مشكل إعراب القرآن بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الممتحنة
قَوْله تَعَالَى تلقونَ إِلَيْهِم بالمودة تلقونَ فِي مَوضِع
نصب على النَّعْت لأولياء
قَوْله يخرجُون الرَّسُول فِي مَوضِع نصب على الْحَال من
الْمُضمر فِي كفرُوا
قَوْله أَن تؤمنوا أَن فِي مَوضِع نصب مفعول من أَجله
قَوْله إِن كُنْتُم خَرجْتُمْ ان للشّرط وَجَوَاب الشَّرْط
فِيمَا تقدم من الْكَلَام لِأَنَّهَا لم تعْمل فِي اللَّفْظ
قَوْله جهادا نصب على الْمصدر فِي مَوضِع الْحَال وَقيل هُوَ
مفعول من أَجله وَمثله وابتغاء مرضاتي
قَوْله يَوْم الْقِيَامَة يفصل بَيْنكُم يَوْم ظرف الْعَامِل
فِيهِ تنفعكم وتقف على الْقِيَامَة وَقيل يفصل هُوَ الْعَامِل
فِي الظّرْف وتقف على بَيْنكُم وَلَا تقف على الْقِيَامَة
قَوْله إِنَّا برَاء مِنْكُم هُوَ جمع بَرِيء ككريم وكرماء
وَأَجَازَ أَبُو عَمْرو وَعِيسَى بن عمر برَاء بِكَسْر الْبَاء
جعلاه ككريم وكرام
(2/728)
وَأَجَازَ الْفراء برَاء بِفَتْح الْبَاء
بِلَفْظ الْوَاحِد يدل على الْجمع كَقَوْلِه تَعَالَى إِنَّنِي
برَاء مِمَّا تَعْبدُونَ وبراء فِي الأَصْل مصدر فَهُوَ يَقع
للْوَاحِد وَالْجمع بِلَفْظ وَاحِد وتحقيقه إِنَّنِي ذُو برَاء
أَي ذُو تبرؤ مِنْكُم
قَوْله أَن تبروهم أَن فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من الَّذين
وَهُوَ بدل الاشتمال وَمثله أَن تولوهم وَقيل هما مفعولان من
أجلهما
قَوْله إِلَّا قَول إِبْرَاهِيم قَول اسْتثِْنَاء لَيْسَ من
الأول
قَوْله مهاجرات نصب على الْحَال من الْمُؤْمِنَات
قَوْله مؤمنات مفعول ثَان لعلم وَهن الأول
قَوْله أَن تنكحوهن أَن فِي مَوضِع نصب بِحَذْف حرف الْجَرّ
تَقْدِيره فِي أَن تنكحوهم أَي لَيْسَ عَلَيْكُم حرج فِي
نِكَاحهنَّ إِذا اتيتموهن أُجُورهنَّ
(2/729)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الصَّفّ
قَوْله تَعَالَى كبر مقتا نصب على الْبَيَان
قَوْله أَن تَقولُوا أَن فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء
وَمَا قبلهَا الْخَبَر تَقْدِيره قَوْلكُم مَالا تَفْعَلُونَ
كبر مقتا عِنْد الله وَيجوز أَن تكون أَن فِي مَوضِع رفع على
اضمار مُبْتَدأ أَي هُوَ أَن تَقولُوا وَفِي كبر ضمير فَاعل
أَي كبر المقت مقتا وَهَذَا مِمَّا أضمر من غير تقدم ذكر قبله
لكنه أضمر على شريطة التَّفْسِير ففسر بمقت وَحسن أَن يكون كبر
مقتا خَبرا لِلْقَوْلِ لِأَنَّهُ بِمَعْنى الذَّم تَقْدِيره
قَوْلكُم مَالا تَفْعَلُونَ مَذْمُوم وَقَامَ قَوْله كبر مقتا
مقَام مَذْمُوم كَمَا تَقول زيد نعم رجلا فَترفع زيدا
بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعده خَبره وَلَيْسَ فِيهِ مَا يعود
عَلَيْهِ لكنه جَازَ وَحسن لِأَن مَعْنَاهُ الْمَدْح
فَكَأَنَّهُ فِي التَّقْدِير زيد ممدوح وَقَامَ قَوْلك نعم
رجلا مقَام ممدوح فافهمه
قَوْله صفا مصدر فِي مَوضِع الْحَال
(2/730)
قَوْله كَأَنَّهُمْ بُنيان فِي مَوضِع
الْحَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي يُقَاتلُون أَي
يُقَاتلُون مشبهين بنيانا مرصوصا
قَوْله واذ قَالَ عِيسَى الْعَامِل فِي اذ فعل مُضْمر
تَقْدِيره وَاذْكُر اذ قَالَ
قَوْله مُصدقا وَمُبشرا حالان من عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام
قَوْله تؤمنون بِاللَّه وتجاهدون هَذَا عِنْد الْمبرد لَفظه
لفظ الْخَبَر وَمَعْنَاهُ الْأَمر كَأَنَّهُ قَالَ آمنُوا
وَجَاهدُوا وَلذَلِك قَالَ يغْفر لكم ويدخلكم بِالْجَزْمِ
