كَانَ
يستمع يتَعَدَّى بالى تعدى يسمع بالى وَفعلت فِي التَّعَدِّي
سَوَاء فَيسمع مُطَاوع س سمع واستمع أَيْضا مُطَاوع سمع فتعدى
سمع مثل تعدِي مطاوعه وَقيل معنى دُخُول الى فِي هَذَا أَنه
حمل على الْمَعْنى لِأَن الْمَعْنى لَا يميلون بِالسَّمْعِ
اليهم يُقَال سَمِعت اليه كلَاما أَي أملت سَمْعِي اليه
قَوْله {بل عجبت} من ضم التَّاء جعله اخبارا عَن النَّبِي
عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام عَن نَفسه أَو اخبارا من كل
مُؤمن عَن نَفسه بالعجب
(2/611)
من انكار الْكفَّار الْبَعْث مَعَ ثبات
الْقُدْرَة على الِابْتِدَاء لِلْخلقِ فَهُوَ مثل الْقِرَاءَة
بِفَتْح التَّاء فِي أَن التَّعَجُّب من النَّبِي عَلَيْهِ
الصَّلَاة وَالسَّلَام وَمثله فِي قِرَاءَة من ضم التَّاء
قَوْله أسمع بهم وَأبْصر أَي هم مِمَّن يجب أَن يُقَال فيهم
مَا أسمعهم وأبصرهم يَوْم الْقِيَامَة وَمثله فَمَا أصبرهم على
النَّار
قَوْله دحورا مصدر لِأَن معنى يقذفون يدحرون
قَوْله {مَا لكم لَا تناصرون} فِي مَوضِع نصب على الْحَال من
الْكَاف وَالْمِيم فِي لكم مَا اسْتِفْهَام ابْتِدَاء وَلكم
الْخَبَر كَمَا تَقول مَالك قَائِما
قَوْله {يَسْتَكْبِرُونَ} يجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب على
خبر كَانَ أَو فِي مَوضِع رفع على خبر ان وَكَانَ ملغاة
قَوْله {لذائقوا الْعَذَاب} الْعَذَاب خفض بالاضافة وَيجوز فِي
الْكَلَام النصب على أَن يعْمل فِيهِ لذائقوا يقدر حذف النُّون
اسْتِخْفَافًا للاضافة
(2/612)
قَوْله فواكه رفع على الْبَدَل من رزق أَو
على هم فواكه أَي ذَوُو فواكه
قَوْله {لَا فِيهَا غول} غول رفع بِالِابْتِدَاءِ وفيهَا
الْخَبَر وَلَا يجوز بِنَاؤُه على الْفَتْح مَعَ لَا لِأَنَّك
قد فرقت بَينهَا وَبَين لابالظرف
قَوْله {هَل أَنْتُم مطلعون} رُوِيَ أَن بَعضهم قَرَأَهُ
مطلعون بِالتَّخْفِيفِ وَكسر النُّون وَذَلِكَ لَا يجوز
لِأَنَّهُ جمع بَين الاضافة وَالنُّون وَكَانَ حَقه أَن يَقُول
مطلعي بياء مُشَدّدَة وَكسر الْعين
قَوْله فَاطلع الْقِرَاءَة بِالتَّشْدِيدِ وَهُوَ فعل مَاض
وَزنه افتعل وقرىء فَأطلع على أفعل وَهُوَ فعل مَاض أَيْضا
بِمَنْزِلَة اطلع يُقَال طلع وأطلع واطلع بِمَعْنى وَاحِد
وَيجوز
(2/613)
أَن يكون مُسْتَقْبلا لكنه نصب على أَنه
جَوَاب الِاسْتِفْهَام بِالْفَاءِ
قَوْله {وَلَوْلَا نعْمَة رَبِّي} مَا بعد لَوْلَا عِنْد
سِيبَوَيْهٍ مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر مَحْذُوف
ولكنت جَوَاب لَوْلَا تَقْدِيره وَلَوْلَا نعْمَة رَبِّي
تداركتني أَو استنقذتني وَنَحْوه لَكُنْت مَعَك فِي النَّار
فَأَما لَو فيرتفع مَا بعْدهَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ باضمار فعل
وَقد تقدم ذكر ذَلِك
قَوْله {إِلَّا موتتنا} نصب على الِاسْتِثْنَاء وَقيل هُوَ
مصدر
قَوْله {تخرج فِي أصل الْجَحِيم} ان شِئْت جعلته خَبرا بعد خبر
وان شِئْت جعلته نعتا للشجرة
قَوْله {طلعها كَأَنَّهُ} ابْتِدَاء وَمَا بعده خَبره
وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع النَّعْت للشجرة أَو فِي مَوضِع
الْحَال من الْمُضمر فِي تخرج
قَوْله {سَلام على نوح} أَي يُقَال لَهُ سَلام على نوح فَهُوَ
ابْتِدَاء وَخبر محكي وَفِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود سَلاما
بِالنّصب على
(2/614)
أَنه أعمل تركنَا فِيهِ أَي تركنَا
عَلَيْهِ ثَنَاء حسنا فِي الاخرين
قَوْله {إِنَّا كَذَلِك نجزي} الْكَاف فِي مَوضِع نصب نعت
لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره جَزَاء كَذَلِك نجزي
قَوْله {مَاذَا تَعْبدُونَ} مَا ابْتِدَاء اسْتِفْهَام وَذَا
بِمَعْنى الَّذِي وَهُوَ الْخَبَر تَقْدِيره أَي شَيْء الَّذِي
تعبدونه وَيجوز أَن تكون مَا وَذَا اسْما وَاحِدًا فِي مَوضِع
نصب بتعبدون
قَوْله {أئفكا آلِهَة} آلِهَة بدل من إفْك وإفك مَنْصُوب
بتريدون
قَوْله {فَمَا ظنكم} ابْتِدَاء وَخبر
قَوْله {ضربا} مصدر لِأَن فرَاغ بِمَعْنى فَضرب قَوْله
{خَلقكُم وَمَا تَعْمَلُونَ} مَا فِي مَوضِع نصب بِخلق عطف على
الْكَاف وَالْمِيم فِي خَلقكُم وَهِي وَالْفِعْل مصدر أَي
خَلقكُم وعملكم وَهَذَا أليق بهَا لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ
{من شَرّ مَا خلق} فأجمع الْقُرَّاء المشهورون وَغَيرهم من أهل
الشذوذ على اضافة شَرّ الى مَا خلق وَذَلِكَ يدل على خلقه للشر
وَقد فَارق عَمْرو بن عبيد رَئِيس الْمُعْتَزلَة جمَاعَة
الْمُسلمين
(2/615)
فَقَرَأَ من شَرّ مَا خلق بِالتَّنْوِينِ
ليثبت أَن مَعَ الله خالقين يخلقون الشَّرّ وَهَذَا الحاد
وَالصَّحِيح أَن الله جلّ ذكره أعلمنَا أَنه خلق الشَّرّ
وأمرنا أَن نتعوذ مِنْهُ بِهِ فاذا خلق الشَّرّ وَهُوَ خَالق
الْخَيْر بِلَا اخْتِلَاف دلّ ذَلِك على أَنه خلق أَعمال
الْعباد كلهَا من خير وَشر فَيجب أَن تكون مَا وَالْفِعْل
مصدرا فَيكون معنى الْكَلَام أَنه تَعَالَى عَم جَمِيع
الْأَشْيَاء أَنَّهَا مخلوقة لَهُ فَقَالَ وَالله خَلقكُم
وعملكم وَقد قَالَت الْمُعْتَزلَة ان مَا بِمَعْنى الَّذِي
قرارا من أَن يقرُّوا بِعُمُوم الْخلق لله وانما اخبر على
قَوْلهم انه خلقهمْ وَخلق الْأَشْيَاء الَّتِي نحتت مِنْهَا
الْأَصْنَام وَبقيت الْأَعْمَال والحركات غير دَاخِلَة فِي خلق
الله تَعَالَى الله عَن ذَلِك بل كل من خلق الله لَا خَالق الا
الله وَخلق الله لابليس الَّذِي هُوَ الشَّرّ كُله يدل على خلق
الله لجَمِيع الْأَشْيَاء وَقد قَالَ تَعَالَى هَل من خَالق
غير الله وَقَالَ خَالق كل شَيْء وَيجوز أَن تكون مَا استفهاما
فِي مَوضِع نصب بتعملون على التحقير لعملهم والتصغير لَهُ
(2/616)
قَوْله {فَلَمَّا أسلما وتله للجبين}
جَوَاب لما مَحْذُوف تَقْدِيره فَلَمَّا أسلما رحما أَو سَعْدا
وَنَحْوه وَقَالَ بعض الْكُوفِيّين الْجَواب تله وَالْوَاو
زَائِدَة وَقَالَ الْكسَائي جَوَاب لما ناديناه وَالْوَاو
زَائِدَة
قَوْله {فَانْظُر مَاذَا ترى} من فتح التَّاء من ترى فَهُوَ من
الرَّأْي وَلَيْسَ من نظر الْعين لِأَنَّهُ لم يَأْمُرهُ
بِرُؤْيَة شَيْء انما أمره أَن يدبر رَأْيه فِيمَا أَمر بِهِ
فِيهِ وَلَا يحسن أَن يكون ترى من الْعلم لِأَنَّهُ يحْتَاج
أَن يتَعَدَّى الى مفعولين وَلَيْسَ فِي الْكَلَام غير وَاحِد
وَهُوَ مَاذَا فجعلهما اسْما وَاحِدًا فِي مَوضِع الَّذِي نصب
بترى وَإِن شِئْت جعلت مَا ابْتِدَاء استفهاما وَذَا بِمَعْنى
الَّذِي خبر الِابْتِدَاء وتوقع ترى على هَاء تعود على الَّذِي
وتحذفها من الصِّلَة وَلَا يحسن عمل ترى وَهِي بِمَعْنى
الَّذِي لِأَن الصِّلَة لَا تعْمل فِي الْمَوْصُول وَمن قَرَأَ
بِضَم التَّاء وَكسر الرَّاء فَهُوَ أَيْضا بِمَنْزِلَة
الرَّأْي لكنه نقل بِالْهَمْزَةِ الى الرباعي فحقه أَن
يتَعَدَّى الى مفعولين بِمَنْزِلَة أعْطى وَلَكِن لَك أَن
تقتصر على أَحدهمَا بِمَنْزِلَة أعْطى
(2/617)
فتقديره مَاذَا ترينا فَنًّا الْمَفْعُول
الأول وماذا الثَّانِي لَكِن حذف الأول اقتصارا على الثَّانِي
كأعطى تَقول أَعْطَيْت درهما وَلَا تذكر الْمُعْطى وَلَو كَانَ
من الْبَصَر لوَجَبَ أَن يتَعَدَّى الى مفعولين لَا يقْتَصر
على أَحدهمَا كظننت وَلَيْسَ فِي الْكَلَام غير وَاحِد وَلَا
يجوز اضمار الثَّانِي كَمَا جَازَ فِيهِ من الرَّأْي لِأَن
الرَّأْي لَيْسَ فعله من الْأَفْعَال الَّتِي تدخل على
الِابْتِدَاء وَالْخَبَر كرأيت من رُؤْيَة الْبَصَر إِذا نقلته
الى الرباعي وَلَو كَانَ من الْعلم لوَجَبَ أَن يتَعَدَّى الى
ثَلَاثَة مفعولين فلابد أَن يكون من الرَّأْي وَالْمعْنَى
فَانْظُر مَاذَا تحملنا عَلَيْهِ من الرَّأْي هَل نصبر أم نجزع
يَا بني يُقَال أريته الشىء اذا جعلته يَعْتَقِدهُ وَمَا وَذَا
على مَا تقدم من تفسيرهما
قَوْله {إل ياسين} من فتح الْهمزَة ومده جعله الا الَّذِي
أَصله أهل أضافة الى ياسين وَهِي فِي الْمُصحف مُنْفَصِلَة
فقوي ذَلِك عِنْده وَمن كسر الْهمزَة جعله جمعا مَنْسُوبا الى
إلياسين
(2/618)
وإلياسين جمع إلْيَاس وَهُوَ جمع
السَّلامَة لَكِن الْيَاء الْمُشَدّدَة فِي النّسَب حذفت
مِنْهُ وَأَصله إلياسي فَتَقول إلياسيين فالسلام على من نسب
الى الياس من أمته وَالسَّلَام فِي الْوَجْه الأول على أهل
ياسين وَقد قَالَ الله تَعَالَى ذكره على بعض الأعجمين وأصلة
الأعجميين بياء مُشَدّدَة وَلَكِن حذفت لثقله وَثقل الْجمع
وتحذف أَيْضا هذة الْيَاء فِي الْجمع المكسر كَمَا خذفت فِي
الْمُسلم قَالُوا المسامعة والمهالبة وواحدهم مسمعي ومهلبي
قَوْله {الله ربكُم وَرب} من نصب الثَّلَاثَة الْأَسْمَاء جعل
الله بَدَلا من أحسن وربكم نعتا لَهُ وَرب عطف عَلَيْهِ أَو
على أَعنِي وَمن رفع فعلى الِابْتِدَاء وَالْخَبَر
قَوْله {إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ} أَو عِنْد الْبَصرِيين