لِأَنَّهُ جَوَاب الْأَمر فَهُوَ مَحْمُول على الْمَعْنى وَدلّ
على ذَلِك أَن فِي حرف عبد الله آمنُوا على الْأَمر وَقَالَ
غَيره تؤمنون وتجاهدون عطف بَيَان على مَا قبله كَأَنَّهُ لما
قَالَ تَعَالَى هَل أدلكم على تِجَارَة لم يدر مَا التِّجَارَة
فبينها بالايمان وَالْجهَاد فَعلم أَن التِّجَارَة هِيَ
الايمان وَالْجهَاد فَيكون على هَذَا يغْفر جَوَاب
الِاسْتِفْهَام مَحْمُول على الْمَعْنى لِأَن الْمَعْنى هَل
تؤمنون بِاللَّه وتجاهدون يغْفر لكم لِأَنَّهُ قد بَين
التِّجَارَة بالايمان وَالْجهَاد فَهِيَ هما فكأنهما قد لفظ
بهما فِي مَوضِع بعد هَل فَحمل الْجَواب على ذَلِك الْمَعْنى
وَقد قَالَ الْفراء يغْفر جَوَاب الِاسْتِفْهَام فان اراد
هَذَا الْمَعْنى فَهُوَ حسن وان لم يردهُ فَذَلِك غير جَائِز
لِأَن الدّلَالَة لَا تجب بهَا الْمَغْفِرَة انما تجب
الْمَغْفِرَة بِالْقبُولِ وَالْعَمَل
(2/731)
قَوْله واخرى تحبونها أُخْرَى فِي مَوضِع
خفض على الْعَطف على تِجَارَة أَي هَل أدلكم على خلة أُخْرَى
تحبونها هَذَا مَذْهَب الْأَخْفَش وترفع نصر على اضمار
مُبْتَدأ أَي ذَلِك نصر أَو هِيَ نصر وَقَالَ الْفراء اخرى فِي
مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء وَالتَّقْدِير عِنْده وَلكم خلة
أُخْرَى وَهُوَ اخْتِيَار الطَّبَرِيّ وَاسْتدلَّ على هَذَا
بقوله نصر وَفتح بِالرَّفْع على الْبَدَل من أُخْرَى
قَوْله ظَاهِرين نصب على خبر أصبح وَالضَّمِير اسْمهَا
(2/732)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْجُمُعَة
قَوْله تَعَالَى يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاته ويزكيهم وَيُعلمهُم
كلهَا نعوت لرَسُول وَكَذَلِكَ مِنْهُم نعت أَيْضا فِي مَوضِع
نصب كلهَا
قَوْله واخرين مِنْهُم فِي مَوضِع خفض عطف على الْأُمِّيين
وَقيل فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على الْمُضمر الْمَنْصُوب
فِي يعلمهُمْ أَو يزكيهم وَقيل هُوَ مَعْطُوف على معنى يَتْلُو
عَلَيْهِم لِأَن مَعْنَاهُ يعرفهُمْ بآياته
قَوْله لما يلْحقُوا أصل لما لم زيدت عَلَيْهِ مَا لينفى بهَا
مَا قرب من الْحَال وَلَو لم يكم مَعهَا مَا لكَانَتْ نفي مَاض
لَا غير فاذا قلت لم يقم زيد فَهُوَ نفي لمن قَالَ قَامَ زيد
واذا قلت لما يقم زيد فَهُوَ نفي لمن قَالَ قد قَامَ زيد
قَوْله يحمل أسفارا يحمل حَال من الْحمار
قَوْله بئس مثل الْقَوْم مثل مَرْفُوع ببئس وَالْجُمْلَة فِي
مَوضِع الْبَيَان لجملة محذوفة تَقْدِيره بئس مثل الْقَوْم
هَذَا الْمثل لَكِن حذف
(2/733)
لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ
قَوْله فانه ملاقيكم هَذَا خبر ان وانما دخلت الْفَاء فِي خبر
ان لِأَنَّهُ قد نعت اسْمهَا بِالَّذِي والنعت هُوَ المنعوت
وَالَّذِي مُبْهَم والابهام حد من حُدُود الشَّرْط فَدخلت
الْفَاء فِي الْخَبَر لما فِي الَّذِي من الابهام الَّذِي هُوَ
من حُدُود الشَّرْط وَحسن ذَلِك لِأَن الَّذِي وصل بِفعل وَلَو
وصل بِغَيْر فعل لم يجز دُخُول الْفَاء فِي الْخَبَر وَلَو قلت
ان أَخَاك فجالس لم يجز اذ لَيْسَ فِي الْكَلَام مَا فِيهِ
ابهام وَيجوز أَن يكون الَّذِي تفرون مِنْهُ هُوَ الْخَبَر
وَتَكون الْفَاء فِي فانه ملاقيكم جَوَاب الْجُمْلَة كَمَا
تَقول زيد منطلق فَقُمْ اليه
قَوْله يَوْم الْجُمُعَة يجوز اسكان الْمِيم اسْتِخْفَافًا
وَقيل هِيَ لُغَة وَقيل لما كَانَ فِيهِ معنى الْفِعْل صَار
بِمَنْزِلَة رجل هزأة أَي يهزأ بِهِ فَلَمَّا كَانَ فِي
الْجُمُعَة معنى التجميع أسكن لِأَنَّهُ مفعول بِهِ فِي