على بَابهَا للتَّخْيِير وَالْمعْنَى اذا راهم الرَّائِي
مِنْكُم قَالَ مائَة ألف أَو يزِيدُونَ وَقيل أَو بِمَعْنى بل
وَقيل أَو بِمَعْنى الْوَاو وَذَلِكَ
(2/619)
مَذْهَب الْكُوفِيّين
قَوْله {أَلا إِنَّهُم من إفكهم} ان تكسر بعد أَلا على
الِابْتِدَاء وَلَوْلَا اللَّام الَّتِي فِي خَبَرهَا لجَاز
فتحهَا على أَن تجْعَل أَلا بِمَعْنى حَقًا
قَوْله {إِلَّا من هُوَ صال الْجَحِيم} من فِي مَوضِع نصب
بفاتنين أَي لَا يفتنون الا من سبق فِي علم الله أَنه يصلى
الْجَحِيم فَدلَّ ذَلِك على أَن ابليس لَا يضل أحدا إِلَّا من
سبق لَهُ فِي علم الله أَنه يضله وَأَنه من أهل النَّار
وَهَذَا بَيَان شاف فِي نقض مَذْهَب الْقَدَرِيَّة وَقَرَأَ
الْحسن صال الْجَحِيم بِضَم اللَّام على تَقْدِير صالون فَحذف
النُّون للاضافة وَحذف الْوَاو لسكونها وَسُكُون اللَّام
بعْدهَا وَتَكون من للْجَمَاعَة وأتى لفظ هُوَ موحدا رد على
لفظ من وَذَلِكَ كُله حسن كَمَا قَالَ تَعَالَى {من آمن
بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَعمل صَالحا} ثمَّ قَالَ تَعَالَى
{فَلهم أجرهم} فَوحد أَولا على اللَّفْظ ثمَّ جمع على
الْمَعْنى لِأَن من تقع للْوَاحِد والاثنين وَالْجَمَاعَة
بِلَفْظ وَاحِد وَقيل إِنَّه قَرَأَ بِالرَّفْع على الْقلب
كَأَنَّهُ قَالَ صالي ثمَّ قلب فَصَارَ صايل ثمَّ حذف الْيَاء
فَبَقيت اللَّام
(2/620)
مَضْمُومَة وَهُوَ بعيد
قَوْله {وَمَا منا إِلَّا لَهُ مقَام} تَقْدِيره عِنْد
الْكُوفِيّين وَمَا منا إِلَّا من لَهُ مقَام فَحذف
الْمَوْصُول وَأبقى الصِّلَة وَهُوَ بعيد جدا وَقَالَ البصريون
تَقْدِيره وَمَا منا ملك إِلَّا لَهُ مقَام على أَن
الْمَلَائِكَة تبرأت مِمَّن يَعْبُدهَا وتعجبت من ذَلِك
قَوْله {وَإِن كَانُوا ليقولون لَو أَن} إِن مُخَفّفَة من
الثَّقِيلَة عِنْد الْبَصرِيين ولزمت اللَّام فِي خَبَرهَا
للْفرق بَينهَا وَبَين ان الْخَفِيفَة الَّتِي بِمَعْنى مَا
فاسم ان مُضْمر وَكَانُوا وَمَا بعْدهَا خبر ان وَالْوَاو اسْم
كَانَ وليقولون خبر كَانَ وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ إِن بِمَعْنى
مَا وَاللَّام بِمَعْنى إِلَّا وَالتَّقْدِير وَمَا كَانُوا
إِلَّا يَقُولُونَ لَو أَن وَأَن بعد لَو مَرْفُوع على اضمار
فعل عِنْد سِيبَوَيْهٍ
قَوْله وَسَلام وَقَوله وَالْحَمْد مرفوعان بِالِابْتِدَاءِ
وَالْمَجْرُور خبر لكل وَاحِد
(2/621)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة ص
قَرَأَ الْحسن صَاد بِكَسْر الدَّال لالتقاء الساكنين قيل هُوَ
أَمر من صادى يصادي فَهُوَ أَمر مَبْنِيّ بِمَنْزِلَة قَوْلك
رام زيدا وَعَاد الْكَافِر فَمَعْنَاه صَاد الْقُرْآن بعملك
أَي قابله بِهِ وقرأه عِيسَى بن عمر بِفَتْح الدَّال جعله
مَفْعُولا بِهِ كَأَنَّهُ قَالَ اتل صَاد وَلم ينْصَرف
لِأَنَّهُ اسْم للسورة معرفَة فَهُوَ كمؤنث سميتها بِبَاب
وَقيل الدَّال لالتقاء الساكنين الْألف وَالدَّال وَقيل هُوَ
مَنْصُوب على الْقسم وحرف الْقسم مَحْذُوف كَمَا أجَاز
سِيبَوَيْهٍ الله لَأَفْعَلَنَّ وَقَرَأَ ابْن أبي اسحاق صَاد
بِالْكَسْرِ والتنوين على الْقسم كَمَا تَقول الله
لَأَفْعَلَنَّ على اعمال حرف الْجَرّ وَهُوَ مَحْذُوف
لِكَثْرَة الْحَذف فِي بَاب الْقسم وَقيل انما نون على
التَّشْبِيه بالأصوات الَّتِي تنون للْفرق بَين الْمعرفَة
والنكرة نَحْو إيه وإيه وصه وصه
(2/622)
قَوْله {ولات حِين مناص} لات عِنْد
سِيبَوَيْهٍ مشبهه بليس وَلَا تسْتَعْمل الا مَعَ الْحِين
وَاسْمهَا مُضْمر فِي الْجُمْلَة مُقَدّر مَحْذُوف وَالْمعْنَى
وَلَيْسَ الْحِين حِين مناص أَي لَيْسَ الْوَقْت وَقت مهرب
وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يرفع الْحِين بعْدهَا
ويضمر الْخَبَر وَهُوَ قَلِيل وَالْوَقْف عَلَيْهَا عِنْد
سِيبَوَيْهٍ وَالْفراء وَأبي اسحاق وَابْن كيسَان بِالتَّاءِ
وَعَلِيهِ جمَاعَة الْقُرَّاء وَبِه أَتَى خطّ الْمُصحف
وَالْوَقْف عَلَيْهَا عِنْد الْمبرد وَالْكسَائِيّ بِالْهَاءِ
بِمَنْزِلَة ربه وَذكر أَبُو عبيد أَن الْوَقْف على لَا
ويبتدىء تحين مناص وَهُوَ بعيد مُخَالف لخط الْمُصحف الْمجمع
عَلَيْهِ وَذكر أَبُو عبيد أَنَّهَا فِي الامام تحين التَّاء
مُتَّصِلَة بِالْحَاء فَأَما قَول الشَّاعِر
(2/623)
.. طلبُوا صلحنا ولات أَوَان ...
يخْفض مَا بعد لات فانما ذَلِك عِنْد أبي اسحاق لِأَنَّهُ
أَرَادَ ولات أواننا أَوَان صلح أَي لَيْسَ وقتنا وَقت صلح
ثمَّ حذف الْمُضَاف وبناه ثمَّ دخل التَّنْوِين عوضا عَن
الْمُضَاف الْمَحْذُوف فَكسرت النُّون لالتقاء الساكنين
وَصَارَ التَّنْوِين تَابعا للكسرة فَهُوَ بِمَنْزِلَة
يَوْمئِذٍ وَحِينَئِذٍ وَقَالَ الأخش تَقْدِيره ولات حِين
أَوَان ثمَّ حذف حِين وَهَذَا بعيد لَا يجوز أَن يحذف
الْمُضَاف إِلَّا وَيقوم الْمُضَاف اليه فِي الاعراب مقَامه
فَيجب أَن يرفع أَوَان وَكَذَلِكَ تَأَوَّلَه الْمبرد
وَرَوَاهُ بِالرَّفْع
قَوْله {جند مَا هُنَالك مهزوم} ابْتِدَاء وَخبر وهنالك ظرف
ملغى وَمَا زَائِدَة وَيجوز أَن يكون هُنَالك الْخَبَر ومهزوم
نعت للجند
قَوْله {كذبت قبلهم قوم نوح} انما دخلت عَلامَة التَّأْنِيث
فِي كذبت لتأنيث الْجَمَاعَة
قَوْله خصمان خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره نَحن خصمان
قَوْله {إِذْ تسوروا} الْعَامِل فِي إِذْ نبأ وانما قَالَ
تسوروا
(2/624)
بِلَفْظ الْجمع لِأَن الْخصم مصدر يدل على
الْجمع فَجمع على الْمَعْنى وَتَقْدِيره ذَوُو الْخصم
وَكَذَلِكَ إِذا قلت الْقَوْم خصم فَمَعْنَاه ذَوُو خصم وَيجوز
خصوم كَمَا تَقول عدُول وَقَالَ الْفراء إِذْ بِمَعْنى لما
وَالْعَامِل فِي إِذْ الثَّانِيَة تسوروا وَقيل الْعَامِل
فِيهَا نبأ على أَن الثَّانِيَة تَبْيِين لما قبلهَا
قَوْله {فغفرنا لَهُ ذَلِك} فِي مَوضِع نصب بغفرنا أَو فِي
مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره الْأَمر ذَلِك
قَوْله {الخلطاء} جمع خليط كظريف وظرفاء فعيل اذا كَانَ صفة
جمع على فعلا إِلَّا أَن يكون فِيهِ وَاو فَيجمع على فعال
نَحْو طَوِيل وطوال
قَوْله {الْجِيَاد} جمع جواد وَقيل هُوَ جمع جائد
قَوْله {حب الْخَيْر} هُوَ مفعول بِهِ وَلَيْسَ بمصدر
لِأَنَّهُ لم يخبر أَنه أحب حبا مثل حب الْخَيْر انما أخبر
أَنه اثر حب
(2/625)
الْخَيْر وَقد قيل هُوَ مصدر وَفِيه بعد
فِي الْمَعْنى
قَوْله {رَحْمَة منا} مصدر وَقيل هُوَ مفعول من أَجله
قَوْله {وذكرى} فِي مَوضِع نصب عطف على الرَّحْمَة وَقيل فِي
مَوضِع رفع على وَهِي ذكرى
قَوْله {وَاذْكُر عبادنَا إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب}
ابراهيم وَمَا بعده نصب على الْبَدَل من عبادنَا فهم كلهم
داخلون فِي الْعُبُودِيَّة وَالذكر وَمن قَرَأَهُ عَبدنَا
بِالتَّوْحِيدِ جعل ابراهيم وَحده بَدَلا من عَبدنَا وَعطف
عَلَيْهِ مَا بعده فَيكون ابراهيم دَاخِلا فِي الْعُبُودِيَّة
وَالذكر واسحاق وَيَعْقُوب داخلان فِي الذّكر لَا غير وهما
داخلان فِي الْعُبُودِيَّة فِي غير هَذِه الاية
قَوْله {الأخيار} هُوَ جمع خير وَخير مخفف من خير كميت وميت
قَوْله {بخالصة ذكرى الدَّار} من نون بخالصة جعل ذكرى بَدَلا
مِنْهَا تَقْدِيره انا اخلصناهم بذكرى الدَّار وَالدَّار فِي
مَوضِع نصب بذكرى لِأَنَّهُ مصدر وَيجوز أَن تكون ذكرى فِي
مَوضِع نصب بخالصة على أَن خَالِصَة مصدر كالعاقبة وَيجوز أَن
نصب بخالصة على أَن خَالِصَة مصدر كالعاقبة وَيجوز أَن
(2/626)
تكون ذكرى فِي مَوضِع رفع بخالصة وَمن
أضَاف خَالِصَة الى ذكرى جَازَ أَن تكون ذكرى فِي مَوضِع نصب
أَو رفع
قَوْله {جنَّات عدن} جنَّات نصب على الْبَدَل من لحسن ماب
ومفتحة نصب على النَّعْت لجنات وَالتَّقْدِير عِنْد
الْبَصرِيين مفتحة لَهُم الْأَبْوَاب مِنْهَا وَقَالَ الْفراء
التَّقْدِير مفتحة لَهُم أَبْوَابهَا فالألف وَاللَّام عِنْده
بدل من الْمُضمر الْمَحْذُوف الْعَائِد على الْمَوْصُوف فاذا
جِئْت بِهِ حذفتهما وَهَذَا لَا يجوز عِنْد الْبَصرِيين لِأَن
الْحَرْف لَا يكون عوضا من الِاسْم وَأَجَازَ الْفراء نصب
الْأَبْوَاب بمفتحة ويضمر فِي مفتحة ضمير الجنات
قَوْله {هَذَا فليذوقوه حميم} هَذَا ابْتِدَاء وحميم خَبره
وَقيل فليذوقوه خبر هَذَا وَدخلت الْفَاء للتّنْبِيه الَّذِي
فِي هَذَا وَيرْفَع حميم على تَقْدِير هَذَا حميم وَقيل هَذَا
رفع على خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره الْأَمر هَذَا
وَيرْفَع حميم على هُوَ حميم وَقيل تَقْدِيره مِنْهُ حميم
وَيجوز أَن يكون هَذَا فِي مَوضِع نصب بيذوقوه وَالْفَاء
زَائِدَة كَقَوْلِك هَذَا زيد فَاضْرب وَلَوْلَا الْفَاء
لَكَانَ الِاخْتِيَار النصب لِأَنَّهُ أَمر فَهُوَ بِالْفِعْلِ
أولى وَهُوَ جَائِز مَعَ ذَلِك
قَوْله {وَآخر من شكله أَزوَاج} ابْتِدَاء وَخبر
(2/627)
من شكله صفة لأخر وَلذَلِك حسن
الِابْتِدَاء بالنكرة لما وصفت وَالْهَاء فِي شكله تعود على
الْمَعْنى أَي وَأخر من شكل مَا ذكرنَا وَقيل تعود على
الْحَمِيم وَمن قَرَأَ واخر بِالتَّوْحِيدِ رَفعه
بِالِابْتِدَاءِ ايضا وازواج ابْتِدَاء ثَان وَمن شكله خبر