الْمَعْنى أَو يُشبههُ فَصَارَ كهزأة للَّذي يهزأ مِنْهُ
وَفِيه لُغَة ثَالِثَة الْجُمُعَة بِفَتْح الْمِيم على نسب
الْفِعْل اليها كَأَنَّهَا تجمع النَّاس كَمَا يُقَال رجل لحنة
اذا كَانَ يلحن النَّاس وقرأه إِذا كَانَ يقرىء النَّاس
(2/734)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة المُنَافِقُونَ
قَوْله تَعَالَى إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ الْعَامِل فِي اذا
جَاءَك لِأَن فِيهَا معنى الشَّرْط وَقد تقدّمت علتها
قَوْله يعلم إِنَّك لرَسُوله كسرت إِن لدُخُول اللَّام فِي
خَبَرهَا فالفعل مُعَلّق عَن الْعَمَل فِي اللَّفْظ وَهُوَ
عَالم فِي الْمَعْنى فِي الْجُمْلَة وَلَا تعلق عَن الْعَمَل
الا الْأَفْعَال الَّتِي تنصب الِابْتِدَاء وَالْخَبَر
قَوْله إِنَّهُم سَاءَ مَا كَانُوا يعْملُونَ مَا فِي مَوضِع
رفع بساء على مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَكَانُوا يعْملُونَ صلَة
مَا وَالْهَاء محذوفة أَي يَعْمَلُونَهُ وَقَالَ الْأَخْفَش
مَا نكرَة فِي مَوضِع نصب وَكَانُوا يعْملُونَ نَعته
والهاءمحذوفة أَيْضا من الصّفة وحذفها من الصِّلَة أحسن وَهُوَ
جَائِز من الصّفة وَقَالَ ابْن كيسَان مَا وَالْفِعْل مصدر فِي
مَوضِع رفع بساء فَلَا يحْتَاج الى هَاء محذوفة على قَوْله
قَوْله وَإِذا قيل لَهُم تَعَالَوْا يسْتَغْفر لكم هَذَانِ
فعلان أعمل الثَّانِي مِنْهُمَا وَهُوَ يسْتَغْفر وَلَيْسَ
فِيهِ ضمير لِأَن فَاعله بعده وَلَو أعمل الأول فِي الْكَلَام
وَهُوَ تَعَالَوْا لقيل تَعَالَوْا يسْتَغْفر لكم الى رَسُول
الله لِأَن تَقْدِيره تَعَالَوْا الى رَسُول الله يسْتَغْفر
لكم فَفِي يسْتَغْفر ضمير الْفَاعِل على هَذَا التَّقْدِير
قَوْله لن يغْفر الله لَهُم لن هِيَ الناصبة للْفِعْل عِنْد
سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ الْخَلِيل أَصْلهَا لَا أَن فحذفت
الْهمزَة لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال ثمَّ حذفت
(2/735)
الْألف لسكونها وَسُكُون النُّون فَبَقيت
لن وَلنْ مَوْضُوعَة لنفي الْمُسْتَقْبل فاذا قلت لن يقوم زيد
فانما هُوَ نفي لمن قَالَ سيقوم زيد وَلذَلِك لَا يجوز دُخُول
السِّين وسوف مَعَ لن لِأَنَّهَا تدخل على مُسْتَقْبل فَلَا
يحْتَاج الى السِّين وسوف مَعهَا فَأن هِيَ الناصبة للْفِعْل
عِنْد الْخَلِيل وَقد ألزمع سِيبَوَيْهٍ أَن لَا يجوز زيدا لن
أضْرب لِأَنَّهُ فِي صلَة أَن على قَول الْخَلِيل وَذَلِكَ
جَائِز عِنْدهمَا وَقد منع بعض النَّحْوِيين وَهُوَ عَليّ بن
سُلَيْمَان أَن يجوز زيدا لن أضْرب من جِهَة أَن لن لَا
تَنْصَرِف فَهِيَ ضَعِيفَة لَا يتَقَدَّم عَلَيْهَا مَا
بعْدهَا كَمَا لم يجز أَن يتَقَدَّم اسْم إِن عَلَيْهَا وعوامل
الْأَسْمَاء أقوى من عوامل الْأَفْعَال فاذا لم يتَقَدَّم مَا
بعد عوامل الْأَسْمَاء عَلَيْهَا وَهِي أقوى من عوامل
الْأَفْعَال كَانَ ذَلِك فِي عوامل الْأَفْعَال أبعد
وَكَذَلِكَ لم عِنْده والبصريون على جَوَازه مَعَ لن
قَوْله ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل هَذَا وَجه الْكَلَام
لِأَن الْفِعْل مُتَعَدٍّ الى مفعول لِأَنَّهُ من أخرج فَأَما
من قَرَأَ ليخرجن بِفَتْح الْيَاء فالفعل غير مُتَعَدٍّ من خرج
لكنه ينصب الْأَذَل على الْحَال وَالْحَال لَا يكون فِيهَا
الْألف وَاللَّام إِلَّا فِي نَادِر يسمع وَلَا يُقَاس
عَلَيْهِ حكى سِيبَوَيْهٍ
(2/736)
ادخُلُوا الأول فَالْأول نَصبه على الْحَال
وَأَجَازَ يُونُس مَرَرْت بِهِ الْمِسْكِين نصب الْمِسْكِين
على الْحَال وَلَا يُقَاس على هَذَا الشذوذ وَخُرُوجه عَن
الْقيَاس
قَوْله فَأَصدق وأكن من حذف الْوَاو عطفه على مَوضِع الْفَاء
لِأَن موضعهَا جزم على جَوَاب التَّمَنِّي وَمن أثبت الْوَاو
عطفه على لفظ فَأَصدق وَالنّصب فِي فَأَصدق على اضمار أَن
(2/737)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة التغابن
قَوْله تَعَالَى أبشر يهدوننا انما جمع يهدوننا لِأَنَّهُ رده
على معنى بشر لِأَنَّهُ بِمَعْنى الْجَمَاعَة تَنْفِي هَذَا
الْموضع وَيكون للْوَاحِد نَحْو قَوْله مَا هَذَا بشرا وَقد
أجَاز النحويون رَأَيْت ثَلَاثَة نفر وَثَلَاثَة رَهْط حملا
على الْمَعْنى وَلم يجيزوا رَأَيْت ثَلَاثَة قوم وَلَا
ثَلَاثَة بشر وَالْفرق بَينهمَا أَن نَفرا ورهطا لما دون
الْعشْرَة من الْعدَد فاضيف مَا دون الْعشْرَة من الْعدَد اليه
إِذْ هُوَ نظيرة وَقوم قد يَقع لما فَوق الْعشْرَة من الْعدَد
فَلم يحسن اضافة مَا دون الْعشْرَة من الْعدَد الى مَا
فَوْقهَا وَأما بشر فَيَقَع للْوَاحِد فَلم يُمكن اضافة عدد
الى وَاحِد وَبشر رفع بِالِابْتِدَاءِ وَقيل باضمار فعل
قَوْله يَوْم يجمعكم يَوْم ظرف وَالْعَامِل فِيهِ ثمَّ لتنبؤن
قَوْله وأنفقوا خيرا انتصب خير عِنْد سِيبَوَيْهٍ على اضمار
فعل تدل عَلَيْهِ الْكَلَام لِأَنَّهُ لما قَالَ وأنفقوا دلّ
على أَنه أَمرهم أَن يَأْتُوا فعل خير
(2/738)
فَكَأَنَّهُ قَالَ واتوا خيرا وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَة هُوَ خبر كَانَ مضمرة أَي يكن خيرا وَقَالَ
الْفراء وَالْكسَائِيّ هُوَ نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره
وانفقوا انفاقا خيرا وَقيل هُوَ نصب بأنفقوا وَالْخَيْر المَال
على هَذَا القَوْل وَفِيه بعد فِي الْمَعْنى وَقَالَ بعض
الْكُوفِيّين هُوَ نصب على الْحَال وَهُوَ بعيد أَيْضا فِي
الْمَعْنى والاعراب
(2/739)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الطَّلَاق
قَوْله تَعَالَى بَالغ أمره انتصب الْأَمر ببالغ لِأَنَّهُ
بِمَعْنى الِاسْتِقْبَال وَقد قرىء بالاضافة وَأَجَازَ الْفراء
فِي الْكَلَام بَالغ أمره بِالتَّنْوِينِ وَرفع الْأَمر ببالغ
أَو بالآبتداء وَبَالغ خَبره وَالْجُمْلَة خبر ان
قَوْله واللائي يئسن اللائي ابْتِدَاء ويئسن وَمَا بعده صلته
الى نِسَائِكُم وَإِن ارتبتم شَرط فعدتهن ابْتِدَاء وَثَلَاثَة
أشهر خَبره وَالْفَاء جَوَاب الشَّرْط وَالشّرط وَجَوَابه
وَمَا تعلق بِهِ خبر عَن اللائي وَالتَّقْدِير ان ارتبتم
فِيهِنَّ فأمد عدتهن ثَلَاثَة أشهر وَوَاحِد اللائي الَّتِي
قَوْله وَأولَات الْأَحْمَال ابْتِدَاء وأجلهن ابْتِدَاء ثَان
وَأَن يَضعن الْخَبَر وَأَن فِي مَوضِع رفع وَهِي وَالْفِعْل
مصدر وَالثَّانِي وَخَبره خبر الأول وَيجوز أَن يكون أَجلهنَّ
بَدَلا من أولات وَأَن يَضعن الْخَبَر وَهُوَ بدل الاشتمال
وَوَاحِد أولات ذَات
قَوْله وَإِن كن أولات حمل فِي كَانَ اسْمهَا وَأولَات
الْخَبَر تَقْدِيره وان كَانَ المطلقات أولات حمل فأنفقوا
عَلَيْهِنَّ
قَوْله قد أنزل الله إِلَيْكُم ذكرا رَسُولا انتصب
(2/740)
ذكر بأنزل وانتصب رَسُول على نعت ذكر
تَقْدِيره ذكرا ذَا رَسُول ثمَّ حذف الْمُضَاف وَقيل انتصب
رَسُول على الْبَدَل من ذكر وَرَسُول بِمَعْنى رِسَالَة وَقيل
هُوَ بدل وَرَسُول على بَابه لَكِن مَعْنَاهُ قد أظهر الله
ذكرا رَسُولا لِأَن أنزل دلّ على اظهار أَمر لم يكن فَلَيْسَ
هُوَ بِمَعْنى رِسَالَة على هَذَا الْمَعْنى وَهُوَ فِي
الْوَجْهَيْنِ بدل الشَّيْء من الشَّيْء وَهُوَ هُوَ وَقيل