الْأزْوَاج وَالْجُمْلَة خبر اخر وَلم يحسن أَن يكون أَزوَاج
خَبرا عَن اخر لَان الْجمع لَا يكون خَبرا عَن الْوَاحِد وَقيل
اخر صفة لمَحْذُوف هُوَ الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف
تَقْدِيره وَلَهُم عَذَاب اخر من ضرب مَا تقدم وترفع
أَزْوَاجًا بالظرف وَهُوَ من شكله وَلَا يحسن هَذَا فِي
قِرَاءَة من قَرَأَ وَأخر بِالْجمعِ لِأَنَّك إِذا رفعت
الْأزْوَاج بالظرف لم يكن فِي الظّرْف ضمير وَهُوَ صفة
وَالصّفة لابد لَهَا من ضمير يعود على الْمَوْصُوف فَهُوَ رفع
بالظرف وَلَا يرفع الظّرْف فاعلين
قَوْله مالنا لَا نرى مَا ابْتِدَاء اسْتِفْهَام وَلنَا
الْخَبَر وَلَا نرى فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْمُضمر
فِي لنا
قَوْله أتخذناهم من قَرَأَهُ على الْخَبَر أضمر استفهاما
تعادله أم تَقْدِيره أمفقودون هم أم زاغت عَنْهُم الْأَبْصَار
وَيجوز أَن تكون أم معادلة لما فِي قَوْله مَا لنا لَا نرى
لِأَن أم انما تَأتي معادلة للاستفهام وَقد قيل ذَلِك وَمن
قَرَأَ بِلَفْظ الِاسْتِفْهَام جعل أم معادلة لَهُ أَو لمضمر
كَالْأولِ وَيجوز أَن تكون أم معادلة لما فِي الْوَجْهَيْنِ
جَمِيعًا قَالَ الله تَعَالَى {مَا لي لَا أرى الهدهد أم كَانَ
من الغائبين} وَقَالَ {مَا لكم كَيفَ تحكمون أم لكم}
(2/628)
وَقد وَقعت أم معادلة لمن قَالَ الله
تَعَالَى {فَمن يُجَادِل الله عَنْهُم يَوْم الْقِيَامَة أم من
يكون}
قَوْله {إِن ذَلِك لحق تخاصم} حق خبر ان وتخاصم رفع على
تَقْدِير هُوَ تخاصم وَقيل هُوَ بدل من حق وَقيل هُوَ خبر بعد
خبر لَان وَقيل هُوَ بدل من ذَلِك على الْموضع
قَوْله إِلَّا أَنما أَن فِي مَوضِع رفع بيوحى مفعول لم يسم
فَاعله وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض أَي يُوحى
الي بأنما أَو لأنما وَالِي تقوم مقَام الْفَاعِل ليوحى
وَالْأول أَجود
قَوْله {قَالَ فَالْحق وَالْحق أَقُول} انتصب الْحق الأول على
الاغراء أَي اتبعُوا الْحق أَو اسمعوا الْحق أَو الزموا الْحق
وَقيل هُوَ نصب على الْقسم كَمَا تَقول الله لَأَفْعَلَنَّ
فتنصب حِين حذفت الْجَار وَدلّ على أَنه قسم قَوْله لأملان
وَهُوَ قَول الْفراء وَغَيره وَمن رفع الأول جعله خبر
ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره أَنا الْحق كَمَا قَالَ {ثمَّ
ردوا إِلَى الله مَوْلَاهُم الْحق} وَقيل هُوَ مُبْتَدأ
وَالْخَبَر مُضْمر تَقْدِيره فَالْحق مني كَمَا قَالَ {الْحق
من رَبك} وانتصب الْحق الثَّانِي بأقول
(2/629)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الزمر
قَوْله تَعَالَى {تَنْزِيل الْكتاب} ابْتِدَاء وَالْخَبَر من
الله وَقيل هُوَ رفع على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره هَذَا
تَنْزِيل الْكتاب وَأَجَازَ الْكسَائي النصب على تَقْدِير
اقرأوا تَنْزِيل أَو اتبعُوا تَنْزِيل وَقَالَ الْفراء النصب
على الاغراء
قَوْله {وَالَّذين اتَّخذُوا} ابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف
تَقْدِيره قَالُوا مَا نعبدهم وَقيل الَّذين رفع بِفعل مُضْمر
تَقْدِيره وَقَالَ الَّذين اتَّخذُوا
قَوْله زلفى فِي مَوضِع نصب على الْمصدر
قَوْله {أم من هُوَ قَانِت} من خفف أَمن جعله نِدَاء وَلَا حذف
فِي الْكَلَام وَلَا يجوز عِنْد سِيبَوَيْهٍ حذف حرف النداء من
الْمُبْهم وَأَجَازَهُ الْكُوفِيُّونَ وَقيل هُوَ اسْتِفْهَام
بِمَعْنى التَّنْبِيه واضمر معادلا للألف تَقْدِيره أَمن هُوَ
قَانِت ليفعل كَذَا وَكَذَا كمن هُوَ
(2/630)
بِخِلَاف ذَلِك وَدلّ على الْمَحْذُوف
قَوْله {قل هَل يَسْتَوِي الَّذين يعلمُونَ وَالَّذين لَا
يعلمُونَ} وَهَذَا أقوى وَمن شدد أَمن فانما أَدخل أم على من
وأضمر لَهَا معادلا أَيْضا قبلهَا وَالتَّقْدِير العاصون رَبهم
خير أم من هُوَ قَانِت وَمن بِمَعْنى الَّذِي وَلَيْسَت
باستفهام لِأَن أم لَا تدخل على مَا هُوَ اسْتِفْهَام إِذْ
هِيَ للاستفهام وَدلّ على هَذَا الْحَذف حَاجَة أم الى
المعادلة وَدلّ عَلَيْهِ أَيْضا قَوْله {هَل يَسْتَوِي الَّذين
يعلمُونَ وَالَّذين لَا يعلمُونَ}
قَوْله {للَّذين أَحْسنُوا فِي هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَة}
ابْتِدَاء وَمَا قبله الْخَبَر وَهُوَ الْمَجْرُور وَفِي
مُتَعَلقَة بأحسنوا على أَن حَسَنَة هِيَ الْجنَّة وَالْجَزَاء
فِي الاخرة أَو مُتَعَلقَة بحسنة على أَن الْحَسَنَة مَا يعْطى
العَبْد فِي الدُّنْيَا مِمَّا يسْتَحبّ فِيهَا وَقيل هُوَ مَا
يعْطى من مُوالَاة الله اياه ومحبته لَهُ وَالْجَزَاء فِي
الدُّنْيَا وَالْأول أحسن لِأَن الدُّنْيَا لَيست بدار جَزَاء
قَوْله {قُرْآنًا عَرَبيا} قرانا تَوْطِئَة للْحَال وعربيا
حَال وَقيل قرانا توكيد لما قبله وعربيا حَال من الْقرَان