هُوَ نصب على اضمار أرسلنَا وَقيل هُوَ نصب على اضمار أَعنِي
وَقيل هُوَ نصب على الاغراء أَي اتبعُوا رَسُولا أَو الزموا
رَسُولا وَقيل هُوَ نصب بِفعل دلّ ذكرا عَلَيْهِ تَقْدِيره قد
أنزل الله اليكم ذكرا تَذكرُوا رَسُولا أَو فَذكر رَسُولا
وَقيل هُوَ نصب بِذكر لِأَنَّهُ مصدر يعْمل عمل الْفِعْل
تَقْدِيره قد أنزل الله اليكم أَن تَذكرُوا رَسُولا
قَوْله يَتْلُوا نعت لرَسُول
قَوْله لِتَعْلَمُوا اللَّام مُتَعَلقَة بتنزل وَقيل بِخلق
(2/741)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة التَّحْرِيم
قَوْله تَعَالَى تبتغي فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْمُضمر
فِي تحرم
قَوْله تَحِلَّة نصب بِفَرْض ووزنه تفعلة وَأَصله تحللة ثمَّ
ألقيت حَرَكَة اللَّام الأولى على الْحَاء وأدغمت فِي
الثَّانِيَة
قَوْله قُلُوبكُمَا انما جمع الْقلب وهما اثْنَان لِأَن كل
شَيْء لَيْسَ فِي الانسان مِنْهُ غير وَاحِد اذا قرن بِهِ مثله
فَهُوَ جمع وَقيل لِأَن التَّثْنِيَة جمع لِأَنَّهَا جمع شَيْء
الى شَيْء
قَوْله نبأت بِهِ الْمَفْعُول مَحْذُوف تَقْدِيره نبأت بِهِ
صاحبتها يَعْنِي عَائِشَة وَحَفْصَة رَضِي الله عَنْهُمَا
وَحَفْصَة هِيَ المخبرة عَائِشَة بالسر وَكَذَلِكَ الْمَفْعُول
مَحْذُوف أَيْضا من قَوْله تَعَالَى عرف بعضه فِي قِرَاءَة من
شدد الرَّاء أَي عرفهَا بعضه أَي بعض مَا أفشت لصاحبتها
وَأعْرض عَن بعض تكرما مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم
يعرفهَا بِهِ فَأَما من خفف الرَّاء فَهُوَ على معنى جازى على
بعضه وَلم يجاز على بعض احسانا مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَلَا يحسن أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه لم يدر بعضه لِأَن الله قد
أخبرنَا أَنه قد أظهر
(2/742)
نبيه عَلَيْهِ فَلَا جَائِز أَن يظهره على
مَا أفشت وَيعرف بعض مَا أظهره عَلَيْهِ دون بعض أَو يعرف
بَعْضًا وينكر بَعْضًا
قَوْله فان الله هُوَ مَوْلَاهُ هُوَ فاصلة ومولاه خبران
وَيجوز أَن يكون هُوَ ابْتِدَاء ومولاه الْخَبَر وَالْجُمْلَة
خبر ان وتقف على مَوْلَاهُ على هَذَا لَا تجاوزه
قَوْله وَجِبْرِيل ابْتِدَاء وَمَا بعده عطف عَلَيْهِ وظهير
خبر وَيجوز أَن يكون وَجِبْرِيل عطفا على مَوْلَاهُ وَالْمولى
بِمَعْنى الْوَلِيّ وتقف على جِبْرِيل على هَذَا وَيكون
وَصَالح الْمُؤمنِينَ ابْتِدَاء وَالْمَلَائِكَة عطف وظهير خبر
وَيجوز أَن يكون وَصَالح الْمُؤمنِينَ عطفا على جِبْرِيل
وَجِبْرِيل عطف على مَوْلَاهُ وَالْمولى بِمَعْنى الْوَلِيّ
لِأَن الْمَلَائِكَة وَالْمُؤمنِينَ أَوْلِيَاء الْأَنْبِيَاء
وناصروهم فتقف على هَذَا على الْمُؤمنِينَ وَيكون قَوْله
وَالْمَلَائِكَة ابْتِدَاء وظهير خَبره الا أَن الْمُتَعَارف
عِنْد الْقُرَّاء الْوَقْف على مَوْلَاهُ وَيكون جِبْرِيل
ابْتِدَاء يبتدأ بِهِ
قَوْله أَن يُبدلهُ أَن فِي مَوضِع نصب خبر عَسى وَمثله أَن
يكفر
قَوْله قوا أَنفسكُم قوا فعل قد اعتل فاؤه ولامه فالفاء محذوفة
لوقوعها بَين يَاء وكسرة فِي قَوْلك يقي على مَذْهَب
الْبَصرِيين وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ انما حذفت للْفرق بَين
الْفِعْل الْمُتَعَدِّي وَغير الْمُتَعَدِّي
(2/743)
فحذفت فِي يعد ويقي لِأَنَّهُ مُتَعَدٍّ
وَثبتت فِي يوجل لِأَنَّهُ غير مُتَعَدٍّ ويلزمهم أَن لَا
يحذفوا فِي يرم ويثق لِأَنَّهُمَا غير متعديين ولابد من
الْحَذف فيهمَا وَاللَّام محذوفة لسكونها وَسُكُون الْوَاو
بعْدهَا وَالنُّون محذوفة للْبِنَاء عِنْد الْبَصرِيين وللجزم
عِنْد الْكُوفِيّين وَأَصله أوقيوا فحذفت الْوَاو لما ذكرنَا
فاستغنى عَن ألف الْوَصْل ثمَّ ألقيت حَرَكَة الْيَاء على
الْقَاف وحذفت لسكونها وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا فَصَارَت قوا
وَقيل بل حذفت الضمة عَن الْيَاء اسْتِخْفَافًا وحذفت لسكونها
وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا وضمت الْقَاف لأجل الْوَاو لِئَلَّا
تنْقَلب يَاء فيتغير الْمَعْنى وَقد تقدم لهَذَا نَظَائِر
قَوْله وَمَرْيَم ابنت عمرَان مَرْيَم نصب على الْعَطف على
مثلا وَابْنَة نعت لَهَا أَو بدل وَلم تَنْصَرِف مَرْيَم
للتأنيث ولتعريف وَقيل انه اسْم أعجمي وَقيل عَرَبِيّ
قَوْله ضرب الله مثلا للَّذين كفرُوا امْرَأَة نوح وَامْرَأَة
لوط مفعولان لضرب وَقيل امْرَأَة نوح بدل من مثل على تَقْدِير
مثل امْرَأَة نوح ثمَّ حذف مثل الثَّانِي لدلَالَة الأول
عَلَيْهِ
(2/744)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الْملك
قَوْله تَعَالَى طباقا نعت لسبع وَهُوَ جمع طبقَة كرحبة ورحاب
وَقيل جمع طبق كجبل وجبال
قَوْله كرتين نصب لِأَنَّهُ فِي مَوضِع الْمصدر كَأَنَّهُ
قَالَ فَارْجِع الْبَصَر رجعتين
قَوْله خاسئا حَال من الْبَصَر وَكَذَلِكَ وَهُوَ حسير
ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْبَصَر
قَوْله كلما ألقِي كلما نصب بألقي على الظّرْف
قَوْله فَاعْتَرفُوا بذنبهم انما وحد الذَّنب وَالْأَخْبَار
عَن جمَاعَة لِأَنَّهُ مصدر يَقع على الْقَلِيل وَالْكثير
قَوْله فسحقا نصب على اضمار فعل أَي ألزمهم الله سحقا وَقيل
هُوَ مصدر جعل بَدَلا من اللَّفْظ بِالْفِعْلِ وَهُوَ قَول
سِيبَوَيْهٍ وَالرَّفْع يجوز فِي الْكَلَام على الِابْتِدَاء
قَوْله أَلا يعلم من خلق من فِي مَوضِع رفع بيعلم
وَالْمَفْعُول مَحْذُوف تَقْدِيره أَلا يعلم الْخَالِق خلقه
فَدلَّ ذَلِك على أَن مَا يسر الْخلق من قَوْلهم وَمَا يجهرون
بِهِ كل من خلق الله لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ وأسروا
(2/745)
قَوْلكُم أَو اجهروا بِهِ إِنَّه عليم
بِذَات الصُّدُور أَلا يعلم الْخَالِق خلقه فَكل من خلق الله
وَقد قَالَ بعض أهل الزيغ إِن من فِي مَوضِع نصب اسْم للمسرين
والجاهرين ليخرج الْكَلَام عَن عُمُومه وَيدْفَع عُمُوم الْخلق
عَن الله جلّ ذكره وَلَو كَانَ كَمَا زعم لقَالَ أَلا يعلم مَا
خلق لِأَنَّهُ انما تقدم ذكر مَا تكن الصُّدُور فَهُوَ فِي
مَوضِع مَا وَلَو أَتَت مَا فِي مَوضِع من لَكَانَ فِيهِ
أَيْضا بَيَان الْعُمُوم أَن الله خَالق كل شَيْء من أَقْوَال
الْخلق أسروها أَو أظهروها خيرا كَانَت أَو شرا ويقوى ذَلِك
قَوْله تَعَالَى انه عليم بِذَات الصُّدُور وَلم يقل عليم
المسرين والجاهرين وَتَكون مَا فِي مَوضِع نصب وانما تخرج
الاية من هَذَا الْعُمُوم اذا جعلت من فِي مَوضِع نصب اسْما
للأناس المخاطبين قبل هَذِه الاية وَقَوله بِذَات الصُّدُور
يمْنَع من ذَلِك
قَوْله أَن يخسف وَأَن يُرْسل أَن فيهمَا فِي مَوضِع نصب على
الْبَدَل من من وَهُوَ بدل الاشتمال وَقَالَ النّحاس أَن
مفعولة وَلم يذكر الْبَدَل وَوَجهه مَا ذكرت لَك
قَوْله صافات حَال من الطير وَكَذَلِكَ ويقبضن
(2/746)
قَوْله أَفَمَن يمشي ابْتِدَاء ومكبا حَال
مِنْهُ وَأهْدى خَبره
قَوْله وَجعل لكم السّمع انما وحد السّمع لِأَنَّهُ فِي
الأَصْل مصدر ثمَّ سمي بِهِ
قَوْله مَتى هَذَا الْوَعْد هَذَا مبتداء والوعد نَعته وَمَتى