قَوْله {الشَّفَاعَة جَمِيعًا} هُوَ نصب على الْحَال وأتى
(2/631)
جَمِيع وَلَيْسَ قبله إِلَّا لفظ وَاحِد
لِأَن الشَّفَاعَة مصدر يدل على الْقَلِيل وَالْكثير فَحمل
جَمِيع على الْمَعْنى
قَوْله وَحده هُوَ نصب على الْمصدر عِنْد سِيبَوَيْهٍ والخليل
وَهُوَ حَال عِنْد يُونُس قَوْله أَن تَقول نفسا أَن مفعول من
أَجله قولة {أفغير الله تأمروني أعبد} غير مَنْصُوب بأعبد
تَقْدِيره قل أعبد
غير الله فِيمَا تأمروني وَقيل هُوَ نصب بتأمروني على حذف حرف
الْجَرّ تَقْدِيره قل أتأمروني بِعبَادة غير الله فِيمَا
تأمروني لِأَن أعبد أَصله أَن أعبد وَلَكِن حذفت أَن فارتفع
فَهِيَ فِي الْكَلَام مقدرَة وَهِي بدل من غير فَوَجَبَ أَن
تحل مَحَله فِي التَّقْدِير وَهِي وَالْفِعْل مصدر فَلذَلِك
كَانَ التَّقْدِير قل أتأمروني بِعبَادة غير الله وَلَو ظَهرت
أَن لم يجز نصب غير بأعبد لِأَنَّهُ يصير فِي الصِّلَة وَقد
قَدمته على الْمَوْصُول ونصبه بأعبد أبين من نَصبه بتأمروني
(2/632)
قَوْله {بل الله فاعبد} نصب باعبد وَقَالَ
الْكسَائي وَالْفراء هُوَ نصب باضمار فعل تَقْدِيره بل اعبد
الله فاعبد وَالْفَاء للمجازاة عِنْد أبي اسحاق وزائدة عِنْد
الْأَخْفَش
قَوْله {وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبضته} ابْتِدَاء وَخبر وجميعا
حَال وَأَجَازَ الْفراء فِي الْكَلَام قَبضته بِالنّصب على
تَقْدِير حذف الْخَافِض أَي فِي قَبضته وَلَا يجوز ذَلِك عِنْد
الْبَصرِيين لَو قلت زيد قبضتك أَي فِي قبضتك لم يجز
قَوْله {وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ} ابْتِدَاء
وَخبر وَيجوز فِي الْكَلَام مَطْوِيَّات بِالنّصب على الْحَال
وَيكون بِيَمِينِهِ الْخَبَر
قَوْله {إِلَى جَهَنَّم زمرا} نصب على الْحَال
قَوْله {جاؤوها فتحت} قيل الْوَاو زَائِدَة وَفتحت جَوَاب اذا
وَقيل الْوَاو تدل على فتح أَبْوَاب الْجنَّة قبل اتيان
الَّذين اتَّقوا الله اليها وَالْجَوَاب مَحْذُوف أَي حَتَّى
اذا جاءوها امنوا وَقيل الْجَواب وَقَالَ لَهُم خزنتها
وَالْوَاو زَائِدَة
قَوْله حافين نصب على الْحَال لِأَن ترى من رُؤْيَة الْعين
وَوَاحِد حافين حاف وَقَالَ الْفراء لَا وَاحِد لَهُ لِأَن
هَذَا الِاسْم لَا يَقع لَهُم إِلَّا مُجْتَمعين
(2/633)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب سُورَة الْمُؤمن
قَوْله حم قَرَأَ عِيسَى بن عمر حَامِيم بِفَتْح الْمِيم
لالتقاء الساكنين أَرَادَ الْوَصْل وَلم يرد الْوَقْف
وَالْوَقْف هُوَ الأَصْل فِي الْحُرُوف الْمُقطعَة وَذكر
الْأَعْدَاد اذا قلت وَاحِد اثْنَان ثلَاثه أَرْبَعه فان عطفت
بَعْضهَا على بعض أَو أخْبرت عَنْهَا أعربت وَكَذَلِكَ
الْحُرُوف وَقيل انتصب حَامِيم على اضمار فعل تَقْدِيره اتل
حَامِيم أَو قَرَأَ حَامِيم وَلَكِن لم ينْصَرف لِأَنَّهُ اسْم
للسورة فَهُوَ اسْم لمؤنث وَلِأَنَّهُ على وزن الِاسْم الأعجمي
كهابيل
قَوْله {إِذْ تدعون إِلَى الْإِيمَان فتكفرون} الْعَامِل فِي
اذ فعل تَقْدِيره اذْكروا اذ تدعون وَلَا يجوز أَن يعْمل فِيهِ
لمقت لِأَن خبر الِابْتِدَاء قد تقدم قبله وَلَيْسَ بداخل فِي
الصِّلَة واذ دَاخله فِي صلَة لمقت اذا أعملته فِيهَا فَتكون
قد فرقت بَين الصِّلَة والموصول بِخَبَر الِابْتِدَاء وَلَا
يحسن
(2/634)
أَن يعْمل فِي اذ تدعون لِأَنَّهَا
مُضَافَة اليه وَلَا يعْمل الْمُضَاف اليه فِي الْمُضَاف وَلَا
يجوز أَن يعْمل فِي إِذْ مقتكم لِأَن الْمَعْنى لَيْسَ
عَلَيْهِ لأَنهم لم يَكُونُوا ماقتين لأَنْفُسِهِمْ وَقت أَن
دعوا الى الايمان فَكَفرُوا
قَوْله {يَوْم هم بارزون} هم بارزون ابْتِدَاء وَخبر فِي
مَوضِع خفض باضافة يَوْم اليها وظروف الزَّمَان إِذا كَانَت
بِمَعْنى إِذْ أضيفت الى الْجمل الى الْفِعْل وَالْفَاعِل والى
الِابْتِدَاء وَالْخَبَر كَمَا تفعل باذ فاذا كَانَت بِمَعْنى
إِذا لم تضف إِلَّا الى الْفِعْل وَالْفَاعِل كَمَا تفعل باذا
فان وَقع بعد إِذا اسْم مَرْفُوع فباضمار فعل ارْتَفع لِأَن
إِذا فِيهَا معنى الشَّرْط وَهِي لما يسْتَقْبل وَالشّرط لَا
يكون إِلَّا لمستقبل فِي اللَّفْظ أَو فِي الْمَعْنى وَالشّرط
لَا يكون إِلَّا بِفعل فَهِيَ بِالْفِعْلِ أولى فَلذَلِك
وَليهَا الْفِعْل مضمرا أَو مظْهرا وَلَيْسَت إِذْ كَذَلِك
لِأَنَّهُ لَا معنى للشّرط فِيهَا إِذْ هِيَ لما مضى وَالشّرط
لَا يكون لما مضى فَافْهَم ذَلِك
قَوْله {وَلَا شَفِيع يطاع} يطاع نعت لشفيع وَهُوَ فِي مَوضِع
خفض على لفظ شَفِيع أَو فِي مَوضِع رفع على مَوضِع شَفِيع
لِأَنَّهُ مَرْفُوع فِي الْمَعْنى وَمن زَائِدَة للتَّأْكِيد
وَالْمعْنَى مَا للظالمين حميم وَلَا شَفِيع يطاع
قَوْله فينظروا فِي مَوضِع على جَوَاب الِاسْتِفْهَام وَإِن
شِئْت فِي مَوضِع جزم على الْعَطف على يَسِيرُوا
(2/635)