فِي مَوضِع رفع خبر هَذَا وَفِيه ضمير مَرْفُوع يعود على هَذَا
وَقيل هَذَا رفع بَالا ستقرار وَمَتى ظرف فِي مَوضِع نصب فَلَا
يكون فِيهِ ضمير
قَوْله تدعون هُوَ تفتعلون من الدُّعَاء وَأَصله تدتعيون ثمَّ
أدغمت التَّاء فِي الدَّال على ادغام الثَّانِي فِي الأول
لِأَن الثَّانِي أَضْعَف من الأول وأصل الادغام أَن تُدْغَم
الأضعف فِي الْأَقْوَى لِيَزْدَادَ قُوَّة من الادغام
وَالدَّال مجهورة وَالتَّاء مهموسة والمجهور أقوى من المهموس
فَلذَلِك أدغم الثَّانِي فِي الأول ليصير اللَّفْظ بِحرف مشدد
مجهور فَهُوَ أحسن من أَن يصير بِحرف مهموس
قَوْله فَمن يأتيكم ابْتِدَاء وَخبر وَالْفَاء جَوَاب الشَّرْط
قَوْله بِمَاء معِين يجوز أَن يكون معِين فعيلا من معن المَاء
اذا كثر وَيجوز أَن يكون مَفْعُولا من الْعين وأصلة معيون ثمَّ
أعل بِأَن اسكنت الْيَاء اسْتِخْفَافًا وحذفت لسكونها وَسُكُون
الْوَاو بعْدهَا ثمَّ قلبت الْوَاو بَاء لانكسار الْعين قبلهَا
وَقيل بل حذفت الْوَاو لسكونها وَسُكُون الْيَاء قبلهَا
فتقديره على هَذَا فَمن يأتيكم بِمَاء يرى بِالْعينِ
(2/747)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة نون والقلم
قَوْله تَعَالَى نون والقلم قد تقدم وَجه الاظهار والادغام فِي
النُّون فِي يس وَغَيرهَا وَقد قرىء بِفَتْح النُّون على أَنه
مفعول بِهِ أَي اذكر نون أَو اقْرَأ نون وَلم ينْصَرف
لِأَنَّهُ معرفَة وَهُوَ اسْم لؤنث وَهِي السُّورَة وَقيل
لِأَنَّهُ اسْم أعجمي وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ انما فتحت النُّون
لالتقاء الساكنين كأين وَكَيف كَأَن القارىء وصل قِرَاءَته
وَلم يدغم فَاجْتمع ساكنان النُّون وَالْوَاو ففتحت النُّون
وَقَالَ الْفراء انما فتحت على التَّشْبِيه بثم وَقَالَ غير
فتحت لِأَنَّهَا اشتبهت نون الْجمع وَقَالَ أَبُو حَاتِم لما
حذفت مِنْهَا وَاو الْقسم نصبت بِالْفِعْلِ الْمقسم بِهِ كَمَا
تَقول الله لَأَفْعَلَنَّ فتنصب الأسم بِالْفِعْلِ كَأَنَّهُ
فِي التَّمْثِيل وان كَانَ لَا يسْتَعْمل أقسم الله وَأَجَازَ
سِيبَوَيْهٍ الله لَأَفْعَلَنَّ بالخفض أعمل حرف الْقسم وَهُوَ
مَحْذُوف وَجَاز ذَلِك فِي هَذَا وان كَانَ لَا يجوز فِي غَيره
لِكَثْرَة اسْتِعْمَال الْحَذف فِي بَاب الْقسم وَمن جعل نون
قسما جعل الْجَواب مَا أَنْت بِنِعْمَة رَبك
قَوْله أَن كَانَ ذَا مَال أَن مفعول من أَجله
(2/748)
وَالْعَامِل فِيهِ فعل مُضْمر تَقْدِيره
يكفر أَو يجْحَد من أجل أَن كَانَ ذَا مَال وَلَا يجوز أَن
يكون الْعَامِل تتلى وَلَا قَالَ لِأَن مَا بعد اذا لَا يعْمل
فِيمَا قبلهَا لِأَن اذا تُضَاف الى الْجمل الَّتِي بعْدهَا
وَلَا يعْمل الْمُضَاف اليه فِيمَا قبل الْمُضَاف وَقَالَ
جَوَاب الْجَزَاء وَلَا يعْمل فِيمَا قبل الْجَزَاء لِأَن حكم
الْعَامِل أَن يكون قبل الْمَعْمُول فِيهِ وَحكم الْجَواب أَن
يكون بعد الشَّرْط فَيصير مقدما مُؤَخرا فِي حَال وَذَلِكَ لَا
يجوز فلابد من اضمار عَامل لِأَن على مَا ذكرنَا
قَوْله مصبحين حَال من الْمُضمر فِي ليصر مِنْهَا الْمَرْفُوع
وَلَا خبر لأصبح فِي هَذَا لِأَنَّهَا بِمَعْنى داخلين فِي
الاصباح
قَوْله بأيكم الْمفْتُون الْبَاء وَالْمعْنَى أَيّكُم
الْمفْتُون وَقيل الْبَاء غير زَائِدَة لَكِنَّهَا بِمَعْنى
فِي وَقيل الْمفْتُون بِمَعْنى الْفُتُون وَالتَّقْدِير فِي
أَيّكُم الْفُتُون أَي الْجُنُون وكتبت أَيّكُم فِي الْمُصحف
فِي هَذَا الْموضع خَاصَّة بياءين والف قبلهمَا وَعلة ذَلِك
أَنهم كتبُوا الْهمزَة صُورَة على التَّحْقِيق وَصُورَة على