قَوْله كَيفَ كَانَ عَاقِبَة كَيفَ خبر
كَانَ وعاقبة اسْمهَا وَفِي كَيفَ ضمير يعود على الْعَاقِبَة
كَمَا تَقول أَيْن زيد وَكَيف عَمْرو فَفِي أَيْن وَكَيف
ضميران يعودان على المبتداء وهما خبران مقدمان لَهما صدر
الْكَلَام وَيجوز أَن تكون كَانَ بِمَعْنى حدث فَلَا تحْتَاج
الى خبر فَتكون كَيفَ ظرفا ملغى لَا ضمير فِيهِ وَكَذَلِكَ
الَّذين كَانُوا من قبلهم فِيهِ الْوَجْهَانِ وَكَذَلِكَ
كَانُوا هم أَشد مِنْهُم فِي الْوَجْهَانِ وَيكون أَشد إِذا
جعلت كَانَ بِمَعْنى حدث حَالا مقدرَة
قَوْله {وَإِن يَك كَاذِبًا} انما حذفت النُّون من يَك على
قَول سِيبَوَيْهٍ لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال وَقَالَ الْمبرد
لِأَنَّهَا أشبهت نون الاعراب يُرِيد فِي قَوْلك تدخلين
وتدخلون وتدخلان
قَوْله {مثل دأب} هُوَ بدل من مثل الأول
قَوْله {يَوْم تولون} بدل من يَوْم الأول
قَوْله {الَّذين يجادلون} الَّذين فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل
من من فِي مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي هم الَّذين
قَوْله {النَّار يعرضون عَلَيْهَا} النَّار بدل من سوء
الْعَذَاب أَو على اضمار مُبْتَدأ ويعرضون الْخَبَر
(2/636)
وَيجوز فِي الْكَلَام النصب على اضمار فعل
تَقْدِيره يأْتونَ النَّار يعرضون عَلَيْهَا وَيجوز الْخَفْض
على الْبَدَل من الْعَذَاب
قَوْله {وَيَوْم تقوم السَّاعَة} يَوْم نصب بادخلوا إِذا وصلت
الْألف وَمن قطع ألف أدخلُوا وَكسر الْخَاء نصب آل فِرْعَوْن
بأدخلوا وَمن قَرَأَهُ بوصل الْألف وَضم الْخَاء نصب آل
فِرْعَوْن على النداء الْمُضَاف
قَوْله {إِنَّا كُنَّا لكم تبعا} تبعا مصدر فِي مَوضِع خبر
كَانَ وَلذَلِك لم يجمع
قَوْله {إِنَّا كل فِيهَا} ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع خبر ان
وَأَجَازَ الْكسَائي وَالْفراء نصب كل على النَّعْت للمضمر
لمنصوب بَان وَلَا يجوز ذَلِك عِنْد الْبَصرِيين لِأَن
الْمُضمر لَا ينعَت وَلِأَن كلا نكرَة فِي اللَّفْظ وكل وان
كَانَ لَفظه نكرَة فَهُوَ معرفَة عِنْد سِيبَوَيْهٍ على
تَقْدِير الاضافة والحذف وَلَا يجوز الْبَدَل لِأَن الْخَبَر
عَن نَفسه لَا يُبدل مِنْهُ غَيره
قَوْله {هدى} فِي مَوضِع نصب على الْحَال وذكرى عطف عَلَيْهِ
قَوْله {وَالْإِبْكَار} من فتح الْهمزَة فَهُوَ جمع بكر
(2/637)
قَوْله {مَا هم ببالغيه} الْهَاء تعود على
مَا يُرِيدُونَ أَي ماهم ببالغي ارادتهم فِيهِ وَقيل الْهَاء
تعود على الْكبر
قَوْله {يسْحَبُونَ} حَال من الْهَاء وَالْمِيم فِي أَعْنَاقهم
وَقيل هُوَ مَرْفُوع على الِاسْتِئْنَاف وَرُوِيَ عَن ابْن
عَبَّاس أَنه قَرَأَ والسلاسل بِالنّصب يسْحَبُونَ بِفَتْح
الْيَاء نصب السلَاسِل بيسحبون وَقد قرىء والسلاسل بالخفض على
الْعَطف على الْأَعْنَاق وَهُوَ غلط لِأَنَّهُ يصير الأغلال
فِي الْأَعْنَاق وَفِي السلَاسِل وَلَا معنى للغل فِي السلسلة
وَقيل هُوَ مَعْطُوف على الْحَمِيم وَهُوَ أَيْضا لَا يجوز
لِأَن الْمَعْطُوف المخفوض لَا يتَقَدَّم على الْمَعْطُوف
عَلَيْهِ لَا يجوز مَرَرْت وَزيد بِعَمْرو وَيجوز فِي
الْمَرْفُوع تَقول قَامَ وَزيد عَمْرو وَيبعد فِي الْمَنْصُوب
لَا يحسن رَأَيْت وزيدا عمرا وَلم يجزه أحد فِي المخفوض
قَوْله {ذَلِكُم بِمَا كُنْتُم} ذَلِكُم ابْتِدَاء وَالْخَبَر
مَحْذُوف تَقْدِيره ذَلِكُم الْعَذَاب بفرحكم فِي الدُّنْيَا
بِالْمَعَاصِي وَهُوَ معنى قَوْله بِغَيْر الْحق
قَوْله {فَأَي آيَات الله تنكرون} أَي نصب بتنكرون وَلَو كَانَ
مَعَ الْفِعْل هَاء كَانَ الِاخْتِيَار الرّفْع فِي أَي
بِخِلَاف ألف الِاسْتِفْهَام تدخل على الِاسْم وَبعدهَا فعل
وَاقع على ضمير الِاسْم هَذَا يخْتَار فِيهِ النصب نَحْو
قَوْلك أزيدا ضَربته
(2/638)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
شرح مُشكل اعراب حم السَّجْدَة
قَوْله تَعَالَى {تَنْزِيل من الرَّحْمَن الرَّحِيم} تَنْزِيل
رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمن الرَّحْمَن نَعته والرحيم نعت ثَان
وَكتاب خَبره وَقَالَ الْفراء رَفعه على اضمار هَذَا
قَوْله {قُرْآنًا عَرَبيا} حَال وَقيل نَصبه على الْمَدْح وَلم
يجز الْكسَائي وَالْفراء نَصبه على الْحَال وَلَكِن انتصب
عِنْدهمَا بفصلت أَي فصلت اياته كَذَلِك وأجازا فِي الْكَلَام
الرّفْع على النَّعْت لكتاب
قَوْله {بشيرا وَنَذِيرا} حالان من الايات وَالْعَامِل فِي
الْأَحْوَال كلهَا فصلت وَيجوز أَن يكون بشيرا وَنَذِيرا
حَالين من كتاب لِأَنَّهُ قد نعت وَالْعَامِل فِي الْحَال معنى
التَّنْبِيه الْمُضمر أَو معنى الاشارة اذا قدرته هَذَا كتاب
فصلت اياته
(2/639)
قَوْله {يُوحى إِلَيّ أَنما} أَن فِي
مَوضِع رفع بيوحى
قَوْله سَوَاء نصب على الْمصدر بِمَعْنى اسْتِوَاء أَي