التَّخْفِيف فالألف صُورَة الْهمزَة على التَّحْقِيق وَالْيَاء
الأولى صورتهَا على التَّخْفِيف لِأَن قبل الْهمزَة كسرة فاذا
خففتها فَحكمهَا أَن تبدل مِنْهَا يَاء وَالْيَاء الثَّانِيَة
صُورَة الْيَاء الْمُشَدّدَة وَكَذَلِكَ كتبُوا بأييد
(2/749)
بياءين على هَذِه الْعلَّة وَكَتَبُوا
ولأاوضعوا بِأَلفَيْنِ وَكَذَلِكَ أَولا أذبخنه وَلَا الى
الْجَحِيم وَلَا الى الله تحشرون كتب كُله بِأَلفَيْنِ احدهما
وَهِي الأولى صُورَة الْهمزَة على التَّحْقِيق وَالثَّانيَِة
صورتهَا على التَّخْفِيف وَقد قيل الأولى صُورَة الْهمزَة
وَالثَّانيَِة صُورَة حركتها وَقيل هِيَ فَتْحة أشبعت فتولدت
مِنْهَا ألف وَفِيه بعد وَهَذَا انما هُوَ تَعْلِيل لخط
الْمُصحف اذ قد أَتَى على ذَلِك وَلَا سَبِيل لتحريفه وَهَذَا
الْبَاب يَتَّسِع وَهُوَ كثير فِي الْخط خَارج عَن
الْمُتَعَارف بَين الْكتاب من الْخط فلابد أَن يخرج من ذَلِك
وَجه يَلِيق بِهِ وسنذكره ان شَاءَ الله تَعَالَى مستقصى
مُعَللا فِي غير هَذَا
قَوْله قَالَ اساطير الْأَوَّلين أَي هَذِه أساطير فأساطير خبر
ابْتِدَاء مُضْمر
قَوْله كَذَلِك الْعَذَاب الْعَذَاب ابْتِدَاء وَكَذَلِكَ
الْخَبَر أَي الْعَذَاب الَّذِي يحل بالكفار مثل هَذَا
الْعَذَاب
(2/750)
قَوْله مَا لكم كَيفَ تحكمون مَا ابْتِدَاء
اسْتِفْهَام وَلكم الْخَبَر وَكَيف فِي مَوضِع نصب بتحكمون
قَوْله أم لكم أَيْمَان علينا بالغه أَيْمَان ابْتِدَاء وعلينا
خبر وبالغة نعت لأيمان وَقَرَأَ الْحسن بَالِغَة بِالنّصب على
الْحَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي علينا
قَوْله يَوْم يكْشف انتصب يَوْم على اذكر يامحمد فتبتدىء بِهِ
وَيجوز أَن ينصبه يَأْتُوا أَي يَأْتُوا بشركائهم فِي هَذَا
الْيَوْم وَلَا يحسن الِابْتِدَاء بِهِ
قَوْله خاشعة أَبْصَارهم نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي
يدعونَ أَو من الْمُضمر فِي يَسْتَطِيعُونَ وأبصارهم رفع
بِفِعْلِهَا وترهقهم فِي مَوضِع الْحَال مثل الأول وان شِئْت
كَانَ مُنْقَطِعًا من الأول
قَوْله فذرني وَمن يكذب من فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على
ضمير الْمُتَكَلّم وان شِئْت على أَنه مفعول مَعَه
قَوْله لَوْلَا أَن تَدَارُكه أَن فِي مَوضِع رفع
بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر
(2/751)
مَحْذُوف وَلَا يكَاد يسْتَعْمل مَعَ
لَوْلَا عِنْد سِيبَوَيْهٍ الا محذوفا وَالتَّقْدِير لَوْلَا
مداركة الله اياه لحقته أَو استنقذته وَشبهه ولنبذ جَوَاب
لَوْلَا وَذكر تَدَارُكه لِأَن النِّعْمَة وَالنعَم بِمَعْنى
وَاحِد فَحمل على الْمَعْنى وَقيل ذكر لِأَنَّهُ فرق بَينهمَا
بِالْهَاءِ وَقيل لِأَن تَأْنِيث النِّعْمَة غير حَقِيقِيّ
إِذْ لَا ذكر لَهَا من لَفظهَا وَفِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود
لَوْلَا أَن تداركته بِالتَّاءِ على تَأْنِيث اللَّفْظ
قَوْله وَهُوَ مَذْمُوم ابْتِدَاء وخب فِي مَوضِع نصب على
الْحَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي نبذ
قَوْله وَإِن يكَاد الَّذين كفرُوا ليزلقونك إِن عِنْد
الْكُوفِيّين بِمَعْنى مَا وَاللَّام بِمَعْنى إِلَّا
وَتَقْدِيره وَمَا يكَاد الَّذين كفرُوا الا يزلقونك وَإِن
عِنْد الْبَصرِيين مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مُضْمر
مَعهَا وَاللَّام لَام التَّأْكِيد لَزِمت هَذَا النَّوْع
لِئَلَّا تشبه إِن الَّتِي بِمَعْنى مَا وَقد مضى نَظِيره
(2/752)
|