اسْتَوَت اسْتِوَاء وَمن رَفعه فعلى الِابْتِدَاء وللسائلين
الْخَبَر بِمَعْنى مستويات لمن سَأَلَ فَقَالَ فِي كم خلقت
وَقيل لمن سَأَلَ لجَمِيع الْخلق لأَنهم يسْأَلُون الْقُوت
وَغَيره من عِنْد الله جلّ ذكره وَمن خفض جعله نعتا للأيام
أولأربعة والقراء المشهورون على النصب لَا غير
قَوْله {أَتَيْنَا طائعين} انما أخبر عَن السوات وَالْأَرضين
بِالْيَاءِ وَالنُّون عِنْد الْكُوفِيّين وَالْكسَائِيّ لِأَن
الْمَعْنى أَتَيْنَا بِمن فِينَا طائعين فَأخْبر عَمَّن يعقل
بِالْيَاءِ وَالنُّون وَهُوَ الأَصْل وَقيل لما أخبر عَنْهَا
بالْقَوْل الَّذِي هُوَ لمن يعقل أخبر عَنْهَا من يعقل
بِالْيَاءِ وَالنُّون
قَوْله {فقضاهن سبع سماوات} سبع بدل من الْهَاء وَالنُّون أَي
فَقضى سبع سموات وَالسَّمَاء تذكر على معنى السّقف وتؤنث
أَيْضا وَالْقرَان أَتَى على التَّأْنِيث فَقَالَ سبع سموات
وَلَو أَتَى على التَّذْكِير لقَالَ سَبْعَة سموات
قَوْله {وَيَوْم يحْشر أَعدَاء الله إِلَى النَّار} الْعَامِل
فِي يَوْم فعل
(2/640)
دلّ عَلَيْهِ يُوزعُونَ تَقْدِيره ويساق
النَّاس يَوْم يحْشر أَو وَاذْكُر يَوْم وَلَا يعْمل فِيهِ
يحْشر لِأَن يَوْمًا مُضَاف اليه وَلَا يعْمل الْمُضَاف اليه
فِي الْمُضَاف
قَوْله {وَأما ثَمُود فهديناهم} ثَمُود رفع بِالِابْتِدَاءِ
وَلم ينْصَرف لِأَنَّهُ معرفَة اسْم للصلة وَقد قَرَأَهُ
الْأَعْمَش بِالصرْفِ جعله اسْما للحي وَرُوِيَ عَن الْأَعْمَش
وَعَاصِم أَنَّهُمَا قراه بِالنّصب وَترك الصّرْف ونصبه على
اضمار فعل يفسره فهديناهم لِأَن أما فِيهَا معنى الشَّرْط
فَهِيَ بِالْفِعْلِ أولى فالنصب عِنْده أقوى وَالرَّفْع حسن
بَالغ وَهُوَ الِاخْتِيَار عِنْد سِيبَوَيْهٍ وَتَقْدِير النصب
مهما يكن من شىء فهدينا ثَمُود هديناهم
قَوْله {تستترون أَن يشْهد} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف
الْخَافِض تَقْدِيره عَن أَن يشْهد وَمن أَن يشْهد
قَوْله {وذلكم ظنكم} ابْتِدَاء وَخبر وأرداكم خبر ثَان وَقيل
ظنكم بدل من ذَلِكُم وأرداكم الْخَبَر وَقَالَ الْفراء أرداكم
حَال والماضي لَا يحسن أَن يكون حَالا عِنْد الْبَصرِيين الا
على اضمار قد
(2/641)
قَوْله {ذَلِك جَزَاء أَعدَاء الله
النَّار} ذَلِك مُبْتَدأ وَجَزَاء خَبره وَالنَّار من جَزَاء
وَقيل ارْتَفَعت النَّار على اضمار مُبْتَدأ وَالْجُمْلَة فِي
مَوضِع الْبَيَان للجملة الأولى
قَوْله نزلا مصدر وَقيل هُوَ فِي مَوضِع الْحَال
قَوْله {وَمن آيَاته أَنَّك} ان رفع بِالِابْتِدَاءِ
وَالْمَجْرُور قبلهَا خبر الِابْتِدَاء وَقيل أَن رفع
بالاستقرار وَجَاز الِابْتِدَاء بالمفتوحة لتقدم المخفوض
عَلَيْهَا
قَوْله {خاشعة} نصب على الْحَال من الأَرْض لِأَن ترى من
رُؤْيَة الْعين
قَوْله {وربت} حذفت لَام الْفِعْل لسكونها وَسُكُون تَاء
التَّأْنِيث وَهُوَ من رَبًّا يَرْبُو اذا زَاد وَمِنْه
الرِّبَا فِي الدّين الْمحرم وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَر وربأت
بِالْهَمْز من الربيئة وَهُوَ الِارْتفَاع فَمَعْنَاه
ارْتَفَعت يُقَال ربأ يربأ وربؤ يربؤ اذا ارْتَفع
قَوْله {إِن الَّذين كفرُوا بِالذكر لما جَاءَهُم} خبر ان
أُولَئِكَ ينادون وَقيل الْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره ان
الَّذين كفرُوا بِالذكر لما جَاءَهُم خسروا أَو أهلكوا
وَنَحْوه
قَوْله {إِلَّا مَا قد قيل للرسل} مَا وَالْفِعْل مصدر فِي
مَوضِع رفع مفعول لم يسم فَاعله ليقال لِأَن الْفِعْل
يتَعَدَّى الى الْمصدر فيقام
(2/642)
الْمصدر مقَام الْفَاعِل وان كَانَ لَا
يتَعَدَّى الى مفعول فَهُوَ يتَعَدَّى إِلَى الْمصدر والظروف
قَوْله {وَلَوْلَا كلمة} كلمة رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر
مَحْذُوف لَا يظْهر عِنْد سِيبَوَيْهٍ
قَوْله {وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ فِي آذانهم وقر} الَّذين رفع
بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعده خَبره وَوقر مُبْتَدأ وَفِي اذانهم
الْخَبَر وَلَا يُؤمنُونَ صلَة الَّذين
قَوْله {يتَبَيَّن لَهُم أَنه الْحق} الْهَاء فِي أَنه الله
تَعَالَى وَقيل للقران وَقيل للنَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة
وَالسَّلَام وَأَن فِي مَوضِع رفع بيتبين لِأَنَّهُ فَاعل
قَوْله {من أكمامها} هُوَ جمع كم وَمن قَالَ أكمة جعله جمع
كمام
قَوْله {أولم يكف بِرَبِّك أَنه} بِرَبِّك فِي مَوضِع رفع
لِأَنَّهُ فَاعل يكف وَأَنه بدل من رَبك على الْموضع فَهِيَ
فِي مَوضِع رفع أَو تكون فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من
اللَّفْظ وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على حذف اللَّام أَي
لِأَنَّهُ على كل شَيْء
(2/643)
|